قواد بريان من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م[1]
- يحي بن عفاري.
- إسماعيل بن صالح، عزل يوم 12 أوت 1907.
- يحي بن حمو المولود عام 1856، من 12 أوت 1907 إلى جانفي 1915.
- قاسم بن باحمد قَلُّو.
- باحمد بن الحاج إبراهيم الداغور، توفي في جوليت 1922.
- سليمان بن باحمد لعساكر المولود عام 1867، عيّن يوم 24 نوفمبر 1922.
- إبراهيم بن سليمان قَلُّو، نصب يوم 18 أكتوبر 1929، عزل يوم 13 جانفي 1936، بعد هدم محاريب قبور مزابية قام به إصلاحيون.
- بالحاج بن سليمان بن يحي باعوشي المولود عام 1891، عزل يوم 15 سبتمبر 1941، كان أبوه وجدّه قائدين لبريان.
- سليمان بن عمر بودي المولود عام 1891، عيّن يوم 22 أكتوبر 1941. سمّي قائد القواد يوم 23 جوان 1947 وآغا يوم 17 فيفري 1948.
- عمر بن سليمان المولود عام 1916
أسماء القياد الذين تولوا القيادة في بريان[2]:
-رئيس الجماعة: بعوشي عفاري بن سليمانبن الناصر بن بابه 1846م إلى 1853م، من عشيرة آل بالناصر.
- رئيس الجماعة: بعوشي باحمد بن عفاري بن سليمان، 1853م إلى 09 أكتوبر 1881م، من عشيرة آل بناصر.
1-القايد: أجريبة الحاج إبراهيم بن باحمد، من بلدة بنورة 1853م إلى 09 أكتوبر 1881م، خليفته بعوشي يحي بن عفاري بن سليمان.
2- القايد: بعوشي يحي بن عفاري بن سليمان، 1881م إلى04نوفمبر 1903م، من عشيرة آل بناصر.
خلفاؤه: بعوشي باحمد بن حمودة وبهدي قاسم بن صالح وكاسي موسى الحاج أحمد.
3- القايد: كروشي إسماعيل بن صالح 1903م عزل يوم 12 أوت 1907م، من عشيرة آل بالناصر.
4- القايد: باحميدة يحي بن حمو 12أوت 1907م إلى 1914م، من عشيرة آل عابو.
خلفاؤه بهدي قاسم بن صالح وكاسي موسى الحاج أحمد.
5- القايد: قلو قاسم بن باحمد 17سبتمبر 1914م إلى 22 فيفري 1915م، من عشيرة آل بلفع.
6- القايد: الداغور باحمد بن الحاج إبراهيم 12 أفريل 1915م إلى 1922م، من عشيرة آل بالناصر.
خليفته: بهون سمان.
35
7- القايد العساكر سليمان بن باحمد 24 نوفمبر 1922م إلى 1929م، من عشيرة آل بالناصر.
خليفته: الأطرش باحمد بن إبراهيم بن باعلي.
8- القايد: قلو إبراهيم بن الحاج سليمان 18 أكتوبر 1929م عزل يوم 13 جانفي 1936م، من عشيرة آل بلفع.
خليفته: بعوشي بالحاج بن سليمان.
9- القايد: بعوشي بالحاج بن سليمان 13جانفي 1936م عزل يوم 15 سبتمبر 1941م، من عشيرة آل بالناصر.
10- القايد: بودي سليمان بن عمر 22 أكتوبر1941م إلى 1962م، من عشيرة آل بالناصر.
11- القايد بودي عمر بن سليمان08 نوفمبر 1952م إلى 1962م، من عشيرة آل بالناصر([1]) .
ملاحظة: عين بودي سليمان بن عمر قائدا على بريان يوم 22 أكتوبر 1941م، سمي قائد القياد يوم 23جوان 1949م.
وسمي آغا يوم 17فيفري 1948م.
أ- أسماء رؤساء البلدية الذين تولوا رئاسة بلدية بريان:
1- الحرمة محمد بن إبراهيم 1962م- 1967م، من عرش أولاد سيدي يحي.
2- أبو الصديق بكير بن باحمد 1967م-1971م، من عشيرة آل انشاشبة وأولاد يونس.
3- السعودي عيسى بن سليمان 1971م-1976م، من عشيرة حل عينهم .
4- بهون موسى بن الحاج إبراهيم 1976م-1980م، من عشيرة آل بالناصر.
5- عمر أيوب باحمد بن عيسى 1980م-1990م، من عشيرة آل انشاشبة وأولاد يونس.
6- حجاج باحمد بن قاسم 1990م-2002م، من عشيرة آل انشاشبة وأولاد يونس.
7- عمر أيوب باحمد بن عيسى 2002م- 2007م، من عشيرة آل انشاشبة وأولاد يونس.
8- حجاج نصر الدين بن عمر2007م- 2008م، من عشيرة آل انشاشبة وأولاد يونس(عزل من منصبه).
9- حجاج باحمد بن قاسم 2008م-2012م، من عشيرة آل انشاشبة وأولاد يونس.
10- بعوشي عفاري بن باحمد 2012م، من عشيرة آل بالناصر.
11- محرزي صالح بن حمو مستخلف، من عشيرة عمي سعيد.
12- عمر أيوب باحمد بن عيسى 2017م.
لمحة تاريخية عن القياد الذين تولوا القيادة في بريان:
لما احتلت القوات الفرنسية مدينة الأغواط، شعر المزابيون بقلق شديد وبلبلة وفوضى وتضارب الأراء : بين مؤيد لإبرام معاهدة الحماية مع فرنسا؛ ومعارض لها، وهذه المعاهدة تحفظ بلادهم وعوائدهم واحترام معتقداتهم وتقاليدهم وتسيير أمورهم الداخلية بأيديهم، مقابل حفظ النظام العام في البلاد ورعاية حقوق الفرنسيين، وإخراج مبلغ مالي هو خمسة وأربعون ألف فرنك (45000فرنك) غرامة مالية سنويا وتمت المعاهدة بتاريخ 13 رجب 1269ه الموافق ل22 أفريل 1853م([2]).
تعاقبت على وادي مزاب بعد عقد المعاهدة حوادث منها أن الوادي كان ملجأ وملاذا للثائرين على فرنسا كانت أسواقها تؤمن لهم للتزود بالأقوات والتموين والعتاد والأسلحة والبارود كما كانوا يمدونهم بالرجال والإمكانيات في مقاومة الاحتلال الفرنسي مما أدىذلك إلى تهديدات فرنسا بإصدار قرار الإلحاق غير القانوني لمنطقة مزاب، فاحتلها عسكريا سنة:1299ه/1882م([3])، بعدما كانت البلاد في هول عظيم من البلاء والفتن، وساءت الأحوال، فكان رئيس الجماعة هو الذي يسير البلدة، فلما حلت الحكومة بوادي مزاب تحت دستور فرنسا نصبت في كل مدينة من المدن السبع قائدا بعد أن يقع اختياره من قبل الرعية فتم تعيين عدة قياد في بريان، تولوا القيادة، فدافعوا عن حقوقها وسهروا على مصالحها، وكانوا قوة بجانب سلطة المسجد الدينية.
-رئيس الجماعة: بعوشي عفاري بن سليمان بن الناصر، 1846م إلى 1853م من عشيرة آل بالناصر.
أهم أعماله: وضع التنظيم العشائري في البلدة.
-رئيس الجماعة: بعوشي باحمد بن عفاري بن سليمان 1853م إلى 09 أكتوبر 1881م من عشيرة آل بالناصر.
كان رجلا شجاعا ذو هيبة ومكانة، في عهده كانت حدود بريان من رأس الحجرة إلى حدود أوريغْنوُ، وكذلك كان يمثل أهل بريان في مجلس باعبد الرحمان الكرتي في غرداية .
أهم أعماله: قام بإصلاح ذات البين بين الشراقة والغرابة في القرارة، وكذلك قام بإرجاع عرش الحرازلية إلى الأغواط بعد خروجهم منها إلى الناحية الغربية، فالتقى بعوشي باحمد بن عفاري مع حاكم الأغواط في رأس الحجرة (حدود بريان مع الأغواط) فقال
باحمد بن عفاري لترجمان الحاكم أستطيع إرجاع الحرازلية إلى الأغواط بشرط أن تعين قائدا من أولاد بن شاعة وقائدا من أولاد سليمان بعدما كان القياد يعينون من عرش أزْعَنينْ وتم له ذلك([4]).
أجريبة الحاج إبراهيم بن باحمد تولى القيادة من 1853م إلى 09 أكتوبر 1881.
ميزابي من بلدة بنورة، عين قائدا تابعا لفرنسا، وكان رجلا ثريا في حين أهل بريان كانوا ضعفاء فطلب القيادة من أهل الوطن، فوقعوا معه شروطا منها أن يقدم الغرامة المالية لفرنسا من أجل عدم ذهاب أبناء الوطن إلى التجنيد الإجبارين ثم يقوم العرش بجمع الأموال ودفعها بالتقسيط للقايد، وكان رئيس الجماعة في هذه الفترة المدعو باحمد بن عفاري بعوشي، واستمر القايد مدة 28 سنة([5]).
أهم أعماله:
شارك الحاج إبراهيم بن باحمد أجريبة في اتفاق صلح بين عرش بريان وعرش العفافرة، وقع بتاريخ 25 صفر 1296ه الموافق 25 جويلية 1873م، وقع الاجتماع في مجلس أبي عبد الرحمان الكرتي، حضر من عرش بريان باسعيد بن موسى الطالب باحمد، وعيسى بن باحمد ويحي بن عفاري بعوشي، ومحمد بن داود وصالح بن الناصر باحميدة، والحاج إبراهيم بن باحمد أجريبة، وحضر من جانب عرش العفافرة قاسم بن حمو قزول، وإبراهيم بن علي أدباش، وإبراهيم بن أبي علي، وإبراهيم بن أبي أحمد بوريم، ومفاد هذا الصلح، أن يعطي عرش بريان لعرش العفافرة نظير ما باع داخل صور البلد قدر 15 دار من الأرض كل دار يكون عرضها 25 ذراعا وطولها كذلك، وأن يعطوا لهم أيضا عوض ما بيع من الأراضي للغرس خارج البلد قدر 40 جنانا كل جنان طوله 100ذراع وعرضه كذلك، أرضا بيضاء للغرس يكون ابتداء هذه الأرض من حد سد المغارة قبلة في الحنية
هذا كله على وجه الصلح([6]).وشارك القايد الحاج ابراهيم بن باحمد اجريبة في وساطة التفاوض بين قائد الحرازلية الداودي بن التومي والإدارة الفرنسية في التوقيع على اتفاقية الشبكة في 01 نوفمبر 1874م وتضمنت الإتفاقية على ثلاثة عشر بنداً([7])
القايد يحي بن عفاري بن سليمان بعوشي حكم: 1881م- 1903م.
تقلد القيادة يحي بن عفاري بن سليمان بعوشي بعد أن تنافس معه أمحمد بن دادي عدون، وعين بعد وفاة أجريبة وأخيه باحمد بن عفاري رئيس الجماعة، وهو مزابي وطني من فرقة أولاد بالناصر ذوهيبة وهمة، محترم مهيب ذو شجاعة ناشط حازم مدبر ماهر ارتدى برنوس القيادة. وفي حكمه أصبح الأجانب عن البلدة في طغيان وفساد إلى جانب الأشرار والمفسدين من بريان. هنالك تصدى لهم القايد يحي بن عفاري، فسجن منهم الكثير وغرم الكثير، حتى رفع الظلم والفساد عن البلاد، وانتهى ذلك البلاء، وهدأ الروع والخوف، وأصبحت الأمة في الطمأنينة والهناء والراحة، حتى صار "الذئب من الخوف يرعى مع الخروف" كما يقال، وانقاد الناس للحق والصواب، وزالت الطمعيات وقلت الجنايات وأمسى الناس في الرحمة والعافية.
أهم أعماله:
- النداء للسرخة لتصفية الأوساخ وتنقية نواحي لبلدة وترميم جدرن الديار.
- الكورفي وهي التويزة الإجبارية في خدمة الطرقات من سَطّافة إلى طريق الوادي أوريغنو وحراسة الطريق.
