سير وتراجم - موقع آت مژاب ... للحضارة عنوان

الشيخ إبراهيم بن بِيحْمَان (عبد الرحمن)

من أعلام العهد الثالث

ولد الشيخ إبراهيم بن بيحمان في بني يزقن وتتلمذ على الشيخين الجليلين أبي زكرياء يحي بن صالح وخاله ضياء الدين عبد العزيز الثميني. كان مؤلّفا وشاعرا جليلا وعالما حكيما أديبا فيلسوفا ورحالة. من العلماء الذين تولّوا رئاسة مسجد بني يزقن.

له مع داي الجزائر حسن الدولاتلي في شأن باي قسنطينة مراسلات حول ضمّ مزاب إلى ولايته، كما كانت له مراسلات مع العمانيين.

من مؤلفاته:

-       مختصر المناسك ومهذب المسالك.

-       الجواهر الثمينة.

-       شرح موازين القسط لأبي مهدي عيسى بن إسماعيل.

-       مجموع قصائد في معجزات الرسول وسيرته.

-       تفسير سروة العصر.

-       تلخيص عقائد الوهبية في نكتة توحيد خالق البرية.

-       رحلته إلى الحجاز نثرا ونظما(1197هـ).

توفي عام1232هـ/1817م.

الشّيخ الحاج إبراهيم بن عيسى الأبريكي

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

الشّيخ الحاج إبراهيم بن عيسى الأبريكي، من القرارة

   هو الشّيخ بابا عيسى، أخذه أبوه إلى الجلفة حيث تجارته، وهو ذو خمس سنوات، قضى مثلها في باديتها، عند أحد أصدقاء أبيه من أولاد نايل. فكان لهذه المدّة التي أقامهافي البادية أثرها العظيم في تكوين شخصيته.

    دخل معهد الحاج محمّد بن الحاج قاسم الشّيخ بالحاج في القرارة، حيث درس فيه المرحلة الابتدائية. ثمّ أرسله شيخه إلى بني يزقن ليكمل دراسته عن قطب الأئمّة.

  رجع في العقد الأخير من القرن التّاسع عشر إلى القرارة، ففتح فيها معهده للتّدريس، فأنجب للجزائر والإسلام علماء أجلاّء، أصبحوا زعماء الحركات العلمية والسّياسية والإصلاحية. من أبرز تلاميذه الشّيخ أبو اليقظان، وعبد الله بن إبراهيم أبو العلا، والشّيخ بيّوض.

  إلى جانب عمله في المعهد، كان شيخ المسجد وواعظا فيه. تولّى ذلك لمّا اغتيل أستاذه الشّيخ الحاج محمّد بن الحاج قاسم سنة 1319هـ/1901م. توفّي في 15 ذي القعدة 1329هـ/نوفمبر 1911م، عن عمر يناهز أربعة وخمسين عاما،

--------------------------------

[23]-محمّد علي دبّوز: نهضة الجزائر الحديثة، الجزء الثّاني ،160.

وخلفه في معهده الشّيخ عبد الله بن إبراهيم أبو العلا[23

 

 

].

الشيخ ضياء الدين الثميني

الشيخ ضياء الدين عبد العزيز بن الحاج بن إبراهيم الثميني

من أعلام العهد الثالث

ولد في بني يزقن سنة 1130هـ/1718م. ختم القرآن في صباه واشتغل بالعلم فلم يتح له منه حظ، ثمّ اشتغل بالتجارة والفلاحة، وكان يسافر لهما إلى وارجلان ويقيم فيها سنينا، وكان فيها ولعا بركوب الخيل.

وكان اشتغاله بالعلم للمرّة الثانية بعد أن تخطّى العقد الثالث من عمره، عند رجوع الشيخ أبي زكرياء يحي بن صالح من جربة ومصر وأخذه عنه. نبغ الشيخ الثميني في العلوم العربية وعلم الكلام والأصول والحديث والفقه والفلسفة والحساب، ثمّ اشتغل بالتدريس والتأليف وإحداث حركة فكرية كان لها أثر جليل.

نُصِّبَ شيخا بمسجد بني يزقن باتفاق عزابة القصور، عام 1201هـ/1787م، وسمّي رئيسا للمجلس الأعلى لوادي مزاب.

قام بالدعوة و الإرشاد ومقاومة الجهل والفتن وإصلاح ذات البين، ومحاربة البدع الفاسدة. اشتهرت في أيامه عادات فاسدة، كعدم احتجاب المرأة من أحمائها، وكَفُشُوِّ الوشم بين الرجال و النساء، وتعاطي السعوط (الشمة) جهارا، وإعطاء نصف التركة للزوجة، إلى غيرها.

يقول الشيخ الحاج إبراهيم بن بيحمان في رسالة، وجهها إلى أهل جربة ونفوسة وعمان، ما يلي:«كثر الظلم والجور...وتلاطمت... أمواج الفتن وعساكرها، واستسادت ذياب وعسابرها، فاستولى على الحكمة الجهال، وغيروا حدود الله وبدّلوا حرامه وحلاله، وأخذوا في السلب والقتل ولجوا على الكفر والعناد، فلم يزالوا على ذلك إلى أن سعوا في الأرض الفساد».

وقد تحمّل الشيخ الثميني في سبيل إصلاح المجتمع ما جعله يستقبل من الرئاسة ويلازم بيته خمس عشرة سنة، لا يخرج منه إلاّ إذا حزب الأمّة أمر. في هذه المدّة انقطع للتأليف. توفي يوم السبت 11 رجب عام 1223هـ/1808م.

أهمّ مؤلفاته، مرتبة حسب التسلسل الزمني لتأليفها، ما عدا المصباح:

في الفقه: (النيل) لخصه ثلاثا. توجد نسخة بخط الشيخ أبي يعقوب يوسف بن حمو أوسع قليلا من التي شرحها القطب. نظم بعض أقسامه الشيخ خلفان بن جميل العماني مع بعض زيادات، في سفرين تبلغ أبياتهما زهاء ثمانية وعشرين ألف بيت، وسمّاه( سلك الدرر الحاوي غرر الأثر). أهدى السيّد أبو معقل الحاج صالح بن محمّد الغرداوي نسخة من (النيل) إلى مجلس القضاء بالعاصمة. ترجم كتاب النكاح وقسم الخصومات من كتاب الأحكام وكتاب الفرائض إلى الفرنسية المستشرق (زَايَسْ)[1] عام 1891م، وكثيرا ما كان يعتمد عليه في المحاكم الفرنسية في الجزائر عند الحكم بين المزابيين. كما سبق أن أصدر الأستاذ هُورُو[2]عام 1882، ترجمة فرنسية لباب الوصاية علّق عليها أبو معقل. وهناك ترجمات جزئية أخرى للنيل، إلى الفرنسية دائما، لم تنشر، قام بعض المترجمين المحلفين، بطلب من السيّد صُوطَايْرَا[3]رئيس مجلس القضاء بالجزائر. فقد ترجم أَطَّارْ[4]كتاب الجنائز، ومحمّد أَرَزْقِي كتاب الحج، ودِلبِيشْ[5]كتاب الرهن وكتاب الأيمان والكفارات، وأَلْبِرْتِني[6] قسم الطلاق من كتاب النكاح، وسْتْرَاصْ[7] كتاب الشفعة ووُهْرَرْ[8] كتاب الهبة، وكُوصْ[9] كتاب الأحكام، وفِرْدُورَا[10] كتاب النفقات، ودُورَانْ[11] كتاب الدماء، وقْرُوسِيقْرَانْجْ[12] كتاب الديات.

يشتمل كتاب النيل على اثنين وعشرين كتابا في العبادات والمعاملات: الكتب التسعة الأولى وهي كتب الطهارة والصلاة والجنائز والزكاة والصوم والحج والأيمان والكفارات والذبائح والحقوق، وستة كتب أخرى وهي كتب البيوع والإجارات والرهن والشفعة والهبة والوصايا، كلها مختصرة من كتاب (الإيضاح) للشيخ أبي ساكن عامر الشماخي إلاّ قليلا.

أمّا كتاب النكاح وكتاب الأحكام فقد اختصرهما أبي زكرياء يحي بن الخير الجناوي. وكتاب النفقات هو مختصر (ديوان الأشياخ) الذي ألّفه سبعة من فقهاء القرن الرابع بغار مَجْمَاجْ بجربة.

وكتاب الدماء مختصر( سيرة الدماء) لأبي العباس أحمد بن محمّد بن بَكر[13] وكتاب الفرائض اختصره للشيخ إسماعيل الجيطالي.

وكتاب الأفعال المنجية من المهلكة مختصر (تبيين أفعال العباد) للشيخ أبي العباس أحمد كذلك.

أمّا الخاتمة فمن الكتاب (جمع الجوامع) للإمام تاج الدين السبكي الشافعي.

في الفقه كذلك (التكميل لبعض ما أخلّ به كتاب النيل)، اعتمد فيه على كتاب (أصول الأرضين) لأبي العباس أحمد بن بكر.

-       (تعاظم الموجين في شرح مرج البحرين) لشمس الدين أبي يعقوب الورجلاني[14] في المنطق والحساب والهندسة. اكتفى بشرح قسم المنطق. سمّاه القطب (ذو النورين على مرج البحرين).

-       (معالم الدين) في الفلسفة الكلامية وأصول الدين.

-       (الورد البسام في رياض الأحكام) في القضاء، اعتمد فيه على كتاب الأحكام من (ديوان المشايخ).

-       (التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم) وهو مختصر (منهاج الطالبين وبلاغالراغبين) للشيخ خميس الشقصي الوسطاني العماني. يسمّى كذلك (السراج)، ويشتمل على ستّة وعشرين جزءا.

-       ( متخصر حواشي الترتيب) لمسند الربيع بن حبيب.

-       (عقد الجوهر من بحر القناطر) في الفلسفة والأخلاق، وهو تلخيص لكتاب(قناطر الخيرات) للشيخ إسماعيل الجيطالي.

-       (التاج في حقوق الأزواج).

-       (النور) مختصر شرح التلاتي للقصيدة (النونية) في أصول الدين، للشيخ أبي نصر فتح بن نوح[15].

-       (الأسرار النورانية على المنظومة الرائية) في الصلاة، لأبي نصر، وهو اختصار لشرح التلاتي لها(المصباح مختصر أبي مسألة والألواح) في الفقه، لأبي العباس أحمد محمّد.

وله منظومات في فنون مختلفة: نزول القرآن ومعانيه، بناء الكعبة، أهمية علم النحو، الحساب الفلكي، الجمع على توالي الأعداد،...

 


[1]_E.ZEYS, premier président de la Cour d’ Appel d’ Alger.

[2]_HUREAUX

[3]_SAUTAYRA

[4]_ATTARD

[5]_DELPECH

[6]-ALBERTINI

[7]_STRASS

[8]_WOHRER

[9]_CAUSSE

[10]_VERDURA

[11]_DURAND

[12]_GROSSET – GRANGE

[13]_أبو العباس أحمد بن محمّد بن بكر أصل أسرته في فرسطا بنفوسة. أخذ العلم عن أبيه وكان من همّ تلاميذه. سكن وادي أريغ ثمّ تحوّل إلى تمولست في الجنوب التونسي وبها صنّف كتبه وهي خمسة وعشرون. ثمّ رجع إلى وادي أريغ ثمّ إلى وارجلان وكانت وفاته بوادي أريغ سنة 504هـ/1110مِ. أهم مؤلفاته هي:

مسائل التوحيد.

أبو مسألة.

أصول الأرضين.

تبيين أفعال العباد.

كتاب الألواح.

سيرة الدماء.

[14]_أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم السدراتيالوارجلاني: ولد في وارجلان عام 500هـ/1107م. أخذ مبادئ الدين عن مشائخه في وارجلان ثمّ ارتحل إلى الأندلس في عهد الموحدين وسكن قرطبة لاستكمال علومه في فنون اللسان والتفسير والحديث والتنجيم. ثمّ عاد إلى وطنه وجدّد الرحلة إلى المشرق وبعدها توغل في أواسط افريقيا اين اكتشف تساوي الليل والنهار كامل السنة. ولمّا عاد من رحلته لازم داره بوارجلان منكبا على الدرس والتأليف. أمّا كتبه فهي:

تفسير القرآن الكريم في ثمانية أسفار.

الدليل و البرهان في ثلاثة أجزاء وهو أشبه بصورة مصغرة لدائرة معارف إسلامية. ترجم جزؤه المسمَى (مرج البحرين) في الفلسفة إلى أكثر لغات أوروبا.

_ العدل والإنصاف في ثلاثة أجزاء في أصول الفقه.

_ فتوح المغرب في التاريخ.

_ ترتيب مسند الإمام الربيع بن حبيب.

_ رسالة في رجال كتاب المسند.

_ ترجمة رجال الإباضية.

_ كتاب الفقه.

_ القصيدة الحجازية في 360 بيتا نظم فيها رحلته العلمية إلى الحجاز.

توفي بمسقط رأسه عام 570هـ/1175م.

[15]_أبو نصر فتح بن نوح المالوشائي: من علماء النصف الأوّل من القرن السابع الهجري، الثالث عشر الميلادي، من قرية تملوشايت في جبل نفوسة. أخذ العلم عن خاله أبي زكرياء يحي بن إبراهيم. له عدّة قصائد تعليمية، منها القصيدة النونية في أصول الدين، والرائية ي الصلاة، والبائية في الحكم والمواعظ.

الفنان عمر العادل بن الناصر

Icon 08

إنّ من مواليد بريان ولاية غرداية يونيو سنة 1943. نشأ و تعلم في مدينة بريان و قضى فيها فترة صباه. ثم زاول تعلمه في معهد الحياة أين نهل بلاغة اللغة العربية و تعاليم الدين و التاريخ قبل أن يلج عالم الغناء من بابه الواسع. كان منشدا في المجموعة الصوتية بمعهد الحياة أين كانت تؤدي المدائح الدينية في مختلف المناسبات. إشتغل معلما للغة العربية في إحدى المدارس الإبتدائية ببريان في مطلع السبعينات و أيضا كان منشطا ثقافيا بها. أثناء تواجده بالجزائر العاصمة تعرف على الموسيقي عبد الكريم لحبيب الذي شجعه للدخول إلى عالم الغناء لما لمس فيه من موهبة في الفن. و كانت انطلاقته الأولى في غناء الموشحات العربية و قد كان متأثرا بالفنان التونسي محمد الجاموسي و عمالقة الطرب الشرقي أمثال فريد الاطرش و أم كلثوم. غير أن الفنان عمر عادل عزم على تقديم ما يمثل منطقة ميزاب. في سنة 1978 شرع لأول مرة في تسجيل الأغاني الميزابية ذات الطابع التراثي فأصدرعدة أشرطة مختلفة فيها ما يعالج القضايا الشبابية و الإجتماعية باستعمال الرمزية المستوحاة من الطبيعة بعد بحث طويل في الطابع الذي يمكن أن يميز المنطقة. من أغانيه الرمزية التي كان يطرح من خلالها قضايا إجتماعية: « تامشيط نويدر نلواد »، « تازدايت نلبور »، « تارمونت نلقارص ». في سنة 1983 أصدر شريطا ثانيا مستلهما كلماته من التراث المحلي. في سنة 1985 كان أول ظهور له بالتلفزيون الجزائري بأغنية « أنوجي » ضمن فيلم وثائقي عن ميزاب من إخراج جمال بن ددوش. على هذا المنوال إنطلق الفنان عادل مزاب في الغناء مستغلا وسائل الإعلام السمعية و المرئية للتعريف بالأغنية الميزابية متحدثا باسم المرأة أحيانا في أفراحها وأتراحها و باسم المحرومين أحيانا أخرى للتعبيرعن ألامهم و معاناتهم .شارك في برامج القناة الثانية كسفير للأغنية الميزابية لا سيما حصة « أغربال إمشرش » الذي يهتم بالمواهب الغنائية. إستغل الفنان عادل مزاب تواجده بالإذاعة الوطنية في تلك الفترة حيث أضاف العديد من الألبومات ثم أفرد برنامجا إذاعيا سنة 1990 عن تراث ميزاب يحمل إسم « إيوالن د يزلوان » ليكون بذلك أول منتج إذاعي يمثل بني ميزاب. 

ايا نوج

انّزال س نبي

اغلان 1968

ا ربّي

زالت س نبي

أيوّا

سيوض آ وي ساواضن

إيزومال نسن

تامورتنغ

-----------------

يوسف لعساكر

حواش برنامج ئلس نغ 06

الأستاذ عبد الرحمن حواش برنامج ئلس نغ لساننا حصة رقم 06

للإستماع أو تحميل الحصة

 

كلمات تتفرع من أصل "شل" و "كل" :

أمدّوتشل: الصاحب الصديق المواطن

أدشال: الأرض

أميدي: القرين الترب الند الصنو

أتشّال : حشرة الأرضةla termite 

أشلا : هو قضاء النهار عند أحد خارج البيت و يقابلها أنسا أي المبيت خارج البيت

تشلي: وهو المشي على الأرض

أتشلشق: وهو المشي على الوحل

أشلّو: كتلة توضع بين اليدين من الطين أو أي شيء آخر

تاشلّت: تصنع الطوب تستعمل في الطهارة

تشلّوت: تصنع بالطوب مع مسحوق الفحم

أتشل: هي الأفعى عند توارڤ

أشلّل: غسل الأواني بالتراب والطين

أشلط: هو رمي شيء للأرض بقوة

أكلي: هو إطلاق شيء ليقع على الأرض

أسيكل: السفر

أنكال:هو الزرع وضع البذور في الأرض لتنبت

بداية الحصة:

ادسيولغ س-وانا أمدوتشل ئينغ د باتا د-افسوس:

01 أمدّوتشل ديس سنّت تاوالين دسنت(1) ڤّينت(2) : ديس أميدي نسنت نسلّيت مزّي-نغ  قارنانغ (روح أترارد عما وميدي-تش تاحجورت نّغ ئڤن ورار ويضيضن) .

أين د حد تڤّو تلخت-تش عماس،  ديما نلّا في مرّا نترار، نّغ  ولا نعزّم، نّغ نعمّر دي ونشان نّغ دي لحومت ئڤّت.

أيند أناcamarade  نّغ صاحب أيند أمدّوتشل س-تومژابت.

أما نتّا أمدّوتشل ديس وجار، ئمارو أغندياس:

نّيغ يا دسات واسّو(3) بلّي غرنغ آون وانا منّاو   واشنيون(4) ياون وانا :

غرنغ: أميدي / أمدّوتشل / تزيوي / أنتيج / أغريم / أمغير / توتا / أنرار / أمغيو.... أيّولون غرنغ تومژابت

سيدغ بابتا يحس أجلّيد أمقران(5) أدفرزغ جاراسن وشيغ افسوس  ن آش يڤت سّيسنت  س-ماني د-يتوابّي د-باتّا يتّيش د-وسون.

02 أمّا أدشال : أيند تامورت ئي نكسّب ئي نلا ديس ئي نسڤضّاع ديس تمدّورت-نّغ(6) نشنين د ئمريون-نّغ د وي يلّان عما-نغ

ئزيغ(7) أمدّوتشل أيند Le compatrioteأيندالمواطن
أيند:  أميد ن واتشّال مي ڤّينت أون سنّت توالين 

أيند : أمدّوتشل س توژابت

أيند : ميمّيس ن-تمورث س-تو ڤمشّانت  

أيند أنا ولد البلاد س-تعرابت ئي نسّاوال سّيس

آن مانش ئنّيغ ديس وجار ن-وانا: صاحب نّغcamarade

أنا أتشّال فغنتد سيس مناوت توالين ئمارو أتنتينيغ:

03 غرنغ أنا أتشّال نقّاريت ئ-يڤت تيكطفت  تّت تكرشوشت د-وسغر د لّوح آن-داي د لمعاش-س نقاراس س نعرابت الأرضة أمّا س-توڤّامانت نقّاراسla termite  أمّا س توژابت نقّاراس أتشّال.

شاينّي أتشّال ئلّان دتامورت توشو الأرضة ئلّان ولاد نتّاها د-تامورت س-تعرابت . أماغر(8) تسطش(9) أعمارس س-تلخت س-تغوري ن-تمورت .

أمّا نتّاها غيرس ئيسم ويضيضن س- توژابت نقّاراس تيندي

تيندي أيندla termite   نّصح أيند الأرضة

تّالسن س-ئڤّن ورجاز ئسّيكل(10) غل-تمورا ن-ئڤن وجلّيد(11) تدجوج(12) ، آش(13) أديجور بسّي أديملاڤا سي لهوايش د-ئجوضاد وا-غ-اسينيىن أويّي عماش  أدسدّغ-دتش (14)

سي و-ايني يوفو أبريد-س تيندي أسنقّار دخ أتشّال، نتاياس أويّي عماش  أدسدّغ-دتش ، ياويت ، ياوض ئڤن وغرم ، ياف أجليد-نسن، يدجاس شارض نّغ ؤكژ ن-تمشراس ئي ميدن-س ، وي نجمن أتنت-يفتش أس-يوش يلّي-س.

سي أون تمشراس يوشاس-ن أفجّاج ئي واغادنجمن أتيرژ س-وفوس-س.

تنّايا-س تيندي نشّي أشهانّيغ سّيس، تاتف غل-وامّاس غل-وزجدن تس- ڤوررت(15)، يدجاس آم س-وفود-س يسقوشّمت ف-سن،

شاين وليرزي س-واڤاي ن تيندي عماس أن مانش ئستوشو أوال ئتلّا أتنفعت.

سدّيغ أدالسغ تانفوستو تمدا أماغر دلفولكلور يبها أيولون لهوايش ئي يوي عماس سدّنت ديس.

باش ول-نتفغ سويوال فواتشّال ئي يلّان أنا : أميد ن وتشل  أنّغ أمدّوتشل

غرنغ منّاو  ئمازيغن قّارناس : أكّال آن مانش ئي يقّارن أمدّوكّل نّغ ئمدّوكّال

04 غرنغ أنا : أشلا أيند أصّڤضع ن واس غل حد، أشلا أيند اقيمي  تمورت  دوطوف ن تمورت مانشي ئي نقّار، داصڤضع ن واس غل ميدّن ئي نلّا نشلو غرسن.

أيند أصّڤضع ن واس ئڤن ونشان، لمنداد-س(16) دانسا (أشلا / أنسا).

أنسا: أيند أصّڤضع ن ئيض ئڤن ونشان.

05 تشلي : غرنغ أنا تشلي: أيند أيجور تمورت سيضارن نّغ أدسيل دفر ودسيل(17)، شاين دي وانا تيشلي ديس أتشال ئي يلان د تمورت.

06 غرنغ أنا : أتشلشق نّغ تشلتشيقا أيند تيشلي تمورت تبزج، ساغاديلي ضار يحصّل تلخت ن تمورت نّي ئيلي يتّادجا ئڤن وسلّي أين : تشلق أيند وني داشلشق.

تاوالتو ئمانس تدّس تڤّو س سنّت ن توالين :

أتشال  أيند تمورت مانش ئي ينّيغ د تشلق يتّادجا ودسيل  تشلي لغلليغا  (تامورت تبزج تڤّو س وامان). تلخت ئي تطفن أدسيل أيند أنا تلتشق نّغ تلتشيقا آن مانشي ئي نّيغ.

شاين دخ دي وانا تشلتشق ديس: تشال ئي يلان د تمورت د تشلق أيني ئي نتسلّا تيشلي لغليغا.

دي ئوالن ئي لان ديسن تشال ئي يلّان آن مانشي ئي نّيغ : تمورت نّغ ئيجدي ن تمورت غرنغ أنا :

07 أشلّو: يتوادجا جار سن ئفاسّن س تلخت نّغ ولا س شرا ويضيضن

غرنغ أنا :

 08 تاشلّت : ئي توادجان جار ئفاسّن س تغوري تالقّاقت نّغ س مالوس تيلي ؤهو تاكرننّايت(18) آن وشلّو ئلي تزّج(19) بسي

غرنغ دخ :

09 تشلّوت: تيلي تاكرننّايت تيلي بكري س وخلاض ن تاقّا ن لفحم(20)، توڤّنت عما تلخت ن وسيرد ئي تبّين س-وبوض ن-تيرست مي ئوضن أمان ترق(21) داوحدي تطّف تفاوت، د اقيّس ن تاقّا ئي توطّان تاقّا س لفهم .

10 أتشل سي وايني يلا آن مانش ئي قّارغ ديما بلّي د يوش ئي د سّلفان(22) ئلساون  ن يشمجان-س(23)، نتّا ئيتن سميسن شتاينّي توارڤ قارناس ئي تلفسا : أتشل أماغر تكرّم أتشال ئجدي، د ربي ئيتن ڤدن ئي وامنّي ئي وسامّاس، ؤوهو نّتنين جرون ئڤن بكري يالّاه أتنسامّا أتشل.

آن مانش أغنينّا

ينّا يوش بلي يسلمداس ئي آدم ئسماون آيّولون، سي ئسماون أون ئنينّي ليغ قّارغ نشنين نرنّي ديسن نسمونكوز، أمّا مومّو-نسن يتقيما د ونّي.

11 غرنغ بكري أشلّل : أين داحكّي ن يڤّن  لماعون س يجدي س شال د وسڤضع ن وامان غفس، أماغر ديس شل ئي يلّان د شال ئي يلّان د نمورت س يجديس،  

سينّي يلا  أسڤضع ن وامان ولا س صّابون نقاراس شلّل ، أما بكري صّابون نسن د يجدي د تلخت ن وسيرد.

12 غرنغ أنا أشلط مي نكلي حد غل تمورت س زّور(24) ، نقّار ولاد أنا يشلط آن وغردا ، مي يطّف حد أغردا س تشحواطّ-س يشلط غل تمورت أيند وو د أشلاط شاينّي يشلطت.

شاين ديس شل أيند شال ئي يلّان د تمورت أين داكلي ن حد نّغ تيّيتاس غل تمورت .

13 نّيغ بلّي أنا أتشال ئي يلّان د تمورت د يجديس يلّا واسي سي ئمازيغن يقّار أكّال نشنين نقّار أشّال د حد ويضيضن يقّار أكّال ، غرنغ ولاد نشنين أون وانا أكّال س "ك" ويجي س "ش"

أنا : أكلي أيند أسّيب ن شرا أديوضا تمورت،

شاين غرنغ أشلاط ئي يلّان د اكلي ن حد غل تمورت سوغيل(25) نّغ س  زّور.

أمّا أكلي د اجّا ن شرا أديوضا  تمورت.

ئزيغ غرنغ سن ن يوالن ئڤّن د شال ئي يلّان د تمورت.

د ويضيضن ديس كال ئي يلّان دخ نتّا د تمورت.

آين د اينّي يتّادجا أوال آش ئڤن ول يرويز(26) دي ويضيضن .

14 غرنغ أنا سيكل : إنّيغ نطورو سي سّيولغ س (المسافر) نّيغ أرجاز ئسّيكل.

أسيكل غل منّاو ئمازيغن آن نشنين أين د (سافر) أيند تيشلي نّغ تيكلي دنّج تمورت ، أماغر بكري أيولو(27) أسافرنسن دنّج واتشال نّغ دنّج واكّال دنج تمورت.

أمّانش ينّا يوش نّغ أدليص-س(28) : باتّا توتم دي تمورت أين أنا باتّا تسافرم أماغر تيّيتا ن نمورت أيند أسافر شتاين ولا  س تومژابت  تييّتا ن تمورت ئي يلّان د تيشلي نّغ تيكلي توشو أسيكل ئي يلّان د أسافر.

ولاد آت وارجلان ئديس-نغ(29) قارناس ئي وسافر : أكل يوكل حدنّي يوكل أداكلغ

شتاين ديس أنا كال نّغ نشال ئي يلّان  د تمورت أيند تيشلي نّغ تيكلي تمورت.

ئزيغ أما سافر س نومژابت أنّيني أسيكل سّيكلغ أدسّيكلغ .

ديما نقّار لاش غرنغ أوال نّي س تومژابت.

لاش غرنغ أنا سافر  س تومژابت هامي ول نقّير نتّات، ربّي أديكفا سدّيغ أنتّا ولاد ئشّا د وسوا س تومژابت،

هامي نّيغ ئشّا د وسوا؟

أماغر د اني ول نژون ديس نشنين د زوايل حشاكم أدعاد نقّار أداكلغ نغ أدشربغ!!!

داني آن باتّا ول نتّوغ نتسافار نّغ نسّن د باتّا د أسافر دسّات واغادّاسن واعرابن نّغ يوضانغد ئلس ن تعرابت .

أنّسمضرن(30) داوحدي أيني نقّار نيلي نسّاوال س تيتّي نّغ(31) ؤهو س تمزوغت نّغ د يلس نّغ وبرك.

أمي ؤهو أنّيلي لاش غرنغ أمشان دنّج تمورت س يلس نّغ.

15 غرنغ أنا أنكال : ئي يلّال د أدجّا ن تژننت تمورت باش أتغمي(32) ، شتاين ديس كال ئي يلّان أنتشال تمورت .

يقّيمد  سدسغ ويوال دي وانا أمدّوتشل ئي يلّا أن مانشي ئي تفسوغ ديس سنت توالين أيني يلان دcamarade نّغ الصاحب د واتشّال ئي يلان د تامورت .

أما امدّوتشل نّيغ بلّي أشنيوsynonyme أيند ميمّيس ن تمورت نّغ تعرابت ئي نسّاوال سّيس ولد البلاد

إنتهى.

-----------------

(1) دسنت: نركبة

(2) ڤّينت: يڤّو يعجن العجين

(3)دسات واسّو: قبل اليوم

(4)ئشنيون: مرادفاتsynonymes

(5)بابتا يحس أجلّيد أمقران: إن شاء الله.

(6)تمدّورت-نّغ: خياتنا

(7)ئزيغ: إذن

(8)أماغر: لأن

(9)تسطش: تبني بناء

(10)ئسّيكل: سافر

(11)أجلّيد: سلطان

(12)تدجوج: بعيدة

(13)آش: كل

(14)أدسدّغ-دتش:أنفعك

(15)ڤوررت: ؟

(16)منداد-س: يقابله

(17)أدسيل دفر ودسيل: خطوة بعد خطوة

(18)تاكرننّايت: ؟

(19)تزّج: ؟

(20)تاقّا ن لفحم: مسحوق الفحم

(21)ترق: تشتعل تخترق

(22)سّلفان: خلق

(23)يشمجان-س: عباده

(24)زّور: القوة

(25)سوغيل: بالذراع

(26)ول يرويز: لا يشبه

(27)أيولو: جميع

(28)أدليص-س: كتابه (كتاب الله وهو القرآن)

(29) ئديس-نغ:  بجانبنا

(30) أنّسمضرن: نفكر

(31)تيتّي: بالعقل

(32) أتغمي: تنبت

أبو اسحاق ابراهيم اطفَيَّشْ

أبو اسحاق ابراهيم اطفَيَّشْ

إبراهيم بن امحمد بن ابراهيم بن يوسف اطفيش

علامة، وطني، فقيه.

ولد ببلدة (بني يزقن) من قرى (وادي ميزاب) جنوب الجزائر، في أحضان عائلة كريمة متدينة، أنجبت للعالم الإسلامي عالما فذا من علماء الجزائر و هو عمه قطب الأئمة الحاج أمحمد بن يوسف اطفيش (ت:1914م).

أتم ابراهيم حفظ القرآن في الحادية عشرة من عمره، ثم أخذ مبادئ العلوم العربية و الشرعية على يد عمه القطب اطفيش في مسقط رأسه، ثم عن المصلح العالم عبد القادر المجاوي بالجزائر العاصمة.

في سنة 1917م يمم تونس ضمن بعثة علمية، فالتحق بجامع الزيتونة، و كان مثار إعجاب مشايخه، ذكاء و أخلاقا و سعة علم. و ما لبث أن استهوته السياسة بأجوائها الحماسية الوطنية، فأصبح عضوا بارزا في حزب الدستور التونسي بزعامة الشيخ عبد العزيز الثعالبي صحبة زملائه في البعثة أبي اليقظان، و محمد الثميني، و الشيخ صالح بن يحي.

عرف أبو اسحاق في الأوساط السياسية و الثقافية بكرهه الشديد للاستعمار الفرنسي الذي نفاه من الجزائر إلى تونس، و عرف بنشاطه ذاك في الأوساط التونسية، و ما لبث أن جاءه قرار النفي و الإبعاد من السلطات الفرنسية على أن يختار أي بلد يشاء، فاختار مصر التي وصلها في 23 فبراير 1923م، و هي نفس الفترة التي نفي فيها كل من الأمير خالد بن عبد القادر الجزائري، و عبد العزيز الثعالبي اللذين تربطهما بأبي اسحاق روابط العمل الوطني.

و في القاهرة وجد المجال واسعا للعمل الوطني، فنشط في ميدان السياسة و الفكر و قام بأعمال جليلة في الصحافة، و تحقيق التراث، و التأليف، إلى جانب نشاطه الإجتماعي مع الجمعيات الخيرية ذات التوجه الإصلاحي الإسلامي.

 

محاضرة تاريخية قيمة لفضيلة الأستاذ محمد بن باحمد إمناسن. ألقيت بالجامع يوم الأحد 05 جمادى الأولى 1434هـ يوافقه 17 مارس 2013م...

 

 

 

 

 

و من أهم أعماله نذكر ما يلي:

أصدر و ترأس تحرير مجلة المنهاج ما بين 1344هـ/1925م- 1349هـ/1930م، التي عرفت بتوجهها السياسي و الإجتماعي القويين، فكانت تنشر مقالات لكتاب عرفوا بعدائهم الصريح للاستعمار الغربي، تكشف عن مخططات الإنجليز و الفرنسيين الاستيطانية في الحجاز و الشام و المغرب العربي بأسلوب تحليلي عميق. و في الميدان الديني و الاجتماعي كانت ترد على مقالات التغريبيين المعجبين بالمدنية الغربية، المشككين في ثراء الحضارة الإسلامية، و قدرتها على التطور، و من ثم فإنها منعت من دخول كثير من البلاد العربية و الإسلامية. و ما لبثت بعد مضايقات سياسية، و متاعب مالية أن توقفت، فأسند الشيخ اطفيش رخصة صدورها إلى زميله في الكفاح الوطني محب الدين الخطيب، و كان ذلك سنة 1931م، فأخذت تصدر في شكل جريدة محتفظة بالعنوان نفسه (المنهاج)

أسس مع صديقه الشيخ الخضر حسين جمعية الهداية الإسلامية.

في أواخر الخمسينيات و بداية الستينيات أصبح عضوا فعالا في جمعية تعاون جاليات شمال افريقية، و المؤتمر الإسلامي المنعقد بالقدس سنة 1350هـ/1930م

كان عضوا نشيطا في جمعية الشبان المسلمين الذي تربطه بزعيمها الحسن البنا صداقة حميمة.

كان عضوا نشيطا في مكتب إمامة عمان بالقاهرة، إذ أسند إليه الإمام غالب بن علي التعريف بقضية عمان في المحافل الدولية، و الجامعة العربية، و سافر من أجل ذلك إلى عمان و إلى أمريكا ناطقا رسميا في الأمم المتحدة.

في جوان 1359هـ/1940م أسندت إليه وزارة الداخلية المصرية مهمة الإشراف على قسم التصحيح بدار الكتب المصرية، و كان من أجل أعماله فيها:

تحقيق و تصحيح أجزاء من الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.

تصحيح كتاب المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، من تأليف محمد فؤاد عبد الباقي.

تصحيح و تحقيق أجزاء من كتاب نهاية الأرب، و غيرها.

و كان و هو بدار الكتب المصرية مرجع الفتوى في العلوم الشرعية و اللغوية، شارك مشاركة فعالة في تحرير مادة الموسوعة الفقهية، و لا سيما فيما يتعلق بالمذهب الإباضي. و هكذا تألق أبو اسحاق بين زملائه، و عرف بينهم بغزارة العلم، و دقة التحقيق، و الإخلاص في العمل، كما اشتهر بينهم بقوة عارضته إذا حاجج، و رحابة صدره إذا نوقش، و رسوخ قدمه في مجالي الشريعة و علوم اللغة إذا استفتي أو استشير. و لعل ما بهر به المصريين فعلا هو إخلاصه النادر لعمله ما يقرب لأربعين سنة كان فيها مثالا للجد و المثابرة و التفاني، و اكتسب من أجل ذلك صداقة فطاحل علماء مصر من أمثال الشيخ مصطفى المراغي شيخ جامع الأزهر، و محمد أبو زهرة، و محمد علي النجار، و محمد سلام مذكور، و مصطفى عبد الرزاق، و منصور فهمي، و غيرهم.

إن وجود أبي اسحاق في مصر أفاد القضية الجزائرية إفادة كبرى، فقد كان يقف لمؤامرات الاستعمار الفرنسي بالمرصاد، كشفا و فضحا، لا يكتفي بما يكتبه بقلمه في مجلته المنهاج، بل كان يستنهض للكتابة أشهر الأقلام الوطنية المصرية، من أمثال أحمد زكي باشا، و محب الدين الخطيب، و محمد علي الطاهر، و غيرهم.

كما كان له الفضل العظيم في إزالة الكثير من الأخطاء التي كانت عالقة بأذهان بعض الباحثين عن الإباضية، و صحح الكثير من المعلومات التي تنوقلت عن المصادر التاريخية التي ألفت في عصور التفرق و الفتنة.

آثاره و مكانته العلمية

كان أبو اسحاق يملك قلما سيالا، و أفقا واسعا، تجود عليه بعطاء فكري ثري، و الذي يبدو من خلال مراسلاته أنه ألف في مواضيع شتى، و لا سيما فيما يتعلق بالمذهب الإباضي تاريخا و فقها، و لكننا لم نستطع الوصول إلى هذه الآثار رغم البحث عنها.

أما في ميدان التأليف و التحقيق فنجد له ما يلي:

مقالات كثيرة في مجلة الفتح و الزهراء لصاحبهما محب الدين الخطيب، و هو من أعز أصدقائه و المتعاونين معه.

ألف كتاب الدعاية إلى سبيل المؤمنين يطرح فيها نظرته إلى تطوير التعليم العربي الإسلامي، و يرد على خصومه من المحافظين، و قد صدر عن المطبعة السلفية بالقاهرة سنة 1923م.

شرح كتاب الملاحن لابن دريد، وطبع عدة مرات في كل من مصر و عمان.

النقد الجليل للعتب الجميل (رد فيه على محمد بن عقيل العلوي الذي طعن في مذهب أهل الحق و الاستقامة)، و قد صدر بالقاهرة لأول مرة سنة 1924م، ثم أعيد طبعه بعمان عن مكتبة الضامري للنشر و التوزيع سنة 1414هـ/1993م

الفرق بين الإباضية و الخوارج. طبع عدة مرات في الجزائر، و مصر، و عمان.

و قد أشار أبو اسحاق في مراسلاته للشيخ أبي اليقظان إلى عدة مؤلفات أنجزها أو هو في صدد إنجازها و ظلت مخطوطات لم تر النور، و لم يعثر عليها إلى حد الساعة، و هي:

         ·          موجز تاريخ الإباضية

         ·          المحكم و المتشابه

         ·          عصمة الأنبياء و الرسل

         ·          الأقوال السنية في أحوال قطب الأئمة، أشار إليه في هامش كتاب الدعاية إلى سبيل                 المؤمنين،   ص109

         ·          القطب اطْفَيَّش

         ·          صلاة السفر

         ·          منهاج السلامة فيما عليه أهل الإستقامة

         ·          تفسير سورة الفاتحة

         ·          الفنون الحربية في الكتاب و السنة

         ·          مختصر الأصول و الفقه للمدارس

                  كتاب النقض

 

و في ميدان تحقيق التراث نجد له ما يلي:

         ·          تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان للشيخ السالمي في جزأين. مطبوع عدة مرات بعمان

         ·          شرح النيل و شفاء العليل، معتمد الإباضية في الفقه، الأجزاء الثامن و التاسع و العاشر،                   مطبوع عدة مرات في مصر، و الجزائر، و لبنان، و السعودية، و إيران

         ·          جامع أركان الإسلام، من تأليف سيف بن ناصر الخروصي العماني، مطبوع عدة مرات                   بمصر، و عمان

         ·          شامل الأصل و الفرع، من تأليف القطب اطفيش، طبع عدة مرات بمصر، و الجزائر، و عمان

         ·          مسند الإمام الربيع بن حبيب في الحديث، طبع عدة مرات في مصر، و الجزائر، و عمان

         ·          الذهب الخالص، من تأليف القطب اطفيش، طبع عدة مرات في مصر، و الجزائر، و عمان

         ·          كتاب الرسم، من تأليف القطب، و من شرحه و تحقيقه، طبع عدة مرات في مصر، و                 الجزائر، و عمان

         ·          كتاب الوضع (مختصر في الأصول و العقيدة) من تأليف أبي زكريا يحي الجناوي، طبع                 بالجزائر، و مصر، و عمان عدة مرات

يمتاز أبو اسحاق في كتاباته بشخصية قوية، و يدل في تحليلاته للأوضاع و القضايا السياسية و الاجتماعية و الدينية على سعة في المعرفة، و اطلاع جم على الأحداث، و مواكبة حية لتطوراتها، و ثبات راسخ في الموقف و التوجه.

في أخريات حياته اشتد عليه مرض في "البروستاتا" استدعى إجراء عملية جراحية عاجلة، غير أن القدر كان أسبق، فوافته منيته بعد أيام قليلة من اشتداد المرض، فانتقل إلى رحمة الله، و ذلك سحر يوم 20 شعبان 1385هـ الموافق لـ 13 ديسمبر 1965م، و صلى عليه في جامع المطرية الشيخ محمد المدني عميد كلية أصول الدين بالأزهر الشريف، و شيعت جنازته بحضور كثير من العلماء و رجال الفكر في مصر، و ووري جثمانه في مقبرة آل الشماخي، كما أوصى.

بقلم د. محمد صالح ناصر

 

 

أهم المصادر

         ·          د/محمد ناصر، الشيخ ابراهيم اطفيش في جهاده الإسلامي، جمعية التراث، القرارة، الجزائر، 1991م

         ·          أبو اليقظان إبراهيم، ملحق السير ص: 145-147 (مخ

         ·          مراسلات بين أبي اليقظان و أبي اسحاق (مخ) ، مكتبة محمد ناصر، الجزائر

         ·          جمعية التراث، القرارة، معجم أعلام الإباضية (قسم المغرب)، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ج2، ص: 24-26

         ·          يوسف الحاج سعيد، تاريخ بني ميزاب، المطبعة العربية، غرداية، 1992م، ص 185-189

 

تقرير مِن إعداد الفاضل / ياسين باحريز

تمّ بثّه في برنامج " مرحبا " بالقناة الرابعة الفضائية الحكومية الجزائرية ( الأمازيغية )

 

 

istiqama.net

 

أبو اليقظان

أبو اليقظان إبراهيم بن الحاج عيسى

1306هـ/1888م – 1393هـ/1973م

النضال الإعلامي ضد فرنسا

أبو اليقظان إبراهيم بن الحاج عيسى، أحد رواد الصحافة العربية الجزائرية و أحد المجاهدين بالكلمةولد بمدينة القرارة، جنوب الجزائر في 29 صفر 1309هـ/ 5نوفمبر 1888م، في عائلة متدينة محافظةافتقد أباه صغيرا، و حنت عليه أم مثلى توجهه إلى مزاحمة العلماء منذ الصغر.

تعلم مبادئ العلوم العربية و الشرعية في كتاب القرارة. و في سنة 1325هـ/1907م شد الرحال إلى (بني يزقن) حيث تتلمذ على يد قطب الأئمة الشيخ اطفيش، فكان من أبرز تلامذته و أنجبهم.

وحوالي سنة 1909م قصد بيت الله الحرام، و كان ينوي الإقامة بمصر للدراسة لدى عودته، و لكن قلة ذات اليد حالت دون أمنيته، و لو أن هذه الرحلة فتحت أمام عينيه آفاقا واسعة حيث زار الحجاز و الشام، و تركيا، و ليبيا، و تونس.

في سنة 1330هـ/1912 التحق بجامع الزيتونة بتونس طالبا، و رئيسا لأول بعثة طلابية ميزابية بتونس.

و مع بداية الحرب العالمية الأولى عاد إلى القرارة حيث فتح مدرسة على الطريقة العصرية، و ما لبث أن عاد إلى تونس سنة 1917م ليترأس البعثة مرة أخرى حتى سنة 1925م.

و في هذه الأثناء انخرط في معترك السياسة، و أصبح تلميذا وفيا للشيخ عبد العزيز الثعالبي، و عضوا في التشكيلة الفدائية السرية التي كانت تتطلع إلى تحرير المغرب الإسلامي من ربقة الاستعمار الفرنسي، فكان عضوا نشيطا في اللجنة التنفيذية للحزب الحر الدستوري، و كان في الوقت ذاته يشارك بقلمه في الصحافة بمقالاته ذات الطابع السياسي الوطني مثل (المنير)، (الصواب) التونسيتين، (المنهاج) الصادرة بمصر، التي كان يرأس تحريرها زميله و صديقه في الجهاد أبو إسحاق إبراهيم اطفيش. و كان يتطلع إلى إعلام إسلامي وطني يكون منطلقه الصراع الحضاري بين الإسلام و الصليبية الغربية.

في أكتوبر من سنة 1926 بادر إلى إنشاء أول جريدة عربية باسمه تحت عنوان (وادي ميزاب) أرادها لتكون لسان حال الفكر الإسلامي عموما و الجزائري خصوصا. و لأنه كان نسيج وحده في الأسلوب المقاوم الذي لا يهادن و لا ينافق، فإنه تجرع في سبيل سير صحافته الغصص، و تحمل المشاق المادية المرهقة، يكفي أن نعرف أن جريدته هذه كانت تحرر بالجزائر، و تطبع بتونس، ثم تعود بالقطار لتوزع في الجزائر هكذا كل أسبوع طيلة عامين و نصف لم تتخلف فيها عن الظهور قط، و كان يعاونه في طبعها زميلاه في الجهاد الوطني الشيخ محمد الثميني، و ابن الشيخ قاسم بن الحاج عيسى.

 

الكلمة الافتتاحية لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي في ملتقى الذكرى الأربعين لوفاة الشيخ أبي اليقضان

 

 

 

 

موضوع إخباري يتناول حياة شيخ الصحافة الجزائرية العلامة إبراهيم أبو اليقظا

البورتري من إعداد الصحفي السعيد حمزة نذير الموضوع بث على قناة القرآن الكريم التلفزة الجزائرية

و كانت جريدة (وادي ميزاب) بداية لجهاد مرير دام ثلاث عشرة سنة، أصدر خلالها ثماني جرائد أسقطها الاستعمار الواحدة تلو الأخرى، لأنه لم يطق حرارة لهجتها، و جرأة معالجتها، و هي التالية:

         •           (وادي ميزاب) 119عددا، من 01/10/1926 إلى 18/01/1929م

         •           (ميزاب) عدد واحد، 25/01/1930م

         •           (المغرب) 38 عددا، من 29/05/1930 إلى 09/03/1931م

         •           (النور) 78 عددا، من 15/09/1931 إلى 02/05/1933م

         •           (البستان) 10 أعداد، من 27/04/1933 إلى 13/07/1933

         •           (النبراس) 6 أعداد، من 21/07/1933 إلى 22/08/1933

         •           (الأمة) 170 عددا، من 08/09/1933 إلى 06/06/1938

         •           (الفرقان) 6 أعداد، من 08/07/1938 إلى 03/08/1938

و من أبرز جهود أبي اليقظان في الميدان الثقافي الوطني، إنشاؤه المطبعة العربية التي تعد من أوائل المطابع العربية الوطنية بالجزائر العاصمة، أدت للحياة الوطنية أيادي بيضاء لا تنسى، إذ كانت تطبع بها أغلب المؤلفات العربية الوطنية، والصحف الإصلاحية، و المنشورات الثورية، و كانت إلى جانب ذلك ناديا ثقافيا، و ملتقى وطنيا لرجالات الفكر و الإعلام بالجزائر. و قلما عرفت الساحة الوطنية قبل الاستقلال منشورا وطنيا لم يكن مصدره المطبعة العربية، و قد تعرضت من أجل ذلك مرات عديدة للتفتيش البوليسي، و التغريم المالي، و الملاحقة و التهديد بالنفي، و الإغلاق، كما تعرض عيسى بن الشيخ أبي اليقظان للسجن و التعذيب شهورا لنشاط المطبعة الثوري أثناء حرب التحرير الجزائرية. و كانت تلك الإجراءات المتعسفة سببا في الشلل النصفي الذي أصيب به الشيخ في يناير من سنة 1957م.

كان أبو اليقظان عضوا بارزا في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، شارك في التأسيس، و انتخب نائبا لأمين المال سنة 1934م. و ظل في نشاطه ذاك حتى سنة 1938 حين حال الاستعمار دون نشاطه الصحفي.

فلم يجد بدا من مغادرة العاصمة إلى القرارة، حيث تفرغ للتأليف و النشاط الاجتماعي و الثقافي و الديني. و في هذه المرحلة ألف العديد من الأبحاث و الدراسات في المجالات الدينية، و التاريخية، و الأدبية مما نتج عنها ما يقرب من خمسين مؤلفا ما بين مطبوع و مخطوط، نذكر منها:

         •          إرشاد الحائرين، تونس 1923م

         •          ديوان أبي اليقظان، جزءان، الطبعة الأولى 1931، الطبعة الثانية، جمعية التراث، 1988

         •          سليمان باشا الباروني في أطوار حياته، جزءان، أرخ فيه لحياة المجاهد الليبي ضد الاستعمار الإيطالي

         •          سلم الاستقامة في الفقه الإسلامي، في سبعة أجزاء لطلاب المدارس الابتدائية و الثانوية، طبع عدة مرات داخل الجزائر و خارجها

         •          تاريخ صحف أبي اليقظان، مخطوط

         •          ملحق السير، مخطوط، و هو تراجم لعلماء الإباضية بالمغرب الإسلامي مدة خمسة قرون و زيادة، ابتدأه مما انتهى إليه الشيخ أبو العباس أحمد الشماخي (ت:928م) في سيره

         •          نشأتي، مخطوط (و هو ترجمة لحياته)

         •          خلاصة تاريخ الإباضية، مخطوط

         •          فتح نوافذ القرآن، مكتبة الضامري للنشر و التوزيع، سلطنة عمان، 1411هـ/1991م

         •          الإباضية في شمال إفريقيا، مخطوط، و يتضمن حديثا مفصلا عن نشأة الإباضية و تاريخهم في شمال إفريقيا.

         •          عناصر الفتح من سورة الفتح، مخطوطة من إحدى عشرة صفحة، أوضح فيه أبو اليقظان أسس النصر انطلاقا من تفسيره لسورة الفتح.

         •          أقمار من سورة القمر، رسالة من عشر صفحات.

         •          أشعة النور من سورة النور، مخطوطة، تعالج مسألة الحجاب و السفور استنادا إلى سورة النور.

         •          أين الواقعيون، مخطوطة من عشر صفحات، تبين أوجه الشبه بين الإنسان و النخلة.

         •          الإنسانية بين حزب الله و حزب الشيطان، مخطوطة.

         •          تفسير القرآن الكريم، مخطوط، الجزء الأول من سورة الفاتحة إلى المرسلات.

         •          الكتاب المجيد، مخطوط، يشرح ما خص به الله المؤمنين من النعيم، و الكافرين من العذاب الأليم.

         •          صبر يوسف يتجلى في محنه و ألطاف الله تكمن وراءها في أطوار حياته، مخطوطة صغيرة الحجم، تعرض فيها أبو اليقظان للمحن التي واجهت يوسف عليه السلام وصبره عليها.

         •          أطوار التكوين و الفناء في القرآن الكريم، مخطوط.

         •          أضواء على بعض أمثال القرآن، مخطوط، عبارة عن رسالة، تشبه في عرضها (فتح نوافذ القرآن)

         •          الإسلام و نظام العشائر في "وادي ميزاب"

         •          نظام العزابة (متنا و نظما).

         •          هل للإباضية في الزمن القديم وجود في وادي سوف (بالجزائر)، كتبها أبو اليقظان إجابة على تساؤلات بعض الأدباء في الإذاعة الوطنية، حول وجود الإباضية بوادي سوف؟

         •          دفع شبه الباطل عن الإباضية المحقة، مخطوط كتبه أبو اليقظان بناء على تساؤلات مجلة "المصور المصرية" عن حقيقة الخوارج، فجاءت هذه الرسالة تصحح بعض الأخطاء التي ألصقت بالإباضية.

         •          النظام الاجتماعي بوادي ميزاب، مخطوط، فيه تفصيل عن النظام الاجتماعي بوادي ميزاب، و هيئة العزابة و صلاحياتها، و كذا نظام العشائر.

         •          الرد على خوامس الشبكة، مخطوط، و سبب كتابته ما كان من اشتداد الصراع بين السلطة الاستعمارية الفرنسية، و سكان وادي ميزاب حول قضية التجنيد الإجباري بوادي ميزاب.

         •          نظام هيئة أميسطوردان في "غرداية"، مخطوطة تحدث فيها أبو اليقظان عن دور هذه الهيئة في حماية المدينة من الأعداء

         •          دليل السواحين "للقرارة"، مخطوط

         •          مجموع الشذرات الحكمية، مخطوط

و له بحوث كثيرة في تفسير القرآن، و تاريخ الجزائر، و تراجم الأعلام و كلها مخطوطة.

هذا إضافة إلى مذكراته الخاصة التي كان يسجل بها كل شاردة و واردة منذ سنة 1917م حتى سنة 1973، و هي تعد من الوثائق المهمة.

أما شعره فيعد صورة لكفاحه المرير في ميدان الإصلاح الاجتماعي و السياسي، متوزع بين الأغراض التقليدية المعروفة من وصف، و رثاء، و استنهاض، و تهنئة، و غيرها. و هو في مستواه الفني لا يخرج عن إطار الاتجاه المحافظ التقليدي.

ظل مجاهدا جهاد الصابرين غير آبه بالشلل النصفي الذي أزمه الفراش منذ سنة 1957م، يحرر الرسائل، و يستقبل الطلاب، و يؤلف الكتب إلى أن توفاه الله، و شيع بجنازة رهيبة، و دفن بالقرارة.

لمزيد من المعلومات يرجى زيارة موقع أبي اليقظان

 

 

 

 

الشريط من إنتاج التلفزيون الجزائري سنة 2011 مترجم إلى اللغة الأمازيغية المزابية

 

 

 

 

----------------------

أهم المصادر

         •          لقاءات متعددة بالشيخ أبي اليقظان ما بين سنتي (1967-1973)

         •          مجموعة صحف أبي اليقظان الصادرة ما بين (1926-1938)

         •          ديوان شعر أبي اليقظان، في جزأين، 1988

         •          نشأتي، بقلم أبي اليقظان (مخطوط)

         •          تاريخ صحف أبي اليقظان (مخطوط)

         •          الموافقات، المعهد العالي لأصول الدين، الجزائر، ع، 5، جوان 1996، ص: 186-510

•          محمد ناصر

                       •          أبو اليقظان و جهاد الكلمة، ش و ن ت، ط2، الجزائر، 1984

                       •          الصحف العربية الجزائرية (1847-1939م) م.و.ك، الجزائر، 1983

                       •          المقالة الصحفية الجزائرية، ج 1،2 ش.و.ن.ت، الجزائر، 1978م

•          محمد الهادي السنوسي، شعراء الجزائر في العصر الحاضر، ج1، ص109

•          أحمد محمد فرصوص، الشيخ أبو اليقظان كما عرفته، مكتبة الضامري، سلطنة عمان، ط2، 1413هـ/1992م

•          جمعية التراث، معجم أعلام الإباضية (قسم المغرب)، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2000، ج2، ص27-29

•          زكية منزل غرابة، الفكر الإصلاحي عند الشيخ أبي اليقظان، أطروحة ماجستير، جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، الجزائر، 1422هـ/2001م

•          محمد زغينة، أبو اليقظان و نثره، أطروحة دكتوراه، جامعة باتنة، 1998م

•          الزبير سيف الإسلام،

                       •          تاريخ الصحافة في الجزائر، ج 1، م.و.ك، الجزائر، 1985م

                       •          تاريخ الصحافة في الجزائر، ج 4، م.و.ك، الجزائر، 1985م

                       •          تاريخ الصحافة في الجزائر، ج 6، م.و.ك، الجزائر، 1985م

•          محمد صالح الجابري،

                       •          النشاط العلمي و الفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس (1900-1962م)، ش.و.ن.ت، الجزائر، 1983م

                       •          التواصل الثقافي بين الجزائر و تونس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1990م

•          محمد ناصر بوحجام، أبو اليقظان في الدوريات العربية، المطبعة العربية، غرداية، 1985م

•          محمد علي دبوز

                       •          أعلام الإصلاح في الجزائر، الجزائر، ج1، 1974م

                       •          أعلام الإصلاح في الجزائر، الجزائر، ج2، 1976

                       •          أعلام الإصلاح في الجزائر، الجزائر، ج3، 1974م

 

istiqama.net

أبو جعفر الحاج مسعود الزناتي

جاء من فساطو بجبل نفوسة مع أخيه الحاج محمّد سنة 470ه. كان يسكن غرداية ويأتي إلى أَغَرْمْ أَنْوَادَّايْ لتعليم الطّلبة. درّس كذلك عامين بالعطف ثّم فُقِدَ سنة 502ه في حادث غرق سفينة الحجّاج في جزر مالطة، ثّم رجع بعد عشر سنوات. يعتبر أكبر شخصية في بني وِيرُو. توفّي عام 563ه/1167م.

ملحوظة:

كلمة (بَا) التي يستهلّ بها أسماء المشايخ المزابيين اختصار ل(بابا)، ومن معانيها السّيد والشّيخ، وتعويضها بأحد الأسماء الخمسة الذي هو أبا- أبو- أبي، خطأ. فمثلا باعبد الرّحمن ولا علاقة له بأبي عبد الرّحمن.

أبو مهدي عيسى بن إسماعيل بن موسى

(ت: ذو القعدة 971هـ / 1564م)

c 7

علم من أعلام بلدة مليكة بميزاب، أصله من عرش أولاد نايل بالجزائر، نشأ على المذهب المالكي، ثمَّ تحوَّل إلى المذهب الإباضيِّ فصار من أعلامه.
وهو حلقة في سلسلة نسب الدين عند الإباضيَّة، إذ أخذ العلم عن شيخ زمانه بميزاب: الشيخ عمِّي سعيد الجربي، وهو من أنجب تلاميذه.

وأخذ عنه أيمَّة ومشايخ منهم: الشيخ محمَّد بن زكرياء الباروني النفوسي، وداود بن إبراهيم التلاتي الجربي، وبامحمَّد بن عبد العزيز اليسجني، وأبو زكرياء بن أفلح، وسعيد بن علي، وحيُّو بن دودو.
استقرَّ به المطاف في بلدة مليكة، ولا يستبعد أن يكون شيخه هو الذي وجَّهه إليها إحياء للعلم بها، وهي المهمَّة التي تولاَّها الشيخ عمِّي سعيد الجربي بغرداية بخاصَّة وبميزاب بعامَّة، وكان قد تولَّى مشيخة مليكة في عهد أستاذه فكان دأبهما أنَّهما يجتمعان كلَّ يوم في مشهد مشهور بين بلدتي مليكة وغرداية يعرف إلى اليوم باسم "أدْجَّايَنْ" يتذاكران فنون العلم، وكانا متحابَّين في الله.
اشتهر أبو مهدي عيسى بالعلم والفهم والاجتهاد والورع، وأوتي ذكاء وعارضة قوية، فكان ينافح عن اختياره للمذهب الإباضي، ويوضِّح للأيمة حججه واقتناعه بهذا الاختيار. كما دافع عن زميله الشيخ أبي محمَّد عبد الله المرزوقي، الذي تبنَّى المذهب الإباضي مثله.

له تآليف عديدة في مختلف فنون العلم، من آثاره:
01 [مجموعة من الرسائل والردود والأجوبة] منها: ردُّه على البهلولي أبي الحسن البهلولي الذي كفَّر الإباضيَّة.
02 رسالة بليغة «في الردِّ على بعض الطاعنين في المذهب الإباضيِّ» يدافع فيها عن زميل له تمذهب بمذهب أهل الحقِّ والاستقامة، وهذا سنة 929هـ/ 1522م.
03 [رسالة إلى أهل وارجلان]، يدعوهم فيها إلى الصراط المستقيم.
04 «جواب في قضيَّة خلق القرآن».
05 «جواب لأهل عمان» على أسئلة وردت إليه في الأصول والفروع.
06 «رسالة في معنى التوحيد» والوحدانيَّة والألوهيَّة والربوبيَّة.
07 «رسالة في إعراب كلمة الشهادة».
08 «موازين القسط».

... وله شعر رائق جميل، منه:
•... قصيدة في المواعظ والأدب والنصائح والزهد.
•... مقطوعتان شعريَّتان في العقيدة.
•... منظومة وصيَّة معشر الشبَّان، ولها شرح لمجهول.
•... يقول أبو اليقظان: وله «ديوان شعر».

كان الشيخ أبو مهدي عيسى من الرافضين لطرد أولاد عبد الله من مليكة، ولمَّا غلب على أمره، وأخرِج هؤلاء فعلاً اعتصم في داره اثنتي عشرة سنة لم يخرج للناس.
وتروي عنه كتب السير كرامات عديدة
لمَّا توفِّي اتُّخذت روضته - في المقبرة المعروفة باسمه إلى اليوم «مقبرة الشيخ سيدي عيسى» - مقرًّا للعزَّابة عند انعقاد مجلسهم الرسميِّ للقصور السبع.
خلفه في مشيخة بلدة مليكة أحد تلاميذه الشيخ حيُّو بن دودو، بعد وفاته 971هـ / 1564م.
المصدر : معجم أعلام الإباضية (قسم المغرب)

*********************************************************

و معايشته للبيئة المالكية و الإباضية جعلته أكثر قدرة من غيره على الردود, لأنه تحول عن اقتناع. مثل رده على أبي الحسن البهلولي الذي كفر الإباضية واعتبرهم مكذبين بالكتاب والسنة وإجماع الأمة.
 
 

أحمد بن محمد بن باحمد لَعْسَاكر

Icon 07(و: 1306هـ / 1889م - ت: 1391هـ / 15 مارس 1971م)

 

سيرة الحاج احمد بن امحمد لعساكر من مجلة تاغرما

لعساكر الحاج احمد بن امحمد من مواليد بريان سنة 1890م ومن الشخصيات المهمة في الغرب الجزائري اين كان يمارس تجارته بتيهرت (تيارت) ومن رجالات السياسة الاوائل والنهضة الفكرية الذين مهدوا لثورة نوفمبر 1954م، عرف بجهاده المتواصل وعمله الدؤوب في حقل الإصلاح والتوعية سياسيا وفكريا لمجابهة المستعمر الغاشم كانت له مكانة سامقة لوطنيته الصادقة واحتكاكه بالحركات الاستقلالية، كان منزله في تيهرت مقصد العلماء والمشايخ والسياسيين من ربوع البلاد من امثال الشيخ عبد الحميد ابن باديس والشيخ محمد البشير الإبراهيمي والشيخ محمد السعيد الزاهري ومحمد الامين العمودي، والشيخ ابي اليقظان ابراهيم، والشيخ ابي اسحاق طفيش والشيخ ابراهيم بيوض، وفرحات عبّاس وغيرهم كثير.

كان له اليد البيضاء في مساندة هؤلاء ماديا و معنويا و الوقوف إلى جانبهم في بناء المدارس وتأسيس الجمعيات ، والدعاية لجرائدهم وقد كان من الحاضريين في جلسة تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، واعتبرته فرنسا رجلا خطيرا على وجودهم وتعقبته في تحركاته والتلصص عليه لاجل القبض عليه.

 

سيرة الحاج احمد بن امحمد لعساكر منموقع التراث

من أعيان بريان بميزاب، تاجر في مدينة تيهرت، ورئيس الجماعة بها. كان عِصَامِيا في تكوينه، وقد أتقن ثلاث لغات العربية والفرنسية والإسبانية. وهو إلى ذلك ضابط لجزئيات التاريخ ومرجعٌ فيها. من الشخصيات البارزة المعدودة في الغرب الجزائري، في ميادين الإصلاح والتوعية والتعليم، ومن رجالات السياسة والنهضة والفكر. كان المعين والمدعِّم المادي والمعنوي لرجال الإصلاح والحركة الوطنية، واتخذ منزله مثابة لأقطاب العلماء والسياسيين في كامل القطر مثل ابن باديس، الإبراهيمي، أبو اليقظان، إبراهيم بيوض، فرحات عباس. اِعتبرته فرنسا الرجل الخطير فشدَّدت عليه الرقابة، ولكنه عرف كيف يفلت منها. توفي مصابا بمرض السكَّر.

 

......

*المصادر: موقع التراث

*النوري: دور الميزابيين، 1/180.

*مقابلة مع حفيده يونس بن امحمَّد لعساكر، يوم 8/10/1994م.

أسماء تلاميذ القطب

خلاصة في بيان أسماء مجموعة من تلاميذ القطب ونُساخه ومُريديه  ومساعديه  مع ذكر صفات شُهر بها بعضهم

تلاميذ القطب رحمه الله لا يحصون عددا لكثرتهم لأنهم يتجددون بين شهر وشهر وبين عام وعام كما ذكر القطب رحمه الله نفسه في رسالة بعثها إلى الحاكم الفرنسي في بيرو اعراب بغرداية بطلب منه وهذه الرسالة كتبها في الستينيات من عمره لأنه قال فيها وقد كنت غاسلا للأموات قبل أربعين سنة وضبط أنه كان يغسل الأموات في العشرينيات من عمره

يطلق اسم التلميذ في عرف الحلقة على كل من درس على الشيخ من كتاب ما ثلاث مرات أو أكثر متتاليات أو مفترقات أما المستمع للدرس ولو طالت مدته فلا يعد تلميذا إلا إن أجازه الشيخ .

ونستطيع حصر تلاميذ القطب فيما يلي:

صنف منهم درسوا عليه مدة طويلة فصاروا من العلماء المشهورين وقد لازمه بعضهم لنسخ كتبه .

وصنف منهم درسوا عليه مدة يسيرة ثم انصرفوا إلى الميدان العملي بعد أن أخذوا حظهم من أخلاقه وعلمه

وصنف منهم درسوا عليه عن طريق المراسلة وهم قلة

وصنف منهم يستمعون الدرس باستمرار دون إقراء على الشيخ وأغلبهم من الكهول الذين يحبون العلم ويتنافسون في خدمة الشيخ وقضاء مآربه .

وقد أوصل بعض تلاميذه عدد طلابه إلى مائة وخمسين فردا .

فنحن نوجز ذكر أسمائهم هنا على حسب الأقدمية مرتبين ذلك على القصور السبعة نذكر اثنين من القدامى وواحدا أو ثلاثا من الجدد الذين أخذوا عنه في آخر عمره ونبدأ بالرسالة التي أرسلها إلى الحاكم الفرنسي مع شيء من التوضيح ونختم الكلام بذكر بعض مريديه ومحبيه .

ذكر الشيخ القطب من تلاميذه في الرسالة ما يلي :

1/:الحاج محمد بن سليمان بلمسشور من بلدة يزقن وكان عزابيا.

2/:الحاج عيسى بن الحاج سعيد قاضي العزابة وكنيته ونتن من يزقن .

3/:الحاج إبراهيم بن الحاج إسماعيل زرقون من بلدة يزقن وهو من أفصح تلاميذ القطب آنذاك وأطول ملازميه يقرئ المبادئ للتلاميذ الجدد وبعد ذلك ينضمون إلى حلقة القطب لتلقي الدروس العليا وقد دام على هذا أكثر من نصف قرن وهو لسان القطب تستفتيه العوام وخاصة الجنس اللطيف لفصاحته لأن القطب رحمه الله له لكنة في لسانه لا يفصح جيدا للعوام وكان يكتب خلاصة الدرس في ورقة ويقول للناس في المسجد أعضكم من الورقة مع علمي أنكم تكرهون ذلك وفصاحته في قلمه أكثر منه في لسانه وهذه المعلومة ذكرها عنه تلميذه الشيخ إبراهيم امتياز والمؤذن الشهير بيسجن الحاج يوسف عبد الرحمان

4/:الحاج محمد بن الحاج أمحمد أطفيش من بلدة يزقن ويظهر أن هذا أحد أبناء الشيخ وهو والد قيم مكتبة القطب حاليا .

5/:الشيخ حمو بن باحمد بابا اوموسى شيخ مسجد غرداية

6/:يحي بن صالح باعمارة قاضي مليكة

7/:أبو أحمد بن موسى بن عيسى من أعيان مليكة وكنيته بعامر

هذه هي الأسماء التي ذكرها الشيخ في رسالته مع ذكر الدروس التي يتلقونها في أوقات معلومة وفوائد أخرى في شأن حلقته انظر الرسالة في مكتبة القطب موجودة ضمن المجموع أ. ز.

فمن بلدة العطف:

الشيخ الحاج عمر بن حمو بكلي

الشيخ الحاج مسعود بن إبراهيم

الشيخ يوسف بن بكير وهو آخر تلاميذ القطب وفاة توفي في سنة 1984 م

ومن مليكة العليا:

الشيخ الحاج عمر بن يحي رائد النهضة الإصلاحية بالقرارة .

الشيخ يحي بن صالح باعمارة المذكور في رسالة القطب وغيره من آل باعمارة .

الشيخ سليمان بن بكير مطهري والد الشيخ مطهري وكان نائبا للقطب في حلقته بيزقن أيام رحلاته الطويلة كالحج مثلا أو القصيرة كذهابه إلى بريان أو القرارة أفادنا بهذا ولده الحاج أمحمد مطهري تسمية له باسم القطب أمحمد .

ومن غرداية :

الشيخ بابه بن يونس شيخ المسجد العتيق رغم كبر سنه

الشهيد الشيخ صالح بن كاسي شيخ المسجد العتيق

الشيخ الحاج بابكر بن مسعود شيخ المسجد العتيق

الشيخ بوهون آت موسى الملقب بالحاج سعيد وهو جدّ جدي موسى

الشيخ سليمان بن بنوح أول من أسس مدرسة عصرية في غرداية في العشرينيات .

ومن بني يسجن :

الشيخ الحاج صالح لعلي المشهور بمواقفه الجريئة

الشيخ أيوب بن عبد الله

الشيخ إبراهيم بن بنوح متياز

الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد أطفيش سفير الميزابيين في مصر ومحقق في دار الكتب المصرية وسفير عمان في نيويورك .

ومن بنورة :

الشيخ أيوب بن بابه بن عيسى نوه به القطب في قصيدة له تربو على السبعين بيتا لأنه لا يخالف أوامره في السر والعلن

الشيخ الحاج أحمد بن صالح

الشيخ صالح بن الحاج أحمد

ومن بريان:

الشيخ الحاج إبراهيم بن صالح قرقر

الشيخ الحاج قاسم بن الحاج بوبكر

الحاج الناصر بن إبراهيم الداغور كروش قاضي بريان

ومن القرارة :

الشيخ الحاج إبراهيم بن عيسى الأبريكي

الشيخ عبد الله بن إبراهيم أبو العلا

الشيخ إبراهيم بن بكير حفار هذا الشيخ كان خليفة للقطب في حلقات التدريس بيسجن بعد وفاته وقد تحققت فيه فراسة شيخه الذي قال له في حياته قبل ذهابه إلى تونس أرى أنك ستسكن يسجن وتخلفني في حلقتي وفعلا درس فيه من أواخر العشرينيات إلى سنة 1954 م سنة وفاته .

الشيخ أبو اليقظان بن عيسى حمدي مؤسس الصحافة الوطنية ورائد البعثات العلمية إلى تونس .

وممن تتلمذ عليه عن طريق المراسلة أكثر العمانيين وخاصة الشيخ نور الدين السالمي والشيخ صالح الحارثي والشيخ يحي بن عبد الله الباروني من ليبيا ومراسلاتهم له أكبر دليل على ذلك .

وممن تتلمذ على يديه من خارج الجزائر الشيخ سليمان بن عبد الله الباروني المجاهد صاحب السيف والقلم .

ومن نساخه نذكر الشيخين حمو بابا اوموسى وسليمان مطهري وقد اشتهرا في ميدان العلم .

وآخرين هما الشيخ إبراهيم أشقبقب الذي نوه به القطب كثيرا لجودة خطه وكثر نسخه والحاج سعد الله العلواني وكلاهما من غرداية وله نساخ من القرارة من عائلة أبي الحاج ومن مليكة من عائلة باعمارة .

ومن مرديه ومساعديه فمن مليكة الحاج يحي بعامر من كبار التجار بالغرب الجزائري بمدينة الشلف وهو الذي أرسل سفينة من النخيل إلى أمريكا وكان القطب إذا سمع بقدومه إلى ميزاب استقبله في وفد لمكانته في قلبه فصار الرجل يأتي خفية دون أن يخبر أحدا حتى لا يحرج الشيخ الذي يجله ويحترمه لأياديه المسبوغة عليه ومن غرداية والد الشيخ حمو بابا اوموسى المذكور آنفا ويسمى باحمد وكان يرسل إليه الخضر والفاكهة في الشتاء والصيف.

ويوجد أشباههم في يزقن والعطف وخاصة عائلة أوبالة من القرارة ورسائله في الشأن أكبر شاهد على ذلك والله أعلم .

نبذة عن تلاميذ القطب من بعض التقاييد للشيخ عبد الرحمن بكلي أضعها هنا للفائدة .

تلاميذ القطب :

لا يمكن الباحث أن يحصي تلاميذ القطب باستقصاء وإن أفنى شطرا من عمره في البحث والحق أن الجيل المثقف بميزاب على عمومه سواء في عصره أو بعد عصره إلى أيامنا من تلاميذه إما مباشرة وإما بواسطة فقد هيمنت شخصيته على الحياة العلمية هيمنة لم تتح لأحد قبله من علمائه وصاغه صياغة جديدة وطبعه بطابعه الخاص ولا منازع ذلك ما قرره التاريخ الحق وأقره الواقع وأثبته الإحصائيات .

ولا بأس بهذه المناسبة أن نذكر طائفة من العلماء الذين تخرجوا من مدرسته على يده أسندوا ظهره وشدوا أزره في جهاده العلمي سد بهم الثغور المختلفة في الحقلين الديني والاجتماعي لاسيما ثغرة القضاء الشرعي عند إنشاء المحاكم الشرعية بميزاب الذي أحدثه الزحف الأجنبي على الوطن فتردد أبناء البلاد أول الأمر أن يتولوها لا جهلاء ولا هروبا من تحمل المسؤولية ولكن تحرجا أن يكون في ذلك إعانة للمستعمر الظالم وتثبيت لقدمه في أرض الوطن لكن القطب رحمه الله لبعد نظره رأى في ذلك التحفظ إفساح المجال في وجه الأجنبي الغاشم وتمكينه من تعيين أشخاص على مزاجه يتخذهم آلة في يده يوجههم أنى شاء ومعاول هدامة لصرح المجتمع بها يعقدون مشاكلها ويؤرثون من خصومات وعداوات بينها فأوعز إلى هيئات العزابة في مدن ميزاب أن ترشح من بينها من يضطلع بهذا الحمل الثقيل ليرسموا قضاة في محاكمها وكان طابعهم أول الأمر يحمل شعار " شيخ العزابة " أما الذين رشحوا فعلا للقضاة فقد كانوا من تلاميذ القطب مباشرة وإليكم أسماءهم :

1/:الشيخ بابكر الحاج مسعود قاضي غرداية

2/:الشيخ ونتن الحاج عيسى بن الحاج سعيد قاضي بني يسجن .

3/:الشيخ بكلي سليمان بن حاجو قاضي العطف

4/:الشيخ الحاج يحي بن صالح باعمارة قاضي مليكة

5/:الشيخ الحاج صالح بن الحاج أحمد الداودي قاضي بنورة .

6/:الشيخ الحاج محمد بن الحاج قاسم قاضي القرارة

7/:الشيخ الحاج الناصر بن الحاج إبراهيم الداغور قاضي بريان .

وبعد هذا الرعيل جاء دور محاكم الشمال فسد تلاميذ القطب ثغرها ودونكم أسماء بعضهم :

8/:الشيخ الحاج بكير بن الحاج قاسم قاضي قسنطينة

9/:الشيخ داود بن إبراهيم ذواق قاضي معسكر فبريان

10/:الشيخ داود بن الحاج بكير بن يوسف قاضي غرداية .

11/:الشيخ بوفارة محمد بن إبراهيم قاضي يسجن فغرداية .

12/:الشيخ قرقر الحاج إبراهيم بن صالح باش عدل محكمة بريان .

13/:الشيخ اسماوي عمر بن الحاج أحمد عدل محكمة العطف .

وهناك غير هؤلاء شيوخ تخرجوا من معهد القطب من مختلف مدن ميزاب لعبوا أدوارا هامة في الحياة العلمية :

فمنهم المؤلفون .

ومنهم الدعاة القائمون بالوعظ والإرشاد في الشمال والجنوب .

ومنهم إلى ذلك من له مدرسة خاصة " دار العلم "

ومنهم من تولى رئاسة مجلس عمي سعيد الذي كان له الفضل الأكبر في حفظ كيان الوطن.

ومنهم من احتضن بعثات الأمة إلى خارج ميزاب وأشرف على سيرها حتى جنت الأمة ثمارها يانعة وسدوا ثغور مدارسها سيما بعد أن كثر إنشاؤها في الشمال والجنوب مما يطول ذكرهم ويصعب حصرهم

ومنهم من تصدى لمعالجة مشاكل الأمة والدفاع عنها ورفع مطالبها وبسطها أمام دوائر الحكومة .

ومنهم من انخرط في سلك هيئات العزابة فأسندت إليه إمامة الصلاة بالإضافة إلى الوعظ والتدريس .

ومنهم من تصدى لطبع الكتب الدينية سيما التي لها اتصال بالقطب أو قام بنسخها على الأقل .

ومنهم ومنهم الخ....

وإليك أخي القارئ نماذج لهؤلاء الأصناف البارزين حفظا للتاريخ ونشرا لصفحات خالدة من جهاد السلف الذين عبدوا الطريق لمن جاء بعدهم فأعلى بنيانه على أسسه المتين رحمهم الله وجازاهم عن الإسلام خيرا .

أسماء شخصيات قام عليها كيان المجتمع الميزابي من تلاميذ القطب مباشرة :

1/:الشيخ الحاج بابكر بن الحاج مسعود تولى القضاء ورئاسة مجلس عمي سعيد.

2/:الشيخ بكلي الحاج عمر بن حمو له دار علم تولى التدريس والإفتاء ورئاسة مجلس عمي سعيد مستشار القطب الخاص ومحاميه في كثير من قضاياه.

3/:الشيخ الحاج مسعود بن إبراهيم قباض له دار علم تولى الإمامة والتدريس مستشار القطب .

4/:الشيخ يوسف بن بكير حمو وعلي مدرس نائب رئيس مجلس عمي رئيس عزابة العطف .

5/:الطالب بكير بن إبراهيم " الحاج إسماعيل" مدرس إمام مسجد أبي سالم بإلزام من القطب قائلا له: تحمل مسؤولية كل شعرة تبيض في لحيتي إن لم تقبل الإمامة فامتثل .

6/:الحاج عيسى الحاج عمر بن بالحاج تولى طبع كتب القطب على نفقته كتفسير التيسير وشرح الدعائم وشرح التوحيد .

7/:الشيخ حمو بن باحمد بابا اوموسى شيخ غرداية ورئيس عزابتها وفقيهها له دار علم .

8/:الشيخ سليمان بن الحاج إبراهيم بنوح مدير مدرسة كاتب مجلس عمي سعيد جندي مجهول تحمل مصالح الأمة في ظروف الاستعمار الحالكة .

9/:الشيخ بهون بن إبراهيم فخار واعظ مفتي راوية أخبار القطب .

10/:الشيخ الحاج صالح بن عمر لعلي مؤلف جليل له مدرسة " دار علم " تخرج منها خلق كثير .

11/:الشيخ أبو إسحاق إبراهيم أطفيش مؤلف داعية إلى الله سفير أهل الاستقامة في الشرق صحافي جليل رئيس بعثة علمية .

12/:الشيخ محمد بن الحاج صالح الثميني رئيس البعثة العلمية بتونس طبع كتبا علمية وحققها صاحب مكتبة علمية كبرى .

13/:الشيخ بومعقل الحاج صالح بن الحاج محمد الداعية إلى الله في الشمال والجنوب القائم بمصالح الأمة لدى الحكومة وبمساعيه أنشئت المحاكم الشرعية الإباضية بالتل .

14/:الشيخ إبراهيم بن بنوح متياز مدير مدرسة مدرس وواعظ .

15/:الشيخ أمحمد بن سليمان بن دريسو مؤلف عالم

16/:الشيخ إبراهيم بن أمحمد بن دريسو له دار علم

17/:الشيخ سليمان بن أمحمد بن دريسو له دار علم

18/:الشيخ محمد بن صالح عشو قام بطبع عدة كتب للقطب .

19/:الشيخ إسماعيل زرقون عالم له دار علم مساعد للقطب في التدريس .

20/:الشيخ صالح بن يحي بن الشيخ عضو بارز في الحزب الحر التونسي العضد الأيمن للزعيم الثعالبي التونسي .

21/:الشيخ نوح عبد الرحمن بن عمر فرضي جليل رحالة مات بعمان بعد القطب بثلاث سنوات .

22/:الشيخ عيسى بن قاسم الداعية المدافع عن مذهب الاستقامة في الشمال واعظ ومدرس وله اعتناء بنسخ كتب القطب .

23/:الشيخ اعمارة بن صالح موسى المال واعظ ومدرس في بريان متأثر بجد القطب وحبه للعلم وكانت له آمال واسعة في إنهاض بريان وإلحاقه بركب المعرفة لكن المنية عاجلته لسوء الحظ فذهب بغصة .

24/:الشيخ أبو اليقظان إبراهيم شيخ الصحافة الجزائرية رئيس البعثة العلمية بتونس مؤلف جليل شاعر فحل أحد رواد النهضة الحديثة .

25/:الشيخ إبراهيم بن بكير حفار عالم ومؤلف جليل له دار علم بالقرارة كانت مثابة بعثة ميزاب تولى رئاسة المعهد الجابري وتخرج عليه أفواج من الطلبة سدوا مراكز علمية في الشمال والجنوب .

26/:الشيخ عمر بن يحي والشيخ الحاج إبراهيم بن عيسى لبريكي أبو العلا عبد الله بن إبراهيم هؤلاء الثلاثة كانت لهم ديار علم تولوا التدريس في مسجد القرارة تخرج عليهم أفواج من الطلبة حسبهم أنهم الثلاثة شيوخ :

-الإمام بيوض إبراهيم عمر

-الحاج عمر العنق بطل من أبطال الوطنية مدير مدرسة الهدى بقسنطينة .

-الحاج بكير العنق بطل من أبطال الوطنية دماغ الإصلاح المفكر بالقرارة

27/:الشيخ سليمان الباروني الزعيم الإسلامي الليبي شاعر مؤلف صحافي جليل سياسي محنك صاحب المطبعة البارونية التي أخرجت كتبا قيمة بمصر.

28/:الشيخ الحاج عمر العوام الجربي والشيخ رمضان الليني الجربي وكان لهما تلاميذ شغلوا المراكز العلمية حسبك أن الليني كان من شيوخ أبي اليقظان هؤلاء بعض تلاميذ القطب البارزين الذين نشروا علمه في أوساطهم وأثروا فيها الأثر الحسن دينيا واجتماعيا ودفعوا بعجلة النهضة الإصلاحية إلى الأمام بقوة فكانوا امتدادا لحياته وهم – بعد – جزء من مجموع من تخرج من مدرسته رحمه الله وإن في من لم نذكر لأبطالا مغاوير لعبوا أدوارا في حياة الأمة وساهموا في نهضتها مساهمة يدخر لهم أجرها أجرها عند الله الذي لا تضيع عنده الودائع هذا بعض الأثر الحميد الذي تركه القطب في مجتمعه وإنها لبركة العمر وسعادة الأبدان إن شاء الله : قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون .

انتهى الجواب من قبل .أبو إسماعيل أحمد بن سعيد النشاشبي من غرداية ماي 2007 م 1428 هـ

وللمزيد من المعلومات انظر:

السلاسل الذهبية في الشمائل الطفيشية للشيخ إبراهيم حفار

مقدمة الحجج الدامغة للشيخ حمو بابا اوموسى

مقدمة شرح النيل الطبعة القديمة

مقدمة الذهب الخالص وكلاهما لأبي إسحاق أطفيش

مقدمة النيل للشيخ بكلي عبد الرحمن

النهضة الحديثة للشيخ دبوز ج 1

أعلام الإصلاح للشيخ دبوز أيضا

دور الميزابيين في الثورة ج1 للشيخ حمو عيسى النوري

تاريخ وادي ميزاب للحاج سعيد يوسف بن بكير

حياة قطب الأئمة لبكير بن سعيد أوعوشت

مقدمة كتاب أراء القطب العقدية للأستاذ مصطفى ونتن

المهرجان الثقافي لذكرى قطب الأئمة البلابل الرستمية

------------------------------

المصدر منشور في الفايسبوك لـ: أبو إسماعيل عمروس

أسماء تلاميذ القطب من قصر تغردايت

الشيخ حمو بن باحمد بابا اوموسى شيخ مسجد غرداية ورئيس عزابتها

الشيخ بابه بن يونس شيخ المسجد العتيق رغم كبر سنه

الشهيد الشيخ صالح بن كاسي شيخ المسجد العتيق

الشيخ الحاج بابكر بن مسعود شيخ المسجد العتيق

الشيخ بوهون آت موسى الملقب بالحاج سعيد وهو جدّ جدي موسى

الشيخ سليمان بن بنوح أول من أسس مدرسة عصرية في غرداية في العشرينيات .

الشيخ بابكر الحاج مسعود قاضي غرداية

الشيخ داود بن الحاج بكير بن يوسف قاضي غرداية .

الشيخ بوفارة محمد بن إبراهيم قاضي يسجن فغرداية .

ؤداي د ونيلتي

c 7

اتّالسن ف يگــن وداي يگضع ف يگن ؤغرم ئمزداغنس ديمسلمن ، يخس اديكلي جاراسن اوال ن وبتبت ف يموسناونس يوّت دي تموسنينسن .

ابريدس غل ؤغرم ، يوفو يگّن ومكسا ئسرّح ئي ولّي ، ئمدمد ؤداي جاراس ديمانس ينّا :" ؤوني دامزوار يا ادرّغتيد يتبتبت تيسرط ن الدّينس . اون ووداي يدجو ايمانس ديمسلم ءيبرّس ف مانش وبريد اتياغ . ئبد ف يديس ن ونيلتي د ولّيس سيدسان ، يقّيم نتّا ديدس ، ئسَستنت :" ول تلّيد تخزرت نشنين ايمسلمن يوغلب غفنغ احفاظ ن القران ؟ ديس شارض تمروين ن تونتاوين باتّا اغاتّينيد انتـس سًيس مناوت تخرّوبين ، نغ نسمونكز الآيات ئي تّمراوزنت ، انداي داعاود دوارّا نيفژ ن ويوال !!

يرني دخ اوال ؤداي د نتّا ئضس تاژّا ن وزبال ، انداي باش اديدول يفسوس غفنغ احفاظ ن القرآن ، دوعزامس . ؟

ايني يلا يتّالس ؤداي انيلتي يلا يتسلاّ يسغادا ، ول ينّي ؤلا ! ال اديسمدا ؤداي الاّسس.

ينّا ؤنيلتي :' مممم نتيدت ،، اوالتش اي يبها

يعجاس الحال ؤداي امزبال ! يتلع امتش ،ئغيل يلا يكليد انيلتي تاندونت ، يوضا ف طراشّاس !

يرّاس ونيلتي :" خسغ اشسستنغ ؟؟

امّو اقّل غل ايمانتش !؟؟ اتافد غرتش ئدشرا اتّمراوزن ؟؟

غرتش سن ايفاسن سمونكز يگن ، غرتش سن ايضارن ، سمونكز يگن ، غرتش سنت تمزغين سمونكز يگت ، غرتش سنت تيطاوين ، سمونكز يكت . غرتش سن وانزارن ، سمونكز يگن .

باتا غاتدجد س سن ئزيغ ؟؟؟ ئيوا اتّستن نغ انكضتن !!!

داي دايزي ن وار تاضفي !!!.

تالقّيس ؤداي سي يسل امّو ، يخلض امخلوضس ، نا يتشر يرول اروال ن وار ودوال !!!

ينا ؤولس :" ووني انداي دانيلتي ، هاباتّا مي يلا دانعزام !

للأستاذ يوسف لعساكر

ئلس نغ حصة رقم 02

الأستاذ عبد الرحمن حواش برنامج ئلس نغ لساننا حصة رقم 02

 

 

 

للإستماع أو تحميل  الحصة Mp3

ابن عبد الله مامة بنت علي

ابن عبد الله مامة بنت علي بن عبد الله مامة بنت علي (اسمها الثوري رشيدة)، المولودة في بلعبَّاس سنة 1940، زوجها: أوزايد عمر بن إبراهيم، من غرداية. عملها: كانت امرأة نشأت بين عائلة ثورية، جميع أفرادها من المجاهدين والفدائيين، وخصوصا إخوتها وخالها، وهو حاليا من سفراء الجزائر، كانت تعينهم في البيت وخارجه في أداء مهمَّتهم والقيام بمأمورياتهم، بنقل أسلحتهم قبل العمليات الفدائية وبعدها. وكان محلُّها مخبأ للفدائيين ومركز اجتماعهم ومستودع أسلحتهم، وكانت تجمع ما تستطيع جمعه من سلاح وعتاد حربي لإرساله إلى الجيش. وكان عملها مباشرة مع المسؤول: بوعزَّة في الولاية الخامسة والمنطقة الثالثة، يكلِّفها بما يجب أن تقوم به من توزيع رسائل المجاهدين في ساحات الشرف يأتي بها مباشرة منهم، وتوزِّع على عائلات الشهداء المنح من تبرُّعات المحسنين وما يرسل إليها من الولاية، وذلك ابتداء من 1955. واستمرَّ نشاطها في أعمالها إلى الاستقلال.

منقول من كتاب: دور الميزابيين في تاريخ الجزائر.

الجزء الثاني، صفحة: 259. تأليف المرحوم: حمو عيسى النوري.

استلهام لوكوربوزييه من مزاب

Icon 07

استلهام المهندس لوكوربوزييه من مزاب كتابه نحو عمارة عصرية

إن الهندسة المعمارية لمزاب في بساطتها وتشكلتها ملائمة للبيئة وللبنية العائلية فكانت مصدر الهام للمعماريين الحديثين مثل "لوكوربوزييه" "Le corbusier" الذي يعتبر مهندس معماري القرن.وقد استلهم هذا الأخير من ضريح سيدي إبراهيم تاجنينت (العطف) لبناء كنيسة "رونشامب" "Ronchamp"المشهورة في منطقة "لي فوج" الفرنسية.

غرداية هذه المدينة الأَلفيّة التي شُيّدت في منطقة وادي مزاب، وهي منطقة صحراوية قاسية المناخ، كانت مواجهة الحرّ والهجير معضلة المؤسسين الذين ابتدعوا، بالاعتماد على الطين، طريقة فريدة في خلق تكييف طبيعي للهواء دون التفريط بالإضاءة، وعملوا على تضييق الشوارع التي أصبحت بمثابة أروقة تفادياً لأشعة الشمس الحارقة. هذه التقنيات المصاغة بجمالية مُدهشة جعلت لوكوربوزييه يصف غرداية بأنها "مدينة متلألئة". زيارته إلى وادي مزابأثمرتتصميم كنيسة "نوتر ديهو" "Notre Dame du Haut" في مقاطعة "رونشامب" "Ronchamp"، شرق فرنسا، التي تحاكي بهاء العمران المزابي.

 لقد قال عنه المهندس الفرنسي لكوربيزييه في كتابه *نحو عمارة عصرية* عندما تقل في رأسي أفكار البناء أذهب إلى المسجد في غرادية حيث أجلس في ساحته لتواتيني الأفكار. إنه لم يكتف بالجلوس في ساحة المسجد فقط ولكنه نقل تصميمه المعماري الداخلي لينفذه في كنيسة رون شون في مقاطعة بيرباتي الفرنسية.

هندسة قرى مزاب و تأثيرها على المهندس المعماري Le Corbusierلوكور بوزيي

زار المهندس منطقة مزاب سنة 1931 و قد جاءها بالسيارة من باريس مرورا بإسبانيا و المغرب الاقصى متوغّلا في الصّحراء . لقد كانت صدمة و مفاجأة بالنسبة له بعد ان اكتشف هذه الكنز الحضاري في مكان لم يكن ابدا يتوقّعه .حضارة حياتيّة ، راقية ، منعزلة، عمرها ألف سنة في قلب الصحراء.

يقول: "مع كلّ ما ذاقته هذه القبيلة من الاضطهاد عبر الزّمن ، ومع ذلك لم تندثر بعد، ربّما السرّ في هذا الاستمرار هو ايمانها العميق بمقومات راسخة في نفوس اهلها تختلف عن الآخرين".

مزاب هي مجموعة من المدن المتقاربة pentapoleلم تتأثّر أبدا بمعالم خارجية أو دخيلة منذ قرون -كما حدث لحضارات اخرى- قصور مترامية رائعة، تشكّلها بيوت مبنية بنمطٍ مُبهر .

هؤلاء النّاس هم في حركية و اصرار دائمة للبناء و التّشييد ، لسدّ متطلباتهم في الحياة ورغباتهم الرّوحيّة ، يُترجمها نمط بناء فريد من نوعه ضمن بيوت مشيّدة مثل فسيفساء باهرة او مقطع غنائي ملهم .

بالنّسبة لـ "فرانسسكو تونتوري" "francesco tentori"احد الدّارسين لرحلات "Le Corbusier" كانت الرّحلة والتي دامت 26 يوما في الغالب ، الرّحلة الأكثر تجربة و اكتشاف، و الثّانية بعد رحلته الى الشّرق، ممّا جعله يغوص في حضارات منسيّة لم تكتشف بعد، والتي ستدخل في التّراث العالمي لا محالة .

بعد عامين، وبالضبط في مارس 1933 يعود "Le Corbusier"الى مزاب في رحلة اخرى لكن هذه المرّة في طائرة صغيرة بقيادة صديقه دورافور، بعد ترتيب مذكّراته للملاحة الجوّيّة هو يعرف ان رحلته هذه لن تدوم اكثر من 8 ساعات، لذلك يريد استغلالها جيّدا .