- قام بحفر الجب الواقع بتلغمت مع أهل وادي مزاب في مدة طويلة.
أما حكمه داخليا فقد جعل الناس رحماء بينهم، فالقايد يهددهم بالغرامات والسجن واستمر حكمه مدة 22 سنة.
كان يحي بن عفاري، يحترم عادات البلد ويعمل طبقا لعرف المنطقة، وله أعوان ومدبرون ونواب وأعيان وضمان وأمناء وأهل الفضل والمعرفة والجود والكرم ذوو الفكر والرأي السديد، وله جلسة مخصصة لملاقاتهم، يجمع الرأي ويميز الأفكار، وهم يرشدونه وينبهونه إذا سها، ويساندونه عند الشدائد والولائم بالرجال والمال، فعمروا وطنهم وحفظوا حريمهم، حتى ابتسمت لهم الأيام، وتوالت لهم السنون بالخصب والرخاء والأمطار الهاطلة، وانخفضت أسعار التمور والمزروعات([8]).
وفي عهده كانت بريان منطقة عبور وهمزة وصل بين الثورات، منها مقاومة الشيخ بوعمامة التي استمرت من 1881م إلى 1904م، فكانت بريان مصدرا تمدها بالعتاد والأسلحة والبارود المصنوع محليا، فكانت مدقات البارود بحي بوطارة الذي كان ملتقى الفرسان والثوار لأخذ المؤونة والذخيرة([9]).
بعد أن قضى شبابه وعز عمره، هان عظمه، وقل جهده، فقال لهم: أنا عنكم راحل فاستقال من القيادة مرشحا مكانه السيدين يحي بن حمو باحميدة وإسماعيل بن صالح كروشي، وأعطيت القيادة لإسماعيل بن صالح كروشي، وأصبح بعدها يحي بن عفاري راحة وهناء، فزاد بعدها مدة سبعة أشهر ثم مات والدوام لله. وخرجت البلاد كلها لجنازته العرب والمزابيون وأصبح الناس في وحشة وأحزان وبكت الأمة لفراقه، توفي عام 1321ه الموافق ل أوت 1903م.
القايد إسماعيل بن صالح كروشي حكم 1903م- 1907م.
تولى القيادة بعد القايد يحي بن عفاري بعوشي، وهو مزابي من عشيرة أولاد بالناصر في جانفي 1903م إلى 1907م.
وكاتبه سي أحميتر من أولاد يحي ومخزنه ابن الصالح اليحياوي وأوصيف العرش (خادم العرش) باحمد بن عبد القادر من الحمرية.
أهم أعماله:
-أمر بتنظيف البلدة من الأوساخ في الطرقات وفي مدخل الأبواب حتى تمت عملية التنظيف في يوم كامل.
- قام بتبييض الجدران والسطوع والشوارع ودكاكين التجارة لاسيما في السوق ودار العرش.
- قام بحملة ضد الجراد.
- أمر بحفر جبِّ مقْرونة بين القرارة وبريان المعروف حاليا بجب وادي أمْغرْناتْ.
- أقام الحراسة في البلاد، وينادي بها في السوق، وجعل فيها أمينين هما: قاسم بن سليمان، وباسعيد بن الحاج إسماعيل العساكر، من باب الظهراوي إلى باب الغربي، في كل ليلة يخرج ستة أشخاص- سواء كانوا عربا أم مزابيين- اثنان في الشارع التحتاني، واثنان في الشارع الوسطاني، واثنان في الشارع الفوقاني، يحرسون من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة الثالثة صباحا أي مع طلوع الفجر تقريبا.
- كان يفرض الغرامات على الناس الذين يتمردون على قوانين الدولة، حتى تدخلت جماعة الأعيان لدى الحاكم في المكتب بغرداية قصد تنحيته وتعويضه بالقايد باحميدة يحي بن حمو، فأخرج إسماعيل بن صالح كروشي السجلات فمكّنها ليحي بن حمو باحميدة؛ وأمسى الناس فرحين مستبشرين يهنؤون القايد الجديد.
4- القايد يحي بن حمو باحميدة حكم 1907م-1914.
"هو رجل وطني محمود السيرة، من عرش أولاد عابو صاحب تجارة، حليم كريم صبور غيور ذو رأي سديد، سياسي محترم ذو وقار لا يقبل الفساد ولا يخالط الأراذل ويفعل الخير ويحرص الأهالي والعائلات، ذو هيبة وله وفرة المال والأملاك والخيل ودخائر من الحبوب والمزروعات لعمارة بلدته، وينفق على المساكين ويطعم الفقراء ويغيث المحتاجين والأرامل، ويحكم بالصلح والقوانين وعوايد البلدة وله أعوان من الرجال ذو التدبير وأهل المعرفة والفضلاء والنواب والحراس وضمان الأعراش".
واتخذ الخليفة له السيد قاسم بن صالح بهدي، وعنده يجتمع أهل المعرفة والرأي والقايد يحي بن حمو يسترشد بأمرهم ومشورتهم حتى استوت له الليالي والأيام وصفت له القلوب من الغل والحسد وهطلت السماء بالأمطار وسالت الوديان، وكثرت الخيرات والمزروعات من الحبوب والتبن.
أهم أعماله:
-تقلد برنوس القيادة وجاءت له التهاني ووهبت له الهدايا والمكافآت وأهدي له فرس من خيرة الخيل من غليزان.
- أمّن الناس في أملاكهم وانعدمت السرقات.
- قلت الوشايات وأمسى السكان في هناء وفرح وسرور.
-مؤيد من جهة الحكومة، ومشكور من جهة الوطن، ورضي عنه الشيخ اطفيش بالمساكين حين زاره وسلم عليه لما جاء بريان، فقدّم له نصائح منها: أنه قال له: بالمساكين واحكم بالعدل. فاستجاب له القائد وأبدى له احتراما بأن جعل له مقاما يزار في الجبل القبلي من ناحية جبل أمي عامر المشهور.
- أمر الناس بمحاربة الجراد حين حط في البلدة.
وبعد كل هذه الأعمال وبعد مدة زمنية رأى أن أمره لم يستقم، وكثرت الشكايات، فطلب تسليم القيادة قبل أن يُعزل ومنحها إلى الخليفة قاسم بن باحمد قلو([10]).
5- القايد قاسم بن باحمد بن يونس قلو حكم: 1914م-1915م.
هو رجل مزابي برياني من عرش أولاد بلفع كان عمره آنذاك 28سنة، ولما جاءته ورقة التعيين، ألبسوه برنوس القيادة وأصبح قائد البلد ولكن حكمه لم يعمّر سوى شهور معدودات.
أهم أعماله:
- أمر بتنقية البلاد من الأوساخ وتصفية الشوارع وضواحي البلدة وتحت الأسوار والبوابات حتى صارت البلدة نقية.
- أمر بتبييض الديار والأسوار ودكاكين التجارة.
- التفت بعد ذلك إلى الأحكام، وحل القضايا والوقائع، وجعل لها أوقات مخصصة للفصل فيها، هو أول من قنن أوقات العمل من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الحادية عشرة، ومن الساعة الثالثة إلى الخامسة مساء.
- أما الحكم فكان في دار العرش فقط.
- هو أول من جعل للخوجة "الكاتب" سجلا يسجل فيه القضايا والوقائع غير أن هذا الخوجة لا يحضر مع القايد أثناء المداولات ولا يسمع للمتخاصمين و لا يعرف الأسرار، والقايد يحكم بالصلح والقوانين والسياسة والإحسان وبالعرف وعادات البلدة.
- جعل للمسجونين أشغالا بالنهار، والسجن في الليل، ويعملون في تعبيد طريق سطّافة طريق السيارة.
- سجل بالتصفية حساب العرش من الزمائم (السجلات)، وسجل كل شيء في دفاتر خاصة، المداخيل والمخاريج من الأموال.
- كان يقوم بقرى كل الضيوف النازلين بالبلدة.
- كان غيورا على وطنه وعلى دينه، وبحب الخير ويعين الفقراء والمساكين بالنفقة.
- كان يحرض على المساواة في الحقوق والواجبات بين الناس، مما جعل الناس إخوانا متحابين.
- أصيب بمرض الحمّى، وتوفي في الساعة الرابعة مساء في 22 فبراير 1915م.
هو رجل مزابي برياني من عرش أولاد بلفع كان عمره آنذاك 28سنة، ولما جاءته ورقة التعيين، ألبسوه برنوس القيادة وأصبح قائد البلد ولكن حكمه لم يعمّر سوى شهور معدودات.
وشيع إلى مثواه الأخير في موكب جنائزي كبير، وهطلت العيون بالدموع، ودامت مدة حكمه ستة أشهر وخلفه في القيادة الداغور باحمد بن إبراهيم.
6- القائد الداغور باحمد بن الحاج حكم: 1915م- 1922م.
تولى الداغور باحمد بن الحاج إبراهيم من عرش أولاد بالناصر القيادة سنة 1334ه الموافق لـ 1915م، هو رجل ذو معرفة وسياسة، ذو هيبة ووقار، وحب الرئاسة والثناء، ذو دهاء وحيلة، ذو بطش شديد، كانت له تجارة بتيهرت، ثم رحل منها إلى بريان فاتخذ فيها متجرا، فجاءه التعيين قائدا للبلدة.
أهم أعماله:
- أمر بتنقية البلدة من الأوساخ وتبييض الديار.
- أسس ورتب أحكامه في أوقات محددة: أحكام الظاهر وأحكام السر، أما أحكام الظاهر ففي دار العرش وأحكام السر في داره الصغيرة التي أعدها للحكم ونزول الحكام فيها.
- نظم أوقات المحكمة من الساعة الثامنة إلى الحادية عشرة صباحا، ومن الساعة الثالثة إلى الخامسة مساء.
- كان يعاقب بالغرامة.
- كانت له علاقة متينة مع حكام وأرباب المكتب بغرداية وأصحاب السلطة.
- هو أول من جعل للسرقات الضّمّان، وهي مسجلة في الزمائم (السجلات) عنده.
- جعل للدلالين ضُمانا وسجلات يكتبون فيها الأمتعة واسم صاحبها واليوم والتاريخ.
- جعل الحراسة في البساتين وسائر الوديان.
- جعل في كل واد أمينا.
- جعل الحراسة في البلدة كل يوم، ويقوم صاحب الحراسة بها أو يدفع مقابل عنها إذا تغيّب.
- قام بأمور البلدة أحسن قيام.
- وهو الذي نزع الأحكام من شيوخ المسجد، وأحكام التبرية إلا بإذنه ومشورته.
- فرض الغرامة على كل من خالف قوانين الحكم.
- له جواسيس من العوام يأتون له بالأخبار.
- هو الذي جعل للسفر تصريحا وجوازا، وكان التصريح، بالضامن يضع إمضاءه في سجل القايد.
- له السماسرة يجلبون له الفوائد والمنافع.
- فرض على أهل البلدة غرامة مالية يجمعها فيدفعها إلى الحكومة الفرنسية.
- انتشرت في عهده الأوبئة والأمراض، وعانت البلدة من القحط والجدب، ومات العديد من الشيوخ والأعيان والفضلاء والعوام وقدر بـ 200 شخص من أهل البلدة، منهم اعمارة بن صالح موسلمال.
- هو أول من هدم (الدكانات) وهي أمكنة للجلوس مرتفعة عن الأرض في الشارع من حد الباب الظهراوي إلى الباب الغربي، ومنع الناس من القعود في الشارع والوقوف عند أبواب المتاجر دون حاجة.
- منع الاجتمعات للجمعيات.
- منع شرب الدخان في الشارع وفي السوق.
- منع الناس من السب والشتم ومن ارتفاع الصوت والمشاحنة والمخاصمة.
- هو أول من فرض التجنيد الإجباري لأبناء البلدة في صفوف الجيش الفرنسي، متحديا سكان بريان وخارقا اتفاق الأمة المزابية مع فرنسا في هذه المسألة ووقع الخصام ضد القايد.
- أمر بقطع أغصان الأشجار المتدلية في الطرق والتي تعوق الناس في تنقلاتهم من رأس الوادي على طول السواقي.
- قام بتنظيم مجرى الوادي من الساقية الأصل من وادي بالوح وساقية باحمد والحاج إلى غابة بوربيّع والناس يعملون طول النهار.
- وفي سنة 1922م انتشر خبر وفاته في البلدة بين الناس منهم من صدّقه ومنهم من كذّبه ومنهم من تنفس الصعداء ومنهم من تبسم ومنهم من تأسف.
وقد ارتعدت البلدة وتزعزعت في صباح اليوم الموالي لوفاته إذ خرج الأهالي مشيعين جنازته من بستانه إلى المقبرة، وغص الطريق بالسكان والأجانب، وبنوا قبره بالجير، وبعد وفاته تولى القيادة سليمان بن باحمد لعساكر([11]).
7- القايد سليمان بن باحمد العساكر حكم 1922م- 1929م.
هو من عرش أولاد بالناصر، اجتمع أعيان البلدة ورجالاتها لينظروا في من يتولى القيادة عليهم، فاختاروا أربعة رجال فقدموهم للحكومة فجاءتهم التسمية للقايد سليمان بن باحمد العساكر، وجاءته وثيقة القيادة والرئاسة وأصبح قائدا على البلاد وجاءه البرنوس الأحمر رمز القيادة.
فتولى مهامه فجلس للمتخاصمين، لا تأخذه في الله لومة لائم.
أهم أعماله:
استطاع مع الضمان والنواب جعل حدّ للسرقات كانت منتشرة في الغلات والمزروعات والبغال والحمير والجمال وكذلك البضائع وآلات البيت والكسوة إلخ وقد سجن كثيرا من اللصوص والمعتدين.
- انقسم سكان البلدة في عهد القائد سليمان بن باحمد على قسمين: قسم المسجد وقسم السياسة.
-كان القائد من الأعضاء البارزين في تأسيس الجمعية الخيرية والإصلاح التي تأسست لأول مرة في شهر رجب 1344ه الموافق لـ 1925م، وقد أنشأها بعض الأعيان والتجار المزابيين من أهل بريان ذوي المعارف والحزم والعزم والنشاط والغيرة والشفقة والحلم والصبر والثبات وذوي الفكر والرأي والتدبير، وكانت سرية متفقة متحدة منظمة متصفة بالصدق والإخلاص والوفاء بالوعد والإنصاف والمساواة في الحقوق، وكانت موافقة القائد لإنشائها السري أكبر عامل في قيامها واستمرارها.
أما عن هيكلها وبعض بنود قانونها الداخلي فقد عين الرئيس ونائبه والكاتب ونائبه والوكيل ونائبه و الخزناجي (أمين المال) وأربعة عمال وفيهم اثنا عشر رجلا من أهل المعرفة محمودو السيرة أمناء، واتفقوا على قائمة من المبادئ والبنود منها:
أولا: ينشأ كيس ويدفع فيه مسبقا 100 فرنك لكل عضو منهم في البداية والنفقات لمحل الاجتماع وللضوء وسجلات الوقائع.
ثانيا: ألزموا على كل متجر مقدار اشتراك شهري.
ثالثا: في تأسيس الأمور وإصلاح المفاسد...إلخ
رابعا: الاستعداد لرفع المضار وجلب المنافع.
خامسا: التدبير في الأمور والقضايا.
سادسا: في أحوال الموتى مثل الدفن والتصاريح للموتى من الحكومة.
سابعا: في حكم العدالة مثل المحاماة والشكايات والمسؤوليات والمقابلة في المرافعات.
ثامنا: في مراعاة الأجراء والعمال ومراقبة أشغالهم وإخلاصهم وخروجهم من العمل والنظر في سبب ذلك ومراجعة من العمل والأجير ومراقبة أجورهم وطلب حقوقهم.
تاسعا: في تربية النشء والاعتناء بهم وفي آدابهم وتعليمهم وأخلاقهم، مثل اليتامى يُعتنى بهم ويعلَّمون الفرائض والواجبات والسنن المؤكدة والحِرَف.
عاشرا: في كفالة المرضى وعيادتهم والوقوف في شؤونهم بالفحص والعلاج والأدوية لا سيما الفقراء وعابروا السبيل.
حادي عشر: الجمعية تجتمع في كل يوم جمعة للنظر في القضايا.
اثنا عشر: من يفشي سرها يُعزل وليس له الحق في الجمعية.
ثالث عشر: إذا قرر عضو أن يسافر لمدة طويلة فلا بد من إذن الجمعية.
أسماء أصحاب الجمعية وعددهم وأسماء الرؤساء والأعضاء المستعملين رؤساء الجمعية الثمانية:
1 موسى بن بالحاج ابن يامي.
2 إبراهيم بن الحاج سليمان قلو.
3 سليمان بن الناصر زياط (حسني)
4موسى بن باحمد قلو.
5 الحاج علي بن عيسى الدبوز.
6 باعلي بن إبراهيم الأطرش.
7 حمو بن عبد الله العساكر.
8 الحاج سليمان فخار.
أعضاء الجمعية الثمانية:
1- سالم بن باحمد سالم.
2- صالح بن عيسى تربح.
3- سليمان بن عمر بودي.
4- عيسى بن باحمد زعباطي.
5- القايد سليمان بن باحمد العساكر.
6- بالحاج بن سليمان بعوشي.
7- حمو بن يحي باحميدة.
8- بكير بن باحمد عباس.
الأعضاء المستعملون:
1- باعلي بن سليمان قزول.
2- عمر بن علال بن علال.
3- باحمد بن محمد بن عشار.
4- موسى بن شعبان شعبان.
5- قاسم بن أمحمد بن عديس.
6- بكير بن حمو عمي سعيد (عداشا).
7- باحمد بن عمر بن بهون السعودي.
8- باعلي بن إبراهيم بن باعلي الأطرش.
وكان من أهم الأعمال التي سطرتها الجمعية في جدول أعمالها:
1- فصول في إصلاح الوطن وعمارة البلاد وجمع الأموال للمنافع الوطنية.
2- مسألة المدرسة للصبيان لأولاد بريان.
3- الحراسة على البلاد والبساتين وتنظيمها و وضع قوانين لها.
4- مسألة اللحوم و الزجارة والسوق وأسعار الحبوب وغيرها.
5- مسألة الماء " العين" للصرف وما يلحق نفعا كان أو ضررا.
6- الصلح بن الخصومات والمساواة في الحقوق ورد الظلم عن المظلوم.
7- الاعتناء بالأمة والأهالي والعائلات وحفظ الحرائم من الجرائم.
8- الشكايات وطلب الحقوق العمومية والخصوصية ودفع المضرات...الخ.
9- المراجعات في شؤون الأمة.
أهم الإنجازات والأعمال التي قامت بها الجمعية:
- أول مسألة اهتمت بها الجمعية مسألة المدرسة وشيخها ، فقد أنشؤوا المدرسة وجمعوا لها التلاميذ برضى آبائهم، فجاؤوا بمن يدرسهم من بلاد القرارة، شيخ أديب ماهر صبور مع التلاميذ منسجم مع أهل بريان، واستوطن بها وهو المدعو الشيخ صالح بن يوسف لبسيس، وزوجته عودة بنت صالح لعساكر، أما الذي كان فعالا في القضية هو السيد سليمان بن باحمد العساكر واستقبله في منزله.
- نظروا في أمر الحراسة " اليقظة" للبلدة وشروطها وقوانينها وأصحاب اليقظة واتفاقاتهم وأجرتهم في كل شهر، فبتوا فيها فكانت تسير كما يرام، ومعها حراس الخفاء يراقبونها.
- نظروا في مسألة الماء "العين" وكان في المشورة والنظر للمستقبل إلا أن القضية تعقدت بسبب التمويل فلم تجد مخرجا.
- ونظروا في تغيير الضمان وتجديد النظام فكان ذلك وفق مرادهم.
- نظروا في مسألة الزجارة واللحوم وقوانين السوق والاتفاق على الأسعار...الخ ففصلوا فيها.
وعاشت الجمعية مدة عام وتسعة أشهر قبل انتهاء أمرها.
- وفي عهد حكم القايد سليمان بن باحمد، ظهر سفر النساء إلى التل سنة 1344ه الموافق لـ 1925م، مخالفة اتفاق قرى وادي مزاب وأهل المذهب الذين منعوا رحلة النساء إلى التل، وجعلوا ذلك حكما عرفيا في أول مرة فيما بينهم، وزادوا حكما رسميا لما اتفقوا عليه مع الدولة الفرنسية فحكموا عليه بحكم المذهب بالتبرية في وسط المسجد.
- وتوفي هذا القايد بعد 7سنوات من القيادة ليخلفه إبراهيم بن سليمان قلو([12]).
القايد إبراهيم بن سليمان قلو حكم: 1929م- 1936م.
تولى قلو إبراهيم بن الحاج سليمان القيادة بعد وفاة القايد سليمان بن باحمد العساكر، وهو من عرش أولاد بلفع.
هنالك وقع اجتماع كبير للعزابة والعوام والضمان والنواب من كل عشيرة واختاروا من الحاضرين رجلين من أهل المعرفة، وهما: بالحاج بن سليمان بن يحي بعوشي وقلو إبراهيم بن الحاج سليمان، وبعد نظرهم العام مالوا إلى قلو إبراهيم لما رأوا فيه من الكفاءة، وقدموه للقيادة وولوه أمرهم، فكتبوا مطالبهم في وثيقة أمضاها مجلس البلد باتفاق، وبعثوا بها إلى "بيرو غرداية" أي المكتب الفرنسي.
-استقبل السكان قيادته بالفرح والسرور و هنؤوه بالنصر والسعادة وقام القايد قلو بالولائم، فجاء الناس يأكلون الطعام ويهنئونه بالتحية والسلام سواء كانوا مزابيين أو عربا محليين أو وافدين.
فلم جاء له البرنوس الأحمر من الدولة مطرزا بالذهب كأنه تاج الملك وجاء معه رجال من كل قصر من قصور وادي مزاب: قايد غرداية وأعوانه وقايد مليكة السيد سليمان وأعوانه وقايد العطف وأعوانه وقايد بنورة وأعوانه وقايد بني يسجن وأعوانه والبعض من القرارة ومن الشعانبة والقياد من الأغواط وقايد لحرازلية وأعوانه وأصحاب البيرو من السبايس والمخازنية والترجمان ورجال الحكومة والقبطان كلهم يتشرفون بالقايد قلو إبراهيم ويحضرون التهنئة رافعين راية النصر له فارحين به، فخطب على الحاضرين شاكرا إياهم، ثم تناوب على المنصة القبطان والباش عادل صالح بن الحاج الناصر، وفي الختام قام الشباب بالفزعة (إطلاق البارود) ومن حولهم صفوف من الناس كلهم إعجاب وفرح وشكر.
وبعد أيام جمع نخبة من عزابة البلاد وضمانها وشبابها، وخطب فيهم واعظا وناصحا محرضا إياهم على النهضة لعمارة البلد وهذا نص الخطبة: "أيها الناس، كبيركم وصغيركم ذكرا كان أو أنثى حرا كان أو عبدا بعيدا كان أو قريبا مزابيا أو عربيا
وطنيا أو أجنبيا، إني قد جئتكم قائدا على بلدتنا بريان عموما، قائدا على من حل في ترابه من كل ناحية، وكل منكم يعلم ماله و ما عليه، وأني قائد ونحن كلنا إخوان وكلنا في الحقوق سواء، فالكبار هم آباؤنا والصغار أولادنا والشبان إخواننا، فمن أحسن فله إحسانه ومن ساء فعليه سوؤه.
وأتيتكم قائدا ولأحكامكم نافذا ولفاعل الخير شاكرا ولفاعل الشر معاقبا ولمن سألني ناصحا ومن استغاث بي مغيثا وللمحتاج نافعا والضعيف رافعا وللأرامل مراعيا وللضعفاء راحما، أيها الضمان والنواب فلتكونوا معي أعوانا وأنا بكم قوي، فلتكونوا معي أعوانا وأنابكم قوي، مراعيا وللضعفاء راحما، أيها الضمان والنواب فلتكونوا معي أعوانا وأنابكم قوي، فلتكونوا حكماء وأنا لكم منفذا، ولتكونوا مراقبين وأنا معكم متنبها، ولتكونوا رحماء بينكم ناصحين مخلصين في تربية نشء الوطن وعمارة البلاد، وتكفوا عنها الأذى والأشرار، وتدفعوا عنها العيب والعار، فلا وطن إلا برجاله ولا أمة إلا برجالها فنحن نعد لبلادنا شبابا ورجالا وللوطن عمارة وأموالا والسلام" ، فقد تم له أمر ولاية القيادة وتدبير أحكامه وتنظيماته وقد التفت لما فيه الخير والصلاح.