يقوم Le Corbusierفي غرداية عاصمة مزاب بالالتفاف حول القصر لتتاح له رؤية فوقيّة من الطّائرة،

فيقول: "هذه البيوت المتراصّة افقيّا أتخيّلها منشأة تتربّع فوق ربوة في منظر بديع"، ثمّ يطلب من قبطان الطائرة الدّوران بطريقة حلزونيّة حتّى قمّة القصر في لفّات متتالية لتكتمل عنده صورة للمخطّط الهندسي البديع، وفي آت ايزجن و من الطّائرة دوما يستمتع بمنظر السطح الهندسي المتناسق للمنازل يبدأ من القاعدة و ينتهي الى القمّة في شكل يشبه كثيرا قاعدة لعبة الشطرنج و ترتصّ مكوّناتها كمحار البحر، أمّا الواحات و البساتين بعيدا عن قُدسيّة هذه المدن فهي حكاية اخرى من الإبداع المنمّق لهاته المدن المشرقة والزّاهية دوما وسط الصّحراء و التي يتمنّى المهندس دوما العودة اليها لدراستها .

كنيسة رونشامب (1953- 1955م)

Notre Dame du Haut,Ronchamp

 

مقام الشيخ ابراهيم بن مناذ تاجنينت واد مزاب

 Mosquee de Sidi Brahim El Atteuf Ghardaia

مصلى الشيخ ابراهيم بن مناد يوجد داخل المقبرة التي تعد من أقدم مقابر وادي مزاب و يقع أسفل قصر العطف من الجهة الجنوبية، و يتكون المصلى من قاعة صغيرة دائرية الشكل نصفها مغمور في الأرض تشكل النواة الأصلية له، كان الشيخ يدرس فيها ويلتقي بطلبته، تم وسعت بقاعة نصف علوية عن سقف المصلى وسطح الأرض كان الشيخ يقضي فيها جل أوقاته، ويتم الدخول إلى هاتين القاعتين عبر قاعة الصلاة. ونظرا لموقعه المتميز المتكون من أشكال هندسية بسيطة و وجود تلك الفتحات و الكوات بأماكنها المختارة بدقة وألوانه الساطعة، فقد جلب إليه أنظار واهتمام العديد من المهندسين العالميين و الباحثين والفنانين، منهم المهندس المعماري الكبير لكوربيزيي Le Corbusierالذي استوحى منه عناصره المعمارية و شكله الهندسي لبناء كنيسة ( شبال ديرونشون (بفرنسا. المصلى مفتوح على الصحن بأقواس ذات أشكال وأحجام متفاوتة جميلة وبسيطة وبارتفاع متناسب مع قامة الإنسان، و كذا مجموعة من الفتحات ذات أشكال هندسية مختلفة موضوعة على رفوف عريضة محاذية لجدار ضريح الشيخ. و فيما يخص تقنيات بناء هذا المعلم ، فتتمثل أساسا في المواد المحلية التقليدية كالحجر الممزوج ببلاط الجير لإنشاء الجدران الحاملة، وكذا جذوع النخل كوسيلة لتسقيف الأروقة التي تبدو على أنماط مختلفة .والمبنى ملبس بملاط الجير الذي أنجز بطرق مختلفة الأيدي – عرجون النخلة... .والمبنى يصبغ بانتظام بمادة الجير قصد حمايته من تقلبات الطقس من أجل الحفاظ على نظارة لونه الأبيض الناصع لمدة أطول.

   


جامع سيدى ابراهيم هو العمل الفنى الذي جمع بين الابداع والبساطة 

قادنى صاحبي إلى جامع سيدى ابراهيم على مشارف بلدة العطف اقدم المدن المزابية والتى تبعد عن غردايه سبعة كيلو مترات وهو اول مسجد اقيم في مزاب إلى مكان اثرى , يبدوا شكل الجامع وكأن المعمارى الذي اقامه كان يطوع الحجر ويلاينه ويخرج منه هذا العمل الفنى الذي جمع بين الابداع والبساطة , فالمبنى على نفس شكل الحجر , ويتسق مع البيئة من حوله .
والجامع لديهم ليس مكان للعبادة فحسب بل ومركزا للحياة , يأخذ هذا الجامع بفكرة القبلة المفتوحة والتى تتجه إلى الفضاء الواسع , ولديهم تقليد فريد بالا يقوم في المدينة سوى جامع واحد , يتسع مع اتساع المدينة , فلا يقام سواه فوحدة الجامع تعنى وحدة المجتمع والعقيدة .

 ويؤكد مرافقى مسؤلول الاثار في مزاب الفنان عبد الحميد عرعور : (( ان عددا كبيرا من المعماريين الفرنسيين يجدون هنا الكثير الذي يتعلمونه من هذا الجمال المعمارى المتكامل , وهذا الانسجام بين الوظيفة والشكل )).


ويقف وراء كل هذا الفن ذلك الإنسان الذي عمل بيديه المجردتين في صراعه الطويل مع البيئة ومواد البناء , لكي يتمخض من هذا الصراع ذلك الجمال المعماري القائم , ويأتي جمال الشكل من التوافق والتوازن الذي يعبر عن الوحدة والمساواة في ظل الأيمان , وترى هنا كيف تمثل الزخرفة الفطرية القديمة جمالا باقيا , لم تصل إليه بعد التشكيلية المصطنعة الحديثة .

 

إبراهيم بن مناد* العطفاوي

 (النصف الأوَّل ق: 6هـ / 12م)

من علماء العطف بـ مزاب، عاصر الشيخ باعبد الرحمن الكرثي ، والشيخ بابه السعد الداوي، والشيخ أبا جعفر مسعود. اجتهد مع هؤلاء العلماء الأعلام في نشر المذهب الإباضي بين واصلية بني ميزاب - ومن المعروف أنَّ الميزاببين كانوا واصلية معتزلة، وظلَّ بعضهم على ذلك المذهب إلى غاية القرن السادس الهجري. من علماء الخمسين الأولى من المائة السادسة للهجرة, ( 550 هـ) ويعود في أصله لقبيلة زناته البربرية التي سكنت شمال إفريقيا وعمرت في جبال بني مصعب, يعتبر من أشهر علماء العطف القدامى, وقد عاصر الشيخ باعبد الرحمن الكرتي والشيخ بابا السعد الغرداوي والشيخ أبي جعفر مسعود المليكي, وحسب رواية بعض المؤرخين فهو تلميذ العلامة أبى عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي، أخد منه مبادئ وأصول العلوم واستزاد و تبحر في الفروع, وقد اجتهد رفقة هؤلاء الأعلام في نشر المذهب الإباضي وتوضيح مبادئه وأحكامه بين الأهالي, الذين كانوا من قبل واصلية معتزلة, و تابع نهج من سبقه في ذلك خاصة أستاذه أبى عبد الله محمد بن بكر. وللشيخ مساهمة كبيرة في المجال الاجتماعي والإصلاحي, لهذا يعتبر من أبرز الشخصيات التي تحتفظ بها ذاكرة العطفاويين بل أنه محل اهتمام الناس حتى من خارج المنطقة. زيادة للقيمة الروحية التي حازها الشيخ إبراهيم بن مناد من خلقه و أعماله و نشاطه الدعوي، فإن مقامه الموجود بالعطف زاد له علوا وشأنا وجعله محط الأنظار

 

المصادر:

القطب اطفيّش الرسالة الشافية

حفَّار: السلاسل الذهبية (مخ)، 24

دبوز: نهضة الجزائر، 1/254

متياز : تاريخ مزاب (مخ)، 42

متياز : نظام العزابة (مخ)، 1

الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب، 55

مجهول: رسالة حول زيارة مشاهد ميزاب (مخ)، 4، 15، 16، 87

بحاز: الميزابيون المعتزلة،   http://tourath.org     دورية الحياة، عدد 1 (رمضان 1418ه/1998م) ص124-133.

مجلة العربي وادي ميزاب تراث جزائري حي محمد المنسي قنديل العدد 445

مزاب منذ 31 سنة عالم مزاب المسحور رحلة إلي الصحراء الجزائرية منقول من مجلة العربي الصادرة من الكويت العدد 286 سبتمبر 1982م

http://www.fondationlecorbusier.fr/CorbuCache/2049_4497.pdf

ملاحظة:

وورد: إبراهيم بن أيوب بن مناد، غير أنَّ الأشهر ما ذكرنا.

*يعود إبراهيم بن مناد في أصله إلى قبيلة زناتة البربرية

الأستاذ عبد الرحمن حواش

c 7الباحث في الشأن الأمازيغي

الأستاذ عبد الرحمن حواش  أحد رموز الثقافة الأمازيغية في منطقة مزاب، من مواليد غرداية خلال سنة 1929 ونشأ بمدينة السوڤر بتيهرت حيث كان والده يمارس التجارة.

زاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة الفرنسية وكان دائما من المتفوقين ،ثم أرسله والده الى مسقط رأسه ودخل مدرسة الاصلاح الحرة في سنة 1911 واصل تعليمه بمعهد الشباب [الحياة حاليا] بمدينة لڤرارة [زكرير] أين استظهر القرأن.

وفي سنة 1919 قرر الرجوع إلى تيهرت لممارسة التجارة. في سنة 1971 عيّن من طرف الجماعة المزابية و التجار رئيسا لهم لتولي شلونهم.

رغم انشغال الأستاذ حواش عبد الرحمن بالتجارة قد كان من الأعضاء المشرفين على تسيير عشيرة أت علوان بغرداية وقد تشرف برئاستها لمدة سنوات وكان له اليد البيضاء في تحقيق انجازات بعض مشاريعها (1).

في سنة 1955 تفرغ للبحث في مجال الثقافة الأمازيغية مع مجموعة من المهتمين وشرع في تأسيس مكتبة شاملة لجمع التراث الأمازيغي.

في سنة 1959 أسندت إليه مهمة الإشراف على معهد الإصلاح إلى أن انتسب لحلقة العزابة سنة 1991 لمدة خمسة عشر سنة، ثم قرر الانقطاع عن النشاط في المعهد و حلقة العزابة.

 

 

c 7 من اسهاماته :

-إعداد قاموس اللغة الأمازيغية [منطقة مزاب] مع الباحثين نوح مفنون أحمد و ابراهيم عبد السلام.

-جمع أكثر من 2500 مثلا شعبيا بالمزابية.

-جمع حوالي 600 مفردة و   أكثر من 100 مثلا مزابيا في تراث النسيج .

-انجاز ببليوغرافيا عن المزابيين الإباضية في ملفات الأجانب التي تفوق 8000 عنوانا.

-جمع الصور الفتوغرافيا القديمة   1951 عن الحضارة المزابية .

-كان معدّا لبرنامج ئلس نغ لساننا باذاعة غرداية الجهوية .

------------------------------------

(1) بيئة و الثرات الثقافي ، مجلة ئزمولن ع 1 ، ينّاير 2001 ، ص 13

المصدر : انثولوجيا الأدب المزابي ⵉⴷⵓⵔⵔⴰⵏ ⵏ ⵜⵙⴻⴽⵍⴰ ⵜⵓⵎⵥⴰⴱⵜ‎

 

الأستاذ عبد الرحمن حواش برنامج ئلس نغ لساننا حصة رقم 10

 

 

 

للإستماع أو تحميل الحصة Mp3

دَسَّاتْ مَغَ-ادَفْغغْ فْ وِيوَالْ ف-ومدُّوتْشلْ غرْنغْ سنْ ئنزان(01) أتنْتَالْسَغْ.

1  نقّار " بتّا أمدّوتشل-تش د تَممت أوَاتتْ أيّولو"  :

يتلي ئڤّنْ ومدُّوتْشلْ يحلو ألد يزي أنْ تممت نّغْ أُوجار، نتِّلي نقُّو عْماسْ دتلَخْتْ ئڤّتْ، ئزيغ أولْتتْ ڤاع دي  تِدشلت، أمَاغر تاممت أتقدَ، يقدَ وخْسا ن ؤول، بتّا شتشي تُوفيد تَممت ألّغتْ د-ولوغ بَش أتتقَيْسدْ، أول-تّت د-يشّا أتقدَ أتقّيمدْ بلاشْ، ولاد أمدُّوتشلتش قيّست أن تممت.

سومن نقار:" بّتا أَمدُّوشْلشْ د-تَّممْتْ أوَاتّتْ أيُولُو"

2  نقّار دخ " وي دجين منّاو إمدُّوتشال يتقيماد بلا ومدّوتشل":

أماغر ميلان يُوغلب تِّيلين يا د-لخلطت د-تَشتمي أن لجرب يفرّد(02) غل وّحدي، مي يلّان د منّاو ول يڤمّن أديلي جاراسن د-اخسا ئي ربّي ئتّيلي يا دلخلطت د-واني ول يغيس ربّي ، د-وديمون(02) يلّا يسّودجوم، أنداي يتكلّب، أماغر يسهوڤّا س يوغلب  تيمسي(03).

ئمدّوتشال ئڤّن نّغ سن أنداي، لاش ؤجار بتّا تيدّوتشْلا-نْسنْ ئي ربّي نتّا ئمانس أديسْوَطّا جاراسن تنميرت شتاين أتسْجَ تيلي ديس لعڤوبيت.

قارن بكري " ئضارنْ يُوغلبْ د-يوحديّن غي ئي ئدّا ن يمنْدِي أَنرَارْ(04)"، ئزيغ أدجا يوغلب  ن يمدُّوتْشَال ئڤَن-واسْ أتْفَل بنديرت-نسن خسن نّغ  ول غيسّن أد-طاشن أيّولون،

أما سَغ-اديلي غي ئڤّن نّغ سن د-يوحديّن دْ ربّي يا ئِتِديّمْ تِيديوْت-نْسنْ(05).

3 غرنغ دخ " موش(06) يقّاراسنت ئي تيشوردَسين تمدوتشال-يك":

أماغر أدِّيكَّرْ ئڤّتْ أدّاسنت أيوّلونت، شتاين وَلَدْ موشْ غرس أمدوتشل نّغ ئمدّوتشال، بكري سَغَ-اددجن تِشوردَسين قنَنْ-تَنْتْ أيوّلونت تِينلِّ تَزدجرارت(07) نّغ أدَانْ(08)، ئڤّت تقّن عّمَ تيضيضت د-اسرسور(09)، باشْ أتنت-سيجلنْ(10) ئشَّرْ، ذخ  أعلڤ غي  ن نيَّتْ، ئزيغ بتّا يبّش(11) وموش يرشب ئشّارن-س تمزوارت أدّاسنت أيوّلونت تِضيضنتين أماغر أقننت ئڤّت دي تِضيضت،

سوَمّن نقّار:  يقّار موش " تِشُردَسين تمدوتشال-يك أدْكّرّغْ ئڤّت  أَدّ-اسَنْتْ ڤاَعَ ".

الملخص:

داني شتاين يقدَ ويوال ئي وانا أمدّوتشل باش أدسحكلغ(12) أني ئي يتوانّان دي ويوالُ ئي ونّي واغن-يسلْ  ئڤّن سي يسبا ئي  ڤضعن، أدَ-السغ مومّو ن واني ئي توانّان دي وانا أمدّوتشل.

 

01 نّيغ بلّي أمدّوتشل ديسن سنت تْوالين  أَمِيدْ ئي يلّان د-انْرَاوْ(13)،  ديس دخْ أتْشَّال ئي يلّان د تمورت ئيد-نَتْشرْ ديس ئي نسقَّضع ديس تمدّورت-نّغ، سنّت توالين ؤڤِّينت دُوْلَنْتدْ د " أمدّوتشل" ئي يلّا آنْ وانا مِمّيس ن تمُرت(14).

 

02 نّيغ بلي لان منّاوْ ئمَزيغن قّارن "أكَّال"  أمشان نْ وَانَا "أتْشال" قّارن " أمدّوكّلْ" أما نشنين نسَّواليتنْ أَيَسنسنْ نقّارْ "أتشَّالْ" نقار "أكَّالَ" أيسْنينْ آن-مَنش يفسُّوغْ تِيشَنْ أنَا "تمورتْ"

دي وانا  " تشالْ"تشَ " دْ "لْ"  :

- غَرْنَغْ  أتْشَل  ئي يلّان د تيقَّضفت نّغ أن تيقَّضفت ئي تتنْ أسْغَرْ د وكرشُوشْ د لُوح نقّارسْ تِمْدِي(15).

- غَرْنَغْ " أْشلَ " ئي يلّان د-اسڤقضع ن وَاسْ د وقيمي ئڤّنْ سملْ.

- غَرْنَغْ " تِشْلي" ئي يلّان د-ايجور تمورت.

- غَرنغْ "أتشَلْشَتشخْ" ئي يلّان د تغوري ئي يوضناس وامان مي نيجور ديس، دارَّنغْ يلتَّغْ يقّار "تشْلقْ تشْلقْ" أيند وني د-تشلشيقَ.

- غَرْنَغْ " أشَّلُّ " د "تشلّت" ئي تْوَقّانْ نّغْ ئي تْوَدْجَانْ س تْلختْ جار سنْ إفَاسَنْ.

- غَرْنَغْ " شَلَلْ "  ئي يلّان د-اسيردْ س يجدي د وسڤقضع سْ وَامان.

-غَرْنَغْ " أشْلطْ" إلان داكْلي س زُّور غل تمورت.

 - أما ديوانا "أكَّال" س "ك" د "ل".

- غَرْنغْ "أكلي" آن " شلط" ئي نرڤب ئمارُ

"أكلي" أيند اخباض ن حد غل تمورت،

أمّا أشلاطْ : دَ-اخباضْ ن حَد غلْ تمورت س زُّورْ

أما " داكلاَيْ" د-اخباضْ ؤبرك د-اخباض-سْ ؤبرك دِيمَا غلْ تمورت.

- غَرْنَغْ " تكلْفَففّوت " أنيغ بلي تَوَالتُ تدَّسْ سْ "كَّلْ" "تُوفتْ" تيشْ توفتْ ئي تَّدجَ تمورتْ َسْ تيشلي ديس نّغْ س وحوكِّي غرسْ أيند ايْسُومْ ئي  ڤسان تفْدنِين-نَغْ سْ ترْشَاسْتْ نّغ دَفرْ ئضارن-نّغْ س وقيمي غلْ التحيّات تَمورتْ نغ شَرَ يقّورْ أنْ تمورتْ.

- غَرْنَغْ " أسْكال " نْ تيطاوين إلان دُقوُلْ غلْ تمورتْ.

- غَرْنَغْ" أدَهْكَلْ " ئي نّيغ دَ-اوالْ ئدَّسْ دخْ نتَّا س سَنَتْ تْوَالِينْ :  أوْدَاهْ ئي يلّان د-اعيا دْ تِيشْلِي تمورتْ.

- غَرْنَغْ " أكلاَّلْ " ئي يلّان د (الفخار) نّغْ د تْلخَتْ ئي تْوَڤّان ئي تْوَخْدام سيسْ الْفخَّارْ أنغْ ئكْرُودنْ ئي تْودْجَّانْ سِيسْ.

----------------------

(01)ئنزان: الحِكم

(02) يفرّد: إنشار المرض العدوى

(02)أديمون:  الشيطان

(03) تيمسي: جهنم

(04) أَنرَارْ: ينطق الراء مفخم وهو مكان لدرس القمح.

(05) تِيديوْت: ؟

(06) موش: ينطق مفخما وهو القط

(07) تَزدجرارت: بتفخيم الراء بمعنى طويلة.

(08) أدَانْ: ؟

(09) اسرسور: بتفخيم الراء بمعنى طويلة.

 (10) أتنت-سيجلنْ: معناها تعلق ونقول خطأ "أتنتعلقَّن"

(11) يبّش: ؤبوش  معناها يقفز قفزا

(12) أدسحكلغ: أحكال أذكر ذاكرة

(13)انْرَاوْ : ينطق الراء مفخما وهو الصاحب.

(14)مِمّيس ن تمُرت:  ولد البلاد أو المواطن.

(15) تِمْدِي: الأرضة 

الأستاذ نوح مفنون أحمد

من مواليد غرداية [أت يزجن] بني يزقن في 11 مارس سنة 1949. ،التحق بالمدرسة القرأنية الجابرية ثم بالمدرسة الرسمية بمسقط رأسه أين زاول دراسته الابتدائية، ثم التحق بالطور المتوسط. وفي سنة 1966. التحق بثانوية عقبة بالجزائر العاصمة أين نال شهادة البكالوريا شعبة علوم تجريبية وفي سنة 1969. .وفي نفس السنة التحق بالمعهد الوطني للزراعة بالحراش، وتخرج سنة 1973 بشهادة مهندس دولة في الزراعة تخصص إ اقتصاد ريفي .درّس ابتداءا من سنة 1974 بمعهد التكنلوجيات الزراعية بمستغانم إلى غاية سنة 1987. تحصل سنة 1979 على شهادة الدراسات المعمقة من جامعة مونبولييه 01 فرنسا و شهادة المعهد الزراعي المتوسطي. تحول ابتداءا من سنة 1987 إلى المعهد الوطني لوقاية النباتات حلطة غرداية وعمل كرئيس مصلحة الارشادات الزراعية إلى غاية سنة تقاعده 2008. درّس اللغة الفرنسية الطور المتوسط بالمدرسة الجابرية للبنات بأت يزجن سنة 2010 ثم بمعهد إلاصلاح للبنات بغرداية 2011.

باحث في التراث الأمازيغي منذ بداية الثمانينات [اللغة المزابية خاصة القصة الشعبية تسمية الأعلام الأماكن الجغرافية ، الفن المعماري] له نصوص نثرية و شعرية بالمزابية ، شارك بالحركة الجمعوية وله عدة مقالات ومحاضرات و تسجيلات إذاعية حول اللغة والتراث المزابي على المستوى المحلي والوطني ساهم في العديد من أنشطة المحافظة السامية للأمازيغية، منها إنجاز أول كتاب مدرسي لتعليم الأمازيغية الصادر عن وزارة التربية الوطنية.

كان من ضمن النواة اللغوية التي كانت تبحث في معاني الكلمات رفقة الأستاذ عبد الرحمن والأستاذ ابراهيم عبد السلام الذي ألف برفقته القاموس المزابي الفرنسي.

 

المصدر : انثولوجيا الأدب المزابي ⵉⴷⵓⵔⵔⴰⵏ ⵏ ⵜⵙⴻⴽⵍⴰ ⵜⵓⵎⵥⴰⴱⵜ‎ 

 

الاستاذ محمد كحل عينو

الباحث في اللّغة الأمازيغية ”المزابية“
c 7الاستاذ محمد كحل عينو من مواليد آت يزجن في الواحد والعشرين غوشت 1955م. باحث في اللّغة والألسلنية الأمازيغية خصوصا المزابية.

له أبحاث في معاني المفردات والطبونيميا الأمازيغية .

ألف كتاب تاجرومت نتمازيغت (تومزابت) قواعد اللغة اللّغة الأمازيغية أفريل 2006 :، و مخطوط الأثر l’emprente، وهي خواطر حول تاريخ وتراث منطقة مزاب بالإضافة إلى قاموس مزابي فرنسي.

له عدة تسجيلات إذاعية عبر إذاعة الجزائر من غرداية في مختلف المواضيع المتعلقة بالثقافة الأمازيغية .

هو من مؤسسي جمعية ئيمونان للثقافة الأمازيغية ،

عضو مؤسس للفيدرالية الوطنية للجمعيات الثقافية الامازيغية ،Agraw Adelsan Amazigh .

مجلة تاغرما الثقافية

التّاجر محمّد بن بكير ابن زكري

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

التّاجر محمّد بن بكير ابن زكري

ولد عام 1869م ببني يزقن.

أخذ العم عن القطب. حلّ بتبسة للتّجار وترك فيها أثرا حسنا. كان عضوا في الجمعية الصديقية وإدارة مدرستها بها.

أنشأ في سنة 1337هـ/1918م مطبعة عربية في العاصمة لطبع تراث الجزائر العلمي والأدبي، ولإنشاء جريدة عربية، وقد دامت المطبعة إلى حوالي 1342هـ/1923م.

أنشأ عام 1338هـ/1920م في العاصمة جريدة (الصّدّيق)، تصدر في يوم الإثنين، وكان التّاجر مديرها، ورأس تحريرها عمر بن قدور، فالمولود بن محمّد الزريبي. استمرّت الجريدة سنتين وصدر منها أربعة وخمسون عددا.

حاول عام 1921 إنشاء أوّل حركة مغاربية، تهدف إلى استقلال الجزائر والمغرب وتونس، فكوّن لذلك (الجمعية الاقتصادية)، لرفع المستوى المادّي للأهالي المغاربة.

رفض الوالي العام منحه رخصة لفتح دار للتّدريس ببني يزقن في سنة 1922م.

ثمّ أنشأ مدرسة قرآنية عصرية في وارجلان في أوّل الثّلاثينات، وتولّى التّعليم فيها. كما سعى لاستصلاح بعض الأراضي الفلاحية البور.

ألّف عام 1934 رسالة في أسباب تقهقر المسلمين سمّاها (الدّين الخالص).

توفّي في آخر الثّلاثينات.111111

التعابير المسكوكة المزابية

c 7

Les Expressions idiomatiques Mzabites.

اللسان المزابي من اللهجات الامازيغية التي تعتبر كغيرها من لغات العالم ، اودعها الله في الانسان لغرض التواصل تمتاز بخصائص عديدة منها التعابير المسكوكة Les Expressions Idiomatiques، او التعابير السياقية ، التي ابدعها الانسان (الأمازيغي) وجرت على لسانه لقرون وتوارثتها الاجيال أبا عن جد ، غير ان الشفوية التي لزمت الثقافة الامازيغية كادت ان تقضي على الكثير منها .

فالتعابير المسكوكة تشبه كثيرا في قالبها الأمثال, وإن لم نقل هي في حدّ ذاتها أمثالًا , لما تحمله من مميزات

في الصيغ و التراكيب و إيجاز اللفظ والقدرة على تبليغ المعنى .

ومن خصائصها أيضا أنها تشبه الأمثال فى وظيفتها الجمالية والاستدلالية والتلميح للمعانى،غير انها تختلف في الأسلوب.ويصعب ترجمتها حرفيا إلى لغة أخرى. فلا بد للمترجم ان يضع هذا الامر في الحسبان ، فقد يجد تعبيرا مسكوكا يحمل نفس الدلالة و الأداء في اللغة التي يريد الترجمة إليها .

و أدعو من هذا المنبر الجمعيات الثقافية و الطلبة الجامعيين في التخصصات الالسنية و علم الاجتماع اللغوي وغيرها من التخصصات المتصلة ، ان يهتموا و يعكفوا على البحث في ميدان التعابير المسكوكة و جمعها ودراستها ومقارنتها بالمسكوكات الامازيغية بصفة عامة ،

فيما يلي بعض النماذج .

-اجني نـ واضو ( حياكة ، خياضة الريح ) بمعنى قول الكذب.

-يڨـضع سـ وفا يحما. ( جاز على تنّور ساخن ) نال جزاءه

يتّاغ ءيجريضن ، تعثر.

-تيتا ءيفادّن :ضرب الركاب عرقلة

اكلي نـ تنيسا يلل : رمي المفاتيح في البحر يعبر عن الاستسلام.

يزّاض ءيباون : كثير الكلام

ءيفاسن افسوسن:ايادي خفيفة يعني التحذير من شخص سارق.

انكاض نـ تميط اغلاد: قطع حبل السرّي في الزقاق او الشارع يقال للمتسكع او الذي يقضي جل وقته خارج البيت.

يتّاوي يتّارّا : المشّاء بنميم.

اضران نـ ترشاست: قلب الحذاء ويعني الطرد او الاقالة من منصب.

اكلي نـ طشـّا اعبّون:رمي الخلالة في جيب (الصدر) وتعني الطرد والاقالة.

تييتا سـ ومشّي يخمر: الضرب بتين فاسد ويعني عدم الاكتراث والاهتمام.

ؤفوز نـ تييني تاكبورت: مضغ التمر القديم وتعني اجترار الكلام.

ءيدّا نـ ومان الميراز. دق الماء في المهراس. تعني اجهاد النفس وتضييع الجهد لغير طائل.

تجرارت نتورميزين : قليل الفائدة

يتفز تيني تكبورت : يجتر كلاما غير مفيد

توفّاس تشات بعيد : ينفع الأجانب و يترك الأقارب.

يكحو لبريك يقال لللمتزمت الذي يدعي ويتظاهر بالورع .

اسرسي نـ يسني امان. وضع الحمالة في الماء وتعني بلوغ الارب او الهدف ، لكن المعنى تطور واصبح يعني اليأس وعدم القدرة على تحمل المهمة، كالذي حمل حمولة ثقيلة ولم يقدر عليها ويئس منها. ووضعها. في غير موضعها.

ا......ا

يوسف لعساكر

الحاج إبراهيم بن الحاج بكير دَادِّي أُوعْمَر

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الحاج إبراهيم بن الحاج بكير دَادِّي أُوعْمَر

ولد بغرداية عام 1906م. من رؤساء هيئة إِيمَصُّورْدَا. قام بنشاط كبير في الثّورة المسلّحة، اسمه الثّوري (مخلص). باشر المسؤولية لجيش النّاحية ابتداء من ماي 1956م إلى جويلية 1962م. كلّف بتسيير المكتب المالي في المجلس البلدي بغرداية للولاية السادسة – المنطقة الثالثة بالنّاحية الثانية.

ألقي عليه القبض وسجن من أوت 1956 إلى ديسمبر1958م، ثمّ سجن كذلك من 12 ديسمبر 1959 إلى أفريل 1962، بعدما قطع مراحل التّعذيب في الاستنطاق في سجون الأغواط والبليدة والبرواقية والحراش وبربروس، فكان من معطوبي الحرب[2].

------------------------- 

  [2]-حمّو عيسى النّوري: دور المزابيين، الجزء الثاني، 327.

 

 

الحاج إبراهيم بن دَادِّي حَنِّي هيبة

من شخصيات العهد الرّابع

الفترة الأولى من 1853م إلى 1882م

هو من مشايخ العطف. نظّم بعثة علمية إلى معهد عمر بن سليمان نوح ببني يزقن، فانتقلت معه البعثة منها إلى مليكة حينما نفي إليها، وقد أعجب الشيخ عمر بن سليمان بتلاميذه من العطف فأهدى لهم قصيدته (أوصيكم يا معشر الشبان). قام الشيخ الحاج إبراهيم هيبة بالتدريس بالمسجد العتيق.

اغتالته يد أثيمة في جنانه بناحية أَوْلَوَالْ بالعطف، وشهد جنازته جميع علماء وادي مزاب، ودفن بمقبرة أُوخِيرَهْ بعد أن صلى عليه الشيخ الحاج سعيد ابن بَافُّو.

-------------------------------

المصدر : تاريخ بني مْزاب : الأستاذ يوسف بن بكير  الحاج سعيد

الحاج بن يحي الزَوَّاْي

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الحاج بن يحي الزَوَّاْي، من بني يزقن

هو صاحب المعمل الفاخر للعطور والرّوائح الجزائرية. من مساعديه الخيرية العامّة ما قام به في البقاع المقدّسة بالمدينة المنوّرة. وذلك أنّه في سنة 1936، بعث إلى السيّد الكبريتي، طواف المزابيين بمكّة المكرّمة، أن يحضر إلى الجزائر على نفقته. فلمّا حضر استقبلته جماعة المزابيين، فأعطى له السيّد الحاج الزواي من كيسه الخاص مبلغ ثلاثة ملايين فرنك ونصف مليون، وأمره بصرفه في إنارة الحرم النّبوي الشّريف والمسجد النّبوي.

ومن مكرماته أيضا، إعانة عرش أولاد داود التوابة بالأوراس على استرجاع أرضهم بواحة (لَمْدِينَه)، سنة 1928، عندما عرضها المبشرون للبيع بالمزايدة. يقول الأستاذ محمّد الطاهر عزوي: «إلاّ أنّ الثمن كان باهظا يوم العرض، وكادت تضيع (واحة لَمْدِينَه) منهم، لولا أنّ الحاج الزواي الميزابي الإباضي هو الذي تدخّل يوم العرض، فأنقذهم بسلفة من ماله الخاص، وردّ إليهم ما اغتصب منهم في ثورة 1879، على أن يسدّدوا له سلفته بالتقسيط على مدى تسع عشرة سنة»[4

-------------------------------

 [4]-تاريخ الأوراس، 153.

].

من أعماله كذلك، محاولته مع بعض كبار المتمولين بالعاصمة، تكوين البنك الإسلامي الجزائري، والبذل بسخاء فائق في جمعية (الفلاح).

توفي عام 1963، ودفن بمقبرة سيدي امحمد بالعاصمة.

الحاج حمّو بن باحمد باكلّي

من شخصيات العهد الرّابع

الفترة الأولى من 1853م إلى 1882م

إنّه شخصية من أبرز شخصيات العطف. أخذ العلم عن الشيخ عمر بن سليمان نوح. كان رئيسا لمجلس العزابة، وكان آخر من عيّن إمام دفاع لعموم سكان القرى الخمس. وقد بايعه بنو مزاب إمام دفاع تحت كاف الدخان بالعطف، عندما عزم أحمد بن التومي بوشوشة على الهجوم على الوداي يوم 4 سبتمبر 1871م، بعدما قام بنهب أموال الإباضية بوارجلان وفتك بهم. فعسكر بجيشه في النومرات، ثمّ ولّى راجعا لمّا أخبره رائده بالقوّة التي تنتظره. قام الشيخ حمّو بالتدريس بمسجد باسالم، إلى أن وقع خلاف بين العزابة، فاعتزل المسجد سنة 1300هـ/1883م. سافر إلى الحج عام 1884م، ومات في طريق عودته منه.

------------------

المصدر : تاريخ بني مْزاب : الأستاذ يوسف بن بكير  الحاج سعيد

الحاج دودو بعيسى بن داود

Icon 07يمضي الرجال... ويبق الأثر

مولده ونشأته:

في قصر بونورة ذات يوم من سنة 1908 وُلد بعيسى بن داود دودو، وفي أجواء الفاقة والحرمان، تربى وترعرع وسط 12 أخًا وأختًا، احترف أبوه الفلاحة والبناء فكان مساعدًا له على صغر سِنه، غير أن المنية عجلت بأبيه ولم يتجاوز الرابعة عشر من عمره، فدفع به شظف العيش إلى الاعتماد على نفسه، ومن له؟ لولا لطف الله وعنايته، وأم حكيمة بجانبه، أصبحت مؤملة وسنده في حياته، فبرها وأحبها حبا كبيرا، وكم كانت وفاتها في الخمسينات رزءً عظيمًا عليه، ترك فيه بالغ الأثر طوال حياته.

زواجه:

لم يهدأ لأم بعيسى الفاضلة بافلح لالة بنت بعيسى بال ولا قرار، حتى زوجته وهو ابن سبع عشرة سنة لتطمئن على مستقبله وتهنأ به، ولضيق ذات اليد لجأت إلى الاقتراض ممن العشيرة، فكانت زوجته الأولى منةبنت بعيسى دودو نِعم الشريك تشد أزره، وتشاطره حلو الحياة ومرها، ثم ارتبط بعد ذلك بزوجته الأخرى رقية بنت محمد بربيحة، فأسعدت حياته ووقفت بجانبه طوال حياتها، رزقه الله منهما كل أولاده الأربعة والعشرين، فعاش بينهم نِعم الزوج والأب مربيا وحنونا وعادلاً، في خدمة أهله ورعايتهم، ذا فضلٍ وإحسانٍ، وبعد وفاتهما تزوج بالفاضلة، دودو وردة بنت محمد، فكانوا له خير الخلف، والبقية الصالحة لعمله بعد وفاته.

من قواعد وأسرار نجاحه:

حب الخير للناس جميعًا.

سعةُ صدره وتواضعه ورحابة أخلاقه جعلت الإحسان من سماته.

استشعار معية الله تعالى في حركاته وأمواله.

حبه الشديد للعمل واعتباره من العبادات.

ضمان الحقوق وأدائها إلى أصحابها في حينها والوفاء بالعهود.

كان منظما في حياته وضبط المواقيت في حينها دائما.

القدوة والتواضع في العمل.

رحلة العمل والمثابرة:

سافر الطفل بعيسى ذو العشرة ربيعا، إلى العاصمة يعمل أجيرًا في عدة متاجر، يتولى التنظيف وتوصيل الطلبات إلى المنازل لسنتين، عاد إثرها إلى بلدته بنورة، ليشتغل مع أخيه محمد في البناء فشاء القدر أن يشهد وفاة والده سنة 1922.

مكث بعدها سنة كاملة يواصل أعمال البناء والفلاحة، ثم قرر السفر إلى العاصمة وليس له من المال شيء؟؟؟؟ ليبدأ العمل حمالاً للبضائع ثم موزعًا لطلبات الزبائن، وظل هكذا إلى غاية 1925م، أين انتقل للعمل مع أخيه إبراهيم في بيع الفحم.

نقطة التحول:

في متجر الفحم الصغير بشارع موقادور بدأ الشاب بعيسى شركته الخاصة، واستأجر المحل من أخيه إبراهيم بـ10 دورو للشهر،وبدأ ببيع الفحم الذي يجلبه من تجار الجملة الاسبانيين بالدين، وبعد مدة من العمل والادخار والاقتصاد في المعيشة، استطاع أن يسدد ثمن السلعة مسبقا، كما أنه ظل يعمل كموصل للطلبات في المساء، وفي فصل الصيف يعوض انخفاض الاقبال على الفحم ببيع ثمر الهندي (الكرموس).

وفاته:

في يوم الاثنين 10 جمادى الآخرة 1428ه يوافقه 25 جوان 2007 وبعد عمرٍ حافلٍ بالخير والإحسان وطاعة الله تعالى، ناهز المائة عام، توفي الظاهرة بعيسى ابن داود بعد مرضٍ لازمه، ودفن في مسقط رأسه بونورة بعد الصلاة عليه 3 مرات، في جنازة مهيبة حضرها الكثيرون من كافة أنحاء الوطن، ولكن سيرته وذكراه لم تمتْ، فرحمة الله تعالى وسلمه عليه في الأولين والآخرين، وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.

إذا رجل أخلص لوجه الله تعالى أبدى رغبته في مساعدة المحتاج مساعدة أبناء البلدة والوطن فهو لم يبخل يوما بالكلمة الطيبة أحب الخير لأبناء وطنه، كان لا يفرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى فالمسلم أخ المسلم، إذا هكذا يمضي الرجال ويبقى الأثر يغازله العديد ممن أحبه، لما سلك من طريق معبد بالخير مفروش بالكلمة الطيبة والرزق الحلال رحمَ الله ابن بونورة وابن مزاب وابن الجزائر ورحم الله جميع المسلمين في كل مكان (1).

C'est mon maître qui m'a beaucoup appris, la notion du commerce, la relation avec les gens, la modestee, la patience et l'endurance c'était mon modèle que j'apprécie beaucoup étant très petit et l'honneur de le voir dans son grand magasin allah yerahmou (2).

**************

(1)  مركب التوفيق بلكور، الجزائر

(2) Younes Tinemerine

الحاج سليمان بن إبراهيم باعامر

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الحاج سليمان بن إبراهيم باعامر

ولد عام 1870م في بوسعادة. كان رجلا من رجال الآداب والشّعر. ألّف بالاشتراك مع صديقه إتْيينْ دِينِي (رسّام فرنسي أسلم وتسمّى بنصر الدّين)، عددا كبيرا من التآليف باللّغة الفرنسية، أهمّها:

-الحجّ إلى بيت الله الحرام.

-حياة النّبي محمّد.

-الصّحراء.

-ربيع القلوب.

-سراب.

-خضراء، راقصة أولاد نايل، طبع عام 1900 بباريس.

-عنتر.

-لوحات الحياة العربية.

-الشّرق في نظر الغرب.

الحاج صالح بن محمّد بومعقل الغرداوي

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

الحاج صالح بن محمّد بومعقل الغرداوي

هو أحد الرّجال العصاميين وجندي مجهول، من تلاميذ القطب. جمع إلى العلم العمل وإلى العربية الفرنسية. درس الحقوق في باريس حتّى بلغ درجة المحاماة. وكانت له مواقف مشهورة في قضايا شرعية تشهد ببراعته. وبفضل مساعيه، تأسّست محاكم الإباضية في الجزائر وقسنطينة ومعسكر. علّق على ترجمة الأستاذ هُورُو إلى الفرنسية لباب الوصاية من كتاب النيل عام 1882.

الحركات السياسية في الجزائر

الحركات السياسية في الجزائر::(01)

أما في الحركات السياسية المختلفة بالجزائر، فإن عددا بارزا من إخواننا شارك في حزب الشعب الجزائري، الذي يطالب باستقلال الجزائر كما تعلمون. وفي مقدمتهم شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء، الذي كان لفترة معينة أمينا عاما لهذا الحزب، وقد قام بعمل جبار في سبيل وحدة المغرب العربي، ووحدة صفوف شبابه.

فقد قرأوا في مهرجانه عقيدة التوحيد التي حررها ونشرها في الثلاثينات، كما أن السيد غرافة إبراهيم بن عيسى، كان من السابقين الأولين، ومما يجدر ذكره أن أول مجموعة ألقي عليهم القبض يوم 7/9/1937 مع الزعيم مصالي الحاج وعددهم خمسة كان فيهم ميزابيان: مفدي زكرياء وغرافه إبراهيم.

كما أن الاحتجاج الوحيد الذي نشر في الجريدة هو احتجاج الشيخ أبي اليقظان في جريدة الأمة، عدد 137. وقد ذكر السيد محفوظ قداش في كتابه أن الشيخ أبي اليقظان كان الصحفي الوحيد الذي رفع احتجاجا إثر هذا الاعتقال، وقد سكنت جميع الجرائد الجزائرية على مختلف مشاربها في ذلك اليوم. وقد انضم إلى الرعيل الأول من حزب الشعب جماعات من الشباب لا نستطيع عدهم في هذه الكلمة الموجزة، وكذلك في حركة الانتصار للحريات الديمقراطية التي كانت خلفا لحزب الشعب بعد الحرب العالمية الثانية.

ولما نشأت حركة النواب في عمالة قسنطينة بقيادة الدكتور بن جلول، ومعه فرحات عباس، كانت هذه الحركة تجمع نخبة من المثقفين الذين تخرجوا من المدارس الفرنسية وكانت هذه الحركة تدعو إلى المساواة في الحقوق بين جميع المتساكنين في الجزائر بدون تمييز بين دياناتهم، وكانت تدعو إلى الاندماج في فرنسا، وهي وجهة نظر هؤلاء المثقفين، وناهيك بالرئيس فرحات عباس.

وكانت مشاركة الميزابيين فيها متميزة كذلك. وقد حدثنا السيد بوبکر محمد بن عمر رحمه الله، رواية عن الدكتور بن جلول زعيم هذه الحركة أنه قال في اجتماع رسمي عقده الحزب بعد الانتخابات لتقييم النتائج واستخراج العبر، قال ما معناه: لقد كان الفضل في نجاحنا في الانتخابات للميزابيين، فتبعوا إن شئتم الدوائر لتصلوا إلى النتيجة التي توصلت إليها، وضرب المثل بالدكتور سعدان، حين رشح نفسه في بسكرة، فلم ينجح لأن الميزابيين صوتوا ضده. وهنا تبادر لي خاطر وهو لماذا صوتوا مع هذا الحزب في قسنطينة وقالة وعناية والعلمة وشلغوم العيد والبرج وباتنة، ففاز كل من أيدوه، ولم يؤيدوا الدكتور سعدان؟ والجواب سهل بسيط، وهو أن الميزابيين ليسوا بدعا من البشر، فقد يتفقون وقد يختلفون. وقد سبق أن قلت إن هذه المشاركات لم تكن كلها باتفاق الجميع، وأنتم ترون أنهم شاركوا في كل هذه الحركات رغم تباينها، ولكل رأيه ونظريته. ومهما يكن من أمر، فقد كانت مشاركتهم في هذا الحركة لأسباب داخلية معينة، وكل ما نريد أن نؤكده هو أنهم لم يكونوا يعيشون على هامش الأحداث ولم يكونوا منعزلين أو انعزاليين، كما ينعق بذلك بعض الناعقين.

وقد شاركوا كذلك في حزب البيان الديمقراطي الجزائري، الذي كونه السيد فرحات عباس بعد انفصاله عن حزب النواب، وبعد الحرب العالمية الثانية.

وشارك عدد من الشباب المثقف في الحزب الشيوعي الجزائري، ولا يمكن أن نقول إنهم كانوا عقائديين في الحزب، بل شارك الجزائريون في هذا الحزب لما كان يتسم به من التضامن مع من اشترك فيه، كما أنه كان ميدانا للمطالب الاجتماعية للعمال الجزائريين، وقد سئل الشيخ عبد الحميد بن باديس عن الدخول في الحزب الشيوعي الجزائري فقال: نحن مستعدون أن نتعاون مع الشيطان لنيل مطالبنا من فرنسا. 

---------------------------------

(01)  الشيخ القرادي آثاره الفكرية. ص144-176.

الحياة السياسية في وادي مزاب


 

سرار نجاح العمل السياسي لدى المزابيين

من أسرار نجاح العمل السياسي لدى المزابيين في فترة الاستعمار الفرنسي، أن لديهم منظومة فكرية ثابتة ساهمت في الحفاظ على هويتهم الدينية والعرقية، كما أنهم يمتلكون أساليب في العمل مرنة قابلة للتغيير مبنية على فقه الموازنة وفقه الأولويات، لذلك وجدناهم أمضوا على اتفاقية مع المستعمر الفرنسي في الوقت الذي كانوا وقودا للثوار وعش الثورة الدائم، وهذا ما صرح به... 

إقرأ المزيد 


 

رفض الالمزابيون استقبال الإمبراطور نابليون

لمّا زار الإمبراطور عاصمة الجزائر عام 1860م، رفضت جماعات بني يزقن ومليكة وبونورة والعطف وبريان إيفاد ممثلين عن بني مزاب إليها، لحضور احتفالات الاستقبال. وقد جرّ هذا الغياب عتابا لهذه الجماعات من قبل الجنرال يوسف بالأغواط، فأنزل عليها غرامات باهظة ثلاثيـن ألف فرنك على بني يزقن، وستّة آلاف على مليكة، وثلاثة آلاف على بونورة ، و...... 

إقرأ المزيد 

 


 

العلاقة الطيبة بين مزاب والعثمانيين

إنّ المواقف البطولية للمزابيين في دحر الأوروبيين عن شمال إفريقيا، وتقديمهم يد المساعدة إلى خير الدين، منحتهم مكانة وتقديرا عنده، وعند من خلفه على السلطة من العثمانيين في أرض الجزائر. لذلك فإنهّمتمتّعوا.بمعاملة خاصّة، اعترافا لهم على ولائهم وإخلاصهم للدولة الجزائرية العثمانية.  هذا الولاء أكّدوه لصالح رايس باشا الجزائر الذي توجّه في أكتوبر 960هـ/1552م إلى تقرت التي رفض ملكها دفع الخراج، وحاصرها ودخلها بعد ثلاثة أيّام من قصف مدفعيته، ثمّ توجه منها إلى ورقلة لنفس السبب إلاّ أنّ... 

إقرأ المزيد 


 

النّشاط السّياسي لبني مزاب في شمال إفريقيا

إنّ الحزب الحر الدّستوري الذي أسّسه الشّيخ عبد العزيز الثّعالبي وأنصاره في منتصف شهر فيفري 1920، قد كان من مؤسّسيه ومن مؤيّديه الأوّلين شخصيات بارزة من العلماء المزابيين، فكان أبرزهم صالح بن يحي آل الشّيخ اليزقني، كان من الأعضاء الإداريين في الحزب، وعضوا في اللّجنة التّنفيذية، وعضوا في لجنة الدّعاية، وعضوا في لجان المالية، وعضوا في لجنة الدّعاية، وعضوا في لجان المالية، وعضوا في الوفد. يقول أحمد توفيق المدني: «فإنّه لمّا تأزّمت الحالة بتونس وتقرّر إرسال الوفد، ولم.....

إقرأ المزيد 

 


 

قتل المزابيين للآغا يَتَّحْ اليهودي

مّا عرضت السلطات الاستعمارية على بني مزاب مرسوم تنصيب اليهودي يتح آغا على مزاب –أصله من الأغواط يعمل في المخابرات الفرنسية – اعتبروا ذلك إهانة لهم وتدخلا في أمورهم الداخلية، ومناقضا لمضمون معاهدة الحماية، وامتنعوا بإجماع عن قبوله. إلاّ أنّ السلطات الفرنسية نصّبته وتحدّت بذلك الشعور القومي لدى المزابيين، وكان من نتيجة ذلك أن قتله السيّد إبراهيم كولا، يوم 21 جوليت 1860، حوالي برج كاركار بين بني يزقن ومليكة.

غضبت القوات الفرنسية وأعياها التعرّف على القاتل، فأمرت بإلقاء دية اليهودي الفادحة على كافة المدن السبع، تدفع منها كلّ مدينة حسب عدد سكانها، ومقدارها عشرة آلاف فرنك تدفع لأهل اليهودي يَتَّحْ، بالإضافة إلى... 

إقرأ المزيد 


 

معاهدة الحماية 

لم يقتصر بنو مزاب على إمداد الشريف محمّد بن عبد الله بعدد كبير من المشاة، ولكنّهم ساعدوه أيضا بالمواد الغذائية والمؤونة الحربية. عندئذ حرّم الجنرال راندون باقتراح من الجنرال يوسف شراء الحبوب من أسواق التل على بني مزاب.

وفي 4 ديسمبر 1852، يوم معركة احتلال الجنرالين بِيلِسْيِي ويوسف لمدينة الأغواط، التي تحصّن بها الشريف محمّد بن عبد الله –اسمه الحقيقي إبراهيم ابن أبي فارس، يعرف بشريف ورقلة- وسقط فيها حوالي ألفين وخمسمائة ضحية، ساعده حرسه الخاص من المزابيين، على الفرار إلى وارجلان. عقابا لهم فإنّ قوم أولاد...

إقرأ المزيد     /     إقرأ المزيد 

 


 

النشاط السياسي لبني مْزاب ضد فرنسا

شارك المزابيون بفعالية و نشاط في الحرب السياسية و الإعلامية ضد فرنسا ، إذ أن الشيخ صالح بن يحيى اليزجني كان من الأعضاء الإداريين في الحزب الحر الدستوري الذي أسسه عبد العزيز الثعالبي ( شخصية ثورية جزائرية) ، كما قامت السلطات الفرنسية بتفتيش منازل كل من سليمان بن عيسى و زكري بن سعيد و الحاج عيسى بن محمد و ابراهيم بن سليمان للكشف عن... 

إقرأ المزيد 


 

قرار إلحاق مزاب بفرنسا

يقول أُوقُسْتَانْ بِرْنَارْ: «باستيلائنا على مزاب، قضينا على عشّ الثورة الدائم والمستودع الذي كان يجد فيه الثوار ضدّنا الأسلحة والعتاد والتموين». إنّ هذا التصريح يبيّن بوضوح الأسباب الرئيسة التي حملت القوات الفرنسية على إعلان إلحاق مزاب بفرنسافي 26 أكتوبر 1882م، تلقّى الجنرال دُولاتُورْ برقية من الوالي العام لُوِيسْ تِيرْمَانْ، يأمره بتجهيز محلة و....

إقرأ المزيد 

 


 

قادة القرى السبع بين 1882م و 1959م

باحمد بن عمر بَالُولُّو، عزل عام 1888 إثر خلاف بينه وبين رئيس المكتب العربي، وخلفه خليفته حمو بن الحاج عمر الناصر المتوفى يوم 8 جوليت 1895. في 14 مارس 1894، طلب بالُولُّو إعادته إلى منصب القيادة، ورفض الطلب. توفي عام 1900.

- إبراهيم بن عيسى بحاز، عيّن يوم 5 نوفمبر 1895 وتوفي عام 1909.

- إبراهيم بن يحي مصباح المولود عام 1862، عيّن يوم 20 جوليت 1909.... 

إقرأ المزيد 


 

التّجنيد الإجباري

قول لُوفِبْرْ: «إن المزابيين أُرغموا على قبول فرنسا عندهم. إنّهم يتحمّلونها، يستفيدون منها إذا اقتضى الأمر، لكنّهم لا يحبّونها. إنّها لا تجد فيهم أيّة مساعدة، ولا يشاركون في الحياة الوطنية (الفرنسية)، وقد يفرحون لهزائمها، إذا كان سينتج عنها تشكيل الإمبراطورية الإباضية من جديد، بتوحيد المجموعات المختلفة المتشتّتة، والتي لا تزال تحافظ على العلاقات التي تربط بينها». المادّة الثامنة من قرار 3 فيفري 1912 بيّنت كيفية تجنيد الأهالي الجزائريين، في بلديات التّل، وعدّلتها المادّة الأولى من قرار 28 نوفمبر 1913 القاضية بتسجيل الأهالي البالغين تسعة عشر عاما، غير المولودين في...

إقرأ المزيد 

 


 

النّشاط السّياسي في القضايا المحلّية بين 1912م  و1947م 

عام 1914، تقدمّ بنو مزاب بعريضة إلى الاتّحاد من أجل الدّفاع عن حقوق الإنسان والمواطن في باريس، في موضوع عدم استشارهم في تسمية القوّاد والقضاة. وكانت سنة 1338هـ/1919م سنة عاصفة في القرارة، وقعت فيها معارك طاحنة بين الإصلاح والمعارضة. وقد رصد المعارضون في هذا العام جماعة من الإصلاح كانوا مسافرين، وتآمروا مع الجمالين، حتّى إذا وصلوا وادي نْسَا، غدر بهم الجمالون، فقتلوهم جميعا. ثارت القرارة بهذه الجريمة، واستمال الإصلاح بعض الصّحف الفرنسية في الجزائر وباريس، فكتبت مقالات حارّة في هذه الجريمة، وفي الظّلم الذي يقع في.... 

إقرأ المزيد 


 

النّضال السّياسي والعسكري من أجل وحدة الجزائر واستقلالها

اتّخذ المخطّطون الفرنسيون لفصل الصّحراء عن الجزائر، منذ نشأة شركة ريبال للتّنقيب عن البترول سنة 1946، محور ارتكازهم على بني مزاب خاصة، باعتبارهم، سياسيا وجغرافيا وتاريخيا، العنصر الأساسي الحسّاس في الصحراء، يعتمدون عليهم في الدّرجة الأولى في إنشاء الجمهورية الصحراوية. اضطرّت الحكومة الفرنسية، وقد أحرجها الموقف المتصلّب للشّيخ بيوض في المجلس الجزائري، إلى إرسال لجنة برلمانية إلى مزاب سنة 1951. فقام الشّعب بمظاهرات سلمية في كلّ مدينة، أمام أعضاء اللّجنة، يعبّرون عن تمسّكهم بفكرة ربط مزاب بالشّمال في....

إقرأ المزيد 

 


 

التطورات السياسة المحلية من 1947م إلى 1962م

يوم 20 سبتمبر 1947، صدر القانون الأساسي للجزائر الدي ينص. في مادته الخمسين، على إزالة الحكم العسكري عن أراضي الجنوب وضمّها للشّمال. إنّ هذا القانون وضع مزاب في محيط أكثر جزأرة من ذي قبل، مع المحافظة على مميّزاته الخاصّة. ولمّا ظهرت مسألة الانتخاب للمجلس الجزائري انقسم حولها المزابيون إلى فريقين: فريق الإصلاح الذي يريد المشاركة فيه، معتقدا أنّ تلك المشاركة ستجرّ منافع كثيرة للوطن، وفريق المحافظين الذي يرى أنّها تؤدّي إلى القضاء على شخصية المزابيين، وعلى مميّزاتهم إذا ما أدمج مزاب في الجزائر. توجه وفد للمحافظين، يضمّ مفدي زكرياء، وبسخواض بكير، إلى فرنسا، للدفاع عن فكرة عدم تمثيل مزاب في...... 

إقرأ المزيد 


 

القضاء من 1882م إلى 1912م

في 7 نوفمبر 1882م، صدر أمر من الوالي العام يتضمّن إحداث سبع محاكم إباضية بمدن مزاب، وإنشاء مجلس للاستئناف بغرداية، سمّي مجلس عمّي سعيد. وفي 1 جانفي 1883، صدر قرار تعيين السادة:

الحاج الناصر بن الحاج إبراهيم رئيسا لمحكمة بريان. الحاج محمّد بن الحاج قاسم رئيسا لمحكمة القرارة. باحمد بن الحاج محمّد رئيسا لمحكمة غرداية. الحاج امحمد بن عيسى رئيسا لمحكمة بني يزقن. الحاج سليمان بن الشيخ عمر رئيسا لمحكمة مليكة. الحاج صالح بن الحاج أحمد الداودي رئيسا لمحكمة بونورة....... 

إقرأ المزيد 

 


 

الحركات السياسية في الجزائر

/أما في الحركات السياسية المختلفة بالجزائر، فإن عددا بارزا من إخواننا شارك في حزب الشعب الجزائري، الذي يطالب باستقلال الجزائر كما تعلمون. وفي مقدمتهم شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء، الذي كان لفترة معينة أمينا عاما لهذا الحزب، وقد قام بعمل جبار في سبيل وحدة المغرب العربي، و... 

إقرأ المزيد 


 

الميزابيين في الكفاح السياسي

كانت حركة الأمير خالد، حفيد الأمير عبد القادر، أول حركة سياسية منظمة، قدمت مطالب الجزائريين، وعبرت عن آمالهم، وعرضت قضيه على المنابر، وعلى صفحات الجرائد، على بعض التجمعات التي كان يعقدها الأمير في فرنسا ومطالبه وإن كانت بسيطة عند استعراضها إلا أنها كانت ....

إقرأ المزيد 

 

الدّاغور الحاج النّاصر بن الحاج إبراهيم

ولد في بريّان عام 1265هـ/1849م. أخذ العلم عن القطب الذي اصطفاه من بين زملائه ورفقائه للحجّ سنة 1878، وكان يحسن اللّغة الفرنسية. له غرام بفن الفلك حتّى قيل إنّه ألّف رسالة فيه.

     وبترشيح من القطب، تولّى القضاء في بريّان سنة 1300هـ/1883م، إلى أن أرهقه الحاسدون، فاستعفى منه سنة 1312هـ/1895م. رحل في عام 1325هـ/1907م إلى تونس، وأقام بها إلى أن توفّي ودفن فيها عام 1327هـ/1909م. أدخل ابنه حمو في جامع الزّيتونة وفي معهد ابن خلدون.

     كانت له مكتبة كبرى تشتمل على مخطوطات نفيسة نادرة، لو بقيت لكانت غنما كبيرا للجزائر. ولكن أخاه باعها بعد وفاته، بأبخس الأثمان. ولعلّ المبشّرين والحكّام العسكريين قد أخذوا نفائسها، هدية من هذا الأخ الذي ولّته فرنسا قائدا على برّيان[1]..    

 

المرجع:

[1] محمّد علي دبّوز: نهضة الجزائر الحديثة، الجزء الثّاني، 151

الدّاغور الحاج الناصر بن الحاج إبراهيم 3

     ولد في بريّان عام 1265هـ/1849م. أخذ العلم عن القطب الذي اصطفاه من بين زملائه ورفقائه للحجّ سنة 1878، وكان يحسن اللّغة الفرنسية. له غرام بفن الفلك حتّى قيل إنّه ألّف رسالة فيه.

     وبترشيح من القطب، تولّى القضاء في بريّان سنة 1300هـ/1883م، إلى أن أرهقه الحاسدون، فاستعفى منه سنة 1312هـ/1895م. رحل في عام 1325هـ/1907م إلى تونس، وأقام بها إلى أن توفّي ودفن فيها عام 1327هـ/1909م. أدخل ابنه حمو في جامع الزّيتونة وفي معهد ابن خلدون.

     كانت له مكتبة كبرى تشتمل على مخطوطات نفيسة نادرة، لو بقيت لكانت غنما كبيرا للجزائر. ولكن أخاه باعها بعد وفاته، بأبخس الأثمان. ولعلّ المبشّرين والحكّام العسكريين قد أخذوا نفائسها، هدية من هذا الأخ الذي ولّته فرنسا قائدا على برّيان[1]..    

------------------

(1) محمّد علي دبّوز: نهضة الجزائر الحديثة، الجزء الثّاني، 151

الدكتور إبراهيم بن عبد الله تِرِشِينْ

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الدكتور إبراهيم بن عبد الله تِرِشِينْ

ولد ببني يزقن عام 1927م. عيّن أبوه قائد البلدة يوم 14 أوت 1934. تلقّى إبراهيم معلوماته الأوّلية بمدرسة الاستقامة بقالمة والمدرسة الرّسمية بها، ثمّ التحق بتونس عام 1942م، وانتظم بالمدرسة الصادقية. وبعد أن تخرّج فيها سنة 1946م، التحق بالأقسام التحضيرية للطّب بتونس، ثمّ دخل كلّية الطّب بالجزائر العاصمة، فتخرّج فيها سنة 1953.

وهو أوّل طبيب جزائري جراحي في أمراض الدّماغ والأعصاب، وكان عميدا لكلّية الطّب بالعاصمة.

هو الذي أنشأ سنة 1949م منظّمة الاتّحاد العام للطّلبة المسلمين الجزائريين. التحق بصفوف المجاهدين في مستهلّ سنة 1955م بفرقة المارتينكي فْرَانْزْ فَانُونْ، وهو الذي أمر في يوم 9 أوت 1957 الطلّبة الجزائريين بالالتحاق بصفوف المجاهدين.

حضر معركة استشهاد العقيد عميروش في جبل تامر، فيها كسرت قصبة فخذه اليسرى، ثمّ كسرت رجله ثانية في معركة قرب مَارْغُرِتْ بجبل زكار، آل به الأمر إلى بترها، ثمّ استشهد في معركة مُوزَايَا فِيلْ قبل إيقاف القتال، وهي آخر معركة وقعت على سفوح جبال شفة وسهل متيجة، وذلك في أواخر عام 1961م[1].

------------------------------

[1]-حمّو عيسى النّوري: دور المزابيين، الجزء الثالث، 277.

الدكتور بكير بن عيسى قضِّي

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الدكتور بكير بن عيسى قضِّي

ولد في بني يزقن عام 1929م. زاول تعليمه في سوق أهراس إلى أن تحصّل على الأهلية، ثمّ التحق بالثّانوي في عنّابة فتحصّل على البكالوريا بها، ثمذ التحق بكلّية الطّب بِمُونْبُولْييهْ بفرنسا عام 1950م. وفي سنة 1954، أتمّ دراته التّطبيقية. دخل إلى المغرب عام 1956م حيث اشتغل بمرافقة الدكتور التيجيني هدام.

وفي سنة 1960م، استشهد في ميدان الشّرف في معركة بجبال سوق أهراس برتبة رائد.

السيِّدة بافضل فاطمة الزهراء

من بني يزقن بمزاب، بنت محمَّد المولودة سنة 1920 م بمدينة قالمة، زوجها تفاجيرة محمَّد بن ابراهيم من بني يزقن.

  كانت ممرِّضة مع السيِّدة: مريم عبد اللطيف؛ تقوم بمساعدة زوجها وأخيها بافضل عمر في منزلها بنهج درفان بنواحي بلكور بالعاصمة، تقوم بمعالجة الجنود الجرحى وتحضير الغذاء والأدوية لهم وبغسل ملابسهم.

  وكان أكبر خدمة تقوم بها بمهارة، هي استعمال وسائل تهريب الجنود، بعد تغيير صورهم وملامحهم وإلباسهم لباس النسوة، تأخذهم في سيارة أخيها بافضل عمر إلى مأمن أو إلى مراكزهم، وعلى يدها نجا كثير من الجنود والضبَّاط من قوَّات العدوِّ بتلك الوسائل.

  وتقوم بالاتصالات بين النواحي والقسمات، وبتبليغ الملفَّات وتوزيع المناشير.

منقول من كتاب: دور الميزابيين في تاريخ الجزائر.

الجزء الثاني، صفحة: 258.

تأليف المرحوم: حمو عيسى النوري

الشاعر الحاج يحيى أحمد ن عمر

c 7

من مواليد أت مليشت يوم 6 ؤومبير، نوفمبر1964، زاول دراسته بمدرسة النصرالحرة والمدرسة الرسمية حتى مستوى الثالثة ثانوي. في سنة 1991 تحصل على شهادة اطار فيالمحاسبة.

شرع مبكرا في العمل الثقافي منذ سنة 1979 ضمن فرقة كوكبة النصر وأدى معهم أناشيد بالمزابية ولم يبرز نجمه إلا في مهرجان المجموعات الصوتية سنة 1980.

انطلاقته الشعرية كانت سنة 1986 و تمثلت في صرخة على لسان معْلم أثري. انضم الى جمعية نجم الأدب الاسلامي بالجزائر العاصمة سنة 1986 أين احتك بالفنان عمر بن يحي داودي و اكتسب منه خبرة في مجال الشعر المزابي.

درس اللغة المزابية على يد الأستاذ عبد الرحمن بن عيسى حواش والأستاذ عبد السلام ابراهيم واكتسب منهما قواعد اللغة المزابية ولازال في ميدان البحث.

ألف حوالي 120 قصيدة و 26 نشيدا ولحنت 05 منها، و ساهم في البرامج الاذاعية

بحصص وسجل في اذاعة غرداية و القناة الثانية و ايضا في برنامج تليفزيوني " تويزة" .

في سنة 1998 شارك في المسابقة الوطنية للشعر الأمازيغي من تنظيم المحافظة السامية للأمازيغية وقد تحصل على المرتبة الثانية.

في سنة 2002 شارك في المسابقة الوطنية للشعر من تنظيم المحافظة السامية للأمازيغية وقد تحصل على المرتبة الأولى.

له ثماني اصدارات سمعية تحتوي على منتوجات تربوية اجتماعية هادفة و قصائد ودروس في نفس النشاط.

له ديوان مخطوط " تيزواتين " نسمات .

قام بتنشيط الكثير من الحفلات وكانت متميزة بشهادة الجمهور.

القاء عدة محاضرات تحت عنوان " اللغة المزابية آية من آيات الله".

ئلس-يكُ يسّاوال للشاعر الحاج يحيى أحمد ن عمر

امدياز للشاعر الحاج يحيى أحمد ن عمر

ابريد ن امّي سعيد للشاعر الحاج يحيى أحمد ن عمر

ايدول يوضا للشاعر الحاج يحيى أحمد ن عمر

 

 

المصدر : انثولوجيا الأدب المزابي ⵉⴷⵓⵔⵔⴰⵏ ⵏ ⵜⵙⴻⴽⵍⴰ ⵜⵓⵎⵥⴰⴱⵜ

الشاعر المنشد عمر بن سليمان بوسعدة

 

Icon 08الشاعر المنشد عمر بن سليمان بوسعدة

من مواليد 20 ديسمبر 1976 بغرداية ، نشأ في اسرة محافظة محبة للعلم ، تعلم في المدرسة القرأنية والمدرسة الرسمية بغرداية من مرحلة الابتدائي الي غاية الثانوي. متحصل على شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية من جامعة التكوين المتواصل. باحث في التراث المزابي، ظهر من خلال نشاطه الثقافي في المناسبات و حفلات الأعراس، منشدا و شاعرا متميزا. فقصائده تتناول المواضيع الاجتماعية والطفولية. كوّن و أطّر العديد من الأصوات الانشادية التي شنّفت الأسماع وأطربت القلوب.

من انجازاته:

سبعة ألبومات فنية انشادا و تلحينا.

كتاب [احوف ن وغلان] الانشاد المحلّي، أين جمع فيه قصائد متنوعة لعدة شعراء المنطقة.

 

أزل ن نزمرت

اڤنّون

تابرات ئي توات

تيرجت ف وغلان

 

المرجع : : انثولوجيا الأدب المزابي ⵉⴷⵓⵔⵔⴰⵏ ⵏ ⵜⵙⴻⴽⵍⴰ ⵜⵓⵎⵥⴰⴱⵜ‎

الشاعر بوكراع سعيد

الشاعر بوكراع سعيد من مواليد بريان04 نوفمبر1971 ، نشأ وترعرع بين أحضان أسرة متواضعة زاول دراسته الابتدائية بمدرسة الأمير عبد القادر ثم مرحلة المتوسط بالمتوسطة الجديدة بحي امداغ وكذا الثانوي. ولع بالشعر و الأدب منذ صغره.

شارك في العديد من المنتدايات والمهرجانات الثفاقية الخاصة بالشعر، منها المهرجان الأول للشعر المزابي بغرداية من تنظيم المحافظة السامية الأمازيغية سنة 1998.

 

توتلايت

داقّغ غيرم ا ياما ! 

دزاير 

درجاز أسو تليد بوكراع سعيد كاسي وصالح عبد الوهاب 

 

المرجع : : انثولوجيا الأدب المزابي ⵉⴷⵓⵔⵔⴰⵏ ⵏ ⵜⵙⴻⴽⵍⴰ ⵜⵓⵎⵥⴰⴱⵜ‎

الشاعر صالح بن صالح الخرفي

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الشاعر صالح بن صالح الخرفي

ولد بالقرارة عام 1932، درس سنتين بمدرسة التربية والتعليم بباتنة، والتحق عام 1941 بمدرسة الحياة، وأكمل حفظ القرآن، واستظهره عام 1946، وواصل دراسته بمعهد الحياة. سافر إلى تونس عام 1953، ودرس بجامع الزيتونة والخلدونية .

نشر في الصحافة التونسية، وأذاع في الإذاعة التونسية، بكنية أبي عبد الله صالح. جمعه العمل مع الطلبة الجزائريين الذين غادروا الجزائر لنفس الهدف، تحت مظلة اتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين، بفرع تونس سنة 1956، فكان عضوا في إدارته.

وفي سنة 1957، رحل إلى مصر متنكرا، بجواز سفر تونسي باسم جديد هو حموده الحبيب، ودخل كلية الآداب بجامعة القاهرة، أين حصل على الليسانس في اللغة العربية وآدابها، سنة 1960م. ترأس الوفد الجزائري إلى المؤتمر الرابع للأدباء العرب في الكويت سنة 1958.

مثّل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في مهرجانات الشعر العربي المقامة في دمشق، سنوات 1959، 1960، 1961، ومثّلها أيضا بحضور المؤتمر الإسلامي في القدس، المنعقد في جانفي 1960.

لعلّه لم يرتفع في إذاعة صوت العرب بالقاهرة، طيلة سني النّضال المسلّح للثّورة الجزائرية، صوت شاعر جزائري، كما ارتفع صوت صالح خرفي، معبّرا عن وجدان الثّورة الجزائرية وأحاسيسها، صارخا بصوتها القويّ يهزّ مشاعر الأفراد والجماعات، حتّى خيّل لكثير من متابعي صوت العرب أنّ صالح خرفي كان هو الصّوت الرّسمي للثّورة الجزائرية في القاهرة[6].

في سنة 1961، وبتكليف من وزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة الجزائرية، تولّى مهمّة التعبئة السياسية في أوساط اللاّجئين الجزائريين في تونس، في المنطقة الرابعة (منطقة الكاف)، حتّى إعلان الاستقلال.

بعد الاستقلال، عيّن مسؤولا للعلاقات الثّقافية مع البلاد العربية في أوّل وزارة جزائرية للتّربية.

من 1964 إلى 1976، كان أستاذ الأدب الجزائري الحديث بجامعة الجزائر، تحصّل على الماجستير في شعر المقاومة الجزائرية عام 1966 بجامعة القاهرة. والدكتورا في الشّعر الجزائري الحديث عام 1970 بنفس الجامعة

كان ضمن المثقفين الأوّلين الذين فكّروا في تأسيس اتحاد الكتاب الجزائريين، سنة 1964.

كان رئيس تحرير مجلّة الثّقافة التي صدرت عن وزارة الإعلام والثّقافة من 1971 إلى 1976، ورئيس دائرة اللّغة والثّقافة العربية بجامعة الجزائر في نفس الفترة.

اختارته الجزائر ليمثلها في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بالقاهرة سنة 1976، حيث شغل منصب مدير الثقافة إلى غاية 1992، سنة تقاعده، وتولّى رئاسة تحرير مجلتها (المجلة العربية الثقافية) سنة 1981.

توفي في تونس العاصمة يوم 24 نوفمبر 1998، ودفن في القرارة.

من تآليفه:

-صرخة الجزائر الثائرة، طبع في قطر عام 1958.

-نوفمبر، طبع في قطر عام 1961.

-أطلس المعجزات، طبع في الجزائر عام 1967.

-شعراء من الجزائر، طبع في القاهرة عام 1969.

-صفحات من الجزائر، طبع في الجزائر عام 1974.

-أنت ليلاي، طبع في الجزائر عام 1974.

-الشعر الجزائري الحديث، طبع في الجزائر عام 1975.

-الجزائر والأصالة الثورية، طبع في الجزائر عام 1978.

-شعر المقاومة الجزائرية، طبع في الجزائر عام 1982.

-المدخل إلى الأدب الجزائري الحديث، طبع في الجزائر عام 1983.

-حمود رمضان، طبع في الجزائر عام 1983.

-في ذكرى الأمير عبد القادر الجزائري، طبع في الجزائر عام 1984.

-عمر بن قدور الجزائري، طبع في الجزائر عام 1984.

-في رحاب المغرب العربي، طبع في بيروت عام 1985.

-محمّد السعيد الزاهري، طبع في الجزائر عام 1986.

-محمّد العيد خليفة، طبع في الجزائر عام 1986.

-الأديب الشهيد أحمد رضا حوحو في الحجاز (1935 - 1945)، طبع في بيروت عام 1991.

-من أعماق الصحراء، طبع في لبنان عام 1991

----------------------------

 [6]-علي يحي معمر: الإباضية في الجزائر، الجزء الثاني، 608

الشاعر صالح تيريشين

الأستاذ الشاعر صالح بن الحاج عمر تيريشين من مواليد 12 شتنبر سيبتمبر 1952 . بأت يزجن بني يزقن ولاية غرداية ، تعلم في المدرسة الحرة الجابرية و الاستقامة للمرحوم الش يخ محمد بن يوسف طفيش ثم المدرسة الرسمية مابين 1958- 1964 . ومرحلة المتوسطة في المعهد الجابري الحر وفي متوسطة غرداية ما بين 1964- 1967. زاول تعليمه الثانوي بالجزائر العاصمة بثانوية الادريسي الأمير عبد القادر مابين 1967- 1971. وفي س نوات 1971- 1975 انتقل إلى الجامعة والمدرسة العليا لتكوين الأساتذة ليتخصص في الفيزياء والكيمياء. في مطلع الثمانينات اشتغل اطارا مكونا في شركة انابيب بغردايةSNS و أستاذالمادة الرياضيات بمعهد عمي سعيد بغرداية و بإكمالية الشيخ عبد العزيز الثميني والمعهد الجابري بنات إلى أن أُحيل على التقاعد 2003 . أثناء ممارسته لمهنة التعليم اهتم باستصلاح أراضي فلاحية بمنطقة "تيخوباي" ناحية "انتيسا". مارس العمل الجمعوي والعديد من الأنشطة الثقافية و الندوات الفكرية، أهمّا : النادي الرياضي لبني يزقن. NRBجمعية التثقيفالشعبي ،الجمعية الثقافية القطبية ، كمستشار لجمعية تيمكراس نات ايزجن، ومشرف علىمنتدي المربين اليسجنين. كانت انطلاقته الشعرية في مطلع الثمانينات أين برز كشاعر متميزوجامع للتراث ، إلى أن تأسست إذاعة غرداية المحلية سنة 2000 فتألق في اسهاماته من خلال برنامجه الاذاعي "ئزلوان وتراث" حيث أضاف للأدب المزابي رصيدا زاخرا ،فدون المادة الترا ثية و أضفى عليها رونقا ونفسًا ابداعيا جديدا وهذا ما نلمسه جليا في أعماله من خصائص شعره، بساطة اللغة والايجاز وسلاسة في التعبير ،توظيف الأمثال المزابية و الأسطورة، استعمال الأوزان الشعرية القصيرة مما سهل على الكثير من الملحنين و المنشدين أداء روائعه .

 

لفقي-نغّ  

قصيدة امازيغ  

قصيدة تامزورت 

قصيدة ادّا امولود يونو 

 

 

 

------------------------

 المصدر : انثولوجيا الأدب المزابي ⵉⴷⵓⵔⵔⴰⵏ ⵏ ⵜⵙⴻⴽⵍⴰ ⵜⵓⵎⵥⴰⴱⵜ‎

الشاعر عبد العزيز الحاج عمر

الحاج عمر عبد العزيز من مواليد 1949 بتاجنينت العطف ولاية غرداية ،نشأ في عائلة محافظة، تعلّم مبادئ اللغة العربية بالكتاتيب ومدرسة النهضة القرأنية. ثم سافرإلى العاصمة لمزاولة التعليم الرسمي. عند عودته الى مسقط الرأس اشتغل معلما بمدرسة النهضة القرأنية لسنوات، فبرز منذ الستينات منشدا ومنشطا في حفلات الأعراس والمناسبات الدينية والاجتماعية. هو من مؤسّسي مجموعة الفن والأدب الاسلامي بالعطف سنة 1975 الى غاية 2003 إهتم بالأهازيج والألحان الثرا ثية القديمة فاستلهم منها ونظم أشعارا على منوالها ايمانا منه ان التجديد امتدادا للأصالة. يمتاز شعره بالبساطة وتوظيف الأوزان الغنائية الخفيفة التي يراها مناسبة لمعالجة القضايا الاجتماعية.

 ا تا زيري ا ويور 

الوالدينْ 

بايتلاّ تونت؟؟ 

ايوَّ سليد ازلوان

 

المصدر : انثولوجيا الأدب المزابي ⵉⴷⵓⵔⵔⴰⵏ ⵏ ⵜⵙⴻⴽⵍⴰ ⵜⵓⵎⵥⴰⴱⵜ

الشاعر عبد الوهاب بن الشيخ حمو فخار

من مواليد 13 نوفمبر 1951 بغرداية رائد الأدب المزابي الأمازيغي، من الشعراء الأوائل الذين افنوا عمرهم من اجل ترقية الحرف الأمازيغي وتمكينه في المجتمع المزابي اداء و دلالة بعد نيله شهادة البكالوريا فلسفة عام 1973 واصل دراسته بالجامعة المركزية بالجزائر العاصمة فرع "علم النفس التطبيقي". قبلها كان من الاطارات الوطنية التي تدربت بمركب الحديد والصلب بعنابة ليتوجه بعدها إلى مسقط رأسه ويسهم في إرساء قواعد أول شركة حكومية ضخمة للحديد والصلب فيها، حيث عين مسلؤولا على مخبر مراقبة نوعية الانتاج. وما يجدر ذكره أنّ الأستاذ الشاعر عبد

الوهاب بن حمو فخار هو نجل الشيخ حمو رحمه الله أحد الذين أبدعوا في حقل الأدب العربي الرصين واشتغل في حقل التعليم بمعهد الإصلاح وكذا الوعظ والارشاد بمساجد غرداية اشتغل في مجال التربية و التكوين رفقة والده بمعهد الاصلاح ولا يزال أستاذا للغة الفرنسية وأ دابها كما يعتبر أول من درس الأدب المزابي لطالبات المعهد برز بصوته القوي في أوائل السبعينات من خلال حفلات الأعراس والمناسبات الوطنية. كما شارك في المربد الشعري الثامن عشر في بغداد

والبصرة في ديسمبر 2002 قبل الاحتلال الامريكي للعراق بأشه، رفقة الأستاذ الشاعرمسعود خرازي صاحب ديوان "متى الصبح يا وطني" 01

له حضور واسع في الندوات الأدبية ولا زال الى يومنا هذا يساهم بكل تفان في إذاعة غرداية المحلية ببرنامجين أدبيين ناجحين هما: "ئدُرّان نْ وسّان" سطور الأيام   وتَضْفِي ن وِيوال لُبُّ الكلام

يتميز شعره بقوة المعنى وجزالة اللفظ وسلاسة التعبير والقدرة البارعة على توظيف الثرات المحلي في معالجة الواقع المزري وإبراز مكامن الداء من اجل حشد الهمم واستنهاضها في زمن أذهلها الصمت و أودى بها الاحباط. من المواضيع التي تطرق إاليها في شعره هاجس الغربة والاغتراب و ظاهرة العنف والارهاب منذ مطلع الثمانينات و غيرها من القضايا المحرجة التي تعكس مدى وعي الشاعر بواقعه. تعتبر ملفاته من اللبنات الأولى أو حجر الأساس في محطة تدوين الشعر المزابي بالجزئر.

أعمال الشــــاعر عبد الوهاب فخار

 

 

قصيدة ماذا غرسنا؟  

قصيدة تطّاوين ن وول  

قصيدة ئمريون

قصيدة اس-انّغ د ازقاغ

-------------------

 01  د. عبد الكاظم العبودي ،قراءة في ديوان دموع الفرح موقع الحوارالمتمدن ،ع 2715 – 22/7/2009

المصدر : انثولوجيا الأدب المزابي ⵉⴷⵓⵔⵔⴰⵏ ⵏ ⵜⵙⴻⴽⵍⴰ ⵜⵓⵎⵥⴰⴱⵜ‎

الشّاعر مفدي زكرياء

grilloir cafe 2الشّاعر مفدي زكرياء بن سليمان الشيخ

ترجمة الشاعر مفدي زكرياء

من آثار مفدي زكرياء 

قصيدة بالمزابية  للشاعر عبد الوهاب فخار عن مفدي زكرياء

 الفيلم الوثائقي حول حياة شاعر الثورة الجزائرية المزابي مفدي زكرياء

 

 

  محطات من حياة شاعر الثورة مفدي زكرياء

للأستاذ: د. مصطفى بن بكير حمودة - باللغة المزابية

 

 

 مسار الشاعر "مفدي زكريا" من الحركة الوطنية إلى الثورة إلى الإستقلال

الشاعر موسى كريزو

الشاعر موسى كريزو من مواليد 27 نوفمبر 1972 بمدينة لڤرارة زكرير ،نشأ في عائلة بسيطة متواضعة دخل المدرسة القرأ نية "الحياة" وزاول تعليمه المرحلة الأساسية إلى غاية السنة التاسعة، ثم المرحلة الثانوية بغرداية في متقن بلغنم .

منذ صغرة ولع بالأغنية الترا ثية المزابية لا سيما لما تفتحت عيناه على أغاني الفنان عمر بن يحيى داودي الذي كان سببا في انطلاق موهبته. في مطلع التسعينات بعد نيله شهادة الباكالوريا علوم دقيقة، انتقل الى العاصمة للدراسة بجامعة باب الزوّار في تخصص الكمياء الصناعية اين تحصل على شهادة ليسانس في نفس التخصص. خلال فترة تواجده بالعاصمة احتك بجمعية نجم الأدب الاسلامي وبالخصوص مع الفنان عمر داودي، أين ابرز ميوله و اهتمامه باللغة المزابية و أهازيجها فانطلق في كتابة الشعر وتغنيه في اطار نشاطات الجمعية.

يمتاز الشاعر موسى كريزو بموهبة في الصوت و التلحين، ناهيك عن تحكمه في القصيدة الغنائية وتوظيفه للمادة الترا ثية في شعره.

شارك في العديد من المهرجانات والملتقيات أهمّها:

مهرجان الشعر الأمازيغي بولاية غرداية سنة من تنظيم المحافظة السامية الأمازيغية، أين تحصل على المرتبة الثالثة.

 

بتا دفر تاوسست؟؟  

بابا تامر  

مميس ن ومجاهد  

ئيناسن  

 

المرجع : : انثولوجيا الأدب المزابي ⵉⴷⵓⵔⵔⴰⵏ ⵏ ⵜⵙⴻⴽⵍⴰ ⵜⵓⵎⵥⴰⴱⵜ‎

الشّهيد إبراهيم بالحاج حجوط

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الشّهيد إبراهيم بالحاج حجوط

ولد ببني يزقن عام 1897م. كان تاجرا بالعاصمة وكان من رؤساء جماعة الإباضية بها، كما كان أحد وكلاء (الأمّة المزابية) ورئيس فدرالية منتخبي مزاب.

شارك بإيمان وإخلاص في الحركات السياسية الرامية إلى تحرير الجزائر، فلمّا اندلعت الثّورة المسلّحة اندفع وغامر بنفس الإيمان والإخلاص في الجهاد المقدّس، وتخلّى عن الاهتمام بتجارته.

اعتقل أوّل مرّة عام 1956م، وكان أكبر دور قام به واستشهد في سبيله هو جمع الأموال الطّائلة للثّورة في الوطن وخارجه.

ألقى البوليس السرّي القبض عليه في سكناه ببلكور، فوضع تحت التّعذيب، ونقل مع الشّهيد علي بومنجل إلى الأبيار.

تعرّض لأبشع أنواع التّعذيب، ثمّ إلى عملية تسمّم اختلّ بها عقله، فاستشهد يوم 24 جوان 1962م، ونقل إلى مسقط رأسه فدفن في حفل مشهود.

الشّيخ أبو إسحاق إبراهيم طْفَيَّشْ

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ أبو إسحاق إبراهيم طْفَيَّشْ

c 7

ولد ببني يزقن عام 1888م. حفظ كتاب الله وقد جمعه وهو ابن إحدى عشرة سنة على شيخه عمر بن أحمد الزروالي، ثّم اشتغل بدرس العلوم في الفنون المختلفة على الشّيخ الحاج إسماعيل بن الحاج إبراهيم زرقون، ومنه انتقل إلى القطب، ثمّ اشتغل بالتّجارة. وحوالي 1910م، اتّجه إلى الجزائر العاصمة، حيث تتلمذ على يد شيخ الجماعة عبد القادر المجاوي، ثمّ عاد إلى بني يزقن لينقطع إلى الدّراسة والتعلّم على يد عمّه القطب. وفي سنة 1917، توّجه أبو إسحاق إلى تونس، وحضر دروس شيخ الإسلام الحنفي ابن يوسف وشيخ الإسلام المالكي الطّاهر بن عاشور، وتحمّل مع زميليه أبي اليقظان ومحمّد الثّميني مسؤولية الإشراف على أفراد البعثة المزابية بتونس.

دخل معترك النّضال السّياسي تحت لواء الحزب الحر الدّستوري، وكان همزة وصل بين الشّيخ عبد العزيز الثّعالبي بتونس وبين الأمير خالد في الجزائر، وما لبث أن أبلغه المقيم العام بتونس أنّ الحكومة الفرنسية تدعوك إلى الكفّ عن كلّ حركة عدائية، واختر لنفسك أيّ بلد شئت خارج التّراب، فامتطى الباخرة إلى مصر يوم 3 فيفري 1923. في شهر أفريل الموالي، تمّ جمع التبرّعات ببني يسقن، بلغت سبعة آلاف فرنك، أرسلت إلى الشيخ أبي إسحاق للتّخفيف عنه من متاعب الغربة.

تزّعم في القاهرة الحركات الإصلاحية والجمعيات الإسلامية بمعية محب الدين الخطيب، وأحمد تيمور باشا، وأصدر بها مجلّة المنهاج من أوّل محرّم 1344هـ/أوت1925 إلى 1350هـ/1930م، أغلب مقالاتها ومواضيعها إسلامية. وكان يهاجم فيها الاستعمار في العالم الإسلامي عموما، والاستعمار الفرنسي في الجزائر خصوصا. وكان الشّيخ أبو إسحاق طفيش من الثلاثة الأولين القائمين بالدّعاية لتأسيس الجامعة العربية، مع الشّيخ الأمير الحسيني والشّيخ عبد العزيز الثّعالبي.

مثّل الجزائريين في مؤتمر القدس، الذي انعقد في ديسمبر 1930.

يقول الدكتور محمّد ناصر: «ومن أعماله في القاهرة عضويته الفعّالة في جمعية (تعاون جاليات شمال إفريقيا)، هذه الجمعية التي كانت تجمع تحت جناحها آمال وآلام شعوب المغرب الكبير، وتضمّ الموجودين في القاهرة من الزّعماء العاملين لتحرير المغرب الكبير من الاستعمار الفرنسي. وكان من أعزّ أصدقائه في هذه الجمعية الشّيخ محمّد الخضر حسين، ومحيي الدّين القليي، والحبيب بورقيبة، كما كان عضوا في تأسيس جمعية الهداية الإسلامية، إضافة إلى عضويته في اللّجنة المؤسسة لجمعية الإخوان المسلمين، إذ كانت تربطه بزعيمها الشّهيد حسن البنّا (1906-1949) صداقة حميمة، وكان ابنه البكر محمّد طفيش من أعضائها العاملين، وقد ألقى عليه بوليس الملك فاروق القبض لنشاطه السّياسي الإسلامي، ورحل إلى جبل الطور بصحراء سيناء مع جماعة من الإخوان المسلمين في حملة الاعتقالات التي شهدتها سنة 1949».

ويمضي الدكتور محمّد ناصر قائلا: «ومن سمات وطنية أبي إسحاق الحارّة اعتداده القوي بجزائريته. فقد عرضت عليه الجنسية المصرية... في العشرينات... ورفضها اعتزازا وإباء. كما عرضت عليه السّلطة الفرنسية إبّان السّماح له بزيارة الجزائر لأوّل مرّة بعد نفيه سنة 1930، أن يتعهّد الاشتغال بالسيّاسة وتسمح له بالبقاء في وطنه، فرفض»[9].

ثمّ يضيف: «وفي سنة 1953، فتحت حكومة زنجبار معهدا للدّراسات الإسلامية فعرضت عليه أن يتولّى التّدريس به... فما كان منه... إلاّ أن رفض، لا لشيء إلاّ لأنّ الطّلب جاءه عن طريق الأنجليز»[10].

وفي جوان من سنة 1940م، التحق بقسم التّصحيح بدار الكتب المصرية .ومن أجلّ أعماله فيها انكبابه على تصحيح وتحقيق (الجامع لأحكام القرآن) في التّفسير للقرطبي. كما شارك أيضا في تصحيح كتاب محمّد فؤاد عبد الباقي (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم)، كما شارك في تصحيح الطّبعة الأخيرة من مصحف (الملك). وكان إلى جانب هذا مرجعا للفتوى في الشّريعة الإسلامية. شارك مشاركة فعّالة في تحرير مادة الموسوعة الفقهية، ولاسيما فيما يتعلّق بالمذهب الإباضي. وكان المرجع لكثير من المشاكل اللّغوية والمفردات التي أدمجت في متن اللّغة بواسطة المجمع اللّغوي، الذي أنشئ بمصر.

أهم المؤلّفات التي قام بتحقيقها وبنشرها:

-الأجزاء الثلاثة الأخيرة من شرح النّيل، طبعها عام 1343هـ.

-الذّهب الخالص، علّق عليه وطبعه في نفس السّنة.

-شامل الأصل والفرع، طبعه عام 1348هـ/1930م.

-شرح عقيدة توحيد العزابة.

-كتاب الرّسم.

كما حقّق وطبع لغير القطب عدّة مؤلّفات أخرى، نذكر منها:

-الجامع الصّحيح مسند الإمام الرّبيع بن حبيب.

-الوضع للشّيخ أبي زكرياء يحي الجناوني.

-جوهر النّظام في علمي الأديان والأحكام لعبد الله بن حميد السّالمي[11].

-تحفة الأعيان في سيرة أهل عمان لنفس المؤلّف.

-جامع أركان الإسلام لشيخ سيف بن ناصر الخروصي.

وحقّق متن عقيدة التّوحيد لابي حفص عمرو بن جميع وشرحها لأبي العباس أحمد الشماخي، وطبعهما مع شرح أبي سليمان التلاتي عام 1353هـ/1934م.

استفاد تلميذه سالم بن يعقوب[12] كثيرا من دروسه ومكتبته في القاهرة، بدار الطلبة الإباضية، وهناك أخذ عنه كثير من العمانيين والنفوسيين.

من مؤلّفاته:

-الدّعوة إلى سبيل المؤمنين، طبعه بالقاهرة عام 1923م.

-النّقد الجليل على العتب الجميل، عام 1342هـ/1924م.

-رسالة الصّوم بالتّلفون والتّلغراف، عام 1355هـ.

-تاريخ الإباضية.

-مدونة أبي غانم.

-تأويل المتاشبه.

-صلاة السّفر.

-عصمة الأنبياء والرّسل.

-ذكرى أبي الشّعثاء.

-منهاج السّلامة فيما عليه أهل الاستقامة.

-تفسير سورة الفاتحة.

-الفنون الحربية في الكتاب والسنة.

-شرح الملاحن.

-مختصر الأصول والفقه والمدارس.

-كتاب النّقض.

-مسألة قراءة القرآن بالأجرة.

-رسالة عمان الإمامية.

-ترجمة الشيخ الحاج محمّد طفيش.

-رسالة الفرق بين الإباضية والخوارج.

له فتاوي عديدة، منها فتواه في ترجمة القرآن، وفي التّجنيس، وفي استعمال الكحول في المداواة.

وفي سنة 1952، راح يبذل الجهد الجهيد يطلب من الإمام غالب بن علي لتعترف الجامعة العربية بعمان ضمن أعضائها. وفي سنة 1955م، كلّفته الجامعة العربية للالتقاء بالإمام والسّلطان داخل عُمان، فرُدّ على أعقابه بعد أن وصل إلى صحار. ولقد لاقى في هذه الرحلة التي دامت حوالي ثلاثة أشهر أهوالا وعقبات شديدة، وكان الإنجليز له بالمرصاد، فمنعوه من أن يتّصل بالسلطان أو بالإمام، وأصدر حاكم الخليج قرارا بالقبض عليه حيا أو ميتا. ثمّ إنّ الإمام عينه سفيرا لعمان الإمامية لدى الجامعة العربية. وفي بداية سنة 1961م، كلّفه بعرض قضية عمان على هيئة الأمم المتّحدة، فسافر إلى نيويورك رفقة الامير حِمْيَر بن سليمان، ممثّلا لدولة إمامة عمان، واجتهد في مقابلة الوزراء والسفراء يكشف لهم عن عمان الإمامية واعتداء بريطانيا على الإمامة، منتهكة حرمة استقلال عمان، رغم وجود معاهدة السيب لعام 1920م.

      عرضت القضية في الجلسة الأولى لدى اللّجنة السياسية، ثمّ في الجلسة الثّانية، فحازت القبول بالإجماع.

      عقد الشّيخ أبو إسحاق رحلة إلى زنجبار سنة 1947م واعظا مرشدا، دامت نحو أربعين يوما، ورحلة ثانية إليها في السّتينات، وأخرى إلى نفوسة، وأخرى إلى القدس في رجب 1350هـ/1931م حيث انعقد هناك المؤتمر الإسلامي، ممثلا لإباضية المشرق. رافق الشّيخ حمير بن سليمان أمير الجبل الأخضر بدولة إمامة عمان، في زيارته إلى مزاب عام 1964م.

تزوّج ثانية سبعية بنت قاسم الشماخي، فأنجبت له جميع أبنائه الخمسة وأختا لهم، وتزوّج ثالثة سعاد الزنجبارية ولم تنجب له.

توفّي يوم 20 شعبان 1385هـ/26 ديسمبر 1965م، ودفن بمقبرة آل الشماخي بالقبة في القاهرة. أقيم في مسجد بني يزقن يوم 28 جانفي 1966 حفل تأبين للمرحوم، حضره من القرى السبع جميع الهيئات الدّينية وجمع من الأدباء.

-------------

 [9]-الشيخ إبراهيم اطفيش في جهاده الإسلامي، 22-23.

[10]-الشيخ إبراهيم اطفيش في جهاده الإسلامي ، 31.