من أهم أعماله:
-عمد إلى الضمان والنواب فسعى إلى توحيدهم بعدما كانوا متنافرين.
- قام برحلة استطلاعية إلى العاصمة، فاطلع على أحوال تجار بريان هناك فنظمهم وخطب فيهم خطبة جاء فيها: "إخواني تجار الجزائر خصوصا وعمالهم المزابيين عموما أطلب من سيادتكم وأرغب خصالكم المحمودة أن تستخدموا فكركم وتفيقوا من منامكم الطويل وتسيروا إلى الأمام وتنبذوا التقهقر، ما كان بالأمس لم يكن اليوم، قد أصحبت الأمة يقظة و متنبهة يُعدون لهذا العصر الجديد ما يناسبه من أعمال ونحن من تفريطنا وغفلتنا لا نقوم بالواجب ولا نحسب للعواقب، والناس أصبحوا متضامنين ومتكتلين في الحرف والشركات والتجارة والفلاحة والإعلانات وفي الأعمال قائمين بالتربية والتعليم، ويعلمون أولادهم حتى نجحوا وارتقوا وارتفعوا مكانا عليا ونالوا حقوقهم وذهب عنهم الذل والفشل، أما نحن المزابيين عموما وأهل بريان خصوصا في الوادي وفي الجزائر،
فعلى ما ترى اليوم من التقهقر والتفريط والكسل، وضاعت شبيبتنا وزهرة حياتنا فيما لا ينفعنا من القيل والقال، في التفرق والاعتزال، في التيه والخبال والتعصب والأغراض، في الفراق والشتات، ونحن أمتنا أمة حرة أديبة سياسية لنا رجال عاملون، لناشبان أذكياء، يقضون ذوي الأفكار والرأي الصائب السديد ذو الفصاحة والخصال ذوي المنطق بلسان العربية والفرنسية والكتابة باللغتين، ولنا رجال يسعون في التجارة مجاهدون في طلب المعيشىة لهم وللأمة عموما وللوطن وللأهالي، ولهم العمال منهم يشتغلون لأهاليهم وبلادهم مخلصون في العمل، لنا رجال محامون أكفاء، فلا نحتاج لغيرنا وما أبعدنا إلا الجهل والتفريط، ولو أننا عملنا بما علمنا لأدركنا مالم نعلم، ولو سألنا رجال العلم لعلمنا ووصلنا كما وصلوا، ولو اقتدينا برجال السلف الصالحين لاهتدينا إلى سواء السبيل فقوموا أيها الإخوان وأعدوا للمستقبل مادام لنا متسع، فإن آفتنا في التعصب والافتراق وعدم التسامح وعدم الاتحاد إلى أن وقعت علينا القضايا والوقائع والبدع التي لا نستطيع لا دفعها ولا رد مضرتها عنا، وعينوا لهذه الأمة الرؤساء و النواب والجماعة ورئيس الجماعة، وهم يعينون من يغسل الموتى والقوامين والمراقبين في الحقوق والقوانين والنظر فيما يصلح الأمة وحقوق التربية والمراقب لأحوال التجارة والتجار ومراعات الدكاكين والعمال ولدفع المضرات ولجلب المنافع للأمة والوطن، ولحفظ الأشياء من الضياع والتلف ولحفظ الأهالي من الإهانة والتكفل بالمرضى والأدوية ومصاريف الطبيب وكذا عابر السبيل في رجوعه إلى وطنه، والدفاع عن من بقي في السجن ظلما ومراعاة من لا عمل له فليبحث له عن عمل وإذا وقع الخصام بين الصانع والمسؤول أو صاحب العمل، ولعقد الشركة بين الناس في التجارة إذا أرادوا الاشتراك فهذا الفصل لا يتم إلا بالجمعية الخيرية والإصلاح، والجمعية لا تتم إلا برجال صادقين مخلصين متسامحين رجال عقلاء ذوي الشمم والحزم ذوي المروءة والثبات ذوي الغيرة على الوطن وذوي الدين والإيمان والعدل ذوي الشجاعة لا يخافون في الله لومة لائم".
فلا تتم هذه الخصال إلا بوضع كيس المال يدفع فيه شهريا مبلغ عن كل شخص وعن كل متجر.
فوائد الكيس
1- يصلح لوجه التجارة والتجار إعانة به لتجارتهم وأحوالها...الخ
2- للوطن وعمارة البلاد، للمساجد وتعليم التلاميذ، وتكفيل الأرامل والأهالي.
3- لدفع الضمانات، ولجلب المنافع، ولجلب الأرزاق للبلاد مثل: الحبوب والزيتون والزيوت والصوف في أوقاتها.
4- لسد ثغرات المصائب والكوارث والأخطار، وللدفاع عن الوطن والجنسية والدين.
5- يساعدنا لسد الضرائب والمغارم.
فعينوا لهذه الجمعية من كل ناحية تاجرين:
ناحية الحامة: اثنين: حمو بن عيسى بعوشي، وبكير بن عيسى أرشوم.
ناحية بلكور: دادي بن محمد كاسي موسى، وعمر بن إبراهيم بن باعلي الأطرش.
ناحية لاقا (لاغا) وابلاطو: الناصر بن يوسف زيطاني، والحاج داود بن أمحمد ابن زايط.
ناحية دار البريد: "البوشطى" سليمان بن مسعود السعودي، وبكير بن حمو عمي سعيد "عداشا" .
وسط العاصمة: موسى بن بالحاج ابن يامي، وصالح بن عيسى تربح.
ناحية "كانتيرة " باب الواد: محمد بن حمودة بودي، وسليمان بن عمر بودي.
ناحية سانتوجين: صالح بن سليمان كوله، وأمحمد بن بالحاج محرزي.
وعينوا أربعة رجال للجماعة العمومية والمختصة رؤساء: وهم موسى بن بالحاج ابن يامي، ومحمد بن حمودة بودي، والناصر بن يوسف زيطاني، والحاج داود بن أمحمد ابن زايط.
النواب: صالح بن عيسى تربح، وحمو بن الحاج وسليمان بن مسعود السعودي، وسليمان بن عمر بودي.
وعينوا القوامين: محمد بن حمودة بودي، والناصر بن يوسف زيطاني، وبكير بن حمو عداشا"عمي سعيد"، وحمو بن بالحاج بن داود، وسليمان بن الناصر الأطرش، فختموا فتم أمرهم، وكانت اجتماعاتهم في بيت المسجد بالجزائر([13]).
9-القايد بالحاج بن سليمان بن يحي بعوشي حكم:1936م-1941م.
تولى بالحاج بن سليمان بن يحي بعوشي القيادة بعد قلو إبراهيم بن سليمان وهو من عشيرة آل بالناصر.
في عهده اشتد الصراع بين المحافظين والإصلاح فكان له موقف في حل النزاع الذي كان قائما.
وكما كانت له مواقف ضد الاستعمار، فيروي أنه ذات يوم أقيم حفل بالمدرسة القرآنية وكان الشيخ عبد الرحمن بكلي (1901م-1986م) يدرّس بها وعرض مسرحيات ضد الاستعمار، فقامت الإدارة الفرنسية بإرسال تقرير إلى القايد بالحاج بن سليمان، فقال القايد للشيخ عبد الرحمن بكلي: اكتبوا الجواب وأنا أوقع على الرسالة.
وعزل من منصبه عام 1941م واستخلفه على القيادة بودي سليمان بن عمر([14]).
10 – القايد سليمان بن عمر بودي حكم 1941م- 1952م.
تولى القيادة بعد القائد بعوشي بالحاج بن سليمان، وهو من عشيرة ال بالناصر اشتغل بالتجارة بالجزائر العاصمة وفي فترة الحرب العالمية الثانية 1939م-1945م ارتحل إلى بريان وعين قائدا للبلدة.
ونظرا للظروف المعيشية الصعبة التي مرت بها خلال الحرب العالمية المتمثلة في قلة المؤونة الا ان القايد بودي سليمان بن عمر كان يقوم مع بعض الأشخاص.
وهم: ابن يامي موسى بن بالحاج و أزقاو سليمان بن بكير بالضيافات حيث كانوا يكرمون الضيف والضعفاء من أهل البلدة وعابري السبيل.قام بعدة إنجازات منها بناء السدود: السد باحمد والحاج بناحية بالوح القديم وسد آخر أجنة الحنية([15]).
مراسيم تعيين القائد بودي سليمان بن عمر
11-القايد عمر بن سليمان بودي حكم 1952م- 1962م.
ولد عام 1916م في بريان، وهو من عشيرة آل بالناصر، نشأ في عائلة ميسورة الحال، وكانت بدايته في التعلم ببريان عند الشيخ صالح لبسيس، حيث درس القرآن ومبادئ اللغة العربية، في سنة 1934م انتقل إلى القرارة وفيها انضم للبعثة العلمية في معهد الحياة حيث استظهر القرآن ودرس على يد الشيخ بيوض (1899م-1981م)[16]. وكذا الشيخ عدون (1902م- 2004م) والشيخ بكير بيوض والشيخ أداود عمر بن صالح، فدرس النحو والبلاغة والمنطق والحساب وكذا الحديث والفقه والأدب والميراث.
وكانت عودته من القرارة إلى بريان سنة 1942م وبعدها عمل في الإصلاح ثم انتقل إلى العمل بالتجارة في العاصمة وعند اعتلاء أبيه سليمان القيادة عاد إلى بريان عام 1944م وكان في الاستصلاح الفلاحي ودخل في الميدان الاجتماعي، وامتاز
57
بالاستقامة والغيرة والنشاط ، وكان الساعد الأيمن للشيخ صالح بن يحي الطالب باحمد وكان ذا رأي سديد، ومن دعاة الإصلاح حيث ألزمه تواضعه حب الناس إليه وحبه للغير.
وبعد وفاة والده القايد سليمان استخلف ابنه عمر وذلك بتفويض من الشيخ بيوض وذلك في سوق بريان وبتأييد أحمد بن الحاج أسماحي في أثناء الحكم المدني، وعين رئيسا لبلدية بريان فكان قائدا وعضوا في حلقة العزابة، وكان يشارك في كل المشاريع.
كان من الثوار ومن المستقبلين لمجاهدي المنطقة الأولى، مع أزقاو سليمان، وعلي بن السوطي مورد، فاستقبلوا كلا من قنتار وعثمان سنة 1955م([17])، فكان حجابا للثوار يحمي الشعب وقعت له بعض القصص والحوادث منها:
-حادثة تهريب حنّين إلى جبل بوكحيل.
-حادثة أخبار الثوار في واد أنسا.
-حادثة المدافع المصوبة نحو بريان.
-حادثة الحنْية رابح الأبيض.
حادثة قرين معمر بن بوزيان واشتراكات الثوار.
وفي أيام القايد عمر كان الثوار في مأمن وكانت بريان مستقرة.
وبعد خروجه من البلدية اهتم بعمارة المسجد وإصلاح المجتمع، وهو أول من فكر في تأسيس نظام العرس الجماعي عام 1982م.
توفي القائد بودي عمر بالجزائر العاصمة بسبب ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم وذلك في 06ديسمبر1982م، ويعتبر القائد عمر بودي آخر قائد لبريان في عهد الاستعمار([18]).
)-تعيينات القياد مأخوذة من وثائق فرنسية نسخة بيد المؤلف.[1](
)-مقابلة مع الشيخ الحاج إبراهيم بن باعلي لعساكر(الزعيم)، 11جانفي 1997م.[2](
)- حمو النوري، نبذة من حياة المزابيين الدينية والسياسية والعلمية من سنة 1505م-1962م، دار الكروان باريس، 1984م،ج1ص271-274. [3](
([4]) (2) –مقابلة مع لعساكر الحاج إبراهيم بن باعلي(الزعيم)يوم الأحد 19جانفي 1997م.
)- [5](
)- عقد صلح بين عرش بريان وعرش العفافرة بتاريخ 25صفر 1296ه الموافق لـ 25جويلية 1873م، وتوجد نسخة مصورة عند المؤلف.[6](
)- محمد رميلات: مقدمة في دراسة مجتمع الحرازلية، مطبعة رويغي الأغواط، ط1، 2011م، ص56-57.[7](
)-عمر بن الحاج عيسى بلعيد: مسألة القياد والقضاة المتولين في بريان من تاريخ 1202ه، (مخطوط) ورقة 2.[8](
)-مقابلة مع الحاج صالح بن أحمد اسماحي، بتاريخ سنة 2002م.[9](
)-عمر بن الحاج عيسى بلعيد، المرجع نفسه.[10](
)-عمر بن الحاج عيسى بلعيد، المرجع نفسه، ورقة 13-18.[11](
)-عمر بن الحاج عيسى بلعيد: نفسه، ورقة 20-30.[12](
)- بلعيد نفسه، ورقة40-45.[13](
)-مقابلة مع الحاج إبراهيم بن باعلي لعساكر(الزعيم) بتاريخ 23ديسمبر1996م.[14](
)-نفس المقابلة مع الحاج إبراهيم بن باعلي لعساكر. [15](
([16]) - معجم أعلام الإباضية: من القرن01هـ إلى 15هـ، الأعلام رقم: 033، المجلد الثاني، الجزء الثاني، قسم المغرب، جمعية التراث، القرارة- غرداية –الجزائر،1420هـ/1999م، ص36.
)-مقابلة مسجلة في شريط سمعي مع الحاج محمد بن سليمان أزقاو، الثلاثاء 17مارس 2012م.[17](
)-مقابلة مع الحاج محمد بن بحمد زيطاني بتاريخ 11 ديسمبر1995م.[18](
---------------
[1] راجع تاريخ بني مزاب للحاج سعيد يوسف
[2] بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص35 -58
(2) بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص35 58
-رئيس الجماعة: بعوشي عفاري بن سليمانبن الناصر بن بابه 1846م إلى 1853م، من عشيرة آل بالناصر.
- رئيس الجماعة: بعوشي باحمد بن عفاري بن سليمان، 1853م إلى 09 أكتوبر 1881م، من عشيرة آل بناصر.
1-القايد: أجريبة الحاج إبراهيم بن باحمد، من بلدة بنورة 1853م إلى 09 أكتوبر 1881م، خليفته بعوشي يحي بن عفاري بن سليمان.
2- القايد: بعوشي يحي بن عفاري بن سليمان، 1881م إلى04نوفمبر 1903م، من عشيرة آل بناصر.
خلفاؤه: بعوشي باحمد بن حمودة وبهدي قاسم بن صالح وكاسي موسى الحاج أحمد.
3- القايد: كروشي إسماعيل بن صالح 1903م عزل يوم 12 أوت 1907م، من عشيرة آل بالناصر.
4- القايد: باحميدة يحي بن حمو 12أوت 1907م إلى 1914م، من عشيرة آل عابو.
خلفاؤه بهدي قاسم بن صالح وكاسي موسى الحاج أحمد.
5- القايد: قلو قاسم بن باحمد 17سبتمبر 1914م إلى 22 فيفري 1915م، من عشيرة آل بلفع.
6- القايد: الداغور باحمد بن الحاج إبراهيم 12 أفريل 1915م إلى 1922م، من عشيرة آل بالناصر.
خليفته: بهون سمان.
35
7- القايد العساكر سليمان بن باحمد 24 نوفمبر 1922م إلى 1929م، من عشيرة آل بالناصر.
خليفته: الأطرش باحمد بن إبراهيم بن باعلي.
8- القايد: قلو إبراهيم بن الحاج سليمان 18 أكتوبر 1929م عزل يوم 13 جانفي 1936م، من عشيرة آل بلفع.
خليفته: بعوشي بالحاج بن سليمان.
9- القايد: بعوشي بالحاج بن سليمان 13جانفي 1936م عزل يوم 15 سبتمبر 1941م، من عشيرة آل بالناصر.
10- القايد: بودي سليمان بن عمر 22 أكتوبر1941م إلى 1962م، من عشيرة آل بالناصر.
11- القايد بودي عمر بن سليمان08 نوفمبر 1952م إلى 1962م، من عشيرة آل بالناصر() .
ملاحظة: عين بودي سليمان بن عمر قائدا على بريان يوم 22 أكتوبر 1941م، سمي قائد القياد يوم 23جوان 1949م.
وسمي آغا يوم 17فيفري 1948م.
أ- أسماء رؤساء البلدية الذين تولوا رئاسة بلدية بريان:
1- الحرمة محمد بن إبراهيم 1962م- 1967م، من عرش أولاد سيدي يحي.
2- أبو الصديق بكير بن باحمد 1967م-1971م، من عشيرة آل انشاشبة وأولاد يونس.
3- السعودي عيسى بن سليمان 1971م-1976م، من عشيرة حل عينهم .
36
4- بهون موسى بن الحاج إبراهيم 1976م-1980م، من عشيرة آل بالناصر.
5- عمر أيوب باحمد بن عيسى 1980م-1990م، من عشيرة آل انشاشبة وأولاد يونس.
6- حجاج باحمد بن قاسم 1990م-2002م، من عشيرة آل انشاشبة وأولاد يونس.
7- عمر أيوب باحمد بن عيسى 2002م- 2007م، من عشيرة آل انشاشبة وأولاد يونس.
8- حجاج نصر الدين بن عمر2007م- 2008م، من عشيرة آل انشاشبة وأولاد يونس(عزل من منصبه).
9- حجاج باحمد بن قاسم 2008م-2012م، من عشيرة آل انشاشبة وأولاد يونس.
10- بعوشي عفاري بن باحمد 2012م، من عشيرة آل بالناصر.
11- محرزي صالح بن حمو مستخلف، من عشيرة عمي سعيد.
12- عمر أيوب باحمد بن عيسى 2017م.
ب- لمحة تاريخية عن القياد الذين تولوا القيادة في بريان:
لما احتلت القوات الفرنسية مدينة الأغواط، شعر المزابيون بقلق شديد وبلبلة وفوضى وتضارب الأراء : بين مؤيد لإبرام معاهدة الحماية مع فرنسا؛ ومعارض لها، وهذه المعاهدة تحفظ بلادهم وعوائدهم واحترام معتقداتهم وتقاليدهم وتسيير أمورهم الداخلية بأيديهم، مقابل حفظ النظام العام في البلاد ورعاية حقوق الفرنسيين، وإخراج مبلغ مالي هو خمسة وأربعون ألف فرنك (45000فرنك) غرامة مالية سنويا وتمت المعاهدة بتاريخ 13 رجب 1269ه الموافق ل22 أفريل 1853م().
37
تعاقبت على وادي مزاب بعد عقد المعاهدة حوادث منها أن الوادي كان ملجأ وملاذا للثائرين على فرنسا كانت أسواقها تؤمن لهم للتزود بالأقوات والتموين والعتاد والأسلحة والبارود كما كانوا يمدونهم بالرجال والإمكانيات في مقاومة الاحتلال الفرنسي مما أدىذلك إلى تهديدات فرنسا بإصدار قرار الإلحاق غير القانوني لمنطقة مزاب، فاحتلها عسكريا سنة:1299ه/1882م()، بعدما كانت البلاد في هول عظيم من البلاء والفتن، وساءت الأحوال، فكان رئيس الجماعة هو الذي يسير البلدة، فلما حلت الحكومة بوادي مزاب تحت دستور فرنسا نصبت في كل مدينة من المدن السبع قائدا بعد أن يقع اختياره من قبل الرعية فتم تعيين عدة قياد في بريان، تولوا القيادة، فدافعوا عن حقوقها وسهروا على مصالحها، وكانوا قوة بجانب سلطة المسجد الدينية.
-رئيس الجماعة: بعوشي عفاري بن سليمان بن الناصر، 1846م إلى 1853م من عشيرة آل بالناصر.
أهم أعماله: وضع التنظيم العشائري في البلدة.
-رئيس الجماعة: بعوشي باحمد بن عفاري بن سليمان 1853م إلى 09 أكتوبر 1881م من عشيرة آل بالناصر.
كان رجلا شجاعا ذو هيبة ومكانة، في عهده كانت حدود بريان من رأس الحجرة إلى حدود أوريغْنوُ، وكذلك كان يمثل أهل بريان في مجلس باعبد الرحمان الكرتي في غرداية .
أهم أعماله: قام بإصلاح ذات البين بين الشراقة والغرابة في القرارة، وكذلك قام بإرجاع عرش الحرازلية إلى الأغواط بعد خروجهم منها إلى الناحية الغربية، فالتقى بعوشي باحمد بن عفاري مع حاكم الأغواط في رأس الحجرة (حدود بريان مع الأغواط) فقال
38
باحمد بن عفاري لترجمان الحاكم أستطيع إرجاع الحرازلية إلى الأغواط بشرط أن تعين قائدا من أولاد بن شاعة وقائدا من أولاد سليمان بعدما كان القياد يعينون من عرش أزْعَنينْ وتم له ذلك([4]).
أجريبة الحاج إبراهيم بن باحمد تولى القيادة من 1853م إلى 09 أكتوبر 1881.
ميزابي من بلدة بنورة، عين قائدا تابعا لفرنسا، وكان رجلا ثريا في حين أهل بريان كانوا ضعفاء فطلب القيادة من أهل الوطن، فوقعوا معه شروطا منها أن يقدم الغرامة المالية لفرنسا من أجل عدم ذهاب أبناء الوطن إلى التجنيد الإجبارين ثم يقوم العرش بجمع الأموال ودفعها بالتقسيط للقايد، وكان رئيس الجماعة في هذه الفترة المدعو باحمد بن عفاري بعوشي، واستمر القايد مدة 28 سنة([5]).
أهم أعماله:
شارك الحاج إبراهيم بن باحمد أجريبة في اتفاق صلح بين عرش بريان وعرش العفافرة، وقع بتاريخ 25 صفر 1296ه الموافق 25 جويلية 1873م، وقع الاجتماع في مجلس أبي عبد الرحمان الكرتي، حضر من عرش بريان باسعيد بن موسى الطالب باحمد، وعيسى بن باحمد ويحي بن عفاري بعوشي، ومحمد بن داود وصالح بن الناصر باحميدة، والحاج إبراهيم بن باحمد أجريبة، وحضر من جانب عرش العفافرة قاسم بن حمو قزول، وإبراهيم بن علي أدباش، وإبراهيم بن أبي علي، وإبراهيم بن أبي أحمد بوريم، ومفاد هذا الصلح، أن يعطي عرش بريان لعرش العفافرة نظير ما باع داخل صور البلد قدر 15 دار من الأرض كل دار يكون عرضها 25 ذراعا وطولها كذلك، وأن يعطوا لهم أيضا عوض ما بيع من الأراضي للغرس خارج البلد قدر 40 جنانا كل جنان طوله 100ذراع وعرضه كذلك، أرضا بيضاء للغرس يكون ابتداء هذه الأرض من حد سد المغارة قبلة في الحنية
39
هذا كله على وجه الصلح([6]).وشارك القايد الحاج ابراهيم بن باحمد اجريبة في وساطة التفاوض بين قائد الحرازلية الداودي بن التومي والإدارة الفرنسية في التوقيع على اتفاقية الشبكة في 01 نوفمبر 1874م وتضمنت الإتفاقية على ثلاثة عشر بنداً([7])
القايد يحي بن عفاري بن سليمان بعوشي حكم: 1881م- 1903م.
تقلد القيادة يحي بن عفاري بن سليمان بعوشي بعد أن تنافس معه أمحمد بن دادي عدون، وعين بعد وفاة أجريبة وأخيه باحمد بن عفاري رئيس الجماعة، وهو مزابي وطني من فرقة أولاد بالناصر ذوهيبة وهمة، محترم مهيب ذو شجاعة ناشط حازم مدبر ماهر ارتدى برنوس القيادة. وفي حكمه أصبح الأجانب عن البلدة في طغيان وفساد إلى جانب الأشرار والمفسدين من بريان. هنالك تصدى لهم القايد يحي بن عفاري، فسجن منهم الكثير وغرم الكثير، حتى رفع الظلم والفساد عن البلاد، وانتهى ذلك البلاء، وهدأ الروع والخوف، وأصبحت الأمة في الطمأنينة والهناء والراحة، حتى صار "الذئب من الخوف يرعى مع الخروف" كما يقال، وانقاد الناس للحق والصواب، وزالت الطمعيات وقلت الجنايات وأمسى الناس في الرحمة والعافية.