[11]-عبد الله بن حميد السالمي: ولد بمدينة الرستاق العمانية عام 1286هـ/1869م وبها حفظ القرآن الكريم ومبادئ العلوم الإسلامية. ثمّ انتقل إلى بلدة المضيـبي ثمّ استقرّ ببلدة القابل، وتفرّغ للتّدريس والتأليف والفتوى. اتّسمت حركيته بالانضباط في الحل والترحال، مع سعة الأفق، والرغبة في المقارنة بين أقوال الإباضية وأقوال غيرهم، ومتانة العلاقة بينه وبين إباضية المغرب، بمراسلاته المستمرة مع امحمد طفيش قطب الأئمة خاصة. إنّ مثل هذا النشاط العلمي مألوف بالنسبة إلى رجل ضرير، إلّا أن، غير المألوف يتمثل في الحركية العلمية التي انتهت بإحياء الإمامة في عمان على يد الإمام سالم ابن راشد.

وقد تخرّج على يديه عدد كبير من التلاميذ، نذكر منهم الإمام محمّد بن عبد الله الخليلي والإمام سالم بن راشد. كما ترك ثمانية وعشرين مؤلفا، نذكر منها:

قصيدة أنوار العقول، في الأصول.

شرحها: مشارق أنوار العقول.

اللّمعة المرضية من أشعة الإباضية.

تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان، في التاريخ.

العقد الثمين، في الفتاوي.

جوهر النظام في علمي الأديان والأحكام.

تلقين الصبيان ما يلزم الإنسان، في التوحيد والفقه.

غاية المراد في نظم الاعتقاد.

كشف الحقيقة، في الرد على قادح في المذهب الإباضي.

بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود.

مدراج الكمال في نظم مختصر الخصال، في التوحيد والفقه.

شرح طلعة الشمس على الألفية، في أصول الفقه.

الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة.

حاشية على مسند الربيع.

الحق الجلي من سيرة شيخنا صالح بن علي الحارثي.

توفي الشيخ عبد الله السالمي ببلدة تنوف بسفح الجبل الأخضر عام 1331هـ/1914م.

[12]-سالم بن يعقوب: ولد بربة في مطلع القرن العشرين. بقي أمِّيًا إلى التاسعة عشرة من عمره، واستطاع أن يتدارك أمره بسرعة، وأقبل يتلهف على دروس شيخه عمر ابن مزروق، من كبار المصلحين بجربة آنذاك، المتوفّى عام 1381هـ/1961م.

ثّم رحل إلى تونس فعاش في مدرسة الإباضية هناك بالهنتاتي، وحرص على دروس شيخه محمد بن صالح الثميني المشرف على البعثات الإباضية الجزائرية بتونس، وبقي بها خمس سنوات من 1346هـ/1927م إلى 1351هـ/1933م. ثّم انتقل إلى مصر حيث بقي كذلك خمس السنوات التالية، وعاش هناك في مدرسة الإباضية بطولون، وأخذ عن شيخه أبي إسحاق طفيش، وعكف على مكتبة الإباضية، فنسخ من مخطوطاتها، كما نسخ عدّة نصوص من دار الكتب.

ثّم استقرّ في جربة مدرسا وواعظا إلى أن توفي في جانفي 1991م.

 

الشّيخ أبو اليقظان إبراهيم بن عيسى حمدي

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ أبو اليقظان إبراهيم بن عيسى حمدي

ولد بالقرارة ليلة الإثنين 29 صفر 1306هـ/ 5 نوفمبر 1888م. فقد أباه في رجب 1307هـ. زوال تعليمه الابتدائي بالقرارة عن الحاج عمر بن يحي، واستظهر القرآن أمام الشّيخ الحاج

إبراهيم بن كاسي إمام المسجد عام 1323هـ/1905، وانتقل إلى بني يزقن عام 1325هـ/1907م، ليتعلّم عن القطب.

        سافر إلى تونس على رأس بعثة علمية من التلاميذ الصغار سنة 1913، فلم تطل إقامتهم فيها، إذ لم تساعدهم الظروف بعد نشوب الحرب العالمية، فعاد ببعثته إلى القرارة، وفتح بها دارا للتعليم، استمرّت سنتين ثمّ تخلّى عنها، فأعاد الكرّة إلى تونس عام 1916، على رأس بعثة علمية أخرى من أغلب مدن مزاب. فاستمرّ يرئس البعثات المتواردة عليه، ويشارك الطلبة الكبار في تنمية معارفه من مختلف المعاهد، حيث أخذ العلم عن الشّيخ عبد العزيز جعيط والشيخ الطاهر بن عاشور في جامع الزيتونة، وعن غيرهما في المدرسة الخلدونية.

      وفي تونس أعدّ عدّته للدخول في الصحافة. أوّل مقالاته الصحفية كانت في جريدة الفاروق، لصاحبها عمر بن قدور الأغواطي، عام 1913- 1914.

        في سنة 1920، كان عضوا بارزا في الحزب الحرّ الدستوري التونسي، وتربطه بزعيمه عبد العزيز الثعالبي صداقة شخصية.

        وفي سنة 1925، ترك البعثات العلمية تحت رئاسة الشيخ قاسم بن الحاج عيسى ابن الشيخ، وعاد إلى الجزائر ليتفرّغ للصحافة.

        أمّا أوّل الجرائد التي أصدرها فهي (وادي ميزاب) في أوّل أكتوبر 1926م، كانت تصدر في الجزائر وتطبع في تونس، ويبعث بها إلى الجزائر داخل جرائد النهضة والزهرة التونسيتين ثمّ أنشأ المطبعة العربية بالجزائر العاصمة في فيفري سنة 1931م، فكانت جرائده تطبع فيها. أصدر في مدّة اثني عشر عاما ثمان جرائد وطنية، صادرها الاستعمار واحدة تلو الأخرى، وهي على التّرتيب الزمني: وادي ميزاب، المغرب، النور، البستان، الأمة، الفرقان.

      انخرط في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منذ تأسيسها سنة 1931،وفي دورتها الثانية عام 1934، انتخب عضوا في مجلس الإدارة، وعيّن نائبا لأمين المال. بقي في هذا المنصب إلى أن انسحب من الجمعية في نوفمبر 1939، نتيجة لأحداث الحرب العالمية وتطوراتها، والمراقبة المشدّدة عليه من طرف الإدارة الاستعمارية، وتدهور حالة ابن باديس الصحية، وسجن الكثير من العلماء، ونفي البعض الآخر، ووضع زعماء آخرين تحت الإقامة الجبرية.

      كان أحد أساطين النهضة الجزائرية، وكان السند القوي للشيخ بيوض.

        انخرط في حلقة العزّابة بالقرارة عام 1936.

        لقد كان الشيخ يمتاز بورع صادق، وعفاف مخلص، لا يكف عن التضرع لله تعالى والابتهال إليه آناء الليل وأطراف النهار، ذا شخصية قوية في الحق، صلبة في المبدأ.

        أصيب بمرض الشلل في جنبه الأيسر في أفريل 1957م/ رمضان 1376هـ، فألزمه الفراش إلى أن توفي بالقرارة يوم 30 مارس 1973 /25 صفر 1393هـ.

ترك ما يقرب من ستين مؤلّفا، منها:

-ديوانه في الشعر، طبع الجزء الأوّل منه في المطبعة العربية بالجزائر عام 1931، والثاني عام 1989 بالجزائر كذلك.

-سليمان الباروني باشا في أطوار حياته، جزءان طبعا في المطبعة العربية بالجزائر عام 1956.

-سلم الاستقامة، في سبعة أجزاء، طبعت في المطبعة العربية بالجزائر عام 1385هـ.

-فتح نوافد القرآن، طبع في بيروت عام 1973.

-سبيل المؤمن البصير إلى الله، طبع في لبنان عام 1389م.

-إرشاد الحائرين، طبع بتونس عام 1923.

-حكمة التشريع الإسلامي، طبع في عمان عام 1991.

-اللغة العربية غريبة في دارها، طبع في الجزائر عام 1993 (ط2).

-الثقة بالنفس، طبع في عمان عام 1993.

-من دسائس المبشرين، طبع في عمان عام 1993 .

-وباء الفجور، طبع بالجزائر عام 1993.

-تاريخ صحف أبي اليقظان.

-حياة أبي اليقظان.

-نشأتي.

-ملحق سير الشماخي من القرن العاشر الهجري إلى القرن الرابع عشر (ثلاث حلقات).

-أفذاذ علماء الإباضية في وادي ميزاب في العهد الأخير.

-ترجمة الإمام عبد الله بن إباض المري التميمي.

-ترجمة الإمام أبي عمار عبد الكافي.

-ترجمة الإمام أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني.

-ترجمة الإمام أبي عبد الله محمّد بن بكر النفوسي.

-ترجمة الإمام أبي إسحاق إبراهيم طفيش.

-الشيخ الثميني كما أعرفه.

-باباعمي الحاج أحمد كما أعرفه.

-الإباضية في شمال إفريقيا، في حلقتين.

-تفسير الجزء الثلاثين من القرآن.

-رسالة الإسلام ونظام المساجد في وادي ميزاب.

-رسالة الإسلام ونظام العشيرة في وادي ميزاب.

-رسالة أضواء على بعض أمثال القرآن.

-عناصر الفتح من سورة الفتح.

-صبر يوسف يتجلّى في محنه.

-أطوار التكوين والفناء في القرآن.

-تحفة أبي اليقظان للصبيان.

-خطبة العيدين.

-مأساة فلسطين.

-رحلتي للحج إلى بيت الله .

-أهدافي العليا بالعمل في هذه الحياة.

-الإنسانية المؤمنة بين حزب الله وحزب الشيطان.

-أشعة النور من سورة النور في الحجاب والسفور.

-نماذج إمارات الدفاع.

-رسالة تاريخ ميزاب وعوائد أهله.

-تاريخ الصحافة العربية في الجزائر.

-الجزائريين عهدين: الاستغلال والاستقلال.

-دفع شبه الباطل عن الإباضية الوهبية المحقة.

-عنوان الحضارة في تاريخ القرارة.

-طور جديد في الجزائر ووادي ميزاب.

-نظام إمسطوردان في غرداية.

-مشاهد الزيارة في القرارة.

-رسالة العزابة.

-بينات واضحة عن الإباضية ووادي ميزاب.

-هل للإباضية وجود في سوف في الزمن القديم؟

-خلاصة التاريخ الإسلامي للجزائر.

-فذات النساء الإباضيات في وادي ميزاب في العهد الأخير.

-اقتحام الصعاب في نشوء صحف الجزائر ووادي ميزاب.

الشيخ أبو زكرياء

الشيخ أبو زكرياء يحي بن صالح المعروف بعمِّي يحي

من أعلام العهد الثالث

ولد ببني يزقن عام 1126هـ/1714م. تتلمذ على الشيخ أبي يعقوب يوسف بن محمّد المصعبي في جربة مدّة اثني عشر عاما، والملاحظ أنّ كلاًّ من الشيخ وتلميذه من بني وِيرُّو. ثمّ سافر إلى مصر فلازم دروس المدرسة الإباضية فيها وجامع الأزهر. وكان صديقا ورفيقا للشيخ عمرو بن رمضان التلاتي[1].

وعند رجوعه إلى مزاب حوالي سنة 1157هـ، تصدّى للتّدريس في المسجد، خلفا للشيخ الحاج أحمد نجار، في عهد كانت الجهالة عامّة، وتخرّج على يده الكثيرون، منهم الشيخ ضياء الدين الثميني والشيخ الحاج يوسف بن حمو والشيخ الحاج إبراهيم بن بيحمان والشيخ حمو أو الحاج اليسجني وابن الشيخ موسى بن يحي.

لم يتول المشيخة الرسمية في بني يزقن ولا رئاسة المجلس الأعلى لوادي مزاب. يعتبر بحقّ مؤسّس النهضة العلمية في الوادي. توفي في رجب عام 1202هـ/1787. بمسقط رأسه.

 


[1]_عمرو بن رمضان التلاتي: ولد بجربة في حومة تلات. سافر إلى مصر واستقر في القاهرة يدرس في المدرسة الإباضية بطولون كما كان يلقي دروسا تطوعية بالأزهر. له عديد من الحواشي والمختصرات كما له ديوان شعر في شتى أغراض الشعر أهمها شرحه لنونية أبي نصر فتح بن نوح سماه الآلي الميمونة على المنظومة النونية، وشرح رائية أبي ناصر، سمّاه (الأزهار الرياضية على المنظومة الرائية) ويذكر أنه شرح أصول تبغورين حوى الإيضاح والتبيين. كما شرح كتاب الديانات وسماه: الـلآئي المنظومات في عقود الديانات. وشرح شرْح الشماخي لعقيدة التوحيد شرحا لغويا وسماه نظم التحقيق في عقود التعليق. توفي سنة 1187هـ/1773م

الشيخ أبو يعقوب يوسف بن حمو بن عدون

من أعلام العهد الثالث

ولد ببني يزقن عام 1158هـ/1745م.أخذ العلم عن الشيخ أبي زكريا يحي بن صالح . سافر إلى الحج عام1205هـ/1791م. وعند رجوعه، أقام بمصر أربع سنين، يحضر دروس كبار العلماء بالأزهر، وينسخ الكتب النفيسة من بينها (نزهة الأديب وريحانه اللبيب) لعمرو بن رمضان التلاتي.

وقد عاد إلى مسقط رأسه، مارًّا بالجزائر العاصمة، حيث عمل بها جزارا، وقدّم خدمات علمية لأمين المزابين هناك، وللحكومة التركية كذلك. كان رئيسا لمجلس عزابة بني يزقن وقاضيها. استخلفه الشيخ عبد العزيز لمّا أسَنَّ وعجز. وكان يشتغل بتدريس كتاب النيل في المسجد. رتّب لقط أبي عزيز وقيل لقط أبي عبد الله محمّد الباروني بطلب من شيخه أبي زكرياء يحي بن صالح.

من مؤلفاته:

-       شرح على الدعائم إلى الرضاع.

-       مختصر كتاب الطهارات.

-       شرح البائية في الحكم و المواعظ لأبي نصر فتح بن نوح.

-       معجزات الرسول.

-       قصيدة في الفقه ذات ثمانية وأربعين ألف بيت.

-       القصيدة الحجازية(345بيتا).

-       حاشية للبيضاوي في التفسير.

-       تقييدات لأحداث وقعت بين 1109هـ/1698مو1252هـ/1836م[1].

من أعماله كذلك تنظيم أوقاف مسجد بني يزقن، وذهابه إلى بريان مع الشيخ عيسى بن كاسي للإصلاح بين أهله.

أشهر تلاميذه الشيخ بالحاج بن كاسي القراري والشيخ الحاج سليمان بن يحي والشيخ سعيد بن يوسف وينتن.

توفي رحمه الله عام 1252هـ/1836م.

 


[1]_ترجمها إلى الفرنسيةGOUVINOضمن كتابه:Le Kharidjime – Monographie du M’Zab.

الشيخ أبو يعقوب يوسف بن محمّد

من أعلام العهد الثالث

ولد عام1079هـ/1669م في مليكة. دخل جربة مع والده الشيخ محمّد المصعبي سنة1103هـ/ 1692م واستقر بها، وأخذ العلم عن الشيخ سعيد يحي الجادوي[1] وعن الشيخ سليمان بن محمّد الباروني و عن الشيخ عمر بن علي السدويكشي[2]. سافر من جربة إلى مدينة تونس عام1112هـ/1701م ورحل إلى مصر عام 1130هـ/1718م وحضر دروسا بالأزهر. بعد رجوعه من مصر فرّ مع شيخه سعيد بن يحي إلى جادو ومكثا في جبل نفوسة من1140هـ/1147م، ثمّ سافر ثانية إلى تونس عام 1153هـ/1740م.

كان مفتي جربة ورئيس مجلس الحكم فيها. وله مجالس للتدريس في كثير من المساجد غير الجامع الكبير الذي هو محط رحله حيث كان كبير المدرسين به.

وكان ذا هيبة وشجاعة وذكاء، يعظ الأمراء والحكام وينهاهم. وكان حكام جربة يعظمونه و يخشون بأسه. اشتكى عام1120هـ/1708م، باسم عزابة جربة، ممّن قدح في شهادة الإباضية لدى الباي حسين، الذي حكم على القادح في شهادتهم بالكفر. وكتب الشيخ يوسف بن محمّد إلى علي باشا بن محمّد باي تونس رسالة لمّا سمع أنّ أحد التونسيين يشتم الإباضية، فبيّن له عقيدتهم. كما توجد رسالة أخرى في نفس الموضوع موجهة إلى أحمد باشا والي طرابلس سنة1169هـ/1756م.

وقد كان في نظر الدولة التركية يمثّل العالم والزعيم الإباضي في المغرب الإسلامي. ولذلك فقد كان طيلة عمره ممثّلا لرأي الإباضية في جميع المشاكل التي أثيرت في الجزائر وتونس وليبيا.

توفي عام 1187هـ/1773م، وترك تآليف عديدة نذكر منها:

مؤلفاته:

-       حاشية على كتاب أصول الدين لتبغورين بن عيسى الملشوطي[3].

-       تحفة الأحباب في عذر أولي الألباب.

-       حاشية على شرح الجهالات لأبي عبد الكافي.

-       حاشية على كتاب الفرائض لإسماعيل الجيطالي[4].

-       حاشية على كتاب الديانات لعامر الشماخي في التوحيد.

-       شرح منظومة الذرائع.

-       حاشية على تفسير الجلالين.

-       حاشية على شرح النونية لقاسم بن يحي الجربي.

-       حاشية على كتاب الأحكام لأبيزكرياء يحي الجناوني[5].

-       حاشية على مختصر كتاب العدل وشرحه لأحمد الشماخي[6].

-       حاشية على ديباجة شرح العقيدة لأحمد الشماخي.

-       رسالة إلى الشيخ شعبان القنوشي في الوصايا والحقوق.

-       رسالة في تنجيس أبوال الحيوانات المأكولة.

 


[1]_سعيد بن يحي الجادوي أخذ العلم عن أبي الربيع سليمان بن أبي ستة وتتلمذ عليه يوسف المصعبي وسعيد بن عيسى الباروني صاحب رسالة في علماء جربة. شارك مع الوفد الجربي في الاجتماع العلمي الذي انعقد في لالوت سنة 1103هـ/ 1692مِ للتثبّت في موضوع شهادة الشهود.له مجموعة فتاوي، وله رسالة إلى سلطان مراكش إسماعيل بن شريف، ثاني سلاطين العلويين بالمغرب، بيّن فيها موقف الإباضية من أبي بكر وعمر. توفي بجربة.

[2]_عمربن علي السدويكشي: أخذ العلم عن محمد بن زكرياء الباروني. من مؤلفته كتاب مناسك الحج وحاشية على كتاب البيوع من كتاب الإيضاح وحاشية على كتاب النكاح للجناوني. من علماء القرن الحادي عشر الهجري السابع العشر الميلادي.

[3]_تبغورين بن عيسى الملشوطي :أخذ العلم عن أبي الربيع سليمان بن يخلف المزاتي المتوفى عام 471هـ/1078مِ.وعن الشيخ عبد الله اللنثي.من تأليف كتاب أصول الدين وينسب إليه كتاب الجهالات.

[4]_إسماعيل الجيطالي: نشأ في مدينة جيطال بجبل نفوسة. أخذ عن أبي موسى عيسى الطرمسي المتوفى سنة 722هـ/1322م.اشتهر بقوَة الحافظة. جمع بين العلم والجرأة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. سجن بطرابلس فسعى آل جربة إلى فك سراحه ، واستقر في جزيرة جربة بالجامع الكبير إلى أن توفي،عنده عدة مؤلفات، منها:كتاب قناطر الخيرات، وكتاب قواعد الإسلام،وعقيدةالتوحيد،وكتابالفرائض،ومقاييس الجروح، ومختصر مناسك الحج، وقصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم والنصائح والمواعظ. توفي سنة 750هـ/1349م.

[5]_أبو زكرياءيحيالجناوني: أخذ عن أبي الربيع سليمان بن أبي هارون. من مؤلفاته: كتاب الوضع، وعقيدة نفوسة، وكتاب الصوم، وكتاب النكاح، وكتاب الأحكام. من علماء القرن الخامس عشر الهجري الحادي عشر الميلادي.  

[6]_أبو العباس أحمد الشماخي:سكن يفرن وأخد عن أبي عفيف صالح بن نوح .تحول بعد وفاة شيخه إلى تطاوين وتلالت بجبل دمر طلبا للعلم ثم واصل طريقه إلى تونس. مؤلفاته:شرح عقيدة التوحيد لأبي حفص عمرو بن جميع، سير المشايخ مختصر كتاب العدل والإنصاف وشرح المختصر، شرح كتاب مرج البحرين، رسالة في الاسم والمسمى، إعراب مشاكل الدعائم، رسالة في صفات الله ،رسالة في الرد على صونةالغدامسي، توفي بجربة سنة 928هـ/1522م

الشيخ أمي سعيد بن علي الجربي الخيري

c 7

سعيد بن علي بن يحيى بن يدَّر بن سليمان بن عثمان الجربي الخيري أبو صالح

الشهير بـ أمِّي سعيد 

ت: محرَّم 898هـ / جانفي 1492م

علَم أطبقت شهرته الآفاق، وقد اشتهر باسم عمِّي سعيد.

ولد في قرية أجيم، بجزيرة جربة بتونس، وبها نشأ وأخذ العلم عن أبي النجاة يونس بن سعيد بن يحيى ابن تعاريت الصدغياني الجربي، وأبي بكر بن عيسى الباروني.

لما تفشَّى الجهل بوادي ميزاب، بعث أهله إلى مقدَّم جماعة الشيخ علي بن حميدة وفداً يطلبون منه إرسال أحد تلامذته ليُحيي العلم والدين بالوادي، فأجابهم إلى ذلك، واختبر أبناءه الثمانية وتلامذته، فنجح ابنه سعيد في الاختبار بجدارة، وكان عمره آنذاك ثمانية عشر سنة، فقدم إلى ميزاب سنة 854هـ / 1450م، مع عالمين آخرين هما: الشيخ بلحاج محمد ابن سعيد الذي كان من نصيب بني يسجن، والشيخ دحمان الذي كان من نصيب بنورة، وأما هو فكان من حظِّ غرداية.

فبادر من أوَّل يوم إلى الإصلاح الاجتماعي والعلمي والديني، فأحيى وادي ميزاب وكوَّن نهضة علمية، دينية.

من منجزاته ما يلي:

-تأسيس مجلس للفتوى سنة 855هـ / 1450م، يجمع مشايخ وعلماء كلِّ قصور وادي ميزاب، وقد سمِّي باسمه فيما بعد، ولا يزال المجلس قائماً بدوره إلى اليوم. وقد أضيف إليه مشايخ وارجلان في أوائل القرن 14هـ/20م.

-إصلاح ذات البين، سواء بين عشائر البلدة الواحدة، أو بين قرى وادي ميزاب، وقام بدور القاضي العام.

-إنشاء دار التلاميذ في غرداية، درَّس فيها مختلف الفنون الشرعية واللغوية، وتخرَّج على يديه نخبة من العلماء الكبار أمثال أبنائه ومنهم أصغرهم صالح بن سعيد الذي عيَّنه خليفة له في المشيخة، بطلب من أهالي غرداية. وأمثال الشيخ أبي مهدي عيسى بن إسماعيل المليكي الذي كان رديفه في سلسلة نسب الدين: عن الشيخ عمِّي سعيد عن أبي النجاة يونس بن سعيد.

-جمع واستنساخ كثير من الكتب النفيسة وحبسها لدار التلاميذ بغرداية، وقد اكتشف ما تبقَّى منها منذ بضعة شهور، وفي إطار إعداد جمعية التراث لدليل مخطوطات وادي ميزاب، أنجز فهرسٌ شاملٌ لمخطوطات مكتبة الشيخ عمِّي سعيد الموجودة الآن بحوزة أحد حفدته، وبها كثير من منسوخاته مؤرَّخة ب 884هـ/1479م بإِجَرْجَن من جبل نفوسة، مثل التحف المخزونة لسليمان بن يخلف المزاتي، ومغني اللبيب لابن هشام... ومخطوطات نفيسة أخرى ينيف عددها على المائة عنوان.

-تأليف عدَّة رسائل وقصائد، وفتاوى، نذكر منها على سبيل التمثيل:

1. «منظومة في الفقه»، (مخ)، سؤال على شكل قصيدة لبعض فقهاء غير الإباضية، وصلنا منها 34 بيتاً.

2. «خطبتا العيدين»، (مط).

3.الدعاء الذي يتلى جماعة بعد صلاة الصبح والمسمَّى ب «السلام»، (مط).

4.بالإضافة إلى الكثير من «الفتاوي الفقهية»، (مخ).

ونشير إلى أنه أوَّل من لبس الرداء الرسميَّ للعزَّابة، فكان عادة متبعة من بعده إلى اليوم في أغلب قصور وادي ميزاب

وهو الذي زاد توسيع مسجد غرداية العتيق من الجهة القبلية.

توفي بغرداية ودفن في المقبرة المعروفة باسمه؛ وفي روضتها يجتمع عزَّابة القصور السبعة ووارجلان لمناقشة واتخاذ القرارات فيما يجدُّ للناس من أمور دينية واجتماعية وثقافية، واقتصادية، وسياسية.

وفي سنة 1393هـ / 1973م أنشئ بغرداية معهد للعلوم الشرعية باسمه وهو معهد عمِّي سعيد، لإعداد الكفاءات العلمية في علوم الشريعة الإسلامية.

---------------------------------------------------------

تحميل كتاب الشيخ عمّي سعيد بن علي الجربي، حياته ودوره في نهضة وادي مزاب

Icon 07

المصادر:

*سليمان بن يخلف: التحف المخزونة (مخ) نسخ أمي سعيد بتاريخ 884ه، ق128 *ابن هشام: مغني اللبيب (مخ) نسخ أمي سعيد بجبل نفوسة بليبيا في بلد إجريجن، بتاريخ 884ه، ق73 *القطب اطفيَّش: الرسالة الشافية، 39، 45، 122 *أبو اليقظان: ملحق السير (مخ) 1/5-7، 13 *متياز: تاريخ مزاب (مخ) 92، 110 *علي معمَّر: الإباضية في موكب التاريخ، 3/423؛ 4/234-236 *دبوز: نهضة الجزائر، 1/251 *النوري: نبذة، 1/67 *محفوظ محمَّد: تراجم المؤلِّفين التونسيين *الجعبيري: نظام العزَّابة، 215، 219، 269، 271، 290-291 *الجعبيري: البعد الحضاري 1/165 *الجعبيري: دور المدرسة الإباضية، 48 *الجعبيري: ملامح عن الحركة العلمية، 11 *الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب، 78 *جمعية التراث: دليل المخطوطات، فهرس مكتبة الشيخ عمّي سعيد، كلّها -وفهرس آل يدَّر، ص152وغيرها؛ فهرس مكتبة متياز مج36 *قشار بلحاج: عوائد ميزاب، 13-27. *مجهول: تقييد ما وقعت من فتنة (مخ) 84-85 *مجهول: رسالة حول زيارة مشاهد ميزاب (مخ) 1، 6، 23 *بوراس يحي: م.ن.ت.م (مخ).

*Louis: Les mechaikhs, 28, 31 *Cuperly: Interview du Cheikh Bayyud, 44.

ملاحظات:

*ورد بنسب مغاير: سعيد بن علي ابن حميدة بن عبد الرزاق بن سعيد الخيري الجربي، الشهير بعمِّي سعيد (أبو عثمان) **ورد بالبربرية: أمي سعيد.

وقد أثبتنا النسب الذي وجدناه على جلد غزال، يحمل قائمة ممتلكات الشيخ من الكتب.

 المصدر : tourath

الشيخ أيوب بن قاسم

الشيخ أيوب بن قاسم تجنينت

c 22

حي10هـ /16م

من معاصري الشيخ عمي سعيد بن علي الجربي. ت 1521هـ / 927 م  عالم وفقيه، عين شيخا رسميا على العطف، عرف بتنقلاته الكثيرة بين منازل المسلمين يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويصلح ذات البين ويؤاخي بين الناس، وكان يستدعى في كل مرة لفض خلاف أو صراع أيا كان وأينما كان، ولا يتوانى عن ذلك أو تأخذه الرهبة من أحد فهو مع الحق وفي صف الحق دائما، أكتسب بذلك سمعة طيبة عند الجميع فاقت حتى حدود العطف، فهو إلى جانب ورعه وتقواه يمتاز بالحكمة والحنكة الأمر الذي مكنه من فض عدة نزاعات شائكة.

استشهد رحمة الله عليه في وارجلان، وقيل في أريغ، وذلك لوقوع فتنة بين أهاليها، فتنقل للمكان ليصلح بين المتخاصمين ويحكم بينهم بالدين والعقل، فرفضوه وقتلوه، وخرج أهل ميزاب لدفنه من كل بلد، وحملوه على ناقته التي بركت في الموضع الذي يوجد فيه قبره اليوم بالعطف فاتفقوا على دفنه هناك أسفل الجبل الغربي.

وبجانب قبره مصلى غاية في الجمال مازال محافظا لغاية الآن على هندسته المتميزة، وشكله المعماري الأصيل لتلاوة القرآن والدعاء الصالح في مختلف المناسبات العامة

الشّيخ إبراهيم بن بانوح مَطْيَازْ

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ إبراهيم بن بانوح مَطْيَازْ

      ولد ببني يزقن حوالي 1885م. تلقى العلم أوّلا عن الحاج يوسف مِوْرِيغْ أحد أعضاء الحلقة في محضرة المسجد، ثم على ابن عمّه عيسى بن بكير، وختم القرآن عند الحاج داود بزملال وعمره ستة عشر عاما تقريبا، ثمّ درس عن الشيخ الحاج إسماعيل زرقون كل الفنون المتداولة، من عقيدة وفقه ولغة عربية، مدّة مايقرب من سبعة عشر عاما، كما كان يحضر دروس العامة للقطب في المسجد بعد صلاة الفجر، ويستفتيه في معهده كلّما أشكل عليه أمر. كان مهتما بالتّاريخ يقيّد الاحداث والوقائع.

      تولّى التدريس في بونورة عام 1924م، ثمّ انتقل إلى الجزائر العاصمة، وأنشأ فيها مدرسة عصرية قام بإدارتها والتربية والتعليم فيها.

      كان من أعضاد أبي اليقظان في جهاده الصحفي، وعضوا عاملا في جمعية العلماء منذ تأسيسها، ومن أنصار نادي الترقي. ترأس ببني يزقن جمعية التوفيق التي حصلت على رخصتها يوم 25 جانفي 1947.

      ترك مخطوطات، منها:

-مثال في الخير يحتذى، وهو قصيدة في المدح.

-تاريخ رجال الإباضية في الأيام الماضية.

-مخطوطان في تاريخ وادي مزاب.

-نظام حلقة العزابة.

-نظام العشائر في وادي مزاب.

      توفي يوم الجمعة 9 جانفي 1981 ببني يزقن.

الشّيخ إبراهيم بن بكير حفّار

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ إبراهيم بن بكير حفّار

        ولد بالقرارة عام 1308هـ/1890م. أدخله أبوه في معهد الشّيخ الحاج عمر بن يحي سنة 1314هـ، فحفظ القرآن واستظهره في سنة 1324هـ/1905م، ثمّ أرسله شيخه عام 1325هـ/1907م إلى القطب.

مكث في معهده خمس سنين، وتزوّج في بني يزقن.

وكان إبراهيم قد فقد إحدى عينيه في الطّفولة، فأجهد الأخرى في التّحصيل، فتضرّرت، فسافر إلى تونس سنة 1330هـ/1912م لمداواتها، ولكّنه فقدها، فصار كفيفا. لم يمنعه ذلك من ملازمة حلق أكابر علماء الزّيتونة، فازداد علما واسعا، فرجع في سنة 1334هـ/1915م إلى القرارة، حيث أنشأ معهده لتحفيظ القرآن وتلقين المبادئ في العربية.

وهو الذي تولّى إدارة المدرسة القرآنية التي أنشئت في غرداية عام 1920م، ثمّ عصف بها الاستعمار عام 1922م، فرجع إلى القرارة، ثمّ استقدمه السيّد بوكامل عبد الله إلى بني يزقن، فواصل التّعليم فيها. وأثناء الحرب العالمية الثّانية نشأ خلاف بينهما، فاستغني عن الشّيخ حفار، وفتح له الشّيخ الحاج محمّد بابانو دارا للعلم. كان ذلك عام 1361هـ/1941م.

درّس في هذه الدّار التي صارت فيما بعد المعهد الجابري، إلى أن توفّي ببني يزقن، يوم 17 ذي القعدة 1373هـ/18 جويلية 1954م، وقد تخرّج عنه طلبة كثيرون.

كانت للشيخ إبراهيم حفّار في المعهد ثلاث حصص يومية:

-صباحا من التاسعة إلى الحادية عشرة، دروس في الفقه والأصول،

-عشية، دروس في النحو والبلاغة والعروض والمنطق،

-ليلا، دروس في التفسير والحديث، وكانت له حصّة أسبوعية يوم الأربعاء، يتناول فيها الأخلاق والآداب.

من إنتاجه:

-منظومة الصّيام ومنظومة الحيض والنّفاس.

-حاشية على كتاب الفرائض للجيطالي.

-شرح المخمّسة.

-شرح تحريض الطّلبة.

-شرح خلاصة المراقي للشّيخ الحاج صالح لعلي.

-السلاسل الذهبية في الشمائل الطفيشية.

-رسالة مطولة في شروط المفسر.

أمّا زوجه عائشة بنت بالحاج الهزيل فكانت من العالمات الصّالحات، اللّواتي حفظن القرآن العظيم. أخذت نصيبا وافرا من العلوم عن زوجها، ونفعت كثيرا بمعارفها.

الشّيخ إبراهيم بن عمر بَيُّوض

Icon 09الشّيخ إبراهيم بن عمر بَيُّوض

من أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

ولد بالقرارة يوم 12 ذي الحجة 1316هـ/ 22 أفريل 1899م. درس على الشّيخ محمّد بن الحاج يوسف العطفاوي، ثمّ على الشّيخ الحاج إبراهيم بن عيسى الأبريكي ابتداء من عام 1908م. ثمّ بعد وفاته عام 1911م، خلفه الشّيخ عبد الله بن إبراهيم أبو العلا، وانتقل الشّيخ بيوض عام 1913م إلى معهد الشّيخ الحاج عمر بن يحي المليكي. درس عليه نحوا من سنتين، وما لبث أن رشّحه للتّدريس، فعمل معه إلى أنت توفّاه الله عام 1921.

 

بقي الشّيخ بيوض يدرّس في معهد شيخه نحوا من أربع سنين، انتقل بعدها إلى دار وقفها أبوه للتّعليم، كانت نواة لمعهد الحياة الذي تأسّس بافتتاح الدّروس فيها يوم الجمعة 28 شوال 1343هـ/ 21 ماي 1925م.

 

 

 

 

دخل حلقة العزابة سنة 1922م وأظهر قدرة فائقة في الوعظ. بعد انتهائه من تفسير جزء عم، درس صحيح الرّبيع بن حبيب في سنتين أو ثلاث، ثمّ انتقل عام 1931م إلى فتح الباري بشرح صحيح البخاري، وأتمّه بحفل عظيم يوم 22 ربيع الأوّل 1365هـ/ 25 فيفري 1946م بالمسجد.

ومن جهة أخرى، فإنّه افتتح دروس تفسير القرآن في غرّة محرّم 1353هـ/6 أفريل 1935م، واختتمه يوم 25 ربيع الثّاني 1400هـ/12 فيفري 1980م، وأقيم له مهرجان قرآني عظيم للختم يوم 23 ماي 1980م.

بداية من السبت 23 صفر 1381هـ/5 أوت 1961م، بدأ التسجيل الصوتي لدروس تفسير الشيخ، بداية من قول الله تعالى: {ولقد كرّمنا بني آدم} في سورة الإسراء، وبلغ عدد الدروس المسجلة 1127 درسا، ألقيت خلال سبع عشرة سنة.

كان أحد واضعي القانون الأساسي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وشغل وظيفة أمين صندوق مساعد فيها، وذلك في ماي 1931م.

أسّس في القرارة جمعية الحياة عام 1937، وترأس حلقة العزّابة عام 1940م.

إبّان الحرب العالمية الثّانية، حُكم على الشّيخ بيوض بالإقامة الجبرية في القرارة مدّة أربع سنوات 1940- 1944م.

ممّا ورد في كلمة الشّيخ عبد الرّحمن باكلّي، التي ألقيت في مهرجان تأبين الشّيخ بيوض، حول صراعه باسم الأمّة المزابية ضدّ الاستعمار العسكري: «أمّا مظاهر هذا الصّراع، فيمكننا أن نستشفّ بعضها من المواقف الآتية:

أوّلا- موقفه يوم أن قدّم مطالب الأمّة أمام لجنة الإصلاحات الإسلامية في أواخر الحرب العالمية الثّانية.

ثانيا- انتخابه نائبا عن منطقة غرداية في المجلس الجزائري (عام 1948 و1951)، والأدوار التي لعبها على منبره وفي معاركه، للقضاء على شركة استغلال مياه ما تحت أراضي الجنوب الجزائري، وللقضاء على الحكم العسكري، ولربط الصّحراء بشمال الجزائر.

ثالثا- تعينه ببومرداس عضوا في الحكومة الانتقالية، باتّفاق من جبهة التّحرير وفرنسا معا، ومواقفه هناك...

رابعا- الأدوار التي لعبها في إحباط قضيّة فصل الصّحراء عن الجزائر.

خامسا- استقالته من عضوية المجلس الجزائري كغيره من االنوّاب الوطنيين، تأييدا للثّورة التّحريرية.

سادسا- مواقفه إزاء الثّورة التّحريرية التي جمعها في عرض (أعمالي في الثّورة).

سابعا- مواقفه التي لا تكاد تعد، كلّما حاولت إدارة الاستعمار هضم حق من حقوق الشّعب، أو إلغاء مؤسّسة عامّة، أو فرض غرامة، أو إحداث ما يضرّ بكيان الأمّة، لا سيما ما يمسّ بدينها...»[3].

لمّا شكّل مزغنة في القاهرة لجنة تضمّ جميع الشخصيات للدفاع عن الثورة، وجاء الإعلان عنها يوم 11 جانفي 1955، ثمّ توسعت بعد ذلك، ضمّت الشيخ بيوض ممثّلا للاتّحاد الديمقراطي لعباس فرحات[4].

أسندت إليه عام 1956م مهمّة تكوين العمل الثّوري، ليتّصل مع المزابيين في الشّمال، ليدفعوا عجلة الثّورة إلى الأمام. واتّصل بقيادة العقيد الحوّاس قائد الولاية السّادسة في أواخر 1956، وكانت له عدّة مراسلات سرّية بينه وبين جبهة التّحرير الوطني والحكومة المؤقّتة للجمهورية الجزائرية في تونس. وهذه المراسلات كانت تدور على الأوضاع السّياسة السّائدة في السّاحة، لا سيّما قضيّة فصل الصّحراء عن الجزائر، حيث لعب فيها دورا وطنيا خالصا[5].

كان عضوا في اللّجنة الإدارية المؤقّتة لعمالة الواحات دائرة الأغواط عام 1958م، ثمّ مستشارا عاما لمزاب، وأسندت ّإليه مندوبية الشّؤون الثّقافية في الهيئة التّنفيذية المؤقّتة التي ترأسها عبد الرّحمن فارس في الصّخرة السّوداء ببومرداس من مارس إلى سبتمبر 1962م.

في سنة 1963، عمل على بعث مجلس عمّي سعيد، الهيئة العليا لعزّابة مساجد وادي مزاب ووارجلان، وانتخب رئيسا له إلى يوم وفاته.

استمرّ الشّيخ بيوض في الجهاد بعد الاستقلال، بيد أنّ أعداء العلم الصّحيح والحقّ شرعوا يضايقونه في أمواله ودروسه، فأمّمت أملاكه بقرار من عامل عمالة الواحات يوم 30 سبتمبر 1964، واعتقل من 13 أكتوبر 1964 إلى 31 ديسمبر 1964 دون محاكمة، ووضع في الإقامة الجبرية بالقرارة يوم 9 ديسمبر 1966، بقرار من العامل أيضا.

وفي أوت 1967، استدعاه رئيس قسمة الحزب الواحد، وأمره بإيقاف درس الوعظ والإرشاد والتفسير الذي كان يلقيه في المسجد.

ترك أربعة مؤلّفات:

-في رحاب القرآن (تفسير سورة النّور).

-فتاوي الإمام الشّيخ بيوض، في جزأين، رتّبها بكير محمّد الشّيخ بالحاج.

-أعمالي في الثّورة.

-رسالة في تاريخ وادي ميزاب.

توفّي بالقرارة يوم 8 ربع الأوّل 1401هـ/14 جانفي 1981، وشيّع جثمانه في موكب حاشد حضره نخبة من مسؤولي الدّولة، من بينهم خمسة وزراء.

 

سلسلة حلقات تاريخية عن بعض معالم وادي مزاب وأعلامه

موضوع الحلقة: وقفات من حياة الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض - الجزء الأول.

للأستاذ: د. صالح بن عبد الله أبو بكر

الإلقاء باللغة المزابية

 

 

الإلقاء باللغة العربية

 

 

قضية فصل الصحراء عن الشمال الجزائري ودور الشيخ إبراهيم بيوض

منتدى الجابرية السادس عشر في موضوع: سياسة فرنسا في قضية فصل الصحراء عن الشمال الجزائري ودور الشيخ إبراهيم بيوض والعلماء والمشايخ منها

فضيلة الدكتور : محمد الأمين بلغيث أستاذ بقسم التاريخ جامعة الجزائر 

يوم الأحد 16 رجب 1434هـ الموافق لـ 26 مـاي 2013 م

La politique de la France dans le cas de la séparation du nord du Sahara algérien et le rôle des œufs Cheikh Ibrahim, les scientifiques et les chefs religieux, y compris

 

------------------------------------

 [3]-محمّد ناصر: في رحاب القرآن، الإمام الشّيخ بيوض، 113.

[4]-بنيامين سطورا: مصالي الحاج رائد الوطنية الجزائرية، 232.

[5]-بكير عوشت: الإمام إبراهيم بيوض، 82.

الشّيخ الحاج أحمد بن داود معيز

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

1- الشّيخ الحاج أحمد بن داود معيز، من مليكة:

 

هو حفيد الشّيخ باعمور بن الحاج أحمد. كان عالما ومنجما. صنع بيده ساعة زمنية، وكان أستاذ القطب في علم الفلك والتّنجيم، وذلك في نهاية القرن الثّاني عشر الهجري.

تولّى القضاء بمليكة.

نقل بعض اتّفاقات مجلس وادي مزاب عام 1322هـ /1904م.

الشيخ الحاج إبراهيم بن يوسف طْفَيَّشْ

من شخصيات العهد الرّابع

الفترة الأولى من 1853م إلى 1882م

درس أوّلا في مسقط رأسه بني يزقن، ثمّ رحل إلى عمان فشرب من مناهله العربية والشرعية، وبعدها رحل إلى مصر فأقام في جامع الأزهر أربع سنوات. ولمّا اشتدّ عوده رجع إلى مزاب حاملا معه كتبه النفيسة. درَّس ثلاث سنوات بمدينة فاس بالمغرب الأقصى.

توفي سنة 1303هـ/1886م، بعد أن ترك رجال العلم والدين، وعلى رأسهم أخوه القطب. كان من الأعلام الجامعين بين العلم والعمل والورع الصادق والفكر الصحيح الثابت.

------------------------

المصدر : تاريخ بني مْزاب : الأستاذ يوسف بن بكير  الحاج سعيد

الشيخ الحاج إسماعيل بن الحاج إبراهيم زرقون

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

الشيخ الحاج إسماعيل بن الحاج إبراهيم زرقون

  ولد عام 1290هـ/1873م ببني يزقن.

    شرع في التّدريس والوعظ بداره عام 1899م، بعد أن تلقّى العلم عن القطب، وعن الشّيخ الحاج صالح لَعْلِي. من تلاميذ الشّيخ أبو إسحاق طفيش، والشّيخ أبو اليقظان الذي أخذ عنه شرح ابن عقيل والجزء الأوّل من النّيل، والشّيخ إبراهيم مطياز الذي تلقّى عنه مدّة سبعة عشر عاما.

  دخل حلقة العزّابة يوم 3 جمادى الأخير 1335هـ/1917م، وكانت وظيفته فيها غسل الأموات، إلى أن توفّي عام 1922م.

الشّيخ الحاج بابكر بن الحاج مسعود

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

الشّيخ الحاج بابكر بن الحاج مسعود، من غرداية:

حظي بترشيحه شيخا وإماما وقاضيا مدّة أربعين عاما. تخرّج عليه الشّيخ الحاج عمر بن يحي القراري. شغل منصب القضاء بمدينة معسكر لمدّة سنين، وينوبه بها الطّالب إبراهيم المعروف بالقاضي داود، ثّم انتقلا معا إلى غرداية. فلمّا أرادت فرنسا فصل القضاء عن المساجد اعتزل الوظيف.

من أجل مواقفه النّاصعة ودروسه الجريئة في الحقّ كثر حسّاده، وتعرّض للنّفي إلى مدينة بونورة نحو عامين أو ثلاثة، كما تعرّض لمحاولة القتل ثلاث مرّات على الأقل.

توفّي سنة 1907[1].

--------

-------------------------------

[1]-حمّو عيسى النّوري: دور المزابيين، الجزء الأوّل، 70.

الشّيخ الحاج بابكر بن الحاج مسعود غرداية

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

 

حظي بترشيحه شيخا وإماما وقاضيا مدّة أربعين عاما. تخرّج عليه الشّيخ الحاج عمر بن يحي القراري. شغل منصب القضاء بمدينة معسكر لمدّة سنين، وينوبه بها الطّالب إبراهيم المعروف بالقاضي داود، ثّم انتقلا معا إلى غرداية. فلمّا أرادت فرنسا فصل القضاء عن المساجد اعتزل الوظيف.

من أجل مواقفه النّاصعة ودروسه الجريئة في الحقّ كثر حسّاده، وتعرّض للنّفي إلى مدينة بونورة نحو عامين أو ثلاثة، كما تعرّض لمحاولة القتل ثلاث مرّات على الأقل.

توفّي سنة 1907 [1]

------

[1]  حمّو عيسى النّوري: دور المزابيين، الجزء الأوّل، 70.

الشّيخ الحاج بكير بن الحاج إبراهيم العنق

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ الحاج بكير بن الحاج إبراهيم العنق

ولد في القرارة سنة 1285هـ/1868م. أخذ العلم عن الشّيخ الحاج عمر ابن يحي. كانت له تجارة في تبسة. كان العامل الأكبر لتأسيس مشروع الجمعية الصدّيقية التي أنشأت أوّل مدرسة قرآنية عربية عصرية في الجزائر، بمدينة تبسة، والتي كانت نواة للبعثة العلمية المزابية بتونس 1913م/1332هـ.

كان رئيس فرع الجمعية السرّية الثّورية في القرارة الذي أنشأه صالح بن يحي آل الشّيخ عام 1915م.

وقد ترأس وفد أعيان بني مزاب التجّار في عمالتي الجزائر وقسنطينة، للدّفاع لدى الحكومة الفرنسية عن عزّابة القرارة المحكوم عليهم بالسّجن والأشغال الشّاقة شهرين في تَعَضْمِيتْ، فكان يلقّبه شيخه بأسد القرارة.

ساهم في إغلاق دار الخنا بالقرارة وإبعادها خمسة كيلومترات عن البلدة، وشراء الدّار من البلد المحسنين وتركها خرابا.

اكترى دارا فجعلها نادي المصلحين في القرارة عام 1336هـ/1917م، وسمّيت دار الجماعة. بقيت كذلك إلى عام 1956، حيث نقلت الاجتماعات إلى نادي الحياة.

كان على صلة وثيقة بالشّيخ عبد العزيز الثّعالبي في تونس وبالأمير خالد في الجزائر، وكان مشهورا بالدّهاء السّياسي.

التحق بحلقة العزّابة عام 1345هـ/ 1926م، وسافر إلى الحجاز عام 1347هـ/1929م في رفقة من أنصاره، فاجتمع بكثير من زعماء العالم الإسلامي.

أصيب بسقوط جنبه الأيسر، وبقي يعالج نحو عامين، إلى أن توفّي يوم الإثنين 27 رمضان 1353هـ/17 ديسمبر 1934م في مسقط رأسه.

الشيخ الحاج بن يوسف وِينْتَنْ المعروف بالحاج سعيد أَنْ بَافُّو

من شخصيات العهد الرّابع

الفترة الأولى من 1853م إلى 1882م

هو من شيوخ بني يزقن. أخذ العلم عن الشيخ الحاج يوسف بن حمو، ثمّ انتقل إلى تونس، ويعدّ من أوائل من سافر من مزاب إلى تونس للاستزادة من العلم. ولمّا أخذ قسطه من المعرفة في تونس وجربة رجع منها حوالي 1287هـ/1870م، فتولّى التدريس في مزاب وكان ممّن أنعش النهضة الحديثة فيه، ودفعها إلى الأمام. كان حكيم وقته وسياسي زمانه، وكلامه بليغ، وله جرأة وشجاعة نادرتان. ومن أجل ذلك قرّر ذووه وغيرهم نفيه إلى بونورة مدّة سبعة أعوام، مع أبنائه وسائر عائلته.

توفي عام 1296هـ/1879م.

من أشهر تلاميذه ابن أخته الشيخ الحاج صالح لعلي وعبد الله بليدي بوكامل.

-----------------------------

المصدر : تاريخ بني مْزاب : الأستاذ يوسف بن بكير  الحاج سعيد

الشيخ الحاج سليمان بن عيسى

من شخصيات العهد الرّابع

الفترة الأولى من 1853م إلى 1882م

هو أحد شيوخ بني يزقن. فرّ هاربا إلى مليكة لمّا خاطبوه لتقديمه شيخا بمسجد بني يزقن، فلحقوه وأقنعوه، فرجع.

والشيخ بابا أن يونس الغرداوي هو الذي عمّمه شيخا، وذلك بربط العمامة له. أخذ العلم عنه كثيرون، منهم الشيخ عمر بن سليمان نوح والشيخ الحاج محمّد بن عيسى زبار والقطب طفيش. له قصائد في الأدب، من جملتها قصيدة مدح بها الشيخ بابا أن يونس.

كان شجاعا بطلا، وكانت له تمارين عسكرية لشباب زمانه.

لمّا قرّر بعض البدو الهجوم على مزاب وقطع طريق القوافل عنه، اجتمع أهل الوادي وقدّموه عليهم إمام دفاع، فقاد الجيش وأدار المعركة وسقط في الميدان شهداء، وانهزم العدّو وولّى أدباره. وقع ذلك في جمادى الثانية عام 1230هـ/1815م.

---------------------------

المصدرتاريخ بني مْزاب : الأستاذ يوسف بن بكير  الحاج سعيد

الشّيخ الحاج صالح بن عمر لَعْلِي

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ الحاج صالح بن عمر لَعْلِي

      ولد في بني يزقن يوم الأربعاء لعشر بقيت من رمضان 1284هـ/1867موعندما بلغ الخامسة من عمره أصابه مرض الجدري، فأفقده بصره.

أوّل معلمّيه جدّه الثّاني الشّيخ صالح بن إبراهيم. أخذ العم عن خاليه: عمر والحاج سعيد ابني يوسف وِينْتَنْ، ثمّ انتقل إلى معهد الشّيخ امحمّد بن إدريسو الذي كان كفيف البصر مثله. فلمّا توفّي خلفه بمعهده وتولّى التّدريس فيه.

           وقد درس الشّيخ الحاج صالح على القطب كتبا عالية في التّفسير والحديث والفقه وغيرها.

سافر على علّته إلى تونس مرّتين، فاجتمع بعلمائها وحضر دروسهم في الزّيتونة، كما حضر دروس الأزهر في طريقه إلى الحج. وقد حجّ مرّتين: أولاهما حوالي 1893، وثانيتهما عام 1910م، وكان في كلّ مرّة يجتمع بعلماء الحجاز. أقام في الثّانية عام بالحجاز، أمضاه كلّه في القراءة ومجالسة العلماء.

تزوّج الشّيخ الحاج صالح مرّتين، وفي الثّانية اختار امرأة مثقّفة، فكانت هي التي تقرأ له في مكتبته وتكتب له ما يؤلّف.

كان نادرة زمانه في الحفظ وجودة الذّاكرة وتوقدّ القريحة. كان شديد النّكير على المترفين، مولعا بإصلاح ذات البين وجمع الشّمل.

ابتدأ التّدريس في دار بحي بَلْدُوعَاتْ عام 1308هـ، وكانت دروسه بها يومية بين طلوع الشّمس والزّوال. وفي 3 جمادى الأخيرة 1335هـ/1917م، دخل حلقة العزّابة، وشرع في إلقاء دروس الوعظ بالمسجد يوم 27 ربيع الأوّل 1335، بين الظّهر والعصر صيفا، وبعد العشاء والفجر شتاء، ثمّ أسندت إليه المشيخة، خلفا للقطب، في منتصف جمادى الأولى 1336هـ/17 ديسمبر 1917م. عندئذ فتح باب الانخراط في سلك التّلاميذ، فانتهز هذه الفرصة تلاميذ كثيرون. كانت له دروس يومية في دار التّلاميذ ودروس للوعظ في المسجد.

ولمّا زار جربة عام 1338هـ/1919م، استنسخ من خزائنها مدونة أبي غانم في الفقه الإباضي، وكان يبعث إلى عمان فينسخون له الكتب النّفسية.

ولمّا فرضت فرنسا التّجنيد الإجباري، وجنّدت جماعة من شباب وادي مزاب بالقوّة في سنة 1919، ألقى دروسا نارية هاجم فيها الحكومة الفرنسية، وألّف رسالة بيّن فيها حرمة التجنّد في الجيش الفرنسي ومضارّه، فأرسل إليه الحكّام العسكريون يهدّدونه.

في 15 شعبان 1341هـ/1922م، ألقى دروسا في المسجد، شنّع فيه على تعليم الأولاد الصغار في تونس، وعلى البعثات المتواردة عليها، والقائمين بها، خوفا من أن يتأثّروا لا يأمنون فبها من الانحراف وسوء التربية. وهم صغار السن، لم ترسخ فيهم العقائد السليمة وفضائل الأخلاق التي تعصمهم من هذا الانحراف. عندئذ نشبت معركة بين الداعين إلى الدراسة في تونس والمنكرين، ميدانها الصحافة والرسائل والكتب، دامت نحو سنتين.

وفي سنة 1346هـ/1927م، أنشأ أوّل مدرسة نظامية تابعة للمسجد. ومن أعماله كذلك تنظيم مختلف مصالح أوقاف المسجد، وإحداث وظيف جديد فيها، سمّاه الوظيف العام، وتجديد الميضأة، وحفر بئر بجانبها في شعبان 1336هـ/1918م، وبناء حجبة المسجد قبلته عام 1926م.

ألّف عدّة كتب، منها:

-مراقي العوام إلى معرفة مبادئ الإسلام.

-خلاصة المراقي إلى مبادئ طاعة الخلاّق.

-ثلاث قصائد في مدح الرّسول وسيرته.

-كشف القناع عن مسائل وقع فيها النّزاع.

-البراهين القاصفة لتمويهات متّبعي الفلاسفة.

-رسالة الوصايا الثمان.

-رسالة كشف اللّثام.

-رسالة الانتقادات الثلاثة والعشرين.

-رسالة إلى العمانيين.

-رسالة العطفاء في سير الطّلبة والعزّابة.

-رسالة الصّوم والإفطار.

-مجموع فتاوي.

-حشى بعض أجزاء النّيل. وله حواشي على الإيضاح والقواعد والوضع والسّؤالات، وعقيدة العزّابة ومسند الرّبيع وكتاب الصّوم لعمّي يحي.

-له مؤلَّف في التّفسير، سمّاه (القول الوجيز في كلام الله العزيز). وافاه أجله وهو في الجزء الأوّل الذي فسرّ فيه جزءا من سورة البقرة.

توفّي في بني يزقن يوم السّبت لثلاث بقين من ربيع الثّاني عام 1347هـ/ 13 أكتوبر 1928م.

الشّيخ الحاج عبد الرّحمن بن عمر نوح

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

الشّيخ الحاج عبد الرّحمن بن عمر نوح، من بني يزقن

برع في علمي الحساب والميراث. قرأهما على الشّيخ الحاج صالح بن إبراهيم مفنون. قذفت به أمواج الحوادث إلى الحج فزيارة عمان

توفّي في عمان، في شهر ربيع الثاني من سنة 1335هـ.

الشّيخ الحاج عمر بن الحاج مسعود

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ الحاج عمر بن الحاج مسعود

ولد بالقرارة، وأخذ العلم عن الشّيخ عمر بن يحي، ثمّ انتقل إلى بني يزقن ليستكمل معلوماته على الشّيخ الحاج صالح لَعْلِي. ولمّا رجع من المدرسين البارزين في معهد الشيخ الحاج عمر بن يحي، وخلفه فيه بعد وفاته عام 1921.

وفي صيف 1342هـ/1924م، رأى الشيخ الحاج عمر بن الحاج مسعود وبعض إدارة المعهد نقل التعليم إلى داره، وقد اختاره العزابة مديرا لدار التلاميذ، ومدرسا لبعض العلوم الشرعية والعربية فيها، فاستمرّ في جهاده العلمي إلى أن توفاه الله في أوّل رجب 1356هـ/31 أوت 1938، وعمره خمس وأربعون سنة، إثر إسقاط عاصفة ريح عليه شطرا من جدار.

خلفه في إدارة معهده والتدريس فيه تلميذه الشيخ الحاج موسى بن أحمد، إلى وفاته يوم 17 رجب 1369هـ/ماي 1950، وعمره تسع وثلاثون سنة.

الشّيخ الحاج عمر بن حّمو باكلّي

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

الشّيخ الحاج عمر بن حّمو باكلّي

  ولد بالعطف سنة 1253هـ/1837م. تعلّم القرآن في محضرة باسا لم، ودرس مبادئ الفقه والعقيدة على والده بدار إروان، وقد كانت دراسته للعلوم في مدينة بني يزقن. ويبدو أنّه بدأ بالشّيخ الحاج سعيد بن بافو وينتن خرّيج الزيتونة، يصطحبه معه والده. كما درس في حلقة الشّيخ عمر بن سليمان نوح وفي حلقة الشّيخ امحمّد بن سليمان بن ادريسو، وأخيرا التحق بمعهد القطب، ولازمه حتّى تخرّج على يده، فكان من كبار طلبته. وقد تعلّم الفلك والرّمل على أحد العرب، فكان يعلّم هذا الفن لأستاذه الشّيخ القطب، كما كان من أكبر مسانديه ومستشاريه.

  دخل حلقة العزّابة في حياة والده، وبدأ التّدريس في مسجد باسالم، ثمّ خلف أباه بعد وفاته، في المشيخة، عام 1303هـ/1886م. فسّر القرآن كاملا في دروسه العمومية بالمسجد في مدّة خمس وعشرين سنة، كان يعتمد فيها على البيضاوي.

كان رئيسا لمجلس الاستئناف عمّي سعيد بعد الإلحاق. وكان الشّيخ ثائرا على الاستعمار، يمدّ الثوّار عليه في الجنوب بالسّلاح والبارود. كان منزله مأوى للثّائرين في ثورة أولاد سيدي الشّيخ، وقد أبعدته فرنسا إلى سجن تَاعَضْمِيتْ، وحكمت عليه بالسّجن ثلاثة أشهر وبالأشغال الشاقّة، وحلق اللّحية، وذلك عام 1915م. ولكن توسّط قاضي غرداية داود بن الشّيخ بكير، والباشاغا ادهيليس، لدى كولونيل الأغواط، حال دون حلق لحيته، وَوُضِع في فِيلاً بالأغواط تحت الإقامة الجبرية، محترما موفور الكرامة.

     وعند رجوعه استأنف التّدريس في المسجد العتيق. أشهر تلاميذه الحاج مسعود بن إبراهيم قباض، والطّالب بكير بن إبراهيم الحاج إسماعيل، والشّيخ يوسف بن بكير، والحاج مسعود بن محمّد باكلّي، والطّالب إبراهيم بن سليمان خير النّاس، والشّيخ سليمان ابن يوسف، والشّيخ عيسى بن سليمان الباروني، والشّيخ علي يحي معمّر، والشّيخ عبد الرّحمن بن عمر باكلّي.

   توفّي يوم الجمعة آخر ذي الحجّة 1340هـ/ 13 أوت 1922م.

الشّيخ الحاج عمر بن يحي المليكي

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

الشّيخ الحاج عمر بن يحي المليكي، من القرارة

    تلقّى دروسه الأوّلية على يد الشّيخ الحاج محمّد بن الحاج قاسم الشّيخ بالحاج. ثمّ إنّه لمّا تزوّج اضطرّ إلى السّفر إلى مدينة خنشلة للتّجارة، وكان لا يحفل بها، فرجع إلى غرداية ليكمل دراسته في الشّيخ بابكر بن الحاج مسعود.

     وفي سنة 1312هـ/1894م، انتقل إلى معهد قطب الأئمّة، فكتب أعيان القرارة إلى القطب يطلبون منه أن يرسل إليهم الحاج عمر، فرجع إلى القرارة وتصدّى للتّربية والتّعليم، وذلك سنة 1314هـ/1896م.

  من تلاميذه الشّيخ يوسف بن بكير حمّو أُوعلي، والشّيخ أبو اليقظان، والشّيخ بيّوض، والشّيخ عدّون، والشّيخ الحاج محمّد بن حمّو ابن النّاصر، والشّيخ إبراهيم بن بكير حفّار.

    لمّا تولّى جهاده الإصلاحي، بدأ الاستعمار يترصّده، فنصحه زملاؤه بالابتعاد عن القرارة، فسافر إلى الحجاز، فأقام به ثلاث سنوات من 1319هـ/1901م إلى 1322هـ/1904م.

  أوّل بعثة علمية، أرسلها إلى قطب الأئمّة من القرارة، سنة 1325هـ/1907م.

  كان الشّيخ، مع أعماله في المعهد، مدرّسا في المسجد للعامّة، ومدرّسا في دار التّلاميذ. وتولّى ذلك منذ وفاة الشّيخ الحاج إبراهيم الأبريكي عام 1329هـ/1911م. وفي سنة 1335هـ/1916م، كوّن نظام الطّبقات في دار التّلاميذ (إِرْوَانْ).

  بعد وفاة القطب، أرسل بعثة علمية إلى تونس، سنة 1336هـ/1917م.

  دام الشّيخ الحاج عمر يزور وارجلان كلّ عام، يمكث فيها حوالي ثلاثة أشهر، واعظا ومدرّسا، من 1913م إلى 1920م.

  أنشأ ندوة للمطالعة، وكان موعدها ليلة الجمعة من كلّ أسبوع، تعقد لقراءة بعض الكتب والجرائد والمجالات التي تصل إليه.

  ولقد كان رجل سياسة، فضايقه الاستعمار، وسجنه شهرين في تاعضميت، وفرضوا عليه الأشغال الشاقّة، ذلك لأنّه كان أحد رجال الجمعية السرّية بمزاب، من فروع الجامعة الإسلامية بأستنبول، في الحرب العالمية الأولى.

  توفّي في ليلة 27 رمضان 1339هـ/01 جوان 1921م، وعمره ثلاث وستّون سنة، إثر إصابته بمرض التيفوس، الذي اجتاح القرارة، فذهب تضحيّته خلق كثير.

الشّيخ الحاج محمّد بن الحاج قاسم بن الشيخ بالحاج القراري

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

الشّيخ الحاج محمّد بن الحاج قاسم بن الشيخ بالحاج القراري

    ورث من أبيه علمه وصلاحه وشجاعته. أرسله والده إلى معهد القطب. ورجع إلى القرارة في بداية القرن الرّابع عشر الهجري، بعد أن نبغ في علوم الشّريعة والعربية.

    انتشر الإصلاح على يده في القرارة. حارب الزّنى وما يرافقه من خمر وقمار ولصوصية وبطالة، فانتبهت المدينة إلى الفساد الذي يفتك بها.

  كان رئيسا للعزّابة، وقاضي القرارة العادل، وشيخ مسجدها، والواعظ فيه. عيّنه الوالي العام، يوم 1 جانفي 1883، رئيسا لمحكمة القرارة، عند تأسيسها. أقضّ مضجع المستعمرين والمفسدين، فاغتالوه في وضح النّهار سنة 1318هـ/1901م[21].

 -----------------------------

[21]-محمّد علي دبّوز: نهضة الجزائر الحديثة، الجزء الثّاني، 191.

الشّيخ الحاج محمّد بن الحاج يوسف بابانو

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الشّيخ الحاج محمّد بن الحاج يوسف بابانو

ولد ببني يزقن عام 1313هـ/ 1869م. تتلمذ على الشّيخ الحاج إبراهيم ابن ادريسو، والحاج سليمان ابن ادريسو، وأيوب بن عبد الله بونورة، ثمّ اشتغل مبكرا بالتّجارة.

وفي سنة 1919م، عبر الحدود مستخفيا إلى تونس، وانضمّ إلى بعثة الشّيخ الحاج صالح بن الحاج علي باعلي والتحق بجامع الزّيتونة، ودرس به مختلف الفنون على الشّيخ التونسي والشّيخ محمّد النيفر وغيرهما، كما حضر دروسا بالخلدونية. رجع من تونس عام 1923م.

قصد القرارة عام 1925م لاستظهار القرآن في مدرسة الشّيخ الحاج عمر ابن الحاج مسعود ابن عمر، ولمّا تمّ له ذلك، عاد إلى بني يزقن عام 1927م، أين تلقّفه الشّيخ الحاج صالح لعلي، شيخ المسجد، ليدرّس معه في المدرسة الجديدة التي بناها بجوار المسجد، وعُيّن عضوا في حلقة العزابة في نفس السنة.

ولمّا توفّي الشّيخ الحاج صالح في العام الموالي، استمرّ الشّيخ بابانو في التّدريس.

وفي سنة 1941م، فتح دارا للعلم للشّيخ إبراهيم بن بكير حفار ليدرّس فيها، وسمّى المشروع بالمعهد الجابري، ولاقى معارضة كبيرة اضطرّته إلى تحويل مدرسته من دار إلى أخرى، ولجأ إلى التّعليم بدار سكناه، إلى أن بنى السيّد الحاج صالح زهار دارا سنة 1948م آوى إليها المشروع.

من جهة أخرى، فإنّه في 31 ديسمبر 1946، وإثر عودة الشيخ بابانو إلى الحلقة، تمّ الاتّفاق على دمج (المدرسة الجابرية) مع (مدرسة الرشاد) العاملة في المؤسّسة الإضافية المجاورة لمحاضر المسجد.

كانت دار الغرباء المجاورة لسكنى الشّيخ بابانو تأوي طلبة القرى البعيدة، وكانت زوجه شاشه بنت عمر باكلّي تقوم بإعداد ما يلزمهم من الطّعام.

ولمّا توفّي الشّيخ حفار عام 1954م، خلفه بالمعهد الجابري الشّيخ يوسف ابن بكير حمو أُوعلي إلى سنة 1981م.

بعد الاستقلال ورجوع الطّلبة من تونس، قام بعض قدماء الجابرية بنهضة جديدة لإعطاء نفس جديد للمؤسّسة، وضعت عن الشّيخ بابانو بعض الأعباء التي كانت تثقل كاهله.

كان الشّيخ بالإضافة إلى الجابرية يلقي دروسا في منزله على النّساء، كما كان يشجّع طلبة الجابرية على إحياء حفلات الأعراس بحجبة المسجد على الطّريقة الإسلامية، إلى أن أنشأ عام 1964م جمعية المديح الشّعبي (جمعية التّثقيف الشّعبي حاليا).

وفي أفريل من سنة 1974م، كان له دور كبير في موافقة حلقة العزّابة على إنشاء أوّل مدرسة حرّة للبنات ببني يزقن، تبنّاها المسجد عامين بعد ذلك.

تولّى رئاسة مجلس عمّي سعيد يوم 27 جمادى الأولى عام 1406هـ/6 فيفري 1986م، وعمل جادا لتوثيق الرّابطة وجمع الكلمة رغم شيخوخته ومرضه المزمن.

توفّي رحمه الله يوم 27 سبتمبر 1988.

الشّيخ الحاج محمّد بن باحمد الشّريف

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ الحاج محمّد بن باحمد الشّريف

ولد ببني يزقن عام 1884م، وأخذ العلم عن القطب وعن الشّيخ الحاج إسماعيل زرقْون وعن الشّيخ الحاج صالح لعلي .

سافر من التّل إلى الحج عام 1913م، ومكث بالقاهرة أربع سنوات يتعلّم بجامع الأزهر، ثمّ رجع إلى مزاب يوم 13 ديسمبر 1917م، كان فقيها وأديبا وشيخ مسجد بني يزقن ومدرّسا.

توفّي يوم 26 جويلية 1940.

 

الشيخ الحاج محمّد بن عيسى زْبَارْ

من شخصيات العهد الرّابع

الفترة الأولىمن 1853م إلى 1882م

هو من شخصيات بني يزقن الفذّة. أخذ العلم في عمان مع رفيقه الشيخ الحاج محمّد بن يحي بَاحَيُّو، بعد أن تتلمذ على الشيخ سليمان بن عيسى.

دخل أوّلا في الحلقة معلّما للصبيان، ثمّ صار إماما، ولمّا أرادوا تقديمه شيخا في المسجد، فرّ إلى بريان، فأرسلوا إليهم أن أمسكوه عندكم إلى قدومنا.

كان إمام في النصح والإرشاد وخدمة الوطن، وشهرته في الفصاحة والإقدام والحزم والعزم وحصافة الرأي تغني عن ذكره، فقد كان ينكل ويعزّر ويؤدّب ويسجن ويفعل ما كاد يكون به إماما. هو آخر شيخ بالعمامة في مسجد بني يزقن. عيّنته السلطات الفرنسية يوم 1 جانفي 1883 قاضيا في محكمة بني يزقن، التي أحدثت بموجب أمر الوالي العام الصادر يوم 7 نوفمبر 1882. بعد وفاته عام 1887م، خلفه الشيخ الحاج محمّد بَاحَيُّو واعظا في المسجد.

-------------------

المصدر : تاريخ بني مْزاب : الأستاذ يوسف بن بكير  الحاج سعيد

الشيخ الناصر المرموري

Icon 09الشيخ الناصر المرموري

قاسم باحماني الراعي

الشيخ مرموري الناصر بن محمد بن الحاج عمر، ولد يوم 01 رجب 1345 هـ الموافق لـ 07 جانفي 1927م بالقرارة ولاية غرداية، أمه بسيس عائشة بنت أحمد.

تربى بين أحضان عائلة متواضعة وتلقى تعليمه الأول بمسقط رأسه على يد الشيخ أبو الحسن علي بن صالح والشيخ بسيس قاسم بن الحاج سعيد.

استظهر القرآن كاملا على يد أستاذه بسيس عمر بن الحاج سعيد يوم 15 جوان 1942 وهو شاب يافع ذو الخمسة عشر ربيعا، بعد هذا انضم مباشرة إلى معهد الحياة لمواصلة مشواره الدراسي الثانوي.

تلقى الشيخ الناصر تعليمه في معهد الحياة على يد رائد الإصلاح في وادي ميزاب الشيخ ابراهيم بيوض ومساعده الشيخ عدون رحمهما الله، إلى جانب مشائخ وعلماء ذلك العصر منهم الشيخ علي يحي معمر والشيخ بكير بيوض والشيخ عمر بن صالح آداود حيث أخذ عنهم علوم اللغة العربية والفقه والحساب والميراث.

بعد الاستزادة من مختلف العلوم بدأ الشيخ الناصر مسيرته التعليمية بمعهد الحياة يوم 1 أكتوبر 1947 وهو لا يزال حاملا مشعل التعليم والإصلاح إلى يومنا هذا.

سنة 1962 طلب الإمام غالب العماني من مشائخ وادي ميزاب إيفاد أحد أساتذة المعهد إلى مصر للإشراف على مكتب عمان في القاهرة ورعاية شؤون البعثة العلمية العمانية هناك، وفاوض في هذا الأمر كلا من الشيخ عدون والشيخ عبد الرحمن بكلي رحمهم الله، فوقع الاختيار على الشيخ الناصر المرموري ليضطلع بهذه المهمة العلمية في القاهرة، فانتقل الشيخ إلى القاهرة بتاريخ 01 سبتمبر 1962 ليمكث فيها مدة ثلاث سنوات إلى أن أنهى مهمته يوم 01 جوان 1962 (2).

سنوات الشيخ الناصر في القاهرة تعتبر نقطة تحول مهمة في حياته حيث كانت فرصة للاغتراف من بحر العلوم الشرعية فكان يلازم مشائخ الأزهر ويواظب على حضور محاضراتهم بمركز المؤتمر الإسلامي في الزمالك، وعلى رأسهم الشيخ محمد الغزالي ومحمد أبو زهرة والسيد سابق ومحمود حسن ربيع وفتح الله بدران والشيخ أحمد الشرباصي وغيرهم، كما كان يستقدم بعضهم للتدريس في الداخلية التي كان يشرف عليها، كما كان هو أيضا مدرسا لمادة الفقه فيها.

كان الشيخ خلال تواجده بالقاهرة يلتقي بالشيخ البشير الابراهيمي في مقر إقامته بمصر الجديدة في جلسات أدبية رفيعة، كما كان ملازما للشيخ أبو إسحاق ابراهيم اطفيش في أمسيات يتبادلان فيها أطراف الحديث عن السياسة والتاريخ و أحوال الأمة العربية و الإسلامية.

واصل الشيخ الناصر مشواره التعليمي بمعهد الحياة بعد رجوعه من مصر سنة 1965 مدرسا للعلوم الشرعية من أصول الفقه والحديث والتفسير، وقد كان يلازم الشيخ صديق دربه الشيخ أبو اليقظان مساء كل جمعة ولمدة طويلة حيث كانا يجولان معا في عالم الشعر والأدب ويستطلعان أمور المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

مما يشتهر به الشيخ الناصر أسلوبه المتميز في التدريس والوعظ والإرشاد وذلك لغزارة علمه وتفقهه في الدين، فأول بداياته في هذا المنهاج كانت بدار العلم (الشيخ بالحاج) بالقرارة أين كان يلقي دروسا على التلاميذ والطلبة وعامة الناس وذلك من سنة 1947 إلى غاية 1971 سنة انضمامه إلى حلقة العزابة بمدينة القرارة، وفي السنة نفسها عُين عضوا في مجلس عمي سعيد الهيئة العرفية التي تتولى الشؤون الدينية في وادي ميزاب.

بداية من سنة 1975 اعتلى الشيخ الناصر منبر المسجد الكبير واعظا وخطيبا وإماما بتكليف من الشيخ بيوض؛ وبعد وفاة الشيخ شريفي سعيد الشيخ عدون رحمه الله أصبح الشيخ الناصر رئيسا لحلقة العزابة بالقرارة سنة 2004 إلى أن وافته المنية، فكان مرشدا دينيا ومصلحا اجتماعيا في قرى وادي ميزاب والجزائر متبعا المنهج الإصلاحي للشيخ بيوض رحمه الله.

تولى الشيخ الناصر المرموري لعشرات السنين مهمة مرافقة الحجاج الميامين إلى البقاع المقدسة كمرجعية فقهية وتاريخية للحجاج باعتباره عضوا دائما في البعثة الميزابية إلى البقاع المقدسة، كما اشتهر بالرحلات العديدة التي قام بها في ربوع الوطن الإسلامي بهدف نشر العلم والمعرفة حيث زار تونس، ليبيا، عُمان، السعودية وجزيرة زنجبار بتنزانيا، واستقدم العديد من البعثات العلمية العُمانية والزنجبارية للدراسة في معهد الحياة بالقرارة، كما أرسل عدة بعثات علمية جزائرية للدراسة في معهد القضاء الشرعي بمسقط والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

يعرف الشيخ الناصر بالأدب الراقي الذي أبدع فيه منذ كان طالبا بمعهد الحياة في أربعينات القرن الماضي، حيث كتب عشرات القصائد ومئات المقالات في مختلف المجالات و المناسبات، و أول قصيدة كتبها كانت سنة 1946 و عمره تسعة عشر سنة كانت بمناسبة استقبال الشيخ بيوض رحمه الله من الجولة الاستطلاعية التي قادته إلى مختلف المدن الجزائرية وذلك بعد رجوعه من المنفى، و مطلع القصيدة:

أهـلا بـمـن ورث الـنـبيء مـحـمـدا             فـي الـعـلـم والـعـرفـان والإحـسـان

ومن أشهر ما كتب كذلك قصيدة بمناسبة استقبال مصالي الحاج في العاصمة سنة 1947؛ أما مقالات الشيخ فقد كان ينشرها بمجلة الشباب الصادرة عن معهد الحياة والتي كانت تعتبر عصارة النتاج الأدبي لطلبة وأساتذة المعهد، كما نشر الشيخ بعض مقالاته في جريدة الإصلاح للشيخ الطيب العقبي، والبصائر لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

وللشيخ الناصر المرموري مؤلف تحت عنوان مختصر تفسير الشيخ بيوض رحمه الله في ثماني مجلدات، جمع فيه ملخصات للدروس التي كان يلقيها الشيخ بيوض بالمسجد الكبير بالقرارة في تفسير القرآن الكريم.

استقبل الشيخ الناصر المرموري صبيحة يوم الأحد 12 جمادى الثانية 1432 هـ الموافق لـ 15 ماي 2011م بمعهد الحياة بالقرارة سماحة الشيخ أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي مفتي سلطنة عمان الذي كان في زيارة علمية إلى الجزائر، ثم تشاء الأقدار أن يصاب الشيخ الناصر بنوبة قلبية مفاجئة مساء اليوم نفسه بعد عودته من القرارة إلى مكان إقامته بقصر تافيلالت بأعالي مدينة بن يزقن بغرداية، نقل على إثرها إلى عيادة الواحات أين لفظ أنفاسه الأخيرة، عن عمر يناهز أربعة وثمانين عاما. رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه - إنا لله وإنا إليه راجعون.

سيرة الشيخ الراحل الناصر المرموري رحمه الله موضوع الحلقة الرابعة من برنامج عظماء وضيفها الشيخ مصطفى ناصر باجو من انتاج قناة الاستقامة

 

المصدر: فيكوس

الشيخ امحمد بن يوسف اطفـيَّش قطب الأَيمـَّة

امحمد بن يوسف بن عيسى، اطفـيَّش*، الشهير بـ«قطب الأَيمـَّة»

(ولد: 1237هـ / 1821 - توفي: السبت 25 ربيع الثاني 1332هـ / 1914)

c 7

حقيقة هذه الصورة هي أنّه بعد سنوات مِن وفاة الإمام القطب الشيخ أمحمّد بن يوسف أطفيّش (رحمه الله تعالى) أراد بعض تلامذته أن يحفظوا تذكارا له، فطلبوا مِن ابنه: الحاج محمد ابن الحاج امحمد، أن يلبس لباس العزابة الخاصّ بأبيه، ففعل، وكانت هذه الصورة التي أكّد كثيرون أنها تحمل ملامح القطب بصورة كبيرة !

هو: امحَمَّد بن يوسف بن عيسى ابن صالح بن عبد الرحمن بن عيسى ابن إسماعيل بن محـَمَّد بن عبد العزيز بن بكير الحفصي، اطفـيَّش.

أشهر عالم إباضيٍّ بالمغرب الإسلاميِّ في العصور الحديثة.

ملاحظات:
* «اَطْفِـيَّشْ» بالميزابيـَّة: اَطَّفْ: خُذ. إِيَّ: تَعَال. أَشْ: كُلْ. وَرُبـَّمَا هو «كناية عن الكرم والجود» في هذه العائلة.

* واشتهر الشيخ اطفـيَّش عند الإباضيـَّة بلقب «القطب» حَتـَّى أصبح علَما عليه.

نسبه:

من عائلة شهيرة بالعلماء من بني يسجن، من عشيرة آل بامحمَّد، وينـتهي نسبَه إلى عمر بن حفص الهنتاتي، من العائلة الحفصيـَّة المالكة بتونس بين (625-983هـ/ 1229-1574م)، وَفي بَعض كتبه ينهي الشيخ اطفـيَّش نسبه إلى أبي حفص عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه.

أَمـَّا أمـُّه فهي: السَّــيِّدة مامـَّة سَتـِّي بنت الحاج سعيد بن عدُّون ابن يوسف بن قاسم بن عمر بن موسى بن يدَّر من عشيرة آل يدَّر ببني يسجن.

مولده ونشأته العِلمِـيَّة:

ولد بغرداية لَمـَّا انتقل إليها والده، وعاش بها طفولته الأولى، وفي الرابعة من عمره توفِّي والده، وتركه يتيما تحت كفالة والدته. توسَّمت فيه بوادر النبوغ، فعهدت به إلى أحد المربـِّين لحفظ القُرْآن، فختمه وحفظه وَهو ابن ثمانِ سنوات، ففتح له مجال العلم، وسارع إلى دور العلماء وحِلَق الدروس بالمسجد.

فأخذ مبادئ النحو والفقه عن أخيه الأكبر: إبراهيم بن يوسف.

وتلقَّى مبادئ المنطق عن الشيخ سعيد بن يوسف وينتن.

وكان يحضر حلقة الشيخ عمر ابن سليمان نوح مع أخيه إبراهيم، وحلقة الشيخ الحاج سليمان بن عيسى في دار التلاميذ اليسجنيـِّين.

كما كان يحضر دروس الشيخ بابا بن يونس في مسجد غرداية.

بعد أخذه لِهذه المبادئ، شمَّر على ساعد الجدِّ والتحصيل، بعزيمة لا تعرف الملل، يؤازره ذكاء حادٌّ، وذاكرة وقَّادة، ورغبة في العلم لا تعرف الحدود.

نشأ عصاميـًّا، لم يسافر للدراسة خارج موطنه، وجعل دأبـَه الحرصَ على اقتناء الكتب واستنساخها، يجتهد في طلبها واشترائها من كُلِّ البلدان، رغم قِلَّة ذات اليد، وصعوبة الاتـِّصَال.

فتجمَّعت لديه مكتبة غنيـَّة، تعتبر فريدة عصرها بالنظر إلى ظروف صاحبها، وبُعده عن مراكز العلوم والعمران.

وَمِـمَّا ساعده على التحصيل: اقتناؤه لبعض خزائن العلماء، منها خزانة الشيخ ضياء الدين عبد العزيز الثميني، وقد تَزَوَّجَ امرأة علِمَ أنَّهَا تملك مكتبة ثريـَّة ورثتها عن أبيها.

وما كاد يبلغ السادسة عشرة، حَتـَّى جلس للتدريس والتأليف، وَلَمـَّا بلغ العشرين أصبح عالِمَ وادي ميزاب، ثمَّ بلغ درجة الاجتهاد المطلق في كهولته،

كما يذكر ذلك بنفسه في كِتَابه: «شامل الأصل والفرع».

معهده:

أنشأ القطب معهدا للتدريس ببني يسجن، تخرَّج فيه علماء ومصلحون ومجاهدون، انـبثُّوا في أقطار المغرب والعالم الإسلاميِّ، وانبثـَّت تراجمهم في ثنايا هَذَا المعجم.

له منهج في التدريس يعتمد على استغلال الوقت، والتركيز في التلقين.

تستمرُّ دروسه طيلة أَيـَّام الأسبوع، من الضحى إلى الزوال، إِلاَّ يوم الجمعة، ثمَّ يزيد دروسا في المساء بعد العصر.

ولا يدرِّس في اللَّـيـل إِلاَّ الغرباء والنجباء والمتفوِّقين؛ لأنـَّه كان يخصِّص اللَّـيـل للتأليف والإجابة عن الرسائل والاستفتاءات المتهاطلة عليه؛ وكان غزير المـَادَّة، طويل النفَس، متفانيا في العلم، يدرِّس أحيانا أحد عشر درسا مختلفا في اليوم الواحد.

ويستعمل اللسان البربريَّ المحلِّيَّ كأداة للتدريس عند الاقتضاء، ولا يحاسب تلاميذه على الغياب أو الإبطاء، وإذا رأى منهم تعبا روَّح عنهم بما يدفعهم إلى النشاط والتركيز، ويولي عناية خَاصَّـةً لأسئلة تلاميذه، فيكتبها ويحقِّق مسائلها، ولا يعجز عن الرجوع إلى المصادر، ولو أثناء الدرس.

بهذا المنهج في التعليم، والسعة في العلم، انهال عليه الطلبة من مختلف الأقطار الإسلاَمِـيَّة، وصدروا عنه، وكلُّهم رجال عاملون في مختلف مواقع الحياة: تأليفا، وتعليما، وقيادة، وقضاء، وإصلاحا.

وبلغ عدد تلاميذه العشرات، من أشهرهم:

من ميزاب:
1- إبراهيم اطفـيَّش، أبو إسحاق: نزيل القاهرة العالم المحقِّق.
2- إبراهيم الابريكي.
3- إبراهيم بن عيسى أبو اليقظان: رائد الصحافة العَرَبِـيَّة في الجزائر
4- اعمارة بن صالح بن موسى.
5- بابكر بن الحاج مسعود.
6- داود بن سعيد بن يوسف.
7- صالح بن عمر لعلي.
8- عمر بن حمـُّو بكلِّي.
9- عمر بن يحيى ويرو المليكي.
10- محـَمَّد بن سليمان ابن ادريسو.
11- الناصر بن إبراهيم الداغور.
12- يوسف حدبون.

أَمـَّا من ليبيا: فيـُذكَر المجاهد بالسيف والقلم الداعية: سليمان باشا الباروني.

ومن تونس: المؤرِّخ سعيد بن تعاريت.

ومن المدينة المنوَّرة: أحمد الرفاعي.

وغيرهم كثير مِمَّن بلغ المشيخة.

تآليفه:

ومن أهمِّ آثار الشيخ اطفـيَّش تآليفه التي أغنى بها المكتبة الإِسلاَمِـيَّة، كمـًّا ونوعا، فقد عدَّها بَعضهم وقال: إِنـَّهَا تبلغ الثلاثمائة مؤلَّف، ما بين كِتَاب ورسالة.

واتـَّسع له العمر، ليترك هذا التراث الجليل، فقد عمِّر سِـتَّة وتسعين عاما، وكان حريصا على الكِتَابة، لا يتركها في حضر ولا سفر، وصفه تلميذه أبو اليقظان بِأنَّهُ «لا يُعرف إِلاَّ في تدريس علم، أو تأليف كتب»، فألَّف في بني يسجن، والقرارة، ووارجلان، وبريان، والحجاز، وَفي السفينة قاصدا الحجَّ.
وشملت تآليفه مختلف فروع المعرفة، في المنقول والمعقول:

في تفسير القُرْآن، له ثلاثة تفاسير هي:
• «تيسير التفسير»: ط1 قديمة، الجزائر 1326هـ في سبع مجلدات ضخمة، وط2 مطبعة البابي الحلبي، مصر، نشر وزارة التراث القومي والثقافة، عُمان، من سنة 1982 إلى سنة 1987م، في 14 جزءًا. ويعاد طبعه الآن بتحقيق الشيخ إبراهيم طلاَّي.
وَهو آخر تفاسيره وأهمُّها، إِذْ كتبه بعد نضجه العلميِّ؛ وقد أنجز الباحث: بوتردين يحيى رسالة الماجستير حول منهج التفسير عند القطب من خلاله.
• «داعي العمل ليوم الأمل» (مخ)، نسخة منه بمكتبة القطب؛ وأخرى في مكتبة الشيخ حمـُّو باباوموسى بغرداية، وَقِيلَ: إِنـَّهُ تفسير لم يتممه، بدأه من الخاتمة وانتهى إلى سورة الرحمن، ولا يزال مخطوطا في مُجَـلَّد كبير. صحَّحه الأستاذ مصطفى باجو، وضبطه وصفَّفه الباحثان محمَّد باباعمي ومصطفى شريفي، وهو ينتظر الطبع.
• «هميان الزاد إلى دار الميعاد»: ط1 المطبعة السلطانيـَّة، زنجبار؛ ط2: مطابع سجل العرب، نشر وزارة التراث القومي، عُمان، ابتداء من سنة 1980م، ويقع في 13 مُجَـلَّدا، بدأ في تأليفه وله من العمر أربع وعشرون سنة، وقد نال الباحث عكِّي علواني درجة الماجستير في منهج التفسير عند القطب من خلال الهميان.

في التجويد:
• «تلقين التالي لآيات المتعالي»، (مخ).
• «جامع حرف ورش»، (مط).

في الحديث:
• «ترتيب الترتيب»، وهو إعادة ترتيب مسند الربيع بن حبيب، بعد ترتيب أبي يعقوب يوسف الوارجلاني، طبع قديم، الجزائر، 1326هـ.
• «جامع الشمل في أحاديث خاتم الرسل e»، تحقيق محـَمَّد عبد القادر عطا، (مط)
• «وفاء الضمانة بأداء الأمانة»: (مط)

في السيرة النـَّـبَوِيـَّة:
• «مسائل السيرة»، (مخ).
• «شرح نونيـَّة المديح»، (مخ)، والنونيـَّة أرجوزة وضعها ابن ونان المغربي في مدح خير البريـَّة محـَمَّد عَلَيهِ السَّلاَمُ.

في التوحيد وعلم الكلام:
• «إزهاق الباطل بالعلم الهاطل»، طبع قديم، 1317هـ.
• «البرهان الجلي في الردِّ على الجربي عَلِي»، (مخ).
• «الجـُنـَّة في وصف الجـَنـَّة»، (مط).
• «الحـُجَّة في بيان المحجَّة في التوحيد بلا تقليد»، (مط).
• «الذخر الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى»، (مط).
• «الردُّ على الإنجليزيِّ الطاعن في الدين»، (مط).
• «الردُّ على الصُّفْرِيـَّة والأزارقة»، (مط).
• «الردُّ على العقبيِّ»، (مط).
• «القول المتين»، وَهو شرح مُقَدِّمـَة الشيخ تيبغورين بن عيسى الملشوطي، (مط).
• «التقريرات على حاشية الديانات للسدويكشي، وتتمَّتها للمصعبي»: (مخ).
• «حاشية السؤالات» لأبي عمرو عثمان، (مخ).
• «حاشية على شرح النونيـَّة»، (مخ).
• «حاشية على كِتَاب الموجز» لأبي عَمَّار، (مخ).
• «شرح أصول تيبغورين»، (مخ).
• «شرح عقيدة التوحيد»، لعمرو بن جميع، (مط)
• «شرح لامية ابن النظر العمانيِّ»، (مخ).
• «عدم الرؤية وإدحاض مذهب أهل الفرية»، (مخ).
• «فتح الباب للطلاَّب، شرح معالم الدين»، لعبد العزيز الثميني (مخ).

في أصول الفقه:
• «فتح الله: شرح شرح مختصر العدل والإنصاف»، (مخ)، وَهو موسوعة في أصول الفقه المقارن، لو طبعت لكانت في اثني عشر مُجَـلَّدا.

في الفقه: وَهو أوسع مجالات تأليفه:
• «شرح كِتَاب النيل وشفاء العليل»: موسوعة فِقهِيـَّة جامعة لآراء المذاهب الإِسلاَمِـيَّة، يقارن فيها بين الأقوال بروح متفتـِّحة، ويرجِّح ما يراه بِالحـُجـَّةِ والدليل، وأصبح هذا الكِتَاب معتمد الإباضيـَّة في الفقه. طُبع مرارا، وبواسطته تعرَّف العالم الإسلاميُّ على الفقه الإِبـَاضِيِّ، واعتمدته لجان موسوعات الفقه الإسلاميِّ في مصر والكويت.
نظمه الشيخ البطَّاشي العُماني في 124 ألف بيت، سَمَّاه: «سلاسل الذهب في الأصول والفروع والأدب» (مط).
كما أنَّ جمعيـَّة التراث تجتهد لإعداد الفهارس الشاملة لشرح النيل، وقد طبعت الجزء الخاصَّ بالفهارس التقنيـَّة، وبقي فهرس المسائل الفقهية.
• «إطالة الأجور وإزالة الفجور»، تحقيق الباحث: عمر بازين (مط).
• «الذهب الخالص المنوَّه بالعلم القالص»، (مط).
• «ترتيب تحفة الأديب وتخصيب القلب الجديب»، (مخ). وهو ترتيب كتاب لعمرو بن رمضان الـتـلاتي.
• «ترتيب كتاب اللقط للشيخ عمرو بن رمضان التلاتي»، (مخ).
• «ترتيب كتاب المعلقات»، لمؤلف مجهول، (مط).
• «ترتيب المدوَّنة الكبرى لأبي غانم بشر بن غانم الخراساني»، (مخ).
• «ترتيب نوازل نفوسة»، (مخ)، وهي مجموعة أجوبة ورسائل لبعض أَيـمَّة الإباضيـَّة.
• «تفقيه الغامر بترتيب لقط موسى بن عامر»، (مط).
• «جامع الوضع والحاشية»، الوضع لأبي زكرياء الجناوني، وحاشيته لمحمد بن عمر أبي سِـتَّة المحشِّي ، (مط).
• «حاشية أبي مسألة»، لأبي العَبـَّاس أحمد (مخ).
• «حاشية القناطر»، لإسماعيل الجيطالي، (مخ).
• «حاشية على جواب ابن خلفان»، (مخ).
• «حاشية على شرح الرائية»، (مخ).
• «حكم الدخان والسعوط»، (مط). حقَّقها ودرسها الأستاذ بكير بن يحيى الشيخ بالحاج، في إطار رسالة الماجستير بمعهد أصول الدين بالجزائر.
• «حيَّ على الفلاح: وهي حاشية على كِتَاب الإيضاح» للشيخ عامر بن علي الشـَّمـَّاخِـي، (مخ).
• «شامل الأصل والفرع»، (مط). ذكر فيه أنـَّهُ كتبه بعد أن بلغ درجة الاجتهاد.
• «شرح الدعائم الموسَّع»، (مخ).
• «شرح الدعائم»: شرح بَعض منظومات ابن النظر العماني المسمَّاة: الدعائم، (مط).
• «القنوان الدانية في مسألة الديوان العانية»، (مط).
• «كِتَاب التحفة والتوأم»، (مط).
• «كشف الكرب»: ترتيب أبي الوليد، تحقيق: محـَمَّد علي الصليبي، (مط).
• «مختصر في عمارة الأَرض»، (مخ).

في التاريخ:
• «إزالة الاعتراض عن محقِّي آل إباض»، (مط).
• «الإمكان فيما جاز أن يكون أو كان»، (مط).
• «الرسالة الشافية في بَعض تواريخ وادي ميزاب»، منه نسخة مختصرة (مط)، وأخرى موسَّعة (مخ)، وَهُوَ من المصادر الأساسيـَّة لهذا المعجم.
• «السيرة الجامعة من المعجزات اللامعة»، (مط).
• «الغَسول في أسماء الرسول»، (مط).