أهم أعماله:
- النداء للسرخة لتصفية الأوساخ وتنقية نواحي لبلدة وترميم جدرن الديار.
- الكورفي وهي التويزة الإجبارية في خدمة الطرقات من سَطّافة إلى طريق الوادي أوريغنو وحراسة الطريق.
- قام بحفر الجب الواقع بتلغمت مع أهل وادي مزاب في مدة طويلة.
أما حكمه داخليا فقد جعل الناس رحماء بينهم، فالقايد يهددهم بالغرامات والسجن واستمر حكمه مدة 22 سنة.
40
كان يحي بن عفاري، يحترم عادات البلد ويعمل طبقا لعرف المنطقة، وله أعوان ومدبرون ونواب وأعيان وضمان وأمناء وأهل الفضل والمعرفة والجود والكرم ذوو الفكر والرأي السديد، وله جلسة مخصصة لملاقاتهم، يجمع الرأي ويميز الأفكار، وهم يرشدونه وينبهونه إذا سها، ويساندونه عند الشدائد والولائم بالرجال والمال، فعمروا وطنهم وحفظوا حريمهم، حتى ابتسمت لهم الأيام، وتوالت لهم السنون بالخصب والرخاء والأمطار الهاطلة، وانخفضت أسعار التمور والمزروعات([8]).
وفي عهده كانت بريان منطقة عبور وهمزة وصل بين الثورات، منها مقاومة الشيخ بوعمامة التي استمرت من 1881م إلى 1904م، فكانت بريان مصدرا تمدها بالعتاد والأسلحة والبارود المصنوع محليا، فكانت مدقات البارود بحي بوطارة الذي كان ملتقى الفرسان والثوار لأخذ المؤونة والذخيرة([9]).
بعد أن قضى شبابه وعز عمره، هان عظمه، وقل جهده، فقال لهم: أنا عنكم راحل فاستقال من القيادة مرشحا مكانه السيدين يحي بن حمو باحميدة وإسماعيل بن صالح كروشي، وأعطيت القيادة لإسماعيل بن صالح كروشي، وأصبح بعدها يحي بن عفاري راحة وهناء، فزاد بعدها مدة سبعة أشهر ثم مات والدوام لله. وخرجت البلاد كلها لجنازته العرب والمزابيون وأصبح الناس في وحشة وأحزان وبكت الأمة لفراقه، توفي عام 1321ه الموافق ل أوت 1903م.
القايد إسماعيل بن صالح كروشي حكم 1903م- 1907م.
تولى القيادة بعد القايد يحي بن عفاري بعوشي، وهو مزابي من عشيرة أولاد بالناصر في جانفي 1903م إلى 1907م.
وكاتبه سي أحميتر من أولاد يحي ومخزنه ابن الصالح اليحياوي وأوصيف العرش (خادم العرش) باحمد بن عبد القادر من الحمرية.
41
أهم أعماله:
-أمر بتنظيف البلدة من الأوساخ في الطرقات وفي مدخل الأبواب حتى تمت عملية التنظيف في يوم كامل.
- قام بتبييض الجدران والسطوع والشوارع ودكاكين التجارة لاسيما في السوق ودار العرش.
- قام بحملة ضد الجراد.
- أمر بحفر جبِّ مقْرونة بين القرارة وبريان المعروف حاليا بجب وادي أمْغرْناتْ.
- أقام الحراسة في البلاد، وينادي بها في السوق، وجعل فيها أمينين هما: قاسم بن سليمان، وباسعيد بن الحاج إسماعيل العساكر، من باب الظهراوي إلى باب الغربي، في كل ليلة يخرج ستة أشخاص- سواء كانوا عربا أم مزابيين- اثنان في الشارع التحتاني، واثنان في الشارع الوسطاني، واثنان في الشارع الفوقاني، يحرسون من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة الثالثة صباحا أي مع طلوع الفجر تقريبا.
- كان يفرض الغرامات على الناس الذين يتمردون على قوانين الدولة، حتى تدخلت جماعة الأعيان لدى الحاكم في المكتب بغرداية قصد تنحيته وتعويضه بالقايد باحميدة يحي بن حمو، فأخرج إسماعيل بن صالح كروشي السجلات فمكّنها ليحي بن حمو باحميدة؛ وأمسى الناس فرحين مستبشرين يهنؤون القايد الجديد.
4- القايد يحي بن حمو باحميدة حكم 1907م-1914.
"هو رجل وطني محمود السيرة، من عرش أولاد عابو صاحب تجارة، حليم كريم صبور غيور ذو رأي سديد، سياسي محترم ذو وقار لا يقبل الفساد ولا يخالط الأراذل ويفعل الخير ويحرص الأهالي والعائلات، ذو هيبة وله وفرة المال والأملاك والخيل ودخائر من الحبوب والمزروعات لعمارة بلدته، وينفق على المساكين ويطعم الفقراء ويغيث المحتاجين والأرامل، ويحكم بالصلح والقوانين وعوايد البلدة وله أعوان من الرجال ذو التدبير وأهل المعرفة والفضلاء والنواب والحراس وضمان الأعراش".
42
واتخذ الخليفة له السيد قاسم بن صالح بهدي، وعنده يجتمع أهل المعرفة والرأي والقايد يحي بن حمو يسترشد بأمرهم ومشورتهم حتى استوت له الليالي والأيام وصفت له القلوب من الغل والحسد وهطلت السماء بالأمطار وسالت الوديان، وكثرت الخيرات والمزروعات من الحبوب والتبن.
أهم أعماله:
-تقلد برنوس القيادة وجاءت له التهاني ووهبت له الهدايا والمكافآت وأهدي له فرس من خيرة الخيل من غليزان.
- أمّن الناس في أملاكهم وانعدمت السرقات.
- قلت الوشايات وأمسى السكان في هناء وفرح وسرور.
-مؤيد من جهة الحكومة، ومشكور من جهة الوطن، ورضي عنه الشيخ اطفيش بالمساكين حين زاره وسلم عليه لما جاء بريان، فقدّم له نصائح منها: أنه قال له: بالمساكين واحكم بالعدل. فاستجاب له القائد وأبدى له احتراما بأن جعل له مقاما يزار في الجبل القبلي من ناحية جبل أمي عامر المشهور.
- أمر الناس بمحاربة الجراد حين حط في البلدة.
وبعد كل هذه الأعمال وبعد مدة زمنية رأى أن أمره لم يستقم، وكثرت الشكايات، فطلب تسليم القيادة قبل أن يُعزل ومنحها إلى الخليفة قاسم بن باحمد قلو().
5- القايد قاسم بن باحمد بن يونس قلو حكم: 1914م-1915م.
هو رجل مزابي برياني من عرش أولاد بلفع كان عمره آنذاك 28سنة، ولما جاءته ورقة التعيين، ألبسوه برنوس القيادة وأصبح قائد البلد ولكن حكمه لم يعمّر سوى شهور معدودات.
43
أهم أعماله:
- أمر بتنقية البلاد من الأوساخ وتصفية الشوارع وضواحي البلدة وتحت الأسوار والبوابات حتى صارت البلدة نقية.
- أمر بتبييض الديار والأسوار ودكاكين التجارة.
- التفت بعد ذلك إلى الأحكام، وحل القضايا والوقائع، وجعل لها أوقات مخصصة للفصل فيها، هو أول من قنن أوقات العمل من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الحادية عشرة، ومن الساعة الثالثة إلى الخامسة مساء.
- أما الحكم فكان في دار العرش فقط.
- هو أول من جعل للخوجة "الكاتب" سجلا يسجل فيه القضايا والوقائع غير أن هذا الخوجة لا يحضر مع القايد أثناء المداولات ولا يسمع للمتخاصمين و لا يعرف الأسرار، والقايد يحكم بالصلح والقوانين والسياسة والإحسان وبالعرف وعادات البلدة.
- جعل للمسجونين أشغالا بالنهار، والسجن في الليل، ويعملون في تعبيد طريق سطّافة طريق السيارة.
- سجل بالتصفية حساب العرش من الزمائم (السجلات)، وسجل كل شيء في دفاتر خاصة، المداخيل والمخاريج من الأموال.
- كان يقوم بقرى كل الضيوف النازلين بالبلدة.
- كان غيورا على وطنه وعلى دينه، وبحب الخير ويعين الفقراء والمساكين بالنفقة.
- كان يحرض على المساواة في الحقوق والواجبات بين الناس، مما جعل الناس إخوانا متحابين.
- أصيب بمرض الحمّى، وتوفي في الساعة الرابعة مساء في 22 فبراير 1915م.
هو رجل مزابي برياني من عرش أولاد بلفع كان عمره آنذاك 28سنة، ولما جاءته ورقة التعيين، ألبسوه برنوس القيادة وأصبح قائد البلد ولكن حكمه لم يعمّر سوى شهور معدودات.
44
وشيع إلى مثواه الأخير في موكب جنائزي كبير، وهطلت العيون بالدموع، ودامت مدة حكمه ستة أشهر وخلفه في القيادة الداغور باحمد بن إبراهيم.
6- القائد الداغور باحمد بن الحاج حكم: 1915م- 1922م.
تولى الداغور باحمد بن الحاج إبراهيم من عرش أولاد بالناصر القيادة سنة 1334ه الموافق لـ 1915م، هو رجل ذو معرفة وسياسة، ذو هيبة ووقار، وحب الرئاسة والثناء، ذو دهاء وحيلة، ذو بطش شديد، كانت له تجارة بتيهرت، ثم رحل منها إلى بريان فاتخذ فيها متجرا، فجاءه التعيين قائدا للبلدة.
أهم أعماله:
- أمر بتنقية البلدة من الأوساخ وتبييض الديار.
- أسس ورتب أحكامه في أوقات محددة: أحكام الظاهر وأحكام السر، أما أحكام الظاهر ففي دار العرش وأحكام السر في داره الصغيرة التي أعدها للحكم ونزول الحكام فيها.
- نظم أوقات المحكمة من الساعة الثامنة إلى الحادية عشرة صباحا، ومن الساعة الثالثة إلى الخامسة مساء.
- كان يعاقب بالغرامة.
- كانت له علاقة متينة مع حكام وأرباب المكتب بغرداية وأصحاب السلطة.
- هو أول من جعل للسرقات الضّمّان، وهي مسجلة في الزمائم (السجلات) عنده.
- جعل للدلالين ضُمانا وسجلات يكتبون فيها الأمتعة واسم صاحبها واليوم والتاريخ.
- جعل الحراسة في البساتين وسائر الوديان.
- جعل في كل واد أمينا.
45
- جعل الحراسة في البلدة كل يوم، ويقوم صاحب الحراسة بها أو يدفع مقابل عنها إذا تغيّب.
- قام بأمور البلدة أحسن قيام.
- وهو الذي نزع الأحكام من شيوخ المسجد، وأحكام التبرية إلا بإذنه ومشورته.
- فرض الغرامة على كل من خالف قوانين الحكم.
- له جواسيس من العوام يأتون له بالأخبار.
- هو الذي جعل للسفر تصريحا وجوازا، وكان التصريح، بالضامن يضع إمضاءه في سجل القايد.
- له السماسرة يجلبون له الفوائد والمنافع.
- فرض على أهل البلدة غرامة مالية يجمعها فيدفعها إلى الحكومة الفرنسية.
- انتشرت في عهده الأوبئة والأمراض، وعانت البلدة من القحط والجدب، ومات العديد من الشيوخ والأعيان والفضلاء والعوام وقدر بـ 200 شخص من أهل البلدة، منهم اعمارة بن صالح موسلمال.
- هو أول من هدم (الدكانات) وهي أمكنة للجلوس مرتفعة عن الأرض في الشارع من حد الباب الظهراوي إلى الباب الغربي، ومنع الناس من القعود في الشارع والوقوف عند أبواب المتاجر دون حاجة.
- منع الاجتمعات للجمعيات.
- منع شرب الدخان في الشارع وفي السوق.
- منع الناس من السب والشتم ومن ارتفاع الصوت والمشاحنة والمخاصمة.
- هو أول من فرض التجنيد الإجباري لأبناء البلدة في صفوف الجيش الفرنسي، متحديا سكان بريان وخارقا اتفاق الأمة المزابية مع فرنسا في هذه المسألة ووقع الخصام ضد القايد.
46
- أمر بقطع أغصان الأشجار المتدلية في الطرق والتي تعوق الناس في تنقلاتهم من رأس الوادي على طول السواقي.
- قام بتنظيم مجرى الوادي من الساقية الأصل من وادي بالوح وساقية باحمد والحاج إلى غابة بوربيّع والناس يعملون طول النهار.
- وفي سنة 1922م انتشر خبر وفاته في البلدة بين الناس منهم من صدّقه ومنهم من كذّبه ومنهم من تنفس الصعداء ومنهم من تبسم ومنهم من تأسف.
وقد ارتعدت البلدة وتزعزعت في صباح اليوم الموالي لوفاته إذ خرج الأهالي مشيعين جنازته من بستانه إلى المقبرة، وغص الطريق بالسكان والأجانب، وبنوا قبره بالجير، وبعد وفاته تولى القيادة سليمان بن باحمد لعساكر().
7- القايد سليمان بن باحمد العساكر حكم 1922م- 1929م.
هو من عرش أولاد بالناصر، اجتمع أعيان البلدة ورجالاتها لينظروا في من يتولى القيادة عليهم، فاختاروا أربعة رجال فقدموهم للحكومة فجاءتهم التسمية للقايد سليمان بن باحمد العساكر، وجاءته وثيقة القيادة والرئاسة وأصبح قائدا على البلاد وجاءه البرنوس الأحمر رمز القيادة.
فتولى مهامه فجلس للمتخاصمين، لا تأخذه في الله لومة لائم.
أهم أعماله:
استطاع مع الضمان والنواب جعل حدّ للسرقات كانت منتشرة في الغلات والمزروعات والبغال والحمير والجمال وكذلك البضائع وآلات البيت والكسوة إلخ وقد سجن كثيرا من اللصوص والمعتدين.
- انقسم سكان البلدة في عهد القائد سليمان بن باحمد على قسمين: قسم المسجد وقسم السياسة.
47
-كان القائد من الأعضاء البارزين في تأسيس الجمعية الخيرية والإصلاح التي تأسست لأول مرة في شهر رجب 1344ه الموافق لـ 1925م، وقد أنشأها بعض الأعيان والتجار المزابيين من أهل بريان ذوي المعارف والحزم والعزم والنشاط والغيرة والشفقة والحلم والصبر والثبات وذوي الفكر والرأي والتدبير، وكانت سرية متفقة متحدة منظمة متصفة بالصدق والإخلاص والوفاء بالوعد والإنصاف والمساواة في الحقوق، وكانت موافقة القائد لإنشائها السري أكبر عامل في قيامها واستمرارها.
أما عن هيكلها وبعض بنود قانونها الداخلي فقد عين الرئيس ونائبه والكاتب ونائبه والوكيل ونائبه و الخزناجي (أمين المال) وأربعة عمال وفيهم اثنا عشر رجلا من أهل المعرفة محمودو السيرة أمناء، واتفقوا على قائمة من المبادئ والبنود منها:
أولا: ينشأ كيس ويدفع فيه مسبقا 100 فرنك لكل عضو منهم في البداية والنفقات لمحل الاجتماع وللضوء وسجلات الوقائع.
ثانيا: ألزموا على كل متجر مقدار اشتراك شهري.
ثالثا: في تأسيس الأمور وإصلاح المفاسد...إلخ
رابعا: الاستعداد لرفع المضار وجلب المنافع.
خامسا: التدبير في الأمور والقضايا.
سادسا: في أحوال الموتى مثل الدفن والتصاريح للموتى من الحكومة.
سابعا: في حكم العدالة مثل المحاماة والشكايات والمسؤوليات والمقابلة في المرافعات.
ثامنا: في مراعاة الأجراء والعمال ومراقبة أشغالهم وإخلاصهم وخروجهم من العمل والنظر في سبب ذلك ومراجعة من العمل والأجير ومراقبة أجورهم وطلب حقوقهم.
تاسعا: في تربية النشء والاعتناء بهم وفي آدابهم وتعليمهم وأخلاقهم، مثل اليتامى يُعتنى بهم ويعلَّمون الفرائض والواجبات والسنن المؤكدة والحِرَف.
48
عاشرا: في كفالة المرضى وعيادتهم والوقوف في شؤونهم بالفحص والعلاج والأدوية لا سيما الفقراء وعابروا السبيل.
حادي عشر: الجمعية تجتمع في كل يوم جمعة للنظر في القضايا.
اثنا عشر: من يفشي سرها يُعزل وليس له الحق في الجمعية.
ثالث عشر: إذا قرر عضو أن يسافر لمدة طويلة فلا بد من إذن الجمعية.
أسماء أصحاب الجمعية وعددهم وأسماء الرؤساء والأعضاء المستعملين رؤساء الجمعية الثمانية:
1 موسى بن بالحاج ابن يامي.
2 إبراهيم بن الحاج سليمان قلو.
3 سليمان بن الناصر زياط (حسني)
4موسى بن باحمد قلو.
5 الحاج علي بن عيسى الدبوز.
6 باعلي بن إبراهيم الأطرش.
7 حمو بن عبد الله العساكر.
8 الحاج سليمان فخار.
أعضاء الجمعية الثمانية:
1- سالم بن باحمد سالم.
2- صالح بن عيسى تربح.
3- سليمان بن عمر بودي.
4- عيسى بن باحمد زعباطي.
5- القايد سليمان بن باحمد العساكر.
49
6- بالحاج بن سليمان بعوشي.
7- حمو بن يحي باحميدة.
8- بكير بن باحمد عباس.
الأعضاء المستعملون:
1- باعلي بن سليمان قزول.
2- عمر بن علال بن علال.
3- باحمد بن محمد بن عشار.
4- موسى بن شعبان شعبان.
5- قاسم بن أمحمد بن عديس.
6- بكير بن حمو عمي سعيد (عداشا).
7- باحمد بن عمر بن بهون السعودي.
8- باعلي بن إبراهيم بن باعلي الأطرش.
وكان من أهم الأعمال التي سطرتها الجمعية في جدول أعمالها:
1- فصول في إصلاح الوطن وعمارة البلاد وجمع الأموال للمنافع الوطنية.
2- مسألة المدرسة للصبيان لأولاد بريان.
3- الحراسة على البلاد والبساتين وتنظيمها و وضع قوانين لها.
4- مسألة اللحوم و الزجارة والسوق وأسعار الحبوب وغيرها.
5- مسألة الماء " العين" للصرف وما يلحق نفعا كان أو ضررا.
6- الصلح بن الخصومات والمساواة في الحقوق ورد الظلم عن المظلوم.
7- الاعتناء بالأمة والأهالي والعائلات وحفظ الحرائم من الجرائم.
8- الشكايات وطلب الحقوق العمومية والخصوصية ودفع المضرات...الخ.
9- المراجعات في شؤون الأمة.
50
أهم الإنجازات والأعمال التي قامت بها الجمعية:
- أول مسألة اهتمت بها الجمعية مسألة المدرسة وشيخها ، فقد أنشؤوا المدرسة وجمعوا لها التلاميذ برضى آبائهم، فجاؤوا بمن يدرسهم من بلاد القرارة، شيخ أديب ماهر صبور مع التلاميذ منسجم مع أهل بريان، واستوطن بها وهو المدعو الشيخ صالح بن يوسف لبسيس، وزوجته عودة بنت صالح لعساكر، أما الذي كان فعالا في القضية هو السيد سليمان بن باحمد العساكر واستقبله في منزله.
- نظروا في أمر الحراسة " اليقظة" للبلدة وشروطها وقوانينها وأصحاب اليقظة واتفاقاتهم وأجرتهم في كل شهر، فبتوا فيها فكانت تسير كما يرام، ومعها حراس الخفاء يراقبونها.
- نظروا في مسألة الماء "العين" وكان في المشورة والنظر للمستقبل إلا أن القضية تعقدت بسبب التمويل فلم تجد مخرجا.
- ونظروا في تغيير الضمان وتجديد النظام فكان ذلك وفق مرادهم.
- نظروا في مسألة الزجارة واللحوم وقوانين السوق والاتفاق على الأسعار...الخ ففصلوا فيها.
وعاشت الجمعية مدة عام وتسعة أشهر قبل انتهاء أمرها.
- وفي عهد حكم القايد سليمان بن باحمد، ظهر سفر النساء إلى التل سنة 1344ه الموافق لـ 1925م، مخالفة اتفاق قرى وادي مزاب وأهل المذهب الذين منعوا رحلة النساء إلى التل، وجعلوا ذلك حكما عرفيا في أول مرة فيما بينهم، وزادوا حكما رسميا لما اتفقوا عليه مع الدولة الفرنسية فحكموا عليه بحكم المذهب بالتبرية في وسط المسجد.
- وتوفي هذا القايد بعد 7سنوات من القيادة ليخلفه إبراهيم بن سليمان قلو().
51
القايد إبراهيم بن سليمان قلو حكم: 1929م- 1936م.
تولى قلو إبراهيم بن الحاج سليمان القيادة بعد وفاة القايد سليمان بن باحمد العساكر، وهو من عرش أولاد بلفع.
هنالك وقع اجتماع كبير للعزابة والعوام والضمان والنواب من كل عشيرة واختاروا من الحاضرين رجلين من أهل المعرفة، وهما: بالحاج بن سليمان بن يحي بعوشي وقلو إبراهيم بن الحاج سليمان، وبعد نظرهم العام مالوا إلى قلو إبراهيم لما رأوا فيه من الكفاءة، وقدموه للقيادة وولوه أمرهم، فكتبوا مطالبهم في وثيقة أمضاها مجلس البلد باتفاق، وبعثوا بها إلى "بيرو غرداية" أي المكتب الفرنسي.
-استقبل السكان قيادته بالفرح والسرور و هنؤوه بالنصر والسعادة وقام القايد قلو بالولائم، فجاء الناس يأكلون الطعام ويهنئونه بالتحية والسلام سواء كانوا مزابيين أو عربا محليين أو وافدين.
فلم جاء له البرنوس الأحمر من الدولة مطرزا بالذهب كأنه تاج الملك وجاء معه رجال من كل قصر من قصور وادي مزاب: قايد غرداية وأعوانه وقايد مليكة السيد سليمان وأعوانه وقايد العطف وأعوانه وقايد بنورة وأعوانه وقايد بني يسجن وأعوانه والبعض من القرارة ومن الشعانبة والقياد من الأغواط وقايد لحرازلية وأعوانه وأصحاب البيرو من السبايس والمخازنية والترجمان ورجال الحكومة والقبطان كلهم يتشرفون بالقايد قلو إبراهيم ويحضرون التهنئة رافعين راية النصر له فارحين به، فخطب على الحاضرين شاكرا إياهم، ثم تناوب على المنصة القبطان والباش عادل صالح بن الحاج الناصر، وفي الختام قام الشباب بالفزعة (إطلاق البارود) ومن حولهم صفوف من الناس كلهم إعجاب وفرح وشكر.
وبعد أيام جمع نخبة من عزابة البلاد وضمانها وشبابها، وخطب فيهم واعظا وناصحا محرضا إياهم على النهضة لعمارة البلد وهذا نص الخطبة: "أيها الناس، كبيركم وصغيركم ذكرا كان أو أنثى حرا كان أو عبدا بعيدا كان أو قريبا مزابيا أو عربيا
52
وطنيا أو أجنبيا، إني قد جئتكم قائدا على بلدتنا بريان عموما، قائدا على من حل في ترابه من كل ناحية، وكل منكم يعلم ماله و ما عليه، وأني قائد ونحن كلنا إخوان وكلنا في الحقوق سواء، فالكبار هم آباؤنا والصغار أولادنا والشبان إخواننا، فمن أحسن فله إحسانه ومن ساء فعليه سوؤه.