في النحو واللغة والعروض:
• «إيضاح الدليل إلى علم الخليل»، (مخ).
• «الحاشية الثانية على شرح أبي القاسم الداوي»، (مخ). وضعه وَهو لا يزال يتتلمذ على أخيه الحاج إبراهيم.
• «الكافي في التصريف»، وَهُوَ بصدد التحقيق، في إطار رسالة ماجستير، (مخ).
• «المسائل التحقيقيـَّة في بيان التحفة الأجروميـَّة»، (مخ).
• «بيان البيان»، (مخ).
• «حاشية على شرح المرادي على الألفية»، (مخ).
• «شرح شرح أبي سليمان داود على الأجروميـَّة»، (مخ).
• «شرح شرح الاستعارات» لعصام الدين، (مخ).
• «شرح شواهد القزويني»، (مخ).
• «شرح شواهد الوضع»، (مخ).
• «شرح لامية الأفعال»، (مط).
• «قصيدة الغريب: نظم متن مغني اللبيب» لابن هشام، (مخ). وَهو في خمسة آلاف بيت نظمه وله من العمر سِـتَّ عشرة سنة.

في البلاغة:
• «تخليص العاني من ربقة جهل المعاني»، (مخ).
• «ربيع البديع في علم البديع»، (مخ).

في المنطق:
• «شرح سلم الأخضري»، (مخ).
• «إيضاح المنطق في بلاد المشرق»، (مخ).

في الطبِّ والفلك والحساب:
• «تحفة الحِبِّ في أصل الطبِّ»،(مط).
• «مطلع الملَك في فنِّ الفَلَك»،(مخ).
• «مسلك الفَلَك»، (مخ).
• «شرح القلصادي»، (مخ).

في الشعر: له قصائد عديدة في مواضيع تربويـَّة، ومدائح، ومواعظ، منها:
• «ديوان نظم»، (مط).
• «قصائد القطب»، (مخ).
• «القصيدة الحجازيـَّة»، (مخ).
• «قصيدة المعجزات»، (مخ).
• «قصيدة بائيـَّة»: ضمن مجموع قصائد، (مخ).
• «قصيدة بدر»، (مخ).
• «مجموع قصائد وأجوبة»، (مخ).

في الخط:
• «كِتَاب الرسم»، مطبوع.

مواضيع مختلفة:
• «تفسير ألغاز»، (مط).
• «خطبتا العيدين»، (مخ).
• «شرح المخمَّسة»، (مخ).
• «شرح لغز الماء»، (مط). وَهو حلٌّ للغزٍ نال به وساما عالميـًّا، عجز عن حلِّه علماء العالم.

الأجوبة والردود والفتاوي:

له من الأجوبة والفتاوي عدد هائل، جمع بَعضها الشيخ عمر بن يوسف اليسجني، ولا يزال أغلبها مخطوطا، ومتفرِّقا بين المكتبات، وتعدُّ مرجعا فقهيـًّا هامـًّا، خَاصَّـةً في نوازل عصره، نذكر منها ما يلي:
• «أجوبة لأهل عُمان»، (مخ).
• «جواب أهل زوارة»، (مط).
• «جواب إلى محـَمَّد بن عبد الله الخليلي»، (مخ).
• «جواب مشايخ مَكَّة»، (مط).

المراسلات:
راسل القطب علماء من مختلف مدن الجزائر، ومن خارجها. راسل شخصيـَّات من البحرين، والحجاز، وعُمان، ومصر، وتونس، وجبل نفوسة، وجربة، والجزائر، وفاس، والقسطنطينيـَّة، وَبَعض العواصم الأوروبيـَّة.
ولو جُمعت هذه الرسائل لألـَّفت مُجَـلَّدات فيها من أنواع العلوم، والأخبار التـَّارِيخِيـَّة الهامـَّة، ما يصلح لدراسات أكاديميـَّة متخصِّصة، نذكر منها على سبيل المثال:
• «رسالة إلى الوالي العام الفرنسي بالجزائر»: مؤرَّخة في ربيع الأَوَّل 1304هـ بقسنطينة، محفوظة في أرشيف إكس أون بروفونس.
• «مجموع الرسائل»، (مخ).
• «مجموع رسائل بين القطب والإدارة الاستعماريـَّة»، (مخ).

هذه الشَّخصِيـَّة الموسوعيـَّة كانت نادرة العصر في رسوخها وعطائها العلميِّ.
ولم يقصر الشيخ جهوده في هذا المجال، بل اهتمَّ بالإصلاح الاجتماعيِّ، ومحاربة الجهل والبدع، وَتولَّى رئاسة مجلس العَزَّابـَة ببني يسجن.

كما تولَّى منصب القضاء، ثمَّ اعتزله لَمـَّا بسط الاستعمار الفرنسيُّ نفوذه على منطقة ميزاب سنة 1882م.

وكان القطب عدوًّا عنيدا لفرنسا، وَمِمـَّن وقف بـقـوَّةٍ في وجه الاحتلال، ودعا إلى مقاطعة المستعمر وعدم التعامل معه، ويذكر أنَّهُ نصب خيمة في حومة الدبدابة بين غرداية وبني يسجن، احتجاجا على دخول فرنسا المنطقة.

وكان حريصا على وحدة المسلمين، يعصره الألم على ما آل إليه أمرهم، من فرقة وهوان، وذلٍّ واستعمار، يدعو للنصر للمجاهدين في كُلِّ بلاد العالم الإسلاميِّ.

وقد دفعه هذا التـَّصَوُّر إلى أن يعيش على أمل التخلُّص من المستعمرين، وأن يُفَكِّر في المشاركة بما يستطيع لتحقيق هذا الأمل، فجعل الجهاد جزءا من رسالته في الحياة، كما يقول:
«لَـوْلاَ ثَـلاَثٌ هُـنَّ: تَعْـلِيمُ جَاهِلٍ *** وخِدْمَةُ رَبيِّ وَالجِهَادُ لِذيِ الكُفْرِ

لَمَا كُنْتُ أَخْشَى المَوْتَ وَالمـَوْتُ لاَزِمٌ *** وَإِلاَّ فَـمَا الحـَـيـَاةُ وَالمَرْءُ في قَهْرِ».

وكان مؤيـِّدا للخلافة العثمانيـَّة ــ على ما داخل نظامها من انحراف ــ لأنَّهَا كانت تمثـِّل وحدة المسلمين.

له مراسلات مع السلطان عبد الحميد الثاني، وغيره كسلطان زنجبار، وإمام عُمان.

وكان معتزًّا بإسلامه، غيورا على دينه، فقد أهديت له النياشين، وشهادات التقدير من مختلف سلاطين العالم الإسلاميِّ، وبخاصَّة لَمـَّا أجاب على لغز الماء، فقبِل هذه الهدايا، إِلاَّ نيشان الحاكم الفرنسيِّ، فَإِنـَّهُ لَمـَّا جاء ممثـِّل الحكومة ليوشِّح صدر الشيخ به، قَدَّمَ له طرف ردائه السفليَّ ليعلِّقه عليه، وَلَمـَّا سئل عن ذلك قال: «الإسلام يعلو ولا يعلى عليه».

وقد طبعت جمعية التراث رسالتين للماجستير:
-الأولى للباحث المرحوم جهلان عدُّون بعنوان: «الفكر السياسيُّ عند الإباضيـَّة من خلال آراء الشيخ اطفـيَّش».
- الثانية للباحث مصطفى بن الناصر ويـنـتن بعنوان: «آراء الشيخ امحَمَّد بن يوسف اطفـيَّش العقديـَّة».

شهد له بالرسوخ في العلم علماء كثيرون: منهم الشيخ محـَمَّد عبده، والشيخ زيني دحلان، وَبَعض علماء الحجاز.

ولقَّبه الشيخ نور الدين السالمي ــ مجدِّدُ العلم بعُمان ــ بـ«قطب الأيـمَّة».

توفِّي بمرض دام أسبوعا، بعد أن قضى قرابة قرن في الجهاد العلميِّ، والإصلاح الاجتماعيِّ.

المرجع: معجم أعلام إباضية المغرب، صفحة 399

 

 

 

------------------------

 

 

الشيخ بابا موسى بن الفضل

من أعلام العهد الثالث

وفد الشيخ بَاسَّهْ أُوْفْضَلْ إلى بني يزقن من الزيبان ونزل على الشيخ حمو أو يوسف سنة802هـ/1400م.

بعد زيارته لمشايخ عمان و البصرة و مقاومه بجامع الأزهر بالقاهرة و في جبل نفوسة، و عند رجوعه إلى بني يزقن أسّس حلقة علم. توفي عام828هـ/1425م.

من أحفاده الشيخ عمي يحي بن صالح و القائد سليمان بن الحاج عيسى.

الشيخ باحمد أُو أيوب

من أعلام العهد الثالث

من مواليد العطف. نشر العلم مدرسا و محقّقا و ناسخا للكتب. وقد شوهدت نسخة من تفسير هود بن محكم الهواري الإباضي، ولد قاضي الإمام الرستمي أفلح، كتبها بخط يده. وقد ذّيل تفسير الكشاف ضمّنه التنزيه المطلق للمولى بالحجج القطيعة و نفي الرؤية عنه تعالى دنيا و أخرى.

سمي باسمه نحو عشرة أجنة في مختلف بقاع العطف، واشتهر أنّه هو الذي أنشأها.

الشيخ بالحاج بن سعيد من بني يزقن

من أعلام العهد الثالث

هو الشيخ الحاج محمّد بن سعيد المصعبي. سافر إلى جربة لطلب العلم، وكان بها عام 955هـ/1548م.

هو الذي نظم أوقاف مقابر بني يزقن على ما هي عليه الآن ، وهو الذي خطّط تقسيم مياه شعبة مُومُّو.

دفن أعلى الجبل ،في المقبرة التي أصبحت تنسب إليه.

الشيخ بالحاج بن كاسي

من أعلام العهد الثالث

ولدبالقرارة عام 1130هـ/1718م. كان والده كاسي بن محمّد شيخ مسجد القرارة وشيخ وادي مزاب.

أخذ مبادئ العلوم على والده، ثمّ رحل إلى بني يزقن، فكان من تلاميذ الشيخ عبد العزيز الثميني والشيخ أبي يعقوب يوسف بن حمو بن عدون. رجع إلى القرارة في أوّل القرن الثالث عشر، فشرع في إصلاح المجتمع، فثار عليه المفسدون والحكام والجبابرة وهمّوا بقتله، فهاجر إلى العطف، فواصل فيها جهاده، توفي سنة 1243هـ/1827م بعدما أصابه مرض الفالج.

أكبر تلاميذه ابنه الحاج قاسم.

الشيخ بالحاج قشار

الشيخ بلحاج بن عدّون قشار من مواليد سنة 1924م بقصر بنورة، أب لخمسة أولاد أحياء، وقد توفّي له آخرون.

نشأ في أسرة متوسّطة الحال فلاّحة كما كانت الحالة سائدة من قبل.

لإعانة نفسه سافر والده إلى العاصمة ومارس التجارة كمورد للرزق.

أبوه عدّون كان من الطلبة حفظة القرآن.

أدخله أبوه المحضرة في سنّ مبكّرة ليتعلّم القرآن الكريم على يد المشائخ: الحاج يوسف بن بعمور بافو لولو، إبراهيم بن عيسى هيبة، الحاج أحمد كروم، لكنّه لم يتمكّن من إتمامه لأنّه كان يعمل أيضا فلاّحا مكان أبيه.

اتّجه إلى العاصمة أوّل مرّة حوالي سنة 1934م، وواصل دراسته للقرآن الكريم على يد الشيخ إبراهيم متياز، كما أخذ عنه المعارف الأوّلية في بعض فنون العلم: كالفقه والتاريخ والحديث واللغة. وفي أوقات الراحة كان يساعد أباه في تجارته.

اتّجه إلى ميدان الكسب متفرّغا حوالي سنة 1938م مع والده وأتقن عمله وتعلّم مبادئ التعامل مع الناس حتّى جعله والده خلَفا له وتفرّس فيه أحد زملاء والده النبوغ فأشار عليه أن يرسله للتعلّم.

عاد إلى ميدان العلم في المعهد الجابري ببني يسجن سنة 1946م وملأ وطابه من الفنون العلميّة خاصّة المعارف الشرعيّة على يد مشائخ أجلاّء وعلى رأسهم الشيخ إبراهيم بن بكير حفّار -رحمه الله-.

في نفس السنة (1946م) اِنضمّ إلى سلك التعليم في مدرسة الثبات وأثبت جدارته وتفوّقه في هذا الميدان ممّا رشّحه للإدراة.

التحق سنة 1947م بحلقة العزّابة مع زميله الشيخ أيوب بن أحمد أفلح وبعد فترة قصيرة عيّن إماما ومرشدا فأثبت جدارته وأصبح شيخ الحلقة وفقيهها وهي الرئاسة العمليّة.

ابتدأ دروسه الإرشادية في المسجد العتيق سنة 1947م إلى حدّ الساعة وفيها تطرّق إلى شتّى المواضيع الدنيويّة والأخروية خاصّة جانب الأخلاق.

اِبتدا تفسيره للقرآن الكريم سنة 1956م وقد ختمه في سنة 1996م وأقيم له مهرجان بالمناسبة يوم 20 جوان 1996م بمقام الشيخ حمّو موسى.

يوسف بن يحي الواهج

يوسف بن يحي الواهج

الشيخ بامحمد بن عبد العزيز

من أعلام العهد الثالث

هومن مواليد بني يزقن. ذكر القطب طفيش في تاريخ وادي مزاب أنّه من علماء القرن العاشر، أخذ العلم عن الشيخ أبي مهدي عيسى بن إسماعيل.كانصاحب مال وعلم وورع وتقوى. قضى عمره في نشر العلم وإحياء الدين والنصح والإرشاد.

الشيخ بانوح بن أحمد مصباح تغردايت

Icon 07مسيرة قرن من الجهاد

شاء قضاء الله وحكمه أن يصطفي إلى جواره طودا أشم يقارع الأباطيل والأهواء … ويؤمل في إعداد الخلائف من الأبناء حفاظا على مقومات الأمة أن تزيغ بها الأفهام أو تطيش بها الأقلام ذلكم أبونا : فضيلة الشيخ بنوح بن احمد مصباح ـ تغمده الله برحمته ـ

ولابد نحن الأحياء أن ندرس حياة هذا الرجل الخالد حتى نستجلي العظات ونتكشف مكامن العظمة في شخصيته الفذة ، عسانا نقتفي أثره ، ونهتدي بهداه فلا يدرك حق الرجال غير الرجال (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ]

هو الشيخ بنوح بن احمد بن مصباح من مواليد بلدة غرداية سنة :1329هـ / 1909 م ترعرع في أحضان أسرة عفيفة مباركة .

دخل الكُتاب بمسقط رأسه ثم سافر به أخوه الأكبر مسعود إلى مدينة برج بوعريرج ، فأدخله إحدى الزوايا التي تشتغل بتحفيظ القرآن الكريم وهو حدث لم يتجاوز السادسة من عمره .

في أوائل العشرينيات عُيّن والده أحمد قاضيا بمحكمة قسنطينة فرغب في ملازمته بها ، وهناك صقل مواهبه وكان لدراسته أحسن الأثر في حياته العلمية .

استظهر كتاب الله العزيز المتقن على يد: الشيخ سليمان بن مصطفى .وتلقى مبادئ الدين ولغة الضاد على يد أستاذه الفذ خريج المعهد الزيتوني : الشيخ محمد الشريف ،وعمره آنذاك أربع عشرة سنة فرشحه شيخه بالإجازة ليلتحق بالمعهد الديني للإمام عبد الحميد ابن باديس .

عاد إلى مسقط رأسه فلازم حلقات الشيخ احمد قزريط في النحو والفقه بدار النعاليف وقد تركت في حياته العلمية عميق الأثر وأكسبته رغبة صادقة في الالتحاق بالمعهد الزيتوني لينهل من معين العلم .

بعد سن الزواج سنة 1927 م التحق بالبعثة العلمية المزابية بجامع الزيتونة في تونس ليتتلمذ على يد علمائها الأفذاذ خمس سنين دأبا وفي طليعة أشياخه : الشيخ محمد حفيظ، والشيخ الفاضل بن عاشور ، والشيخ الزغواني ، والشيخ محمد العنايبي وغيرهم وكان في الوقت نفسه يتتبع دروسا ليلية في الخلدونية (هي مدرسة تعنى بتعليم الدروس العصرية من حساب وكيمياء و جغرافيا وغيرها) …

في سنة 1932 م انقطع مُكرَهًا عن الخضراء تونس آيبا إلى مسقط رأسه ليعين عضوا بحلقة العزابة بالمسجد العتيق رفقة إخوانه الثلاثة : أحمد قزريط ، وعبد الله بغباغة ويوسف بافولولو، فتفرغ الشيخ لخدمة المجتمع ينشر الوعي في الأمة بدروسه القيمة وأسوته الحسنة .

لما وجد نفسه وحيدا في حقل الدعوة نظرا لظروف ذلك الزمان ، ولما استقر نظام المسجد قرر الرجوع إلى تونس ليرأس نخبة من طلبة البعثة العلمية الإصلاحية يرعى شؤونهم ، من سنة1934 م إلى سنة 1940

فقفل راجعا إلى صعيد ميزاب تحت وطأة الغارات الجوية الايطالية على تونس إبان نشوب الحرب العالمية الثانية .

بعد أن استقر به المقام ثانية بمزاب سنة 1942 م انخرط عضوا في إدارة جمعية الإصلاح ، وساهم بفعالية في جهود تأسيس مدرسة الإصلاح بقسم ثانوي مبدئي في باييزي، كان من خريجي هذا القسم: الشيخ سعيد بن موسى كربوش ، عمر بن صالح الشيخ صالح ، محمد بن سليمان بكوش ، ويحيى بن محمد بكوش ، إدريس بن سعيد أعوشت وصالح بن إبراهيم باجو وداود بن محمد كربوش و إبراهيم بن سليمان الميت وغيرهم منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .

ثم انتخب أمين لجمعية الإصلاح في أول سنة 1946 م خلفا لسابقه السيد صالح بن إبراهيم حدبون ـ رحمه الله ـ إلى أخريات حياته لما أقعده المرض فأحال الأمانة إلى من توسم فيهم الصلاح والكفاءة ، وقد اتسم في مهمته الشاقة بالأمانة والدقة المتناهية في ضبط حسابات الجمعية مدخولا ومخروجا عند رأس كل سنة وعرضها على الإدارة للمصادقة عليها .

تفرغ للدعوة والإرشاد بالمسجد العتيق يبث حلقاته القيمة في تفسير سور المفصل من القرآن الكريم وجزء من كتاب الوضع لأبي زكرياء الجناوني وجزء من كتاب الشيخ أدويش في العقائد والعبادات ، وكتاب جامع أركان الإسلام .

لم يدخر جهدا في محاولة إصلاح أوضاع المجتمع والتقارب بين الهيئات تحت ظلال الوحدة الشاملة حفاظا على رأب الصدع وتوحيد الصف وله في ذلك مبادرات ومواقف سجلها التاريخ في عشيرته وفي تأطير العرُس ومنظمة الحراسة الخيرية .

من تراثه الفكري المكتوب بعض المقالات في جرائد الشيخ أبي اليقظان وخطب الجمعة ألقاها بمنبر المسجد العتيق في نحو خمس كراريس وقد رأت النور في كتاب مطبوع .

من مبادئه التي عهد بها الانضباط الشديد في المواعيد ، الحرص على وحدة الصف وعدم التمسك بالقضايا الخلافية ، التجرد لله وعدم الاشتغال بالمظاهر والصمود على الحق .

التحق بالرفيق الأعلى صبيحة يوم الأربعاء 19 ربيع الثاني 1427 هـ الموافق لـ 17 ماي 2006 م بعد عمر مديد في فعل الخيرات ، يناهز المائة عام هجرية وقد صدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: خيركم من طال عمره وحسن عمله .

الشيخ بكير بن محمَّد أرشوم

c 7

شيخ فاضل، وعالم بارز، ولد ببريان سنة 1927م، توفي أبوه وهو ابن سنتين، فتولَّت أمُّه بِيَة بنت صالح لَعْسَاكر تربيته ورعايته.الشيخ بكير أرشوم

دخل المحضرة والمدرسة الرسمية للاستزادة بالمبادئ الأساسية للعلوم، وفي الحادية عشرة من عمره فَقَدَ بصره، فرجع إلى المحضرة لحفظ القرآن الكريم، ثم انتقل إلى القرارة سنـة 1943م فاستظهر القرآن بعد عام واحد.

التحق بمعهد الحياة بالقرارة، وكان مغرمـا بالأدب وحفظ الشعر، كما استطاع أن يحفظ الجامع الصحيح للربيع بن حبيب كاملا.

انتقل إلى تونس في 15 أكتوبر 1949م، والتحق بجامع الزيتونة بصفة حرَّة، فلازم الحلقات والمشايخ، إلى أن تخرَّج في علم التفسير، والأصول، والحديث، والفقه، والتجويد، واللغة العربية، فتحصلَّ على إجازة في التجويد من الشيخ علي تركي، وإجازة في التفسير من الشيخ الزغواني، وباقي الإجازات من الشيخ الفاضل بن عاشور.

أوتي حافظة قوية، إضافة إلى حفظه للقرآن الكريم، والجامع الصحيح، استطاع كذلك أن يحفظ كتاب بلوغ المرام، وجزءا من كتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان. و ثلاثة آلاف حديث.

رجع إلى مسقط رأسه سنة 1956م، فعيِّن معلِّما للقرآن والأخلاق بمدرسة الفتح، وشرع في إلقاء الدروس في مناسبات الأعراس والمآتم، اهتم بتثقيف المرأة وتربيتها باعتبارها أساس صلاح المجتمع، ففتحت له سنة 1957م دار خاصَّة لتعليم النساء أمور دينهنَّ.

استدعي للعضوية في هيئة العزابة في 1961م، كما تولَّى مسؤولية الوعظ والإرشاد بالمسجد، فكان عضدا للشيخ عبد الرحمن بكلي، ومن نشاطاته العلمية والاجتماعية: دعمه للبعثات العلمية الخاصَّة إلى معهد الحياة بالقرارة، والمساهمة الفعَّالة في بناء المساجد، مع إنشاء مكتبات للمطالعة بجوار كلٍّ منها، والسعي لتنظيم الأعراس الجماعية، وعقد ندوات لتكوين الوعاظ والمرشدين، والتكفُّل بالأرامل واليتامى والمعوزين…

ولم تثنه هذه المهام عن التأليف، فأثرى المكتبة الإسلامية بعدَّة عناوين، أبرزها: «النبراس في أحكام الحيض والنفاس»، «المرشد في الصلاة»، «الحقوق المتبادلة في الإسلام»، «الوقاية والعلاج»، «الموجز في الجنائز»، «المرشد في مناسك الحجِّ والعمرة»، ترجم بعضها إلى اللغة السواحلية، وطبع بزنجبار.

وافته المنية وهو في مكَّة المكرَّمة، يوم الأربعاء 20 رمضان 1417هـ/29 جانفي 1997م، ودفن بمقبرة المعلاَّة بمكَّة.

رحمه الله رحمةً واسعة، ووهب لنا أمثاله، وأمدَّ العاملين في سبــيل الحـــــقِّ وإصـــــلاح المجتــــمع مــــــددًا وصبرًا وأجرا.

 

 

المصدر موقع مركب الفتح بريان

 

 

الشيخ حَمُّو أُو الحاج الغرداوي

من أعلام العهد الثالث

هو محمّد بن الحاج أبي القاسم بن يحي، ولد في غرداية حوالي1045هـ/1635م.

أخذ العلم عن والده وكان شيخا فاضلا ورعا عالما. تولّى إمامة المسجد، و تقلّد مشيخة الحلقة، ثمّ مشيخة وادي مزاب.

أبرز تلاميذه الشيخ بَاسَّهْ بن موسى الوارجلاني، و الشيخ باعَمُّور بن الحاج مسعود، و الشيخ باكه بن صالح العطفاوي الذي تولّى فيما بعد مشيخة حلقة عزابةبونورة في مسجد القصر القديم.

ترك تآليف ومنظومات عديدة في الفقه والنصح والمدح، وأجوبة في الردّ على بعض المالكية بالجزائر. أحدث ما يعرف بالمنجيات (آيات منتقاة من القرآن) تتلى في بعض المناسبات.

من أعماله الجليلة تمكين بساتين بُوشَمْجَانْ بواحة غرداية من استغلال مياه وادي مزاب، وذلك ببناء ساقيه بوشمجان وتوجيه السيل إليها، وبناء ساقيةالنعاليف (تَاكْضِيتْ).

توفي سنة1129هـ/1716م.

الشّيخ حمّو بن باحمد بابا أُوموسى

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الشّيخ حمّو بن باحمد بابا أُوموسى

ولد بغرداية عام 1865م. تتلمذ على القطب وتقلّد مشيخة غرداية يوم 12 محرّم 1322هـ/1904م. شرع في التّدريس بالمسجد عام 1357هـ/1938م، وكان من قبل يلقي دروسه اليومية بداره. بعد وفاة شيخه القطب أطلق عليه اسم مفتي وادي مزاب. ألّف:

-الحجج الدّامغة لبدع الفئة الزّائغة، عام 1355هـ/1936م.

-ترغيب الرّاهب وترهيب الرّاغب.

-الرّحلة السنية المقتفية للأحكام القرآنية والسنية، عام 1356هـ

-سيرة العزابة.

-ترتيب الفرائد من العوائد والفوائد، وهي مسائل فقهية جمعها عن القطب.

-مناقب ومشاهد قرى وادي مزاب وبريان.

توفّي يوم 29 جمادى الأولى 1376هـ/2 جانفي 1957، وخلفه أخوه الحاج محمّد يوم 24 جمادى الثّانية 1376هـ.

الشيخ حَمُّو بن يوسف و ابنه يوسف

من أعلام العهد الثالث

فد الشيخ حَمُّو أُو يوسف إلى بني يزقن من تقرت عام 784هـ/1383م. كان كاتبا للمجلس الأعلى لمزاب الذي كان ينعقد أيام حياته في مسجد الشيخ باعبد الرحمان الكرتي. توفي عام811هـ /1409م وترك ولدا اسمه يوسف، خلف أباهفي المشيخة بتعيين من مشايخ قصور وادي مزاب.

الشيخ حمو فخار

Icon 09الشيخ حمو بن عمر فخار

يعدّ الشيخ حمو بن عمر فخار رائدا من روّاد الحركة الإصلاحية بالجنوب الجزائري، وقد أثّرت مختلف الرّوافد في تكوين فكره الإصلاحي وشخصيته الدينية، والأدبية، والاجتماعية، والسياسية، فانعكس ذلك على نتاجه الفكري والأدبي؛ سيما في فنّ الخطابة.

ولد حمو بن عمر فخار بغرداية يوم السبت 28 ربيع الأول 1333 ه يوافقه 20 ديسمبر 1919 م، نشأ في أسرة أصيلة محافظة على الأخلاق القرآنية والتربية الإسلامية الصالحة.

درس علومه الابتدائية حين بلغ السادسة من عمره ( بدار آل معراض) بقسنطينة. ثم عاد إلى مسقط رأسه وهو ابن تسع سنين ليلتحق بكتّاب تاجّيوين حيث درس على يد كلّ من المشايخ: حمو بن بابه، وصالح بابهون، وباحمد بن يعقوب.

حينما افتتحت مدرسة الإصلاح الابتدائية سنة 1932 م بحيّ باييزي، برئاسة الشيخ صالح بن قاسم بابكرـ رحمه الله ـ كان من أوائل تلاميذها، فختم القرآن الكريم فيها. تأثر كثيرا بأستاذه الحاج أحمد بغباغة ـ الذي كان يجيد قراءة الشعر وبخاصة أشعار عنترة ـ فاكتسب منه ملكة اللغة، والإلقاء الفصيح والذّوق الأدبي الرفيع، ممّا أسهم كثيرا في تكوين شخصيّته الأدبية. كما تتلمذ على يد الشيخ بنوح مصباح ـ رحمه الله ـ.

انتقل إلى بلدة القرارة عام 1937، وبعد عام استظهر القرآن، فانخرط في سلك إيروان، وما لبث أن التحق بمعهد الشباب البيّوضي ( معهد الحياة بالقرارة ) فكان من بين أنجب طلّابه وألمع أدبائه، حيث تخرّج في أواخر 1946، ثمّ تولّى رئاسة البعثة العلمية البيوضية بالقرارة.

في عام 1947 دعي للتّدريس في مدرسة الإصلاح بغرداية، فكان نعم المعلّم والمربّي لتلامذته؛ إذ يعترفون له بذلك ويدينون له بالفضل في تشويقهم إلى العلم، وتحبيب النصوص الأدبية والقصائد الشعرية أليهم، ويتّخذ منها أسلوبا لتربيهم وتهذيب أخلاقهم وصقل مواهبهم، فكان نموذج الأب الرحيم لتلامذته . وهو يرى أنّ المربّي وجب أن يكون أبا روحيا قبل أن يكون معلّما أو أستاذا. تولّى نيابة المدير منذ 1969 مع التعليم إلى حدود عام 1976 م وهو عام وفاة الشيخ صالح بابكر، حيث أُعفي عن التّدريس، وعيّن مديرا عاما.

كان الشيخ حمو فخار إنسانا جدّيا عارفا قيمة الوقت، متمتّعا بالحكمة والصبر والدّأب والتضحية. وكان محبّا للخير وأهله، وكان مشجّعا للعلم يحبّ مساعدة الطّلبة ماديا ومعنويا. كان له قلم موهوب مبدع ولاسيما في فن الخطابة والمقالة، والمسرحية، والرّسالة.

عيّن عام 1962 عضوا في حلقة العزابة بالمسجد الأم بغرداية، وعيّن في العام ذاته كاتبا في مجلس الشيخ عمّي سعيد. انتخب عام 1965 م نائبا بلديّا، وجُدّد انتخابه مرّتين. أنشأ معهد الإصلاح للبنين عام 1979 ، وأسّس عام 1986 م متوسطة الإصلاح للبنات، والتي تحولت إلى معهد يضم طوري المتوسط والثانوي، بالإضافة إلى كلية متخصّصة.

من آثاره: "خطب الجمعة " بأجزائها الثلاثة، والجزء الرابع يشمل "خطب العيدين".

-         "كان حديثا حسنا" كتاب تحدّث فيه عن مناقب القائد المربّي الشيخ إبراهيم بيوض.

-         "وقفات ومواقف" و "على درب الأنبياء الشيخ صالح بابكر".  

انتقل الشيخ حمو فخار إلى الرفيق الأعلى يوم الجمعة 10 جمادى الأولى 1426 هـ يوافقه 17 جوان 2005، تغمّده الله برحماته الواسعة، وطيّب ثراه، وأكرم مثواه

ayane mzab ghardaia

الشيخ داود بن يوسف وابنه أبو بكر

من أعلام العهد الثالث

كانت للشيخ داود مدرسة العطف يرتادها الطلبة من غرداية. كان عالما متضلعا يطلق عليه اسم الكاتب. له كتابة مؤرخة من 1144هـ/ 1732م إلى 1192هـ/1778م. حبس دارا قبالة المسجد العتيق يأوي إليها ضيف المسجد، وحبس كمية من القمح والشعير لمن أراد الحرث وعجز عن شراء البذر، و حبس جنانا كثيرة في أبي يعقوب للمسجد العتيق، وحبس بئرا في وادي العطف وترك له جنانا كاملا ريعا لضمان الحبل والدلو.

بعد وفاة الشيخ داود اتّفق مشايخ وادي مزاب على أن يخلفه ابنه أبو بكر في التدريس بالمسجد. قدّمته مدينة العطف ممثلا لها في المجلس الأعلى لوادي مزاب، وكان كاتب جلساته مع صغر سنّه، في عهد الشيخ الحاج إبراهيم بن بيحمان. وكان من بين اللجنة المكلفة من طرف المجلس لإيجاد موقف حازم في قضية صالح باي قسنطينة لمّا عزم على ضمّ مزاب إلى ولايته عام 1206هـ/1792م. كانت له مكاتبات مع علماء عمان وجبل نفوسة.

الشيخ صالح بن قاسم بابكر

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الشيخ صالح بن قاسم بابكر

ولد بغرداية عام 1904. ولمّا بلغ سبع سنوات أدخله والده زاوية الشيخ علي الجربي بعين البيضاء. أرسله عام 1920 إلى تونس، حيث التحق بمدرسة السلام. رجع منها عام 1925.

تمكّن الشيخ صالح بابكر من جمع خريجي مدارس تونس وبعض الشباب الآخرين، وأنشؤوا بغرداية جمعية الإصلاح عام 1346هـ/ 1928م، وانتخبوه رئيسا لها.

تولّى إدارة مدرسة الإصلاح منذ نشأتها في آخر شهر رمضان 1351هـ/12 جانفي 1932م، صحبة الشّيخ أحمد بن عيسى قزريط، والشاعر حمود بن سليمان رمضان، والأستاذ بابا بن إبراهيم بوعورة، والشيخ سليمان ابن بانوح، والسيّد سليمان بن بكير أدباش.

ناضل ضدّ الاستعمار حتّى زجّ به في السجن العسكري بغرداية سنة 1938، وأثناء الثورة التحريرية عام 1957، سجن بالأغواط مع رفقائه علي بن عمر الناصري، وإبراهيم بن صالح رمضان وخمسة آخرين، وحكمت عليهم المحكمة العسكرية بستة أشهر سجنا.

بعد الاستقلال، أفرغ جهده في التربية ومعالجة القضايا الاجتماعية بمعية الأستاذ حمو بن عمر فخار، إلى أن توفّي بغرداية يوم 21 مارس 1976.

الشيخ صالح بن كاسي الغرداوي

من شخصيات العهد الرّابع

الفترة الأولىمن 1853م إلى 1882م

يحكى عنه أنّه لمّا بلغت القوات الفرنسية وادي مزاب، نزلوا بساحة الدبدابة لاستئناف السير (ربّما إلى وارجلان)، وقد اصطحبوا معهم براميل خمر، فأراقها. فبحث قائد تلك القوات عمّن تجرّأ عليهم وأمر بهذا العمل، فقيل له هو الشيخ صالح بن كاسي شيخ وادي مزاب، فأمر بإحضاره، فلّما رأوه تهيّبوه، فأمر القائد بإرجاعه قبل أن يصل إليهم[1].

اختفى بصفة غامضة ليلة 31 مارس 1882م، ولمّا يظهر بعدها. من أسباب اغتياله، أنّه كان إذا سمع أنّ فتنة بين الصفين بغرداية قد تؤدّي إلى إعمال السلاح يقف بين الفريقين، ويأخذ حفنة تراب يقرأ عليها فيرميها بينهم، فيتفرّقون. فقال من كان يناوئه:«ما دام هذا الإنسان حيًّا فإنّنا لا نبلغ مرادنا من خصوصنا» فقتل[2].

 


1- حمو عيسى النوري: المصدر السابق، 69.

           2- نفس المصدر، 341.

الشّيخ عبد الرّحمن بن عمر باكلّي

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الشّيخ عبد الرّحمن بن عمر باكلّي

ولد بالعطف يوم 13 أكتوبر 1901. حفظ القرآن بمسقط رأسه،ثمّ أخذ علوم القرآن والعربية على عمّه الشّيخ الحاج عمر بن حمّو باكلّي، ثمّ على الشّيخ يوسف بن بكير حمو أُوعلي، ثّم انتقل إلى الجزائر العاصمة وأخذ عن الشّيخ المولود بن محمّد الزريبي الأزهري، ثمّ انتقل إلى تونس ودرس عدّة سنوات في جامع الزّيتونة والمدرسة الخلدونية.

كان العضد الأيمن للشّيخ أبي اليقظان في تيسيير البعثة العلمية المزابية بتونس، وعايش نشوء الحركة الدّستورية التي قادها الزّعيم الثّعالبي. وبعد عودته للجزائر، أسهم في تأسيس جمعية العلماء الجزائريين.

عيّن في سنة 1934م، عضوا بحلقة العزّابة بالعطف، وفي سنة 1939م، انتقل إلى بريّان فكان معلّما ومديرا لمدرستها وداعيا مرشدا بمسجدها.

وفي سنة 1957م، ألقي عليه القبض مع زميله في الكفاح الشّهيد المنوَّر إبراهيم باسليمان في بريّان، واعتقلا في الأغواط لعدّة شهور.

بعد الاستقلال، عيّن عضوا في المجلس الإسلامي الأعلى، وعضوا في لجنة الفتوى لدى هذا المجلس. ناب عن الشّيخ بيوض في رئاسة مجلس عمي سعيد حين قعد به المرض وعجز الشّيخ يوسف بن بكير عن الحضور. توفّي يوم 14 جانفي 1986.

حقّق كتاب النيل للشّيخ عبد ا لعزيز الثّميني، وكتاب قواعد الإسلام للشّيخ إسماعيل الجيطالي. ألّف:

-ديوان شعر.

-كتاب تاريخ الحركة الإصلاحية في نصف قرن.

-رسالة تتناول علماء مزاب في القرون 10و11 و12 الهجرية، إجابة عن أسئلة وردت إليه عام 1984م.

-مجلس عمي سعيد.

-فتاوي البكري، في جزأين. والبكري هو الاسم الذي كان يمضي به مقالاته الصّحفية، سيما في جرائد الشّيخ أبي اليقظان.

-محاكمة عزابة بريان.

-خلاصة حركة التّعليم ببريان وتاريخ مدرسة الفتح.

-ميزاب منذ مائة سنة.

-خلاصة تاريخ الجزائر، للمدارس الابتدائية.

-لطائف التّاريخ من صور إسلامية.

-الجن ودعوة الرّسول إليهم.

-اقتصاد ميزاب، ألّف الرّسالة في 1949م.

-شرح مقامات أبي نصر الملوشائي.

-تعقيب على اتّفاقية الكرتي في الصّوم والإفطار بخبر التّلفون.

-المعارضة.

-التّمارين المفيدة على القراءة الرّشيدة.

-رسالة عمان.

-جمهرة خطب البكري.

-سجل الأحداث.

-جمهرة رسائل البكري.

الشيخ عبد العزيز الثميني

نسبه:

هو: عبد العزيز، بن إبراهيم، بن عبد الله، بن عبد العزيز الثميني، بن عبد الله، بن عبد العزيز، بن عبد العزيز، بن عبد الله، بن بكر، بن موسى الحفصي، نسبة إلى أبي حفص عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.

مولده:

ولد في مدينة بني يزﭬـن، بولاية غرداية، من الجمهورية الجزائرية، وذلك سنة: 1131 هجرية، حسب رواية محمد بن صالح الثميني، وفي سنة 1130 هجرية حسبما رواه الأستاذ محمد علي دبوز.

نشأته:

نشأ وترعرع في صباه بمسقط رأسه بني يزﭬـن، ومنها انتقل وهو طفل إلى ورجلان (ورﭬـلة)، حيث قضى فيها معظم حياته الشبابية، بحيوية ونشاط حتى أنه كان مولعا بركوب الخيل، وبقي فيها حتَّى الثلاثين من عمره، حيث اشتغل فيها إلى جانب والده في التجارة والفلاحة.

يقول عن نشأته الأستاذ محمد علي دبوز (رحمه الله):

وقد اعتنى به أبواه فأنشآه تنشئة حسنة، وطبعاه بالدين والصلاح، وأورثاه حب العمل والجدِّ، ووجَّهاه نحو المعالي فنشأ مغرما بها. كما أورثاه ذكاء نادرا، وحافظة قوية، وحبا للعلم والاطلاع. وورث من أجداده وأبويه قوة في الجسم، ومتانة في البنيان تجعله لا يمل من العمل، ولا يعجز عن بلوغ ما أراده. فتكوَّنت له من هذه المواهب شخصية علمية أدبية قوية تثني بعنانه نحو العلم والمعرفة، وتجعله شغوفا بما يغذِّي عقله ووجدانه من العلم والأدب.

يوسف بن يحي الواهج

الشيخ عبد العزيز بن داود

من شخصيات العهد الرّابع

الفترة الأولى من 1853م إلى 1882م

هو من العلماء الأجلاء لمدينة العطف. سافر إلى تونس وأخذ عن علماء جامع الزيتونة. وعند رجوعه عيّن إماما وشيخا بالمسجد العتيق، وقاضيا للمدينة، فنظم أوقاف المسجد في أبواب وفصول حسب النواحي.

-------------------

المصدر : تاريخ بني مْزاب : الأستاذ يوسف بن بكير  الحاج سعيد

الشيخ عدون

Icon 09الشيخ شريفي سعيد (الشيخ عدون)

بسم الله الرحمن الرحيم، ضمن “رجال صدقوا” إلى الشيخ المربي المخلص، والمجاهد الصابر، والدؤوب المثابر، والقائد الرائد، وما شئت من صفات الكمال البشري، ممن يصطفى ربك من عباده المخلَصين، فيجعلهم ورثة الأنبياء والمرسلين، ويبؤوهم مراتب الصدّيقين والصالحين. من مدينة القرارة أبونا الروحي الشيخ عدون.

الاسم واللقب: سعيد بن بالحاج بن عدون بن الحاج عمر. اللقب: شريفـي.

اسم الشهرة: الشيخ عدون.

المولد: رأى نور الحياة سنة 1319هـ / 1902م بمدينة القرارة، ولاية غرداية. (وادي ميزاب. جنوب الجزائر).

الدراسة: بين سنتي 1910-1912 زاول تعَلُّمَه الأول بالقرارة في كُـتَّاب السيد إسماعيل بن يحكوب، وفي المدرسة الرسمية لدى المعلم الطالب محمد.

وفاة والده: في سنة 1912 توفي والده وبذمته مغارم فبيعت دار سكناه، وكفله خاله أحمد بن الحاج سعيد جهلان.

السفر: في سنة 1912 سافر إلى مدينة سريانه بولاية باتنة للكسب والعمل اضطرارا واحتياجا، وعمره عشر سنوات.

سنوات الغربة: قضى سنوات 1912-1915 بمدينة سريانة أجيرا مخلصا في محل تجاري، وتلميذا نجيبا بالمدرسة الرسمية، ولكن لم تسعفه ظروف العمل في الدكان لإجراء الامتحانات فانقطع عن المدرسة.

العودة إلى القرارة: في سنة 1915 عاد إلى القرارة إثر قيام الحرب العالمية الأولى، وانتظم بمدرسة الشيخ محمد بن الحاج إبراهيم ﭬرﭬر “الطرابلسي”، وختم الربع الأخير من القرآن الكريم.

إلى الغربة من جديد: في سنة 1915 عاد إلى مدينة سريانة ليتفرغ للعمل فقط دون التعلم فكان حاذقا لبيبا كسب ثقة زبائنه ومستخدميه.

وعاد الطائر إلى عشه: في سنة 1919 عاد إلى القرارة للزواج، ودخل مدرسة الشيخ الطرابلسي ثانية، وبعد سبعة أشهر استظهر القرآن الكريم.

الزواج: في سنة 1919 تزوج بالسيدة عائشة بنت الحاج سعيد بن كاسي بسيس. وأنجب منها ثلاثة ذكور وبنتين، ثم توفيت سنة 1956، فتزوج ثانية بالسيدة صفية بنت الحاج صالح خياط، وأنجب منها ابنا وبنتا.

وفاة كافله: في سنة 1920 توفي كافله فتحمل أعباء رعاية أفراد أسرته، رغم تبرمه من مرارة الاغتراب والعمل في التجارة.

دخول حلقة إروان: في سنة 1920 انخرط في هيئة “إيروان”، التي تضمّ حفظَة القرآن.

دخول معهد الحاج عمر يحي: في السنة نفسها 1920 دخل معهد الشيخ الحاج عمر بن يحيى طالبا.

التمهيد لمعهد الحياة: بعد وفاة شيخه الحاج عمر بن يحيى سنة 1921. شارك في جلسات متوالية لإصلاح التعليم رفقة الشيخ بيوض، كانت تلك الجلسات منطلق النهضة العلمية المعاصرة بميزاب.

تأسيس معهد الحياة: في سنة 1925 تأسس معهد الحياة “مدرسة الشباب” سابقا بإشراف الشيخ بيوض وتولى الشيخ عدون نظارة المعهد والتدريس به من أول يوم، ثم أصبح مديرا له بداية من الأربعينيات حين تفرغ الشيخ بيوض لقضايا الأمة العامة, وظل الشيخ عدون على رأس إدارته إلى يوم وفاته سنة 2004م.

التدريس بالمعهد: ولى التدريس بالمعهد منذ نشأته، واستمر في رسالته أستاذا للغة العربية وعلومها، والأخلاق إلى سنة 1988.

جريدة الشباب: أنشأ السيد حمو بن عمر لقمان جريدة الشباب سنة 1926 باسم “القرارية” ثم تولى الشيخ عدون حمل رايتها بعده بقليل. وهي مجلة يصدرها طلبة المعهد أسبوعيا. وتكوّن منها رصيد مهم يصور مرحلة ذهبية من نشاط وإنتاج طلبة المعهد من الثلاثينيات إلى نهاية خميسينيات القرن العشرين.

جمعية الشباب: أنشأ الجمعيات الأدبية بالمعهد بعد انطلاق المعهد بزمن يسير، وعملت جمعية الشباب على التكوين الثقافي والاجتماعي للطلبة، وتدريبهم في ميادين الخطابة والشعر والإنتاج الأدبي والمناظرات.

الكتابة في صحافة أبي اليقظان: في سنة 1926 شارك بأول مقال في جريدة “وادي ميزاب” بعنوان «جولة في وادي ميزاب».

إدارة صحافة أبي اليقظان: في سنة 1930 خلف الشيخ أبا اليقظان في إدارة جريدة “المغرب” وأقام مدة شهر في الجزائر لهذه المهمة، ثم خلفه ثانية لمدة سنة كاملة عام 1936. حين كان يصدر جريدة “الأمة”.

متابعة دروس التفسير: تابع دروس تفسير القرآن الكريم للعلامة الشيخ بيوض في مسجد القرارة، وقد استمرت تلك الدروس خمسا وأربعين سنة من عام 1935 إلى 1980م، لم يتخلف عنها وهو موجود في القرارة إلا مرة واحدة لمصلحة عامة ضرورية. إنشاء جمعية الحياة: شارك في تأسيس جمعية الحياة التي ترعى مشروع التعليم بالقرارة, وذلك سنة 1937م، وكان أمين مال الجمعية، وبعد وفاة رئيسها الشيخ بيوض سنة 1981م أصبح رئيسا لها إلى يوم وفاته.

عريف إيروان: في سنة 1938 عين عريفا لحلقة إيروان بالقرارة. وهو المتولّي لتدبير شؤون الحلقة من حفظة القرآن، الذين يعدّون رديف حلقة العزابة في مهامها الدينية.

دخول حلقة العزابة: في سنة 1943 اختير عضوا بحلقة العزابة بالقرارة، ثم أصبح رئيسها بعد وفاة الإمام الشيخ بيوض، وظل كذلك إلى يوم وفاته.

تأسيس نادي الحياة: في سنة 1938 شارك في تأسيس نادي الحياة، وهو نادٍ ثقافي مفتوح للجميع للتدريب في ميادين الخطابة والشعر والتمثيل.

جولات التبرع: 1940قام بأول جولة لجمع الاشتراكات لصالح جمعية الحياة في الناحية الشرقية للوطن والعاصمة ونواحيها، ثم توقفت الجولة سنة 1943، لظروف الحرب العالمية الثانية، ثم أصبحت جولة سنوية شاملة لنواحي القطر لم ينقطع عنها إلى وفاته سنة 2004م.

تأسيس الكشافة الإسلامية: في سنة 1946 ساهم في تأسيس فرع الكشافة الإسلامية في القرارة، التابع للكشافة الإسلامية الجزائرية.

تأسيس جمعية القدماء: 1948شارك في تأسيس جمعية قدماء التلاميذ الذين درسوا في معهد الشيخ بيوض، وهي جمعية تهتم بالشؤن العامة الثقافية والاجتماعية لهؤلاء الخريجين.

وحدة التعليم والتفتيش: 1948عيِّن مفتشا عاما للمدارس الخاصة بوادي ميزاب ومدن التل التي أنشأتها جمعييات الإصلاح، وظل في مهمة التفتيش إلى أوائل الثمانينيات.

رئاسة عمي سعيد: في سنة 1989 عيِّن رئيسا لمجلس عمي سعيد خلفا للشيخ الحاج محمد بابانو وبقي في منصبه إلى يوم وفاته.

رئاسة الكرثي: في سنوات الثمانينيات أحيى الغيورون على مصالح المجتمع مجلس باعبد الرحمن الكرثي المختص بتدبير شؤون الأمة العامة في مجالات العمران والسياسة، وكان الشيخ عدون رئيس المجلس كذلك.

نتاجه وآثاره: في سنة 1989 أسس مع ثلة من أبنائه المخلصين جمعية التراث بولاية غرداية، للحفاظ على التراث الفكري والحضاري لميزاب وإحيائه، وتحقيقه ونشر كنوزه، فكان رئيس الجمعية إلى يوم وفاته. وقد عملت الجمعية قبل ترسيمها لبضع سنين بجهود مخلصة من الباحثين على رأسهم الدكتور محمد ناصر، والشيخ إبراهيم قرادي رحمه الله.

الرحيل إلى دار الخلود: •   عشرات المقالات التي أثرى بها جريدة الشباب بمعهد الحياة، وما يناهز مائة وخمسين مقالة كان يرصع بها جرائد الشيخ أبي اليقظان. •   مئات الرسائل المتبادلة مع أقطاب الحركة الإصلاحية، والتي تعد وثائق تاريخية لفترة حاسمة غنية بالأحداث عرفتها الجزائر وميزاب في القرن العشرين. •   آلاف الشباب ممن صنع على عينه، وارتوى من معينه، وصدروا سرجا تنير للناس دروب الحياة. وتوزعوا في أقطار الجزائر وخارجها في مختلف المجالات. •   مئات الدروس التي كان يلقيها في المسجد والمناسبات العامة والخاصة. بعضها مسجل وكثير لم تستوعبه الآلات، وإن وعته الضمائر والقلوب. •   كتاب معهد الحياة نشأته وتطوره.

تأسيس جمعية التراث: أسلم الروح إلى بارئها في سحر يوم الثلاثاء 19 رمضان 1425هـ / 2 نوفمبر 2004م وعمره 102 سنة، وشيعت جنازته صبيحة الأربعاء 20 رمضان 1425هـ / 3 نوفمبر 2004م

المصدر: مزاب ميديا

الشيخ عمر بن سليمان نوح

من شخصيات العهد الرّابع

الفترة الأولى من 1853م إلى 1882م

هو أحد مشايخ أولاد يدّر ببني يزقن. أخذ العلم عن الشيخ سليمان بن عيسى وعن الشيخ بالحاج بن كاسي القراري. كان قاضيا في بني يزقن زمان مشيخة الحاج محمّد بن عيسى.

نفي إلى مليكة ولبث فيها ثلاثين عاما ينشر العلم ويبث النور والدين، وتزوّج فيها وولد بنتا سمّاها عائشة، وربّاها تربية علمية دينية، فكانت فقيهة ورعة. توفي عام 1292هـ/1875م.

---------------------

المصدر : تاريخ بني مْزاب : الأستاذ يوسف بن بكير  الحاج سعيد

الشيخ عمي سعيد بن علي

المعروف كذلك بأَمِّي سعيد

من أعلام العهد الثالث

تحميل كتاب الشيخ عمّي سعيد بن علي الجربي، حياته ودوره في نهضة وادي مزاب

Icon 07

هو الشيخ أبو عثمان سعيد بن علي بن يحي بن يدّر، ولد في قرية أجيم بجنوبي جزيرة جربة، التي يغلب على أهلها نسبة (الخيري) وذلك قبل سنة841هـ/1438م .أبرز مشايخه أبو النجاة يونس بن سعيد التعاريتي. أخذ عنه في المسجد الجديد بحومة فاتو شمالي الجزيرة.

في تلك الفترة،كان وادي مزاب يعاني من تردي الأوضاع الاجتماعية، وانتشار الجهل والفتن، ففكر أهل الرأي والصلاح في إرسال وفد إلى جربة يضمّ ممثلين عن القرى الخمس،لاستقدام عالم من علمائها. انتخب لهم أهل الجزيرة الشيخ سعيد، فجاء إلى مزاب واستقر بغرداية، وأحيا الوادي بتكوينه نهضة دينية علمية، استلزمت توسيع مسجد غرداية ليتسع لجموع الطلبة الجالسين إليه.

كما جدّد نظام الحلقة التي أسّسها الشيخ أبو عبد الله محمّد بن بكر بإحداث هيئة إِرْوَانْ وتخصيص مقر لها بجوار المسجد، وتزويده بمكتبة.

أشهر تلاميذه صديقه الشيخ أبو مهدي عيسى بن إسماعيل وابنه صالح.

من جهة أخرى فقد عمل الشيخ عمي سعيد على إخماد نار الفتن بين العشائر وبين القرى، فانتشر الأمن في الربوع. يقال إنّه هو الذي أنشأ مجلس العشائر بغرداية، وجعل مقر اجتماعاته خارج البلدة في المكان الذي أصبح فيما بعد ساحة السوق الحالية.

ترك خزانة من نفائس المخطوطات ونوادرها وفقا على طلبة العلم، كثير منها نسخها بخط يده. وقد عثر على ردود وأجوبة شرعية وعلى رسائل وجهها إلى شيخه أبي النجاة وتلميذه أبي مهدي، وعلى قصائد في مدح شيخه والشوق إلى جربة. ويقال إنّه الواضع لذكر السلام الذي يقرؤه أهل الوادي بعد صلاة الصبح ولخطبتي العيدين، وإنه جعل الرداء هو الزي الرسمي للعزابة والطلبة.

توفي ليلة الاثنين 27 جمادى الثانية من سنة 927هـ/1521م، ودفن بالمقبرة التي تنسب إليه بغرداية.

 

 

الشيخ محمد البرياني

c 7

مولده ونسبه:

في ربيع الثاني 1332م، الموافق لشهر مارس 1914م فجع وادي ميزاب بل العالم الإسلامي في عالم كبير، فريد عصره ووحيد دهره، وسراج مصره، هو قطب الأئمة الشيخ محمد بن يوسف أطفيش رحمه الله ولم ينته شهر مارس من السنة نفسها حتى وضعت السيدة: لالة بنت عمر أولاد داود، ولدا ذكرا أبى والده السيد: امحمد بن عيسى بن الحاج داود أولاد داود- إلا أن يسميه “محمد” رغم أنه يحمل هو نفسه اسم محمد، وأصر على ذلك ليكون ابنه محمودا في الأرض والسماء إن شاء الله، كما قال عبد المطلب في حفيده سيدنا محمد عليه السلام لما سماه محمدا، وتيمنا بفقيد الإسلام، الشيخ أطفيش رحمه الله، رجاء أن يخلفه ف علمه وصلاحه وتقواه وورعه وكانته العلمية بين العلماء، وتخليدا لذكراه، إذ كانت تربطه به صداقة متينة، لأنه كان رحمه الله كان ينزل ضيفا على والده كلما قدم إلى مدينة بريان.

نشأته:

جعل الوالد نصب عينيه أن نجله سمي محمدا ليخلف قطب الأئمة رحمه الله، فآل على نفسه أن ينشأه تنشئة صالحة تجعل منه ذلك الرجل، ويسلك به مسلكا يرتفع به إلى أعلى الرتب إن شاء الله.

ويرجع الفضل في تكوين شخصية محمد العلمية، إلى أمه التي أحسنت تربيته ورعايته في غياب والده الذي كان مسافرا إلى العاصمة من أجل كسب القوت كأغب الميزابيين في ذلك الحين.

فكانت الوالدة رحمها الله تحب وتحترم الشخصيات العلمية في البلدة، وتتعمد إظهار ذلك أمام ولدها وتبين له أن العلم هو الذي يرفع المرء إلى المراتب العليا في الدنيا والآخرة، وتحتم عليه أن يصحب أترابه إلى الكتاب ليشب على حب المسجد ويأخذ قسطه من القرآن الكريم ومبادئ الفقه، كما كانت تصحبه أيضا من حين لآخر إلى دار العلم النسوية لتغرس في نفسه حب العلم وتعوده على طلبه.

يوسف بن يحي الواهج

الشيخ محمّد بن سليمان ابن ادريسو

من شخصيات العهد الرّابع

الفترة الأولى من 1853م إلى 1882م

ولد ببني يزقن عام 1246هـ/1831م. أخذ العلم عن الشيخ عمر أُوالحاج وعن القطب. أبصر وهو ذو أربع سنين. تلقّى معارضة عنيفة في بلده ونفي إلى بونورة، أين فتح دارا للتدريس. ممّا قيل فيه إنّه يتمتّع بأسلوب عجيب في التعليم. من تلاميذه أولاده سليمان وصالح وإبراهيم، والشيخ صالح لَعْلِي.

ترك مؤلّفات عديدة في العقيدة والفقه والتفسير واللغة العربية، منها:

- شرح رائية أبي نصر، في الصّلاة.

- شرح النوينة للمسائل الفنونية على الشرائع الدينية، أتّمه عام 1295هـ/1878م، النونية لأبي نصر فتح بن نوح.

- شرح ألفية ابن مالك، في النحو.

- تفسير سورة البقرة وأوائل سورة آل عمران إلى الآية 36.

- نظم عقيدة العزابة لعمرو بن جميع، في التوحيد.

- نظم أسماء الله الحسنى.

- نظم كتاب الطهارات من ديوان الأشياخ.

- نظم كتاب النيل وشفاء العليل، سمّاه مسلك الذهب في جوهر ودور المهذب.

- هدية الإخوان، نظم مختصر أبي عامر عبد الكافي، في الميراث.

- الفرات، شرح هدية الإخوان.

- نظم في أصول الدين.

- نظم يتناول أجور السور من النّاس إلى الأحزاب.

- نظم الأجرومية، في النحو.

- نظم في بيان أحزاب القرآن والأرباع والأثمان.

توفي يوم 12 جمادى الثانية 1313هـ/1895م.

---------------------------------

المصدر : تاريخ بني مْزاب : الأستاذ يوسف بن بكير  الحاج سعيد

الشّيخ محمّد بن صالح الثّميني

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ محمّد بن صالح الثّميني

ولد ببني يزقن عام 1314هـ/1897م. أخذ العلم عن الشّيخ الحاج إسماعيل زرقون والشّيخ الحاج إبراهيم ابن ادريسو، ثمذ حلّ بتونس عام 1919م، حيث تابع تعلّمه بجامع الزّيتونة وتخرّج فيه. كان يحضر دروس الأساتذة الطّاهر ابن عاشور وأبي الحسن النجار والشّيخ محمّد بم يوسف وغيرهم.

تولّى استقبال البعثات العلمية المنظّمة إلى تونس في ثلاث ديار للمزابيين بها، فقام بإدارة شؤونها وتوجيهها علميا وسياسيا وخلقيا، فأنشأ أجيالا من العلماء والأدباء والشّعراء، ومن أبرزهم: مفدي زكرياء شاعر شمال إفريقيا، وحمود رمضان.

قام بشؤون طباعة صحيفة وادي ميزاب في تونس، بمساعدة الشّيخ قاسم بن الحاج عيسى، من 01 أكتوبر 1926 إلى 18 جانفي 1929، وكان رئيس تحريرها.

هو أوّل رئيس لجمعية الاستقامة بقالمة عام 1349هـ/1930م، وصاحب مكتبة الاستقامة بتونس، ومسؤولا على أوقاف الإباضية بها.

كان عام 1948م أحد وكلاء الأمّة المزابية.

قام بطبع ونشر (الورد البسّام في رياض الأحكام) لجدّه صاحب (النّيل)، وصحّح وطبع (التكميل لما أخلّ به كتاب النيل) لنفس المؤلّف.

حرر مقالات في مجلة العرب تحت عنوان: بعض حقائق عن وادي ميزاب.

إنّ الحبيب بورقيبة حين شنّ حملة على خصومه، بعد أن انتخب رئيسا للجمهورية التونسية، أمر أعوانه بتتّبعهم أينما كانوا وحيثما حلّوا، إلاّ مكتبة الاستقامة «فلا أسمح لأحد منكم بدخولها مهما كلن الشخص الذي هو فيها، لأنّ هذه المكتبة كانت في عهد الحماية مأوى لكلّ الأحرار»[7].

ثّم إنّ الحبيب بورقيبة حافظ على زيارة المكتبة الاستقامة كلّ ليلة السابع والعشرين من رمضان، عند خروجه من الحفل الرّسمي الذي يقام في جامع الزّيتونة، ولم يقطع هذه العادة إلاّ بعد وفاة صاحب المكتبة[8].

توفّي الشّيخ الثّميني بتونس يوم 13 أكتوبر 1970.

-----------------------------------

 [7]-محمّد ناصر: الشيخ القرادي، 190

[8]-علي يحي معمر: الإباضية في الجزائر، الجزء الثاني، 599.

 

الشيخ محمد بن علي دبوز

c 7

 المولد والنسب:

هو الشيخ: محمد بن علي بن عيسى دبوز، ولد ببريان، إحدى قرى مزاب بالجنوب الجزائري في سنة 1337 ﻫ، الموافق لفبراير سنة 1919م، من والد يحب العلم والعلماء إلى درجة جعلته ينذر ولده للعلم وهو جنين في بطن أمه. وفيها نشأ وترعرع تحت رعاية أبوين اعتنيا به وربياه تربية إسلامية صحيحة فغرسا فيه حب العلم والعلماء والأخلاق الحميدة والروح الدينية والوطنية.

من الكتاب إلى الأزهر:
لما بلغ السادسة من عمره أدخله والده الكتَّاب في مسقط رأسه، فتعلَّم فيه القراءة والكتابة وحفظ جزءا وافرا من القرءان الكريم على يد الشيخ: الحاج موسى بن صالح موسى المال، إمام البلدة رحمه الله.
وفي سنة 1927م لما فُتحت أول مدرسة ببريان كان ضمن التلاميذ الأولين وهم السادة:

- محمد بن علي دبوز
- باحمد بن موسى قلو
- عمر بن سليمان بودي
- إسماعيل بن حاج سليمان فخار
- صالح بن عيسى ابن يامي
- باحمد بن عمر اوراغ
- قاسم بن يحي الطالب باحمد
- سعيد بن يحي الطالب باحمد
- سليمان بن حمو باحميدة
- محمد بن صالح لبسيس

وكان أستاذه فيها، الشيخ صالح بن يوسف لبسيس رحمه الله.
وفي سنة 1934م نقله والده إلى القرارة فتتلمذ على يد العالم الجليل الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض، والأستاذ الشيخ عدون (شريفي سعيد) رحمهما الله وغيرهما، وفيها حفظ كتاب الله العزيز واستظهره في شهر أوت سنة 1935م، ثم عكف على دراسة العلوم العربية والشرعية والأدبية، وقد كان شديد الرغبة في التلقي حريصا على التحصيل محافظا على أوقاته ذا قلم سيال، ومازالت مجلة الشباب التي كان يصدرها معهد “الحياة” يومئذ، تشهد على ذلك وتحفظ لنا الكثير من مقالاته المطوَّلة وفصوله الأدبية الرفيعة ومناظراته ومعاركه الأدبية، خاصة مع الأستاذ المرحوم علي يحي معمر.
وفي شهر شعبان من سنة 1944م بعد تخرُّجه من معهد الحياة أرسله والده وأستاذه الشيخ بيوض رحمهما الله إلى تونس ليلتحق بجامع الزيتونة ومعهد ابن خلدون. وهناك في الخضراء عكف كعادته بنشاطه ومواظبته على مكتباتها العامة خاصة مكتبة العطَّارين، فدرس فيها الكثير من الكتب القيِّمة في كثير من الفنون كالأدب والشريعة والفلسفة.
ومن تونس انتقل في شعبان من سنة 1946م إلى مصر برًّا، متنكرا مستخفيا عن الاستعمار الغاشم، يقطع الصحاري ويصعد الجبال وهو لا يحمل جواز سفر في حين كانت نيران الحرب العالمية الثانية مشتعلة، حتى بلغ مصر بعد ستَّة وعشرين يوما سيرا على الأقدام، وبعد دخوله مصر توجَّه إلى كلية الآداب من جامعة القاهرة ورحب به الدكتور عبد الوهاب عزام عميد الجامعة واستقبله أحر استقبال.
وفيها درس على كبار أساتذتها الأدب وتاريخه، والتاريخ الإسلامي والفلسفة، كما انكبَّ على أمَّهات الكتب في دار الكتب المصرية، فدرس كتبا قيمة في الأدب، والتاريخ، وعلم النفس، والتربية والعلوم الاجتماعية، وأصول الفقه وفلسفة التشريع، والفقه والحديث.
فانكبابه على الاغتراف وشغفه الكبير بالعلم جعلاه أوَّل الداخلين إلى دار الكتب أيام مطالعاته وآخر الخارجين منها.
وبقي في القاهرة حتى سنة 1948م إذ رجع إلى الجزائر بعد أن نال بغيته من العلم هناك.

الأستاذ في معهد الحياة:
بعد رجوعه من القاهرة إلى الجزائر، اختاره معهد الحياة مدرِّسا فيه لمادتي التاريخ والأدب، ثم أضاف إليهما التربية وعلم النفس، وقد كانتا مجهولتين لا يعرفهما المعهد قبل ذلك.
فكان نعم الأستاذ والمربي، تخرَّج على يده جيل هو اليوم يسدُّ الثغور في المجتمع ويخلفه في عمله المبارك، وكان مخلصا في رسالته تلك، يحاسب نفسه بالدقائق والثواني حتى لا يُضيِّع من حق الطلبة لحظة، يراقب تلاميذه داخل المعهد وخارجه، في سيرتهم وأخلاقهم وأعمالهم الدراسية، وحتى نظافة أجسادهم وألبستهم، يحبُّ طلبته والنكتة معهم، يخلص في تعليمهم وتهذيبهم وتربيتهم، هذا بالإضافة إلى زمالته الحسنة وتقديره الكبير للأساتذة.
وقضي في تربية النشء وتكوين الأجوال ما يقارب ثلث قرن، أي حتى آخر جوان 1981.

التأليف إلى جانب التدريس:
دخل الأستاذ محمد علي دبوز ميدان التأليف سنة 1950م، إذ بدأ كتابة فصوله في تاريخ المغرب العربي الكبير. فأخرج لنا بعد ثلاثة عشر عاما من العمل المتواصل، موسوعة تاريخية رائعة تحمل تاريخ المغرب الكبير مفصَّلا منذ ما قبل التاريخ حتى نهاية القرن الثالث الهجري، يقول عن هذا الكتاب الأستاذ محمد عطية الأبراشي “هذا أول كتاب صفّى تاريخ المغرب من زيف السياسة القديمة، والاستعمار اللاتيني ونادى بالوحدة والتضامن والمحبة والتعاون بين أهل المغرب والعالم الإسلامي”.
وقد تلقَّى المؤلف صعوبات كبيرة في سبيل تحقيق هذا العمل الجبَّار، وسافر إلى أغلب عواصم الشرق والمغرب العربيين لجمع المادة التاريخية من مصادر صحيحة وذلك تقصِّيا للحقيقة، وقام بجولات واسعة لمطالعة المخطوطات الموجودة في الخزائن القديمة داخل الجزائر وخارجها.
والسبب الذي دعا المؤلف إلى تأليف هذا الكتاب يذكره في مقدمته للجزء الثاني فيقول: “عزمت أن أكتب شيئا في تاريخ المغرب الكبير بأسلوب أدبي وتحليل فلسفي، وببحث علمي نزيه يليق لمطالعة مثقفينا ويكون مرجعا لجامعتنا ومدارسنا ويصفِّي أبواب تاريخ المغرب التي كدَّرتها ودنَّستها أكاذيب السياسة القديمة ودعايات المستعمرين وسمومهم فصارت خطرا على المغرب ومنبعا للسموم التي تكدِّر صفاءه وتفرِّق جماعته وتمكِّن الحسَّاد والدسَّاسين من بثِّ الفرقة والشقاق في مغربنا الحبيب”.
عكف بعد إتمامه لهذه الموسوعة على كتابة تاريخ الجزائر وحركتها الإصلاحية في مؤلفين ضخمين هما التوالي:
-نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة.
-أعلام الإصلاح في الجزائر.
سجَّل فيهما الحركة الإصلاحية وتاريخ روَّادها في الجنوب والشمال قاطعا في سبيل ذلك سبلا غير معبَّدة لم يسلكها أحد قبله، وكان كثير التنقل عبر أرجاء الوطن يجلس إلى الأحياء من رواد الحركة الإصلاحية فيسجل تاريخهم وتاريخ زملائهم الراحلين. ويقول المؤلف عن المشاق التي تكبَّدها في ذلك: “إنَّ تاريخ الجزائر الحديث سيما ما كتبناه لا يوجد في الكتب فيسهل الإطلاع عليه ولكن في صدور مشائخنا الثقاة الحافظين، وفي الوثائق المخطوطة القديمة، وفي الصحف العربية الجزائرية الأولى التي أصبحت مفقودة لا توجد إلاَّ في الخزائن الخاصة التي يصعب الوصول إليها. لهذا كان الموضوع صعبا، وقد تجشمنا مشاقه وصبرنا فيه، ويسَّر الله لي مشائخي الكرام الحافظين الثقاة، وأصدقائي المخلصين فاستطعت أن أظفر بالمادة التاريخية المطلوبة”.
وتمتاز مؤلفاته بأسلوبها الأدبي الجميل ولغتها السهلة المفهومة والعبارة العذبة والتحليل العلمي النزيه، وتحمل مادَّة تاريخية هامَّة مصفَّاة من الأكدار والأكاذيب، وسجَّلت التاريخ الجزائري الحديث الذي لم يكتب من قبل.

جولة في كتبه:
1- تاريخ المغرب الكبير:
موسوعة تاريخية رائعة جمعت تاريخ المغرب الكبير بأقطاره الأربعة، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، في ثلاثة أجزاء تشتمل على 1683 صفحة من الحجم الكبير.
-الجزء الأول: من العصر الحجري حتى الفتح الإسلامي، عرَّف فيه بالبربر السكان الأصليين للمغرب العربي، وصفاتهم وأخلاقهم ولغتهم، كما خصَّص فصولا لكل من الدولة البونيقية ودولة ماصينيصا، ودولة الوندال وغيرهما من الدول والممالك والولايات التي نشأت بالمغرب قبل الفتح الإسلامي.
-الجزء الثاني: أرَّخ فيه للفتح الإسلامي ومجهودات عقبة ابن نافع، وزهير بن قيس البلوى وحسَّان بن النعمان وما لاقوه في سبيل تمكين وترسيخ الإسلام في المغرب العربي، وأعطى صورة واضحة عن المغرب في ظلِّ الدولة الأموية وولاتها وعن الفتح الإسلامي للأندلس، وما بذله طارق بن زياد وموسى بن نصير في سبيل تحقيق ذلك.
-الجزء الثالث: خصَّص الفصل الأوَّل لعهد الدولة العبَّاسية وولاتها في المغرب، والفصول تتطرَّق فيها إلى نشأة المذهب الإباضي وتاريخ بعض أئمته ورجالاته، ودولة أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح، والدولة الرستمية حتى انقراضها.

2- نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة:
في ثلاثة أجزاء تشتمل على 960 صفحة من الحجم الكبير.
-الجزء الأول: كتب فصوله الأولى عن تاريخ نهضة المغرب العربي في مختلف العصور، وعن الأعمال التخريبية الاستعمارية لإبادة الشخصية الإسلامية من الجزائر، ثم خصَّص فصولا أخرى لتاريخ بعض رجال النهضة في شمال الجزائر وجنوبها.
-الجزء الثاني: عن النهضة الجزائرية في شبابها، فتحدَّث فيه عن الشيخ عبد الحميد بن باديس، والشيخ الطيب العقبي والشيخ الحاج عمر بن يحي والشيخ محمد الطرابلسي، وعن جمعية العلماء المسلمين والجمعيات الخيرية في وادي ميزاب وأثرها في النهضة الجزائرية.
-الجزء الثالث: كان حديثه فيه عن نهضة الجنوب، عن معهد الحياة ونشأته وأطواره وأثره في نهضة الجزائر الحديثة، والبعثات العلمية التي كان يبعثها إلى خارج الوطن، كما تحدث عن نهضة الأغواط وتاريخ بعض زعمائها.

3- أعلام الإصلاح في الجزائر:
سلسلة تاريخية أصدر منها أربعة أجزاء تشتمل على 1184 صفحة من الحجم الكبير.
-الجزء الأول: تحدَّث فيه عن الأعمال التخريبية التي قام بها الاستعمار لإفساد العقيدة في بلادنا، وبسط فيه تاريخ الشيخ العربي التبسي، والشيخ بيوض والشيخ أبو اليقضان رحمهم الله وغيرهم من زملائهم ومعاصريهم.
-الجزء الثاني: واصل فيه تاريخ الأعلام الثلاثة: الشيخ العربي التبسي والشيخ بيوض والشيخ أبو اليقضان إبراهيم، وأوجز تاريخ الشيخ عبد الله بن إبراهيم أبو العلا، والشيخ الحاج بكير العنق وغيرهما.
-الجزء الثالث: ترجم فيه للشيخ امبارك الميلي والشيخ محمد الميلي والشيخ عبد القادر المجاوي، وواصل كتابته عن الشيخ بيوض والشيخ أبي اليقضان إبراهيم.
-الجزء الرابع: خصَّصه لتاريخ الشيخ بيوض رحمه الله وجهاده ضدَّ الفساد والاستعمار وما عاناه منهما، وزيارته لمدن وادي ميزاب وأثرها في تلك المدن.

على المنابر:
كان خطيبا مصقعا بليغا، يقف على قدميه الساعات الطوال، يزأر كالأسد يحاضر ويخطب بلغته الأدبية الجميلة الغنية بالنكت الخفيفة والدعابات المرحة، يخوض في شتىَّ المواضيع يدعو إلى الإسلام وإلى معرفة تاريخه، والمحافظة على التقاليد والعادات الإسلامية التي تميِّز المجتمع الميزابي، كما يتناول بالتحليل الدقيق الظواهر الاجتماعية ويبحث في القضايا العامة، ويتميز بدعوته إلى الاهتمام بالفلاحة والعناية بالنخلة خاصة، وبترغيب الشباب للعمل في التجارة التي يعتبرها مدرسة لتكوين وتربية الأجيال الناشئة.
كما يعتبر الأب الروحي للأسابيع الثقافية السنوية ببريان، بمحاضراته التاريخية المفيدة وخطبه الأدبية الرائعة.

بعض آراء الشيخ دبوز:
رأيه في الدين:
“إن الدين هو الذي يلجم النفوس فتقف في حدودها، ويضبط الغرائز فلا يندفع صاحبها إلى الموبقات، ويحمل صاحبه بدافع الخوف الشديد فيتَّسم بالصلاح، ويأتي الأعمال الحسنة الكريمة التي تسعده وتسعد المجتمع معه.
وما خلا مجتمع من الدين، إلاَّ سادت فيه الرذيلة وامتنع فيه الاستقرار والهناء، وما تجرَّدت دولة من الدين، إلاَّ كان تجرُّدا لها من الروح الذي تحيا به فتكون في الحياة جيفة نتنة خبيثة، لا تمور إلا بالديدان والنتن من موبقاتها، ويسلِّط الله عليها كلَّ الحشرات من أعدائها فترتع فيها كما تريد”. (تاريخ المغرب الكبير، ج1 ص142)

“إن التقوى هو سبب الصلاح وعامل النجاح وأساس العدل واصله، هو أم الديمقراطية ومنبعها”. (تاريخ المغرب الكبير، ج2 ص171)

رأيه في المرأة والزواج:
“إنَّ حياء المرأة هو الذي يخلق الورد الجميل في محيَّاها والفتور الساحر في عينيها، فتكون بهما لا بالمساحيق والكحل جذَّابة، تستهوي قلب الرجل وتستأثر به وتثير احترامه وإعجابه بها”. (تاريخ المغرب الكبير، ج2 ص140)

“إنَّ الزواج بداية حياة للزوجين، فيجب أن لا تفتتح بالمنكرات وتكدَّر بالمعاصي، بل يجب أن نحفظها بجو جميل طاهر، يستدعي رضا الرحمان ليبارك الزواج ويسعد الزوجين” (نهضة الجزائر الحديثة، ج1 ص207)

دعوة المثقفين إلى كتابة التاريخ الوطني:
“إنَّنا إذا لم نكتب تاريخ الجزائر الحديث من الاحتلال الفرنسي إلى الاستقلال فيما بقي من العقد الذي نحن فيه للقرن العشرين، فإنه يضيع بوفاة مصادره أو عجزهم لأنه في حافظتهم، ليت المثقفين في كل أنحاء الجزائر والعلماء والكتاب منهم بالخصوص يعرفون الواجب المفروض عيهم لأمتهم، وأعقابهم ومحبي المعرفة في أنحاء الدنيا، فيسارعوا إلى رواية تاريخنا الحديث من مصادره التي لا زالت موجودة في نواحيهم. فيجمع أقصى ما يصل إليه من المادة التاريخية لناحيته فيكتبه وينشره، فيتكوَّن لنا مما ينشر عن كل النواحي تاريخ الجزائر الواسع الكامل الذي يحفظ لنا ما بقي من مادة”. (أعلام الإصلاح في الجزائر ج2 ص10)

“انَّه ليس تعصُّبا أن يحصر المرء جهوده في ناحية، فيكتب لنا كل ما يعرف من تاريخها، بل هو واجب وليس إسرافا أن يتوسَّع المرء في الكتابة عن ناحيته، لانَّ ما يعلم من تاريخها ليس مدوَّنا، فإذا لم يكتبه وينشره يضيع”.
إلى أن يقول: “فعليه أن يكتب لنا كلَّ ما يعرف من تاريخ جهته فهو عليه اقدر وله أكثر فهما، وإذا أوجز فكتم تاريخا فضاع فانه آثم، هذا هو جوابنا لمن يعيب المؤلف الذي يعرف واجبه نحو أمته كلِّها، فيتوسع في تاريخ ناحيته ويقدِّم إلينا كلَّ ما يعرفه عن تاريخها المهم النافع”. (أعلام الإصلاح في الجزائر، ج2 ص10)

من أخلاقه الكريمة:
كان الأستاذ محمد على دبوز مثالا في التقوى والورع وعمارة المسجد، له قلم سيال لا يبارى، نشا على حب العلم والرغبة الشديدة في تحصيله وحب العمل والإخلاص فيه، يحبُّ النكتة الطريفة والدعابة الجميلة، شديد الحرص على الوقت والمحافظة على المواعيد، ويُحكى أنَّه أولم وليمة وحدَّد لها موعدا، فما أن فات الوقت المحدَّد حتى أغلق بابه، فجاء بعض المدعوين متأخرين، فانتظروا حتى فتح لهم الباب ونبَّههم إلى ضرورة المحافظة على المواعيد، وقرناؤه يعرفون ضبطه لمواعيد ولا يجرأ أحد أن يتأخَّر عن موعد حدَّده له.

نهاية الجهاد:
بقي الأستاذ في معهد الحياة ينشئ الأجيال، ومؤلِّفا يخلِّد تاريخ الجزائر وتاريخ أبطالها الأمجاد، حتى المَّ به مرض عضال فأقعده في صيف سنة 1981م، فاعتزل الحياة العامَّة وقضى أيَّاما في المستشفى بالعاصمة، نُقل بعدها إلى مسقط رأسه حيث وافته المنيَّة مساء يوم الجمعة 16 محرم 1402 ﻫ، الموافق ليوم 13 نوفمبر 1981م، بعد حوالي ثلث قرن من العمل المتواصل في ميداني التربية والتأليف.
انتظم له حفل جنائزي رهيب ببريان، يوم السبت 17 محرم 1402 ﻫ، الموافق ليوم 14 نوفمبر 1981م، حضره جمهور من البلدة وضيوف عديدون من مختف الجهات.
وكان لنبا وفاته وقع كبير في ميزاب والجزائر والعالم الإسلامي كلِّه، وبكاه تلاميذه وأصدقاؤه.
وقد أقيم مهرجان حافل يوم 19/01/1982 إحياء لذكرى وفاته بمدينة القرارة، تبارى في الإشادة بأعماله العظيمة ونشاطاته التاريخية وصفاته الحميدة الأدباء والبلغاء والشعراء، قدموا إليها من كل حدب وصوب.
كان رحمه الله أبا لثلاث بنات وثمانية أبناء رباهم تربية حسنة صالحة مستقيمة.
تغمَّد الله الفقيد برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنانه، وقيَّض للأمَّة من يخلفه في جهاده التربوي وأعماله وسيرته الحسنة، آمين

بقلم يوسف الواهج

الشّيخ محمّد بن علي دبّوز

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الشّيخ محمّد بن علي دبّوز

ولد ببريان في فيفري 1919م /1337هـ. بدأ دراسته فيها على يد الشّيخ الحاج موسى بن صالح موسى المال إمام البلدة، ثمّ الشّيخ صالح بن يوسف لبسيس.

وفي سنة 1934م، نقله والده إلى القرارة، فتتلمذ على الشّيخ بيوض والشّيخ عدون وغيرهما.

وفي شهر شعبان من سنة 1944م، أرسله والده وأستاذه الشّيخ بيوض إلى جامع الزيتونة ومعهد ابن خلدون بتونس. وبعد عامين، انتقل منها إلى مصر، مستخفيا عن الاستعمار، حتّى بلغها بعد ستّة وعشرين يوما قطعها سيرا على الأقدام. توجّه إلى كلّية الآداب ومن جامعة القاهرة وبقي فيها حتّى سنة 1948م، حيث رجع إلى الجزائر بعد أن نال بغيته من العلم هناك.

اختاره معهد الحياة بالقرارة مدرّسا فيه لمادّتي التّاريخ والأدب، ثمّ أضاف إليهما التّربية وعلم النّفس، ودخل ميدان التّأليف سنة 1950م وترك لنا:

-تاريخ المغرب الكبير، في ثلاثة أجزاء.

-أعلام الإصلاح في الجزائر، في خمسة أجزاء.

-نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة، في ثلاثة أجزاء، طبع بالشّام عام 1960م.

توفّي يوم 16 محرّم 1402هـ /13 نوفمبر 1981م.

الشيخ محمد بن عمر داودي

لشيخ محمد بن عمر داودي
رجل الكتاب والسنة

مقدمة:

لا يشك أحد أن آثار العلماء الربانيين لم تزل خالدة منذ آماد بعيدة، وهي آثار محمودة وجليلة، فإذا ما ذكروا في المجالس ترحَّم الناس عليهم ودعوا لهم بالمغفرة والقبول، وإن ذكرت أعمالهم الصالحة، ومساعيهم المشكورة، في مجالات الخير المختلفة، وأخلاقهم الرفيعة العالية، تأسى بهم الخلَف الصالح، واستقى من نبعهم الفياض، واستنار من أنوارهم الربانية، لا يضلون من بعدهم الطريق.

لقد أخذ الله إلى رحمته الواسعة، جحافل الكثير من العلماء المخلصين، فمنهم من أوذي في الله إذايات بليغة، ومنهم من سجن، ومنهم من قتل ونال الشهادة، فهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، آية من سورة الأحزاب، إنهم في عملهم العلمي والدعوي قناديل للأمة يستنير بها خلق كثير.

لقد ربح البيع أبا يحي، كما قال رسول الله صلى الله عيه وسلم لصهيب الرومي، فهكذا يقال لهؤلاء العلماء، إذ أنهم باعوا أنفسهم لله، فطوبى لهم وحسن مآب، فهذا هو مصير الصادقين المخلصين.

الشيخ محمد طرابلسي

c 7 الشيخ محمد بن إبراهيم قرقر الطرابلسي

نسبه وولادته

هو الشيخ محمد بن الحاج إبراهيم بن سليمان ڤرڤر، لقّب بالطّرابلسي لولادته ونشأته في طرابلس الغرب (عاصمة ليبيا). هاجر والده عام 1885م من بريان قاصدا طرابلس، حيث ولد الشيخ يوم السبت 20 ربيع الثاني 1304هـ، الموافق لـ: 15 جانفي 1887م.

تعلّمه

لما أتمّ الشيخ العام الرابع من عمره أدخله والده الكتّاب، فحفظ القرآن الكريم على يد المقرئ الشيخ محمد بن عبد القادر الفزّاني المرزقي، وأتمّ حفظه واستظهره عام 1318هـ/1900م بالرّوايات السّبع (وعمره أربعة عشر عاماً). كما أتقن تجويده إتقاناً جيداً، وفاز عام 1319هـ/1901م في امتحان التجويد وانتخب مجوّداً في جامع درغوث باشا، كما فاز في امتحان القراءات السّبع، وعيّن مجوداً في مسجد حسن باشا. ثمّ أخذ مبادئ النّحو والصّرف عن الشيخ ابن محمود، والتفسير والفرائض من مفتي طرابلس العلاّمة الشيخ نصر القمي. وفي عام 1322هـ/1904م شدّ الرّحال مسافراً إلى مزاب، وفي طريقه مرّ على جامع الزيتونة بتونس فمكث فيه سبعة أشهر يتلقّى عن مشائخ الجامع العلوم الشرعية والعربية. ثمّ واصل المسير إلى بريان، ومكث بها شهرين، ثمّ قصد بني يزڤن لزيارة قطب الأئمة العلاّمة الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش -- لينهل من علمه الغزير، والتقى هناك بالشيخ الحاج عمر بن حمو بكلي الذي استضافه في بلدة العطف، حيث لازمه ثمانية أشهر قرأ خلالها كتباً كثيرة، وكان يزور القطب كلّ يوم خميس ويراجعه في بعض المسائل، وفي هذا يقول الشيخ الطرابلسي: ((كانت تلك الشّهور من أحسن شهور حياتي، لأنّني تفرّغت فيها للعلم))، ولولا أنّ والده استدعاه إلى طرابلس لمكث في مزاب أكثر ليستفيد من علمائها الأجلاّء. وفي طريق عودته إلى طرابلس حلّ بالجزائر العاصمة، فلازم الشيخ عبد القادر المجّاوي شهراً يأخذ من علمه، وفارقه باكياً كما يقول.

c 7 جهاده التربوي والتعليمي والإصلاحي

تعليمه في طرابلس

في عام 1327هـ/1909م عُيّن معلّما في مدرسة الاتّحاد والتّرقّي العصرية في طرابلس، فأدّى عمله على أحسن وجه، كما تعلّم في ذات المدرسة اللّغة التّركية وبدأ نظم الشّعر والكتابة في الصّحف. ولم يقتصر دوره في طرابلس على التّعليم فحسب، بل كان يعاضد المصلحين هناك بما ينظمه من قصائد وأناشيد حماسية للطّلبة ومقالات نارية ضدّ الاستعمار الإيطالي، الشيء الذي جعل اسمه يدرج ضمن قائمة المصلحين الذين تقرّب بهم خونة البلد إلى السّلطات الإيطالية. ولما احتلّت ليبيا عام 1330هـ/1911م، نكّل الاستعمار بهؤلاء المصلحين ونهبت السلطات الإيطالية أموال أسرة الشيخ الطرابلسي الذي تمكّن من الفرار مع أسرته متّجهاً إلى بريـــان.

عودته إلى بريان وتدريسه فيها

مرّ الشيخ في طريقه إلى بريان على القرارة، فحلّ بها واحتفت به المدينة احتفاءً عظيماً واستضافته نحو أسبوعين. ولما وصل الشيخ إلى بريان فتح له السيد الحاج سليمان قلّو داراً للتعليم أمام المسجد العتيق في دار آل ادباش، لكن الشيخ كان عازماً على تكوين مدرسة عصرية يواصل فيها التّعليم بالطّرق الحديثة، فصُدم بعدم توفّر الجوّ الإصلاحي لتقبّل الأنماط العصرية للتّعليم في البلدة، ووقف في طريقه معارضو الإصلاح مثلما وقع مع الشيخ الحاج النّاصر الداغور ومع الشيخ بيوض في القرارة.

جهاده التربوي والإصلاحي في القرارة

كانت القرارة قبل قدوم الشيخ الطّرابلسي قد بدأت تستفيق من الغفلة الدينية والعلمية التي كانت تعشّش على الجزائر عموماً ووادي مزاب خصوصاً، والتي تسبّب فيها عنكبوت الاستعمار الفرنسي الذي كان يرمي إلى تجهيل الشّعب الجزائري واستئصال شخصيته الإسلامية منتهجاً في ذلك سياسة ((الخبز عن يميني والصّليب عن يساري))، وسانده في ذلك ضعاف النّفوس ودعاة المحافظة (أو بالأحرى الجمود) الذين وقفوا بالمرصاد لكلّ من حاول الإصلاح وإخراج النّاس مما هم عليه من الجهل. ومن بين من حمل على كاهله مسؤولية الإصلاح ومحاربة محاربيه في القرارة كان الشيخ الحاج إبراهيم بن عيسى البريكي والشيخ الحاج عمر بن يحي المليكي بمعهديهما، ثمّ من بعدهما الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض تلميذهما. وكان الشيخ الحاج عمر بن يحي يجد صعوبة في تعليم التلاميذ الجدد في معهده بسبب نقص التّكوين الذي تلقّوه في الكتاتيب، فكان يضطرّ إلى أن يستدرك لهم ما فاتهم في الكتاتيب خاصة في الجانب اللّغوي وتلاوة القرآن الكريم وتجويده، فثقل عليه الحِمل خاصة مع تزايد شؤونه خارج التّعليم وشعر بالحاجة إلى مدرسة ابتدائية عصرية لإعداد هؤلاء التّلاميذ، وظلّت القرارة على ذلك حتى جاء اليوم الذي حلّ عليهم فيه الشيخ الطرابلسي ماراً إلى بريان، فأُعجبوا بفصاحة لسانه وحفظه للقرآن الكريم وعذوبة صوته في تجويده، فعلموا أنّه المعلّم الذي ينشدون خاصة لما عرفوا عزمه على إنشاء مدرسة عصرية، واستغلّوا فرصة تفريط أهل بريان فيه فدعوه إلى التّعليم في القرارة فأجابهم إلى ذلك. وفي ذلك يقول الشيخ بيوض: ((لقد ابتدأ الشيخ الطرابلسي الإصلاح في التّعليم الابتدائي والتّربوي، سيما تربية اللّسان على الأداء السّليم، وشهدت منه القرارة نوعاً من التّعليم العصري لم تعهده من قبل، وتحسّن الخطّ العربي تحسّناً عظيماً)). وكان أوّل ما اعتنى به الشيخ في تعليمه تحفيظ القرآن الكريم وإتقان تجويده، وغرس العقيدة في نفوس التّلاميذ، إضافة إلى تعليم الصّلاة، وتعليم الحديث وبعضاً من قصائد الحكماء، كما كان يُعنى بفصاحة اللّسان والبلاغة. ومن النّاحية التربوية كان الشيخ يخصّص كلّ خميسٍ درساً في الأخلاق، يغرس في تلاميذه الصّفاء والنّشاط والشّجاعة والجدّ والتّضحية وحبّ العمل. لم يهمل الشيخ الجانب البدني، فكان يخرج بتلامذته مساء كلّ خميسٍ إلى ظاهر القرارة، فيمارسون ألعاباً رياضية مختلفة، إضافة إلى السّباحة في الآبار في الصّيف وفي الوادي إذا سال. وتخرّج من مدرسة الشّيخ أجيال عديدة من حفّاظ القرآن الكريم، فكان منهم العلماء النّبغاء والمعلّمون المخلصون وجند النّهضة والإصلاح، مثل الشيخ سعيد بن بالحاج شريفي (الشيخ عدّون)، الشيخ صالح بن يوسف أبسيس والحاج محمد بن بكير باشعادل. وكان للشيخ الطّرابلسي فضل كبير في التّمهيد لمعهد الحياة إلى جانب الحاج عمر بن يحي، فقد كان أغلب طلبة المعهد الأوائل من تلاميذه، وفي هذا يقول الشيخ محمد علي دبوز: ((إنّه لولا الشيخ الطرابلسي ما ظفر معهد الحياة في أطواره الأولى بكثير من تلامذته الأذكياء الذين سايروا الشيخ بيوض واستطاع أن يسرع بهم الخطى، وترقّى بهم التعليم الثّانوي وكانوا سبب ازدهار المعهد وتقدّمه)). وإلى جانب الواجب التّعليمي ساهم الشيخ في المسيرة الإصلاحية في القرارة بدروس الوعظ والإرشاد التي كان يلقيها في مدرسته، وكذا بالمقالات والقصائد التي كان ينشرها في جرائد الإصلاح، الشّهاب ووادي ميزاب. وبعد أن تيقّن الشيخ من أداء واجبه في القرارة، انتقل عام 1349هـ/1930م إلى بسكرة. ورغم أنّ الشيخ لم يتولّ التّعليم والإصلاح في مدينته (بريان) بعد أن غادر القرارة، إلاّ أنه كان له فضل هنالك، إذ أنّ المعلّم الذي انطلقت به مسيرة التّعليم في مدرسة الفتح عام 1928م كان من تلاميذه وهو الشيخ صالح بن يوسف أبسيس، كما تولّى القضاء في المدينة تلميذه الحاج محمد بن بكير باشعادل.

جهاده التربوي والإصلاحي في بسكرة

اختلفت المصادر التّاريخية حول المسيرة التّعليمية والتّربوية للشيخ الطّرابلسي في بسكرة، لكن أرجح الأقوال هو ما ساقه الشيخ محمد علي دبوز معتمداً على من عاصر الشيخ الطّرابلسي واطّلع على نشاطه الإصلاحي والتربوي مثل الحاج حمو بن عبد الله لعساكر، وحسب الشيخ محمد علي فإنّ الشيخ الطّرابلسي كان من الثلاثة الذين افتتحوا التّعليم عام 1350هـ/1931م في مدرسة الإخاء التي أنشأها آل بسكرة وتولّى إدارتها الشيخ محمد خير الدّين، وبعد سنوات انفصل الشيخ عن هذه المدرسة واشتغل كاتباً للسيد عيسى بن عمارة خبزي، ثمّ عاد إلى التّعليم في مدرسة الميزابيين، وهي خلاف مدرسة الإخاء، وأبلى فيها مثلما فعل في القرارة، ويقول الشيخ أبو اليقظان أنّ الشيخ الطّرابلسي تولّى الإدارة في هذه المدرسة الإباضية. وكان للشيخ دور إصلاحي في بسكرة، إذ كان يلقي دروس الوعظ والإرشاد في مسجد الإباضية خاصة في ليالي شهر رمضان المعظّم، وكان يفصل في الخصومات ويشرف على الاجتماعات، كما أنّه كان يلقي دروساً في مدن الشّمال التي يزورها. وكان للشيخ صلة وطيدة بعلماء بسكرة، لا سيما الشيخ محمد خير الدّين والشيخ الطّيب العقبي. وبعد أن وجد الشيخ الخلائف الحسنة في التّعليم اعتزل هذا المجال نهائياً واعتكف على مكتبته العامرة، إلى أن عاد إلى بريان عام 1947م.