وأتيتكم قائدا ولأحكامكم نافذا ولفاعل الخير شاكرا ولفاعل الشر معاقبا ولمن سألني ناصحا ومن استغاث بي مغيثا وللمحتاج نافعا والضعيف رافعا وللأرامل مراعيا وللضعفاء راحما، أيها الضمان والنواب فلتكونوا معي أعوانا وأنا بكم قوي، فلتكونوا معي أعوانا وأنابكم قوي، مراعيا وللضعفاء راحما، أيها الضمان والنواب فلتكونوا معي أعوانا وأنابكم قوي، فلتكونوا حكماء وأنا لكم منفذا، ولتكونوا مراقبين وأنا معكم متنبها، ولتكونوا رحماء بينكم ناصحين مخلصين في تربية نشء الوطن وعمارة البلاد، وتكفوا عنها الأذى والأشرار، وتدفعوا عنها العيب والعار، فلا وطن إلا برجاله ولا أمة إلا برجالها فنحن نعد لبلادنا شبابا ورجالا وللوطن عمارة وأموالا والسلام" ، فقد تم له أمر ولاية القيادة وتدبير أحكامه وتنظيماته وقد التفت لما فيه الخير والصلاح.
من أهم أعماله:
-عمد إلى الضمان والنواب فسعى إلى توحيدهم بعدما كانوا متنافرين.
- قام برحلة استطلاعية إلى العاصمة، فاطلع على أحوال تجار بريان هناك فنظمهم وخطب فيهم خطبة جاء فيها: "إخواني تجار الجزائر خصوصا وعمالهم المزابيين عموما أطلب من سيادتكم وأرغب خصالكم المحمودة أن تستخدموا فكركم وتفيقوا من منامكم الطويل وتسيروا إلى الأمام وتنبذوا التقهقر، ما كان بالأمس لم يكن اليوم، قد أصحبت الأمة يقظة و متنبهة يُعدون لهذا العصر الجديد ما يناسبه من أعمال ونحن من تفريطنا وغفلتنا لا نقوم بالواجب ولا نحسب للعواقب، والناس أصبحوا متضامنين ومتكتلين في الحرف والشركات والتجارة والفلاحة والإعلانات وفي الأعمال قائمين بالتربية والتعليم، ويعلمون أولادهم حتى نجحوا وارتقوا وارتفعوا مكانا عليا ونالوا حقوقهم وذهب عنهم الذل والفشل، أما نحن المزابيين عموما وأهل بريان خصوصا في الوادي وفي الجزائر،
53
فعلى ما ترى اليوم من التقهقر والتفريط والكسل، وضاعت شبيبتنا وزهرة حياتنا فيما لا ينفعنا من القيل والقال، في التفرق والاعتزال، في التيه والخبال والتعصب والأغراض، في الفراق والشتات، ونحن أمتنا أمة حرة أديبة سياسية لنا رجال عاملون، لناشبان أذكياء، يقضون ذوي الأفكار والرأي الصائب السديد ذو الفصاحة والخصال ذوي المنطق بلسان العربية والفرنسية والكتابة باللغتين، ولنا رجال يسعون في التجارة مجاهدون في طلب المعيشىة لهم وللأمة عموما وللوطن وللأهالي، ولهم العمال منهم يشتغلون لأهاليهم وبلادهم مخلصون في العمل، لنا رجال محامون أكفاء، فلا نحتاج لغيرنا وما أبعدنا إلا الجهل والتفريط، ولو أننا عملنا بما علمنا لأدركنا مالم نعلم، ولو سألنا رجال العلم لعلمنا ووصلنا كما وصلوا، ولو اقتدينا برجال السلف الصالحين لاهتدينا إلى سواء السبيل فقوموا أيها الإخوان وأعدوا للمستقبل مادام لنا متسع، فإن آفتنا في التعصب والافتراق وعدم التسامح وعدم الاتحاد إلى أن وقعت علينا القضايا والوقائع والبدع التي لا نستطيع لا دفعها ولا رد مضرتها عنا، وعينوا لهذه الأمة الرؤساء و النواب والجماعة ورئيس الجماعة، وهم يعينون من يغسل الموتى والقوامين والمراقبين في الحقوق والقوانين والنظر فيما يصلح الأمة وحقوق التربية والمراقب لأحوال التجارة والتجار ومراعات الدكاكين والعمال ولدفع المضرات ولجلب المنافع للأمة والوطن، ولحفظ الأشياء من الضياع والتلف ولحفظ الأهالي من الإهانة والتكفل بالمرضى والأدوية ومصاريف الطبيب وكذا عابر السبيل في رجوعه إلى وطنه، والدفاع عن من بقي في السجن ظلما ومراعاة من لا عمل له فليبحث له عن عمل وإذا وقع الخصام بين الصانع والمسؤول أو صاحب العمل، ولعقد الشركة بين الناس في التجارة إذا أرادوا الاشتراك فهذا الفصل لا يتم إلا بالجمعية الخيرية والإصلاح، والجمعية لا تتم إلا برجال صادقين مخلصين متسامحين رجال عقلاء ذوي الشمم والحزم ذوي المروءة والثبات ذوي الغيرة على الوطن وذوي الدين والإيمان والعدل ذوي الشجاعة لا يخافون في الله لومة لائم".
فلا تتم هذه الخصال إلا بوضع كيس المال يدفع فيه شهريا مبلغ عن كل شخص وعن كل متجر.
54
فوائد الكيس
1- يصلح لوجه التجارة والتجار إعانة به لتجارتهم وأحوالها...الخ
2- للوطن وعمارة البلاد، للمساجد وتعليم التلاميذ، وتكفيل الأرامل والأهالي.
3- لدفع الضمانات، ولجلب المنافع، ولجلب الأرزاق للبلاد مثل: الحبوب والزيتون والزيوت والصوف في أوقاتها.
4- لسد ثغرات المصائب والكوارث والأخطار، وللدفاع عن الوطن والجنسية والدين.
5- يساعدنا لسد الضرائب والمغارم.
فعينوا لهذه الجمعية من كل ناحية تاجرين:
ناحية الحامة: اثنين: حمو بن عيسى بعوشي، وبكير بن عيسى أرشوم.
ناحية بلكور: دادي بن محمد كاسي موسى، وعمر بن إبراهيم بن باعلي الأطرش.
ناحية لاقا (لاغا) وابلاطو: الناصر بن يوسف زيطاني، والحاج داود بن أمحمد ابن زايط.
ناحية دار البريد: "البوشطى" سليمان بن مسعود السعودي، وبكير بن حمو عمي سعيد "عداشا" .
وسط العاصمة: موسى بن بالحاج ابن يامي، وصالح بن عيسى تربح.
ناحية "كانتيرة " باب الواد: محمد بن حمودة بودي، وسليمان بن عمر بودي.
ناحية سانتوجين: صالح بن سليمان كوله، وأمحمد بن بالحاج محرزي.
وعينوا أربعة رجال للجماعة العمومية والمختصة رؤساء: وهم موسى بن بالحاج ابن يامي، ومحمد بن حمودة بودي، والناصر بن يوسف زيطاني، والحاج داود بن أمحمد ابن زايط.
النواب: صالح بن عيسى تربح، وحمو بن الحاج وسليمان بن مسعود السعودي، وسليمان بن عمر بودي.
55
وعينوا القوامين: محمد بن حمودة بودي، والناصر بن يوسف زيطاني، وبكير بن حمو عداشا"عمي سعيد"، وحمو بن بالحاج بن داود، وسليمان بن الناصر الأطرش، فختموا فتم أمرهم، وكانت اجتماعاتهم في بيت المسجد بالجزائر().
9-القايد بالحاج بن سليمان بن يحي بعوشي حكم:1936م-1941م.
تولى بالحاج بن سليمان بن يحي بعوشي القيادة بعد قلو إبراهيم بن سليمان وهو من عشيرة آل بالناصر.
في عهده اشتد الصراع بين المحافظين والإصلاح فكان له موقف في حل النزاع الذي كان قائما.
وكما كانت له مواقف ضد الاستعمار، فيروي أنه ذات يوم أقيم حفل بالمدرسة القرآنية وكان الشيخ عبد الرحمن بكلي (1901م-1986م) يدرّس بها وعرض مسرحيات ضد الاستعمار، فقامت الإدارة الفرنسية بإرسال تقرير إلى القايد بالحاج بن سليمان، فقال القايد للشيخ عبد الرحمن بكلي: اكتبوا الجواب وأنا أوقع على الرسالة.
وعزل من منصبه عام 1941م واستخلفه على القيادة بودي سليمان بن عمر([14]).
10 – القايد سليمان بن عمر بودي حكم 1941م- 1952م.
تولى القيادة بعد القائد بعوشي بالحاج بن سليمان، وهو من عشيرة ال بالناصر اشتغل بالتجارة بالجزائر العاصمة وفي فترة الحرب العالمية الثانية 1939م-1945م ارتحل إلى بريان وعين قائدا للبلدة.
ونظرا للظروف المعيشية الصعبة التي مرت بها خلال الحرب العالمية المتمثلة في قلة المؤونة الا ان القايد بودي سليمان بن عمر كان يقوم مع بعض الأشخاص.
وهم: ابن يامي موسى بن بالحاج و أزقاو سليمان بن بكير بالضيافات حيث كانوا يكرمون الضيف والضعفاء من أهل البلدة وعابري السبيل.قام بعدة إنجازات منها بناء السدود: السد باحمد والحاج بناحية بالوح القديم وسد آخر أجنة الحنية().
56
مراسيم تعيين القائد بودي سليمان بن عمر
11-القايد عمر بن سليمان بودي حكم 1952م- 1962م.
ولد عام 1916م في بريان، وهو من عشيرة آل بالناصر، نشأ في عائلة ميسورة الحال، وكانت بدايته في التعلم ببريان عند الشيخ صالح لبسيس، حيث درس القرآن ومبادئ اللغة العربية، في سنة 1934م انتقل إلى القرارة وفيها انضم للبعثة العلمية في معهد الحياة حيث استظهر القرآن ودرس على يد الشيخ بيوض (1899م-1981م). وكذا الشيخ عدون (1902م- 2004م) والشيخ بكير بيوض والشيخ أداود عمر بن صالح، فدرس النحو والبلاغة والمنطق والحساب وكذا الحديث والفقه والأدب والميراث.
وكانت عودته من القرارة إلى بريان سنة 1942م وبعدها عمل في الإصلاح ثم انتقل إلى العمل بالتجارة في العاصمة وعند اعتلاء أبيه سليمان القيادة عاد إلى بريان عام 1944م وكان في الاستصلاح الفلاحي ودخل في الميدان الاجتماعي، وامتاز
57
بالاستقامة والغيرة والنشاط ، وكان الساعد الأيمن للشيخ صالح بن يحي الطالب باحمد وكان ذا رأي سديد، ومن دعاة الإصلاح حيث ألزمه تواضعه حب الناس إليه وحبه للغير.
وبعد وفاة والده القايد سليمان استخلف ابنه عمر وذلك بتفويض من الشيخ بيوض وذلك في سوق بريان وبتأييد أحمد بن الحاج أسماحي في أثناء الحكم المدني، وعين رئيسا لبلدية بريان فكان قائدا وعضوا في حلقة العزابة، وكان يشارك في كل المشاريع.
كان من الثوار ومن المستقبلين لمجاهدي المنطقة الأولى، مع أزقاو سليمان، وعلي بن السوطي مورد، فاستقبلوا كلا من قنتار وعثمان سنة 1955م()، فكان حجابا للثوار يحمي الشعب وقعت له بعض القصص والحوادث منها:
-حادثة تهريب حنّين إلى جبل بوكحيل.
-حادثة أخبار الثوار في واد أنسا.
-حادثة المدافع المصوبة نحو بريان.
-حادثة الحنْية رابح الأبيض.
حادثة قرين معمر بن بوزيان واشتراكات الثوار.
وفي أيام القايد عمر كان الثوار في مأمن وكانت بريان مستقرة.
وبعد خروجه من البلدية اهتم بعمارة المسجد وإصلاح المجتمع، وهو أول من فكر في تأسيس نظام العرس الجماعي عام 1982م.
توفي القائد بودي عمر بالجزائر العاصمة بسبب ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم وذلك في 06ديسمبر1982م، ويعتبر القائد عمر بودي آخر قائد لبريان في عهد الاستعمار().