دوره في جمعية العلماء المسلمين الجزائرييين عدل

كان الشيخ محمد الطّرابلسي من الأعضاء المؤسّسين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام 1931م، وظلّ ناشطاً فيها إلى أن توفّاه الله، ولعلّ اتّصاله بها كان عن طريق الشيخين محمد خير الدّين والطّيب العقبي. وكان للشيخ الشّرف في افتتاح الجلسة التّأسيسية للجمعية بتجويد سورة الصّف كاملة.

وفاته

في عام 1366هـ/1947م رجع الشيخ إلى بلدته (بريان) بعد أن أمضى أزيد من ربع قرنٍ في الجهاد التّربوي والتّعليمي والإصلاحي والأدبي والصّحفي، ووافاه أجله يوم الخميس 12 صفر 1367هـ الموافق لـ: 25 ديسمبر 1948م، وخرجت المدينة كلّها في جنازته وبكاه العلم والإصلاح وأبّنه بعض الكتّاب في جريدة البصائر.

شخصيته

علمه

كان الشّيخ الطّرابلسي عالماً جليلاً، واعتمد في تحصيل العلم على نفسه فأتقن العلوم العربية والشّرعية والتّاريخية، وتخصّص في الحديث النّبوي فكان من أبرز علماء المغرب فيه حفظاً وعلماً، وفي ذلك يقول الشيخ أبو اليقظان: ((وله خبرة واسعة على حديث رسول الله، وخبرة بنقد رجال الحديث)). ويمتاز الشيخ بشدّة حفظه لكتاب الله، وعذوبة صوته في تلاوته الذي يسحر به الألباب، ويقول الشيخ بيوض: ((وقد حضرت إحدى المجالس فجوّد فيها سورة الإنسان فلم أسمع في حياتي أحسن من تجويده، فما يزال صوته يرنّ في أذني إلى الآن طيلة أربعين عاماً أو أزيد)). وكانت له ثقافة دينية أصيلة، وفصاحة وأدب رفيع انعكست في قصائده ومقالاته، حيث شبّهت هذه الكتابات بمقالات التّفسير، حتى كاد يخرجه طابعه هذا من حيّز المقال الصّحفي كما يقول الدّكتور محمد ناصر.

c 7 أخلاقه

امتاز الشيخ بأخلاق حميدة وفاضلة كوّنت وبلورت شخصيته الاجتماعية، نجد ثلاث صفات:

شجاعته في التّصريح بالحقّ:

لقد بلغ الشيخ من هيبة الخالق ما جعل كلّ مخلوق يهون أمامه، فكان يشمخ على المتكبّرين والأغنياء والحكّام، واتّضح هذا جلياً في دروس الوعظ والإرشاد التي كان يلقيها في بسكرة؛ فكان ينزل الصّواعق على رؤوس المفسدين، وأعانه على ذلك فصاحة لسانه وبلاغته، وامتدّت صفته هذه إلى مقالاته الصّحفية؛ فقد أسال الحبر الكثير في محاربة المبشّرين وفضح نواياهم الخبيثة في زمن كانت تعتبر فيه السّلطات الاستعمارية مهاجمة المبشّرين جريمة نكراء. ومما اشتهر به في ذلك محاربة العلماء الجامدين في مزاب والجزائر، الذين زرعوا بذور الشّقاق المذهبي في عقول النّاشئة وحاربوا الإصلاح فقيّدوا العقول عن الانطلاق في العلم، وانتحلوا لأنفسهم حقّ الوصاية على الفكر، حتّى بلغت بهم الجرأة أن يحرّموا قراءة المجلاّت، وفي هذا يكتب الشيخ في جريدة الإصلاح: ((ولقد بلغ بهؤلاء الخاملين الجامدين الشّره والجشع حتّى صاروا يحرّمون الجرائد والمجلاّت ويحظرون على النّاس قراءتها، وكلّ من دفع معلوم اشتراكه في الجرائد والمجلاّت فهو عاصٍ، لا تقبل معذرته إلاّ إذا تبرّع عليهم بمثله أو بيّنه في ثلث وصيته...)).

همّته العالية:

اهتمّ الشيخ بطلب العلم طوال حياته، ولم يشغله التّعليم والإصلاح والإرشاد والوعظ عن مواصلة تثقيف نفسه حتى غدا شاعراً أديباً، وعالماً معلّماً ومربّياً مصلحاً، وتخصّص في علم الحديث وبرع فيه.

حبّه الشديد للعلم واعتماده على نفسه:

كان شديد الشّغف بالعلم وتحصيله، ويبدو ذلك جلياً من خلال شدّه الرّحال إلى عدّة أماكن لينهل من مختلف العلوم، وكذا من خلال اعتكافه على مكتبته في بسكرة. كما كان ينادي بطلب العلم ويبيّن مكانته العظيمة؛ فنظم في هذا عدّة قصائد، جمع بعضها الشيخ محمد الطّاهر الزاهر في كتابه (شعراء الجزائر).

شخصيته التربوية

كان محباً لعمله ومحباً لتلامذته مخلصاً في تعليمهم، فنفذ بذلك إلى نفوسهم وجعلهم معجبين به يحبّونه حباً شديداً، وهذه من الأسباب الكبرى لنجاح المربّي. وكان يبيّن لتلاميذه أنّ التّلميذ لن ينجح في حياته إذا لم يعتمد على نفسه في كلّ شيء، ولن يستطيع أن يعتمد على نفسه إذا لم تتوفّر فيه الشّجاعة الأدبية والاعتداد بالنّفس والثّقة بها. رحم الله شيخنا الفاضل، وجزاه عنّا خير الجزاء على ما ضحّى في سبيل إرساء دعائم التّعليم الميزابي، ووفّقنا إلى المحافظة على هذه الأمانة وتطويرها نحو الأفضل وتبليغها إلى الأجيال اللاحقة كاملةً غير منقوصة – آمين – والحمد لله ربّ العالمين.

 

c 7 c 7له قصيدة عنوانها :

العلم والوطن نشرها سنة 1926 في جريدة صدى الصحراء، الصادرة ببسكرة، لصاحبها أحمد بن العابد العقبي.

المصادر

أرشيف عشيرة آل بلفع -بريان-

نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة (الشيخ محمد علي دبوز)

المقال منشور في مجلة الهدى (العدد 17).

ويكيبيدبا

الشّيخ يوسف بن بكير حمو أُوعْلِي

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الشّيخ يوسف بن بكير حمو أُوعْلِي

ولد بالعطف حوالي 1887م. ونشأ فقيرا يتيما ضريرا. بعد أن قضى فترة الصّبا عاملا ومتعلّما بمحضرة باسا لم، أرسله الحاج حموده بن الحاج يحي بهون أُوعلي إلى القرارة. فيها حفظ القرآن وأخذ مبادئ الدّين بمعهد الشّيخ الحاج عمر بن يحي، وانضمّ إلى حلقة ّإِرْوَانْ بالقرارة. وعندما رجع منها، واصل تعلّمه على الشّيخ الحاج عمر باكلّي الذي وجّهه إلى معهد القطب ببني يزقن سنة 1913م.

وفي سنة 1917م، سافر إلى تونس مع البعثة العلمية المزابية، واستمرّ في التّحصيل اللّغوي والدّيني بجامع الزّيتونة عند الشّيخ النحلي وابن يوسف وغيرهما.

في سنة 1923م، رجع إلى الوطن، واختبر عضوا بحلقة العزابة، وتولّى الفتوى ومشيخة المسجدين، والتّدريس بدار إروان بالعطف.

وفي سنة 1954م، انتقل إلى بني يزقن للتّدريس بالمعهد الجابري، خلفا للشّيخ إبراهيم حفّار، ولم يتخلّ عن هذه المهام إلى أن قعد به المرض والعجز سنة 1981م.

في سنة 1963، عيّن نائبا لرئيس مجلس عمّي سعيد، وتولّى رئاسته الشّرفية عام 1981م، ونظرا لكبر سنّه عهد بشؤون المجلس لتلميذه الشّيخ بكير عبد الرّحمن بن عمر باكلّي.

توفّي يوم 5 ربيع الثاني 1405هـ/28 ديسمبر 1984م، بالعطف.

الظواهر الصوتية للغة الامازيغية

c 7

اللغة الأمازيغية كغيرها من لغات العالم تتميز بمجموع من الخصائص و العوامل و الظروف حين توفرت تشكلت منها منظومة صوتية

تحتاج الى بحوث ، دراسات ، مقارنات و استنتاجات. واللغة في الاصل اصوات تسمع قبل ان ثم ظبتها برموز الكتابة . وقد تكون ظواهرها ناتجة عن عسر نطق الانسان لبعض الحروف اثناء التقائها بحروف اخرى فيتم استبدالها او ادغامها. وللظروف الطبيعية والمناخية واتساع الرقعة الجغرافي جانب كبير من التأثير على جهازه الصوتي . وحتى طريقة تلقيه او سماعه للاصوات وقد يكون خللا او نقصا في السمع مما يجعله يؤول صوتا معينا او يستبدله بصوت اخر .

ولو قمنا بجولة في المناطق الناطقة بالامازيغية على مد شساعة المغرب الكبير شمالا ، شرقا ، غربا جنوبا لتقصينا عن كثب هذه الخصائص و المميزات للمنظومة الصوتية للانسان الامازيغي . فلهجة الساكن في الجبال و المرتفعات غير لهجة الساكن في السفوح و المنخفضات . والبدوي غير الحضري الخ .

وحسب تجربتي البسيطة و معرفتي المتواضعة هناك

الكثير من الكلمات في الامازيغية قد تكون موحدة لكن نطقها مختلف . حسب خصائص الحروف من حيث الشدة و الرخاوة و الجهر و الهمس ، قد يطغى صوت على صوت فنضطر الى ادغامه او ادماجه او استعاضته بحرف اخر او حين يتشابه او يتماثل في المخرج و النطق . مثل د.ط / د.ت....ص.ض. .ص.ت. ل/ ن ..م/ ب .الخ

لنأخد مثلا حرف الراء قد ينطق حاء او عينا وقد يستغنى عنه في اخر الكلمة هذا موجود في منطقة ادرار و تيميمون

مثال لبعض الكلمات بها راء تقلب حاء او عينا :

الرحى او تاسيرت . تامغرت . امرصيض . تارضونت...الخ

يصبح تاسيحت . تامغحت امحصيض . تاعضونت...الخ

الميم / الباء.... ملمي / بلمي... ماتا / باتا

م/ ن .. اميدول / اميدون...تاممت / تامنت

اسودم / اسودن : التقبيل

اللام يقلب راءا عند الرفييين

وول / وور

اللام يقلب جيما مقرونا بدال عند الريفيين : يللي / يدجي . ازلليف / ازدجيف .

.

ج / g /ي . تارgا / تارجا / تاريا .

الهاء و التاء

هامطوت و تامطوت عند ايشاوين و ايشنوين

ااهاء و الزاي

اهلوم / ازلوم .. ئهي / ئزي....عند ايموهاغ .

ش ، تش / ك . اتشال / اكال

القلب احيانا لتحاشي النطق للكالمات التي قد يسمعها البعض على انها عيب مثل ازبلح فيضطر الناطق الى قبلها ازلبح .

عند تشديد الحرف : مثلا قد يقلب الغين قافا . يرغو / ييرق / ينغو ' يينق يمغور . ئمقر ..الخ

ض / ط...عند القاء الضاد بتاء ينطق طاء . يازيض تيازيط و الاصل تيازيضت .الخ .

الفرقد سليمان بن يحي بوجناح

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الفرقد سليمان بن يحي بوجناح

      ولد بغرداية عام 1905. بدأ الدراسة بأحد كتاتيبها، ثمّ سافر إلى تونس وعاد ليتمّ دراسته الثانوية بثانوية بِيجُو (الأمير عبد القادر حاليا) بالجزائر العاصمة.

      عرف بحماسه الوطني وقلمه الناري منذ الصغر. حارب الاستعمار والتبشير، وحرم من دخول امتحان البكالوريا انتقاما منه لما كتب ضد التبشير. زجّت به السلطات الاستعمارية في سجن باربروس سنة 1929.

      في تلك السنة، كان أحد مؤسّسي جمعية الوفاق بالعاصمة وكاتبها العام.

       أمّا رئيسها فهو المرحوم سعيد بن بكير خالدي اليزقني. ولما نفي الفرقد إلى أقاصي الصحراء من طرف الاستعمار، لنزعته الوطنية، توقفت الجمعية مدة سنتين.

    من آثاره كتاب الفرقد، وهو مجموعة مقالات اجتماعية وسياسية بالعربية. وله مقالات كثيرة بالفرنسية موزعة في الصحف الفرنسية ذات الاتّجاه الشيوعي والاشتراكي[18].

    من ذلك، مقال صدر في الجريدة (الجزائر الجمهورية) يوم 7 أوت 1939، يدعو فيه إلى إنشاء الجبهة الإسلامية الجزائرية، لتحقيق الوحدة بين مختلف التشكيلات السياسية الجزائرية، ضدّ الموقف المتصلب للاستعمار.

    توفي عام 1988.

-------------------------------

 [18]-محمّد ناصر: المقالة الصحفية الجزائرية، الجزء الثاني، 223.

الفنان ادريس بن محمد باجو

c 7

تعرفت عليه من خلال اللقاءات الفنية الإنشادية ، والمهرجانات ، شاعرا يداعب الكلمات على الأوراق و ينشدها بصوته الشجي ،أداؤه يترنح بين العربي و الأمازيغي حين أسمعه يحضرني المطرب فريد الأطرش ، إنّه ابن واحات مزاب ، قصر تغردايت غرداية

الفنان ادريس بن محمد باجو، من مواليد 09 جانفي 1983م. نشأ مولعا بالنغم الأصيل و الكلمات الجميلة ، ومقلّدا لكبار المرتلين والمنشدين منذ صغره.

عرف بنشاطه الجمعوي ،

-انخرط في جمعية الأجيال الصاعدة سنة 1997م إلى غاية 2003م.

-عضو في اللجنة الفنية لعشيرة "آت محرز".

-رئيس فرقة "أنغام الوادي" التابعة لداخلية الحياة بالقرارة أيام كان طالبا بمعهد الحياة بين سنة 2001/2003م.

-لازم الأستاذ عمر بن يحي داودي في نشاطه الفني من سنة 2003 إلى غاية اليوم .. مرورا بتأسيس جمعية النغم للفن والأدب سنة 2007م.

-مدير فني لفرقة صوت الفلاح من سنة 2011م إلى غاية اليوم.

أعماله الفنية :

-مشاركات محلية ووطنية وحتى خارج الوطن من أعراس وحفلات ومهراجانات...

-مشاركات عدة في ألبومات وأوبيراتات رفقة الأستاذ عمر داودي.

-شكل ثلاثي المنشدين رفقة احمد جمال وحمادة كمال في البوم "نبض الوطن".

-ساهم بعدة ألحان في البوم نغمات الابداع مع فرقة "صوت الفلاح".

-تغنى من كلماته وألحانه ثلة من منشدين في أعمال فنية مختلفة. ولازال في عطاء دائم خدمة للفن الاصيل و الرسالة الهادفة .

 

ومن اشعاره : 

اَبَابَنَّغْ

اَبْدَاﺮَتشْ دتَمَمْتْ اِلـْسَـاوَنْ

اَبْدَاﺮَتشْ دتَالْوِيتْ اَوُّولاَوَنْ

*******

اَوِ اِلاَّنْ دْ اِﭬــَّنْ، لاَشْ ﻏَﺮْسْ اَلْمَلـْدَادْ

اَوَنِّـــــــــي لاَّنْ، اِتْوَاﺗـْﺮَا اِتْوَحْمَـــادْ

اَبَابَنَّغْ، اَيْمُقْــــــــﺮَانْ نْ اِمُقْــــــﺮَانَنْ

اِﺸَتشْ اَيـــُــــــــــوشْ، اَنْشَمَّرْ اُرَانَنْ

*******

اَشْنَتْــــــــــــﺮَا سْ اِبَدُّوﺮْنَتشْ اِمْدَانْ

اَشْنَتْـــــــــﺮَا اَيْجَـلــِّـيــــدْ نْ اِجَلـْدَانْ

اَشْنَتْـــــــــــﺮَا سْ وَمْشَانَتشْ اَمُقْرَانْ

اَشْنَتْـــــــــﺮَا سْ اِخْسَــانْ دْ اِﺰُورَانْ

ﺰَالْ فْ وَسْرَنَّغْ مُحَمـَّـــــــــــــــــــدْ

ﺰَالْ غَفْسْ اَيــُـــــــــــــــوشْ تْسَلـْمَدْ

*******

اَوِ رَﺰْمَنْ تِوَنْجِيمِيـــنْ يَسْلَمَّــــــــــادْ

اُوشَـانَغْ تِيدَتْ اَوَّعْزَامْ دْ وَلـْمـَــــــــادْ

اَوَنـِّــي اِلاَّنْ تُكـِّيـــسْ دتَاﺮْ اَشْحَــــادْ

ﺠﱠﺎنَغْ سِي مِدَّنْ اِتَّجَّانْ سْ وَيْنِي لَمْدَنْ

*******

سْ وُولاَوَنْ ﺮَقـَّـــــــــنْ دتَحْرِيرِيدَنْ

اَشْنَتْـــــﺮَا اَيُـــــوشْ اَوَنـِّي صَفْضَنْ

اِعْرَاكْنَنَّغْ دْ وَيْـنـِـــــــــــي ﺰَلـْمْضَنْ

اَصْفَضْ غَفْنَغْ آيُّولــُـــــو نْ اِبَكـَّـاضَنْ

*******

اَشْنَتْــــــﺮَا اَيُوشْ تِيفَـــاوْتْ اُولاَوْنَنَّغْ

سْ تِيفَاوْتَتشْ سِيفـَــــــــاوْ اُودْمَاوْنَنَّغْ

سِيـدَلْ فْ تَمْسِــــــــــــــي اِيـرَاوْنَنَّغْ

سَزْدْغَانَغْ تَجَمِّيـتشْ يِيدْ وَسْرِيــــــــوَنْ

اِوَالـَنْ دْ للحَانْ : إدريس ن محمد باجو - 02 جوان 2012م

تْفَاسْكَا نْ اِيـرُو

آتْ تَدَّاﺮْتْ دْ اِمْدُشَّـالْ آيـُّولـُـونْ دتَقْلَنْ سِي غِيــرُو

سُجُّومْنَاسْ اِوْمَكْرُوسْ اَدْيَاسْ سْ اُنَعْزَامْ دْ اِيـــرُو

*******

اِوَطـَّادْ سْ تْمَجِّيدَا، اِوَطـَّـادْ اِتَلـَّعْ يَتْغَاﺮْ

آوِسَّنْ وَغ اَدَحْوَانْ لَبْشَاﺮَتْ سِّيسْ دْ اَمَزْوَاﺮْ

تِيـفــَــــــاوْتْ تْـسِّـيـسِّـيـــغْ سْ اُودْمَسْ

سِـي يَسْعَ لْقــُــــــورَانْ اِدْمـَــــــاﺮْنَسْ

اَتْلاَعْ دْ اَمُقْــــــرَانْ يـُولِـيـــــدْ دِيـــسْ

يَاللهْ اَمَامـَّــــــــاسْ مـُودَاسْ اَﺮْفِـيــــسْ

اُوشِيـــتْ دْ اَنْفـَـــــــاشْ فْ وَعْرَاضْ

دتِـيـفِـيــــرْتَسْ سْ اَوَنْ وَﭭــَّـــــــــاضْ

*******

لْقُورَانْ سْ اُويُوشْ دتَالْوِيتْ د تَنَمِّيـﺮْتْ

وَاشْ اعْلِيتَكْ اَيـُـوَّا سْ اَوَنْ تِيفِـيــــرْتْ

دْ اَوْشَ نْ اُمَقْــــــرَانْ اِوِيَّخْسْ سْ مِدَّنْ

وَاسِي يَخْسِيتْ اُويُوشْ اَسْيَرْﺰَمْ اِبْرِيدَنْ

*******

اِمْدُوشَّالَتشْ اَيـُـــــــــــوَّا اُوسِـيـنْــدْ

اُسِينْـــدْ اَدْعُوكْبـَـــــانْ اَشْهَنَّــــــانْ

سِي وْجَنـَّا اَوّ اَغْلاَدْ اِزَلـْوَانْ اِوِينْدْ

دِيدَتشْ دتَّـلـْـعَنْ خْسَنْ اَدَغْنَـــــــانْ

جَاﺮَاسَنْ غِ دْ يـُـــــــوﺮْ تَلـِّيـــــــدْ

صِيوَطـَّنْ اَيـُـوشْ آيـْنِـــــي تْمَانَّانْ

*******

اَتْلاَع ْ اَيـُوَّا اَسُّــو دْ اَمُــقـْــــــرَانْ

يَزْعَمْ وَالُو سْ وَعْرَاضْ نْ لقُورَانْ

آيْتَبْهِيدْ اَسـُّـو سْ اَحُولـِـي نْ اِﺮْوَانْ

عُكْبَ غَلْ اُجَاﺮْ دْ وَلاَّيْ نْ تْسُونَانْ

*******

اَحْمَدْ رَبـِّــي وَنـِّـــي اِشَـصِّـيوْضَنْ

دتِيلِيدْ سِي اِنَلـْمَادَنْ اِلاَّنْ تْمِيـﺰِضَنْ

اَوَالْ تَتَّ اِمْرِيوْنَتشْ دْ اِسَلـْمـَــادَنْ

دْ مِدَّنْ اِتُّوغَنْ مْعَاتشْ تْعَافـَــــارَنْ

سْ تِيوَاتْرِيوْنَتشْ اَيُوَّا دِيمَا اَزْنَاسَنْ

مَغَرْ دِي تْزَعْمِـــي انَّتْنِيــنْ اَزَّاﺮَنْ

اِوَالـَنْ دْ للحَانْ : إدريس ن محمد باجو- 07 نوفمبر2015م.

سَدَّﺮْ لَمَّلْ

سُبْحَانْ اِدﺠﱢﱢينْ تَمَدُّوﺮْتْ تْبَهَّا سْ لَمْنِـي

سُبْحَانْ وَنَّغَنَّدجِّيـنْ سْ اُهـَاتِـي اَنْرَنـِّــي

سُبْحـَانْ اِدﺠﱢيـــنْ اِتَّ دَفـَّـرْ اَﭬـْنُونـِّــــي

سُبْحَانْ اِوْشِيـــنْ اَوْجـَامْ اِتَزْدَايـْـــــــتْ

دَفـَّـرْ تِـرْﻤِيـــزِي اَغَنْتُـوشْ تِيْنِــــــــي

سُبْحَانْ اُو يُوشْ مَايَلاَّ شْرَا يَجَّاسْ تْمُوسْنِي

*******

اَيُوَّا سَدَّﺮْ تَمَدُّوﺮْتْ سَدَّﺮْتْ سْ لـَمـَّــــلْ

سَزْعَمْ اُولـَتشْ سَزْعَمْتْ اَتِّـيـفَـاوْ اَتْمَـلْ

آيْتَبْهـَـا آيْتَرْنـِـــي دْ اَبـْهـَــــا سَغَ اَتَّدْوَلْ

تْوَﺮْﭬـَابْ سْ تِيطْ اِلاَّنْ غَلْ وَبْهَاسْ دتَقَّلْ

اَوَالْ قـَّـاﺮْ لاَشْ دِيـسْ يَ تَحْصـَــــــلْ

طـَّـفْ دِي وْجـَـلــِّـيـــــــــــدْ اَمُقْـــــــرَانْ

تْـرَاتْ غَفْسْ تْشـَّـــــــــــــــــــــــــــــــلْ

ﻤِيزَضْ عَافـَـرْ دتَقْلَدْ غَلْ دَسـَّـــــــــاتْ

اَيْنِـي يَضْرَا يَضْرَا يَ، اَدﺝْ اُولْ تَّــاتْ

اَوْﺠـَامْ اَيـَـوَّا سْ وَزْلـَـسْ تَدَّاﺮْتِينَّـــاتْ

شَارْ سِّيسْ اُولَتشْ اَتْرَاحَدْ دَانِي دْ دِينَّاتْ

*******

مَنَّشْتْ نْ مِدَّنْ سْ تْوَاغِيتِينْ دتُوصَاضَنْ

تْوَاغَنْ آلْ اَيْدَﺮْ نْ اُنِـيـــــــــــلْ اِوْضَنْ

سْ تْنَمِّيـﺮِيـنْ اُويُوشْ مَلْنَاسَنْ اِيضَــانْ

تَالْوِيتْ تَسِّيـﺮَتَّنْ دَوْلَنْـــدْ دتْوَضْوِيضَنْ

*******

سِي تْوَاغ ْ تَجَمِّي سْ تَخَّامْتْ نْ اِشُورَا

يُوضَ آيْنِـي يُوضَ نْ تَدَّاﭬـِيـنْ دْ اِدَشْرَا

تَنَّايَاسَنْ تَزْدَايْتْ فْ وَيْنِــي يَضـْـــــرَا:

تَمَدُّوﺮْتْ اَسْتَدَّﺮْ اِوِخْسـَــــــــــنْ اَتِسَّدَّﺮْ

وِي ضِّيكَنْ سِّيسْ اَتَجَّتِّيــــــــــدْ اَمَغَرْ

اَبْرِيدَسْ غَلْ دَسَّاتْ اُولـْتَـقَّـلْ غَلْ دَفـَّـرْ

اَوْضَ سَغَ اَدِّسِّيـلـِــــــــي اَبَنْجـُـــــــوﺮْ

وَالْ تْغِيلاَتْ غِ آيَشْتَمْ دْ اَخـَـــــــــزﱡوﺮْ

اَوْضَ سَغَ اَدِّسِّيـلـِــــــــي اَبَنْجـُـــــــوﺮْ

اِرَﺰْﻤَـاسْ تِطـَّــاوِينَسْ اِ وَﭬــْــــــــرُوﺮْ

اِلِــــي سَّجْنَغ ْ آيْنُولــُــو اَنَّرْنَ اُولاَوْنَنَّغْ

اَسْنُوشْ اُدَمْ اِفـَاوَنْ دتَدُلــِّــي اِتْمَدُّوﺮْتْ

اَنَّسْشـَــــاشْ مِدْنَنَّغْ، دْ وِي عَزَّنْ غَفْنَغْ

تَنَمِّيـﺮْتْ تَلاَّ زَدِّيغْ دْ اُسَّــانْ نْ تَفْسُوتْ

اِوَالـَنْ دْ للحَانْ : إدريس ن محمد باجو - 11 اكتوبر2012م

سَمَّسْ دِي جُولِيتْ

سَمَّسْ دِي جُـولِيتْ آيَّمْغَرْ دْ اَسْ

تْفَاسْكَا نْ تْلَلِّي تْفَاسْكَا نْ اِﻣَﻜْﺮَاسْ

تِيفَــاوْ دْزَايَـﺮْ، شَـاشَنْ طَرْوَاسْ

تَلْعَنْ مِدَّنْ سِي اِدِّيدْوَلْ اَبْهَــــاسْ

*******

اَمَزْﺮُويْ نْ تْمِيضِي دْ مَنَّاوْ اِيلاَنْ

اِشَشَّاضَنْ اَقْدَا، تْوَاغَنْ تْوَﺮْنَــانْ

اُسَّـانْ نْ ﺗﺮْغِيــنْ مْعَاسَنْ ﺰْوَانْ

سِي ﺰْوَانْ يَقَّسْ وَتْلاَعْ اَمُقْــﺮَانْ

غَلْ اِغُـــــولاَدْ، فْغَنْـــــــــدْ مِدَّنْ

آيـُّـولـُــونْ لَعْلاَمَـــــــاتْ شَمْرَنْ

اِلْسَاوْنَنْسَنْ اَوَالْ اِﭬـَّــــــــــــــــنْ

اَدْزَايَــــــــﺮْ اَنَّغْ. دتَمُورْتَنَّــــــغْ

*******

اِيَّاتَدْ اَيْمَكْـــــــــــــــﺮَاسْ.. اِيَّاتَدْ

سْ اُمَلاَّلْ دْ اُزُﭬـَّـــﺎغْ دْ اُدَالِــــي

اِيَّاتَدْ اَيْمَكْـــــــــــــــﺮَاسْ.. اِيَّاتَدْ

اِيَّــاتَدْ اَنْمَضَّڨْ تِلَلـِّـــــــــــــــــي

اِيَّاتَدْ اَيْمَكْـــــــــــــــﺮَاسْ.. اِيَّاتَدْ

اَنَّحْمَدْ يُوشَنَّغْ فْ لَهْنَــا دْ لَمَـــانْ

اِدِيَّمْتْ فْ دْزَاﻴْﺮَنَّغْ دْزَاﻴَﺮْ اِغْلاَنْ

اَتْنَتْـﺮَا اَدْيَقْبَلْ فْ وِي اِغَـــــاﺮَنْ

دِي تَاﭬــْـﺮَاوْلاَ، سِــــي اِﻣْﺰَارَنْ

يَرْحَمْ سِّيسَنْ اِمَحْــــرَاسْ اِﺰْوَانْ

يَسَّزْدَغْتَنْ تَجَمِّيــــــــــسْ اِعْلاَنْ

يَسْمَلْ وُسَّـــــــــانْ دِي تْمُورْتَنَّغْ

يَاوِيــــــدْ تَالْوِيـتْ اِوِيلاَّنْ يَتْوَاغْ

آمَّنْ آيُوشْ آيُوشْ آمَّنْ

مجلة تاغرما الثقافية

بقلم  لعساكر يوسف

القصيدة مایوغن ایول

c 7

مایوغن ایول ! شرسغ ؟ هامي یرولیی اوال !؟؟

دیسکكیلن اددویتن ! یوغیتن وطان ن وزبال !

تامددورت-و تسسوللس ! ؤدمس د جارفي ، داغوگگال !

دتيط تنغر تگوم تاژولط ! اسناط توغ تسسانجال !

تاكنبوشت تار ئبزيمن؟ ؟ د المفتول وار تيجولال؟ ؟

دورناي ئضيك ف تونزاس ، يتتوغ يتهاتات د ئمال !

مايلا زازاغ دومول ؟؟؟ مايلا `دلال املال ؟؟؟

مايتلا تيققت ن وسني ديكنباش بهان س وودال !!؟

ماني غانققل نهززم ! ددونيت اسسو تسبهدال !!!

تيسرشاس دجينت ئضارن ، داسفاه يدولد س ئمدوتشال !!!

باب ن تسرشست ئباين ، سستنت ف تيدت اديججال !!

ئجاججن توارشابن ، نبررس ما يلا واتشال !!!

ازوزف ن واینی کرمن ، دوتوس دونكاض ن ئيودال !

اغتتر ن ئمژژانن ، دوغراس دونغا وار انضال

يتبع

#مايوغن : ما دهاني ؟ ما اصابني ؟

#شرسغ : تعقدت ، ربطت

#هامي : ميمي، ايغر . ماغر . ماخ : لماذا

#یسککیلن : الحروف

#يوغيتن : نالهم . اصابهم . اودى بهم

#اطان : مرض

#ازبال : الخداع

#تامددورت-و : هذه الحياة

#جارفي: غراب

#اغوگگال : الاسود عند بعض الامازيغ مثل ورجلان . ريغ .توقرت .من مرادفاته اسططاف .ابرشان . ابركان . افركان . بلغو .

#تنغر : جحضت

#تگگوم : ابت . رفضت

#تسسانجال : تتكحل

#اتشال : التراب . نبررس مايلا وتشال. توظيف لمثل مزابي يعبر عن الفضول المقيت . ئبررس ف ئجدي ن جيج ماني يتتاتف .

#ازوزف : تعرية ، فضح . كشف

#ؤتوس_دونكاض_ن_ئيودال : هتك الستر

هذه القصيدة كتبها الاستاذ يوسف لعساكر عن #نيهال

 

المجاهد إبراهيم بن صالح دبوز

c 7

من مواليد مدينة بريان - تغردايت - حوالي سنة 1902م وهو مجاهد ومناضل ثوري تركّز نشاطه الثوري بين مدينتي تيارت و بريان .

انتقل في سنة مبكرة إلى مدينة تيارت مثل بقية إخوته حيث تلقى دراسته في المدرسة الرسمية هناك و كان من بين المتفوقين فيها لكن الظروف لم تسمح له بإكمال دراسته فمارس التجارة و برع فيها وكانت بداية تجارته في مدينة السوقر بتيارت ثم ركّز نشاطه بين مدينتي تيارت ومهدية حيث ازدهرت فيهما تجارته رفقة أخيه حمو الذي كان شريكه و ذراعه الأيمن أين سنحت له الفرصة بالتعرف على الكثير من المناضلين من المنطقتين و العمل في النشاط الجهادي و التنسيق بينهم بسرّية وكتمان.

كان يجمع الإشتراكات من مدينة بريان و ينقلها مع السلاح في شاحنته ليقوم بتسليمها لأخيه محمد الذي كان من بين أبرز قادة المناضلين بناحية تيارت و أمين مال المجاهدين بعد اندلاع الثورة بالناحية و مستغلا معرفته بالطريق الرّابط بين المنطقتين و الثقة التي تضعها فيه قوات الإستعمار التي كانت كثيرة التعامل معه في محلاته بمدينتي تيارت ومهدية .

كانت له نشاطات كثيرة مع المجاهدين في تيارت حيث كان مخزنه المتواجد خلف محله مركزا لعقد اجتماعات الثوار و كان يستغل موقع محله في حي الفرنسيين من أجل الإستخبار عن المستجدات وأخذ الأخبار من الزبائن دون أن يكون لهم أدنى شك في انتمائه لصفوف جببهة التحرير حتى أنّ سمعة هؤلاء الإخوة المجاهدين لا تزال تشهد بها الألسنة إلى يومنا هذا في كل من مهدية , السوقر و تيارت .

كما كان له نشاط جهادي كبير بمسقط رأسه بريان حيث كان بستانه الواقع بمنطقة الزّرقي من بين المراكز السرية لأفراد جبهة التحرير الوطني حيث كانت كثيرا ما تجتمع ببستانه و تتبادل الأخبار و تستلم السلاح والمؤونة في سرية تامة .

عرف عن المجاهد ابراهيم دبوز أنه كان ذو مواقف صارمة و نشاط جاد و سرية تامة في العمل و مثابرة غير منقطعة النظير كما يشهد له الجميع حيث أنه لا يتردّد في الإقدام على تحمل المسؤوليات مهما كانت صعبة.

انتقل في فترة من نشاطه بعد الإستقلال إلى العاصمة لكنه لم يطل البقاء فيها ليعود مرة أخرى إلى مدينة مهدية حيث ركّز عمله فيها رفقة أخيه حمو حيث قاما بإنشاء محطة البنزين الواقعه في وسط مدينة مهدية و كذا العديد من الحركات التجارية التي لا تزال قائمة إلى اليوم .

وافته المنية في مسقط رأسه بريان سنة 1984 ودفن هناك في مقبرة بن عسكر و أصبح الشارع المؤدي حاليا إلى ناحية الزرقي ببريان ناحية زاقور يحمل اسمه نظرا للأعمال العظيمة التي قدّمها مع من كان معه من إخوته ورفقائه .

رحم الله الشهيد و أخويه المجاهدين حمو و محمد وتقبّل منهم أعمالهم وأسكنهم فسيح جناته.

المجد والخلود لشهداء الجزائر الأبرار.

المجاهد عمر بن عيسى الحاج أمحمّد

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

المجاهد عمر بن عيسى الحاج أمحمّد

ولد بالعطف حوالي 1884م. تلقّى تعليمه الابتدائي بمحضرة العطف أين حفظ القرآن وتلقّى مبادئه الدّينية، إلاّ أنّ عهده بالتّعليم لم يطل والتحق بالتّجارة.

أوّل قضيّه شغلته هي قضيّة التّجنيد الإجباري للجزائريين عامّة، والمزابيين بصفة خاصّة، وذلك ابتداء من عام 1912م.

القضية الثانية التي اهتمّ بها هي مسألة مشاركة مزاب عام 1948م في انتخابات المجلس الجزائري. رَفَض الدّخول في هذه الانتخابات، لأنّها تتضمّن دخول مزاب تحت السّيطرة الفرنسية المباشرة، بينما معاهدة 1853، تصرّح بالاستقلال الدّاخلي لمزاب.

لقد عيّن وكيلا للأمّة المزابية سنة 1930 من طرف مجلس عمّي سعيد لشرح المطالب المزابية لدى السّلطات الفرنسية، وقد ترأس الوفد المزابي الذي قابل مُورِيسْ فْيُولِيتْ، رئيس اللجنة البرلمانية، يوم 28 أفريل 1931م، وكان لعمر بن عيسى مواقف متشدّدة ضدّ اغتصاب أراضي زلفانة التّابعة للعطف.

أهمّ أعماله الاجتماعية والثّقافية إنشاء مدرسة عصرية بالعطف عام 1931م/ ربيع الثّاني 1351هـ، تعرف حاليا بمدرسة النّهضة، وترأس جمعيتها لسنوات.

ومن أعماله كذلك معارضته لإنشاء وكالة استغلال المياه الجوفية بالجنوب الجزائري عام 1947م.

ساند جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وسافر ضمن الوفد إلى فرنسا عام 1939.

عام 1944م، فُرضت عليه الإقامة الجبرية بالعطف نظرا لمواقفه السّياسية. إنّ متجره بالحرّاش كان من المراكز الكبيرة للثّورة منذ اندلاعها إلى سنة 1957م، حين ألقي فيها القبض على أحد أبنائه، وأغلق فيها المتجر من طرف السّلطات الاستعمارية.

قُدّم إلى المحاكمة بتهمة حيازة الأسلحة، وقضى في سجن الأغواط أربعة أشهر، وفي سجن البليدة عاما ونصفا، ثمّ أطلق سراحه نظرا لكبر سنّه.

أمّا بعد انتهاء الحرب التّحريرية، فلم يتخلّ عن مهمّته كوكيل للأمّة المزابية رغم تقدّم سنّه، حيث قابل شخصيات في الحزب الواحد والدّولة، يطالبهم باتّباع قواعد الشّرعية الإسلامية.

ترك ثلاث مؤلّفات:

-بيان حقيقة عن التّجنيد الإجباري وما نتج عنه بوادي مزاب، باللّغتين العربية والفرنسية. وهو عريضة قدّمت بمناسبة الذّكرى المئوية للاحتلال إلى رئيس الجمهورية الفرنسية ورئيس الجمعية الوطنية ورئيس مجلس الشيوخ.

-كشف اللّثام عمّا شغل فكر الخاص والعام، بيّن فيه وجهات النّظر حول انتخابات المجلس الجزائري.

-مذكّرات ووثائق رسمية عن وادي مزاب.

توفّي يوم 29 ديسمبر 1973م.

المرأة المزابية

الميزابيين في الكفاح السياسي

الميزابيين في الكفاح السياسي:(01)

كانت حركة الأمير خالد، حفيد الأمير عبد القادر، أول حركة سياسية منظمة، قدمت مطالب الجزائريين، وعبرت عن آمالهم، وعرضت قضيه على المنابر، وعلى صفحات الجرائد، على بعض التجمعات التي كان يعقدها الأمير في فرنسا ومطالبه وإن كانت بسيطة عند استعراضها إلا أنها كانت بالنسبة لتلك الظروف خطوات جريئة، وبداية حسنة، وأصعب الأشياء مبادئها، وكانت مقدمة لجميع الحركات السياسية التي نشأت بعد ذلك. وكان للميزابيين مع الأمير خالد مساندة فعالة لعلاقاته الوثيقة بهم، ويكفي أن نسجل أن وكيله على عائلته وأولاده عند غيابه في الحرب العالمية الأولى هو السيد خير الناس بكير بن سليمان، في مدينة ميلة.

وكان السيد إبراهيم المعراض، من أكبر أنصاره، كما كان كثير من جماعة الجزائر، وقد ترشح في قائمته الانتخابية السيد باعامر موسی بن يحي بن قاسم في بلدية الجزائر.

---------------------------------

(01)  الشيخ القرادي آثاره الفكرية. ص144-176.

الهوية المزابية موقع مزاب ميديا

إن بني مزاب أمازيغ، ويطلق على الأمازيغ كذلك اسم البربر، والبربر ينقسمون إلى قسمين: البرانس وهم أبناء برنس، والبُتر وهم أبناء مادغيس الملقب بالأبتر. وهما أخوان ومن نسل مازيغ بن كنعان بن نوح عليه السلام.
كلّ قسم من البرانس والبتر يتفرّغ إلى شعوب كثيرة لا تحصى. وأحد الشعوب البتر زنَاتَه ومن بين الشعوب البرانس كتامة وصنهاجة.
تتفرّغ زناته إلى فروع، من بينها وَاسين، ومن بطون واسين بنو مرين وبنو راشد وبنو بادين.
ومن أحفاد بادين بنو مزاب المنتسبون إلى ميزاب بن بدين بن محمّد بن زَحيك بن واسين بن يَصلَتين بن مَسرَا بن زَاكيَا بن وَرسيك بن أَدّيرت بن جَانَا (أو شَانَا) جدّ زناتة.
إذن، فإنّ بني مزاب من أفخاذ بادين، أحد بطون واسين، الذي هو فرع زناتة، وزناتة أحد شعوب البُتر، والبُتر أحد قسمي الأمازيغ.
اللّغة المزابية أمازيغية قريبة جدً من القورارية والشاوية والشلحية والنفوسية. من خصائصها إمكان الإبتداء بالساكن في مثل الكلمات: تْمَارْتْ، تْفُويْتْ، تْوَارْتْ. ومن الخطأ استهلاك كتابة هذه الكلمات همزة، قياسا على العربية التي تشترط الإبتداء بالمتحرّك.
ومن خصائص اللغة المزابية أيضا اجتماع ساكنين أو أكثر كما في الأمثلة السابقة.
تختلف المزابية عن العربية بكون تاء التأنيث تتصدّر الاسم المؤنث: تَبَجْنَ، تَزِيرِي، تِشْلِي. وقد يكون المؤنّث في المزابية مختوما كذلك بتاء: تْفَاوْتْ، تَايْزِيوْتْ، تَغَلُّوسْتْ.
والملاحظ أنّ المزابية من جملة اللغات التي لا وجود فيها لصيغة التثنية.

لقد منّ الله علينا في السنوات الأخيرة بكوكبة من الباحثين المهتمّين باللغة المزابية وآدابها وقواعدها، لم يألوا جهدا في نفض الغبار عنها وإحياء ما اندثر منها، خاصّة عبر إذاعة غرداية الجهوية. وقد عانت هذه اللغة بعد الاستقلال من محاربة الحزب الواحد والنظام الاشتراكي البائد لها، ومن تقزيم شأنها من طرف بعض المشايخ، كما عرفت في الخمسينات من القرن الماضي عقوق بعض أبنائها الذين كانوا يسخرون مّمن كان -يستعمل مثل- كلمات تَزَقَّا، أَدَلِي، أحْبَا...
واللغة المزابية غنية بالأمثال والحكم التي تغنيك عن الكلام الطويل. وفي التراث المزابي قصائد شعرية يتغنّى بها في مناسبات التعاون (تْويزَا) كوقت درس الحبوب للفلاحين، ووقت نسج الألبسة والفرش للنسوة، وأشعارٌ أخرى خاصّة بالأعراس والأعياد.
ولا ينبغي أن نغفل عن الدور الذي قامت به المرأة في الحفاظ قديما على هذه اللغة قبل أن تكون عرضة للغزو الثقافي المتعدّد المصادر والوسائل.
أما الألبسة التقليدية للرجل البربري عموما فنجد منها القشابية، وهي أحسن لباس في الشتاء، يقي من الزمهرير إذا تكالب ومن المطر إذا اشتد، ولا تعوق الحركة. وقد كانت القشابة إلى عهد قريب لا تفارق المزابي في سفره شتاء ولا صيفا.
ومن الألبسة التقليدية كذالك البرنس الذي يوضع فوق القندورة. وقد كان إلى الخمسينات من القرن الماضي لا يجرؤ من يحترم نفسه على دخول سوق بني يزقن، وقت رواجها بين العصر والمغرب، من لم يرتد برنسه، ولو كان صبيًّا دون الحلم.ومن الألبسة التقليدية أيضا الحائك الصوفي الأبيض الذي يميّز عندنا الطلبة عن العوام في المساجد والمناسبات الدينية والاجتماعية. وكان من العيب الكبير أن يظهر الرجل عاري الرأس دون أن يضع عليها شاشية أو يغطها بعمامة.

هذا عند الذكور، أمّا لباس المرأة والفتاة فكان في القديم مقتصر على الملحفة تستر بها بدنها وأَخَمْرِي تغطي به شعرها وجيبها. هذا داخل البيوت. وإذا أرادت المرأة الخروج إلى الشارع تدثّر بحائك من الصوف ساتر لجميع البدن مكتفية، للاهتداء في سيرها، بثقب واحد تبصر من خلاله. أمّا الفتاة البالغة غير المتزوّجة فيسمح لها بالكشف عن وجهها.
المصدر: الهوية الميزابية – أهم عناصرها وتشكلها عبر التاريخ- للباحث: يوسف بن بكير الحاج سعيد


mzabmedia

امتزاج الرستميين والأمازيغ

امتزاج العائلة الرستمية بالمغرب  وتغلب الدماء البربرية فيها

ما نسب افلح وأبنائه وأحفاده وما دماؤهم؟

إن بعض المؤرخين المحدثين قد نظر نظرة بسيطة إلى العائلة الرستمية فجعلهم أجانب في المغرب، وجعل البربر والدولة  الرستمية المغربي ينظرون إلى افلح وأبنائه والعائلة الرستمية على أنهم أجانب عنهم، غرباء فيهم. لهذا آخرنا هذه النقطة التي تجلو دماء افلح ووراثته، ووراثة عائلته من بعده، وهي من صدر الكلام في دراسة الشخصيات لأننا سنسهب فيها، ونقف عندها.

أم افلح بن عبد الوهاب ونسبها

أما نسب افلح فأبوه عبد الوهاب. وقد أروثه خصائصه كلها. فكان قوي الجسم مثله، وعلى حسبه في الأخلاق والذكاء، وفي العلم والدين. أما أمه فلم يذكر لنا المؤرخون عنها شيئا. إنه لا شك إنها بربرية، وكذلك زوجته. وارى أن أم افلح من زناتة. إن الشماخي قد قال في السير: "ومنهم جارون بن القمري عامل الإمام عبد الوهاب وصهره وهو زناتي" أترى هذا الصهر زوج ابنته أو والد زوجته؟

إذا كانت أم عبد الوهاب يفرنية من زناتة، فأرى إنها تحرص أن تزوج ابنها عبد الوهاب من قبيلتها، ومن بنات قومها. إن هذا طبع النساء، وما تؤثره كل امرأة: أن تزوج ابنها من قومها وبنات عشيرتها. إن هذا طبع في النساء عامة، سيما الذين يعتدون بأنفسهم كالبربر، والذين ينزعون إلى الاستقلال وعدم الاختلاط مثلهم. الظاهر أن جارون بن القمري هو جد الإمام افلح من أمه. وان أمه زناتية كأم عبد الوهاب.

إن الذي لا شك فيه هو أن أم افلح بربرية من المغرب، ومن قبيلة بربرية.إنه ليس عندنا من الفرس الذين يمكن أن يتزوج منهم عبد الوهاب إلا أخواته بنات أبيه، أو عماته. هذا إلى ما يحرص عليه الإمامان عبد الرحمن وعبد الوهاب من توثيق صلتهما بالبربر، والامتزاج بهم، فانه يجعلهما يصهران إليهم، ويمزجان دماء البربر بدماء أبنائهم ليكونوا جزءا لا يتجزأ من القبائل البربرية التي يعتدان بها، ويعدانها قومهما وعشيرتهما. إن افلح من أم بربرية. أبوه كذلك أمه بربرية. لقد امتزجت سلالة عبد الوهاب بالبربر، وتغلبت الدماء البربرية في عروقهم.و نشأوا في بيئة المغرب الطبيعية والاجتماعية.

----------------------

تاريخ المغرب الكبير الجزء الثالث ص 465-469

بابه والجمَّــة إبراهيم بن يوسف

بابه والجمَّــة من مشايخ غرداية بمزاب، بعد الشيخ بابا السعد الداوي،  لقد تعارضت الروايات حول اسمه فبعضهم يذكره باسم محمد بن يحيى، والبعض الآخر باسم إبراهيم بن يوسف؛ وهو صاحب الأجنَّة العليا بواحة غرداية، أحيى الزراعة بمزاب، ولذلك سمي بـ«أبي البستان»، لأنَّ «تادجي» هي البستان باللسان المزابي، يزار ضريحه من بين المزارات في موسم الزيارة المشهورة بقرى وادي مزاب في الربيع، استذكارًا للمعالم التاريخية واستبشارا بمواسم الحصادتوفي 567هـ / 1171م .

-------------------------------------

المراجع

 القطب اطفيش: الرسالة الشافية 63-64 والرسالة المختصرة (مخ) 29

متياز: تاريخ مزاب (مخ) 11، 62، 65، 79، 92

النوري: دور الميزابيين، 67

مجهول: تذكير لما يذكر من أوائلنا (مخ)

مجهول: ميزاب (مخ)، 76

Masqueray: Chronique; pp152-153

Armagnac: Le M`zab, 67-68 *Amat: Le M`zab, 18

Moriaz: Origine,18-20 Aucapitaine: Les Beni M`zab, 7,53

Guillmot: A Ghardaia, 9

Gers: Au M`zab, 78-79 *Louis david: Les mechaikhs , p26

Lewicki: Notes historiques, 5-7 *Fekhar: Les communautés, 121

Anonyme: Legendes, 93-96.

ملاحظات:

ورد: محمد بن يحيى   ورد اسمه : “بوجديمة” و ” تيدجمة ” و “وبــوقدمة” و “أبو قدامة” و “أبو الجماعة”.

المصدر taddart

باحمد بن الحاج سليمان بن عبد الله

من أعلام العهد الثالث

ولد بالقرارة ونشأ بها نشأة علمية، ثمّ سافر إلى تونس عام 1227هـ ومكث بها عامين، وعاد إلى مسقط رأسه. عندما اغتيل أمامه والده عام 1234هـ/1819م، التجأ إلى بني يزقن ليتلقى فيها العلوم، فشبّ هناك، وتزوّج وأنجب الأولاد. وفي أثناء ذلك أصيب بمصادرة أمواله في القرارة، فعزم على قطع الصلة بينه وبين بلده. ولكن أهل الحلّ والعقد من القرارة ألحوا عليه بالرجوع، لينقذهم ممّا كانوا عليه من الجهل والضلال. وأخيرا ساعفهم، ثمّ انخرط في حلقة العزابة، وانتصب واعظا مرشدا في دويرته.

أضف إلى ذلك توليه القضاء بين النّاس، الأمر الذي ضايق طلاب الشهرة، فناصبوه العداء، وأعلنوا عزله من الحلقة، بعد أن أعلنوا البراءة منه في المسجد ، ثمّ زادوا فحجروا أن يجوز خطه بين النّاس أو يعمل به، إلى أن توفي عام1265هـ/1849م.

باعبد الرّحمن الكرتي الزناتي

عاصر الشّيخ أبا عمّار عبد الكافي. استفتى الكرتي علماء وارجلان في بعض مسائل العقيدة فأجابه الشّيخ أبو عمّار. عاش في الخمسين الأولى من القرن السّادس. له مسجد قبلة مقبرة مليكة، انعقدت فيه اجتماعات للهيئة العليا لوادي مزاب، وكانت تقام فيه الملتقيات الدّينية النّسوية السنّوية المعروفة ب(لا إله إلاّ الله). توفّي خارج مزاب.

 

ملحوظة:

كلمة (بَا) التي يستهلّ بها أسماء المشايخ المزابيين اختصار ل(بابا)، ومن معانيها السّيد والشّيخ، وتعويضها بأحد الأسماء الخمسة الذي هو أبا- أبو- أبي، خطأ. فمثلا باعبد الرّحمن ولا علاقة له بأبي عبد الرّحمن.

بافضل شريفة بنت محمد

 بافضل شريفة بنت محمَّد، المولودة في قالمة من عائلة بافضل في بني يزقن، زوجة الشهيد: جلمامي الحاج محمَّد بن باحمد، التاجر بالحراش.

     عملها:

    كانت بحنب زوجها الشهيد في ساحة الشرف في 30 مارس 1957 م، مسبِّلة وساهرة على إعانته في نواحي الحرَّاش، وعلى أداء مهمَّته النضالية وحفظ أسراره في تنقُّلاته، إلى أن تركها أرملة مع أبنائها الصغار بين أحضان الحاجة وحرب التحرير على أشدِّها، واستمرَّت في العمل فكانت تحت إشارة شقيقتها بافضل فاطمة الزهراء، تمدُّ لها يد المساعدة في إسعاف الجرحى من الجيش وتمريضهم وإرجاعهم بعد الشفاء إلى مراكزهم في سيارة شقيقها بافضل عمر.

منقول من كتاب: دور الميزابيين في تاريخ الجزائر. 

 الجزء الثاني، صفحة: 258.

تأليف المرحوم: حمو عيسى النوري.

بايحمد بن سليمان بن نوح

أصله من تَاكَرْبُوسْتْ في جبل نفوسة، مرّ بمنداس ومليانة ثّم المدية. عندما ترك المدية قرّر أربعون رجلا منها مرافقته. هؤلاء من أولاد فخّار، حرفتهم صناعة الخزف والجبس. عندما مرّوا بقصر البخاري قرّر خمسة عشر شخصا من الزناخرة الالتحاق بهم. لمّا وصل الشّيخ بايحمد إلى وادي مزاب عام 395ه أسّس أَغَرْمْ أَنْوَادَّايْ لمليكة. له مجلس معروف إلى الآن غرب مليكة الحالية.

ملحوظة:

كلمة (بَا) التي يستهلّ بها أسماء المشايخ المزابيين اختصار ل(بابا)، ومن معانيها السّيد والشّيخ، وتعويضها بأحد الأسماء الخمسة الذي هو أبا- أبو- أبي، خطأ. فمثلا باعبد الرّحمن ولا علاقة له بأبي عبد الرّحمن.

بايزيد القاضي

قيل إنّه نقل بعض سكّان أَقْنُونَّايْ إلى تِرِشينْ بالمقبرة المنسوبة إله.

بلاد الشبكة موطن بني مزاب

وادي مزاب

Icon 09

لا يمكن الحديث عن بني مزاب دون الحديث عن وادي مزاب، يقع وادي مزاب ضمن حدود ولاية غـرداية في شمال الصحراء، ويبعـد حوالي ستمائة ( 600) كيلومتر عن العاصمة الجزائر وهـي منطقة ذات خصائص طبيعـية ومناخية  صحراوية، وتـعـدّ من المناطق التي عرفـت وجود السكان به منذ القديم حيث ورد الحديث عنها لدى المؤرخين منذ القديم كأبي زكرياء يحي الوارجلاني في كتابه سير الأئمة وأخبارهم(4) وغيره.

وعـن موقعها الجغرافي يقول المؤرخ الحسن الوزان:

(...مزاب منطقة مأهولة في قـفار نوميديا على بعد نحو ثلاثمائة ميل شرق تيكورارين وعلى نفـس المسافة من البحر المتوسط، تشتمل على ستة قصور وعـدّة قرى...)(5).

ويزيدنا بن خلدون بيانا وتوضيحا في هـذا الصدد بقوله:

(... قصور مصاب على خمس مراحل من جبل تيطري في القبلة لما دون الرمال وعلى ثلاث مراحل من قصور بني ريغة في المغـرب... وضعـوها في أرض حرة على آكام وضراب ممتنعة في قــننها...)(6).

ويقول بن خلدون أيضا عـن التركيبة السكّانية للقصور المزابية وعمّن تولّى اختطاطها وإنشاءها:

(...ومن بني واسين هؤلاء بقصور مصاب .. وهذا الاسم [مصاب] اسم للقوم الذين اختطّوها ونزلوها من بني بادين... وسكّـانها لهذا العهد بنوبادين من بني عبد الواد وبني توجين ومصاب وزردال فيمن انضاف إليهم من شعوب زناتة وإن كانت شهرتها مختصّة بمصاب...)(7).

------------------------

(4)أبو زكرياء يحي الوارجلاني، سير الأئمة وأخبارهم، تح: إسماعيل العربي، بيروت – لبنان، 1982م، ص 175.

(5)الحياة الفكرية في مزاب خلال القرنين 9-10هـ/15-16م، مقال للأستاذ: يحي بن عيسى بوراس، نشر بمجلة المنهاج، العدد 02، 1434هـ/ 2013م، ص 98.

(6)ابن خلدون، العبر، ص: 1835.

(7)نفس المصدر السابق، ص: 1835.

المصدر: أ‌. أحمد بن داود امعيز الحاج أحمد،  بنو مزاب بالعاصمة بين التنوع اللغـوي والانسجام الاجتماعي: 1514-1830م.

بلاد الشبكة موطن بني مزاب

Icon 09

انتشر الأمازيغ في شمال أفريقيا, من واحة سِيوَه بمصر شرقا إلى جزر الكناري في المحيط الأطلسي غربا, و من شواطئ البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الحدود الجنوبية للصحراء الكبرى على ضفاف وادي النيجر.

   و عندما دحرت كتامةُ و صنهاجةُ زْنَاتَهْ إلى الغرب, التجأ بنو واسين إلى الصحراء بين مُلْوِيَة شرق المغرب الأقصى و الزاب ناحية بسكرة.

   و عندها, استقرّ بنو مزاب ببلاد الشبكة المعروفة لدينا باسم أَغْلاَنْ, مع بني إخوته عبد الواد تُجِينْ و زَرْدَالْ, و ذلك في القرن الثاني للهجرة حسب الشيخ أبي اسحاق إبراهيم طفيش.

     إذن, فإن بني مزاب استوطنوا بلاد الشبكة منذ ثلاثة عشر قرنا, وليس كما يروَّج جهلا, بأن فترة وجودهم بها عشرة قرون، صحيح أنّ مدينة العطف تَاجْنِينْتْ أُسّست قبل عشرة قرون و هي أقدم المدن المزابية الباقية إلى الآن، ولكن سبقت تَاجْنِينْتْ عدة قرى، فقد مَلَك بنو مزاب الشبكة و اتّخذوها و طنهم, و عمروها و أنشؤوا فيها قراهم الأولى على ضفاف وادي مزاب و روافده، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : أَغَرْمْ نَتْلَزْضِيتْ, أَوْلَوَالْ, أُخِيرَهْ, أَغَرْمْ نْوَدَّايْ, تْمَزَّارْتْ, مُومُّو, تِرشِينْ, أَقْنُونَّايْ, تْلاَتْ مُوسَى. موركي بابا السّعد.

ثمّ نجد الشيخ مبارك الميلي ينقل عن ابن خلدون (1332 ـ 1406 م) قوله : " و قصور مصاب سكانها لهذا العهد [ القرن الرابع عشر الميلادي ] شعوب بني بادين, من بني عبد الواد و بني تُوجِينْ و مصاب وبني زردال, فيمن انضاف إليهم من شعوب زناتة, و إن كانت شهرتها مختصة بمصاب "

--------------------------

المراجع:

تاريخ الجزائر في القديم والحديث, ج2, ص214 .

أحمد توفيق المدني كتاب الجزائر, ص211 .  

المناهج, 156.

وادي مزاب

بية بنت حمو الحاج موسى (1910م-1983م)

c 7 بية بنت حمو الحاج موسى (1910م-1983م)(01)

مقدمة:

إننا لسنا في حاجة إلى عناء كبير للتعريف بهذه المرأة المسلمة الصالحة، لأن قدوتها الحسنة، لا تزال تتردد في كل يوم في آذان المجتمع الإسلامي بميزاب بسلوكها العملي الصالح، زهداً وأخلاقاً، وعلماً، فحياتها العامة، قد طُبعت بالتقوى، والصبر الجميل في أعلى مثله، يصدق فيها قول الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ البقرة: 153، وهكذا شاءت الأقدار الإلهية، أن تكون السيدة بيه بنت حمو الحاج موسى، إحدى النساء الجليلات، التي لها حظوة كبيرة في الفضائل الأخلاقية والتربية الإصلاحية وبعض العلوم الشرعية الهادفة إلى ترسيخ الإحساس الديني القوي في ضمير المجتمع.

ومن هنا يحسن بنا أن نبين مولدها. وحياتها بإيجاز.

مولدها ونشئتها:

لقد ولدت هذه السيدة الكريمة سنة 1910م بمدينة غرداية، نشأت في أسرة إسلامية عريقة في التقوى والورع والكرم، تقنع باليسير في معيشتها، وبعيدة كل البعد عن مظاهر الحضارة الغربية ورفاهيتها المادية، فأبوها هو السيد حمو بن الحاج إبراهيم الحاج موسى من عشيرة أولاد نوح، وأما أمها فهي بهدي عائشة بنت سعيد، ومما لا شك فيه أن الإنسان ابن بيئته يخضع في تكوين شخصيته إلى البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها من حيث لغتها ودينها وأخلاقها، إلا أن هناك عنصرا آخر يؤثر في شخصيتنا وهو العامل الوراثي، الذي لا يمكننا أن نتجاهله إن هذا العامل لا يقل أهمية عن العامل الاجتماعي.

وانطلاقا من هذه الحقيقة العلمية، فإن الله عز وجل، قد وهب لهذه السيدة الكريمة، إرادة قوية، وذكاء حادا، وحافظة قوية مكنتها من حفظ القرآن الكريم كله، وأحاديث كثيرة وبعض المتون الدينية عن ظهر قلب، بالرغم من أنها قد نشأت في بيئة أمازيغية ميزابية اللسان إلا أن هذه البيئة تقدس اللغة العربية الفصحى لأنها لغة الإسلام والقرآن.

وفي ضوء هذا، فإن هذه السيدة الفاضلة كانت تلازم الكتاتيب التقليدية في حياة طفولتها الأولى بمدينة غرداية فأخذت نصيبا لا بأس به، من القرآن الكريم، وعقيدة التوحيد التي تلقن في مثل سنها، ثم إن الحظ السعيد كان بجانبها حيث تتلمذت على يد الشيخ الزاوي الحاج عيسى رحمه الله فأخذت عنه بعض العلوم العربية والشرعية، ثم حفظت القرآن كله، وشاءت الأقدار أن تتزوج به بعد وفاة عائلته.

إلا أن رغبتها الملحة في توسيع وتعميق معارفها الدينية أكثر، جعلتها تقصد المسجد العتيق، عاكفة في المصلى النسوي، تتابع باهتمام كبير الدروس الدينية التي كان يلقيها الشيخ حمو بن باحمد بابا وموسى رحمه الله الذي يعد أحد شيوخها، ولم تمض بعض سنوات حتى كونت لنفسها مدرسة دينية في دارها، تميزت بالطابع التقليدي في منهجها التعليمي، معتمدة في تسيير مدرستها على مجهودها الذاتي متحدية بذلك العوائق المادية والاجتماعية وعاهتها البيولوجية «العمى» التي جعلتها في حياتها لا ترى النور، إلا أن الله عز وجل، قد ملأ قلبها وجوارحها بالنور الرباني في كل حركاتها، لقد كانت رحمها الله لا تتردد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمعات النسوية، وتطبيق البراءة بكل جرأة وشجاعة على النساء العاصيات أمرَ الله غير التائبات، إن هذا الركن الإسلامي، يعد من أهم الأركان الاجتماعية في معالجة سلوك المنحرفين والمنحرفات بالمنظور الديني الخالص، لقوله تعالى: ﴿ لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ المجادلة: 22.

وفي ضوء هذه الآية القرآنية العظيمة فإن هذه السيدة الكريمة تردد دائما: "لن يستقيم أمر أمتنا الإسلامية مشرقها ومغربها إلا إذا عادت إلى الأخلاق القرآنية الكريمة وطبقتها على سلوك الفرد والأسرة والمجتمع"، ولا عجب في ذلك أن نجدها من الواعظات المؤمنات العاملات بما تقول حيث أمست دارها دار علم وإرشاد وتوجيه، لكل البنات والأمهات، إذ أن الأمهات لا يرتاح ضميرهن حتى يصطحبن بناتهن لتعلم لهن الصلاة وشروطها وآدابها، معتمدة في ذلك على التربية الإسلامية وروحها وبيان عظمة القرآن الكريم وسيرة الرسول الكريم والصحابة رضي الله عنهم.

إن هذه القدوة المثالية امتد شعاعها الإسلامي إلى كل قرى وادي ميزاب وورجلان بورعها وتضحيتها وكرمها والحرص كل الحرص على تربية الأسرة الإسلامية بالتربية القرآنية، لتكون متزنة، مستقرة، بعيدة عن ثقافة الحضارة الغربية الهادفة إلى تنصير الأسرة الإسلامية.

إن هذا الجهاد التربوي، جعلها أم المرشدات بغرداية ثم تولت كذلك رئاسة مؤتمر " لا إله إلا الله " الذي يعقد كل سنة في فصل الربيع بغرداية تحت إشراف هيئات المرشدات لمدن غرداية وورجلان.

إن جوهر هذا المؤتمر النسوي يهدف إلى ترسيخ وتأصيل العقيدة الإسلامية في النشء كما جاءت في القرآن الكريم والسنة الشريفة.

تلكم هي المرأة المسلمة العظيمة التي فقدناها في أيامنا هذه، ولتكن هذه السيدة الكريمة قدوة في مجتمعنا الإسلامي الذي يشكو من أمراضه المختلفة، وبمثلها فلتقتدي بناتنا ونساؤنا بسيرتها الطيبة، فحق لها الخلود مع الخالدين، حيث توفيت بمسقط رأسها بغرداية وذلك في شهر رمضان المعظم سنة 1403ﻫ / 1983م نسأل الله عز وجل أن تكون مع الأبرار في جنات الخلد -آمين-.

 

c 7تَنَعْزَامْتْ بِيَّهْ حَمُّو(02)

بِيَّه حَمُّو دِقتْ تْمَطُوتْ تْعَاشْ جَارْ أَسُقَسْ 1913 دُوسَقَسْ 1983 أَغَرْمْ نَتْغَرْدَايْتْ، يُوشَاسْ يُوشْ أَمقْرَانْ إِقَتْ

تْوَنْجِمْتْ أَنْوَحْفَاظْ أَدْوبُويْ فِسَّاعْ. تَشَّرْدْ أَمَاسْ نِقَتْ تْوَاشُولْتْ أَنْوَعْزَامْ دَالقُرَآنْ دْتُقْدِي أَنْرَبِي. اَمَّاشِي تَبِّيِي تَلْمَدْ العُلُومْ نَالدِّينْ آلْ تَدْوَلْ دِقَّتْ سِتِنَعْزَامِينْ نُوغَرْمْ نَتْغَرْدَايْتْ.

تُّوغْ اَتْقَضَّاعْ يُغْلَبْ غَالْ تْمَجِّيدَا نُوجَانَّا اَتَّقِّمْ لَمْصَلَّى نَتْمَاطَّاتْ اَتْسَلَّى اِوَّاعَظْ نِمَقْرَانَنْ نْ خْتَنِّي اَنَ الشِّيخْ حَمُّو بَابَا وَمُّوسَى اَدْيِوَّاسْ الحَاجْ مُحَمَّدْ بَابَا ومُوسَى يَدْ مَنَّاوْ اِضِضْنِينْ اِتُّوغَانْ اَتِّيشَانْ الدُّرُوسْ اَشْ اِضْ نَالْجُمُعَةْ اَدْوَسَّانْ اِضِضْنِينْ.

دضفَّرْ مَنَّاوْ اِسُقَّاسَنْ، تَرْزَمْ تَدَّارْتَسْ اِتْمَجْرَوْتْ نْ تِمْسِرِدِينْ دْ تِسَادْنَانْ اِوَلْمَادْ ادْوَعْزَامْ نَالقُرَانْ. اِتِمُقْرَانِينْ دْ تِبَازَانِينْ قَصْدَنْتْ تَدَّارْتْ نْ بِيَّةْ حَمُّو اِوَلْمَادْ نَتْزَالِّيتْ اَدْوَحْفَاظْ نَالقُرَانْ، اَمَّاشِي تُّوغْ دَخْ اَتَّرَّى فْتِسُوسْتِينْ نْ تْمَاطَّاتْ لُمُورْ نَالدِّينْ دْدْزَالِّيتْ دْوَنِ الَّانْ تَدْرَنْتْ دِسْ تَمَدُّورْتْنْسَنْتْ فْلَحْسَابْ نَالقُرَانْ دَالسُّنَّةْ.

بِيَّه حَمُّو تُّوغْ سِتِمُقْرَانِينْ اَنْتَمْسِرِيدِينْ نُوغَرْمْ نْتْغَرْدَايْتْ، دِقَّتْ سِتِمُقْرَانِينْ نَتْمَجْرَوْتْ نْ "لا اله الا الله" اِضَرَّانْ اَشْ اَسُقَاسْ لَمْقَامْ نَ الكُرْثِي، مَانِي دَرْسَنْ دِسْ لُمُورْ نَتْمَاطَّاتْ اِغْزَرْ نَمْزَابْ اَسُّوفُوغُنْدْ اَقْدَى نُوجْرَوَنْسَنْتْ التَّوْصِيَّاتْ دْوَنِ اِنَفْعَنْ تَمَدُّورْتْ نَاتْ اِغَرْسَانْ.

تُونِي دِقَّتْ سِتِمُقْرَانِينْ اَتْنَجَّمْ بَاشْ اَتَّسَّلْمَادْ تَسُّوفَغْدْ سُوفُوسَسْ يُغْلَبْ نْتْنَاعْزَامِينْ دْ تِنِنِّي اِحَفْظَنْتْ القُرَانْ. اَمَّاشِي اَلَّانَتْ دَخْ مَنَّاوَتْ تِمُقْرَانِينْ تِضِضَنْتِينْ تَعَافَرَنْتْ اَتَضَّاحَانَتْ اِيَالْفَايْدَةْ نَالْمُجْتَمَعْ، بَاشْ اَدَرْنِينْ اَبْرِيدْ اِدَّجِينْ اِمَزْوَارْ تَمَدُّورْتَنْسَانْ دْ وَايْجُورْ اَبْرِيدْ نُيُوشْ اَمُقْرَانْ دَالسِّيرَاتْ دَالاَصَلْ نَاتْ اِغَرْسَانْ اِلَّانْ يَبْنَى فَالدِّينْ دْتُقْدِي اَنْرَبِّي.

سُوفُوسْ نْ: الشيخ باعلي واعمر.

 ------------------------------------------

(01) كتاب مسلمات صالحات في روضة الإيمان. تأليف بكير بن سعيد اعوشت وأحمد بن حمو كروم. ص 141-144

(02) يومية الشعب

 المصدر nir-osra.org

 

تاحمّالت ترُّو ا يابا !!!

c 7

من التراث المزابي

Taḥemmalt terru a yaba !!!

تاحمّالت ترُّو ا يابا : الزقاق ( المسدود) ارجعني يا سيدي !

هي قصة من التراث المزابي لخصت في هذا العنوان الذي صار قولا مأثورا او مثلا سائرا يعبر عن حالة كانت سائدة في المجتمع علاقة السيد بخادمه... او العبد و سيده ، هذا العبد نفذ صبره و سئم مما يسومه سيده من قهر وعذاب لمجرد ارتكاب خطإ او تقاعس منه ينهال عليه بالضرب. حتى فكر ذاك العبد في الهرب من سيده ، اثناء تنفيده للهرب للخلاص مما يعانيه ، صادفه زقاق فوجد نفسه في مأزق ،l'impasseدون مخرج ، ما عليه الا ان يسلم نفسه، بعد ان نال قسطه من الضرب. فقال قولته المشهورة :" تاحمالت ترو ايابا ".

الزقاق ارجعني سيدي !

يقال في سياق #من_طال_صبره_من_ظلم. ولا مناص من عبوديته.

د يخف ن يگت تنفوست تضرا جار ئگن ئشمج / ئسمج/ د بابس ، اون ئشمج يعيا يا س وركا ن بابس . ئگن واس يدجيت تنكض ، ينّا بابس اتيوت يرول اين ئشمج يضفرت بابس ال دياوض ئگت تحمّالت ول تسوفوغ ، يضرن ئشمج ف بابس ئجاهداس س تيتا ال ديجّاون س وول-س ينّاياس ئي بابس // تاحمالت ترو ايا يابا// يتواقار اون ينزي مي يلا ئگن يوجم ف وركا ال ديقس.....

 يقال_لمن_طال_صبره_من_ظلم....

بقلم  لعساكر يوسف

ترجمة الشّاعر مفدي زكرياء

grilloir cafe 2الشّاعر مفدي زكرياء بن سليمان الشيخ

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

ولد ببني يزقن يوم 12 جوان 1908م. ذهب مبكرا إلى تونس ليكمل دراسته تحت رعاية عمّه صالح بن يحي، أحد مؤسّسي حزب الدّستور التّونسي.

تلقّى تعلّمه الابتدائي والثّانوي بكل من مدرسة السّلام والمدرسة الأهلية والخلدونية ومدرسة الآداب والترجمة بالعطارين، وأخيرا بجامع الزيتونة.

انخراط في سلك الشبيبة الدستوري بتونس أيّام دراسته عام 1922، ثمّ دخل الجزائر وانخراط في حزب نجمة إفريقيا الشمالية بالجزائر عام 1934، وانتخب أمينا عاما لها عام 1936م. ثمّ بعد أن عمدت السّلطة الاستعمارية على حلّ نجمة إفريقيا الشمالية في جانفي 1937م، وتأسيس بدلا عنه حزب الشعب يوم 11 مارس 1937، بقي أمينا عاما له، وعيّن رئيس تحرير جريدة الشعب، لسان حال الحزب.

        في الانتخابات البلدية لعام 1937، رشّح مفدي زكرياء نفسه ضمن قائمة حزب الشعب الجزائري[13].

ألقت السلطات الفرنسية القبض، يوم 27 أوت 1937، على مصالي وعلى مفدي زكرياء وثلاثة من أعضاء المجلس الإداري للحزب: خليفة ابن عمّار وحسين كحول وإبراهيم غرافة. في 4 نوفمبر 1937، حكمت على الأخير محكمة العاصمة بسنة واحدة سجنا، وعلى الآخرين بسنتين. ولكي يستفيدوا إلى أقصى حدّ من الوقت الحر الذي يتوفرون عليه في السجن، تكفلّ مفدي زكرياء بتعليم اللغة العربية، وحسين كحول بالفرنسية، وعيّن مصالي لتنظيم دروس سياسية[14].

        هناك في سجن باربروس، نظم مفدي زكرياء، يوم 29 نوفمبر 1937، نشيد الشّهداء (اعصفي يا رياح) الذي وزّع كمنشور في القصبة في جوليت 1938، فصار نشيد الشباب. في سنة 1956، صدر الأمر من جبهة التحرير الوطني إلى المحكوم عليهم بالإعدام أن يردّدوا هذا النشيد قبل الصعود إلى المقصلة.

      وقبله، وفي نوفمبر 1936، نظم النشيد الرسمي للحزب (فداء الجزائر روحي ومالي).

     اعتقل مرّة أخرى عام 1940 وحكم عليه بستة أشهر سجنا، وبعد حوادث ماي 1945، قبض عليه وزجّ في السجن ثلاثة أشهر، وبعد سراحه، واصل نشاطه السياسي في حزب (الانتصار للحريات الديمقراطية) الذي أنشئ في مطلع سنة 1947، بدلا عن حزب الشعب بعد حلّه، والذي انبثقت منه اللّجنة المركزية، وأعلنت الثّورة المسلّحة في فاتح نوفمبر 1954.

ترشّح في مزاب للنّيابة في المجلس الجزائري في انتخابات 4 أفريل 1948، وفاز عليه منافسه الشيخ بيوض بـ52% من الأصوات.

        وفي 1949، دخل مفدي زكرياء السجن لمدّة شهرين، ثمّ دخله عام 1951 لستّة أشهر. وفي 1955، التحق بصفوف جبهة التحرير، وألّف نشيد (قسما)، نشيد الثورة الجزائرية والنشيد الرسمي للدولة الجزائرية بعد الاستقلال، لحنّه أوّل الأمر الفنان التونسي محمّد التريكي، وأوّل تمرين على هذا اللّحن، لتسجيله وتهريبه إلى جيش التحرير في الجزائر، كان في دار البعثة الميزابية في تونس، ومن طلاب البعثة. وبعد ذلك أعيد تلحينه من طرف الفنان المصري محمّد فوزي.

      في نفس السّنة، اتّخذت السلطات بغرداية قرارا يمنع مفدي زكرياء ومحمّد الحاج الناصر من دخول مزاب.

      قبضت عليه السلطات الاستعمارية في 19 أفريل 1956 وحبس في سجن باربروس، ثمّ في معتقل برواقية، وصودرت أمواله، وأطلق سراحه بعد ثلاث سنوات، وفرّ إلى المغرب يوم 13 مارس 1959، ثمّ انتقل إلى تونس، وشارك بنشاط في الصفحات الثقافية لجريدة المجاهد إلى سنة 1962.

      في سنة 1929، أسّس في العاصمة الجزائرية هو وجماعة من التّجار المزابيين جمعية الوفاق، التي أصدرت يوم 1 أفريل 1933 جريدة باسم الحياة، وكان مدير تحريرها، وكانت جريدة متعدّدة الاهتمامات. فهي اجتماعية وسياسة واقتصادية وأدبية أيضا، ولكنّها لم تستمر طويلا إذ لم يصدر منها سوى ثلاثة أعداد.

إنّ مفدي زكرياء، إلى جانب اعتزازه الدائم بالشخصية الجزائرية، حريص كلّ الحرص على مقاومة كلّ سياسات الفرنسة والمسخ والتذويب والإدماج. يقول الدكتور محمد ناصر: «وأحسب أنّ من أشهر قصائده وأقواها فكرة وفنا قصيدته التي عنوانها (بردة الوطنية الجزائرية) التي ألقاها في فيفري من سنة 1937 في مهرجان وطني بتونس، وهي رد صارخ على مشروع بْلُومْ – فْيُولِيتْ الإدماجي[15] الذي اغترّ به بعض الجزائريين، ظنا منهم أنّ من ورائه الحصول على الحقوق السّياسية»[16].

في سنة 1961، انتقل من تونس إلى بيروت لمتابعة طبع ديوانه (اللهب المقدس)، واغتنم الفرصة للمشاركة في المهرجان الثالث للشعر العربي الذي انعقد بدمشق في شهر سبتمبر من تلك السنة، فتعرّف الشعراء العرب على شاعر الثورة عن قرب، بعد أن قرؤوا أشعاره وأعجبوا به.

        بعد استقلال الجزائر، عاد مفدي إلى وطنه، واستقرّ بالعاصمة، حيث ألّف ما سمّاه دليل المغرب العربي الاقتصادي، ثمّ رحل إلى تونس وعاش بها من 1963 إلى 1969م. وفي سنة 1969م، غادر تونس ليستقرّ بالدّار البيضاء بالمغرب، حيث استفاد من رخصة فتح مدرسة ثانوية للتّعليم، وشارك بشعره ومناقشاته في جلّ ملتقيات الفكر الإسلامي في الجزائر، بدعوة من زميله وصديقه الأستاذ مولود قاسم. ولعلّ أعظم ما ختم به حياته الإبداعية الطويلة إلياذته الشّهيرة التي هي تمجيد حار لتاريخ الجزائر.

      يقول الدكتور محمد ناصر: «لا نحسب أنّ إطلاق لقب (شاعر المغرب العربي) على مفدي زكرياء، هو من قبيل إطلاق التسميات والألقاب جزافا... فإنّ هذه التسمية في حقيقة أمرها، تعريف بالشاعر أكثر من كونها تشريفا له.

    ...إنّ أهمية شعر مفدي زكرياء في هذا الاتجاه تكمن في تميّزه الواضح عن غيره من الشعراء، الذين عالجوا قضية المغرب الكبيرة، فقد نجد هذه القضية مطروحة عند هذا الشاعر أو ذاك، ولكن لا تعدو كونها خواطر سريعة وتلميحات عابرة، تكتفي ببعض الابيات في هذه القصيدة أو تلك، أمّا عند مفدي زكرياء فتغدو عقيدة راسخة تمتدّ جذورها في أعماق أعماله الشعرية، ومبدأ سياسيا ناضل من أجل تحقيقه منذ يفاعته حتى آخر لحظات عمره، ومشاركة فعلية في المؤتمرات والملتقيات الوطنية، وتواجدا منفعلا عبر كلّ مراحل شعره الاستنهاضي والنضالي والثوري، أصبحت معه هذه القضية فكرة محورية، دار حولها شعره منذ سنة 1925 حتى سنة 1977م»[17].

      توفي مفدي زكرياء في تونس يوم 3 رمضان 1397هـ/17 أوت 1977، ودفن بمسقط رأسه بني يزقن، ثمّ سُمّي باسمه مطار غرداية – نومرات، بقرار رئاسي مؤرّخ يوم 31 جوليت 1999م.

 

    من مؤلّفاته:

-اللهب المقدّس، طبع في بيروت عام 1961.

-تحت ظلال الزيتون، طبع بتونس عام 1965.

-من وحي الأطلس، طبع بالرباط عام 1976.

-المعركة السياسة في الجزائر من 1935 إلى 1954.

-إلياذة الجزائر، عام 1392هـ/1972م، في الف بيت وبيت.

-تاريخ الصحافة العربية الجزائرية.

-الأدب العربي بالجزائر عبر التاريخ.

-تاريخ الفلكلور الجزائري.

-أضواء على وادي ميزاب.

-نحو مجتمع أفضل.

-سبع سنوات في سجون فرنسا.

-حواء المغرب العربي الكبير في معركة التحرير.

-قاموس المغرب العربي الكبير في اللهجات العربية.

-العادات والتقاليد في المغرب الموحد.

-الثورة الكبرى (أوبرت).

-اليتيم في العيد (رواية).

-عوائق انبعاث القصة العربية.

-مائة يوم ويوم في المشرق العربي.

-الجزائر بين الماضي والحاضر.

-مذكراتي.

-الصراع بين الشعر والأصيل والشعر الدخيل.

-انطلاقة.

-الخافق المعذب.

-ديوان محاولات طفولة.

-الزحف المقدّس، باللغة الشعبية.

    أشهر أناشيده الثورية:

-فداء الجزائر روحي ومالي.

-قسما بالنازلات الماحقات.

-اعصفي يا رياح.

-هذي دمانا الغالية دفاقة.

-نحن جند الاتّحاد والعمل.

-نحن طلاب الجزائر.

-عشت يا علم.

-أنا بنت الجزائر.

-نشيد معركة بنزرت.

      وكتب مفدي كلمات مجموعة من الأغاني التي قدّمت خلال الفترة الواقعة بين 1939 و1950، ومن أبرز عناوينها: يا طير الهناء، لطيفة حلوة، يا سايقين الإبل، آه يا فاتني.

 

 

ترجمة الشاعر مـــفدي زكريــــا(18)

مولده ونشأته:

هو مفدي زكريا بن سليمان الشيخ صالح، من مواليد سنة 1909 بقرية بني يزقن جنوب الجزائر. ينحدر من أسرة متواضعة في العلم والجاه، أصلها من مدينة تيهرت التي تأسست في القرن الثاني من الهجرة، والمعروفة الأن بمدينة “تيارت” غرب الجزائر. تلقى مفدي زكريا تعليمه الأول بمسقط رأسه، أين حفظ القرآن الكريم، وتعلم قليلا من العلوم الإسلامية وبحكم أن أباه كان تاجرا بمدينة عنابة. أخذ الفتى يتنقل بينها وبين مسقط رأسه حتى أذن الله أن يقصد تونس كطالب تحت إشراف مجموعة من الأساتذة أمثال الشيخ إبراهيم بن الحاج عيسى وأبو اليقظان وغيرهم، وبذلك التحق بمدرسة السلام القرآنية ليتلقى مبادئ اللغة العربية والفرنسية على يد أساتذة أكفاء، ومنها نال الشهادة الابتدائية في العربية. وبعدها واصل دراسته بالمدرسة الخلدونية، أين درس الحساب والجبر والهندسة والجغرافية، ومنها انتقل إلى جامع الزيتونة للاطلاع، أكثر على علوم النحو والبلاغة والأصول، ومن هذه المدرسة نال شهادة الثانوية.

إن نشأة مفدي زكريا على يد عمه الشيخ صالح بن يحي، وتربيته على يد أساتذة انعكستا على شخصيته وتكوينه، فكان ذلك الشاب الوطني والرجل الثوري والشاعر الحقيقي بكلماته الثائرة في وجه الأعداء وفي سبيل الوطن. وكان لظهوره على الساحة الأدبية عوامل كثيرة ساعدته على ذلك رغم صغر سنه، أهمها: كون البعثة التي ينتمي إليها مفدي محظوظة بعلماء مكونين في جميع المجالات، ثم دور البيئة التونسية التي عاش فيها، فهي بيئة علم وثقافة لمن كان له استعداد وطموح في ذلك، ويضاف إلى ذلك استعداده الفطري لتقبل العلم واطلاعه الواسع على أمهات الكتب؛ ثم نبوغه المبكر لما أوتي من ذكاء خارق وإحساس رهيف وشعور متدفق، فقد كان يلقي تشجيعا من طرف أساتذته في مجال قرض الشعر ونظمه في المناسبات والأحداث الهامة.

نضاله:

إن التربية التي تلقاها مفدي جعلته يتعلق بسير الأبطال والعظماء من الرجال، وفي هذا يقول: ” شغفت بالآداب طفلا وبتاريخ الأبطال من عظماء الأوطان.” بدأ نشاطه السياسي عندما كان طالبا في تونس، فكان أول عمل له هو انضمامه في سلك الشبيبة الدستورية سنة 1922، ثم في حزب نجم شمال إفريقيا سنة 1926 عند عودته من تونس. وبعد تأسيس حزب الشعب عمل كأمين عام له سنة 1937، وفي نفس السنة زج به في السجن بتهمة التآمر ضد الدولة الفرنسية، وداخل السجن أصدر مفدي مع بعض زملائه جريدة (البرلمان الجزائري) الأسبوعية وكان هو رئيس تحريرها. ولما أطلق سراحه واصل نشاطه في حركة الانتصار للحريات الديمقراطية.”M T L D”وفي أفريل 1955 أي بأشهر قليلة بعد اندلاع الثورة أنشأ النشيد الرسمي الوطني (قسما).

وفي الثاني عشر من نفس الشهر اعتقل مفدي زكريا بتهم عديدة، ولقي ألوانا من العذاب في مختلف السجون والتي نذكر منها: سجن (بربروس)، سجن (البرواقية) وسجن (الحراش)، و ظل يتنقل بينها لكن ذلك كله لم يمنعه من مواصلة نشاطه ونضاله السياسي.

وأما عن نشاطه الفكري، فهو كغيره من رجال الفكر والأدب، ساهم بلسانه وقلمه من أجل القضية الوطنية، فكان ينظم الأشعار ويكتب المقالات في المجلات والصحف، وكان يؤمن بأن هذه الأخيرة تعد من الوسائل الهامة في تكوين الوعي السياسي لدى الجماهير. ولم يكتف مفدي بأداء رسالته داخل الوطن، بل ظل صامدا يتنقل بين مختلف الأقطار العربية لكي تنال القضية الجزائرية اهتمام الأشقاء. ففي سنة 1961 إثر وفاة الملك محمد الخامس لم يتأخر مفدي في مواساة إخوانه المغاربة بقصيدة، وفي نفس الوقت شاركهم في حفل تتويج إمارة العرش للملك الحسن الثاني خلفا لأبيه، ولم ينس أن يذكر في تلك المناسبة الثورة الجزائرية لإثارة الهمم وشحذ العزائم. وفي نفس السنة تنقل إلى دمشق إثر انعقاد مهرجان الشعر العربي كممثل يسمع هناك صوت الجزائر الثائرة.

هكذا عاش مفدي زكريا لوطنه الذي أحبه فخدمه بكل ما أوتي من قوة فكرية أو طاقة إبداعية، فقدم بذلك ما يعود على الثورة الجزائرية بما يفيدها في الهيئات العربية ويزيد من أهميتها في المحافل الدولية. وبعد أن نالت الجزائر استقلالها راح يشتغل بالتجارة، وفتح مكتبا للترجمة في ساحة الأمير عبد القادر بالعاصمة، ولما أحطت به الظروف ضاق ذرعا فطار به طائره إلى تونس ومنها إلى المغرب. وبالرغم من بعده عن وطنه كان دائما يغتنم الفرص والمناسبات في الجزائر للمشاركة فيها بمحاضراته وأشعاره.

وفاته ومآثره:

كانت وفاة مفدي زكريا على إثر سكتة قلبية يوم 17أوت 1977 بعد أدائه لفريضة الحج مع زوجته، ودفن بمسقط رأسه (بني يزقن) بمدينة غرداية تاركا ثلاثة أبناء، هم: سليمان، صالح وعائشة. توفي الرجل وهو حامل لوسام الكفاءة الفكرية من الدرجة الأولى من ملك المغرب، ووسام الاستقلال من الدرجة الثانية من الرئيس التونسي “الحبيب بورقيبة”، ووسام الاستحقاق الثقافي من الرئيس نفسه أيضا.

لقد خلف مفدي زكريا وراءه إنتاجا متناثرا في الجرائد والمجلات الجزائرية وحتى التونسية نثرا وشعرا، وتظهر أهم مؤلفاته المطبوعة فيما يلي:

اللهب المقدس: وهو ديوان شعري خاص بالثورة الجزائرية.

من وحي الأطلس: وخصه الشاعر للثورة في المغرب الأقصى.

إلياذة الجزائر: نظمت في ملتقى الفكر الإسلامي المنعقد بالجزائر سنة 1972 بلغت عدد أبياتها ألف بيت وبيت (1001.(

تحت ظلال الزيتون: ونظمه الشاعر لتونس الخضراء، طبع مرة واحدة سنة 1965.

دليل المغرب العربي الكبير: كان يهدف من ورائه إلى تسهيل الاتصال بين دول المغرب العربي.

 

 

----------------------------------------------------------------------------------

 [13]-بنيامين سطورا: مصالي الحاج رائد الوطنية الجزائرية، 168.

[14]-بنيامين سطورا: مصالي الحاج رائد الوطنية الجزائرية ، 180.

[15]- Maurice VIOLETTE : Gouverneur Genèral de l’Algérie du (12-05-25) au (19-11-27) a inspiré le Président du Conseil LEON BLUM.

[16]-مفدي زكرياء: شاعر النضال والثورة، 40.

[17]-مفدي زكرياء: شاعر النضال والثورة ، 82.       

(18) موقع المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر1954

 

 

 

ترجمة للشاعر يوسف بن قاسم لعساكر

c 7

الشاعر يوسف بن قاسم لعساكر من مواليد 04 اكتوبر سنة 1971 بمدينة بريان بركان ،نشأ في أسرة متواضعة تهتم بالعلم، كانت بدايته التعليمية بمدرسة الفتح القرأنية و مدرسة الأمير عبد القادر لمدة سنتين ثم بالمدرسة الابتدائية الشيخ صالح بن يحيى الطالب باحمد بحي الشيخ بابا السعد. ثم اكمالية الشيخ ابي اليقظان. ومرحلة الثانوي مابين بريان و متليلي الى ان تحصل على شهادة الباكالوريا شعبة أداب ولغات بثانوية الشيخ محمد الأخضْر الفيلالي بغرداية سنة 1993. درس اللغة الإنجليزية و أدابها بمعهد اللغات الأجنبية ببوزريعة بالجزائر العاصمة وعمل كمنتج اذاعي بالقناة الثانية 05 سنوات ضمن برنامج ثقافي [تيزفري] 1999 2004 أين تم فيه استضافة الشيصيات الفاعلة في المجال الثقاقي. كانت بدايته في كتابة الشعر الفصيح منذ سنة 1989 خلال مهرجان الشيخ محمد قرقر الطرابلسي، وكان حينها عضوا في جمعية الفن الأصيل الثقافية التي نشطت هذا المهرجان. برزت موهبته من خلال النشاط الجمعوي في اللقاءات و المناسبات الوطنية وحفلات الأعراس والمسرح في فرقة " مسرح الأطفال" مع الفنان المسرحي الموهوب ابراهيم صالح والحاج. له مجموعة من القصائد ما بين الفصيح و المزابي . اهتم بالترجمة الشعرية بين اللغتين له مجموعة قصائد مترجمة من العربية الى المزابية تحت عنوان " تيسوقلين" بمعنى قصائد مترجمة. وكذا الياذة الجزائر لشاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء.

التحق بإذاعة غرداية سنة 2005 ولازال يمارس فيها عمله الإعلامي منتجا لعدة برامج ثقافية بالعربية و الأمازيغية، منها:

رجال في الذاكرة 

تاسكلا توڤغرسانت

اوالنّغ دييڤّن

ئدس يلن ديمقرانن

في سنوات التسعينيات نشر مجموعة من القصائد الشعرية العمودية في مختلف الجرائد الوطنية أحيانا بإسمه وأحيانا باسم مستعار " فراس النور".

من قصائده المنشورة " لا تحسبوا بووياف مات"، "تأأوهات ينّاير "، "مطلع الألفين"،"أ تون"، أيات من سور الاصرار.

سنة 1999 عضو اتحاد الكتاب الجزائرين.

سنة 2006 عضو مؤسسة مفدي زكرياء.

سنة 1999 المرتبة الرابعة في المسابقة الأولى للشعر الأمازيغي من تنظيم المحافظة السامية الأمازيغية بولاية غرداية.

سنة 1998 المرتبة الثالثة في مسابقة مفدي زكرياء للشعر الفصيح من تنظيم السيد والي ولاية غرداية بالتنسيق مع اتحاد الكتاب الجزائريين.

سنة 2000 المرتبة الثالثة في المسابقة الثانية للشعر الأمازيغي من تنظيم المحافظة السامية الأمازيغية بولاية غرداية.

سنة 2007 مشاركة في مسابقة شاعر العرب من تنظيم قناة المستقلة الفضائية وكان من ضمن 275 شاعرا تم اختيارهم للظهور عبر القناة.

المرجع : : انثولوجيا الأدب المزابيⵉⴷⵓⵔⵔⴰⵏⵜⵙⴻⴽⵍⴰⵜⵓⵎⵥⴰⴱⵜ 

تعريف بلاد الشّبكة

تعريف بلاد الشّبكة

Icon 07

يطلق هذا الاسم على هضبة صخرية كلسية تقع شمالي صحراء الجزائر، وتمتاز عن بقيّة المناطق المجاورة لها بطبيعتها القاسية. فهي صحراء ضمن صحراء.

سمّيت ببلاد الشّبكة لأنّها تتخلّلها أودية عديدة، لا يتجاوز عمقها مائة متر، تتّجه كلّها من الشّمال الغربي نحو الجنوب الشّرقي، لتنتهي عند بحيرة تكتنفها الرّمال شمال غرب ورقلة.

مساحة بلاد الشّبكة حوالي ثمانية وثلاثين ألف كيلو متر مربّع. يحدّها شمالا وادي بُوزْبِيَّرْ، وغربا وادي زَرْقُونْ، وتمتدّ شرقا فتشمل زلفانة والقرارة، وتختلط جنوبا مع بلاد الشعانبة.

مركزها الحالي مدينة غرداية التي تبعد بخط مستقيم عن الجزائر العاصمة بـ 490 كيلو متر جنوبا، حيث نجدها في تقاطع خط العرض الشّمالي 32° 30َ، وخط الطّول الشرقي 3° 45َ، وارتفاعها عن سطح البحر 530 مترا.

--------------------------

المراجع:

تاريخ الجزائر في القديم والحديث, ج2, ص214 .

أحمد توفيق المدني كتاب الجزائر, ص211 .  

المناهج, 156.

تغاط_نـ_تسيرا !!

c 7

ⵜⵖⴰⵟ ⵏ ⵜⵙⵉⵔⴰ

تغاط_نـ_تسيرا

حظيت العنزة بمكانة مرموقة في المجتمع المحلي بوادي مزاب ، حتى قيل عنها/ فيها امثال تجمع بين صفات ايجابية و سلبية حسب سياقات مختلفة ، و أنشئت على لسانها قصص بليغة ، تلخص تجربة ابن المنطقة، و طريقة تفكيره و نظرته المختلفة للحياة .

و من الأمثال التي جسدت مدى قرب العنزة بمالكها ، و اعتبرتها كأنها عضوا من العائلة ، حتى أصبح، للتعبير عن قرابة شخص ما، و انحذاره من العائلة الكبيرة من جهة الأم ، اثناء التعارف ، يقال له : " مميس نتغاطنًغ "، أي ابن عنزتنا " . وهذا المثل موجود ايضا بنفس الدلالة في تونس و سوريا و بعض المجتمعات الشرقية ، ربما لاستئناسهم بهذا الحيوان القريب جدا منهم. و بالمقابل هناك ايضا امثال تعطي صورا سلبية ، حسبما استنتجه المخيال الجمعي عن طريق الملاحظة المتكررة ، مثل هذا المثل : " حدّني_د_تغاط_نـ_تسيرا ، اي هو عنزة ارحية ، جمع رحى ، و هي أداة طحن تقليدية ،

و هذا المثل يقال في الشخص ( وغالبا ما يكون من فئة الأطفال) الذي إذا ارسل في مهمة ما ، فينشغل بأشياء هامشية تنسيه عن شغله الاول الذي كلف به ، فهو مثل العنزة التي اذا عادت من المرعى مساء إلى البيت ، تتجه نحو البيوت المجاورة لبيت مالكيها لعلها تجد ضالتها فتلتقط أو تلعق فتات او بقايا الرحى ، إلى ان تصل بيتها الاصلي ، و مكان الرحى في البيوت القديمة يتموقع بمدخل المنزل من جهة الباب ، و الابواب في القرية تكون مشرعة ، للآمان السائد بين ساكينها ، كانت موجودة تقريبا في مداخل جل بيوت وادي مزاب،

حتى يسهل على من لا يملك رحى في بيته استغلالها و طحن مادته ، وهي قريبة من المربض ، يسمى #امشان_نـ_زوايل، يربط فيه الحمار ، و بمحاذاته العنز ، لأنها كما اسلفنا محل اهتمام المزابيين، اذ لا تكاد تجد بيتا مزابيا خلوا منها ، و نظام اخراج الأغنام لرعيها او ما يسمى ب لحرّاڨ ، كان محكما ، فالراعي أو احرّاڨ، مكلف أو ملزم بإخراج عنز الحي او القصر صباحا إلى المرعى خارج البلدة ، و إرجاعها مساء قبل غروب الشمس ، بدقائق معدودة

من موعد الاذان.

خلاصة القول ، تكرار هذه العملية جعلت المخيال الجمعي المزابي يسقط هذه التجربة بالطفل الذي يبقى في الشارع يقضي وقته فيما ينسيه عن مهمته التي أرسل من اجلها.

و السؤال المطروح كم عنزة بيننا اليوم تتجول لتلعق رحى الناس و تترك ما ببيتها ، و بعابرة اوضح ، لماذا كثر بيننا من انشغل بالهوامش و اهمل الاولويات .

يوسف لعساكر

تمسك البربر بشخصيتهم

وسابع الأسباب هو ثبات البربر على مبادئهم، وتمسكهم بالفهم. إنهم امة قوية الشخصية، معتدة بنفسها متمسكة بشخصيتها وتقاليدها بنفسها متمسكة بشخصيتها وتقاليدها، وتقلد، ولا تسارع إلى نبذ ما الفته، ولا تأخذ بالجديد حتى تتيقن انه أحسن من القديم الذي عندها. لذلك لم يسارع البربر إلى الاسلام حتى تأملوه، وعرفوا حقيقة، وتيقنوا انه هو مفتاح السعادة، وسبب النجاح، فاقبلوا عليه، ورسخوا فيه رسوخ جبالهم، وثاروا على كل الملوك المسلمين الذين يخرمون أصوله في السياسة، ويعاملون رعاياهم بغير العدل الذي أمر الله به.

ان البربر لا يسارعون كثيرا إلى الإيمان. إنهم لا يؤمنون إلا بعد التروي والتدبر، وفي أناة وتحفظ. وكذلك في الصداقة؛ فان قلب البربري لا يتفتح لك إلا بعد ان يختبرك طويلا، ويدرسك ويعرف حقيقتك، ويثق بك، وإذا تفتح لك قلبه تفاني فيك، واخلص إليك، وثبت على حبك، وكان لك في السراء والضراء، وكان حبك في قلبه درة في محارتها، ولا يؤذيها تقلب الأمواج، وثورة البحر، ولا يكسفها ظلمة للازمات تخيم عليك كظلمة اليم، وملوحة للأيام تعكر صفوك كملوحة البحار !

ان ثبات البربر على مبدئهم وتحفظهم، هو الذي جعلهم لا يفتحون قلوبهم للمسلمين ولا يسارعون إلى الإسلام إلا بعد ان تمنعوا فيه، فعرفوا حقيقته، ورأوا جماله وعظمته في سلوك المسلمين

------------------

 

محمد علي دبوز  تاريخ المغرب الكبير ج2  ص122-123

ثناء ابن خلدون على البربر

Icon 07

لقد كتب عن البربر مؤلفون كثيرون من عرب وإغريق ورومان، وكلهم أثنى على البربر وأعجب بهم. وممن عاشرهم، وسبر أغوارهم، وعرف كل المعرفة تاريخهم، وعاش في دولهم، وشاهد أمجادهم العلامة ابن خلدون. فإليك جزءا صغيرا من شهادته لهم، وثنائه عليهم، ليكون نصوصا وحجة لما وصفت به البربر في هذا الباب.

قال العلامة ابن خلدون:  [وأما تخلق لبربر بالفضائل الإنسانية، وتنافسهم في الخلايا الحمية، وما جبلوا عليه من الخلق الكريم، مرقاة الشرق والرفعة بين الأمم،وسبب المح والثناء من لخلق، من عز الجوار، وحماية النزيل، ورعي الذمم، والوفاء بالقول والعهد ! والصبر على المكارم، والثبات في لشدائد، وحسن الملكة، والأعضاء عن العيوب، والتحافي عن الانتقام، ورحمة المسكين، وبر لكبير، وتوقير أهل العلم، وحمل الكل، وكسب المعدوم، وقرى الضيف، والإعانة على النوائب، وعلو الهمة، واباية الضيم،ومشاقة الدول، ومقرعة الخطوب، وغلاب الملوك، وبيع النفوس لله في نصر دينه، فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف

عن السلف، لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم. وحسبك ما اكتسبوه من ميدها، واتصفوا به من شريفها، ان قادتهم إلى مراقى العز، وأوفت بهم على ثنايا الملك، حتى علت على الأيدي  أيديهم، ومضت في الخلق بالقبض والبسط أحكامهم الخ... ] 26

ولعل القارئ يقول: ان الأمام ابن خلون يريد البربر في عهد الإسلام لما ورد من وصفه لهم ببيع لنفوس لله في نصرة دين، ولكنه من يقرأ الباب كله يعلم ان يريد البربر في كل عهودهم قبل الإسلام وبعده. ان وان أمكن ان يعني ابن خلدون لبربر في العهد الإسلامي فحسب، فان الفروع دليل على الأصول، والأحفاد مظهر للأجداد، والشخصية العظيمة، ولعبقريات الكبرى تورث ولا تكتسب. انها لا تظهر فجأة، ولا تولد كاملة،وإنما تنمو في الآباء، وتكمل في الأبناء. وإذا رأيت جيلا كريما فاعلم انه من الأصول لكريمة،

لا يمكن ان يكون من الأرذال.

ثم قال ابن خلدون يصف البربر في العصور الإسلامية: «وأما إقامتهم لمراسم الشريعة، وأخذهم بأحكام الملة، ونصرهم لدين الله، فقد نقل عنهم من اتخاذ المعلمين كتاب الله لصيانتهم، والاستفتاء في فروض أعيانهم، واقتفاء الأئمة في الصلوات ببواديهم، وتدارس القرآن بين إحيائهم، وتحكيم حملة الفقه في نوازلهم وقضاياهم، وإصغائهم لأهل الخير والدين من أهل مصرهم للبركة في آثارهم، وغشائهم البحر أفضل المرابطة ولجهاد، وبيعهم النفوس الله في سبيله، وجاد عدوه، ما يدل على رسوخ إيمانهم، وصحة  عتقداتهم، ومتين ديانتهم التي كنت ملاكا أعزهم، ومقادا إلى سلطانهم وملكهم ».

ثم قال ابن خلدون: «وأما وقوع الخوارق فيهم، وظهور الكاملين في النوع الإنساني من أشخاصهم، فقد كان فيهم من الأولياء المحدثين، أهل النفوس القدسية، والعلوم الموهوبة، ومن حملة العلم عن التابعين ومن بعدهم من الأئمة والكهان المفطورين على الاطلاع على الأسرار الغيبية، ومن الغرائب التي خرقت لعادة، وأوضحت أدلة القدرة، ما يدل على عظيم عناية الله بذلك الجيل، وكرامته لهم، بما آتاهم من جماع الخير، وآثرهم به من مذاهب الكمال، وجمع لهم من متفرق خواص الإنسان الخ....» 27

تلك هي بعض أوصاف البربر الخلقية والعقلية ق جلوناها، وجلاها ابن خلدون في هذا الباب. وهي تصور شخصيتهم العظيمة،وأصلهم الكريم. فما هي الشخصيات التي نبعت منهم قبل الإسلام في مختلف الميادين، فكانت مظهرا لشخصيتهم، ومن الأدلة الكبرى على عظمة هذا الجنس، واقتعاده الذري في المكارم قبل الإسلام بقرون كثيرة؟

----------------------

26 كتاب العبر لابن خلدون ج 6 ص 104 ط بولاق بمصر.

27 العبر لابن خلدون ج 6 ص 104 ، 105 ط بولاق بمصر.

               تاريخ المغرب الكبير محمد علي دبوز ج1

جهادهم في الحرب التحريرية

جهادهم في الحرب التحريرية:(01)

أما جهادهم في الحرب التحريرية، فقد كان في المستوى المطلوب منهم ولا نستطيع أن نأتي في هذه المسامرة على كفاحهم وجهادهم داخل الجزائر وخارجها ولا بأس أن نذكر عينات لأبنائنا حتى يعرفوا تاريخهم.

عندما اندلعت الثورة الجزائرية المسلحة كان الميزابيون من أشد وأهم العناصر الذين اشتغلوا في هذا النضال، ومن أصدق من أعدّوا له وأثبت من كافحوا بعد وإخلاص وتضحية في بعث الثورة، والاستمرار فيها والسير إلى قمة النجاح.

ولو أتيح لمؤرخ سياسي أن يستلهم الفن والأدب، وقام بدراسة الأناشيد التي كان يتغنى بها الأطفال والشباب في مدارسهم ومعاهدهم منذ الأربعينات، لنكشف في الروح النضالية العالية التي أعدّت للثورة ورافقتها وتغنت بنجاحها.

في أواخر الأربعينات، وهم يعدّون للثورة، كان الشباب في ميزاب يتغنى وبأمثالهم قولهم:

إن أضــــــــــــــرمت نـــــــــار الوغــــــــــى           قــــــــــدم لها الوقــــــــــــــــود

لا تــــــــــــرتـــــــج أن تبلـــــــــغـــــا                 بـــــــــــدونهــــــا الآمـــــــــــــــــــال

وفي الخمسينات والشباب الجزائري مشتبك في النضال الفعلي المسلح مع قوات الاستعمار الفرنسي كان هذا الشاب يتغنى بأمثال قولهم:

يا شباب المسلمين         قُد جنود الفاتحين

وتقــــــدّم لا تهـــــــن

إنما المجد الحروب           ولدى المسلم الكروب         والمعاني لا تؤوب

بسوى الحرب الزبون

وربما كانت هذه الأناشيد التي تغنت بها المدارس والمعاهد الميزابية في هذه الفترة النضالية تبلغ المئات، وكلها تدعو إلى التضحية والفداء والاستمرار في النضال وهي لا شك تعطي صورة كاملة عن نفسية هذا الشعب الصغير.

ولاشك أن السطحيين الذين ينظرون إلى الظواهر قد تخدعهم قلة الأسماء في جبهات القتال، غافلا عن النسبة العددية. ومع ذلك فقد لمعت هناك أسماء وسجل شهداء، ورجع من جبهات القتال بعد الانتصار مناضلون شرفاء، لم يمتنوا على الجزائر بنضالهم، ولم يطلبوا من الدولة ثمنا لوطنيتهم بمنحهم ألقابا أو سلطة، وإنما رجعوا في تواضع إلى أعمالهم الحرة في البادي المرة دون ضجيج ولا صخب.

هؤلاء جميعا يعرفهم زملاؤهم من رفقة السلاح، أو من قادة النضال ومن مسيري الإحصاءات الرسمية، التي تثبت للتاريخ وللأجيال القادمة ذلك الرصيد الغالي الذي دفعته الجزائر ثمناً للحرية إذا تولته أقلام صادقة ومخلصة.

أما الدور الذي قام به الميزابيون في هذا النضال، وأغلبهم تجار موزعون على جميع أنحاء القطر الجزائري فلعله يتلخص في الخطوات الهامة الآتية:

1.في جبهات القتال:

لا شك أن الوجه الواضح لثورة التحرير الجزائرية إنما يظهر في العمل البطولي الرائع الذي قام به المناضلون والفدائيون لمجابهة القوات الاستعمارية بمختلف تشكيلاتها في ساحات القتال، وفي الأودية ورؤوس الجبال، وبين الغابات والأدغال.

وقد أخذ الميزابيون في هذا المجال قسطهم الذي يتناسب مع حجمهم وربما كان أكبر قليلا من الحجم الذي يقدم لهم، ومن الأمثلة على ذلك أنه عند اندلاع الثورة كان عددهم يتراوح بين الستين والسبعين ألفا. وقد التحقت أعداد من شبابهم بمعاقل الثوار على كل المستويات بل إنه على أرفع المستويات كان في مقدمة من التحق بالثورة في الجبال.

2.التمويل:

لا شك أن تمويل الثورة لا يقل أهمية عن حمل السلاح فيها، وقد اعتمدت الثورة الجزائرية ضد الاستعمار اعتمادا كاملا على متاجر الميزابيين. فقد كانت جميع الطلبات التي تقدمها العناصر المسؤولة في الثورة إلى أي متجر تحقق في الحال وفي صمت، وفي هدوء كأنها عملية من عمليات البيع والشراء ولكنها دون مساومة.

ثم إن القيادة قد اتفقت مع شخصيات معينة منهم على أن تكون بعض متاجرهم في كل مكان مصدرا للتمويل ومركزا لتزويد جبهات القتال بما يحتاج إليه.

وقد كان التجار الميزابيون في مختلف المدن الجزائرية يعدون كل ما تحتاج إليه الثورة الجزائرية تحت أيدي أمينة لتصل إلى أماكنها عند الحاجة، وإلا بقيت محفوظة أو مخزونة حتى يأتيها الطالب.

وهكذا قاموا بجانب ثان هام من جوانب جهاد العدو، وقيادة الثورة الجزائرية تعرف هذا حق المعرفة، وتقدره حق التقدير، ولا يقلل من أهمية النضال أن بعض المناضلين لا يعرفون هذا، ولا يعرفون الأسس السرية التي انبنى عليها النضال، إلا أنهم يمرون وسط شوارع المدن فيرون المتاجر مفتوحة، والأعمال جارية في روتينية واضحة وأصحاب المتاجر يواصلون أعمالهم فيها في هدوء ونشاط، فيعتقدون أن أولئك التجار غير مهتمين بالثورة، فهم إما سلبيون، وإما خونة، وإما عملاء للاستعمار، فيشيعون عنهم الأراجيف التي ليست من الحق في شيء، والتي ربما سببت في إيذاء ناس كان إخلاصهم للثورة وبذلهم في الجهاد وعملهم في سبيل الله لا يقل عن أولئك الذين عرضوا أنفسهم للموت في ميادين القتال.

3.تأمين الأشخاص:

لا تخلو مدينة من مدن الجزائر من عدد من المتاجر أصحابها من الميزابيين. ولعل تسخيرهم لأعمال التجارة في جميع أنحاء الجزائر كان وفق مشيئة الله تعالى لحكم يعلمها، وعرف الناس بعضها في هذه الظروف، وهو تأمين المجاهدين في سبيل الله لإخراج المستعمرين من بلاد الإسلام.

بمجرد ما يحس أحد رجال الثورة، عند دخوله للمدن أو القرى للقيام بأعمال تقتضيها مصلحة الثورة، برقابة السلطة الاستعمارية أو بتتبعها له، فإن أول متجر للمزابيين يقع في طريقه يكون صالحا لأن يكون مخبأ أمينا له، فيلجأ إليه في الحال، لأنه يعرف أن لهم وسائل في إخفاء من يلجأ إليهم لا يمكن لشيطان الاستعمار أن يكشفها، وهو أيضا على يقين أن ذمم أولئك التي لا تخفر مهما كانت النتائج، وهو يعرف كذلك أن مجرد التجائه إليهم يجعلهم يحسون بمقدار الخطر الذي يهدده، ولذلك فهم حريصون أن يوفروا له الحماية والأمن حتى ينجز المهمات التي جاء من أجلها.

وهم يعرفون فوق ذلك أن انكشافه عندهم يعرضهم ويعرضه لكثير من الأذى ويضعهم تحت الرقابة المستمرة.

وتروى في هذا الباب قصص ونوادر وبطولات تعتمد أولا على صدق النية في الجهاد بكل الوسائل، ثم على الذكاء واللباقة وحضور البديهة واتساع الحيلة وحسن التصرف، وهي في مجموعها تكشف عن المعاناة الحقيقية لركائز الجهاد المجهولة التي كانت تعمل وهي لا تحتسب من أحد من الناس شكرا أو أجرا أو فخرا.

ومن تلك النوادر أن أحد التجار أعد في متجره أنواعا من الألبسة التنكرية واللحى والشعور المستعارة والعمائم الجاهزة، وألبسة كالتي بلبسها عمال الميزابيين في متجرهم. وعندما يدخل إليهم ملتجئ من متابعة العدو سرعان ما توضع على وجهه لحية وعلى رأسه عمامة وعلى ظهره ثوب من ثياب العمل، ثم يبدأ في العمل في الجوانب الواضحة من المحل، فإذا جاء المطاردون لم يخطر لهم أن طريدهم هو أحد العاملين في واجهة المحل، واندفعوا بفطرتهم إلى الداخل يبحثون، يقلبون المحل تفتيشا ولكنهم لا يعثرون على من يطلبون، وهو قد يكون في ذلك الحين بين أيديهم وأعينهم يمد قطعة قماش إلى زبون أو يقشر البصل في المطبخ.

4.تأمين المواصلات:

بحكم اشتغال الميزابيين بالتجارة في جميع أنحاء الجزائر فإن الحركة والتنقل من مكان إلى مكان، وشحن السيارات بالبضائع من بلد إلى بلد مظهر طبيعي من مظاهر نشاطهم، لا يثير في عمومه شكوك الاستعمار، ولا يستدعي المراقبة والتتبع والتحقيق. ولذلك فقد كانت مطالب الثورة تنتقل على أيديهم من بلد إلى بلد في صورة بضائع تجارية مطلوبة، وتستقر تلك المطالب في صورة لبضائع في متجر من متاجرهم لتصل بالتدريج حسب الخطط التي تضعها قيادة الثورة إلى أماكنها من جبهات القتال، في بطون الأودية ورؤوس الجبال. ولربما كان أشد الطرق أمنا وأكثرها نشاطا وحركة لإمداد الثورة بما تحتاجه من مؤن إلى أقصى مواقع الثورة، إنما هي التي كانت تمر على متاجر الميزابيين، ويتولون هم أنفسهم ترحيلها واستقبالها تم إيصالها إلى أماكنها التي ينبغي أن تكون فيها في مواعيدها المحددة حيث تكون تحت تصرف المناضلين.

5.تأمين المخابرات:

إن الميزابين بطبيعة أعمالهم التجارية وتنقلهم بسببها بين جميع أطراف البلاد وخارج أطراف البلاد، قاموا بأروع الأعمال في تأمين مخابرات الثورة، سواء كان ذلك في إيصال مخابرات الثورة إلى الشعب أو في إبلاغ مخابرات الشعب إلى الثورة. فقد ربطوا بين عناصر الثورة في كل مكان، وأمنوا مخابراتها بحيث أصبحت الاتصالات بين أعضاء الثورة تتم في سرعة وسرية ودقة تستدعي الإعجاب والتقدير. فما تريد جهة من جهات الثورة تبليغ أمر أو خير إلى جهة أخرى بعيدة حتى ينطلق تاجر ميزابي إلى تلك الجهة البعيدة لعقد صفقة تجارية في الظاهر، قد تتم أو لا تتم، ولكن المهم من تلك الرحلة التجارية أن يتم فيها للثورة ما شاءت من مخابرات تصل في حينها، وقد قام التجار الميزابييون في تونس وأفراد البعثة العلمية هناك بربط كثير الحلقات بين الحكومة الجزائرية المؤقتة في تونس وقيادة النضال في داخل الجزائر. وقد كانت بعض متاجر الميزابيين في أغلب المدن الجزائرية بمثابة دور البريد أو مراكز المخابرات للثورة، فهي مستودعات للرسائل والنشرات والبلاغات، وكانت تلك المراكز معروفة عند عناصر القيادة. فتردد عليها حملة البريد السري للثورة، أو توصل إليهم إذا خيف من التتبع والمطاردة. وفي أكثر الأحيان يودع هناك ما يراد نقله أو توزيعه إلى جهات فيصلها في أمان ودقة. وكانت تلك المتاجر تسلم وتستلم ما يمر بها إما لشخص معروف لديها وإما بكلمة سر هي مفتاح التعامل.

ولقد نال التجار الميزابيين بسبب هذه الأعمال كلها كثير من الشر والأذى كالسجن والضرب والتعذيب بأنواعه المختلفة ومصادرة الأموال.

ولكن الاستعمار في جميع حالاته تلك، لم يستطع بجهازه التعذيبي الجهنمي وبطاقمه الوحشي أن ينتزع سرا من ميزابي واحد من أوقعهم سوء حظهم تحت براثينه، وإنما كان الواحد منهم يتلقى ما ينزل عليه في ألم وصبر، ومحتسبا ذلك في الله. ولم يذكر عن واحد منهم أنه أشار لا من قريب أو بعيد إلى ما يضر بالثورة أو برجال الثورة. ولقد لقي بعضهم حقه تحت التعذيب دون أن تنفرج شفتاه عن أي سر من أسرار الثورة، وعنده منها مخبآت سلمها خلفاؤه إلى رجال الثورة كاملة سليمة.

هذا الموقف البطولي نفسه كان مدعاة للحيرة والاندهاش بالنسبة إلى الجانبين، فهو من جانب تكذيب لتحريات رجال المباحث الاستعمارية فيما يعتقدون أنهم وضعوا عليهم اليد وأمسكوه من كل أطرافه، وهو من جهة أخرى قلل من الشائعات والأخبار عما يقومون به من أعمال في صمت وإتقان، حتى ظن السطحيون أن جهودهم في مكافحة الاستعمار ضئيلة. وكانت نتيجة هذا الموقف البطولي من تحمل العذاب وكتمان السر أنه لن يستطيع أحد أن يقف يوما فيزعم أن ضررا لحق به أو بشخص، أو بمرفق من مرافق الثورة بسبب اعتراف ميزابيين عليه بعملية الترغيب أو الترهيب أو التعذيب. والسبب في هذا الموقف أن الإباضية لا يجيزون شرعا لأي شخص أن يخفف عن نفسه العذاب بتوريط غيره.

وفي ختام الحديث عن الدور الفعال الذي أسهم به الميزابيون في الثورة التحررية ما بين سنة 1954 و1962 نشير إلى بعض النقاط:

*اندلعت الثورة في فاتح نوفمبر 1954، وكان نشيد الثورة الرسمي "قسما" هو النشيد الرسمي للدولة الجزائرية حتى اليوم وهو من إنشاء شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء، مثل نشيد "فداء الجزائر" الذي كان النشيد الرسمي لحزب الشعب الجزائري ومن هذا أن الشعراء الميزابيين استطاعوا أن يعبروا عن المشاعر الوطنية للشعب الجزائري بأحرّ وأصدق مما يعبر غيرهم، وأنهم يحسون بالقضية الوطنية في كل أدوارها ومراحلها بأعمق مما يحسه غيرهم من الشعراء.

*كان أول ثلاثة الأطباء انضموا إلى صفوف الجيش في أول يوم من الميزابيين استشهد منهم اثنان وهما: تيرشين إبراهيم في نواحي الونشريس قرب الأصنام، وقضي بكير في جبال سوق أهراس، وقد سمي باسمه مستشفى غرداية. أما الدكتور الثالث فهو الدكتور بابا عمر عبد الرحمان. ولم يكن من أبناء الميزابيين طبيب غيرهم، ومعنى هذا أنهم بعثوا بكل أطبائهم إلى صفوف الجيش الذي حرر الجزائر فاستشهد اثنان في جبهة القتال.

*أدار السيد بن خدة والعربي بن مهيدي معركة الجزائر العاصمة من ثمانية عشر مركزا كانت كلها للميزابيين، قام فيها رجال الثورة بأدوار بطولية نادرة لم تكشف إلا بعد إضراب الثمانية أيام، وكل هذه المراكز كانت للميزابيين في الأحياء الأوروبية من عاصمة الجزائر.

*تكونت الولاية السادسة تحت قيادة العقيد أحمد بن عبد الرزاق المدعو سي الحواس في مركزها الأول وهو "غابة الحاجب" التي هي ملك لآل الخبزي وانضم كل أبنائه إلى صفوف الثورة، فكان منهم من صعد إلى الجبال ومنهم من قام بالعمل السياسي وتركيزه في منطقة الصحراء.

*توقف إطلاق النار في سنة 1962، ومركز قيادة المنطقة الخامسة من الولاية السادسة في العطف بوادي ميزاب، وكانت مساحة هذه المنطقة تمتد ما بين الحدود التونسية بوادي سوف شرقا إلى الأغواط غربا، إلى تمنراست جنوبا. وغني عن الذكر أن اختيار القيادة الرشيدة لمركز هذه المنطقة لم يكن عبثا ولا مصادفة.

هذه صورة مختصرة جدا عن جهاد الميزابيين في سبيل الله وهم يحرصون شديد الحرص على عدم التحدث عما قاموا به لأنهم قاموا به الله، ومنه وحده ينتظرون الجزاء.

 

بني مزاب و المقاومة الوطنية الجزائرية

طرح اطروحة تخرج لنيل شهادة ليسانس في التاريخ حول مشاركة المزابيين في المقاومة الوطنية من قبيل الاحتلال الى الحرب العالمية الاولى

وذالك بدعوة من التلفزيون ااجزائرية (القناة الامازغية)

---------------------------------

(01)  الشيخ القرادي آثاره الفكرية. ص144-176.

 

حاجة بنت الشيخ عبد العزيز الثميني

من شخصيات العهد الرّابع

الفترة الأولى من 1853م إلى 1882م

كانت هذه العالمة مضربة الأمثال ببلد يزقن في العلم والورع والفضل والإحسان والصلاح وأصالة الرأي.

يقال إنّه وقعت فتنة داخلية في سوق البلد بين بعض القبائل، فتلحفت وطلعت بعض سطوح السوق، وصاحت بأعلى صوتها، وهي في سنّ ثمانية وتسعين عاما وقالت:«يا أولادي، أنتم أقارب وأرحام بعضكم لبعض، تتقاتلون»، فالتفت رجل إليها وهو بالسطح فقال لها:« يا عجوز، اذهبي أنت من هنا، وإلاّ رميتك من السطح». ولم يتمّ هذا قوله حتّى أصابته رصاصة، فسقط من علوّ إلى أسفل، فمات لحينه.

وكان بعض من تولّى شؤون العامّة والخاصّة بالبلد يومئذ، كالسيّد باحمد بن صالح، يأمر برفعها في منديل إلى داره ليستشيرها، لاسيّما فيما يتعلّق بحياة العائلات.

 

المصدر : تاريخ بني مْزاب : الأستاذ يوسف بن بكير  الحاج سعيد

حكمة المرأة المزابية في يومياتها

حكمة المرأة المزابية في يومياتها
Icon 07

صعوبة العيش في منطقة جبلية التضاريس، صحراوية المناخ، شحيحة المياه، بعيدة عن مواقع الخصب ومراكز الحضارة، ومناطق التجارة وعبور القوافل، جعلت الإنسان فيها يعتمد على توفِّره له بيئته تلك لتسيير يومياته وتلبية حاجاته الحيوية.

فاستعمل ذكاءه العقلي وجهده العضلي، وما يتوارثه من خبرات وتجارب من سبقه في تلك الأرض، ليتحدَّى بها متاعب الحياة في تلك البيئة، ويذلِّل بها تلك الطبيعة القاسية الشحيحة.
 فاجتهد الرجل في حفر الآبار العميقة متتبِّعا أثر الماء حتى تحصَّل عليه، وسحق الصخر حتَّى جعل منه أرضا طريَّة رطبة خصبة تنبت له من بقلها وقثَّائها وفومها وعدسها وبصلها، وتذليل الجبال لبناء بيوت فوقها تأويه وتحميه، وصنع أجنَّة وبساتين ظليلة تقيه حرَّ الشمس، وتضمن له قوته وقت أسرته.

كما شمَّرت المرأة عن سواعدها إلى جانب الرجل، لتساهم بدورها فيما يخصُّها، فتحدَّت الطبيعة والحاجة والجهل بجهد عظيم، يوازي أو يفوق جهد الرجل. بما وفَّرته من جهد عن الرجل حتَّى يتفرَّغ لدوره الموكل إليه فطرة وجبلَّة وشرعا.

فبرعت على الخصوص في استغلال وتوظيف جميع المواد والوسائل الطبيعية والحيوانية والنباتية التي وفَّرتها لها الطبيعة بما في ذلك نعمة الوقت؛ وعلَّمتها صعوبة الحياة وشظف العيش في بيتها كيف تستغلُّ كلَّ جزء من هذه المواد وهذه النعم. حتَّى غدت الاستفادة واستغلال كلِّ شيء في محيطها كبيرا أو صغيرا جليلا أو حقيرا، سلوكا اجتماعية وخلقا متأصِّلا ومبدأ محترما يلتزم به الرجال والنساء والكبار والصغار، تتوارثه الأجيال عبر العصور والقرون.

ويتجلَّى ذلك في الحياة اليومية للمرأة المزابية وممارساتها في كل جوانب حياتها، في المطبخ والمنسج وسائر الحرف والأشغال اليدوية، وتعتمد على المواد الطبيعية التي توفرها لها البيئة التي تعيش فيها، أو ممَّا يُجلب لها من الأسواق الخارجية المجاورة أو البعيدة.

فكانت تطبخ ممَّا يغرس زوجها في بستانه، وتأكل الطازج منه وتحفظ بوسائلها الخاصة الطبيعية ما زاد عن حاجتها، وتلبس ما تصنع يدُها من منسوجات صوفية أو وبرية، وتخيط بنفسها من الأقمشة الصناعية ملابسها وملابس زوجها وأبنائها وإخوتها، وتبتكر ما تحتاجه من مستلزمات البيت من فرش وستائر وأغراض نفعية لبيتها.

ولم تتخلَّ المرأة المزابية عن هذه القاعدة والحياة الطبيعية البسيطة الجميلة، إلاَّ بعد ما غزتها الثورة الصناعية العالمية بمنتجاتها الوفيرة الرخيصة المتنوعة الجميلة منظرا، التي جلبها تسارع الاقتصاد العالمي ووفرة وسائل النقل والاتصال، ثمَّ فرضها النظام العالمي الموحَّد بثورة ما يسمَّى: العولمة.

فليتك أيتها المرأة وأيها الرجل وكلَّ الناس في العالم ترجعون إلى الحياة الطبيعية الجميلة ببساطتها، النقية الصحية بنقاء وصحة ما رزقنا الله من نعم وفيرة والحمد لله، كما أثبت العلم الحديث ذلك، وحذَّر في نفس الوقت من الآثار السلبية لتلك المواد الصناعية الكيمائية على صحة الإنسان.

وكلُّنا يعلم أهمية وقيمة وصحة الإنسان في ميزان المادة والاقتصاد والمال.

يوسف بن يحي الواهج

حمُّو بن الناصر الداغور

(كرُّوشي)

(و: 1310هـ / 1892م - ت: 1332هـ / 1914م)

من بريان، تثقَّف على يد والده، ثمَّ هاجر إلى تونس في أوائل العقد الأوَّل للقرن العشرين، وهو من أوائل الميزابيين الذين قصدوا تونس طلباً للعلم، والتَحَق بالخلدونية والزيتونة، وبرز في علوم الشريعة والعربية، والرياضيات.

ثم حضر دروساً عند القطب الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش (ت:1332هـ/1914م) ببني يسجن.

له شعر قال عنه أبو اليقظان: «وقد رأيت له مرثية في عام 1332هـ/1914م، وهي غاية في الرقَّة».

توفي شاباً في الأسبوع الذي توفي فيه شيخه قطب الأيمَّة.

المصادر:

*أبواليقظان: ملحق السير (مخ) 2/391

*دبوز: نهضة الجزائر، 1/378؛2/20،153-154

*النوري: دور الميزابيين ، 1/101 *الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب، 144.

حمُّو بن داود بن عبد الله دَبوز

(و:1316هـ / 1898م- ت: ليلة الجمعة 30 ذوالحجة 1387هـ / 29 مارس 1968)

من المجاهدين بسلاحه، وماله، كان تاجراً بقسنطينة، اتخذ مركزاً خارج دكَّانه للجنود والمسؤولين في جبهة التحرير، يعقدون فيه اجتماعاتهم، ويتولَّى هو السهر على ضرورياتهم من مأكل، وملبس.

كان وسيطاً للحكومة المؤقَّتة بتونس، ينقل الملفات والتعليمات للولايات، فألقي عليه القبض، وعذِّب، ثم سجن ثمانية أشهر.

وكان إلى ذلك مشاركاً في الحركات الإصلاحية والعلمية بقسنطينة، وهو من مؤسِّسي دار الطلبة التابعة لمعهد الشيخ عبد الحميد بن باديس.

*المصادر:

*دبوز: نهضة الجزائر، 2/254 *النوري: دور الميزابين، 3/67-68.

ملاحظة:

*اِسمه الحربي: سي معروف.

حَمُّودْ بن سليمان رمضان

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

حَمُّودْ بن سليمان رمضان

ولد في غرداية عام 1906. انضمّ إلى البعثة التّعليمية بتونس، والتي يترأسها المشايخ أبو اليقظان وأبو إسحاق ومحمّد الثّميني وهو في السّادسة عشرة من عمره.

تقلّب هناك في عدّة مدارس: مدرسة السّلام، فالمدرسة القرآنية الأهلية، فالمدرسة الخلدونية، ثمّ الجامع الأعظم جامع الزّيتونة.

عاد إلى الوطن واستقرّ في مسقط رأسه، وأثرى الصّحف الوطنية بمقالاته وشعره، نشر أولياتها في جريدة الشّهاب، ثمّ في جريدة وادي ميزاب، وألّف في هذه الأثناء كتابيه: الفتى في المرحلة الأولى، نشر سنة 1929، وبذور الحياة، الجزء الأوّل منه، طبع عام 1928، ولم يمهله القدر للوفاء بالجزء الثّاني للكتاب والمرحلة الثّانية للقصّة.

حمود رمضان «شاعرا تبرّأ من السّياسة، ولكّنه كان سياسيا وطنيا ثائرا في كلّ كلمة تلفّظ بها، وبيت شعر أنشده، تلقّفه السّجن بعد إتمام دراسته مباشرة، تآمرت عليه فرنسا لاغتياله فأخطأته» هكذا عرّفه الدّكتور صالح الخرفي[2].

إنّ مرض السّل الذي بدأ ينهش رئتيه وهو ما يزال طالبا بتونس، لم تسلمه مخالبه، فتوفي سنة 1929 بغرداية.

---------------------------

 [2]-حمود رمضان، 34.

حواش برنامج ئلس نغ 04

الأستاذ عبد الرحمن حواش برنامج ئلس نغ لساننا حصة رقم 04

 

  

للإستماع أو تحميل  الحصة Mp3

 

الحصة لتصويب بعض الأخطاء الشائعة في اللسان المزابي المفردات التي تناولها الأستاذ عبد الرحمن حواش:

أزمول : هي العلامة والجمع ئزمولن العلامات

أزيمل: هو حصان الجرcheval de traie والجمع ئزومال

أرناو وليس أنراو : تنطق بؤاء مفخّمة وهو الحبيب مشتقة من كلمة "را" وهو إله الحب وهو متواجد إلى يومنا هذا في أرض الأمازيغ بمصر.

أمژّان مژّي وليس أبژّان بژّي وهو الصغير أو الصغر.

بداية الحصة:

01 ئيني أوال-قّار أيند-اني غادسڤمّغ ئلس نّغ أسّو: أزمول

غرنغ أزمول ساغنسّيول س منّاو أنّيني ئزمولن ؤهو ئزومال أماغر أسوكنو(1) ن يڤّت توالت  تيضيضت ئمارو أغندياس

أزمول ئي نسّن أيند أنا (العلامة) س تعرابت ، أيند أيني ئي نتّادجا وستو س ربح(2) باش أنّسن مي نژط ماني دامّاس ماني داقدا ماني د تاكلمونت نّغ ئڤّت تفوغالت(3) ماني غاتّيلي.

أمول أيند أبليبل(4) أزڤّاغ ئي يدجّو ربّي أمّاس ن تبجنا نوياژيض.

أزمول أيند أنا دج مول سمول يدولد زمول

دخ أزمول أيند تيسرط ئي نتّتدجا أرناي ن تسلت س توفرت-س غل اينزرت-س ساغنسّيول س منّاو أنّيني ئزمولن ؤهو ئزومال.

ئزيغ ساعنسّيول ساون وزمول يوغلب ئزمولن عمري ولنقّير ئزومال.

أما أينا ئزومال داعراك(5) أماغر(6) يلّا دخ توالتو أزيمل ئي يلا ديّس نوشمّر دوكرّي ئي يتّيلي ئغس-س دازيوار (حصان الجر/cheval de traie)  ؤجي أن ئيّس نومشور (حصان الجري)  داني مي يلّان مناو أنّيني ئزومال عمري ولنقّير ئزمولن.

ئزيغ أزمول ئي يلّان داعلّم مي ئتنسّيول ف يوغلب أنّيني ئزمولن

أما باتّا نسّيول فويّس نوكرّي : أزيمل مي ئتنسّيول ف يوغلب أنّيني ئزومال ئي منّاو.

02 أدرنيغ ئڤّت تيضيضت  أرناو(7) نّغ أنراو:

توالتو حد يقّار  أرناو حد يقّار أنراو مانت سّيسن ئي يلّان أيناس دلمنداد؟

مانت سّيسن ئي يلّان أيناس دعراك؟

زّار أنّسّن ئلي تاوالتو ديس مّاو واشنيون(8): غرنغ أميدي أنتيج أمدّوتشل تزيوي أغريم أمغير توتا أنراو د ومريو ڤاغ س تومژابت.

زدّيغ باتّا يخس أجلّيد أمقران أدفرزغ جراسن ؤشغ أفسو ن آش يڤن سّيسن سماني ئديتوابّي د باتّا يتّيش دوسون.

نّيغ مانت توالت دلمنداد أرناو نّغ أنراو؟

ونّي يلّان دلمنداد أنراو ئنراون نقّار مي يلّان يغلب ئنريون  ماعليش.

زّار باتّا دانراو سماني ئي تّوسو توالتو؟

أنراو ديڤ حد ديما نلّا دي ونشان ، ديڤن حد  خسخت يخسيّي أديڤمن(9) ئڤ(10) يوجر ويضيضن، ئڤ س ئڤ وغرم ئڤ وغرم ويضيضن ، يجرو جاراسن أخسا آش ئڤ يخس يوّاس

غرنغ توالتو طارا ئي يلّان داخسى وّخسى ، داخسى ئي يلّان دازعلوك ، داخسى س يخسان د يزوران(11) ، أفسوس س توڤّامانت دانا (l'amour) س تعرابت (الحب) س تومژابت طارا،

أما ئمازيغن ئضيضنين غرسن : أمياز غرسن (الفعل) أر، ئرا ئي وخسا ن وخسا ، أماغر آت بكري تّوغن سّوتورن دژالّان ئي يڤ ربّي ن وخسا قّارناس "را"(12) يلّا غل واسّو تمورت نيمازيغن ن ماصر .

ئزيغ تاوالت ئي يلّان دلمنداد أيند أنا أنراو ئي يلّان ديس "را" ن وخسا، ؤجس أرناو ، أينا أرناو داسخروش،

ساغديلنت سنّت تزيوين أنّيني : تانراوت تانراوين نّغ تينراوين ، أما أنا تارناوت داسخروش لاش غرس أفسو.

03 أمژّان:

غرنغ أنا  أبژّان دوانا أمژّان س "الباء" نّغ س "الميم" مانت-ت سي تيوالينو دلمنداد مانت-ت داسخروش؟

ولاد داني أنرڤب باتّا نقّار بژّي نّغ مژّي ؟

أيّولو نقّار مژّي نّغ مژّيك(13) ولنقّير بژّي نّغ بژّيك، توغغ نّغ دجيغ شراينّي بزّيك.

ئزيغ ناوالت تلمندادت دانا : أمژّان ئمژّانن س "الميم" أن مانش ئي فسوغ أماغر نقّار : مژّيك ؤهو بژّيك.

أديقّيم أنا : لبژ دشرا(14) ويضيضن، فسوغ يا توالتو أزدغات سي سّيولغ س بورخس ، نّيغ أما لبژ  يوسد سوانا بوبژيژ.

بوبژيژ: أيند يشبّن دسات ماغادفرفرن أماغر غرسن ميدّن بلّي بورخس سواغان آن تمورغي ساغاتّيلي د بوبژيژ، س بوبژيژ يوسد أنا : لبژ.

ئزيغ سا غل دسّات ساغانّسّيول س مژّي أنّيني : أمژّان  تمژينت  مژّي 

ولنقّير : أبژّان  تبژينت  بژّي، أماغر ولنقّير بژّيك  نقّار مژّيك.

بكري غرسن أسميسي نويوال ئخف ن ومبورن-سن أيّولو آني غادرڤبن أس-سميسن أوال، أدّجنتيد ئي تاروانسن(15) ئي يات ئمارو أدمض ڤن آد-تافن يمّيس.

غرنغ تومژابت يوغلب ئوالن أد-نتّالس ئي تاروانّغ د نتنين أد-تنالسن ئي وارا غادجّن دفر-نسن ، آش شرا رڤبنت ئمزوار أسدجن أوال يمّيس أد تدجن (القالب) يبها .

آش يسبي باتّا يخس يوش أونّينيغ منّاو ، أد-ننغ(16) سوايني يتوانّا س لهوير د لڤرود(17) ئي يتّوغن جار تيطّاوين-نسن أنرڤب باتّا ئي نّان ديسن ن باتّا ديوالن أسنّسميسن ئوالن بهان والو آلد يزي.

غرنغ : ألم(18) أغيول تغاط موش(19) تياژيت. ڤاغ أيني يلّان يتدّر ديدسن(20) نّان ديسن ئوالن نّان ديسن ئنزان(21)

 إتنهى

---------

(1) أسوكنو: أسوكّن معناه بالعربية الجمع و يقابله المفرد

(2) ربح: وتنطق بـراء مفخمة ويقصد به الرماد.

(3) تفوغالت: ؟

(4) أبليبل: أبلبيل أبليبيل حسب التنوع

(5) أعراك: خظأ

(6) أماغر: لأن

(7) أرناو: تنطق براء مفخمة

(8) اشنيون:synonymes مفردات

(9) أديڤمن: ؟

(10) ئڤ: ئڤّن بمنى الواحد يليه العدد إثنان

(11) ئزوران: بالراء المفخمة وهي العروق

(12) "را" : تنطق مفخمة وهي إله الحب.

(13) مژّيك:ⵎⴻⵥⵥⵉⴽⵯ

(14) شرا: تنطق براء مفخمة واعني شيء أشياء

(15) تاروا-نسن : تنطق بالراء المفخمة، أرا ، تاروا بمعنى الإبن الأبناء

(16) أد-نتغ: أبدأ البداية

(17) لڤرود: ؟

(18) ألم: ينطق اللّام مفحمة

(19) موش: ينطق لميم مفحم

(20) ديدسن: معهم

(21)ئنزان: مفرده ئنزي بمعنى مثل جمع أمثال 

حواش برنامج ئلس نغ 08

 الأستاذ عبد الرحمن حواش برنامج ئلس نغ لساننا حصة رقم 08

 

 

 

 

للأستماع أو تحميل الحصة Mp3

مفردات هذه الحصة:

تِكلكلت: هي منطقة تحت بطن الجمل جلدها غليظ. يقابلها بالفرنسية  (la callosité) وهي  الجُزءة  بالعربية. وتستعمل أيضا لمسمار الرجل أي (durillon) بالفرنسية.

تكلفففّويت : هي مرادف لـ "تِكلكلت"

أسكال ن تيطّاوين: وهو غض البصر أوbaisser les yeux بالفرنسية.

أسكال ن تيطت: وهو الموت

أدهكل: هو السير ببطء أو الإقلال من المشي لتفادي التعب.

اكّلال: هو حرفي الفخار

أكّال: هو الفخارterre cuite بالفرنسية.

أڤلّار: تنطق براء مفخمة وهو الطبل.

بداية الحصة:

يقّيمد منّاوت توالين(01) ئي ديسنت آكّال(02):

1 غرنغ تِكلكلت نولّم(03)، يلاَّ واسي ئقّاراس تِكركرت، أمَّا نتّ انًا اِيلان دلمنداد:  س "كل" ؤهو س "كر".

تِكلكلت، أيند تكلفففّويت ئي يلّان أڤُد وعدّيس-س، تِّلي س وحكّي-س تَمورت، أمغر يراس غفس وعديس-س يتحكّا غفس أيّولو تِژايت(04) ن ولم.

غرنغ تكرفففّويت، تكلفففّويت ئي يسّيولغ غفس نّيغ  أيند تزِّيوَرت، أيَّند تقَاريت ئي يلّان أڤُد ووعدّيس ن ولَّم، أمغر تراس غفس أيولو تزَّايت-س، يلّا واسي يقّاراس تكرفففّويت أما نتَّا س "كل" ؤهو س "كر".

أنا تكلفففّويت ديس سنَّت توالين دسنت "كَلْ" ئي يلّان تَمورت أكّال، ديس توفت. أمغر تَمورت نتّها ئي دجين توفت ؤلاد أينّي ئي يتّاسند ئدارن-نّغ، توفت ئي يتّيلي آن بتّا دايسوم يڤسا يقور(05) ولاد نتًّا تكلفففّويت يتّلى س وحكّي ن دفّر ن ودار تمورت مي نلّا نتزّلا  ؤلا ئڤت تعصِيرت نّغ ئڤت تجاجلت تقّور؛

شتاين أفسو-س: توفت س تمورت، كَلْ،

دُوف س "كل" ديس اُوف،

سي دسن  ؤڤّين يدولد تكلفففّويت.

2 غرنغ أسكال ن تيطّاوين(06)  أيَّند ارڤاب غل تمورت ئي يلّان د "كل" نّغ "اكّال"، أيَّندbaisser les yeux نّغ (غض البصر)، ايند أسكال ن تيطّاوين أيند وقول غل وكال (غل تمورت) س سنَّت تيطاوين.

دانِي واسي يلّا يتسلَّا يي أدفرز جار سنْ ئد وانا أفسو نسن اؤهو د يڤن.

غرنغ آن مّانش يتّوغغ سّاوالغ اسكال ن تيطّاوين غرنغ أسكال ن تيطت زدّيغ أدّاسغ غل غرسْ.

أسكال ن تيطّاوين: ئي يلّان د وقول غل تمورت ئي يلّان د أكّال، أيند ايْني أغن ينَّا ربي أضليص-س (غض البصر)، ينّيانغ، يناياس ئي وسر-نّغ(07) أيْزول غفس د ئمزّانن(08) أيّولون ينّياس: ئناس-ن ئي يننّي فلسن(09) أدسكلن س تيطّاوين نسن د تنّيداس-ن ئي تينّينّي ئي فلسنت أدسكلنت س تيطّاوين نسنت. افلاس  ستومژابت ايند الايمان.

ينّاينغ أمّو أماغر داجلّيد أمقران د نتّا اغند يسّلفا د يسلفاد بتّا يدجو دجنغ، أمغر يسَّن د ولاد نشنين نسّن بلّي أديمون(10) يتّفغ س تيطّاوين يتّاتف تيطّاوين، ولتيتف لا س وزَاو(11) ولا س تِشعبين(12).

غرنغ أن مانشي يتّوغغ سّاوالغ أسكال ن تيطّاوين غرنغ د وسكال ن تيطت.

3اسكال ن تيطت(13) د تمتّانت، نقّار حدّنّي تسكل تيطّ-س، يزيغ آش يڤد وفسوس، اسكال ن تيطّاوين د وسكال ن تيط؛ أنَّرْ داوحدي لبال-نّغ،

اسكال ن تيطّاوين د وقول غل وكّال (غل تمورت) أما اسكال ن تيط د تمتّانت، أمغر اسمُنكز ن ورڤاب اتيلي دي ايسنتِين ان تيطاوين في مرَّ، أما أسكال ن تيط ئي يلّان د تمتَّنت، أنّيني تسكل تيطس ؤهو يسكل، خاطر ؤجِي نّتّا يسكل تيطّس د ربي سبحانه وتعالى، أمغر ؤهو يسكل نّتَّا تيطّس د-اجلّيد أمقران ئي ورين غفس أسكال-س.

4 غرنغ "أدهكل"(14) ئلّا ولاد نتّا د-اوال يدّس س سنَّت توالين "أده" د "كل"، ئي يلّان ديما د-اكَّال ئي يلّان تَمورت نّغ يطّف دي تمورت، أما أده أيند د-اوداه، أوداه س تمژابت يڤّو مع أكال؛

أوداه س تمُورت د أعيَ(15) نقّار ئي وي دژَلّان، زديغ ول-ديتشير غل دژالّيت نقّاراس تِزِكِّوِين(16) لّانت ودهنت أسُوْسُو(17)، ننَّياس بلي تِزِكِّوِين لّانت عيانت س سُوْسُو، تلّا تفويت تڤرب أد-تّالي-د، تشر أد-تزّالض، زدّيغ بتّا يخس يوش ادسّيولغ فمناوت توالين ئي ديسنت أنّا "أده" أتن-فسوغ أنرڤب بتّا ئلس-نّغ، ربي يسلفاتيد(18) باش أد-يدّر، أمّا نشنين د-انغا-س، تالقّينغ نخس اد-نَنْغ تيفاوت(19) نجلّيد أمقران س-يماون-نّغ..

غرنغ دي-وانا أوداه يلّان د اعيا غرنغ منَّا توالين توالين دسنت ڤِّينت، ديسنت أعيا أيند "ادهكل" ئي نلّا نساوال غفس: غرنغ "ادهشر" غرنغ "أدهمص" غرنغ "أدهده" زديغ أتنفسوغ.

ادهكل ئزيغ أيند دوداه أيند داعيّا س تشلي، أشّال نّغ أكّال نّغ تمورت، د-اسمنكز ن تشلي باش ول-نعيِّي.

5 ئقّيمد دي ويوال كال ئي يلّان د شال ئي يلّان تَمورت، ئقّيمد أوال ف-وكلال ئي يلّان د-يسم ن (الفخار) س تُمژابت.

اكّلال: د-يجدي ئي يدجو ربي تَمورت ئتُّوَ، نتّدجا سيسْ يُغلب ئد-شرَ(20) د منّاو لمَّاعين د-يكرودن(21) فورن(22)، أمدجارو ن-وكلّال داني ئغزر ن-وغلان يتّوغ داني أداي ن-ات مليشت، تلخت-س قرنّاس أزرُو(23) نّغ تلخت ن-وكّلال، ولاد جربا تمورت ن ئباضيين غرسن أون تلخت، لحُومت-نّي قارناس ڤلّالة ايند كلّالَ، اَيند ماني ئي تَافَنْ ديس ائجدي ئي-تُّوان اَسْنقار:(terre cuite) نّغ (الفخار)، س تومژابت أكلّال.

غرنغ تَكبوشت  ن-وكلّال، نّغ نقّاراس تكلالت نتَّها تيدورت ن-تلخت بكري مدن أيولون تمودان  ديس رمضان س لفحم، ئي تّيلي أمُودي-س يبنين(24)، طلّانت س-ضلا(25).

6 رنغ اني اَس-نقّار س تعرابت ئي نسّاوال سّيس، (لڤلّار) أيند د (الطبل) ن تلخت ن-وكلّال، ئي-يتّيلي د-ازدجرار، شتاين ديس أنا أكلال، س وشاري ن يمي (بالتفخيم) أڤلّار(26)، أمغر يڤّو يَوُو ستلخت نكلال س (الفخار)،

ئنزان(27):

دسات مغادفغغ س وكلّال ئي يلّان ديس "كال" ئي يلّان د تلخت س تمورت، أد-ينيغ سن ئنزان نقّاريتن دي ينّينّي ئي خدْمّن أكلّال خدمّن (الفخار).

1 نقار: ئفخَارن سسَّن ؤكريدن

ميمي نقار أوالو؟

زَار أوالو اؤل يتوِّينّي دِي اَيّولو ميدَّن ئي يلّان نّكوت-نسن د فخار

يتْوانّا بكري غي دِي ينيني ئي تملسن خدمّن أكلّال (الفخار) د باب ن (الصنعة) ن وكلّال أمنش ئي يفسوغ، أمغر تلخت ن وكلّال ن (الفخار) ولاد توُّو تزهل ئي وشرام(28) د وكراد.

نتّا ئڤّت تغلوست نّغ ئڤّت تجديوت نّغ ئڤّت  تڤدوحت تشرم (تشرماسن) نّغ تكرد بسّي س ومبور-س، أد-تجّن ئي يمان-نسن، أماغر ول-سن-ينيز أد تضَبْعَنْ أغلاد؟

لآش ؤلّي يخيس اَد-تضبعن أغلاد....ؤهو.

اتاوين اَين وكلال ئي يلّان يشرَمْ نّغ يكرد، أتاوين غل تدار-نسن، وشنت ولا ئي يديسان-نسن أد سْوَن ديسن،

س-وامنّي نقّار: ئفخّارن سسّن ؤكريدن ، قّارناسن د-ازجن أمغر أكروت ئقناسند أد-دْجن أمَّن نّغ اكروت نّغ لماعون ئي كردن ول-سن-ينيز.

2 نقّار دخ: ئفاسّن ن يفخّارن نّغ ن يكلّالن،

ميمي نقّار أوالو د ملمي؟

نقّار ئفاسن ن فخار ئي واسي ئفاسن-س لبضن س ئڤت تمشمت نّغ ؤلا س ئڤ ئنجان(44)، ول يڤمين أغنت-يژّل، أغن-ينِي سُرفتي(29) نّغ اسمحتي ئفاسن-يك ن ينجان(30)، أمغر ئكلّالن بتّا ول-لّين سوّان ئكلّالن-نس، ألّان ئفاسّن-نسن  تُڤّان تلخت-نسن نّغ يتملّس لماعين د يد-شرَ.

ازيغ ئفاسن-نسن أن-بتّا قنن لحنِّي، ديما شمرن ئغالن-نسن.

س وَمّن نقّار بكري أون ويوال أمغر أكلّال نّغ أفخارجي ديما ئفاسن-نس لتغن(31) ف تغوري،

أما أسّو نسفض ديس نّغ نسّسْفاض غرسّن باش واغن-شقلن مِدن بتّا نفغاسند ئفاسن-نغ اضلان س ئڤ وخدام، نقّاراسن: سُرفتي ئفاسن-يك ن يفخارن .

أنتهى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(01)توالين: جمع تَوالت بمعنى الكلمة،  توالين هي الكلمات.

(02)آكّال: الفخار.

(03)تِكلكلت ن ولم: منطقة تحت بطن الجمل جلدها غليظ، (ولم) ألم هو الجمل وتنطق بلام مفخمة.

(04)تِژايت: الثقل.

(05)توفت: هي الإنتفاخ وهوتَصَلُّبُ جِلْدِيّ كمسمار الرجلdurillonو كذلك الجُزءة التي تسمى بالفرنسية la callosité.

(06)أسكال ن تيطّاوين: وهو غض البصر أوbaissez les yeux بالفرنسية.

(07)أسر-نّغ: رسولنا.

(08) ئمّازّانن: الأنبياء

(09)فلسن: آمنوا ، ئنينّي فلسن المؤمنين

(10)أديمون: الشيطان.

(11)ژاو: الشعر.

(12)تِشعبين: الكعبين.

(13)  أسكال ن تيطت: وهو الموت

(14)اَدهكل: المشي ببطئ.

(15) أوداه يعي التعب ،نقول خطأ "يعي" والصواب  "يوده".

(16) تزكوِن: العصافير. مفردها تزكّوي

(17)اَسُوْسُو: زقزقة العصافير أو التغريد تُغرد العصافير.

(18)يسلفاتيد: خلقه.

(19)تيفاوت: الضياء والنور.

(20)ئيد-شرا: تنطق يؤاء مفحمة "شرا"  شيء أشياء

(21) ئكرودن: أكرود أيند أمشتور ئمشتار.

(22) فورن: أفرانfour

(23) أزرُو : ؟

(24) يبنين: حلو لذيذ

(25)أضلا: البرنيق أوLe Vernis بالفرنسية

(26)أڤلّار: تنطق بتفخيم الراء وهو الطبل

(27)اينزان: الأمثال والحكم.

(28) أشرام : تنطق براء مفخمة تعني الخدوش التي تصيب المواد الصلبية، ككسر جزء من فم قلة فخارية.

(29) سُرفتي: راء مفخمة بمعنى سامحوني أسورف هو التجاوز والتحطّي

(30)اِنجان: الأوساخ.

(31) لتغن: ؟

زهد عبد الرحمن بن رستم في المادة وتقشفه في عيشه

وكان عبد الرحمن متقشفا في عيشه، زاهدا في الدنيا، على طموحه، وجده واجتهاده في بناء دولته، والبلوغ بها أقصى درجات الحضارة والعمران. لقد كان يتمنى أن يرى رعيته كلهم يسكنون القصور الجميلة، ويبلغون النهاية في الغنى، ويصلون كل ما يشتهون في دنياهم، مما يزيدهم سعادة وللدولة قوة، وينيلهم رضا الله؛ وتكون عاصمته وجه الإسلام الجميل، ومظهر الجمهورية الرائع، وعنوان المغرب المعتد بنفسه، الذب لا يرضى أن يبزه احد، وان يخمله سواه. وقد بلغت بفضله عاصمته الذروة في الحضارة، ونالت رعيته كل ما تتمناه لنفسها من يسر وغنى، ورفاهية ورخاء، فسكنوا القصور، وتقلبوا راقية، وحياة رخية كريمة. أما هو فكان زاهدا في مباهج الحياة، متقشفا في العيش، لا يفكر في نفسه و لا يعمل لها. وكانت داره في تيهرت المتحضرة ابسط دورها، ليس فيها زخرف ولا رياش، ولا ما تزخر به دور رعيته، والسراة من أهل دولته، من فنون الحضارة والنعيم.وسترى في قصة الوفد الذي جاءه من البصرة صفة داره، ومبلغه في التقشف في عيشه، ونكرانه لذاته، وإيثاره لرعيته بكل المباهج والملذات.

زهده في المال مع إقباله عليه

وكان عبد الرحمن بن رستم زاهدا في المال، لا ينظر إليه نظرة الملوك والأمراء الذين يتكالبون عليه، ويظلمون الرعية من اجله، وينبهونه من أيديهم بكل الوسائل. بل كان ينظر إليه نظرة الشبعان المكتظ إلى الطعام الذي سبع منه، يؤثر به سواه، ويفيضه على غيره. وقد رد عشرين غرارة من الذهب الرنان تشتمل على ملايين عديدة من الذهب الوهاج، جاءته من إخوانه الجمهوريين بالبصرة، لما وجد أنهم أحوج إليها منه. وذلك لزهده في المادة، ولزهد خاصته فيها أيضا. ومن يزهد في المادة لا يشح بها. وإذا جاد بها على سواه، وجعلها وسيلة لنيل رضا ربه، فتح الله له كل خزائنه، فتقبل عليه الدنيا بكل متاعها، وتكون دنياه دنيا السحاب الذي ينهل فلا يمسك ماءه، خضراء ترفل في النضارة والجمال، غنية بكل أنواع الثمار والخيرات، باسقة الأشجار، ملتفة الجبال بالغابات الكثيفة التي تجدده!

محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبير ج3 ص 281-282

سليمان بن عومر أوراغ

c 7

من مواليد مدينة بريان – تغردايت، خلال عام 1927م.

زاول دراسته الإبتدائية الرسمية والحرة في بريان، وأمام شظف العيش خاصة مع الأزمة الاقتصادية العالمية أنذاك اضطر إلى التخلي عن الدراسة بعد إتمام المرحلة الابتدائية، ليسافر إلى مدينة تيسمسيلت (فيالار) حيث يمتلك والده متجراً للمواد الغذائية، فعمل هنالك لسنوات عديدة.

وباندلاع ثورة التحرير المباركة سنة 1954 كان من بين المنخرطين الأوائل في النشاط الثوري من خلال الدعم المادي للثوار وتأمين التواصل والمراسلات بينهم، حيث كان يجمع التبرعات المالية للثورة في الدكان حيث يعمل، وكذا تأمين إيصال السلاح إلى المقاتلين وهذا بإخفائها داخل حاويات المواد الغذائية في المحل، مستغلا الثقة والسمعة الطيبة التي يتمتع بها المتجر لدى الفرنسيين مثله مثل بقية متاجر المزابيين التي كانت غالبا ما تقع في الأحياء الفخمة للفرنسيين مما يسمح لأصحابها بالتعامل مع الفرنسيين وجلب الأخبار منهم وكذا اعتقاد المستعمر أن المزابيين أصحاب تجارة فقط ولا علاقة لهم بالثورة مما ساعدهم ذلك في تغليط المستعمر وتنفيذ عملياتهم كما ينبغي .

وفي إحدى الأيام من شهر محرم سنة 1955 حاصرت الشرطة الفرنسية المتجر - بعد وشاية أحد الحركى العملاء المترددين على المحل-، وقامت بتفتيشه بحثاً عن الأسلحة والأموال التي كانت موجهة إلى دعم الثورة، واقتادت المجاهد سليمان أوراغ – بعد أن يئست من العثور على شيء – إلى المعتقل، حيث تولى العسكريون الفرنسيون تعذيبه واستنطاقه لعلهم يحصلون منه على معلومات عن الثوار، حيث سألوه عن الأموال التي كان يجمعها للثورة فكان يردّ عليهم أنها موجهة لدعم منكوبي زلزال الأصنام –الشلف الذي وقع في سبتمبر 1954- وليس إلى الثورة. ولولا لطف الله عز وجل لتم إحالته إلى الإعدام مباشرة، فقد كان معروفاً عن ذلك المعتقل أنه من يدخل إليه تتضاءل فرص خروجه منه حياً.

وبعد مدة من الاعتقال تم إطلاق سراحه، فعاد إلى نشاطه السابق لكنه لم يدم فيه طويلا فقد كانت تحركاته مراقبة من طرف عملاء المستعمر، فعاد إلى مسقط رأسه –بريان-، لكنه لم يتخلى هناك عن نشاطه الثوري، فقد كان بيته مقر اجتماع وملجأ لبعض الثوار المطاردين من طرف السلطات الاستعمارية، يأوون فيه حتى تشرد أعين المستعمر عنهم، من بينهم الشهيد "أحمد طالبي" الذي تركز نشاطه كثيرا في تلك الناحية.

بعد الاستقلال تعرض للتهميش من طرف منظمة المجاهدين – مثل الكثير من المجاهدين من ولايته وهذا نظرا لكونهم لم يتلهفوا مباشرة بعد الإستقلال للجري وراء بطاقة المجاهدين والدراهم المعدودة المخصصة لهم وإنما اعتقدوا دائما أن ما قدموه من أعمال وتضحيات كانت في سبيل الله و الوطن فقط، حيث منعته العراقيل الادارية للحزب الواحد والتصرفات العنصرية للإدارة المحلية من إتمام إجراءات اعتماد ملفه.

حفظ الله المجاهد الحاج سليمان أوراغ وأمدّ في أنفاسه وبارك في عمره حتى نستسقي منه ما خفي عنا من تاريخنا الكبير، فهو معروف بسعة اطلاعه وذاكرته القوية التي تحفظ الكثير من تاريخ بريان ومن عاصره من أعلامها، وصاحب هذه الذاكرة لا يجد أي حرج في سرد تفاصيل أي حادثة يسأل عنها، بل يسرّ كثيرا عندما يجلس إليه أحد ليتجاذب معه أطراف الحديث عن تاريخنا العظيم.

سليمان بن محمَّد بن سليمان بودي

c 7

(و: 1357هـ / 1938م - ت~: 1378هـ / 1958م)

 

من بريان بمزاب، ولد بمدينة تيارت بالغرب الجزائري، ويعرف عند العامَّة باسم سليمان ولد محمَّد.

كان فدائيا مغامرا في تيارت، اشتدَّ الطلب عليه من قبل المستعمر، فانضمَّ إلى جيش التحرير، وشارك في عدَّة معارك منذ 1378هـ/15 جانفي 1958م، وارتقى إِلىَ صف الضبَّاط، واستشهد أثناء الثورة.

يحمل شارع في تيارت وآخر في بريان اسمه تخليدا لجهاده.

 

 

c 7

الشهيد بودي سليمان بقلم يوسف لعساكر

بودي سليمان بن محمد ين سليمان من مواليد 1937 بتيهرت اشتهر باسم سليمان ولد محمد .كان والده تاجرا بتيهرت وشارك في النضال الثوري وعانى كثيرا من ملاحقة الاستعمار و مضايقته له واختفى مدة الى ان تدهورت حالته النفسية.....انضم الشهيد بودي سليمان في صفوف جيش التحرير وشارك في عدة معارك في الناحية الاولى المنطقة السابعة الولاية الخامسة من 10 يناير 1958 الى ان استشهد في معركة بالناحية الاولى برتبة ضابط وعمره في العشرين حسب شهادة استشهاده في ساحة الشرف من هيئة اركان الحرب للولاية الخامسة.يعث برسالة الى والديه قال لهما لا تفكروا في مصيري ابدا فأنا لا افكر الا في الاستقلال و الاستشهاد في سبيل الله..... تخليدا لنضاله قد سمي شارع باسمه في تيهرت و بريان.

--------------------------

*النوري: دور الميزابيين، 3/283 *الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب، 221.

 

شخصيات من العهد الرابع

شخصيات من العهد الرابع

c 7شخصيات الفترة من 1882م إلى 1912م 

الشّيخ الحاج أحمد بن داود معيز، من مليكة 
الشّيخ الحاج بابكر بن الحاج مسعود، من غرداية 
الشّيخ الحاج عبد الرّحمن بن عمر نوح، من بني يزقن 
قطب الأئمّة الشّيخ امحمّد بن الحاج يوسف طْفَيَّشْ 
الحاج صالح بن محمّد بومعقل الغرداوي 
الشّيخ الحاج محمّد بن الحاج قاسم بن الشيخ بالحاج القراري 
الحاج النّاصر بن الحاج إبراهيم الدّاغور
الشّيخ الحاج إبراهيم بن عيسى الأبريكي، من القرارة 
الشّيخ الحاج عمر بن يحي المليكي، من القرارة 
الشيخ الحاج إسماعيل بن الحاج إبراهيم زرقون  
الشّيخ الحاج عمر بن حّمو باكلّي

  

شخصيات الفترة من 1912م إلى 1947م  

امّه بنت سليمان بَابَّازْ، من غرداية   

الشّيخ الحاج صالح بن عمر لَعْلِي 

حَمُّودْ بن سليمان رمضان  

عيسى بن بالحاج الحويذق، من بني يزقن  

الحاج بن يحي الزَوَّاْي، من بني يزقن  

يحي بن قاسم باعامر، من مليكة  

الشّيخ الحاج محمّد بن باحمد الشّريف  

الشّيخ الحاج بكير بن الحاج إبراهيم العنق  

الشّيخ الحاج عمر بن الحاج مسعود  

عائشة بنت عمر نوح  

التّاجر محمّد بن بكير ابن زكري  

عبد الله بن الحاج صالح البليدي بوكامل  

الحاج سليمان بن إبراهيم باعامر  

الشّيخ إبراهيم بن بكير حفّار  

الشّيخ محمّد بن صالح الثّميني  

الشّيخ أبو إسحاق إبراهيم طْفَيَّشْ  

الشّيخ أبو اليقظان إبراهيم بن عيسى حمدي  

الشّاعر مفدي زكرياء بن سليمان الشيخ

الشّيخ إبراهيم بن بانوح مَطْيَازْ  

الفرقد سليمان بن يحي بوجناح 

شخصيات الفترة من 1947م إلى 1962م

الشّيخ حمّو بن باحمد بابا أُوموسى  

الدكتور بكير بن عيسى قضِّي   

الدكتور إبراهيم بن عبد الله تِرِشِينْ  

الشّهيد إبراهيم بالحاج حجوط  

المجاهد عمر بن عيسى الحاج أمحمّد  

الحاج إبراهيم بن الحاج بكير دَادِّي أُوعْمَر  

الشيخ صالح بن قاسم بابكر  

الشّيخ إبراهيم بن عمر بَيُّوض  

الشّيخ محمّد بن علي دبّوز  

الشّيخ يوسف بن بكير حمو أُوعْلِي  

الشّيخ عبد الرّحمن بن عمر باكلّي  

الشّيخ الحاج محمّد بن الحاج يوسف بابانو  

الشاعر صالح بن صالح الخرفي   

شروق أونلاين تاريخ مزاب

من نحن المزابيون :


المزابيون : نحن شعب أصيل ، سكنا منذ أقدم العصور بمنطقة الشبكة و نسبت إلينا و هي منطقة صخرية صحراوية تقع جنوب الجزائر بـ 600 كلم و هي منطقة قديمة جدا منذ العصور الحجرية و قد وجدت أكثر من 2900 أداة استعملها جدّنا الإنسان المزابي البدائي في المنطقة .
نمتاز بالتمسك بالدين و الإلتزام و الخلق الحسن و لا نصدر أمرا إلا إذا وافقه الدين و الشرع .
ننحدر نحن المزابيون من قبيلة مصعب الأمازيغية من قبيلة زناتة ، و كلمة -مزاب- محرفة من كلمة - مصعب - و سبب تحريف مصعب إلى مزاب أن الأمازيغ و نحن المزابيين خاصة نحرف الصاد زايًا في العربية ، كالصلاة مثلا التي نسميها تْزَالِّيتْ .
من هنا جاء التسلسل النطقي للكلمة ، فقلنا مصعب ثم مصاب ثم مزاب و مزاب.
و مصعب هو مصعب بن بادين انتقل بنوه إلى الوادي في العصر الحجري و استقروا به مع أولاد عمهم عبد الواد و عائلات أمازيغية أخرى فيه نظرا للظروف الملائمة للعيش به.
و قد نسبت المنطقة إلينا نحن المزابيين فسميت : بادية بني مصعب أو وادي مصعب أو وادي مزاب أو مصاب .
نقرأ القرآن الكريم كأهل المغرب برواية ورش عن نافع .
إداريًا يقع وادي مزاب في ولاية تغردايت ( التي حرفت إلى : غرداية ) تحت الرقم : 47 .
و للتعرف أكثر على تاريخنا اذهب إلى صفحة تاريخنا .


من نحن الأمازيغ:

نحن الأمازيغ أبناء مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام .
كنا أول عهدنا في العصور البدائية بالشام مع أبناء عمنا فلسطين فوقعت بيننا و بينهم حروب ، فهاجرنا نحن الأمازيغ من الشام ، و سرنا إلى المغرب عبر مصر و استوطناه في العصر الحجري و عمرناه من غرب النيل إلى المحيط الأطلسي .
ننقسم نحن الأمازيغ إلى قسمين : البرانس و البتر ، كل فرع يتشعب إلى قبائل كثيرة لا تحصى ، فشعب زناتة الذي ينتمي إليه بنو مصعب هو أحد شعوب البتر .

و قد كان المصعبيون يسكنون بجوار منطقة نفوسة في ليبيا ثم إلى جبال الأوراس بالجزائر ، ثم إلى منطقة مليانة ثم إلى ورجلان (ورقلة) ثم إلى وادي مْزاب .

لغتنا المزابية:


أصل لغتنا المزابية زناتية و هما تتفرعان من اللغة الأمازيغية الأصلية الأصيلة ، و لغتنا المزابية قريبة من القورارية و الشاوية و الشلحية و النفوسية.
من خصائصها الإبتداء بالساكن للأسماء مثل قولنا (تْمَارْتْ) للِّحية و ( تْفُويْتْ) للشمس و من خصائصها كذلك اجتماع ساكنين في نهاية الكلمة كما في المثالين السابقين.
تاء التأنيث تكون في أوّل الإسم فنقول )تَبَجْنَ) للرأس . و قد يكون المؤنث في لغتنا المزابية مختوما بتاء كذلك ، و من ذلك قولنا (تْوَارْتْ) لأنثى الأسد.
كما أنّ من خصائصها عدم وجود صيغة التثنية و تستبدل بصيغة جمع كما في كثير من اللغات .
إن لغتنا المزابية غنية بالأمثال التي تغني عن الكلام الطويل مما يدل على حكمة أجدادنا مثل :

( وِيُّوفِينْ وَلْيَطِّيفْ أََدِبْرَسْ وَلْيَتِّيفْ) و معناه : من وجد و لم يقبض بَحث و لم يجد ، و نضربه لمن يضيع الفرص .
و من الكنايات المزابية قولنا : ( يَقَّنْ سْوُولْمَانْ) ومعناه : مربوط بخيط واهن ، و هو كناية عن عدم إحكام الأمور .
و لنا نحن المزابيين قصائد شعرية نتغنى بها في المناسبات كوقت الدرس للفلاحين ، و أوقات النسج للنسوة ، و في الأعراس ، و الأعياد الدينية.
تأثرت لغتنا المزابية كثيرا بالعربية لغة القرآن الكريم ، لكن الألفاظ المقتبسة منها لم تبق على هيئتها الأولى بل صغناها على قواعد لغتنا و ركبناها تركيبا جديدا ، فانسجمت مع لغتنا المزابية ، و صارت جزءا منها ، و خرجت من نطاق اللغة العربية ، لا ينتبه إليها إلا من عرف أصلها ، فكلمة (أَمْبَارْشْ) أصلها مبارك ، وكلمة (يَتْزَالَّ) أصلها يصلي.



قصور وادي مزاب

 من مظاهر حضارة المزابيين مدنهم و فنها المعماري , و عدده المدن الرئيسية العامرة إلى الآن سبعة ، باستثناء القصور التاريخية العتيقة ، و التي لم يبق منها سوى بعض الآثار .
و ستجدون صورا لمختلف هذه المدن في صفحة صور مزاب.
الملاحظ في مدن مزاب السبع بأن خمسًا منها و هي : تَجْنِينْتْ , آت بونور , تَغَرْدَايْتْ , آتَمْليشْتْ , آت اِيزْجَنْ , متجاورة من بعضها البعض , و لا تبعد عن بعضها سوى ببضع كيلومترات ، و تعرف بالقرى الخمس , أما مدينتي : آت ايبَرْ?ـان , و تيـ?ْرار , فهما بعيدتان عن المدن السبع السابقة , آت ايبَرْ?ـان :45 كلم شمالا , و تيـ?ْرار : 110 كلم شرقا .
و قد بنيت كل هذه المدن فوق مرتفعات , لأهداف كثيرة , و بهندسة معمارية مميزة جذبت المهندسين من جميع أنحاء العالم. تتعرف عليها في صفحة : الهندسة المعمارية .
و في ظروف غير معروفة ، حُرِّفت أسماء هذه المدن إلى أسماء عربية و أعرابية ، ومازالت أسباب هذا التحريف محل بحث من طرف الشبكة المزابية .

1 - تَاجْنِينْتْ :
تُعد من أقدم القصور السبع , يقصد بهذه الكلمة المكان المنخفض , أسسها الشيخ خليفة بن آبغور سنة 402 هـ 1012م , تقع على بعد سبع كيلومترات من آت بونور ، حُرِّف اسمها إلى : العطف .

2 - آتْ بونورْ :
أُنشئت سنة : 457 هـ - 1065 م , و اسمها نسبة إلى القبيلة المصعبية التي بَنَت و سكنت هذه المدينة قديما , تتميز آت بونور بأنها مبنية فوق ربوة صخرية منيعة جدا ، مما شكل لها سورا طبيعيا تقع قرب آت ايزجن ، حُرِّف اسمها إلى : بونورة .

3 - تَغَرْدَايْتْ :

أُنشِئت سنة 447 هـ - 1053م , و أول من سكنها الشيوخ : بابا وَالجَمَّة , و أبو عيسى بن علوان و بابا سعد , وأصل تسميتها : تَغَرْدَايْتْ بالمزابية و هي القطعة المستصلحة من الأرض , والواقعة على حافة الوادي , وتوجد عدة قرى تحمل نفس الدلالة في أرجاء المغرب الإسلامي ، و هي أول مدينة تُشاهَد عند القدوم من الشمال ، حُرِّف اسمها إلى : غرداية .

4 - آتْ اِيزْجَنْ :
أُسّست سنة : 720 هـ - 1321 م ، و اسمها نسبة إلى القبيلة المصعبية التي سكنت المدينة .
تعتبر آت ايزجن , من عواصم العراقة العلمية و الدينية , و هي المدينة الوحيدة التي حافظت على أصالتها المزابية من كل النواحي إلى اليوم ، و تعتبر المدينة المزابية المثالية ، و من أهم مميزاتها ، سورها الذي لايزال قائما إلى اليوم ، و تقع بعد آت امْليشْتْ .

5 - آ ت مْلِيشْتْ :
أسست عام 756 هـ - 1355م , اسمها نسبة إلى " مْلِيكْشْ " أحد زعماء قبيلة زناتة التي تنتمي إليها قبيلة بني مصعب تقع على هضبة مرتفعة نسبيا بين قصري تغردايت و آت ايزجن ، يستطيع الناظر منها أن يرى القصور الثلاث : تغردايت ، آت ايزجن ، و آت بونور .

6 - تِيـ?ْرَارْ :
أسست سنة : 1040 هـ - 1631م , معنى تسميتها : الجبال البيضوية التي بجانبها سهول صغيرة مقعرة بستقر فيها الماء .
تقع على بعد حوالي 110 كلم شرق القرى الخمس ، وهي على أرض طينية ، على خلاف المدن الأخرى التي تقع على جبال صخرية ، و تشتهر بواحتها الشاسعة التي يسقيها وادي ز?ْرير .

7 - آت ايبَرْ?ـان :
أُنشئت سنة : 1060هـ - 1690 م , و هي خيمة مصنوعة من الوبر , وقد كان أهلها ذوي خبرة في نسج هذا النوع من الخيم .
تقع في تقاطع الأودية الثلاثة : بالُّوحْ ، السّودان ، و وادي نْ سَا .

اللباس التقليدي القومي المزابي :

لا يمتلكها سواه , و منها بضع الخصائص الرئيسية التي ما فتئ المزابيون يدافعون عنها بكل ما أوتوا من قوة ضد تيارات الغرب المفسدة , و من مظاهر تمسك المزابيين بأصالتهم , لباسهم التقليدي , و الذي يواظب المزابيون على ارتدائه إلى يومنا هذا سواء في المناسبات أو غيرها , و عادة ما يعتبر من لم يلتزم بهذا اللباس في مزاب غريبا و شاذّا عن المزابيين و لو كان مزابيا .

و هذا الإلتزام إن دل على شيء , فإنما يدل على الروح المزابية الإسلامية الأصيلة , التي تأبى إلا المحافظة على الأصالة العريقة , و الوحدة و الأخوة التي يلتزم بها المزابيون , إذ أن ارتداء جميع المزابيين لباسا واحدا , بحيث لا يتميز غنيهم عن فقيرهم , يدل على روح الوحدة و الأخوة , و أنهم طبقوا حقا قول الله تعالى : " و اعتصموا بحبل الله جميعا و لاتفرقوا " , و يدل على أنهم رفضوا تماما التيارات الغربية المنضوية تحت اسم : ( العولمة ) , التي فسخت الشباب الإسلامي تماما إناثا و ذكورا للأسف الشديد .

يتكون اللباس المزابي التقليدي من سروال مترابط غير مفصل على الرجلين و هو منتشر في بوادي مصر و الشام , و طاقية بيضاء تطبيقا لسنة الرسول (ص) في تغطية الرأس ، و هناك كذلك القميص المزابي المعروف بـ : تاجربيت ، و قد تقلص استعماله إلى المناسبات .
يكون سروال أبيضا في المناسبات و الأعياد و أوقات الصلاة و الإجتماعات , أما في وقت العمل , فيرتدي المزابيون سروالا ملونا حفاظا على النظافة , و لا ينزعون الطاقية .
في أوقات الصلاة يرتدي المزابيون اللباس السابق ذكره , و يرتدون فوقه جبة بيضاء تعبر مرة أخرى على اتحاد المزابيين , و لايدخل مزابي المسجد عادة دون جبة بيضاء .

أما النساء , فهن يرتدين جميعا لباسا موحدا , عبارة عن قطعة قماش كبيرة تلفها المرأة حول جسمها كله , بحيث لايظهر منها شيء , و لا تترك إلا فتحة صغيرة حول العين لترى بها ، في صورة مميزة لتطبيق التعاليم الإسلامية .
لعل البعض يظن أن فرض اللباس الشرعي المحتشم على النساء جمود و جفاف ديني من المزابيين , إنما هو اتباع لتعاليم الدين الحنيف بحذافيره , دون أي مزايدة , كما أمر ربنا عز و جل .

لماذا الأبيض ؟ :

يرتدي المزابيون الأبيض لأنه هو الذي حبّب إليه الرسول (ص) في قوله : " عليكم بالبياض , ألبسوه أحياءكم , وكفنوا به أمواتكم " .
كما أن الأبيض جميل من أصله, لأنه لونه التفاؤل و الخير لدى كثير من المجتمعات , و الله يأمرنا بالزينة في المسجد في محكم آياته , إذ يقول : " خذوا زينتكم عند كل مسجد " , و لا يخفى على أحد أن الزينة تكون باللباس الأبيض الجميل , ثم أن اللون الأبيض سريع التأثر بالألوان , فإذا ما أصابته نجاسة سهلت رؤيتها و التعرف عليها .


 --------------------------------

echoroukonline.com

عائشة بنت بابا عيسى حمُّودين

و: 1275هـ/1858م

ت: 1365هـ/1945م

حمودين عائشة بنت بابعيسى ابن حمودين، ولدت بالعطف بوادي ميزاب.

وهي إحدى النساء الصالحات الورعات، كان النساء يجتمعن في دارها الموجودة بجوار مسجد أبي سالم بالعطف لسماع الوعظ والإرشاد وقراءة القرآن. وفي فصل الصيف تـنـتـقل إلى الواحة بأولوال حيث تواصل عملها في مسكنها المتواضع في غابة «بغل الزيت»، ولا تعرف الكلل ولا الملل، وهي تعتبر من الغسَّالات «تمسيردين» النشيطات.

وقد كانت المؤتمرات النسوية على مستوى وادي ميزاب المعروفة بمؤتمر «لا إله إِلاَّ الله» تعقد في دارها.

توفيت سنة 1945م، عن عمر يناهز الثالث والثمانين عاما.

*المصادر:

*ترجمة بخط يد باكلي أحمد بن عمر، مصورة مكـ. جمعية التراث *جمعية الأمل: نساء خالدات من أمِّ القرى الميزابية العطف (1)، مرقون بالكمبيوتر، 15ص، إنجاز تلميذات السنَّة الثامنة.

http://www.taddart.org/?p=4111

عائشة بنت عمر نوح

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

عائشة بنت عمر نوح

ولدت بمليكة عام 1272هـ/1855م، عندما كان أبوها الشيخ عمر بن سليمان نوح منفيا إليها من بلده بني يزقن. تتلمذت على أبيها، ثمّ على قطب الأئمة الشيخ طفيش. ادّعت بعد وفاته أنّه تزوجها، وذكر الشيخ بوهون فخار، أحد تلاميذ القطب، أنّها وهبت لزوجها القطب دارها وخزانة الكتب التي ورثتها من أبيها.

كانت حافظة للقرآن العظيم، محبّة للعلم، حبست حياتها لأجله. تشهد الصّلوات الخمس في المسجد وتعود إلى تعليم البنات، وتقديم دروس الوعظ للنّساء.

كانت قائمة بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، صريحة في الحقّ، وكانت تجول في مدن مزاب واعظة ومرشدة، في لهجة قوّية، شديدة على العصاة المخالفين للدّين. وكانت ترافع أمام القاضي في قضايا المرأة، مستشهدة بكتاب النيل.

توفّيت عام 1356هـ/1938م.

عبد الرحمن بن عمر بكلِّي الشهير بـ البِكرِي

c 7

و: 1319هـ/الخميس 3 أكتوبر 1901م

ت: مساء الإثنين 3 جمادى الأولى 1406هـ /13 جانفي 1986م

عالم جليل، وشخصية مرموقة، ولد بالعطف، وعُرف بالبكري نسبة إلى أبي بكر الصديق الذي ينهي نسبه إليه.

تعلَّم القرآن ومبادئ التوحيد بمحضرة المسجد العتيق بالعطف، وأخذ مبادئ اللغة الفرنسية بالمدرسة الرسمية بها.

حفظ القرآن الكريم واستظهره في مقتبل العمر، ودخل حلقة إروان - حفظة القرآن - في سنة 1921م.

درس علوم اللغة والشريعة على عمِّه الشيخ الحاج عمر بن حمو بكلِّي بمعهده؛ كما أخذ عن الشيخ يوسف بن بكير حمو علي في دار إروان بالعطف؛ ثمَّ انتقل إلى عاصمة الجزائر للاستزادة من اللغة الفرنسية؛ وأخذ عن الشيخ المولود الزريبي الأزهري شرح لامية الأفعال وشذور الذهب.

وبعد وفاة عمِّه الشيخ الحاج عمر انتقل إلى تونس في أواخر سنة 1922م، والتحق بالبعثة العلميَّة الميزابية التي كان يشرف عليها الشيخ أبو اليقظان إبراهيم، ودرس في جامع الزيتونة على الشيخ محمَّد الطاهر بن عاشور التفسيَر والأدب، والبلاغة على الشيخ الطيب سيالة، والأصول على الشيخ الزغواني، ودرس متن جمع الجوامع على الشيخ محمَّد بن القاضي، كما درس كتاب الأشموني على الشيخ الصادق النيفر.

أمَّا في المدرسة الخلدونية فقد أخذ بها العلوم العصرية، ومن أساتذته فيها: الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب، والأستاذ عثمان الكعَّاك، والشيخ العبيدي.

كان طيلة وجوده بتونس ما بين سنة 1923م و 1929م مُساعداً للشيخ أبي اليقظان في رعاية البعثة العلمية الميزابية، وبعد انتقال الشيخ أبي اليقظان إلى الجزائر ليبدأ في جهاده الصحفي، بقي سنداً للشيخ قاسم بن الحاج عيسى ابن الشيخ ما بين 1926م و1929م.

وكان في هذه المدَّة التي قضاها بتونس، شديد الاتصال بطلائع الحزب الحر الدستوري: الشيخ عبد العزيز الثعالبي، والشيخ أبي إسحاق إبراهيم اطفيش، والشيخ توفيق المدني، والشيخ صالح بن يحيى؛ وفي تلك الندوات التي كانت تعقد في دار البعثة تكوَّنت آراؤه السياسية والوطنية.

لما أنهى دراسته بالزيتونة وعاد إلى العطف مسقط رأسه، أجمع أعيان البلدة عزَّابة ورؤساء عشائر على ترشيحه لمنصب القضاء بها، فلم يسعه إلاَّ أن يقبل الترشيح، بعد امتناعه الشديد، وتحرُّجه من تبعات هذا الوظيف؛ فإذا بالسلطة العسكرية تقرِّر إلغاء محكمة العطف، وبذلك تخلَّصت السلطة ممَّن تشتمُّ منه رائحة تونس والدستور، وتخلَّصت من مواجهة إجماع بلدة بكاملها.

عند تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931م حضر الشيخ الجلسة التأسيسية، وعيِّن عضواً في لجنة صياغة قانونها الأساسي.

وفي شهر ماي 1934م عيِّن عضوا في حلقة العزَّابة بالعطف.

عند اشتداد الأزمة الاقتصادية الجزائرية - بحكم تبعيتها لفرنسا - دعاه والده ليستعين به في حركته التجارية، فلبَّى النداء، ودخل ميدان التجارة لعدَّة سنوات، وقام بواجبه فيها خير قيام، ولكنه كان دوما موصول السبب بالحياة الفكرية والثقافية والسياسية بعاصمة الجزائر، فكان نعم المعين للشيخ أبي اليقظان في نضاله الصحفي، سيما ما يتعلَّق بتعريب المهمِّ من المقالات التي تصدر في الصحف الفرنسية بالجزائر وبفرنسا لتضلُّعه في اللسانين؛ وقد نشرت له العديد من المقالات، وكانت ممضاة باسم: «البكري».

كما كان يشارك في نشاطات جمعية العلماء بالعاصمة، وكان مع ذلك عضوا بارزا في جماعة الإباضية بالجزائر، ومتصلا اتصالا وثيقا بحركة الإصلاح بالعطف، من ذلك مشاركته ضمن الجماعة التي أسَّست أوَّل مدرسة نظامية إصلاحية في وادي ميزاب، وكان يديرها الشيخ أحمد بن الحاج يحيى بكلِّي.

وفي سنة 1939م ترك ميدان التجارة نهائيا وانتقل إلى بريان، ليتفرَّغ للتعليم، فأدار مدرستها إدارة حازمة، ثمَّ عيِّن واعظا ومرشدا في مسجدها، فعضوا في حلقة عزَّابة بريان، ثمَّ رئيسا للحلقة.

وفي 1945م شارك جماعة الإصلاح بالعطف في تأسيس جمعية النهضة، وعيِّن رئيسا شرفيا لها.

ثمَّ أسَّس بمشاركة إخوانه في بريان جمعية الفتح للإشراف على الحركة العلمية بها.

من أبرز الأحداث التي واجهها في بريان محاكمته هو وجميع أعضاء حلقة العزَّابة في المحكمة الجنائية بالبليدة، بتهمة ممارسة سلطة التأديب والتعزير في المسجد على منتِهك حرمِه الشريف.

وعند اندلاع الثورة التحريرية وامتدادها للصحراء، شارك مشاركة فعَّالة في العمل السياسي والتنظيمي، فألقي عليه القبض عام 1957م، هو ورفيقه الشهيد باسليمان إبراهيم لمنوَّر، الذي قتل تحت سياط التعذيب.

أطلقت السلطات الفرنسية سراح الشيخ بعد عدَّة شهور، واستمرَّ جهاده إلى يوم الاستقلال 1962م.

وفي سنة 1966م عيِّن عضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى، وعضوا في لجنة الإفتاء التابعة لهذا المجلس.

وتولَّى رئاسة مجلس عمِّي سعيد بعد أن عجز الشيخ بيوض إبراهيم عن حضور جلساته في أخريات أيامه، ومَرضِ نائبه الشيخ يوسف ابن بكير حمو علي.

في السبعينيات - بعد أن عجز صحيا عن إلقاء دروس الوعظ والإرشاد اليومية في المسجد - نظَّم ندوة أسبوعية يوم الإربعاء، في منزله، يحضرها نخبة من الأساتذة والمرشدين، استمرَّت إلى آخر يوم في حياته، ولا تزال تعقد هذه الندوات إلى يومنا هذا، وذلك بمسجد بريان، وتعرف ب: ندوة الإربعاء، أو ندوة الشيخ عبد الرحمن.

من أعماله المطبوعة:

1.تحقيق «كتاب النيل» للشيخ ضياء الدين عبد العزيز الثميني، معتمد المذهب الإباضي في الفقه، في ثلاثة أجزاء (مط).

2.تحقيق كتاب «قواعد الإسلام» للشيخ إسماعيل الجيطالي، في جزأين (مط).

3. «فتاوى البكري» في جزأين، (مط).

4. «وصية البكري»، تصدير وتقديم الشيخ الحاج أيوب إبراهيم القرادي، (مط).

أمَّا مؤلَّفاته غير المطبوعة، فنجدها في قائمة بخطِّ يده عنوانها: «ذكر تراثي الأدبي»، وقد طبعت هذه القائمة الهامَّة في ملحق «فهرس مخطوطات مكتبة البكري»، ولعلَّ من المناسب أن نوردها كما هي لقيمتها التاريخية:

1. «رسالة في قضية العزَّابة ببريان 1947» الكراسة الأولى فالثانية، 1-2.

2.كراسة تشتمل على «الوثائق العامَّة المتعلِّقة بالحياة الميزابية» (الكراسة الزرقاء(.

3. «جمهرة رسائل البكري»، من 1 إلى 7 كرَّاسات.

4. «تقارير المدرسة» (الكراسات) 1-2-3-4-.

5. «ديوان البكري» 1-2.

6. «التقارير» 1-2-3.

7. «جمهرة خطب البكري»، 1-2-3 -4 (خاصة بالأعراس).

8. «التقارير الأدبية لجمعية الفتح».

9.كراسة «الإخوانيات».

10.«رسالة الشيخ بيوض للشيخ اطفيش وللشيخ سليمان الباروني» وهما من الأعلاق النفيسة.

11.سجلٌّ يشتمل على «نسب الدين مبتدئا من الأئمَّة».

12.«تدشين المسجد» (خطبة مسهبة قيلت بمناسبة تجديد مسجد بريان سنة 1960.

13.كراسة «مكنون العلم والفوارق اللغوية».

14.«خلاصة سير الإصلاح بميزاب في جيل» الكراسات: 1-2-3-4-5-6-7.

15.«معلومات تاريخية»: 1-2-3-4-5-6.

16.«تاريخ التعليم المدرسي ببريان».

17.«حياة ميزاب الاِقتصادية قبل سنة 1930».

18.«كشكول البكري»: سجلاَّت: 1-2-3-4-5.

19.«الجواب عن أسئلة الشيخ علي يحيى معمَّر، عن حياة الإباضية بالجزائر من عهد محمد بن بكر».

20.كنَّاشة «نكت لطيفة وأجوبة ظريفة».

21.كراسة تشتمل على «وثائق متنوِّعة».

22.كتاب «الأجوبة النثرية» وهو نثر كتاب «الأسئلة والأجوبة النظمية» للشيخ خلفان العماني 1-2.

23.سجلات «فتاوي البكري» في كراسات: 1-2-3-4-5-6-7-8-9-10-11- إلخ...

24.«التقاييد الفقهية»: الكراسات 1-2-3-4-5-6، وهذه الأخيرة تشمل على رسالة الجن.

25.«آثار أدبية من محرَّراتي» تشمل بالأخصِّ على محاضرتي عن المولد النبوي.

26.إلى 35 (كراسات لمَّا تتم): - مكنون العلم -لطائف التاريخ -للعبرة والذكرى- -في رياض القرآن -المفاخر -حسن المراجعة، وصايا حكيمة -حقائق في التاريخ -الرأي والمشورة -كراسة الروايات -(كراسة) أحسن القصص - كراسة -ركن المرأة -كراسة تشتمل على تقاييد تاريخية -الائتلاق الميزابي -محاضرة الشيخ الباروني بنادي المعلِّمين ببغداد -كراسة «حديث الظرف» -كراسة التقاييد متنوعة.

36.«مشايخ ميزاب» ترجمة محاضرة ل"لِلْبير" جاكوب.

37.«التمارين المفيدة على القراءة الرشيدة»: ج1: (1) و(2)، ج2: (1) و(2) (غيرتامتين(

38.«العلم والأدب» كراسة وشيكة التمام.

39.«الآداب الإسلامية والأخلاق المرْضية» كراسة.

40.«كراسة الحج» توديعا واستقبالا.

41.«شرح مقامات أبي زهر»، غير تام.

42.«ميزاب قبل مجيء فرنسا إليه وبعده منذ مائة سنة».

43.«مؤتمر الكرثي وتعقيبه».

44.سجل يحتوي على بعض «مواقف تتعلَّق بمظاهر من تاريخ الجزائر في عهد فجر استقلالها».

45.كراسة تشتمل على «مقابلة أكثر من حكمة نثرية ونظمية بمثلها».

46.كراسة تشتمل على محاضرات قيِّمة: ذكرى أبي اليقظان -الحياة المعا... [غير مقروء] في ميزاب -معلومات حول نظام العزَّابة -مقدِّمة لتلخيص سورة النور من تفسير الشيخ بيوض.

47.«جمهرة رسائل البكري» (8) قسم المحاضرات.

48.الشريط: بل أشرطة عديدة.

49.«خطب الجمعة» سجلاَّت من 1 إلى 7.

وتبقى هذه الأعلاق النفيسة في ذمَّة ورثته، قبل أن تذهب بها يد الأيام.

تخرَّج على يده نخبة من أبناء بريان، توجَّهوا إلى معهد الحياة، وإلى البعثة العلمية بتونس، وإلى مختلف المعاهد الجزائرية بعد الاستقلال، وهم يعمرون مختلف المراكز في عموم القطر الجزائري.

وترك مكتبة ثرية بالمخطوطات والمطبوعات النفيسة، وهي حاليا في مسقط رأسه العطف، وقد أنجزت لها جمعية التراث فهرسا في إطار مشروعها: «دليل مخطوطات وادي ميزاب».

وافته المنية في بريان إثر مرض خفيف انتابه، وشيِّعت جنازته يوم الإربعاء 5 جمادى الأولى 1406هـ/15 جانفي 1986م، شهدها جمهور غفير من مختلف أنحاء القطر. ورثاه الخطباء والشعراء.

المصادر:

*البكري: وصية الشيخ عبد الرحمن بكلي البكري؛ تقديم وتصدير الشيخ الحاج أيوب إبراهيم القرادي، العطف، رجب 1406هـ/مارس 1986م، مع مراجعة ابني البكري عبد الوهاب وأحمد *البكري: فتاوي البكري، المطبعة العربية *أبو اليقظان إبراهيم: ملحق السير (مخ) ص423 *جمعية التراث: دليل مخطوطات وادي ميزاب (رقم 3)، فهرسة مكتبة البكري، كلّه *مجلس عمي سعيد: اتفاق بمجلس عمِّي سعيد يتعلَّق برؤية الهلال، 1382هـ/1963م، 7ص.

 

منقول موقع جمعية التراث

 

عبد العزيز مريم بنت عبد العزيز

 عبد العزيز مريم بنت عبد العزيز، المولودة في 04 جويلية 1937 بالجزائر العاصمة، من عائلة عبد العزيز ببني يزقن بميزاب.

    درست في مدرسة الأمومة، ثمَّ زاولت التعلُّم في الابتدائي إلى أن أحرزت على الشهادة الابتدائية، ونظرا لظروف عائلتها المالية، لم تستطع مواصلة دراستها في الثانوي، فأدخلها والدها مدرسة الممرِّضات للصليب الأحمر (قرديم)، إلى أن حصلت على شهادتها.

    ثمَّ باشرت مهمَّتها كممرِّضة في المستشفى الجامعي ثمَّ في القطَّار.

    عملها الثوري قبل طلوعها إلى الجبل وانضمامها إلى جيش التحرير:

    كان والدها يتحدَّث عنها بأنَّها كانت تكتب على الآلة الراقنة في المنزل أوراقا وملفَّات بكلِّ سرِّية، وتبالغ في إخفاء عملها هذا ولا تبوح بكلمة لأحد، ولم نتمكَّن من التعرُّف على شيء من أشغالها واتصالاتها السرِّية. وكان أبوها يغمرها بعطفه وحنانه ويقول:كانت في بيتي وردة حياتي.

    ثمَّ التحقت بالجبل مع زميلتها فتيحة أراتني، وانضمَّت إلى صفوف جيش التحرير بنواحي مسيلة، وشاركت في عدَّة اشتباكات بها، وقامت بتمريض جرحى الجنود والمحاربة معهم، من دون أن تخبر أحدا بشيء من أمرها

يوسف بن يحي الواهج

عبد الله بن الحاج صالح البليدي بوكامل

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

عبد الله بن الحاج صالح البليدي بوكامل

ولد في بني يزقن عام 1856م. استقرّ للتّجارة في العاصمة، فتعرّف بكثير من الموظّفين الكبار في الولاية العامّة، وبالوالي العام نفسه، فكان يقضي بهم مصالحه في الولاية العامّة، ومصالح كلّ من يلتجئ إليه من معارفه. من ذلك تأييده لوفد القرارة في مساعيه لدى الولاية العامّة من أجل إغلاق دار البغاء، عام 1326هـ/1908م.

بنت جماعة الإباضية بواسطته مسجد مقبرة سيدي بَنُّور التّحتاني.

كان ممّن حمى الشّيخ مبارك الميلي أيّام جهاده في الأغواط، وأيّد الجمعية الخيرية عند نشأتها فيها عام 1339هـ/1920م، وشدّ أزرها بنفسه وماله.

سجّل ابنه محمّد في مدرسة بالعاصمة لتعليم الميكانيك، وأثناء الحرب العالمية الأولى تبعه أخواه أمحمّد وأحمد. وفي صيف 1918م، أنشأ مؤسّسته للنّقل الجلفة- الأغواط- غرداية، ورعاها حتّى بلغت أكثر من أربعين حافلة، وجعل الأغواط قاعدة له، فكانت احسن شركة للنّقل في الجنوب.

أمّا السبب المباشر لدخوله ميدان نقل المسافرين، فهو المجزرة التي راح ضحيتها، عام 1917، مجموعة من التجار المزابيين في بُوتْرَكْفِينْ، بين الأغواط وتِلْغَمْت، خلفت فيهم أربعة عشرة قتيلا.

وفي أفريل 1934، لمّا كبرت سنّه، ترك المشروع لأبنائه الستّة، فقاموا به أحسن قيام، واستقرّ هو في بلده الذي أنشأ فيه معهدا للشّيخ إبراهيم بن بكير حفار[6].

توفّي يوم 25 نوفمبر 1956م.

--------------------------

 [6]-محمّد علي دبوز: أعلام الإصلاح في الجزائر، الجزء الخامس، 63.

 

علماء ومشايخ الإباضية بمزاب

كان وادي ميزاب يفد إليه من مختلف المدن الإسلامية علماء إجلاء في كل عصر وفدوا إليه من تيهرت بعد انقراض الدولة الرستمية ومن أنحاء ليبيا من جبل نفوسة ودرنة وفساطو وغيرها ومن جربة ونفطة والحامة والجريد بتونس ومن المدية وقصر البخاري وعمور والمنيعة واورجلان وسدراته وواد أريغ وتوقرت وغيرها بالجزائر لتشر العلم والتدريس في المعاهد العلمية والمساجد العامرة والدور العامة والدعوة إلى الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح والى التمسك بسير العزابة ونظمها وتحملوا مسؤولية الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح ذات البين والسهر على مافية صلاح وسعادة المجتمع في الداريين احتسابا لوجه الله الكريم ورجاء لما عنده من نعيم مقيم يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى بقلب سليم.

فالمشيخة بميزاب هي السلطة الحاكمة في البلاد معززة برؤساء العشائر وأعيانها ذلك عبر عصور طويلة أي منذ نشأة نظام العزابة بها إلى ان نالت الجزائر كرامة استقلالها فأصبحت سلطات حلقة العزابة لا تتجاوز حدودا تكفل للأمة سعادتها وحصانتها الدينية والخلقية كما تكفل للدولة أمنها وراحتها.
فهذه المشيخة قد تنال غالبا بانتخاب الأمة واختيارها لذوي الكفاآت فإذا وجد في عصر واحد في مدينة واحدة علماء أكفاء متعددون قد يقع الاختيار على صاحب الشخصية القوية والصرامة في الحق على غيره من العلماء المتضلعين في فقه الشريعة كما قد يقع الاختيار على المغمور القليل البضاعة اضطرار لعدم وجود من هو اعلم منه في المدينة لان هيآت العزابة مجالس لا يرقى إليها من هو في مستوى العلماء الأكفاء فحسب بل ينخرط فيها من يحسن فقط القيام ببعض وظائف الدين من الآذان والإمامة في الصلاة ووكالة المسجد للأحباس وتجهيز الموتى وما إلى ذلك مع مراعاة التقي والصلاح في الدرجة الأولى لأنه قدوة في الأمة.


كانت كل مدينة من مدن ميزاب السبع لا تخلو في عصر من عالم أو علماء منذ نزوح الاباضية إليها في أواخر القرن الرابع الهجري بحيث لا تستقر الزعامة العلمية في مدينة دون أخرى بل تتنقل حسب كفاآت العلماء وتضلعهم في فقه الشريعة وحسب علو المستوى في التوعية والتوجيه وقوة الشخصية والإرادة والعزم.


فالكثير من علمائها الوافدين إليها والمتخرجين منهم في تسلسل عجيب وإنجاب مطرد مع الزمن يستخلف الخلف منهم السلف بالإخلاص والتفاني في الله في المهام المنوطة به في الإمامة والتدريس والإفتاء والقضاء والتأليف والقيادة السياسية والدينية والاجتماعية بدون أجر أو تطلع إلى محمدة احتسابا لله جل وعلا.

كم من مكتبات عامرة بنفائس الكتب تركوا وكم من مساجد الله أسسوا ومعاهد للعلم شيدوا وكم من علماء فطاحل عبقريين خرجوا وكم من كتب التفسير والحديث والشريعة وفي مختلف العلوم والفنون صنفوا وألفوا جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين والوطن خيرا كثيرا.


ان مما يجمل الاحتفاء به في هذا الصدد تسجيل بعض المشايخ ممن تقلد المشيخة في المسجد الجامع في كل مدينة من مدن وادي ميزاب ووارجلان وسدراته مع مراعاة الاعتبارات السالفة وبقطع النظر عن وجود علماء أكفاء معاصرين لهم أو متفوقين عليهم من الذين يؤدون واجباتهم نحو الأمة خارج المسجد من الوعظ والإرشاد والتدريس والإفتاء والآمر والنهي في الدور العمة والمدارس الحرة ومن الأجدر تسجيل هؤلاء لو استطعت التعرف عليهم في كل مدينة لان فائدتهم في المجتمع قد تكون اشمل واكمل حسب إقبال الجمهور ذلك في إيجاز اعتقد انه مخل وناقص في حقهم والسبب راجع إلى آمرين معتبرين عند المؤرخ المتحري في النقل الأمانة والصحة والحقيقة قدر الإمكان بدون تعسف ولا إجحاف.


الأول قلة المراجع الموثوق بها المطبوعة منها والمخطوطة فما وجد منها لا يخلو من تعسف وإخلال بالعناصر المعتمد عليها في التاريخ فهو لا يتجاوز ذكر الشيخ ووصوله إلى ميزاب واستخلاف غيره وموته رغم التزام الدقة في التسجيل أحيانا باليوم والسنة الهجرية والميلادية وإهمال ذلك أحيانا أخرى.
الثانية إهمال الوثائق التاريخية وإغلاق الخزائن عليها والبخل عن الاستفادة منها غمطا لحقوق علمائنا وغمصا لجهادهم في ميادين العمل والعلم وإصلاح المجتمع حتى إذا ما مات صاحبها تحمل وترمى في الآبار المجهورة المعطلة أو تحرق مع القش والنفايات.


بناء على ما ذكر فإني بذكر أسماء بعض المشايخ والتاريخ وصولهم في ميزاب وذكر شيء من التراجم لبعضهم وما عرف عنهم بدون استقصاء متحريا أمانة النقل والصحة قدر الإمكان.

"*" راجع كتاب الإباضية في موكب التاريخ الحلقة الرابعة للشيخ على يحيى معمر

"*" راجع كتاب دور الميزابيين في التاريخ الجزائر قديما وحديثا لللأستاذ حمو محمد عيسى النوري
عن وادي ميزاب / قوة العزَّابة

عمر بن يحي داودي

c 7

الشاعرعمربن يحي داودي من مواليد 1956 بـأت بنور بنورة ولاية غرداية، نشأ بين أحضان أسرةمحافظة وزاول تعليمه الإبتدائي بمدرسة النور القرأنية و بمدرسة الشيخ الحاج صالح داودي. منذ صغره أحب الفن، اكتشف موهبته من خلال المحيط العائلي الذي شجعه لتفتيقها و صقلها بالإضافة بالإضافة إلى النشاط المدرسي والكشفي بفوج النور حيث ظهر بأول أداء له الرائعة "يا معهدي" للشاعر صالح باجو. منذ ذلك اليوم سلطت عليه الأنظار كصوت متميز في مطلع السبعينات مع كوكبة النور الثقافية واكتسب منها ذوقا فنيا وحسا مرهفا.يعتبر الفنان الشاعر عمر داودي من مجددي التراث الغنائي القديم الذي كاد ان يندثر لولا ما بدله من جهد في احيائه و اثرائه.

من انطلاقاته الأولى التي بها تحدد مساره الفني، قصيدة عن فضل شهر رمضان الكريم س نة 1971، ثم في برنامج طفولي "الحديقة الساحرة" للتلفزة الجزائرية سنة 1972. وفي سنة 1978 ضمن برنامج تليفزيوني "عادات و تقاليد مزاب" أدى فيه أهزوجة من التراث المزابي القديم تتغنى بقصور وادي مزاب تحت عنوان " والصلاة على النبي". كان من المؤسسين الأساسيين لجمعية نجم الأدب الإسلامي بالعاصمة في بداية الثمانينات، هذه الجمعية التى لها الفضل في استقطاب المع فناني قصور وادي مزاب المقيمين بالعاصمة والمناطق المجاورة، وتفعيل النشاط الثقافي حتى صارت مدرسة لتكوين الفنانين على غرار جمعية البلابل الرستمية. في مطلع التسعينيات برز كوجه اعلامي في الاذاعة الجزائرية، القناة الثانية منشطا لركن " تدارت ن سمس وموّدن " لحماية التراث ضمن برنامج "اغربال ئمشرر" لم ن تجه رشيد مزيان.

وله مشاركات مشرفة في العديد من المهرجانات والملتقيات على المستوى الوطني و الدولي ونال جوائز تكريمية تثمينا لمجتهوداته.

شارك في مشروع تلحين الياذة الجزائر لشاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء تحت إشراف مؤسسة مفدي زكرياء والتلفزيون الجزائري.

من انجازاته "تانفوست ن وغلان " قصة الوطن "اوبيرات.

أناشيد متنوعة في اشرطة واقراص عديدة منها "ئسلان" ، "انعمور" ،"ايلي" ، "ئلفاتن".

ولازال في عطاء متواصل خدمة للتراث و الفن و الثقافة.

المصدر : انثولوجيا الأدب المزابي ⵉⴷⵓⵔⵔⴰⵏ ⵏ ⵜⵙⴻⴽⵍⴰ ⵜⵓⵎⵥⴰⴱⵜ

---------------------------------------------

عمر بن يحي داودي من مواليد 1956 بقصر بنورة، ترعرع في أحضان أسرة محافظة خيّرة، زاول تعليمه بمسقط رأسه بمدرسة النور القرآنية وبمدرسة الشيخ الحاج صالح داودي حيث تحصل في هذه الأخيرة على الشهادة الإبتدائية سنة 1972م.

نشأ على حب الفن والنغم الأصيل مند نعومة أظافره ويؤكد هذا ترديده لهذا كلما سئل عن بداية مشواره الفني ، ناهيك عن أنها موهبة ربانية فطرية نشأت معه منذ الصغر ،  ساهم في صقل هذه الموهبة ما نهله الفنان من رحيق دروس أحكام التلاوة  على يد أستاذه الحاج محمد بن عمر داودي رحمه الله ،  ومحيطه العائلي الذي أمده بالدفء والتشجيع.

ومما زاد في تفتيق مواهبه الفنية وبروز محاولاته في قرض الشعر وتلحينه : المدرسة الكشفية المتمثلة في فوج النور وقادته ، الأساتذة الذين زرعوا فيَه حب النشاط وروعة الإبداع ، نخص بالذكر أخوه الكبير الأستاذ: داودي إبراهيم بن يحي والأستاذ: دودو صالح بن بكير والأستاذ: اسبع يحي بن عيسى (رحمه الله) والأستاذ: حني قاسم بن محمد (رحمه الله)، والأستاذ: عاشور محمد بن حمو، والأستاذ: حني محمد بن قاسم، كما سجل انخراطه أيضا في كوكبة النور في بداية السبعينيات والتي زادته حبا للفن النظيف الهادف.

الفنان عمر داودي حبه للأدب عموما وللفن العربي والمزابي خصوصا جعله يبدع ويؤسس لطابع فني ميزابي أصيل ضارب في أعماق التراث الغنائي القديم (إزلوان) مبدعا ومصلحا فيه.

مشواره الفني:

أول ظهور للفنان مع الجمهور كان في بداية السبعينيات أين أبهر الجميع بقصيدة الشاعر صالح باجو (يا معهدي) وقبل ذلك كان تلميذا فنانا بالمدرسة الرسمية والقرآنية، ولقد ألف أول قصيدة بعنوان (رمضان) وعمره 15 سنة عام 1971م.

كما تألق أيضا في برنامج الأطفال “الحديقة الساحرة” للتلفزة الوطنية سنة 1972م، وللتاريخ أيضا فإن أول أنشودة مزابية بثت عبر التلفزيون الجزائري ومن خلالها تسمع المزابية لأول مرة في التلفزة هي أنشودة (والصلاة على النبي، محمد حبيبي جبرية) التي أداها الفنان داودي في برنامج عادات وتقاليد ميزاب سنة 1978م.

في بداية الثمانينات عندما كان الفنان يزاول عمله بالعاصمة ، فكر في توسيع نشاطه الفني وإعطائه طابعا جماعيا، فاهتدى إلى تأسيس جمعية نجم الأدب الإسلامي مع ثلة مباركة من أصدقاءه من مختلف قصور الوادي ، والتي تعد مدرسة تخرج منها العديد من النجوم الفنية والأدبية والثقافية التي حملت مشعل الفن والثقافة عبر قصور الوادي والجزائر عموما.

وفي سنتي 1991م-1992م كانت للفنان تجربة إعلامية ناجحة عبر أثير القناة الثانية للإذاعة الوطنية، أين كان له ركن بعنوان “تدَارت نسمَس ومَودن” في حصة -أغربال أمشرشار- هدفه في ذلك إبراز التراث الثقافي والحضاري لمزاب والحفاظ على اللغة المزابية الصحيحة وتعليم القواعد السليمة لها.

عمل الفنان عمر داودي كملحن ومدرب فني للعديد من الفرق والمجموعات الصوتية لقصور وادي مزاب، كما لحن أيضا العديد من القصائد بالعربية والمزابية لشعراء المنطقة.

أهم انجازاته وإصداراته:

للفنان الـمُجد عطاءات وإصدارات متنوعة، من أشرطة ومهرجانات، وحفلات فنية، نذكر منها:

  • إنجاز خمس أوبيرات مع جمعية نجم الأدب الإسلامي من بداية الثمانينيات إلى أول التسعينات وهي:

1. العرس، 2. تانفوست أوَغلان، 3. إمنغان إمرارن (العنف في الملاعب)، 4. تويزه دتفسكا لمكاريس(حملة تطوعية في عيد الشباب)، 5. تيوري ويوش فوديمون(لعنة الله على الشيطان).

  • إنجاز أوبيرات بعنوان (عظيم أخفاه التواضع) كلمات الشاعر سليمان دوَاق ألحان الفنان عمر داودي بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس مدرسة التوفيق القرآنية وتكريم مؤسسها الحاج بعيسى بن داود بالعاصمة في جوان 2004م مع مجموعة من فناني وادي مزاب.
  • إصدار سبعة أشرطة بالتسجيل العصري في استوديوهات خاصة:

وغيرها من الأعمال الفنية المتميزة كثير، من مشاركات في إحياء مهرجانات وحفلات إنشادية مختلفة عبر ربوع الوطن الفسيح رسمية وخاصة، وتتويجه بمختلف الجوائز والأوسمة ثمرة لاجتهاده وتفوقه.

وختاما نقول أن الفنان عمر داودي: يرى الفن رسالة تربوية هادفة تهذب النفوس وتنور العقول وتحرك الهمم وتوقظ الضمائر للسعي في الخير وحب الفضيلة وخدمة الأمة.

إصدارات الفنان عمر داودي

  1. تشبرت تاملالت، نجم الأدب الإسلامي 1991م
  2. تانفوست أوَغلان، نجم الأدب الإسلامي1992م
  3. إسلان، نجم الأدب الإسلامي1997م
  4. الشباب الصالح، الشباب الصالح 2000م
  5. أيلي، الشباب الصالح، نجم الأدب 2001م
  6. أنعمور، الشباب الصالح، نجم الأدب 2006م
  7. إلفاتن، النغم، نجم الأدب 2010م

منشد الأغنية الميزابية عمر داودي لـ”لخبر”

 تاڤرولا فورار 1984 للشاعرعمر بن يحيى داودي

أمدياز للشاعرعمر بن يحيى داودي

ا تامورتيك ! غوشت 2007 للشاعرعمر بن يحيى داودي

المصدر: مجلة الوحدة العدد 18 – الكاتب: محمد بن موسى بنورة

 

daoudi album tanfust nweghlane

 

 

 

 

عيسى بن بالحاج الحويذق

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

عيسى بن بالحاج الحويذق، من بني يزقن

كان تاجرا في العاصمة وكان متوسّط الحال والمال، ولكنّه كان سيّد الأسخياء، وكان له محل خاص للضّيوف في العاصمة. وقد أعجز الضبّاط الفرنسيين في الرّماية وفاز بوسام الرّماية.

وهو الذي سعى تكوين الخيمة الكبرى للحجّاج المزابيين التي تنصب لهم في عرفات، فجمعت التبرّعات في المساجد المزابية، وأنشئت بالجزائر عام 1347هـ/ 1929م، طولها ثمانون ذراعا وعرضها عشرون ذراعا. ذهب معهما إلى الحجاز وتمنّى أن يتوفّاه الله هناك، ولمّا نصبها في عرفات، أدركته وفاته في اليوم التّاسع من ذي الحجّة 1347هـ/18 ماي 1929، وعمره إحدى وسبعون سنة، ودفن بجانب الخيمة[3]

----------------------------

 [3]-محمّد علي دبوز: نهضة الجزائر الحديثة، الجزء الثاني، 241.

].

قادة قصر تغردايت غرداية من 1882م إلى 1912م

الفترة الثانية من العهد الرابع من 1299هـ إلى 1330هـ

من ديسمبر 1882م إلى مارس 1959م:

- باحمد بن عمر بَالُولُّو، عزل عام 1888 إثر خلاف بينه وبين رئيس المكتب العربي، وخلفه خليفته حمو بن الحاج عمر الناصر المتوفى يوم 8 جوليت 1895. في 14 مارس 1894، طلب بالُولُّو إعادته إلى منصب القيادة، ورفض الطلب. توفي عام 1900.

- إبراهيم بن عيسى بحاز، عيّن يوم 5 نوفمبر 1895 وتوفي عام 1909.

- إبراهيم بن يحي مصباح المولود عام 1862، عيّن يوم 20 جوليت 1909.

- صالح بن يحي البوال الذي عزل.

- يحي بن باحمدبالولو عام 1877 أو 1880، عيّن يوم 27 أفريل 1921 بطلب من أهل البلد. رقي إلى منصب قائد القواد يوم 22 ماي 1942، وإلى منصب آغا يوم 20 مارس 1944، ثّم إلى منصب باشاغا يوم 20 جوان 1947، وتوفي يوم 26 أوت 1968.

- عيسى بن يحي بالولو المولود يوم 3 جانفي 1930، عيّن نائب قائد يوم 31 مارس 1950.

قصور مزاب السبعة

قصور مزاب السبعة سا ن ئغرمان

  • سا ن ئغرمان ⵙⴰ ⵏ ⵉⵖⴻⵔⵎⴰⵏ

    c 7من مظاهر حضارة المزابيين مدنهم وفنها المعماري، وعدده المدن الرئيسية العامرة إلى الآن سبعة، باستثناء القصور التاريخية العتيقة، والتي لم يبق منها سوى بعض....

    اقرأ المزيد

  • سيرة إنشاء القصور السبعة

    c 7عندما شيّد بنو مزاب مدنهم الحالية التزموا أن تكون لكلّ واحدة منها واحتها الخاصّة التي هي مصدر معيشتها, و سوقٌ لتجارتها و تبادل منتجاتها مع المحيط الخارجي, ومسجد واحد لإقامة شعائرها الدينية, و لم تشذ عن القاعدة سوى تَاجْنِينْت إثر.........

    اقرأ المزيد

  • أصل تسمية قصور مزاب السبعة

    c 7حقيقة كلمة تَغَردايت،آت مْــليــشْــتْ، آت ايزجن، آت بونور، تَجْنينت، آت إيبرڤان (مع نقطة زائدة فوق القاف)، إيڤرارن (مع نقطة فوق القاف)...

    اقرأ المزيد

  • وثيقة قديمة فيها اسماء القصور

    c 7حقيقة وثيقة قديمة ذكرت فيها اسماء القصور كما هي متداولة باللغة الأمازيغية
    تغردايت آت يسدجن  آت مليشت  آت بونور  تجنينت
    ...

    اقرأ المزيد

  • العطف تَــاجْنِـينْتْ ⵜⴰⵊⵏⵉⵏⵜ

    c 7

    تُعد من أقدم القصور السبع، يقصد بهذه الكلمة المكان المنخفض، أسسها الشيخ خليفة بن آبغور سنة 402 هـ 1012م، تقع على بعد سبع كيلومترات من آت بونور، حُرِّف اسمها إلى  العطف...

    اقرأ المزيد 

  •  بنورة آتْ بونورْ ⴰⵜ ⴱⵓⵏⵓⵔ

    c 7بعد العطف نشأت بنورة، وهي في أعلى جبلٍ منقطعٍ عن السِّلسلةِ الجبلية التي تُجاورُها من الشَّرق، وتستدير بها من ناحية الشَّرق كالسُّور الحصين الذي يزيدُها مناعةًويمرُّ وادي ميزاب من غربها وجنوبها. وقد نشأت مدينة بنورة في سنة 437هـ. ومن أوَّل من عمرها أولاد أبي إسماعيل وهي في...

    اقرأ المزيد

  • غرداية تَـغَــرْدَايْتْ ⵜⴰⵖⴻⵔⴷⴰⵢⵜ

    43أنشِئت سنة 447 هـ 1053م، وأول من سكنها الشيوخ بابا وَالجَمَّة، وأبو عيسى بن علوان وبابا سعد، وأصل تسميتها : تَغَرْدَايْتْ بالمزابية وهي القطعة المستصلحة من الأرض، و...

    اقرأ المزيد

  • بن يزقن  آتْ اِيزْجَنْ ⴰⵜ ⵉⵣⵊⴻⵏ

    c 7

    أُسّست سنة 720 هـ 1321م، واسمها نسبة إلى القبيلة المصعبية التي سكنت المدينة. تعتبر آت ايزجن، من عواصم العراقة العلمية والدينية، وهي المدينة الوحيدة التي حافظت على أصالتها المزابية من كل النواحي إلى اليوم، وتعتبر المدينة المزابية المثالية، ومن أهم مميزاتها، سورها الذي لايزال قائما إلى اليوم، وتقع بعد آت امْليشْتْ...

    اقرأ المزيد

  • مليكة العليا  آت مْلِــيشْــتْ ⴰⵜ ⵎⵍⵉⵛⴻⵜ

    c 7

    أسست عام 756 هـ  1355م، اسمها نسبة إلى " مْلِيكْشْ " أحد زعماء قبيلة زناتة التي تنتمي إليها قبيلة بني مصعب تقع على هضبة مرتفعة نسبيا بين قصري تغردايت وآت ايزجن، يستطيع الناظر منها أن يرى القصور الثلاث تغردايت، آت ايزجن، وآت بونور...

    اقرأ المزيد

  • القرارة تِـيــﭭْــرَارْ أو ئـﭭْرارن ⵉⴳⵕⴰⵔⴻⵏ 
    c 7أسست سنة 1040 هـ 1631م، معنى تسميتها الجبال البيضوية التي بجانبها سهول صغيرة مقعرة بستقر فيها الماء. تقع على بعد حوالي 110 كلم شرق القرى الخمس، وهي على أرض طينية، على خلاف المدن الأخرى التي تقع على جبال صخرية، وتشتهر بواحتها الشاسعة التي يسقيها وادي زﭬْـرير.........

    اقرأ المزيد

  • بريان آت إبَرْﭬـان ⴰⵜ ⵉⴱⴻⵔⴳⴰⵏ

    c 7

    أُنشئت سنة  1060هـ  1690م، وهي خيمة مصنوعة من الوبر، وقد كان أهلها ذوي خبرة في نسج هذا النوع من الخيم. تقع في تقاطع الأودية الثلاثة بالُّوحْ، السّودان، ووادي نْ سَا...

    اقرأ المزيد

  • أهم المراحل التاريخية لبني مزاب

    Icon 07

    العهد الأوّل  من الفتح الإسلامي إلى أواخر القرن الرّابع الهجري.
    لعهد الثاني  من اواخر القرن الرابع إلى نهاية القرن الثّامن الهجري


    اقرأ المزيد

  • مزاب وأصل التسمية

    Icon 09

    أصل كلمة آت إيغرسان إيغرس 
    أيهم الأدق ميزاب أم مزاب؟ 
    ميزاب نسبة للفعل زاب ؟ 
    هل ميزاب نسبة إلى ميزاب الكعبة ؟ 
    مضاب أو مصاب؟ 
    بين كلمة مصعب و مزاب ...

    اقرأ المزيد

  • حياة بني مزاب الاقتصادية عبر التاريخ

    Icon 08العهد الأوّل الثاني الثالث الرابع 
    المزابي بين التدين الشديد والروح الاقتصادية الرأسمالية/حب المزابي للأرض/نزح الماء من البئر/تربية الأنعام/المعزة المزابية/مراحل نضج التمر/مكونات النخلة
    ...

    اقرأ المزيد

  • الحياة السياسية

    Icon 09سرار نجاح العمل السياسي لدى المزابيين/النّشاط السّياسي لبني مزاب في شمال إفريقيا/العلاقة الطيبة بين المة مزاببة و العثمانيين/رفض الالمزابيون استقبال الإمبراطور نابليون/قرار إلحاق مزاب بفرنسا ومعاهدة الحماية...

    اقرأ المزيد

  • Ghardaia cart

    ولاية غرداية

    التعريف بولاية غرداية
    موقع ولاية غرداية
    المعطيات الإدارية
    المعطيات الفيزيائية: التضاريس
    المناخ
    القرى السبع لولاية غرداية
    مدن ولاية غرداية...

    اقرأ المزيد

  • عشائر وألقاب بني مزاب

    Icon 09المزابيون

    تعريف العشيرة المزابية / التأصيل الشرعي لنظام العشيرة  / نبذة تاريخية عن نظام العشيرة في وادي مزاب / نظام العشيرة حاليا / مجلس العشيرة

    اقرأ المزيد

 

 

 

 

قصيدة بالمزابية للشاعر عبد الوهاب فخار عن مفدي زكرياء

grilloir cafe 2 اَسْ اَنَّغْ دْ أَزُكَاغْ اَسَّتْشْ دَاوَرْدِي 

قصيدة بالمزابية  للشاعر عبد الوهاب فخار عن مفدي زكرياء

 

أَتَـــــــاوَّاتْ مِي بَــــــــــــدَّغْ         أَتـَّـــالْسَغْ فْ دْزَايـــــــَــــــــرْ

ؤُلْ-ئــِـــــكُ سْ تــَــــزَّا-سْ         تـّــــَـــافَغْ-ت يتـّـــــــــــــدي

ئنــــافــّن-ئـــــــكُ دچـــورن         سْ ؤُزُورْ غـَــــــــــلْ وُزُورْ

لُـوكْسـِـــيجَـــــــــــــانْ لَخْتَــــِنّي         أَتَّافَـــــــــــغْ-تْ دْ مُفْـــــدِي

مُـــــفْدِي مِـــي يـِيـــــــوَضْ         يـَــزْدَغْ وُولْ نْ حَــــــــــــدْ

يـْـدُوڤَــّـــــلْ-دْ دْ اَضْــــغَا(1)         وِي تــّـُـوغَنْ دْ ئِجْـــــدِي(2)

(1)أضغا: صخر، حجر. الأصل أضغاغ، فالغين غالبا ما تسقط في آخر الكلام.

(2)ئيجدي: التراب.

 

مُفــْــــــــدِي وَا سّـــَــــــــــلَّنْ         أَدِ يـــــــضَبَّعْ ئـــــِــــــــضــَسْ

آلْ اِيـــوْرِيــــرَنْ "لَوْرَاسْ"(1)         بـــَدَّنْ-اَسْ دَابـــــَـــــــــــــدِّي

"قســـــــــما" يَنـــّـــَــــــــــاتْ         يــــَــــــــــرَّعَدْ ؤُجَـــــــــنـّــَــا

تَـــامـــُـــورْتْ سِي يـِجـُّولْ(2)         تَغْمِـــــي-دِ سْ ئـِــــدْ دَادِّي

ئــِخْســـَـــانْ ؤُسـّـــَــانَ-تْشْ         اَتـّـُــــــــــــــوغَنْ اِ مـُـــــفْدِي

دَوڤــُـــــــــــــــولْ(3) مِي يَنــــّـَا،         قـّــَـارَنْ:" كَاسْ كِيلْ دِي؟"(4)

(1)جبال الأوراس كانت ملاذا للثّوار والمجاهدين، به قبر أَجَلِّيدْ ماسينيسا وقصر تَاجَلِّيدْتْ دهيا "الكاهنة" ملكة الأمازيغ قبل الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا وأيضا ضريح "ئمدغاسن" الأمازيغي المتميز بهندسته العالية.

(2)يجّول، تجالّيت: أقسم قسما، إشارة إلى النشيد قسما للشاعر مفدي زكرياء.

(3)دوڤــــول: الجنرال شارل ديغول حاكم فرنسا الأسبق.

Qu'est-ce qu'il dit (4)

 

ئــِـــــمَارُو "ضَابَلْيـُـــو"(1)         غِــــــــــــي يْنـَهـَّتْ دُّويـْتَنْ

ئِمْــــــــــسَلْمَنْ مَــــانِي اَلاَّنْ         كَـرْمـَـــــــنْ سْ تِيـــــڤــُدِي

اَڜْ ئـِڤـّــــَــــــــــــنْ يـَقَـّارْ         خْـطِي رَاسِي وَاضْرَبْ(2)

لــْــــمُوهِيـــــــــمْ مِي اَلـُّوزَغْ         اَيْ-دَّكْلـــِــــــــينْ ئِـــــمَنْدِي

اَڜْ ئـــِــــــــــڤَّنْ يَـشـّـــَـاتْ         دِي تِيـــــــــتِي نْ شَتَّمْبـَرْ(3)

دْ وُولْ-نْسَنْ يَقـّـــــــَـــــارْ         تْلَعْتـَـاسْ ئِي لـْمـَهــْـــدِي(4)

(1)إشارة إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الثالث والأربعين جورج واكر (دبيلو) بوش George W. Bush.

(2)من الأمثال الشعبية الجزائرية، وتعني اللامبالاة أثناء حلول الكارثة.

(3)واقعة 11 سبتمبر 2001.

(4)المهدي المنتظر، يقصد الشاعر به خذلان المسلمين وتقاعسهم.

 

"لْمَــــْهــــــــِدي المـُنْتَظَرْ"         تَـــالَقِّي نْ لِيــــــــــــــسْلَامْ

مـــَــــــــــــــــــادَامْ ؤُلَاوَنْ         دْ تَنْفُوسَتْ وُلْ تــَــــقْدِي

بَـــــاتـــّــَــــا غَايْ تَخْــــسَدْ         اَ مُفْــــــــدِي اَشِـ- ئِيـــنِيغْ

اَغَنْجــَـــــانَّغْ يَجــْـــــــمَضْ         يـَـــــزْلـَـفْ اَمـــُـــــــــودِي

وُونـــِــــــــي دَالاَّ سْـ-ئــِــكُ         اَسُّ-و فْ دْ زَايــَــــــــــرْ

ؤُشِـ-يدْ تـــَــــامَــــزُّوغْـــتْ         اِمـُـــــــــفْدِي تْســـَــــلْدِي

وَالْ تَطـَّفْ تــَـــابَجْنَا-تْشْ         دِي وَايْنـِـــي غَــــادْ تْسَــــلَّدْ

غـِـي جـّـــِــــــــيِي اَدَلـْـــسَغْ         اَوَالْ اَقـّــَارْ:"وَخْدِي" )1)

(1)وخدي: من الدارجة الجزائرية تعني وامصيبتاه!

 

تُـــونِيـُّـــو دْ اَتَّانْفُــــوسْتْ         سَـــــــلْ تِينِــّـــــيــــــدَانَغْ

مَانـَـــــتْ وَبْرِيـــــدْ يَقِـّيمَدْ         اَسُّ-و دَاوَحْــــــــــــدِي.

اَ مُفْدِي غِيــْر اَجَّــــا-تْشْ         سْ وَســَّـــــانْ ئِي نـَــــلاَّ

اَسَّــــ-نَّغْ دَازُوڤــــــَّــــــاغْ         اَسَّـــــ-تْــــــشْ دَاوَرْدِي.

شَـتْشِّيــــنْ اَتَّايـْــدَرْتْ(1)         نَشْنِــــــينْ دَ الْحَبَّــــــــــاتْ

سِي نَجْـــــــــُرو ﭬَـــــــاعْ-نَّغْ         تَــــايْـــــــــــدَرْتْ وُلْ تَمْدِي!

مُفْـــــــدِي سْ ادْزَايَــــــــرْ         دْزَايَــــــــــــــــرْ سْ مُفْدِي

وِي زُونَـــــنْ جَـــــارَ-اسَنْ         غَــــلْ رَبِّي وُلْ يَـــــزْدِي(2)

(1)تايدرت، ج تيدرين: سنبلة.

(2)يزدي، ازدي: متصل، متعلق.

 

ئِي وِي خْــــــسَنْ تَــاشَــتْمِي         شَـتْشِـــــــــــينْ دْ هِيـتْلَرْ(1)

ئِي وِي دَ زْلَــــــنْ فُوسَ-سْ         شَتْشِّينْ دْ غَانْـــــــــــدِي(2)

ئِي تِفَاوِيــــــنْ نْ ؤُوّمْبِيرْ(3)         شَتْـــشِّيـنْ اَتِّيــــــــــــــرْغَتْ

ئِي يسَّــــافَنْ نْ جْوِلْيَــتْ(4)         شَتْشِّينْ دْ لْعَــــايـْــــــــــدِي

وِي اَنــَّــــانْ وَجـِــــــي دَامَنْ         اَدِيـــشـَــمــَّرْ ضَــــــاضَ-سْ

شَتْشِينْ غَـــــــتـــي سوسم         اَسَّنـــَّـــــغَ-اتْشْ تَسَّنْـــــدِي

مَامَا-نَّغْ تَـــامَقْرَانْــــــــــتْ(5)         تــُـــوشَا-تْشْ تَانَمِّيـــــــــْرتْ

دْمَامَــــــــا-تْشْ نْ وَغْـــلَانْ         وَلْ تَنــِّـــــــــــــــي تتّـــِـّيدِي.

(1)أدولف هيتلر Adolf Hitler،كان حاكم ألمانيا في الثلاثينيات. رمز به الشاعر إلى الاستبداد والتسلّط.

(2)مهاتما غاندي،Gandhi،زعيم هندي دعى إلى الحرية ونبذ العنف. رمز به الشاعر إلى السلم.

(3)تيفاوين ن ؤوّمبير: شعاليل نوفمبر، قصد الشاعر بها الثورة التحريرية المباركة.

(4)ئسافّن ن جوليت: وديان جويلية، قصد الشاعر بها استقلال الجزائر.

(5)مامّانغ تامقرانت: الأم الكبرى، أي وطن الجزائر.

 

تَنـَّــا-يــــــــــَـاتْشْ اَمَمـِّـــــــي         شَتِّشْ اتَّاشَـــــــــرَّافْــــــــتْ

اَوَّتْ مَــــــــانِي تَخْسَـــــــــدْ         اَمَمِّــــــــّي تِيـــــــــــنِيــــــدِي

ئـِـــــسَـافـَّنْ-تْشْ تَـّاوْضَــنْ-دْ         آ لْ مَــــــــانِي نَــــــــــلاِّ

ؤُلَا تَفْـــــــــغَــــدْ غِفِ-يي         سْ لخْيِــــرَ-تْشْ تَرْنِيـــدِي

ئِي تْفَادِيـــــــــتْ نْ ؤُ مْزَابْ         شَتْــــشِـيـــــــــــــنْ اَتـَّــــــالَا

ئِي تْلاَزِيــتْ نَتـَّــــافْ-اَتْشْ         تْـــــعُوشــَّــــــتْ نْ ؤُودِي

مُفْــــــــــــــدِي يَنـَّايـَــــاسْ         دْ هَانَّتْ اَيَـــــــــامَّــــــــــــا

ﭬَاعْ اَيَنـِّـــــــــــــي حُوسِّغْ         دُو يَزْجَـــــــــــنْ تُوفِــــيدِي.

*ألقى هذه القصيدة الشاعر: عبد الوهاب بن حمو فخار في ملتقى مفدي الدولي المقام بغرداية أيام 16 -17-18 فورار 2002 بمناسبة الذكرى 25 لوفاته.

-------------------------------------------

(01) كتاب " أنثلوجيا الأدب المزابي ص 43 إلى 47

المصدر : nir-osra.org

قطب الأئمّة الشّيخ طْفَيَّش

من  شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

قطب الأئمّة الشّيخ امحمّد بن الحاج يوسف طْفَيَّشْ

ولد بغرداية عام 1236هـ/1821م. أمّه مامه ستّي بنت الحاج سعيد بن عدّون. توفّي أبوه وتركه ابن خمس سنواتأخذ جلّ علومه عن أخيه الأكبر إبراهيم، عندما عاد من عمان ومصر، حيث كان يتلقّى العلم، ثّم شمّر عن ساعديه واعتمد على نفسه في طلب العلوم، فأقبل على المكتبات يلتهم المعرفة من بطونها. ومن حسن حظّه أن دعاه نجل الشّيخ عبد العزيز الثّميني وفتح له خزانة والده، وفتحت له زوجه مريم بنت الحاج محمّد بن عيسى زبار الخزانة التي ورثتها عن أبيها وكان عالما. وهكذا وجد الشّيخ طفيّش نفسه أمام عدد من خزائن الكتب، فلم تتق نفسه إلى الرّحيل إلى خارج الوطن طلبا للعلم، مكتفيا بما حوله

 

.أطفيش العالم الجزائري الدي ناهض الاستعمار الفرنسي

 

 

 

سيرة قطب الأيمة أمحمّد بن يوسف أطفيّش ( رحمه الله تعالى )

محاضرة للشيخ  إسماعيل بن ناصر بن سعيد العوفي ( أبو العرب ) ألقاها بسناو ( سلطنة عُمان )

الجمعة 2 ربيع الآخر 1432هـ يوافقه 25 / 3 / 2011 .

 

  

من أزواجه السيّدة مريم بنت الحاج محمّد زبار الآنفة الذّكر، والسيّدة مامه بنت عدّون زكرياء التي أخذت عنه كثيرا من العلوم، وعائشة بنت محمّد بن صالح.

فتح داره للتّدريس عام 1253هـ/1837م، ودخل حلقة العزّابة غاسلا للأموات، في زمن الشّيخ الحاج سليمان بن عيسى.

نفي إلى بونورة، ومكث بها حوالي عشر سنوات، ألّف فيها كتبا كثيرة، وتخرّج عليه في الفقه بها كثير من الطّلبة، ومنهم الشّيخ الحاج صالح بن الحاج أحمد الداودي، ثّم عاد إلى بلدته.

خلف الشّيخ الحاج محمّد بن يحي بَاحَيُّو في المشيخة بمسجد بني يزقن، يوم 25 ديسمبر 1878م/1296هـ.

تخرّج على يديه عشرات من التّلاميذ، من مزاب وجربة وجبل نفوسة، أشهرهم:

-سليمان الباروني النّفوسي، الذي قدم إلى مزاب أوّل مرّة عام 1895م، وبقي ثلاث سنوات يدرس بمعهد القطب، وقد نزل ضيفا في دار الحاج عيسى بن سليمان، قائد البلدة آنذاك.

-سعيد بن تَعَارِيتْ الجربي[2]، وإبراهيم أبو اليقظان، وأبو إسحاق إبراهيم طفيّش، وبابكر بن الحاج مسعود، وصالح بن عمر لَعْلِي، وصالح بن يحي بن الحاج سليمان آل الشّيخ، وأحمد بن الحاج إبراهيم حميد أُوجَانَهْ، والحاج عمر ابن حمو باكلّي، والحاج النّاصر بن إبراهيم الدّاغور، ويحي بن صالح، والحاج عمر بن يحي، ومحمّد بن الحاج الثّميني، وإبراهيم بن بانوح مطياز، وصالح بن الحاج محمّد الداودي، والحاج عيسى بن قاسم يوسفي.

استقبل عام 1876م مَاسْكُورِي[3]، عند مهمّته الثّقافية في مزاب، كما استقبل زَايْسْ، وزاره عام 1877م وفد من مشايخ زنجبار.

وفي طريقه إلى الحج للمرّة الثّانية عام 1303هـ/ 1886م، زار بوسعادة وقسنطينة وعنابة، بعد أن مكث في زاوية الهامل. توقّف بجامع الزّيتونة بتونس، والتقى في المدينة المنوّرة بالمفتي الشّافعي، الذي قدّمه لإلقاء دروس بالحرم، تقديرا لمكانته العلمية. وقد يكون توقّفه بجبل نفوسة أثناء هذه الرّحلة، حيث زار العائلة البارونية. قيل إنّه زار عُمان أثناء هذه الرحلة.

رجع من الحجاز إلى مزاب في نفس السّنة، وأحسن استقبالَه، بتوصية من الوالي العام لُوِيسْ تِيرِمَانْ، كُلُّ من مرّ بهم في الأراضي الجزائرية.

وعند مروره بالجزائر العاصمة، طلب من الوالي العام رفع غرامة البزرة عن بني مزاب، كما طلب أن يبقى التصرّف في الأحباس لمساجد الإباضية.

لقد وجّه القطب عريضة احتجاج إلى الوالي العام جُولْ كَامْبُونْ[4]، يعارض فيها أن يكون بيت المال وارثا مع ذوي الأرحام، عند انعدام أصحاب الفروض والعصبة.

أمضى العريضة بنو مزاب، طلبة وعواما وقضاة وقوادا، خارج القرى تحت الشمس.

وصل يوم 26 مارس 1900 إلى غرداية سليمان النّاصر والي دار السّلام، عاصمة طانزانيا حاليا، زائرا إخوانه الإباضية، في طريقه إلى معرض باريس. وقد نزل عند القطب وأقام عنده. كانت للقطب مراسلات مع سلطان زنجبار بَرْغَش[5]، الذي كان يدفع له محنة شهرية، ويشارك في حركة النّهضة بطبع مؤلّفات الإباضية. شرفه حمود سلطان زنجبار بنيشان النجمة الفاخرة، وتسلّمه يوم 15 مارس 1902، بواسطة كومندان ملحقة غرداية.

ومّمن كاتبه من علماء الإسلام الشيخ محمّد عبده. وكان الشيخ عبد القادر المجاوي، إمام النهضة الحديثة في شمال الجزائر صديقا للقطب، وكان يكاتبه، فأرسل بعض تلاميذه للتعلّم عند الشّيخ المجاوي تمتينا للروابط بينهما. وكان الشيخ المولود يستفتيه فيما يشكل عليه من المسائل الدينية.

زار القطب وارجلان عام 1320هـ/1902م، وتلقّاه أهلها لمسافة عشرة كيلومترات بأنواع المركوبات والطّلقات البارودية، ورافقته ثلّة من فضلاء وادي مزاب، ومكث بوارجلان خمسة عشر يوما.

عام 1907م، قدم إليه سليمان الباروني لجمع الأموال، لتأسيس مطبعة الأزهار البارونية بالقاهرة، وترويج مجلّته الأسد الإسلامي.

أهدى إليه السّلطان العثماني عبد الحميد الثاني نيشانا، عندما حلّ لغز الماء، في مسابقة وقعت بين معاصريه من العلماء. فقال رجال الأكاديمية الفرنسية: نحن أحقّ وأولى من تركيا في تكريم الشّيخ طفيّش، لأنّه من رعايانا، فأعطوا له وسام (لاَبَالَمْ أكَادِميك)[6].

زار القرارة مرارا، أمّا بريّان فكان ينتقل إليها مرتين في السّنة، كلّ خريف وكلّ ربيع، يقضي فيها أسبوعين يلقي الدّروس للعامّة. وكان لا يسمح له بالسفر إليهما إلّا برخصة من الحاكم العسكري بغرداية.

تلقّى سنة 1298هـ/1881م نسخة من بيان الشّرع لمحمّد بن إبراهيم الكندي العماني (ق 5هـ) الذي يحتوي على واحد وسبعين مجلّدا، وأخرى من قاموس الشّريعة لجميل بن خميس السّعدي[7] الذي يحتوي على اثنين وتسعين مجلّدا.

أهمّ مؤلّفاته:

يقول الشّيخ أبو إسحاق طفيّش في تقديمه للذّهب الخالص: «إنّ استيفاء الكلام على تآليفه وتعدادها لا يفي به مجلّد، فقد سلكنا في تاريخنا له طريقة ذكر الكتاب في حرفه، مع إيراد خطبته وذكر شيء عنه يتصوّره به القارئ، عسى الله أن يساعدني على إتمامه وإبرازه إلى عالم المطبوعات. ولا بأس أن نذكر الفنون التي كتب فيها، وإليك:

الأخلاق، الأصول، البلاغة، التّفسير، التّجويد، التّوحيد، التّاريخ، الجبر، الحديث، الحساب، الرّسم السّير، الطّب، الصّرف، العروض والقافية، الفقه، الفلك، الفلاحة، الفرائض، الفلسفة، اللّغة، مصطلح الحديث، المنطق، النّحو، الوعظ»[8].

أوّلا- التفسير:

1- (هميان الزاد إلى دار المعاد)، انتهى من تأليفه وعمره خمس وأربعون سنة، وذلك عام 1283هـ. طبع في زنجبار سنة 1305هـ/1888م في أربعة عشر مجلدا.

2- (داعي العمل ليوم الأمل).

3- (تيسير التفسير)، تمّ طبعه بالجزائر في رجب 1326هـ/1908م، في ستة أجزاء، أعيد طبعه بتحقيق الشيخ إبراهيم طلاي من 1996 إلى 2003، في سبعة عشر جزءا.

ثانيا- التجويد:

1- (جامع حرف ورش)، طبع عام 1325هـ/1907م.

2- (تلقين التالي لآيات المتعالي): شرح (جامع حرف ورش).

ثالثا- الحديث والسيرة النبوية:

1- (ترتيب ترتيب الجامع الصحيح)، طبع بالجزائر عام 1326هـ/1908م.

2- (وفاء الضمانة بأداء الأمانة)، في ثلاثة مجلدات. طبع الجزء الأوّل بالمطبعة البارونية بالقاهرة عام 1306هـ/ 1889م، والجزء الثاني بمطبعة الأزهار البارونية بالقاهرة عام 1325هـ/1907م، والجزء الثالث عام 1326هـ/1908م.

3- (جامع الشمل في حديث خير الرسل)، طبع بالبارونية عام 1304هـ/1887م.

4- (السيرة الجامعة من المعجزات اللامعة)، طبع بالمطبعة السلفية بالقاهرة عام 1344هـ/1926م.

5- (الغسول من أسماء الرسول)، طبع سنة 1319هـ/1902م.

6- (شرح نونية المديح).

رابعا- التوحيد وعلم الكلام:

1- (شرح عقيدة التوحيد) لأبي حفص عمرو بن جميع[9]، : طبع في الجزائر عام 1326هـ/1908م.

2- (حاشية الموجز) لأبي عمار عبد الكافي.

3- (حاشية شرح النونية): النونية لأبي نصر فتح بن نوح وشرحها لعمرو بن رمضان التلاتي.

4- (شرح أصول تِبْغُورِينْ).

5- (فتح الباب للطلاب بإذن الملك الوهاب): شرح (معالم الدين) لعبد العزيز الثميني. توفي ولم يشرح منه إلّا يسيرا.

6- (الحجة في بيان المحجة في توحيد بلا تقليد)، طبع عام 1302هـ/1885م.

7- (عدم الرؤية وإدحاض مذهب أهل الفرية).

8- (حاشية القناطر) للشيخ إسماعيل الجيطالي، تقع في جزأين.

9- (ردّ الشرود إلى الحوض المورود)، طبع عام 1320هـ/1902م.

10- (إزهاق الباطل بالعلم الهاطل): ردّ على كتاب حَمَّى الطاهر، طبع عام 1317هـ/1900م.

11- (الجُنة في وصف الجنة): شرح (القصيدة العبيرية في وصف الجنة) لأبي عبد الله محمّد الكندي، طبع بالقاهرة عام 1321هـ/1903م.

12- (إزالة الاعتراض عن مُحِقِّي آل إباض)، طبع عام 1314هـ/1897م.

13(الذخر الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى)، طبع عام 1326هـ/1908م.

14- (تقريرات على حاشية الديانات) للسدويكشي وتتمتها للمصعبي.

15- (الرد على الصفرية والأزارقة): جواب لبعض علماء عُمان، طبع عام 1314هـ/1897 بمصر.

16- (إن لم تعرف الإباضية ياعقبي)، طبع بتونس عام 1321هـ/1903م.

17- (قذى العين على أهل الغين): رد على الأنكليزي الطاعن في الدين، طبع بتونس عام 1321هـ/1903م.

خامسا- الفقه وأصوله:

1-                             (فتح الله): شرح شرح مختصر العدل والإنصاف. (العدل والإنصاف) لأبي يعقوب يوسف الوارجلاني. اختصره ثمّ شرحه أبو العباس أحمد بن سعيد الشماخي.

2-   (شرح الدعائم الموسع): (الدعائم) ديوان نظم لابن النضر العماني[10]. بدأ شرحه الشيخ الحاج يوسف بن حمو وأتمّ القطب شرح الباقي.

3- (شرح الدعائم المختصر)، بطلب من بعض النفوسيين، طبع في جزأين عام 1326هـ/1908م.

4- (الجامع الصغير): جامع (الوضع) و(الحاشية) في ثلاثة أجزاء. (الوضع) لأبي زكرياء يحي بن الخير الجناوني، و(الحاشية) لأبي عبد الله محمّد بن عمر بن أبي ستة. ألّفه في منفاه ببونورة بين 1287هـ و1289هـ، طبع بالبارونية بالقاهرة عام 1306هـ/1889م.

5- (شامل الأصل والفرع)، طبع في جزأين بالسلفية في القاهرة عام 1348هـ/1930م.

6- (شرح كتاب النيل وشفاء العليل) لعبد العزيز الثمني، بطلب من الشيخ قاسم الجربي، صاحب (اللؤلؤة) وشرحها. شرحه شرحا مطولا أوّل مرّة ولم يتمّه. ثمّ شرحه ثانية في عشرة مجلدات، طبعت أجزاؤه السبعة الأولى بالبارونية سنة 1306هـ/1889م، وأكمل طبع الثلاثة الباقية الشيخ أبو إسحاق سنة 1343هـ/1925م بالسلفية في القاهرة.

7- (الذهب الخالص المنوه بالعلم القالص): اختصر فيه (قواعد الإسلام) للجيطالي وحاشيته لأبي عبد الله محمّد بن أبي ستة. طبع في القاهرة عام 1343هـ/1925م.

8- (حي على الفلاح): شرح باب الصلاة من كتاب (الإيضاح) لأبي ساكن عامر الشماخي. يقع في ستة أجزاء.

9- (ترتيب المدونة الكبرى) لأبي غانم الخرساني[11]، يقع في جزأين.

10- (حاشية أبي مسألة) لأبي العباس أحمد بن محمّد بن بكر.

11- (حاشية السؤالات) لأبي عمرو عثمان بن خليفة المارغني[12].

12- (تفقيه الغامر بترتيب لقط موسى بن عامر)، بطلب من الشيخ الحاج سليمان، عام 1267هـ/1851م. طبع بالجزائر عام 1319هـ/1901م.

13- (حاشية شرح الرائية في الصلاة): (الرائية) لأبي نصر فتح بن نوح وشرحها لعمرو بن رمضان التلاتي.

14- (القنوان الدانية في مسألة الديوان العانية)، طبع عام 1314هـ/1897م.

15- (أساس الطاعات والنيات لجميع العبادات)، طبع عام 1314هـ/1897م.

16- (تحفة أهل بريان): في الفرائض. ألّفه في بريان. طبع بتونس عام 1344هـ/1926م.

17- (التوأم): في الفرائض. ألّفه عام 1272هـ/1856م. طبع بتونس عام 1344هـ/1926م.

18-(حكم الدخان والسعوط): رسالة إلى عبد القادر المجاوي المالكي. طبع عام 1326هـ/1908م.

19- (حكم بلل أهل الكتاب وغيرهم من أهل الشرك): جواب لبعض علماء المالكية. طبع عام 1326هـ/1908م.

20- (البرهان الجلي في الردّ على الجربي علي): في شأن رؤية الجن. طبع عام 1326هـ/1908م.

21- (جواب أهل زوارة)، طبع عام 1325هـ/1907م.

22- (ترتيب نوازل نفوسة): مجموعة أجوبة ورسائل لبعض أئمة الإباضية.

23- (تقريرات على كتاب المعلقات).

24- (مسائل السِّيَرْ): اختصار للمسائل الفقهية من كتاب (سير المشايخ) لأبي العباس أحمد بن سعيد الشماخي.

25- (ترتيب كتاب اللُّقَطْ) لعمرو بن رمضان التلاتي.

26- (ترتيب المعلقات).

27- (حاشية على جواب ابن خلفان العماني) على أسئلة عمر بن يوسف اليزقني.

28- (كشف الكرب).

29- (إباحة معاملة الكارطة بلا ربا ولا فارطة).

30-حاشية على جواب ابن خلفان للعبادي.

سادسا- اللغة العربية وعلومها:

1- (قصيدة الغريب): نظم (المغني) لابن هشام، أرجوزة تحتوي على نحو خمسة آلاف بيت في النحو، وهو أوّل تأليف القطب.

2- (معتمد الصواب): شرح شواهد قواعد الإعراب.

3-حاشية أولى على شرح أبي القاسم الداوي على (الأجرومية).

4-حاشية ثانية على شرح أبي القاسم الداوي على (الأجرومية).

5- (تخليص العاني من ربقة جهل المثاني): في البلاغة.

6- (بيان البيان): في علم البيان.

7- (ربيع البديع): في علم البديع.

8- (إيضاح الدليل إلى علم الخليل): حاشية على شرح (الخزرجية) في علم العروض.

9- (الرسم في تعليم الخط)، ألّفه في المسجد الحرام. طبع بالسلفية عام 1349هـ/1931م.

10- (مختصر ثان في علم الخط): شرح لما في (جمع الجوامع) للسيوطي مّما يختص بالخط.

11-شرح شرح أبي سليمان داود التلاتي على (الأجرومية).

12- (تسهيل الاجتهاد في تفسير أشعار الاستشهاد): شرح شواهد ثلاثة شروح على (الأجرومية)، الأوّل لأبي سليمان داود التلاتي، والثاني لأبي القاسم يحي الداودي ، والثالث للشريف محمّد الحسيني.

13- (حاشية على شرح المرادي على الألفية).

14- (المسائل التحقيقية في بيان التحفة الأجرومية).

15- (شرح شرح الاستعارات) لعصام الدين.

16- (الانشراح في بيان شواهد التلخيص والمفتاح).

17- (الكافي في التصريف).

18- (شرح لامية الأفعال) لابن مالك.

19- (شرح شواهد القزويني).

20- (شرح شواهد الوضع) لأبي زكرياء يحي بن الخير الجناوني.

سابعا- التاريخ:

1- (كشف الغمة): شرح (لامية ابن النضر العماني) في جزأين.

2- (الإمكان فيما جاز أن يكون أو كان)، طبع عام 1304هـ/1887م.

3- (الرسالة الشافية في بعض تواريخ أهل وادي ميزاب): أَلّفها بطلب من وزارة التعليم الفرنسية، قدّمه مَاسْكُورِي عام 1876. طبعت عام 1299هـ/1882م. ترجم جزءا منها إلى الفرنسية بْيَرْ كُوِبيرْلِي[13] عام 1971.

4- (رسالة موسعة في تاريخ وادي ميزاب)، طبعت عام 1351هـ/1932م.

ثامنا- الفلك والحساب:

1- (مطلع الملك في فن الفلك) أو (مسلك الفلك): شرح للرسالة (الفتحية في الأعمال الجيبية) لبسط المارديني.

2- (شرح القلصادي): شرح (كشف الأسرار عن علم حروف الغبار) في الحساب.

تاسعا- المنطق:

1- (إيضاح المنطق في بلاد المشرق).

2- (شرح سلم الأخضري).

3- (شرح رسالة الوضع) لعضد الدين الإيجي.

عاشرا- فنون مختلفة:

1ـ (تحفة الحِب في أصل الطب)، طبع بالبارونية عام 1304هـ/1887م.

2ـ (النحلة في غرس النخلة).

3ـ (شرح مخمسة أبي نصر) في الأخلاق.

4ـ (خطبتا العيدين).

5ـ (أجور الشهور على مرور الدهور)، طبع بالجزائر عام 1299هـ/1882م.

6ـ (إطالة الأجور وإزالة الفجور)، طبع عام 1314هـ/1897م.

 7ـ (العمارة) أو (مختصر في عمارة الأرض).

8ـ (شرح لغز الماء)، طبع بالجزائر عام 1351هـ/1932م.

9ـ (القصيدة الحجازية) في رحلته الثانية.

10ـ (مجموع قصائد في المدح والوعظ)، طبع عام 1314هـ/1897م.

11ـ (تفسير ألغاز)، طبع عام 1306هـ/1889م.

12ـ (جواب مشايخ مكة)، طبع بالجزائر عام 1301هـ.

13ـ (جواب في المعاملات)، طبع عام 1306هـ/1889م.

14ـ (البائية): قصيدة حول أوضاع عصر القطب.

15ـ (ترتيب تحفة الأديب وتخصيب القلب الجديب) لعمرو بن رمضان التلاتي.

16ـ (خطبة لأهل نفوسة).

17- (مرشاد المستنكح ومرصاد المستفتح).

18- (حاشية المنصف في نفي تأويل المعرف).

19-نونية: فيها ذكريات عن رحلته إلى الحجاز، مطبوعة.

20-قصيدة فيها ذكريات عن بلدته ومقارنتها بمصر، مطبوعة.

النّضال السيّاسي للقطب:

     يقول الشّيخ أبو إسحاق: «ومن أعماله الجليلة استماتته في سبيل الذّود عن شرف الوطن عند دخول الحملة الفرنسوية سنة 1299هـ/1882م، لا بقوّة الحراب ولكن بقوّة الحجّة والحق. ولقد رأيت له عدّة احتجاجات إلى رؤساء الحكومة الفرنسوية ضدّ ما يرتكب من العسف والحيف مع المسلمين بالقطر الجزائري. وله حرص شديد على إقامة شعائر الدّين والمحافظة على سير السّلف الصّالح ومقاومة الأمّية»[14].

   هو الذي قاد المقاومة ضدّ الجنرال دُوسُونِيسْ عندما اكترى الآباء البيض دارا في بني يزقن، فأمر بسدّ بابها إن هم باتوا فيها. ولمّا حاول المستعمر هدم الجامع الكبير بالعاصمة كتب القطب رسالة احتجاج إلى الوالي العام يحذّره فيها من الاقتراب إلى بيوت الله.

   سجنه النقيب هَارْتْ مَايَرْ في نوفمبر 1882م، هو وابنه الحاج يوسف، يوما كاملا في معسكره، عند وصوله إلى مزاب، بأمر من الوالي العام، ليقنع العزابة بعدم جدوى مقاومتهم للإلحاق.

   عام 1911، وفد إليه مبعوثون من إباضية جبل نفوسة، إثر تقدّم القوّات الإيطالية في ليبيا[15]. وعندما احتلّت إيطاليا ليبيا عام 1912م، قام بتحريض المواطنين لجمع الأموال والأسلحة لمساعدة الوطنيين اللّيبيين.

   لم يكن يعتبر مزاب كلّ وطنه، بل كان مجال اهتمامه هو كلّ بلاد الإسلام، وكان دوما يدعو بالنّصر للدّولة العثمانية، ويقول لطلبته: «إنّ الدّولة التّركية قد قامت بفرض الكفاية للخلافة الإسلامية»

  كان يتابع باهتمام كبير أخبار تركيا التي كانت في حرب مع الدّول الغربية.

   كانت له مراسلات مع السّلطان العثماني عبد الحميد الثّاني[16]. منها مراسلته قبل الإطاحة به في 24 جويلية 1908م، في شأن الشّيخ سليمان باشا الباروني[17]. ذلك أنّه بعدما أتّم دراسته على القطب عزم على الجهاد بسيفه وقلمه، فرجع من مزاب إلى طرابلس. فلم يكد يصلها حتّى سبقته وشايات إلى الباب العالي بتركيا، من بعض منافسيه المغرضين، فأصبح رهن التّحقيقات في السّجون. اتّهم بأنّه ضد الدّولة العثمانية ويعمل لفائدة دولة أجنبية. بفضل تدخّل القطب قرّرت محكمة الاستئناف براءته[18].

     كان يعزّ عليه أن يهضم حقّ شعب إسلامي، ويسلب حرّيته، أو يناله أدنى ضيم، كثير الدّعاء بالنّصر للأمّة الإسلامية على من يناوئها، شديد الرّغبة في وجود الجامعة الإسلامية.

     يقول الشّيخ أبو إسحاق: «كثيرا ما نسمع منه في الدّرس قبل وفاته بقليل يقول بتأثير شديد جدا: «كاد ينقلب العالم ويحدث هول عظيم» يكرّر ذلك ويقول: «إنّه على الأبواب وكأنّه غدا» ولم تمض أشهر بعد وفاته حتّى اشتعلت الحرب العظمى»[19].

     نقل عن الشّيخ أبي إسحاق أنّ القطب كان من السّبعة المقتولين بالسّم في سنة 1914، خوفا من قيامهم بما يقلق أمن الدّولة الفرنسية أثناء الحرب العالمية الأولى، وأنّه مات بتأثير السّم بعد أسبوع[20].

توفّي في 23 ربيع الثّاني 1332هـ/21 مارس 1914م ببني يزقن، عن عمر يناهز ستا وتسعين سنة.

------------------------------------

[2]-سعيد بن علي بن تَعَارِيتْ (1289هـ - 1355هـ/1872م - 1936م) ولد ونشأ بجربة، أدخله والده جامع الزّيتونة سنة 1889م، فقضى به ستّ سنوات، وتخرّج بشهادة التّطويع سنة 1312هـ/1894م. رجع إلى جربة فبقي سنة يعمل في الإشهاد لكتابة العقود، ثّم رحل إلى يفرن بجبل نفوسة سنة 1314هـ/1896م، فأخذ عن شيخه عبد الله الباروني، وهناك ألّف كتاب المسلك المحمود في معرفة الرّدود. ومن هنالك رحل إلى وادي مزاب عام 1316هـ/1898م حيث مكث ثمانية أشهر يحضر دروس شيخه امحمّد طفيش، ويساعده في التّدريس. رجع إلى جربة سنة 1317هـ/1899م، حيث استقرّ للوعظ والتّدريس والإشهاد، وظلّ يتردّد على تونس من حين لآخر.

[3]- EMILE MASQUERAY (1843-1894).

[4]- CAMBON (Jules) : Gouverneur Général du 18 avril 1891 au 28 septembre 1897.

[5]-زنجبار: جزيرة في المحيط الهندي، قريبة من الشّاطئ الشّرقي لإفريقيا، كان يسكنها عام 1972م، 170.500 نسمة، عاصمتها مدينة زنجبار، بها 57.900 نسمة. أهمّ منتجاتها القرنفل. كانت منذ 1890م تحت الحماية البريطانية، واستقلّت عام 1963م، واتّحدت مع طانجانيقا عام 1964م لتشكّلا معا دولة طانزانيا. كانت زنجبار مع جزائر بمبا وما فيه ولامو والسّواحل الشّرقية المقابلة لها مملكة عربية أسّسها ملوك عمان سنة 1856، منفصلة عن مسقط، بعد أن كانت مستعمرات لعمان منذ قرون. فوضعت إنكلترا وألمانيا وإيطاليا أيديها على هذه الجزر والسّواحل. ومن 1885 إلى 1893 تّم التّقسيم على أن يكون لإنكلترا سلطنة زنجبار التي هي عبارة عن جزيرتي زنجبار وبمبا وما يقابلها من السّواحل من أوانغا إلى كيسمايو.

وخاتمة سلاطين زنجبار اسما وفعلا كان السيّد برغش بن سعيد، تولّى الأمر في 7 أكتوبر 1870، وبقي في الملك إلى أن توفّي في 7 مارس 1888. وكان برغش متوقّد الذّهن عالي الهمّة، وكان من أشدّ النّاس عداوة للأوروبيين الذين كانت لا تخفى عليه مقاصدهم. ومن بعده لم يبق للعرب من سلطنة في تلك الجزائر الخصيبة والسّواحل الطّويلة العريضة إلاّ بالاسم.

[6]- LA Palme Académique.

[7]-جميل بن خميس السّعدي من علماء الإباضية بعمان، (ق13هـ/19م).

[8]-الذّهب الخالص، التّقديم، ز.

[9]-أحمد بن سليمان بن النضر العماني (ق5هـ/11م): تبحر في العلم منذ صغره، قتل وهو ابن خمس وثلاثين سنة، وجمع قصائده في العقيدة والفقه محمّد بن وصاف العماني، وسمي الديوان: كتاب الدعائم، وشرحه، كما شرحه بعد ذلك البرادي، ووسمه بشفاء الحائم على بعض الدعائم. كما شرحه الشيخ طفيش قطب الأئمة.

[10]-أبو غانم بشر بن غانم الخراساني: درس بالبصرة وأخذ عن تلاميذ أبي عبيدة (ق2هـ/8م) وعنهم دوّن كتبه، وأهمّها (المدونة) التي دوّن فيها أقوال تلاميذ أبي عبيدة في الفقه ورواياتهم واختلافهم. وقد رحل في أواخر القرن الثاني الهجري إلى تاهرت، مارا بجبل نفوسة، ورويت عنه المدونة في تاهرت، ونسخها عمروس بن فتح في جبل نفوسة.

[11]-أبو عمرو عثمان بن خليفة السوفي (ق6هـ/12م): من وادي سوف، ولد قبل 471هـ/1078م، لأنّه حضر مجالس أبي ربيع سليمان بن يخلف المزاتي، وهو كثير الرواية عن أبي زكرياء يحي بن أبي بكر، صاحب كتاب السيرة وأخبار الأئمة، وكذلك عن أبي العباس أحمد بن محمد بن بكر. رحل إلى وارجلان وإلى بلاد الجريد وإلى طرابلس. من مؤلفاته: كتاب السؤالات، وقد نسب الكتاب لغيره أيضا، ورسالة مختصرة في فرق الإباضية.

[12]-أبوحفص عمرو بن جُميع: من علماء النصف الثاني من القرن السابع الهجري، درس على أحمد الدرجيني صاحب الطبقات، ثّم صار كبير المدرسين بجامع تفروجين. إليه تنسب العقيدة التي كانت بالبربرية، فأبدلها بلسان العربية.

[13]- PIERRE CUPERLY

[14]-الذّهب الخالص، التّقديم، و.

[15]- .C.GRSOOMANN : Le Réformisme Ibadite, 11

[16]-السّلطان عبد الحميد الثّاني(1876م -1908م).

[17]-سليمان باشا الباروني: ولد سنة 1287هـ/1870م بجادو بجبل نفوسة. تلقّى العلم في تونس ثمّ في الأزهر ثمّ في مزاب على قطب الأئمّة. انتخب عضوا في مجلس الأمّة العثماني، ثمّ فاجأته إيطاليا بحرب طرابلس سنة 1911- 1912م، فخاض غمارها إلى أن انتهت باحتلال طرابلس تحت مؤامرات المرتشين من أبنائها، وعاد إلى استنبول فكافأته الدّولة العثمانية، وعيّن عضوا في مجلس الأعيان العثماني، فلبث فيه إلى الانقلاب التّركي في عهد مصطفى كمال سنة 1919.

في جوان 1914، أي ثلاثة أشهر بعد وفاة القطب، عقد زيارة إلى مزاب.

حقّق استقلال ليبيا فكان رئيس الجمهورية اللّيبية، ثمّ حمله طموحه بعد أن تغلّب عليه العدوان الإيطالي والأضداد إلى عمان، فكان الوزير الأعظم في إمامة عمان.

توفّي في بمباي بالهند يوم 23 ربيع الأوّل 1359هـ/01 ماي 1940م.

[18]-حمّو عيسى النّوري: دور المزابيين، الجزء الأوّل، 325.

[19]-الذّهب الخالص، التّقديم، د.

[20]-حمّو عيسى النّوري: المصدر السابق، 326.

كاسي وصالح عبد الوهاب بن بابهون

الشاعر كاسي وصالح عبد الوهاب بن بابهون بن سليمان من مواليد بريان في الثالث عشر شتنبر 1979 نشأ في احضان اسرة متواضعة، كانت سنواته التعليم الابتدائية بمدرسة الأمير عبد القادر ثم المتوسط بمتوسطة حي امداغ . منذ صغره انظم الى مجموعة براعم الفتح المتفرعة من مجموعة الحان الفتح الثقافية التى التحق بها سنة 1990 . مارس المسرح و الانشاد ومختلف الانشطة الثقافية بدار عشيرته ات نشاشبة و ات يونس. من خلال احتكاكه بالجمعيات الثقافية ابدى اهتمامه بالأدب المزابي وشارك بقصائده المفعمة بحب الوطن و الدعوة الى التمسك بالقيم .

له اسهامات متنوعة و اعمال مشتركة مع بعض الشعراء .

ئلّيوَنْ ن وسيرم 

اسيرم

ئمعدار 

درجاز أسو تليد بوكراع سعيد كاسي وصالح عبد الوهاب

 

المرجع : : انثولوجيا الأدب المزابي ⵉⴷⵓⵔⵔⴰⵏ ⵏ ⵜⵙⴻⴽⵍⴰ ⵜⵓⵎⵥⴰⴱⵜ‎

كتابات أدبية عن المرأة المزابية

كتابات أدبية عن المرأة المزابية

هيئة حلقة العزَّابة تِمْسِرِدِينْ

المرأة المزابية كانت مهيكلة في أوَّل هيئة نسائية في العالم الاسلامي، تشارك الرجل في تنظيم الحياة الاجتماعية في الوسط النسوي، وتقوم بالتوجيه الدعوي فيه، إضافة إلى الشعائر الدينية الخاصة بالنساء، وذلك في إطار هيئة حلقة العزَّابة تِمْسِرِدِينْ

مزابية  ضمن  مائة شخصية مؤثرة

سجَّلت أسفار التاريخ العالمي امرأة مزابية في القرن العشرين الميلادي، ضمن قائمة من مائة شخصية كان لها أثر بارز في الحياة الانسانية، إنَّها السيِّدة مامة بنت سليمان بابَّــاز رحمها الله

مزابية مترجمة فرنسي عربي

وكانت امرأة مزابية في أيّــام قطب الأئمة الشيخ أطفيَّش الذي توفِّي سنة 1914م (رحمه الله)، تترجم له البريد الذي يرد إليه باللغة الفرنسية، يعني أنَّها كانت مزدوجة الثقافة، وتحادث وتناقش وتحاور شيخا من مقام قطب الأئمَّة، إنها المرحومة: مريم بليدي رحمها الله.

مزابية المثقفة

يسجّل التاريخ العديد من النساء زوجات علماء ومشائخ، متعلِّمات ومثقفات ثقافة تجعل منهن قارئات وكاتبات قديرات للمشائخ أزواجِهنَّ.

المزابية المؤلفة

وفي السبعينيات من القرن الماضي، صدر لكاتبة مزابية كتابا عن: الحياة الاجتماعية للمرأة المزابية، إنَّها الأستاذة: عائشة دادي عدُّون أطال الله عمرها.

المزابية في المجلس الشعبي البلدي

وفي السبعينيات من القرن الماضي أيضا، خاضت امرأة مزابية الانتخابات البلدية، ونجحت فيها، فأصبحت عضوة في المجلس الشعبي البلدي، وخاضت معارك سياسية مشهودة تدافع خلالها عن حقوق المواطنين، خاصة في تلك الفترة، أيّــام تأميمات الثورة الزراعية الظالمة. إنَّها الكاتبة آنفة الذكر الأستاذة: عائشة دادي عدُّون (حفظها الله).

المزابية طالبة في مدارج الجامعات

وفي بداية الألفية الثالثة، نجد أسرابا وأفواجا من الفتيات والشابات والنساء، لهنَّ حضور متميِّز بارز في عدَّة ميادين، طالبات في مدارج الجامعات، خاصَّة بعد افتتاح جامعة القطب بغرداية، طبيبات من عدَّة تخصُّصات، صيدليات، وقابلات، وأستاذات في كلِّ المستويات، ومؤلِّفات وكاتبات، ومحاميات، وصحفيات، ومنشطات إعلاميات،....إلى غير ذلك من التخصُّصات.

المزابية في الجمعيات

وجود الكثير من الجمعيات الخاصَّة بالمرأة المزابية، تؤطِّرها وتجمع شملها وتوحِّد كلمتها، وتنظِّم نشاطها، في مختلف الميادين والنشاطات، من الدعوة، إلى التعليم، إلى الثقافة، إلى الرياضة...

بقلم الأستاذ الواهج يوسف

كلمة إلى المرأة المعلِّمة

كلمة إلى المرأة المعلِّمة

Icon 07

كلُّ ما يقال للرجل المعلِّم، نقوله للمرأة المعلِّمة، فنذكِّرها أنَّها تحمل رسالة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وهي رسالة التربية والتعليم، ونشر الخير والفضيلة، كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إنَّما بعثتُ معلِّما“.

وهي أيضا أشرف مهنة ورسالة ومهمَّة أو حرفة في الوجود على الاطلاق، وليس بين الخلقِ كلِّهم بعد الأنبياء والرسل أشرف وأنبل من المعلِّم أو المعلِّمة المخلصة الأمينة:

أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي منَ الذي يبني ويَنشِئُ أنفُسا وعُقولا

غير أنَّني أودُّ أن أضيفَ همسة إلى المرأة المزابية المعلِّمة، في كلمة خاصَّة، لخصوصيتها، وخصوصية المجتمع الذي تنتمي إليه، وخصوصية الرسالة التي تحملها.

فالمعلِّمة المزابية، تحمل على عاتقها عندما تنبري إلى ميدان التعليم، ثلاث مسؤوليات ذاتِ أهمِّية قصوى، وأثر بالغ في المجتمع، وعلى الأجيال التي بين أيديها.

فأولى هذه المسؤوليات: مسؤولية التربية والتعليم، وتوصيل المعلومة إلى الطفل، بصدق وأمانة وإخلاص، وفق المنهج التربوي الوطني العام.

وثاني هذه المسؤوليات: مسؤولية المثالية والكمال، لتكون قدوة لطلاَّبها وطالباتها، وسفيرة وممثِّلة شريفة مشرِّفة لأمَّتها ومجتمعها، ومشجِّعة للآباء والأمَّهات وولاة الأمور، لفسح المجال وفتح أبواب هذا الميدان للمتخرِّجات من التعليم، والطاقات الفتيَّة لأداء دورهنَّ في المجتمع، خاصَّة والأمَّة في هذه الظروف في حاجة ماسَّة إلى الطاقم التربوي الكفء علما وخلُقا وتربية ومهنية واحترافية.

وثالث هذه المسؤوليات: مسؤولية المحافظة على الشخصية المزابية الجزائرية، ثقافةً ولغةً وعقيدةً وتراثا، بغرس القيم النبيلة والأخلاق السامية والمثُل العليا، في الفتى والفتاة المزابيين خصوصا؛ لأنَّ المرأة فطرةً هي الوعاء الأمين لتراث وعادات وقيم الأمم.

بقلم: يوسف بن يحي الواهج

 

ماما بنت سليمان تنعزامت نوغلان

c 7توني دقت تمطوت تسجل اسمس امزروي نالاسلام سون اتخدم تمدورتس توني دقت ستماطات نغزر نلمزاب اسبلنت اماننسات اوخدام نالدين .

ماما بنت سليمان تلولد اسقس 1830م 1280ه اغرم نتغردايت تتشرد اماسنقت تواشولت تطف تصرت نيوش امقران تطف دالدينس تبدى اعزامس اغربازن نتوات ال تعرض القران تبي يغلب نالعلوم نالشريعة داللغة دالنحو تعزمالمؤلفات نالشيخ طفيش دقناطير الخيرات دالسيرة نوسر نيوش امقران سوفوس نمناو انعزمان امقرانن انا الشيخ بابكر بن مسعود دالشيخ بهون بن موسى الشيخ الحاج بكيربن عمر دمناو اضضنين.

تسقضع العمرس اماس نوعزام دولماد ترزم تدارتس اوسلماد دسحفظ نالقرانامزانان دسلمد نالعقيدة اش اسبي اتسدج مناو اجرون يد تماطات اواعظ دسلمدنسانت لمور نالديننسات.
توتف ترباعت نتمسردين تغردايت اسقس 1324 ه تطف المسؤولية نونهى فالمنكر مع احسس نالعالم نتسادنان اويجور ابريد نيوش امقران مع احارب نالجهل دقاع ابسون الان تخالافان الدين دالشرع تمصالح جار مدان جار تواشولين تدولد دقت ستنعزامين تزعلاك اغرم نتغردايت اتوشوار اش تتشلت فمناو لمور نالدنت دالاخرة سالخبرة اتب تمدورتس مع اطبق نلوامر نتمجيدا فون اعنان لعراس دلهراجات اضران اغلان جار تسادنان.

توغ تشلان غفس دكل بيلا شرى دالواسطة جار اعزبان دالمجتمع نتماطات اموني سومعاون يد مناو تنمرين تضضنتين اسبلنت اماننسات اوخدام نالدين دالامة.

اند الشيخ ابراهيم القاريدي اقت ستكرداونس ‘ تجبى ماما بنت سليمان فقن وجرو ايزعلك نتسادنان مفهامنت دس ابدي دوعاون نمجاهدان ضد فرنسامع اقاطع قاع السلعي نفرنسامع اعاقب اش حد اخالف لوامر نتمجيدا اموني سوكليس البراءة نمسلمان. وني دقن سالمواقف نماما بنت سليمان تمدورتس ضد الاستعمار .

اماشي اترس قاع لكتوبس دون تكسب الحبوس باش ادستنفع سس حد وضضن ترني تواصى بعد تماتانتس اسغى نقت تدارت اماس نوغرم توسبلب دلحبوس اتمجيدا اوعزام دسلمد دولماد دقت الصدقة جارية اتقم تخدم غفس ال اقدى نالدنت اويت يوش امقران دالامانة اسن 29 درمضان اسقس 1349ه 1893م اموني بعد اتعزم الخطبة نالعيد اسن امزار نشوال.

ماما بنت سليمان دقن المثال نمناوت تسادنان تضضنتين الانت غال اماروا اغلان تعافرنت دجاهدنت اوسوض نالعلم دالدين بالخصوص اماس نتسادنان الانت لاش غرسنت انشان انورجاز اغلان.

مامة بنت سليمان واحدة من 12 امرأة اشتهرن بمواقف بطولية في العالم

تغردايت الشيخ باعلي واعمرنشر فيالشعبيوم 12 - 09 - 2014

مامة نسليمان مواقف بطولية

c 7

مامة بنت سليمان واحدة من 12 امرأة اشتهرن بمواقف بطولية في العالم 

القيادية ماما ن سليمان أفردت لها الكاتبة البلجيكية إيميلي ماري غواشون كتاب الحياة الانثوية(النسوية)في مژاب.

LA VIE FEMININE AU MZAB ÉTUDE DE SOCIOLOGIE MUSULMANE 

Amélie Marie  GOICHON

PRÉFACE DE WILLIAM MARÇAIS 

رابط تحميل الكتاب  Pdf

 الجزء الأول 

 الجزء الثاني

رابط تحميل الكتاب  Text

 الجزء الأول 

 الجزء الثاني

 

c 7زعيمة وعالمة من عشيرة أولاد يونس بغرداية

باباز مامة بنت سليمان بن ابراهيم” - بَبَّاز: ينطق بالتفخيم-ولدت خلال سنة (1208هـ/1863م). أخرجها الله إلى الوجود في مدينة “غرداية”، وأسلم الباري روحها إليه (1350هـ/1931م). نشأت في جو عائلي مؤمن محافظ ومتفتِّح، وتربَّت تربية إسلامية رفيعة شأن اهتمام العائلات الإباضية المتشبِّثة بإيمانها وعقيدتها وعاداتها وتقاليدها الإسلامية الصحيحة. تعلَّمت القراءة والكتابة بإتقان.

حفظت نصف القرءان الكريم عن ظهر القلب، فهي شغوفة بتعلُّم دينها وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين والمجاهدات المسلمات العفيفات الطاهرات وعلوم الشريعة ومبادئ اللغة العربية ونحوها وصرفها ومبادئ المذهب الإباضي وعقائده وفقهه. حفظت عقيدة التوحيد وحفظتها وعلمتها.

تأثرت بالمؤلفات الإباضية فدرستها فكانت لها نبراسا تستضيء بها وتنوِّر غيرها في المجامع والحلقات.. فصيحة باللسان العربي المبين واللهجة البربرية والكتابة بها، شيوخها كثيرون منهم: الشيخ “الحاج بابكر مسعود القاضي”، والشيخ “بهون بن موسى” والشيخ “باحماني المليكي” والشيخ “أحمد دادي واعمر” وعن زوجها الشيخ “يعقوب الغرناوت” وابنها “الحاج بكير بن عمر موسى واعلي

 أخذت مبادئ الفقه واللغة عند الحاج بحماني المليكي، وعند بوهون أوموسى، ، أكملت دراستها على يد زوجها الأوَّل يعقوب عرنوث، وكانت تعتمد على مؤلَّفات القطب امحمَّد ابن يوسف اطفيش في الإفتاء.

ومن نشاطاتها العلمية تنظيمها لدروس أسبوعية، وأحياناً تنظِّم درسا إلى ثلاثة في الأسبوع، تفسِّر فيها أحكام الدين ومعاني القرآن الكريم باللغة الميزابية للنساء.

ولها مراسلات عديدة مع الشيوخ العلماء.

c 7يقول عنها الشيخ أبو اليقظان في كتابه «فذات الإباضيات»: «قمر تدور حول فلكه نجوم ثواقب في سماء غرداية، مصدر العلم والنور والمعرفة... قلعة الأمر والنهي، رهيبة ترتعد منها فرائس العصاة والفسَّاق».وقد اعتبرها صاحب كتاب ثورات النساء في الإسلام: واحدة من اثنتي عشرة امرأة اشتهرن بمواقف بطولية في العالم

اهتمت بمناصرة مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أينما حلَّت وارتحلت، وتطبيق مبدأ الولاية والبراءة دون خوف أو وجل ولا تخاف في الله لومة لائم، اهتمت بإصلاح ذات البين، يستشيرها “العزاية” والأعيان ويحاورونها في المسائل الدينية والاجتماعية والثقافية من وراء حجاب، لها أعوان من النساء في غرداية وقرى الوادي يسترشدن بها ويطبقن تعاليمها ويحاربن الفساد والجمود، انتهجت طريقة الكفاح السلمي ضد الاستعمار الفرنسي لما غزا ميزاب بجيوشه (1882) ومقاطعة المنتوجات الفرنسية وتشجيع الصوف ونسج الملابس الصوفية فكانت أسبق من “غاندي” في الكفاح السلبي.

فجهادها في الحقل الاجتماعي والسياسي و الاقتصادي ثري ومتنوع، لم تبخل بما لديها لخدمة الإسلام والمجتمع دفاعا عنهما يتفان وإخلاص، وبكل ما أوتيت من قوة، مستغلة مواهبها وعلمها وأوقاتها من أجل ذلك. متفانية في تعليم المجتمع النسوي وتوعيته وترشيده متحمسة لتبصيره وتثقيفه مخلصة في توجيهه، فتحت منزلها كمدرسة لتعليم القرآن الكريم وأحاديث

 تولَّت رئاسة عزابيات غرداية بعد مامة بنت بلحاج سنة 1905م، وترأَّست مؤتمراً كبيراً من مؤتمرات «لا إله إلاَّ الله». وهو مؤتمر دعويٌّ لنساء بميزاب يعقد سنويا.

قادت مواجهة اقتصادية ضدَّ المستعمر الفرنسي في المنطقة، فحرَّمت على النساء اقتناء بضائعه، وحرَّمت حتَّى الحديث بلغته.

وكانت قراراتها تأخذ صفة القانون، وتطبَّق في جميع قرى وادي ميزاب، خاصَّة القرارات التي تصدرها في المؤتمر.

ماما بنت سليمان تنعزامت نوغلان



المصادر:

أبو اليقظان: فذَّات الإباضيات (مخ) 23

أبو اليقظان: ملحق السير مخ

فخار حمو: رسالة فيها تراجم مشاهير النساء بغرداية (مخ) 2

جوردون بيرون:ثورات النساء في الإسلام

علي معمر: الإباضية في موكب التاريخ، ح4/584

الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب، 177

أعوشت وكروم: مسلمات، 100.

راس النعامة عمر: نبذة من حياة مامة بنت سليمان، (مخ)، كلُّه.

العزابة ودورهم في المجتمع الإباضي بمزاب للأستاذ: صالح بن عمر اسماوي صفحات: 488-489

Goichon: La vie feminine au MZAB, 1/221-237 , 2/244-258.

مامّه بنت سليمان بَابَّازْ

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

مامّه بنت سليمان بَابَّازْ، من غرداية:

      ولدت خلال سنة 1280هـ/1863م. درست علوم الشّريعة واللّغة العربية مدّة ثلاث سنوات على الشّيخ بوهون أُوموسى، واستظهرت نصف القرآن. أكملت دراستها على زوجها الأوّل الذي بقيت معه عامين.

      توّلت رئاسة الغاسلات عام 1906م، خلفا للسيّدة مامه بنت الحاج التي شغلت المنصب ثلاثين سنة. من البدع التي حاربتها مامه بنت سليمان استقبال النّساء الغاسلات لسيلان الوادي بالزّغاريد، وكذلك عادة بوغنجة للاستقاء، والهدايا بمناسبة شهر رمضان، كما ألغت الزّيارة التي كانت تقع بمناسبة (لا إله إلاّ الله) في الواحة.

      إنّ هيئات الغاسلات لمدن مزاب نظّمن ملتقى من ملتقيات (لا إله إلاّ الله) تحت رئاستها، وقرّرن مقاطعة كلّ ما يتّصل بالفرنسيين من لباس ومواد وغيرها. وكان هذا الموقف من هذه المرأة المؤمنة، من المواقف التي رفعتها إلى مصاف تزعيمات النّساء المسلمات في العصر الحديث. فقد اعتبرها صاحب كتاب (ثورات النّساء في الإسلام) واحدة من اثنتي عشرة امرأة، اشتهرن بمواقف بطولية في العالم[1].

     توفيت يوم 29 رمضان 1349هـ/18 فيفري 1931، وخلفتها السيدة لالة بنت داود.

-------------------------------------

[1]-علي يحي معمر: الإباضية في الجزائر، الجزء الثاني،584.

 

مجلس باعبد الرحمان الكرثي

عبد الرحمن الكرثي المصعبي الشهير ( با عبد الرحمن ) ق: 6هـ / 12م 

c 7

مجلس باعبد الرحمان الكرثي(1)

الكرثي بضمّ الكاف وراء ساكنة وثاء مكسورة ممدودة.

المجلس الذي اتّخذ من روضة باعبد الرحمن الكرثي في بلدة مليكة بمزاب الجزائر، مقرًّا له، فسمي نسبة إليه، ويلتئم كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

ومجلس الكرثي تمثيلي، يضمّ ممثلي هيئات العزَّابة في قرى مزاب ورؤساء الجماعات والأعيان، ويمثل كلَّ قرية ثلاثةُ أعضاء باستثناء مدينة غرداية التي يمثّلها ستة أشخاص.

ينعقد هذا المجلس لغرض التقنين والتنظيم والبتِّ في النوازل والمستجدات الاجتماعية والسياسية التي تمس علاقة المزابيين بالدولة الجزائرية. ويُراعي في قراراته مصلحة الأمّة في إطار الشرع الحنيف.

ولم نقف على تاريخ نشأته وتأسيسه، إلا أن أقدم وثيقة له تعود إلى سنة 807هـ/ 1405م، ولا يزال هذا المجلس يمارس مهامه إلى اليوم؛ فهو الذي يقرر مرشح المنطقة للانتخابات ويبت في القضايا السياسية المستجدة، غير أن قراراته السياسية لا تحمل دومًا طابعا إلزاميا، بقدر ما هي ذات طابع إعلامي وتوجيهي للرأي العام المزابي.

 

باعبد الرحمان الكرثي(2):

من علماء وادي مزاب في القرن السادس الهجري، لعلَّه تتلمذ على يد الشيخ أبي العباس أحمد بن محمَّد بن بكر.

كما يعدُّ من المعمِّرين الأوائل للمنطقة، كان ينشط في مليكة، حتَّى صارت منارًا للعلم يقصدها الطلبة من جميع قرى وادي مزاب. له مصلًّى لا يزال قائمًا قبلة قرية مليكة، وفيه كانت تعقد جلسات المجلس الأعلى لمزاب، كما تقام فيه المؤتمرات الدينية النسوية المعروفة بمؤتمرات [لا إله إلاَّ الله]

وببني يسجن قبيلتان تنسبان إليه هما: أولاد خالد، وأولاد يدَّر.

 مجلس الكرثي هو مجلس يمثل السلطة الاجتماعية العليا لمزاب ، فلقد أنشئ ليكون حلقة الإتصال بين المجالس الاجتماعية العرفية، ويوحد الكلمة فيما يحدث من المسائل السياسية الاجتماعية .

المجلس الذي اتّخذ من روضة باعبد الرحمن الكرثي في بلدة مليكة بمزاب الجزائر، مقرًّا له، فسمي نسبة إليه، ويلتئم كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

ومجلس الكرثي تمثيلي، يضمّ ممثلي هيئات العزَّابة في قرى مزاب ورؤساء الجماعات والأعيان،ويمثل كلَّ قرية ثلاثةُ أعضاء.

ينعقد هذا المجلس لغرض التقنين والتنظيم والبتِّ في النوازل والمستجدات الاجتماعية والسياسية التي تمس علاقة المزابيين بالدولة الجزائرية. ويُراعي في قراراته مصلحة الأمّة في إطار الشرع الحنيف. ولم نقف على تاريخ نشأته وتأسيسه، إلا أن أقدم وثيقة له تعود إلى سنة 807هـ/ 1405م، ولا يزال هذا المجلس يمارس مهامه إلى اليوم؛ فهو الذي يقرر باسم قرى وساكنة مزاب في موضوع الانتخابات ويبت في القضايا السياسية المستجدة،وتعتبر قراراته ذات طابع إعلامي توجيهي للرأي العام.

 

المراجع:

• نوح عبد الله: النظم التقليديَّة، 284.

• خواجة عبد العزيز: الضبط الاجتماعي، 141.

• Daddi Adoun, Y. : Institutions traditionnelles, 73 – 90, 91.

• Merghoub Belhadj: Développement politique, 154.

المصدر : 

(1) موقع taddart.org

(2) مقتبس من منشور في الفايسبوك للفاصل  Hadj Slimane

 

 

محمد بن إبراهيم الطرابلسي قرقر

c 7و: 1303هـ / 1885م - ت: صفر 1368هـ / 25 ديسمبر 1948م

أصله من بريان بميزاب، ولد بطرابلس الغرب من أمِّ نفوسية.

اشتهر بحفظه الجيِّد لكتاب الله قراءة وتجويدا، وهو شاعر وفقيه.

دخل الكتَّاب وهو ابن خمس سنين، وفي سنِّ البلوغ حفظ القرآن الكريم على يد المقرئ الشيخ عبد القادر الفزَّاني المرزوقي، وأتقن حفظه بالقراءات السبع.

وأخذ مبادئ النحو والصرف واللغة والفقه في حلقة الشيخ ابن محمود بجامع درغوث باشا بطرابلس، وحضر دروس التفسير والفرائض للشيخ نصر القمي مفتي طرابلس، ثمَّ التحق بجامع الزيتونة لمدَّة سبعة أشهر وذلك سنة 1322هـ/1904م.

وتعلَّم اللغة التركية في مدرسة جمعية الاتِّحاد والترقِّي العصرية بطرابلس.

وبعدها حضر دروسا بميزاب في معهد القطب امحمد بن يوسف اطفيش، وعند الحاج عمر بن حمو بكلِّي، وخارج ميزاب عند الشيخ عبد القادر المجاوي بالجزائر العاصمة.

لمَّا غزت إيطاليا ليبيا عام 1911م انتقل رفقة والده إلى بلدته بريان، هربا من ملاحقة الإيطاليين، ذلك لأنه كان مدرِّسا بمدرسة جمعية الاتَّحاد والترقي العصرية سنة 1327هـ / 1909م، وكان يحرِّض الليبيين ضدَّ إيطاليا.

حرق المستعمر الإيطالي أمواله، وحاول الإضرار به والفتك بأسرته.

برجوعه إلى الجزائر طلب منه أهالي القرارة تعليم القرآن لإبنائهم، فلبَّى نداءهم وفتحوا له مدرسةً عمل بها، وخرَّج جيلاً من العلماء الأفذاذ منهم: الحاج مُحَمَّد بن بكير باش عادل، والشيخ شريفي سعيد بن بلحاج (الشيخ عدون)، والشيخ عمر ابن الحاج سعيد ابسيس.

وفي تلك الحقبة - العشرينيات - ساند الشيخ بيوض في حركته الإصلاحية، وكان يلقي دروسا للوعظ والإرشاد بمسجد القرارة.

c 7 وفي عام 1349هـ/1930م انتقل إلى بسكرة ليسهم في إنشاء مدرسة الإخاء العصرية، فعيِّن مديرا لها، وتحوَّل بعدها إلى قسنطينة لنفس المهمَّة، فوفِّق توفيقا كبيرا.

له مواهب علمية عديدة، من أهمَّها موهبة كتابة الشعر الرفيع، وقد نشر بعضا من قصائده محمد الزاهري في كتاب «شعراء الجزائر»، وله مقالات عديدة متناثرة في صحافة الشيخ أبي اليقظان إبراهيم: «وادي ميزاب»، و«الأمة» وغيرهما. ومقالات في جريدة «المنتقد» و«الشهاب» للشيخ ابن باديس.

يعدُّ أوَّل مَن أدخلَ خطَّ النسخ إلى ميزاب.

وهو مِمن أسهم في إنشاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكان عضوا نشطا بها إلى حين أجله.

*المصادر:

*أبو اليقظان: ملحق السير (مخ) 2/339

*شريفي: معهد الحياة، 24

*دبوز: نهضة الجزائر، 2/220، 225

*السنوسي: شعراء الجزائر، 2/121

*ناصر محمد: المقالة الصحفية، 2/229

*ناصر محمد: الشعر الجزائري الحديث، 680

*محمد ناصر: أبو اليقظان وجهاد الكلمة 20 ، 32 ، 188

*النوري: نبذة من حياة المزابيين، 1/102

*نويهض: معجم أعلام الجزائر، 204

*الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب، 176

*بكير باش عادل: نبذة عن حياة المرحوم مُحَمَّد بن بكير باش عادل، 2ص

*الطرابلسي: جريدة وادي ميزاب، عدد10 (27 جمادى الأولى 1345 ه / 3 ديسمبر 1926 م) ص3

*مفدي زكرياء: جريدة النور لأبي اليقظان، عدد 11 (13 رجب 1350 ه / 24 نوفمبر 1931 م) ص1، 2

*بلحاج شريفي: م.ن.ت.م (مخ) *ناصر محمَّد: م.ن.ت.م (مخ).

ملاحظة:

*يكتب وينطق بقاف مثلَّثة

مزايا البربر

كان الرجل البربري مثالا في الشجاعة والإقدام، ونهاية في الصبر والتحمل، وغاية في حب العمل والنشاط. فجو بلادهم المعتدل جعلهم على النشاط لا على الفتور، وعلى حب العمل لا على حب الراحة، ومع الأمانة التي خلقتها فيهم النفسية العلمية والاعتداد بالنفس، وحب الكمال الذي جبلهم عليه احترامهم لأنفسهم وغرامهم بالعلو والحسن في كل الأشياء.

وكان البربر على الاعتدال في الأجسام، والمتانة في البنيان، لجودة الهواء، وقوة الغذاء، واعتدال الإقليم، ومواصلة الأعمال، وبذل الجهد فيها.

وكانوا على جمال الذوق. إن البيئة الطبيعية الجميلة التي أنشأوا فيها هذبت أذواقهم، وأرهفت نفوسهم، فنشأوا محبين للجمال، ويسبغونه على أشيائهم، ويتطلبونه في كل أمورهم. وكانوا في الذكاء اقل من ذوي المناطق الحارة، وكثير من الأمم الشرقية، ولكنهم كانوا أحسن منها في متانة الأخلاق، وفي حب العمل والنشاط، وفي التمسك بالشخصية والاعتدال بالنفس. والمرء يتفوق في الحياة بأخلاقه العظيمة وبحبه للعمل، وإتقانه له، وبأمانته وطموحه وعفته، ولا بذكائه وحده، ولا بعمله الذي لا يقترن بالأخلاق السامية !

وكان البربر لنشاطهم وحبهم، وطموحهم، ويتقنون أعمالهم، ويبذلون كل الجهد في تحسينها والبلوغ بها إلى أعلى مرتبة يستطيعونها.

وكان البربر متمسكين بشخصيتهم، ثابتين على مبدإهم، يموتون في سبيل عقيدتهم ويضحون بكل شيء في سبيل ما يؤمنون به، لا يتسرعون إلى الأخذ بالجديد حتى يوقنوا انه أحسن من القديم الذي عندهم.

وكان البربر على الاعتدال في المزاج، طبعهم بذلك جوهم المعتدل، لا يغلب عليهم المزاج والعبث، ولا يجمد بهم الوقار البالغ، والتزمت المميت. إنهم إلى الوقار أميل والجد عليهم اغلب، ولكنهم على المرح في النفوس، يحبون الدعابة في مواطنها، ويهوون المزاح في أماكنه، لا يرون الحياة كلها ضحكا ولهوا، ومزاحا وعبثا، بل يجدون في اغلب الأوقات، وإذا ركنوا إلى الراحة للاستجمام امتلأت مجالسهم بالنكتة المضحكة، وتعالت من نواديهم النغمة المطربة، ورأيت المرح والأنس الذي يقصر به الزمن و ما يعمر تلك المجالس، وما يؤثره البربر ولا يرضون غيره في تلك المواطن. لهذه الأوصاف الخلقية الحسنة والخلقية، ورغب فيهم المملوك والأمراء، ليسدوا بهم الثغور، ويستخدمونهم فيما يستدعي متانة في الأخلاق، وأمانة ورزانة، وشجاعة وقوة، واتقانا ونشاطا، وجمالا  في الذوق، وسدادا في التدبير، كالقيادة للجيوش، والحراسة للثغور، والمقارعة في بالحروب، وإدارة القصور، والقيام على المال.

ومما يمتاز به البربري ويفوق فيه الفارسي والرومي الإخلاص وصفاء النفس. إنهم لا يكنون بغضا موروثا للعرب، وعداوة قديمة لبني سام. فهو مستعد لحب كل من يعجب بكماله، ويروعه بحسن سلوكه، ويغمره بإحسانه وفضله. ليست لهم عقد نفسية موروثة تعبدهم عن العرب، بل هم يمتزجون بهم امتزاج الماء بالماء، ويخلصون لهم إخلاص الخل الوفي، والمحب الوامق. لذلك رغب الملوك الأمويون والعباسيون في استخدامهم، والاعتماد عليهم وحيازتهم في جيوشهم وقصورهم وثغورهم الكبيرة.

 

محمد علي دبوز  تاريخ المغرب الكبير ج2  ص147-148

مزايا المرأة البربرية

والمرأة البربرية تمتاز بكثير من المزايا العظمى التي خلقتها فيها بيئتها الطبيعية والاجتماعية. إنها ابنة مجتمع يحترم المرأة ويبجلها، ويعرف لها مكانتها، ويعطيها كل حقوقها، وسليلة مجتمع يهوى الحياة الاستقلالية فيطبع أبناءه منذ نعومة أظفارهم على الاعتماد على النفس، والثقة بها، لا تفنى المرأة في الرجل متكلة كل الاتكال عليه، ولا الابن في والديه معتمدا كل الاعتماد في كل أشيائه عليهم، فخلق هذا المجتمع المحترم للمرأة، المحب للحياة الاستقلالية، الشخصية الايجابية القوية التي تخلق في الناس إذا كانت في الرجل الإعجاب مشوبا بالإجلال، وتكون في النفوس إذا كانت في المرأة الإعجاب مقرونا بالافتتان ! إن الشخصية القوية في الإنسان هي سبب الجاذبية والعامل الأكبر للاحترام والإعجاب، وللحب المكين، والولاء الثابت. وما فتن المظهر إلا انه مجلي للشخصية تتألق فيه، ويبدو جمالها عليه. والمرأة تفتن فتحب بشخصيتها القوية الجميلة لا بشخصها وحده ! إن الشخص الجميل بدون شخصية عمود منمنم مزركش في مصنع نجار، ولا يداني فرع الشجرة أللفاء المتوجه الأغصان المورقة، والأزهار الأريجة، الذي يملأ عينيك بالجمال الحي، وتشعر بحيويته في نفسك ونضارته في قلبك.

وكانت المرأة البربرية قوية الشخصية، معتدة بنفسها، واثقة بها، شجاعة حيية، صبورا، ورحبة الصدر، لا تكشر لأتفه النوازل، ولا يتغضن وجهها حزنا لأقل الهموم، بل إن البشر والرضى، والتفاؤل بالحياة، هو الذي يشرق به وجهها فيشرق به جو بيتها فيسعد زوجها وكل الأسرة بهذا الجو الضاحي الجميل.

إن روح الرجل لا تستنير فشرق دنياه، لا بالشمس ولا بالقمر ولا بالذهب والجواهر ولكن بالمرأة الصالحة المحبوبة التي تعمر داره !

والمرأة البربرية رزينة، لا تطيش طيش الضعيفات، ولا تجمد جمود البليدات، بل هي خلق فيها جوها الطبيعي وجوها الاجتماعي المعتدلين، كما يريد الرجل الحكيم والإنسان المعتدل.

والمرأة البربرية حيية طبعتها بذلك شخصيتها الايجابية، وشعورها بنفسها؛ والحياء هو ما يخلق في المرأة سحرها فتفتتن بها القلوب، وجمالها الفتان فتسحر بها النفوس، ولطفها ورقتها فيظفر فيها الرجل بالعالم اللطيف، وبالعش الحريري الذي ينسيه خشونة الحياة !

إن حياة المرأة هو الذي يخلق الورد الجميل في محياها، والفتور الساحر في عينيها، فتكون بهما لا بالمساحيق والكحل جذابة تستهوي قلب الرجل وتستأثر به، وتثير احترامه وإعجابه بها !

والمرأة البربرية مدبرة حكيمة، مقتصدة قنوع، تعين الزوج على الحياة، وتكفيه كل المؤونة في إدارة المنزل، عمالة تقوم بكل الشؤون في منزلها، لا تحوج الرجل إلى توابع المرأة الكسول من الخدم الذين يفسدون جو البيت على الرجل، ويعكرون صفو الحياة على الأسرة بغرابتهم وعدم انسحابهم بها.

والمرأة البربرية لحبها للعمل، وللذوق الجميل الذي كونه فيها جوها الطبيعي الجميل، صناع اليد، تستطيع أن تمهر في كل ما تتطلبها القصور الراقية من صناعات في المرأة.

وهي إلى اعتدادها بنفسها، مطيعة لزوجها، تعتقد هي وأسرتها أن هذه الطاعة للزوج فرض عليها، وأنها لا تكون سيدة للرجل إلا إذا كانت عبده، تخضع له، وتملك قلبه بالطاعة والاحترام !

إن هذه الفضائل الخلقية التي صقلها الإسلام وأيدها، وضاعفها في المرأة البربرية، لا زالت موجودة في كثير من أنحاء المغرب التي لم تبتل بأمراض الحضارة، ولم تتسلط عليها أوبئة المدينة الأوروبية القتالة لفضائلها ! فكانت المرأة –والمد لله- في هذه الأنحاء السليمة التي يحضنها الدين بسياجه المتين، سبب سعادة وهناء للرجل، وصارت بفضائلها الموروثة، وبفضائل دينها، حواء التي أتحف الله بها آدم لتعيده بالسعادة الزوجية إلى الجنة التي اخرج منها !

إن ثبات الصفات في الفروع دليل على تسربها من الأصول. والابن مظهر لأجداده يبدئ حقيقتهم، ويبرز شمائله كل خصائصهم. والوراثة الجميلة في النفوس كالمعادن النفيسة في الأرض، لا تتخلق إلا في قرون عديدة، ولا تتكون إلا في دهور طويلة.

قال ابن مقديش في «نزهة الأنظار » في صفحة »: 72 ثم رحل عقبة –رضي الله عنه- إلى السوس الأقصى فاجتمع عليه البربر فهزمهم المسلمون، وغنموا أموالهم، وسبوا نساءهم، وكن في غاية الحسن والأدب ! فبلغ ثمن الجارية منهن بالمشرق ألف دينار ! »

وأورد ابن الحكم في كتابه «فتوح مصر والمغرب » في صفحة 202 يذكر ما اخذ عبد العزيز بن مروان من سبي المغرب الذي أرسله حسان إلى عبد الملك فقال: »....ويقال أن عبد العزيز اخذ كل ما كان مع حسان 1 من السبي، وكان قد قدم ومعه من وصائف البربر شيء لم ير مثله جمالا. فكان نصيب الشاعر يقول: حضرت السبي الذي كان عبد العزيز أخذه من حسان، مائتي جارية، منها ما يقوم بألف دينار ! .»

وكانت المرأة البربرية مع شخصيتها القوية الجميلة على الحسن البارع في الشخص، والجمال الفتان في الجسم. إنها بنت بيئة طبيعية معتدلة، فلم تكن على بياض الثلوج الذي تتسم نساء أوروبا، ولا على سواد الزنوج الذي يوجد في جنوب افريقية، بلا هي ببشرة الورد الفتان، وبياض تشوبه حمرة جميلة، أو بسمرة خفيفة حلوة، ومعتدلة القوام، رشيقة القد، غير مترهلة ولا معجونة، وليست بالسمينة المستفيضة التي تبدو في ثوبها شمعا ذائبا في الشمعدان، بل هي زهراء رشيقة تتألق بوجهها تألق الشمعة الرشيقة في حفلات الأعياد ! !

وهذا ما نجد عليه المثير من نساء المغرب إلى يومنا هذا، وفي كل عرجون حشف لا يليق، وفي كل شجرة ثمر لا يروق. والحكم في هذا الباب على الكثرة لا على الجمع.

إن الإنسان ابن بيئته الطبيعية، تطبعه بما طبعت به أجداده. وتكون في الأحفاد ما كان في الأجداد.

لقد رغب أهل المشرق سيما الملوك والأمراء، والسادة والكبراء، في المرأة البربرية لتلك الشخصية القوية الجميلة التي تزهر بها، ويبدو جمالها على جسمها فيضاعف جماله، ويبلغ به ذروته البهاء والحسن الفتان.

وكانت البربرية إلى هذه الشخصية القوية، ودلك الشخص الجميل، صافية النفس، لا تحمل عداء للعرب كما نجد في الروميات والفارسيات. إنها تنظر بعيون الظباء الصافية السليمة من كل حقد وعداوة. سرعان ما تألف الزوج الذي تعجب بفضائله، ويستميلها بإحسانه، فتحبه وتخلص إليه، وتثبت على حبه ثبات البربر على الحب وعدم التنكر للحبيب، وسرعان ما تألف أسرته، وتنسجم بها، وتصير جزءا منها.

وكانت هذه الفضائل الخلقية هي التي جعلت للمرأة البربرية تلك المكانة العظمى عند الملوك والكبراء، فلولاه لكانت زجاجة مزركشة نبرق في الرمال، وماء مصبوغا سمجا لا مذاق له، ولا نكهة فيه. ولكانت ككل نساء المشرق لا تمتاز عليهن بشيء.

وكان الملوك والكبراء يرغبون في النساء البربريات للتسرى بهن، والزواج منهن، ليسعدوا بهن كزوجات يمتعن الأرواح، وربات بيوت يعمرن الديار، ويريدونهن أيضا لنجابة الأولاد، فان إعجابهم ببطولة البربر وفضائلهم جعلهم يرغبون في الزواج من البربريات، ليرث أبناؤهم فضائل الأخوال التي تضاعف فضائل الأعمام وتكملها. وقد أنجبت البربريات في المشرق كثيرا من العظماء كهارون الرشيد الذي كانت أمه بربرية، وغيره كثيرون كانوا عماد الدولة العباسية، وزينة المشرق وبهاءه.

كان الملوك والأمراء يتطلعون إلى كنوز المغرب من الجمال الباهر، والحسن الزاهر، ويرون المغرب مغربا للشمس غير أنها تختفي في بناته فتطلع في محياهن الفتان، وتودع فيهن عطرا كالذي تخلقه في الورد والرياحين، غير أن بعضه يفغم النفوس نمن فضائلهم لا تحس به إلا القلوب الشاعرة، والعقول المدركة، فاستكثر لهم موسى من السبي، فظلم البربر وجرح أكبادهم، وخلق النقط السود الأولى في صفحة الدولة الأموية عندهم.

--------------------

1- الصحيح أن الذي اخذ من حسان هو عبد الله بن مروان في عهد الوليد. وارى أن ما ذكره ابن عبد الحكم هو ما أرسله حسان إلى عبد الملك في سنة 71 من خمس السبي والغنائم في فتوحه فتعرض له عبد العزيز. إذا كان مائتا جارية هو كل السبي كان ما سباه حسان ألف رأس فقط فأين ألفه من ثلاثمائة ألف التي سباها موسى. إن حسان العظيم هو الذي تقيد بالدين في سببه.

 

محمد علي دبوز  تاريخ المغرب الكبير ج2  ص147-151

مشاركة المرأة المزابية في الثورة التحريرية الكبرى

نقدم عدد من المجاهدات :

من آت يزجن:

-بافضل فاطمة الزهراء بنت محمد

-بافضل شريفة بنت محمد

-باسة عائشة بنت سماعيل زوجة خبزي عيسى بن اعمارة من لڨرارة

-إسفارن فضيلة بنت باحمد زوجة أبي داود الحاج بكير من أت إبرڨان

من لڨرارة

-موكا سليمة بنت يوسف

-موكا رشيدة بنت يوسف

-موكا مليكة بنت يوسف

من تغردايت

-ابن عبد الله مامة بنت علي

 

و غيرهن من المجاهدات و الشهيدات رحمهن الله جميعا يرد إسمهن في الملف

ملاحظة: سبق و عرفنا بالشهيدة عبد العزيز مريم بنت عبدالعزيز في اليوم 16

------------------------------- 

المصدر كتاب: دور الميزابيين في تاريخ الجزائر قديما و حديثا، المجلد الثاني

للكاتب المجاهد: حمو محمد عيسى النوري رحمه الله رحمة واسعة و جعل كتبه صدقة جارية له آمين.

مشاهير الشخصيات المزابية عبر التاريخ

أشتهر عدة علماء في عصور مختلفة و في كل مدينة ،كل في دائرة نشاطه التعليم ورعاية المجتمع و تهذيب الأخلاق ومحاربة البدع ،فهم كثيرون غير أني أقتصر على المشايخ الذين تركوا بصمات و كانت لهم اليد الطولي في التغيير التاريخي للمنطقة .

 

الشيخ سعيد بن علي الجربي :

المتوفى سنة 898 ه تقوم شهرته على المنجزات القيمة في تنظيم المجتمع بغرداية ،بإحداث لمجالس العشائر ،وإنشاء مجلس عمي سعيد ،الذي يعتبر الهيئة العليا لمجالس العزابة بوادي مزاب في الإشراف على المساجد والقيام بالفتوى ،كما كان محكمة الإستئناف للتقاضي قبل أن تعطله السلطات الفرنسية .

 

الشيخ أبو زكرياء يحي بن صالح الأفضلي:

( 1120 ه و1202 م) بمدينة آت يسجن يعتبر أبا النهضة الحديثة

في مزاب تلقى ثقافته في جزيرة جربة بتونس وتخرج على يده كثيرون.

 

الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم الثميني :

( 1130ه و 1223 م ) ولد بمدينة بني يزقن كان واسع الأفق في العلوم الشرعية ،له تصانيف كثيرة أشهرها كتاب النيل الذي يعتبر العمدة في المذهب الإباضي .

 

قطب الأئمة الشيخ الحاج محمد بن يوسف اطفيش:

من مواليد (1236 ه إلى 1333 ه) بمدينة بني يزقن كذلك ،يعتبر من العلماء المشاهير في العالم الإسلامي بما له من إنتاج خصب في المعارف الدينية المتداولة ،وفي التفسير و الحديث و الأصول و الفقه و الرياضيات و الفلك....الخ تربو تأليفه إلى على 300 مجلد أشهرها شرح النيل في 17 مجلد – والتيسير وهميان الزاد في التفسير، مع نشاطه

في التدريس ،ومكتبته في بني يزقن نالت شهرة واسعة . 

 

الشيخ الإمام الحاج إبراهيم بيوض:

ولد (1899 م و1981 م) بالقرارة زعيم الحركة الإصلاحية التي واكبت حركة جمعية المسلمين الجزائريين، إذ كان أحد مِِؤسسيها إلى جانب الشيخ عبد الحميد بن باديس .

 

الشّاعر مفدي زكرياء

ولد ببني يزقن يوم 12 جوان 1908م. ذهب مبكرا إلى تونس ليكمل دراسته تحت رعاية عمّه صالح بن يحي، أحد مؤسّسي حزب الدّستور التّونسي. تلقّى تعلّمه الابتدائي والثّانوي بكل من مدرسة السّلام والمدرسة الأهلية والخلدونية ومدرسة الآداب والترجمة بالعطارين، وأخيرا جامع الزيتونة.

مصطفى بن كاسي العلواني

c 7  يواتوم أنبراس : مصطفى ن كاسي نات علوان زينون 

مصطفى بن كاسي العلواني من مواليد 03 شتمبر 1970 بغرداية زاول دراسته إلابتدائية بمدرستي : العقيد لطفي ومدرسة المسجد بغرداية، أما مرحلتي المتوسط والثانوي فبمعهد عمي سعيد بغرداية، تحصل منه على شهادة البكالوريا سنة 1989 شعبة علوم طبيعة وحياة، وعلى شهادة الشرعيات بملاحظة : ختم القرأ ن سنة 1989 وكان عضوا نشطا وبارزا في المجموعة الصوتية ولجنة المسرح والثقافة بها. ثم تخرج سنة 1994 من المعهد الوطني للتكوين العالي للبناء برويبة بشهادة مهندس دولة في البناء- فرع هياكل – وأضاف بكالوريا أخرى سنة 2006في شعبة الأداب والعلوم إلانسانية تحصل بها سنة 2011 على ليسانس في العلوم القانونية والادارية حقوق– من المركز الجامعي لغرداية . كما تحصل أيضا على عدة شهادات منها: مستشار قانوني من المركز الاداري والقانوني سنة 2011 ،على شهادة مدير عام للمؤسسات من المركز الاداري والقانوني، شهادة وكيل تجاري ، شهادة مصور نظريوتطبيقي من الوكالة الصحافية – ميراج – سنة 1996.

كان سابقا موظف ببلدية غرداية – رئيس مصلحة التهيئة العمرانية – من 1998 الى غاية 2006 أما حاليا فهو أستاذ مادة الرياضيات بمتوسطة تاونزة العلمية بغرداية ، ويدرس الكفاءة المهنية للمحاماة بورقلة. كما أن له اهتمامات كبيرة بالجانب الرياضي، منها : متحصل على شهادة مربي رياضي – إختصاص : كرة اليد- فرع التدريب الرياضي – درجة أولىمن المعهد الوطني للتكوين العالي في العلوم التكنولوجية الرياضية عين البنيان. سنتي 2004/ 2005، كما تحصل على شهادة منشط أحياء – في رياضات متعددة من مديرية الشباب والرياضة لولاية غرداية سنة 1996 .وعلى شهادة حكم ولائي وجهوي في كرة اليد من الاتحادية الجزائرية لكرة اليد الرابطة الجهوية لورقلة 2001 ، وعلى شهادة مدرب مبتدئ وحكم في تنس الطاولة سنتي 2004 و 2011 .مؤسس ورئيس نادي الواحة لغرداية من 1998 الى غاية 2006. الذي يضم عدة إختصاصات مختلفة.

وهو عضو نشط في مكتب الشباب لعشيرة – أت علوان – بغرداية . وشارك في إعداد وتأطير وتنشيط عدة مهرجانات، وتربصات ومخيمات صيفية ورحلات.

أما من الجانب الأدبي فهو : باحث في التراث الميزابي المادي والشفوي ومهتم به منذ أن كان صغيرا . له قصائد ومسرحيات و أوبيرات في المحيمات الصيفية الخاصة بعشيرة أت علوان وغيرها..... ثم صقل موهبته الأستاذ الكبير الباحث القدير: عبد الرحمان حواش- حفظه الله-

شارك في المهرجان الوطني الثاني للشعر الأمازيغي سنة 1998 الذي نضم من طرف المحافظة السامية للأما زيغية. له عدة قصائد و أناشيد ملحنة مع منشدين محلليين منها قصيدة [مايلان أ ين وسان] التي أنشدها المنشد عمر بوسعدة ،

وله عدة محلاولات في القصة القصيرة بالمزابية لم تنشر بعد.

أنجز و أعد عدة بحوث في التراث الميزابي : النخلة – النسيج – الحكم والأمثال – الألعاب التقليدية -.....

هاو في جمع البطاقات البريدية والصور الخاصة بمنطقة مزاب أكثر من 4000صورة وبطاقة قديمة وحديثة .

هاو في جمع الأدوات التقليدية وقصاصات الجرائد والمجلات الخاصة بمنطقة مزاب.

أقام عدة معارض حول الَهندسة المعمارية والنخلة والصور الخاصة بمزاب في عدة مناسبات وأماكن مختلفة.

له عدة حوارات ولقاءا ت مع إذاعة غرداية و التلفزة الوطنية الجزائرية.

 

 اطست ا توات 

تيدت ن تعشيرت

 

المرجع : : انثولوجيا الأدب المزابي ⵉⴷⵓⵔⵔⴰⵏ ⵏ ⵜⵙⴻⴽⵍⴰ ⵜⵓⵎⵥⴰⴱⵜ‎

 

 

من آثار مفدي زكرياء

grilloir cafe 2 من آثار مفدي زكرياء 

ساهم مفدي زكرياء مساهمة فعالة في النشاط الأدبي والسياسي والوطني منذ أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين في كامل المغرب العربي.

وَاكَبَ شِعرُه بحماسة الواقعَ الجزائري بل واقع المغرب العربي في مراحل النضال السياسي والكفاح المسلح منذ سنة 1925م/1344هـ حتى 1977م/1398هـ داعيا إلى الوحدة بين أقطاره.

-يتميز شعره بصدق التعبير وجزالة اللفظ.

-هو صاحب أناشيد النضال والثورة في الجزائر.

-وله ديوان بعنوان: اللهب المقدس. يجمع شعره الثوري من 1953م/1373هـ إلى غاية 1961م/1381هـ وهو واقع ثورة... تاريخ حرب وعصارة قلب شاعر عاش أحداث بلاده في السجون.

1.تاريخ الصحافة الجزائرية.

2.تاريخ الفلكلور الجزائري.

3.أضواء على وادي مزاب.

4.نحو مجتمع أفضل.

5.سبع سنوات في سجون فرنسا.

6.حوار المغرب العربي في معركة التحرير.

7.قاموس المغرب العربي. –اللهجات-

8.العادات والتقاليد في المغرب الموحد.

9.الثورة الكبرى – أوبيرات -.

10.في العيد – رواية -.

11.عوائق انبعاث القصة العربية.

12.مائة يوم ويوم في المشرق العربي.

13.الجزائر بين الماضي والحاضر.

14.مذكراتي.

15.الصراع بين الشعر الدخيل والأصيل.

16.اللهب المقدس.

17.انطلاقة.

8.من وحي الأطلس.

19.تحت ظلال الزيتون.

20.إلياذة الجزائر.

ويضيف معجم أعلام الإباضية لمؤلفات الشاعر مفدي زكرياء ما يلي:

عقيدة التوحيد في الوحدة المغربية.

إلياذة المغرب العربي.

الزحف المقدس.

ديوان محاولة الطفولة.

الخافق المعذب.

الأدب العربي بالجزائر عبر التاريخ.

تاريخ الأدب العربي عبر القرون.

هذا دون أن ننسى المقالات والمحاضرات التي نشرها وألقاها في أسفاره الكثيرة والملتقيات التي كان يحضرها.

وقد تميز شعره ونثره بالقوة والصياغة المحكمة، هادفا إلى تحريك النفوس للثورة ضد الاستعمار، وإلى الوحدة الإسلامية والمغربية والوطنية.

شارك في العديد من ملتقيات الفكر الإسلامي بالجزائر، كما تولى إدارة معهد الحسن الداخل بالمغرب الأقصى عام 1389هـ/1969م، فنال من عاهل المغرب وسام الكفاءة الفكرية من الدرجة الأولى، فضلا عن أوسمة أخرى لزعماء آخرين.

وقد أجريت حول شخصيته وشعره ونثره عدة دراسات وبحوث أكاديمية، خاصة منها ما أنجزه كل من: الدكتور محمد ناصر، والدكتور الشيخ صالح يحي، والأستاذ حواس بري...

ومما يجدر ملاحظته في هذه السيرة الثرية للأستاذ مفدي زكرياء أنه لم يكن شاعرا فقط، وإنما كان أيضا صحفيا وكاتبا ومؤرخا، وهو ما لا يعرفه الكثير من المثقفين بله غيرهم، فمن بين إنتاجه الفكري الشعري والنثري نسجل سبعة أعمال هي من صميم الكتابة التاريخية، وما رائعته "إلياذة الجزائر" إلا عمل تاريخي في قالب شعري قل نظيره في العالم، دوّن فيها تاريخ الجزائر عبر عصورها المختلفة وخلّد بها هذا الوطن في الذاكرة الجزائرية العامة، كما خلّد نفسه من خلالها تبعا لذلك، وهو أهل لهذا الخلود لا ريب.

 -----------------------------------

(01) كتاب "أضواء على واد مزاب ماضيه وحاضره" المؤلّف: مفدي زكرياء، دراسة وتحقيق الدكتور إبراهيم بحاز. ص19

nir-osra.org.

من هو صالح تيريشين؟

الشاعر صالح تيريشين

c 7هو من مواليد 12 شتنبر 1952

بآت يزجن ولاية غرداية استاذ لمادة الرياضيات متقاعد ، منتج اذاعي مهتم بالتأليف في الأدب الامازيغي و الثقافة الشعبية ، له عدة اصدارت في ذات السياق ، و يعتبر من الشعراء الجزائريين الرّواد ، الذين برزوا كصوت متميّز في مطلع الثمانينات يمتاز شعره بالبساطة و الوضوح و الإيقاع الخفيف ، و توظيف القول المأثور و السياقات التعبيرية والمسكوكات التراثية، لتعميق الدلالات وتأصيلها وإعطائها نفسا جديدا في العملية الإبداعية ، إيمانا منه ان الأدب يستمد قوّته وسيرورته من الذاكرة الشعبية.

وقد قال عنه الباحث في اللغة الأمازيغية الأستاذ عبد الرحمان حوّاش رحمه الله (1928 - 2016 ) في تقديم ديوانه :" أحيا لنا الأستاذ ترشين في هذا الشعر ما انذثر من نفيس كلامنا و من بليغ أدبنا وحكمنا ، وأعاد للغتنا اعتبارها ورونقها كي يدرك المثقفون من خلال هذا الديوان... انّ لديهم كنزا دفينا و لغة لا تزال كاللّؤلؤ و المرجان في أصدافه... سيفخرون بها ،و يعتزّون أكثر اذا ما أولوها الأهمية التي تستحقّها ، وصعدوا بها إلى المقام الرفيع الذي يليق أن تتربع عليه...".

الأستاذ صالح ترشين من خلال تجربته الشعرية الأولى الممتدة ما بين ( 1982 - 1990 ) ، المبثوثة في ثنايا ديوانه "ؤلينو" ( قلبي ) تناول مواضيع متنوعة ، منها التاريخية ، الإجتماعية ، أهمها واقع المرأة المزابية، في عصر التفتح الإعلامي و التكنولوجي، وطرح اشكالات الحداثة والتمدن في أسئلة بلاغية استفزازية لشد انتباه المتلقي وتبليغه عن وضعيتها.

كانت انطلاقته الشعرية في مطلع الثمانينات أين برز كشاعر متميز وجامع للتراث ،إلى أن تأسست إذاعة غرداية المحلية سنة 2000 فتألق في اسهاماته من خلال برنامجه الاذاعي “ئزلوان وتراث” حيث اضاف للأدب المزابي رصيدا زاخرا ،فدون المادة التراثية وأضفى عليها رونقا ونفَسًا ابداعيا جديدا وهذا ما نلمسه جليا في أعماله.

-“ؤلينو” (قلبي)، مترجم إلى العربية و الفرنسية، صدر في طبعتين:

1.الأولى عن دار القطب، المطبعة العربية 1994،

2.الثانية بمطبعة(/ ANEPرويبة – الجزائر)بالأحرف اللاتنية وذلك في إطار سنة الجزائر في فرنسا 2003.

3. “تايتـّي ن ييلان” ذاكرة السنين،منشورت الفا ديزاين ، مطبعة الفنون الجميلة ،وهو ترجمة لبعض القصائد إلى العربية بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية (2007).

وفي الآونة الاخيرة قد خاض تجربة جديدة بعيدا عن الشعر الامازيغي ، الا وهي التأليف باللغة العربية في السّير على شكل روايات عن الشخصيات التي تركت بصماتها في المجتمع المحلي تحت عنوان سلسلة الاسفار المحترقة في خمس اصدارات ، عن مطبعة الآفاق :

-المعجزة المقدسة الحاج الراحل عن المرحوم الحاج يوسف بوشلاغم الجزائري

-السفر الذهبي عن حياة المرحوم دا فراجي أميني.

-الانامل الذهبية : المرحومة نانا بايوب مرابط

-اليد الذهبية : المرحومة عائشة بنت بكير امحمدي المعروفة باسم عيشة بوكر.

من خصائص شعره، بساطة اللغة والايجاز وسلاسة في التعبير ،توظيف الأمثال المزابية و الأسطورة،استعمال الأوزان الشعرية القصيرة مما سهل على الكثير من الملحنين و المنشدين أداء روائعه .

و بما أنّ الشاعر قد مارس مهنة التعليم بالمدرستين الرسمية ( إكمالية الشيخ عبد العزيز الثميني ، و الحرة في المعهدين (امّي سعيد) بغرداية و (الجابرية ) للبنات بآت يزجن ( بني يزقن ) مما جعله يستشعر هذا الاهتمام و المسؤولية المنوطة عليه في التحسيس والتوعية لبذل جهود أكثر في الإلتفات نحو المرأة والذود عنها ، كيف لا و هي نصف المجتمع ، بل أساسه الذي يرتكز عليه، مدافعا عنها ، منافحا و مُشخّصا مواطن الداء ، و مشيدا بالنماذج "القذوة" مِن "تاسارين" اللائي يمكن أن يستضاء بهن كَنساء صالحات في المجتمع .

تامطّوت" بعيني الشاعر ترشين .

وما يؤكد هذا الإهتمام هو إفراده حوالي 17 قصيدة من مجموع 53 قصيدة من ديوانه تتحدث عن المرأة الأم ، الاخت ، البنت ، ، العروس ،الزوجة ، بأعطاء نماذج وصور لحالات اجتماعية مِنهن ، مثل اليتمية ، الفقيرة، الغنيّة ، المتكبّرة ، وغيرهن...

ففي قصيدة "احولي يسّاوال" صفحة 10 التي استهل بها ديوانه " نلحظ الشاعر يستنطق الملاءة ، كأنه يريد ان يقول لنا : " إن المرأة هي الواجهة ، هي الانطلاقة ، هي الصدارة ، كإشارة منه أو كصفّارة انذار و استنفار لما هو قادم من طوفان الحداثة ودقّ لناقوس العصرنة الجوفاء الخالية من الروح" .

و " احولي" يعني الملاءة البيضاء ، رمز العفة ، الستر و النًقاء ، و هي الاصالة بعينها ، فإذا هُتك الستر المعنوي ، فكبّر على المجتمع و أهله اربعا.

والقصيدة عبارة عن ثنائية حوارية ما بين الملاءة الأصيلة التي كانت لباس الجزائريات بإختلاف ألوانها و طريقة صنعها... و لا زالت متواجدة في بعض المناطق خصوصا في المجتمع المزابي ، و ينافسها الحجاب المعاصر الذي يرمز إلى التغيير الذي يعتقد البعض على أنه حتمية و صرنا نلحظه في كل شيء .

بالإضافة إلى قصيدة " تامطّوت تنّاياس ءي ورجاز" ، (قالت المرأة للرجل) من نفس الديوان ، صفحة ، 27 ، وهي نص غنائي حزين و رائع على شكل شكوى قدمتها المرأة لصنوها الرجل ، تريد منه الإلتفات إليها و تغيير نظرته إليها بإعطائها قيمتها الحقيقية وفسح المجالات لها في تكوينها وابراز مواهبها وتثمين دورها الريادي في المجتمع وصونها من مغبة السقوط في الرذيلة بتسليحها بالعلم لا بالخوف الزائد عليها الذي قد يفقد لها كرامتها ويلغي شخصيتها، كأنها تريد أن تقول ما الجدوى اذًا من اعطاء كل الفرص للرجل و الإهتمام به من دون المرأة !!؟

بالرّغم من أن الشاعر في معظم نصوصه يبدو أنه المحامي الأول للمرأة ويؤكد على تعليمها و تثقيفها ، غير ان هذا لم يثنه عن الصدع بالحق أمام سراة المجتمع ووجهائه الذين يمسكون بزمام الأمور ، والإفصاح عن السلبيات السائدة ، مستشهدا بالمثل المزابي في مطلع قصيدته "تابضّيقت" (المرأة الثرية)

انش احبّي..... نيني ءي ربّي

بمعنى نصدع بالحق في سبيل الله و لو أكلنا من طعامكم ، اي كونكم اكرمتمونا هذا لا يمنعنا من قول الحق، في عرض بعض الحالات من النساء كظواهر اجتماعية انسانية تحتاج إلى معالجة و تقويم ، مثل التبرك و التوسل بالاولياء دون الله و التكبر و التعالي ، بسبب جاه او ثراء أو مكانة اجتماعية.

باتًا غ ايّاوين ادتسغ ايدول !؟

آمي الّيع ؤضيغ فوس نـ باب اوّول

تجّيمي انغر د تار تازيري

ءيفاسّن اقنن تيسرمغت ءيمي

تنّيمي اسجم ،يلّي د ممّي !!

تجّيمي ء تيسيت اتّبّيغ اسّيس

ادّين د تيشلي ،تنّيم تالقّيش

ءيعزامن رژمن تنّيم ءي ورجاز

توشيم تموسني تنّيم ءي ورجاز

تخسم انتّشر تجّيم غي ارجاز

يتّدّي امان امّاس نـ لميراز

تدجيم ايتلي نبّي سّيس تيلماي

نتّت نتّيرض ، نتّا د ماسلاي

سّيس غيرانغ ندجيت دامناي

نتّا ايماننغ ،ادّاي اودّاي

الملاءة تتكلم

قالت المرأة للرجل

الأم وابنتها

المدرسة الجابرية (بنات)

حافظة القرآن الكريم

المتعالية

عروسنا

المنسج

امّي

حذاء الكعب العالي

الثريّة

سيّدة العرائس

اليتيمة

"تامعالت"

اريدك يا بنيتي

زائرة القبور

احولي يسّاوال

تمطّوت تنّاياس ءي ورجاز

مامّا د يلّيس

تنّي شمرن اوال نـ مقران

تعالّيت

تاسلت نّغ

ازطّا

مامّاكُ

ترشاست نـ ءينرز

تابضّيقت

لالاّ نـ تسلاتين

تاجوجيلت

لال نـ تمعالت

اخسغام ايلّي

لالاّ نـ ءيلينن

باتًا غ ايّاوين ادتسغ ايدول !؟

آمي الّيع ؤضيغ فوس نـ باب اوّول

تجّيمي انغر د تار تازيري

ءيفاسّن اقنن تيسرمغت ءيمي

تنّيمي اسجم ،يلّي د ممّي !!

تجّيمي ء تيسيت اتّبّيغ اسّيس

ادّين د تيشلي ،تنّيم تالقّيش

ءيعزامن رژمن تنّيم ءي ورجاز

توشيم تموسني تنّيم ءي ورجاز

تخسم انتّشر تجّيم غي ارجاز

يتّدّي امان امّاس نـ لميراز

تدجيم ايتلي نبّي سّيس تيلماي

نتّت نتّيرض ، نتّا د ماسلاي

سّيس غيرانغ ندجيت دامناي

نتّا ايماننغ ،ادّاي اودّاي.

علاوة عن المرأة ، فقد تناول مختلف البشخصيات النضالية ، مثل مفدي زكرياء مولود معمري و غيرهم .

وهذه نمادج من القصائد.

لفقي-نّغ

لفــــقي اتّيـــفاوت لفــقي اتّــــاملـّي

لــــفقي ان ؤيـــور، يتّــــيش تــازيري

ؤسّـان د يـيــضان، تّيـــفاون سّيـس

تاونجيـمت تفـــرغ دّڤـُلـــدْ تمّيـــسْ

لفقي غيري دنـير ييــرق ئي ميــدّن-سْ

سا ادشـــاشن تـــاروا اديـــاف ئمـــان-سْ

لفـــقي تيســـترطّ-سْ ايتبــها تــغـــدي

دازمـــول ئي وي خســن سّيـــسْ اديــبّــي

ايـــــن وســــغرْ يتّيــــش تيـــلي

سـا اديمّيــسْ وســـغر اتّمّــيــس تــيـلي

لــــفقي اتّـــــالا ن وعـــزام اتـــزنزرْ

اغــرم ايـــّــولــو سّيــــــسْ يــتّدّرْ

انـــكال غادنـوضـــا فـــوسس ادينــــتر

ايفس جـــاج ن تمورت دي واس اديـــتـــشر

أيــــوش اي مـــقران لـفقي ن لـفقيـــــان

تسّـــــــعزمدانـغ س وضليــس ن الُقـــران

ف وفـــوس ن واســر سيـــدنا مـــــحمد

لـــفقي ئي عزيــــزن سّيـــسْ باتّـا يــنلمد

الدّيــــن دْ تـــــملاّ اتّيـــشلي ئي غــلان

ئـــي لاّن تيفيـــرت-س تــــــادجمّي ئي عـلان

ارا د انـــجـــلــوس اتلـــخْت ول تعجيـــن

ساديــــاف تادّارت-س تـــادّارت يـــا ن الدّين

يــــتبّي س ئــــغولاد غي أيــنّي غديــــــن

ف وفوس ن لفقيــــــ-س يـــرزم تيـــــطّاوين

يبّـــي س ومـــــقران ﭬـــاع تينّمـــيريــن

ديـﭬــــــَن س يمكراس ديـﭬـــــَت س تزيـــوين

اديـــــالــــي دارا أ يبــــها دزّيــــــن

تامزورت

اي تزعم تـــامزورت لالا ن تـــمــزار

تيــــويد امـكروس سي مزّيـــ-سْ دوار

س يــيلس ئي مّيـسن ئِـــهـرّو يـقـّار

س تنمــيرت ن يــوش انـــّالي ئـغـورار

ولتـماس فيــديـسس لالا ن تــاسارـن

تيــويد تامكروســت أيــتبـها دزيــن

سـي مزّيـ-سْ تــلاّ د لالا ن تـنجيـميـن

فــوسس ازطّـــا تيــطّ-سْ تيــبراتين

مامـــا ن تــاروا تـامدّورت تــدجـور

ف فــوس ن ومــقران اتــســدّر زور

ارا اتــّـامــدّورت مامــا دايــفسـ-سْ

تاغليــفت ن ومــقران دنــج اتمـورتـ-سْ

اشيــان د وخـــسا تامّيــرجزت ن ئــمي

تيـــزايت ن ؤعدـّيس تـدجّــور تــرنّي

اتــّافد مــامــا س تـــارا د لمــني

تــدّر ئـــي واراس تهـا تــا الالـــي

بــابـا اد مامــا ﭬـاع انـسن اغْــنان

س ؤمـكروس ئي غـلان س تمكروست ئي سوان

ايبــهان ئسْنيــن ديـّـارن ن يـيضان

امـّاس ن تغـمـرت خزرتن د ئــيسلان

اد جـينـاس ئـيسم دزور ن لـوالديــن

ايبـها د ئيــسم ديــس أيـفس ن الدّين

مــي يــلا ارا يـسمـ-سْ ن آت بكري

تيشليــ-سْ اتـّاليد تيـشلي ن ئـمغري

اوال امــزوار ديـــوش امقــران

يبـّيت تامـزوغـت امـّاس ن لــدان

تــابـرات وّول-س س ادّيـن تــواري

تـّالي-د دييضليسن ن وعزام د تمـوسني

وي ا لان يسـّيلي-د تاروا-س س لقـوران

يـﭽاسن ئـــسم ئي يـخس امــُقران

يـوشاسن مـاما ديـــخف ن تسدان

اشــّـا ادتافـن تــاجمي ئي عـلان

س اتـّاج وّورغ ديبرناس ن ييسلان

اوش ا مـقران احقظ ئيــد مـاما

اسيـسنت اس-و نلا ّديـــد بابا

26شتمبر2005

امازيغ

اسنـّـغ امـــازيغ دبـاب ن ومشـــان

ئـــزوران ادّرن لاش ديـسن اطــّان

انـّتــا ئي شـمرن اوال ن ٷمـقــران

سي اتـّوغن ميـدن كرمـن ئنـــغران

ساديـحرن دفــّر سوطــّايـاسد ئتـران

ساديبـش يـامـن ئني وي ترنــــان؟

منـّــاو اسّيـسن ٷليــن ديجــلدان

س ادّيـن اتّيــديوت اسمـلـّـن ٷسـان

تـاروا ن “رســتم” د ئـﭭن س ئنيـنـّو

د ئـﭭـن سـي يـغلب ئـي تــوتّــان انـو

ميـدّن دفـّر-نســن تـدول-د اتــزالا

ابريـد ن تموســني تـدﭽـور اتســـلاّ

افسـون تاوحديـت افســون تيـــلَـلاّ

اتـــسن س وولاون تـاوسسـت د تـزولا

نكلـــن تــادولي تيــفاوت اتــمـلاّ

رزمن تيـــويــرا س ئلـس اد تــاڒا

ٷهـو س يـيـدمـن ولا س ٷكـــرّا

ن تفـاوت د وزّالــن دوسـرغـي ن تيـرا

ارجــاز دمنّــاي ول يـلهـي س تلـماي

ابريــد دامــڦداي ايـدول دافـيــفاي

انــييّـي مانــش ادنـقـّـيـم ادّاي

سـاديـيـلي اـقران يـوري-انـغ الاي

ادّا امولود يونو(1)

ادا لمولود يـونـو كـّورزن ئــدمارن

شــرسـن ٷلاون خوضـن ئسافـّن

تيـط س ئمطـاون ول تــوفي اتخزر

وول س اون توسـست يقـّيــم-د يسمر

تاحجامــت تازدايت تتــّا اسـﭬرﭬر

تارمـــونت تاجمي سمـــاني اتـــنتر

ـــــــــــ

ـ
(
1)قصيدة في رثاء الأديب ،الانثروبولوجي و الباحث في الحضارة الأمازيغية الراحل مولود معمري(1917-1989).

زور د وار امــان مانش غاديــــدّر؟

ئيلغ تيـدواتيــن يقــّـيم-د يقــّور

تيــرا ئضلــيسن اﭽـّيـنت اشــور

تازيـري ســماني ساغاديــونو يور؟

ادا لمـولود وحد-س يـرزم تيــويرا

يــجـّ-د ئوالــن يــج-انغد تــيـرا

يســّالمدانـــغ اخسـا اد تـــــّرا

نــتـا ئي تـّوغـن ازّاضـنت تــيسيرا

س “ئغيل ئي توتـّـان”(1) يتـّـات وي اتـّتــّان

س ” ييــضس ن تيدت”(2) ارنيــنـاس د ادّان

تاغريت د لعفيــون” (3) واسـﭽــين امشـــان

س ” تمتـّانــت تازولالت” ن ات “زيـك ئي زوان

انـّـﭻ تـايـتـّـي س تيــتي ن ئجـلدان

وونـــي داي بــسّي ن ادّا المــــولود

تاستـّـيت س يـــغزر ئي واسـي يفــّـود

ا يــوش اي مقــران سيــفاو ئبـريدن

س تزيــري ئـــلان اد نـــيـر ن ؤلاون

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)،(2)،(3)، اشارة الى مؤلفات مولود معمري وهي كالتالي: الربوة المنسية،نوم عادل،العصا و العفيون.

http://agadaz.com/?p=4827

نبذة عن حياة الشيخ بابا السعد وعصره

- الشيخ بابه السعد الداوي* (ت: 442هـ / 1050م) من علماء ميزاب الأوائل أصله من زناتة، أخذ العلم بأريغ عن مؤسس نظام العزَّابة أبي عبد الله محمد بن بكر (ت: 440 هـ يوافقه /1048م)، ودرس عنده مبادئ هذا النظام.

- وصل إلى ميزاب سنة 438هـ/1046م، فأنشأ قصرًا في نفس السنة بجنوب مدينة غرداية - حاليا- قرب جبل تِيضَفْتْ، فسمَّي باسمه قصر بابه السعد.
- صمَّم نظاما لتقسيم المياه، ولا تزال دقَّته موضوع دراسة الباحثين وإعجابهم .
نكاد لا نجد معلومات مضبوطة عن حياته وآثاره في جميع المصادر التي اتَّصلنا بها، مع إجماعها على أنَّه عَلم من أبرز الأعلام في تاريخ ميزاب.
*المصادر:
*القطب: الرسالة الشافية، 60-62
*دبوز: نهضة الجزائر، 1/251
*أبو اليقظان: ملحق السير (مخ)
*متياز: مزاب (مخ)، 16
*مجهول: حول زيارة مشاهد ميزاب (مخ)، ق4.
*النوري: دور الميزابيين، 67
*أوبكة أحمد: م.ن.ت.م. (مخ).
*Atfyech: Notes historique, 1, 2, 3
*Louis D.: Les Machaikhs -Ghardaïa,1
ملاحظات:
* الداوي نسبة إلى غرداية وهو اختصار للغرداوي، وورد الداودي.
**اختلف في تاريخ وفاته اختلافا كبيرا فنجد 442 هـ / 1050م؛ ونجد 542هـ / 1147م. ويصعب تحديد الصواب من الخطإ، ذلك لأنه:

-أولاًّ: أخذ العلم عن أبي عبد الله محمد بن بكر (ت 440هـ/1048م)
-ثانيا: ذكرت المصادر وفوده إلى ميزاب سنة 438 هـ / 1046م
-ثالثا: عاصر أعلام القرن السادس منهم: با عبد الرحمن الكرثي، وأبا جعفر مسعود.

عاصر الشيخ بابا السعد الشيخ أبا عبد الرحمن بن محمد الكرثي والشيخ إبراهيم بن مناد العطفي وكانوا على مذهب المعتزلة وردهم الشيخ أبي عبد الله إلى مذهب الوهبية كما قرأت في مخطوط للشيخ عمر عبد الرحمن اليسجني بخط يده وأما أبو جعفر مسعود وهو الشيخ الحاج مسعود المعروف فجاء بعدهم كما يروى في الزيارة وربما كان المعاصر لهم هو أبو جعفر الحاج مسعود الزناتي والمعروف ببامحمد خادم أمه لتشابه الإسمين وهو كذلك لأنه معاصر للشيوخ الثلاثة وكان خلفا للشيخ بابا تمر في المسجد العتيق وقد ذُكر في آخر كتاب السير للبدر الشماخي عند ذكر شيوخ الإباضية من القبائل المختلفة ثلاثة شيوخ من بني مصعب وهم : الشيخ الحاج مسعود وهو بامحمد خادم أمه كما يسمى والشيخ با عبد الرحمن الكرثي والشيخ إبراهيم بن مناد وهم من قبيلة الزناتة وقد وصفوا بفقهاء وعلماء بني مصعب والغريب أنه لم يذكر معهم الشيخ بابا السعد لأنه معاصر لهم وكانت شهرة با عبد الرحمن الكرثي أكثر لأنه راسل بعض المشائخ المعاصرين له كالشيخ أبي عمار عبد الكافي ومراسلاته موجودة كما يذكر المؤرخون .
- وممن عاصر الشيخ بابا السعد الشيخ العلامة تبغورين بن عيسى الملشوطي له تآليف في العقائد والشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن بكر مؤسس حلقة العزابة صاحب التصانيف الجليلة في الفقه والرقائق كأصول القسمة وغيرها .

- فحياة الشيخ بابا السعد يكتنفها كثير من الغموض لأنه من الأوائل المعمرين في وادي ميزاب بعد إنشاء العطف وقبل نشوء القصور الأخرى وبما أنه كان معتزليا ورده مؤسس الحلقة إلى مذهب الإباضية كما مر نستنتج أنه كان يعيش في العطف ثم قدم إلى غرداية أما تاريخ ولادته وموطنه الأصلي ونسبه وسلالته وعقبه قيبقى محل بحث لعدم ورود ذلك في المصادر وشهرته كانت لشخصه الكريم فقط لبروزه في الميدان .
- أما القصر القديم المنسوب إليه فلم نجد تاريخا مضبوطا في تاريخ تأسيسه وقد قيل أنه خرب في سنة 530 هـ فهل أسسه في حياته أم أسس بعد مماته وهل حضر هو الفتنة التي ألمت بأهل غرداية آنذاك ويبقى السؤال مطروحا حول التاريخ الذي انتقل فيه أهل قصر غرداية محتمين بحماه ومتحصنيين فيه من العدو الغاشم وليس عندنا تاريخ مكتوب مضبوط في القضية إلا ما يحكى من التاريخ الشفوي الذي يحتاج منا إلى ضبطه وكتابته للاستعانة وربما قد يأتي بعدنا من يستشف الحقيقة ويكتشفها .
- أما ما ذكر عنه من تقاسيم المياه في ترجمته ففي قمة الجبل داخل أسوار القصر كما يظهر حتى يستفيدوا من أمطار المياه لأن واضع تقاسيم المياه المعروفة الشيخ حمو والحاج جاء بعده بقرون .
- ويظهر لنا من ترجمته المختصرة بساطة أهل زمانه ولنا أن تصور المجتمع آنذاك بدون نظام اجتماعي كحلقة العزابة وغيرها لأن النظم بدأ تطبيقها بعد وفاة الشيخ بابا السعد وتوالدت وزادت على مر الزمن حتى اكتملت في عصر الشيخ عمي سعيد الجربي ففي ذلك الزمان كانت السيطرة على المجمتع من قبل مشائخ الحلقات والناس في ذلك الزمان مشتغلون بالفلاحة والرعي ولم يكتب لهم الاستقرار بعدُ لكثرة الغارات والفتن ولم يوجد ما يجمعهم ويوحد شملهم ويرعى شؤونهم وأرى أننا نرجع ببطء إلى ذلك النمط المعيشي البسيط إذا بقينا في تشتتنا وصراعنا من أجل الفروع وأي حياة نرجوها إذا فقدت المساجد والهيئات العرفية مصداقيتها كما نرى ونسمع

- ومن المصادر المساعدة لضبط تاريخ حياة الشيخ بابا السعد محاضرة للأستاذ الحاج عيسى لخبورات في رحلة إلى جبل بابا السعد مع طلبة المعهد وأذكر منهم الحاج أحمد كروم ومن معه في صنوه من الطلبة وقد سُجلت في شريط سمعي وصف فيه الهندسة المعمارية للقصر القديم فوق الجبل واستكشف من خلال الأطلال والأثار سور القصر وبواباته وبروج الحراسة ووسائل الدفاع آنذاك وقد ذكر تاريخ قدوم العدو ووصف المعركة وما آلت إليه الأمور بعد ذلك وفي الشريط تكلم أيضا الحاج حمو عمي سعيد والحاج حمو أشقبقب يطلب الشريط من الحاج موسى بشير مسؤول التراث بالمعهد أو باحمد بوحديبة مسؤول التسجيل بالمعهد وقد كتب الأستاذ كروم الحاج أحمد وحمو بوكرموش ترجمة مفصلة عن حياة الحاج عيسى لخبورات موجودة بمكتبة المعهد ربما تجد فيها الإشارة إلى هذه الرحلة أو غيرها لأن الأستاذ متخصص في التاريخ الإسلامي .
- وأرى أيضا وجوب زيارة مكتبة الآباء البيض مع من يحسن اللغة الفرنسية ربما يكون فيها ما يساعد على استجلاء تاريخ الحقبة التي عاش فيها الشيخ بابا السعد مع عدم الوثوق بتاريخهم وإنما للاستعانة فقط وقد ذكرت مصدرين في المقدمة بالفرنسية للقطب وغيره عن مشائخ غرداية .
- وقد أشار الأستاذ الحاج سعيد يوسف إلى قصر بابا السعد في كتابه عند ذكره لتاريخ تأسيس غرداية كما بقي في ذاكرتي .

كتبه باحمد بن باسعيد الحاج سعيد النشاشبي
بمركز الباروني بغرداية في يوم السبت 25 جويلية ، 2009 م يوافقه 03 شعبان ، 1430 هـ


نساء خالدات

نسبة جابر بن زيد للاباضية

نسبة الامام جابر بن زيد الى المذهب الاباضي

نقلا من كتاب الإباضية ومنهجية البحث عند المؤرخين وأصحاب المقالات لمؤلفه الأخ الفاضل/ علي بن محمد بن عامر الحجري

يقول المؤلف في معرض رده على الدكتور محمد عبد الفتاح عليان الذي ألف كتاباً بعنوان " نشأة الحركة الإباضية في البصرة ومناقشة دعوى تأسيس جابر بن زيد لها وعلاقتها بالخوارج ".

وقد استفرغ الدكتور عليان كل ما أُوتيّ من جهد لنفي صلة الإمام جابر بن زيد بالفكر الإباضي، واعتمد على روايات لا تقوم بها حجة في عرض دعواه الزائفة وأقواله الباطلة. وإليك أخي القارئ الكريم هذه الروايات التي استند إليها وقول علماء الجرح في رجال أسانيدها.

الرواية الأولى:

قال ابن سعد: " أخبرنا سعيد بن عامر وعفان بن مسلم قالا: حدثنا همام عن قتادة عن عزرة قال: قلت لجابر بن زيد إن الإباضية يزعمون أنك منهم، قال: أبرأ إلى الله منهم، قال سعيد في حديثه: قلت له ذلك وهو يموت" . هذه الرواية لا تقوم بها حجة وذلك بسبب همام بن يحيى وقتادة بن دعامة .

همام بن يحيى بن دينار الازدي

".. قال الحسن بن علي الحلواني : سمعت عفان يقول كان همام لا يكاد يرجع إلى كتابه ولا ينظر فيه، وكان يخالف فلا يرجع إلى كتابه ثم رجع بعد فنظر في كتبه فقال: يا عفان كنا نخطئ كثيراً فنستغفر الله تعالى .. وهذا يقتضي أن حديث همام بآخره أصح ممن سمع منه قديماً، وقد نص على ذلك أحمد بن حنبل وقال أبو بكر البرديجي : همام صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به .. وقال الساجي : صدوق سيئ الحفظ ما حدث من كتابه فهو صالح وما حدث من حفظه فليس بشيء ." " .. قال أبو حاتم : ثقة، في حفظه شيء وكان يحيى القطان لا يرضى حفظه .. وقال محمد بن المنهال : عن يزيد بن زريع - وسئل عن همام ، فقال كتابه صالح وحفظه لا يسوى شيئاً . وقال عمرو بن علي : كان يحيى لا يرضى حفظه ولا كتابه ، ولا يحدث عنه .. "

قتادة بن دعامة السدوسي

قتادة بن دعامة مدلس من الطبقة الثالثة ، لهذا فإن روايته هذه لا يصح الاحتجاج بها لكونه يعنعن فيها عن عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي.

الرواية الثانية:

قال ابن سعد: " أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن محمد قال: كان بريئاً مما يقولون، يعني جابر بن زيد، قال عارم: وكانت الإباضية ينتحلونه"

هذه الرواية ليس فيها حجة لأحد على الإباضية وذلك لأن الإمام جابر بن زيد لم يذكر القوم الذين تبرأ منهم. وأما حمل قول محمد بن سيرين : " كان بريئاً مما يقولون " على الإباضية فهو تقول بلا دليل نطق به عارم بن الفضل الذي اختلط في آخر عمره. فقد قال ابن حبان: " .. اختلط في آخر عمره وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث به فوقع المناكير الكثيرة في روايته، فما روى عنه القدماء قبل اختلاطه إذا علم أن سماعهم عنه كان قبل تغيره فإن احتج به محتج بعد العلم بما ذكرت أرجو أن لا يجرح في فعله ذلك. وأما رواية المتأخرين عنه فيجب التنكب عنها على الأحوال. وإذا لم يعلم التمييز بين سماع المتقدمين والمتأخرين منه يترك الكل ولا يحتج بشيء منه. هذا حكم كل من تغير آخر عمره واختلط .. "

الرواية الثالثة:

قال ابن سعد: "أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبو هلال قال: حدثنا داود بن أبي القصاف عن عزرة الكوفي قال: دخلت على جابر بن زيد فقلت: إن هؤلاء ينتحلونك، فقال: أبرأ إلى الله من ذلك" · وجاء في التاريخ الكبير للإمام البخاري:" .. وقال أبو هلال حدثنا داود بن أبي القصاف عن عزرة الكوفي قلت لجابر بن زيد تنحل الأباضية قال أبرأ إلى الله من ذلك " · وجاء في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم " .. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان نا عبد الرحمن بن مهدى عن أبى هلال عن داود عن عزرة قال دخلت على جابر بن زيد فقلت إن هؤلاء القوم ينتحلونك -يعنى الإباضية- قال أبرأ إلى الله عز وجل من ذلك "

هذه الرواية التي ذكرها ابن سعد والإمام البخاري وابن أبي حاتم لا تقوم بها حجة لورودها من قبل أبي هلال الراسبي. أبو هلال الراسبي هو محمد بن سليم البصري " قال عمرو بن علي: كان يحيى لا يحدث عنه وكان عبد الرحمن يحدث عنه، وسمعت يزيد بن زريع يقول عدلت عن أبي بكر الهذلي وأبي هلال الراسبي عمدا .. وقال ابن أبي حاتم: أدخله البخاري في الضعفاء.... وقال النسائي: ليس بالقوي .. قلت [ ابن حجر ]: وقال ابن سعد: فيه ضعف … وقال أحمد بن حنبل: يحتمل في حديثه إلا أنه يخالف في قتادة وهو مضطرب الحديث، وقال الساجي: روى عنه حديث منكر، وقال البزار: احتمل الناس حديثه وهو غير حافظ. وقال ابن عدي بعد أن ذكر له أحاديث كلها أو عامتها غير محفوظة وله غير ما ذكرت وفي بعض رواياته ما لا يوافقه عليه الثقات وهو ممن يكتب حديثه"

الرواية الرابعة :

قال ابن سعد: "أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد قال: حدثنا همام بن يحيى عن ثابت البناني قال: دخلت على جابر بن زيد وقد ثقِل، قال: فقلت له: ما تشتهي؟ قال: نظرة من الحسن، قال: فأتيت الحسن وهو في منزل أبي خليفة فذكرت ذلك له فقال: اخرج بنا إليه، قال: قلت: إني أخاف عليك، قال: إن الله سيصرف عني أبصارهم، قال: فانطلقنا حتى دخلنا عليه، قال: فقال له الحسن: يا أبا الشعثاء قل لا إله إلا الله، قال: فقال: } يوم يأتي بعض آيات ربك {، قال: فتلا هذه الآية، قال: فقال له الحسن: إن الإباضية تتولاك، قال: فقال: أبرأ إلى الله منهم، قال: فما تقول في أهل النهر؟ قال: فقال: أبرأ إلى الله منهم، قال: ثم خرجنا من عنده" .

هذه الرواية لا تقوم بها حجة لأحد على الإباضية وذلك لورودها من طريق همام بن يحيى بن دينار الأزدي الذي ضعف حفظه يحيى القطان وغيره من علماء الجرح والتعديل .

الرواية الخامسة:

وجاء في تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب : " وقال داود بن أبي هند عن عزرة دخلت على جابر بن زيد فقلت إن هؤلاء القوم ينتحلونك يعني الأباضية قال أبرأ إلى الله من ذلك"

هذه الرواية منقطعة الإسناد، فكل من جمال الدين المزي المولود عام 654هـ وابن حجر المولود عام 773هـ ينقلان هذه الرواية عن داود بن أبي هند المتوفى عام 139هـ . فعلينا معرفة المصدر الذي نقل منه هذه الرواية كل من الإمام المزي والإمام ابن حجر قبل الاحتجاج بها.

تناول الأستاذ سامي صقر عيد أبو داود مسألة صلة الإمام جابر بالفكر الإباضي في أطروحته لنيل درجة الماجستير من جامعة آل البيت، فقد قال بعد أن أشار إلى روايات ابن سعد السابقة: " على أننا نجد عالماً معاصراً لابن سعد يقدح في هذه الروايات التي يتبرأ فيها الإمام جابر بن زيد من الإباضية، والخوارج، إذ نجد يحيى بن معين -وهو من كبار علماء الجرح والتعديل-يصرح ببطلانها، فهو يعلق على الرواية التي يرويها أبو هلال عن جابر :أنه يبرأ من رأي الخوارج، وعلى ما بلغه عن عكرمة مولى ابن عباس: أنه كان لا يقول برأي الخوارج، بقوله: "وهذا باطل" .

ويبدو أن ابن معين كان متثبتاً من معرفته بجابر وعكرمة، فقد نقل عنه ابن حجر قوله: " كان جابر إباضياَ، وعكرمة صفرياً" . تعليق ابن معين على رواية أبي هلال ينسحب على سائر الروايات التي تنفي صلة جابر بن زيد بالإباضية، لأن مجال نقد ابن معين إنما هو فحوى تلك الرواية. وعلى ضوء ما قاله ابن معين فإنه لا يمكن التعويل على رواية ابن سعد، وجعلها مستنداً لنفي صلة الإمام جابر بن زيد بالإباضية كما فعل محمد عليان.

ومن جهة ثانية فإن الواقع التاريخي يدل بوضوح على علاقة الإمام جابر بن زيد بالحركة الإباضية وقيادته لها؛ فتلاميذ الإمام جابر المقربين منه كان أكثرهم من زعماء الإباضية وأئمتهم فيما بعد، أمثال: أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة، والربيع بن حبيب ، وضمام بن السائب، وصحار العبدي، وجعفر بن السماك، وأبي نوح صالح الدهان.. . وكذلك فإن أراء الإمام جابر بن زيد الفقهية في شتى المجالات معتمدة عند الإباضية…"

فقول علماء الجرح في سند روايات ابن سعد ومناقشة الدكتور عوض خليفات لمتونها وكذلك قول الأستاذ سامي صقر حجج باهرة وأدلة قاطعة على بطلان مزاعم الدكتور عليان الذي حاول جاهداً قطع الصلة بين الإباضية وإمامهم جابر بن زيد.

وثيقة قديمة فيها اسماء القصور

c 7قديمة ذكرت فيها اسماء القصور كما هي متداولة باللغة الأمازيغية

تغردايت

آت يسدجن

آت مليشت

آت بونور

تجنينت

من له معلومات أخرى عن هذه الوثيقة والمرجع

ولاية غرداية حضارة...وأصالة

ولاية غرداية من بين الولايات الوطن الحديثة التي أنشئت طبقا للتنظيم الإقليمي لعام 1984 وتمتد هذه الولاية على مساحة 86.649 كيلو متر مربع يحدها من الشمال ولاية الأغواط التي كانت جزءا منها سابقا وجنوبا تمنغاست وفي الجنوب الغربي ولاية أدرار ومن الشمال الغربي ولاية البيض الجديدة ومن الشرق ولاية ورقلة.
ويقطن هذه الولاية حوالي 200 ألف نسمة موزعين على 13 بلدية وهي: غرداية ، متليلي ، المنيعة ، بريان ، القرارة ، العطف ، بنورة، الضاية ، زلفانة ، سبسب ، حاسي الفحل ، المنصورة الجديدة ، وحاسي القارة .
توجد عاصمة الولاية في موقع جغرافي استراتيجي ونوجد في ناحية تسمى جغرافيا بشبكة مزاب والعبارة شبكة تعبر أبلغ تعبير عن قسوة المكان وشبكة من حجارة تحرقها في الصيف شمس ملتهبة وتهب عليها في الشتاء رياح ثلجية آتية من الهضاب العليا .فشبكة مزاب هي هضاب صخرية تتخللها شعاب بينها فيها أودية وتمر عند فيضانها بسهول ضيقة المساحة.
ان شكل هذه المنطقة جغرافيا يكون وحدة عجيبة ومتكاملة من حيث المظهر الطبيعي تجعل من الشبكة منطقة جغرافية طبيعية متميزة ويزيد من هذا المظهر التكوين العمراني الجميل لقراها تلك القرى التي أصبحت اليوم بحكم النمو الديمغرافي المتزايد تشكل وحدة متراصة لا يفصل بينها مسافة خالية من العمران . فبعد أن كانت غرداية في زمن مضى مركزا للقوافل فقط أصبحت شيئا
فشيئا مركزا حضاريا هاما في الصحراء الجزائرية وهي اليوم تشتهر بسمعة عالية على المستوى الوطني لكونها مفترق طرق تجاري في الصحراء الكبرى ومركزا صناعيا ذا شهرة وطنية وملتقى سياحي خلابا وهي متميزة كذلك بمطارها الدولي العامر مما جعلها بلدا مفضلا للإقامة لكثير من المواطنين الجزائريين وهي زيادة على ذلك مهبط جميع السواح من مختلف أنحاء العالم.


? أصل السكان:

ان موضوع معرفة التاريخ الحقيقي المحدد لقدوم العائلات الموجودة حاليا في ولاية غردية يصطدم بأكثر من عقبة فمن ناحية أولى هناك نقص كبير في المؤلفات التاريخية التي تناولت العائلات القادمة الى هذه المنطقة وزمن قدومها وضمن أية ظروف تمت وهذا النقص لم تستطع تجاوزه المحاولات الفردية لبعض المهتمين في محاولة الكتابة عن تاريخ قدوم العائلات،ومن ناحية أخرى فهناك في ولاية غرداية نوع من التراث الشعبي النقول شفويا والمتعارف عليه في رواية أصل العائلات الساكنة في ربوع هذه الولاية ولكن الروايات تختلف نوعا ما ولكنها تتفق على أن السكان في هذه الولاية هم من العرب و البربر انتزجت دمؤهم مع مرور الزمن حتى أنه لا يمكن حاليا نسبة جماعة الى عرق محدد.
فالسكان الأصليون الدين قطنوا في ربوع الولاية غرداية قد قدموا من مختلف أنحاء الوطن الجزائري ومن مختلف أنحاء المغرب العربي الكبير كذلك.
ان السبب في تعمير شبكة مزاب أن قوما أتوا من تيهرت بعد سقوط الدولة الرستمية وبعد مكوثهم مدة من الزمن في وارجلان وسدراته استقر رأيهم أخيرا على الإقامة في هذا المكان المنعزل لاعتقادهم أن غيرهم لا يرغب فيه كثيرا فأحاطوا مدنهم بالحصون واحتموا بها من كل مهاجمة ومع مرور الزمن قدمت عائلات مختلفة من مختلف ربوع الجزائر والمغرب العربي الكبير فاستقرت في المنطقة وتكونت رابطة بين مختلف تلك العائلات وبحكم انعزال السكان في هذه المنطقة البعيدة عن مراكز الحضارة تكونت لديهم شخصية متميزة تتمثل في المحافظة على حياتهم المدنية ان هذه العائلات عند اجتماعها كونت ما يسمى بالجماعة الاباضية أما الجماعات الأخرى الساكنة في الولاية و المنتمية الى المذهب المالكي فهم المذابيح وهم سكان غرداية وكان لجدهم علاقات حميمة بشيخ الاباضية آنذاك والمسمى باباوالجمة.

وفي غرداية توجد جماعة أخرى من السكان يسمون بني مرزوق كانوا في العطف المدينة الأولى التي تاسست في مزاب ثم انتقلوا إلى غرداية فسكنوها وان منازلهم توجد في وسط لمدينة العتيقة بجوار منازل الاباضية .
وتوجد جماعة أخرى في ولاية غرداية يسمون الشعامبة قدموا من القطاع الوهراني ومن مختلف أنحاء الصحراء الجزائرية وعاشوا حياة بدوية ثم استقر معظمهم في قصر متليلي وفي القرن السابع عشر الميلادي كثر عددهم فرحل قسم منهم لتأسيس مدينة المنيعة فسموا بشعامبة موادحي أما هؤلاء الذين بقوا في متليلي فقد سموا بشعامبة برزقة.
وفي بريان يسكن اضافة الى الجماعة الاباضية أولاد يحيى وهم من السكان القدامى في المدينة وكانوا قبل ذلك في العطف فحلوا منها في وادي النساء ثم استقدمهم آل بريان وفسحوا لهم المدينة ومنهم كذلك آل دبابة وكانوا بني يزقن ثم انتقلوا الى بريان في الأزمة الأخيرة فسكنوها.
وفي مدينة القرارة يسكن إضافة الى الجماعة الاباضية أيضا أولاد الشرفة ومغازي وهم من المهاجرين القدماء إلى القرارة وهناك عائلات أخرى حلت في بعض مدن ولاية غرداية منذ قرن أو اقل وتعاملوا مع السكان ثم استحسنوا المكان فاستقروا فيه.
وباختصار فان المؤرخين قد أثبتو أن السكان في ولاية غرداية يكونون تجمعا من مختلف أنحاء الوطن الجزائري فكأن الأوائل يجدون الهناء والألفة أينما حلوا وارتحلوا ولا يرون بقعة من الجزائر ليست وطنهم .


? البنية العائلية للمجتمع :


ان نطاق العائلة ضيقا وسعة يختلف باختلاف المجتمعات والعصور فأحيانا يتسع حتى يشمل الجدود والأحفاد وأحيانا يضيق كل الضيق حتى لايتجاوز نطاق الأب والأم وأولادهما الصغار وهذا يدل على أن العائلة نظام اجتماعي تصطلح عليه الجماعات وليس نظاما طبيعيا لايقبل التعديل.

ومن ناحية أخرى فان وظائف العائلة تختلف باختلاف الهيئات والمجتمعات والعصور فهي قد تشمل كل الوظائف الاجتماعية من الاقتصادية وتشريعية وقضائية وسياسية وامنية كما هو الحال في الأسرة قديما وقد تضيق هذه الوظائف كما هو الحال في الأسرة الحديثة بعد أن انتزعت منها الدولة معظم سلطاتها القديمة.


? التقاليد والعادات:


إن التقاليد و العادات ببلاد مزاب تختلف عن غيرها من البلاد ، فلكلٍّ صبغة ووجهة و هدف ، إنها في وادي مزاب مطبوعة بطابعالدين الخالص ، بحيث لا يتسرب إليها تدجيل أو حذلقة أو تصوف مقيت أو جمود أو تزمّت عائق عن العادة النفسية ، و العمل لحياة مشرفة نظيفة بلا وقوف على ركن الرجعيات البالية و هجنة التقاليد المشوبة بالشعوذة ، و الإستسلام للتوكل الأجوف و العبادة الجافة البعيدة عن معاني الروح"


( حمو عيسى النوري ).


تقاليد المزابيين تتميز بالإعتدال ، فلاهي متشددة جامدة ، و لاهي فاسدة متأثرة بالغربيين.
نعرض لكم هنا بعض تقاليد و مناسبات المزابيين


? الأعراس:


تقام الأعراس في دار عشيرة الزوج , و تتسم أعراس المزابيين , بأنها خالية تماما من الاختلاط بين النساء و الرجال , و أنها خالية من الانزلاقات الشرعية , الذي تتصف به الكثير من الأعراس في العالم الإسلامي للأسف , كما أن أعراس المزابيين تكون جماعية دائما , و هذا لرفع الحرج عن الفقراء من العرسان في تحمل مشقة نفقات العرس .


? عيد الزيارة ، يَدَّر ، أو الربيع الأمازيغي :

عيد الزيارة هو عيد يستقبل فيه المزابيون فصل الربيع الجميل , و يشكرون فيه الله على نعمته طول الشتاء. يخرج فيه المزابيون مع العزابة في الصباح الباكر و يطوفون حول المدينة تالين لدعاء معلوم و هو : " بسم الله يا الله يا رحمن ، يا رحيم يا الله و ارحمنا " , و داعين الله أن يحفظ مدينتهم من كل شر ، يزور المزابيون أثناء هذه الجولة الأماكن التاريخية للمدينة ، و يرافقهم عالم أو شيخ عارف ، حيث يقدم لهم شرحا وافيا حول تاريخ تلك الأماكن ، كما يقومون بزيارة مقابر المدينة ، العتيقة منها و الجديدة ، و يترحمون على الأموات . هناك بعض الإستثناءات ، حيث تقام في بعض المدن المزابية نشاطات ثقافية متنوعة بالمناسبة ، يقدمها أعضاء الكشافة و مشاركون آخرون . يكون غداء يوم الزيارة عادة غداء عائليا في بساتين المدينة . تعتبر هذه هي الطريقة التي يحتفل المزابيون بها بالربيع الأمازيغي


? الزرابي التقليدية :


تنسج المزابيات نوعا جميلا من الزرابي ، و هو قديم ، كانت قديما تُنسج من وبر الجمال ، أو صوف الغنم ، ثم اقتصر نسجها على الصوف ، و تنسج الزرابي المزابية على المنسج التقليدي المزابي ، و تتعلم البنات النسج عليه في سن مبكرة . يغلب على الزرابي المزابية اللون الأحمر القاني المائل إلى البني و ترسم فوقه أشكال و رموز أمازيغية ذات أبعاد تاريخية و ثقافية و تراثية مختلفة ، وهذا هو النوع السائد بمْزاب . تقام لهذه الزربية في مزاب ، أعياد و مهرجانات خاصة ، إلى اليوم ، أشهرها : مهرجان الربيع للزربية المزابية بتغردايت ، و يقام كل عام بسوق المدينة.


اللباس التقليدي القومي المزابي :

إن أهم ما جعل الشعب المزابي الأصيل يظهر أمام باقي الشعوب هو تلك المجموعة من المميزات التي لا يمتلكها سواه , و منها بضع الخصائص الرئيسية التي ما فتئ المزابيون يدافعون عنها بكل ما أوتوا من قوة ضد تيارات الغرب المفسدة , و من مظاهر تمسك المزابيين بأصالتهم , لباسهم التقليدي , و الذي يواظب المزابيون على ارتدائه إلى يومنا هذا سواء في المناسبات أو غيرها , و عادة ما يعتبر من لم يلتزم بهذا اللباس في مزاب غريبا و شاذّا عن المزابيين و لو كان مزابيا .
و هذا الإلتزام إن دل على شيء , فإنما يدل على الروح المزابية الإسلامية الأصيلة , التي تأبى إلا المحافظة على الأصالة العريقة , و الوحدة و الأخوة التي يلتزم بها المزابيون , إذ أن ارتداء جميع المزابيين لباسا واحدا , بحيث لا يتميز غنيهم عن فقيرهم , يدل على روح الوحدة و الأخوة , و أنهم طبقوا حقا قول الله تعالى : " و اعتصموا بحبل الله جميعا و لاتفرقوا " , و يدل على أنهم رفضوا تماما التيارات الغربية المنضوية تحت اسم : ( العولمة ) , التي فسخت الشباب الإسلامي تماما إناثا و ذكورا للأسف الشديد .
يتكون اللباس المزابي التقليدي من سروال مترابط غير مفصل على الرجلين و هو منتشر في بوادي مصر و الشام , و طاقية بيضاء تطبيقا لسنة الرسول (ص) في تغطية الرأس ، و هناك كذلك القميص المزابي المعروف بـ : تاجربيت ، و قد تقلص استعماله إلى المناسبات .
يكون سروال أبيضا في المناسبات و الأعياد و أوقات الصلاة و الإجتماعات , أما في وقت العمل , فيرتدي المزابيون سروالا ملونا حفاظا على النظافة , و لا ينزعون الطاقية .
في أوقات الصلاة يرتدي المزابيون اللباس السابق ذكره , و يرتدون فوقه جبة بيضاء تعبر مرة أخرى على اتحاد المزابيين , و لايدخل مزابي المسجد عادة دون جبة بيضاء .

أما النساء , فهن يرتدين جميعا لباسا موحدا , عبارة عن قطعة قماش كبيرة تلفها المرأة حول جسمها كله , بحيث لايظهر منها شيء , و لا تترك إلا فتحة صغيرة حول العين لترى بها ، في صورة مميزة لتطبيق التعاليم الإسلامية .
لعل البعض يظن أن فرض اللباس الشرعي المحتشم على النساء جمود و جفاف ديني من المزابيين , إنما هو اتباع لتعاليم الدين الحنيف بحذافيره , دون أي مزايدة , كما أمر ربنا عز و جل .


لماذا الأبيض ؟ :


يرتدي المزابيون الأبيض لأنه هو الذي حبّب إليه الرسول (ص) في قوله : " عليكم بالبياض , ألبسوه أحياءكم , وكفنوا به أمواتكم " .
كما أن الأبيض جميل من أصله, لأنه لونه التفاؤل و الخير لدى كثير من المجتمعات , و الله يأمرنا بالزينة في المسجد في محكم آياته , إذ يقول : " خذوا زينتكم عند كل مسجد " , و لا يخفى على أحد أن الزينة تكون باللباس الأبيض الجميل , ثم أن اللون الأبيض سريع التأثر بالألوان , فإذا ما أصابته نجاسة سهلت رؤيتها و التعرف عليها .

? الفن المعماري المزابي:


يعتبر الفن المعماري المزابي من أهم المظاهر الحضارية لهذه المنطقة ، و هو جزء لا يتجزأ من الفن المعماري الأمازيغي الإسلامي عامة ، نظرا لأنه يشترك في عدة خصائص مع المعمار الشمال-إفريقي و الإسلامي .
و إن ما جذب العيون و العقول لعدة عقود لدراسة خصائص " ظاهرة مْزاب " ، هو ذاك التأثير الواضح للتعاليم الإسلامية و الإجتماعية على هذا الفن بمْزاب .
إن وفاء المزابيين لتعاليم الدين و القرآن الكريم ، قد امتد حتى إلى عمارتهم ، فظهرت تأثيراتها في مساكنهم و قصورهم ، في صورة رائعة للإستغلال الأمثل للطبيعة ، دون تبذير ، إذ تستعمل كل مادة لغرض معين مع الإحتفاظ بالشكل الجمالي .

نقدم لكم هنا عرضا موجزا لأهم خصائص المعمار المِزابي التقليدي ، مع الإشارة أن هذا النسق قد تغير إلى حد بعيد في المساكن المزابية الحديثة ( منذ ستينات القرن العشرين تقريبا ) ، مع الحفاظ على المكونات الرئيسية للمسكن المِزابي .


1- المدينة :


إن المدينة المزابية قد خضعت في تخطيطها إلى قواعد المدينة الإسلامية و الشمال-إفريقية عموما ، باعتبار المزابيين من أعرق شعوب الشمال الإفريقي .
أول ما يهتم به المِزابيون ، كان الموقع ، إذ كانوا يختارون لها موقعا مراعين في ذلك قدرة المدينة على الدفاع ضد المغيرين ، و وقايتها من فيضانات الأودية ، و الحفاظ على الأراضي الزراعية ذات التربة الطيبة .
و إن أول ما يشد انتباه الملاحظ للمدن المزابية الحديثة ( إبتداءا من تجنينت و انتهاءا بتيـ?ْرار ) ، توضّعها على روابٍ ( هضبات ) ، و هذا لا ينطبق على المدن المزابية القديمة .
و يرجع سبب ذلك للظروف الأمنية الصعبة التي عاشها المزابيون في ذلك الوقت ، إذ كانت بلادهم تقع في منطقة جيرانها لا يُؤتمنون ، إذ كانوا لا يعتمدون سوى على النهب و السلب في حياتهم ، و قد فصّل الشيخ علي يحيى معمر في هذا الموضوع في كتابه : الإباضية في موكب التاريخ .
في أعلى تلك الربوة ، يتوضع المسجد ، و اختيار المِزابيين هذا الموقع لإقامة المسجد لدليل على أهميته لهم ، إذ يشكل النواة المركزية و الروحية للقصر ، نظرا لوظائفه المتعددة ، فهو بجانب وظيفته الدينية ، يلعب دور قاعة الإجتماعات الهامة و المركز العلمي للمدينة و مخزن المؤن ، و المركز الدفاعي للمدينة ، إذ نجده في المدن المزابية محصنا و يصعب الوصول إليه ، و يعتبر مسجد آت بونور من أحصن المساجد المزابية .
بجانب المسجد ، تتدرج المساكن متلاصقة متلاحمة لا يعلو واحد على آخر على امتداد الربوة ، حتى تنتهي بمجموعة أبراج دفاعية و سور مُحصّن يحيط بكامل المدينة .

غالبا ما كان السور يتكون من ظهور منازل لا تفتح أبوابها إلا إلى الداخل ، أما في الإمتدادات الأخيرة للمدن المزابية ، أصبح بعضها يتمتع بأسوار مستقلة عن المنازل ، بينها و بين هذه الأسوار شارع عريض ، و يكون السور عادة سميكا من الأسفل و يتناقص هذا السمك كلما علا السور .
ذلك هو الحال بالنسبة لآت ايزجن ، المدينة المِزابية الوحيدة التي لازالت تحافظ على سورها كاملا ، حيث يبلغ طوله : 2500 متر ، و ارتفاعه حوالي 3 أمتار ، يختلف ارتفاع السور حسب موقعه ، حيث يكون مرتفعا في المنطقة المستوية أسفل الهضبة ، بينما يقل ارتفاعه في المناطق الشديدة الإنحدار منها ، و يتخلل السور فتحات للرماية ضيقة من الخارج و واسعة من الداخل ، حتى يتسنى لأهل القصر النظر إلى الخارج ، بينما يصعب للغرباء التجسس إلى الداخل .

أما الأزقة ، فهي عادة ذات ثلاثة أذرع عرضا ، روعي في عرضها أقل ما يكفي لتلاقي دابتين ، و لتمرير جنازة ، كما روعي في تخطيطها مقاومة الرياح و الزوابع الرملية ، و التقليل من مدة اشعاع الشمس أيام الحر ، و الإعتدال في انحدارها بحيث يمكن للسكان استعمال الدواب للتنقل و النقل . كما نلاحظ تسقيف بعض الطرقات ، وهذا لأهداف دفاعية ، منها أن العدو الراكب ، إذا تمكن من دخول المدينة ، فإنه لا يستطيع الوصول إلى المسجد ، قلبها و مركز قيادتها ، و مستودع الذخيرة و المؤن ، كما أن هذه التسقيفات ، تمكّن أهل المدينة من التنقل على السطوح من حي إلى حي ، دون اللجوء إلى الأزقة . و ربما كان الداعي لهذه التسقيفات
كذلك ، الحصول على المزيد من الظل صيفا ، و الوقاية من الرياح و الزوابع الرملية .

و هناك بعض الشوارع أكثر عرضا من غيرها، مزودة بمقاعد مبنية ، كانت قديما أسواقا للمدينة ، حيث أن المدن المزابية مرت بمجموعة من التوسعات على مدى تاريخها ، فرضها التزايد الديمغرافي للمدن ، و كان المزابيون في كل توسعة ينشئون سوقا و سورا و أبراجا جديدة للمدينة . و من أول اهتمامات المنشئين للمدينة كذلك ، حفر البئر العمومية ، التي لا يمكن تصور الحياة بدونها ، ثم تتلو هذه البئر آبار أخرى كلما امتد العمران . و الجدير بالذكر أن عملية الحفر هذه ليست بسهلة ، إذ تتم في الصخر ( في جميع المدن باستثناء تيـ?ْرار ) ، و على عمق قد يزيد على سبعين مترا ، و بالوسائل التقليدية . يراعى في مساجد مْزاب البساطة و التقشف و الإبتعاد عن كل ما قد يشغل المصلي عن الخشوع في عبادته ، حتى المحراب فإنه خال من أي زخرفة ، حتى في المساجد المبنية حديثا ، و هذا التزاما بتعاليم الشرع الإسلامي . و من أهم مميزات المسجد المزابي ، المئذنة ، التي يتخذها المزابيون عادة رمزا لهم نظرا لتميزها ، و قد اختارتها الشبكة المزابية رمزا كذلك . إن المئذنة المزابية من أهم ابداعات المهندس المزابي ن و قد استطاع أن يصدر شكلها إلى عدة مناطق في الشمال الإفريقي ، حتى المناطق الشمالية للنيجر و مالي . تنتصب المئذنة على شكل هرمي مقطوع ذي قاعدة مربعة ، على سبيل المثال فإن مئذنة تغردايت بها 122 درجة ، علوها 22 مترا، عرض قاعدتها 6 أمتار ، و عرض أعلاها متران ، سمك جدرانها يتناقص من متر واحد إلى 30 سم . بجانب المسجد تقع الميضأة و محاضر تعليم الصبيان ، و فوقه المخازن و السطح و مقر اجتماعات العزابة الذي يسمى تامنايت . تختلف مساحة و أهمية السطح من مدينة لأخرى ، حيث يعتبر سطح مسجد تيـ?ْرار من أوسعها ، مما أكسبه أهمية و وظائف أكثر ، حيث يستقبل جموع المصلين في الأيام الصيفية الحارة ، في صلوات الفجر و المغرب و العشاء .

أما السوق ، فقد زادت مساحتها لتصبح ساحة واسعة ، بعد أن كانت شارعا في الأنسجة المبدئية للمدن المزابية ، كما تطورت وظيفتها الإجتماعية ، إذ كانت أول الأمر مكانا لتبادل المنتجات بين أهل المدينة ، و بينهم و بين قوافل البدو التي تقصد التجمعات السكنية للتجارة ، ثم أصبحت بعد ذلك تؤدي وظيفة اجتماعية أساسية ، إذ هي المكان العمومي الوحيد بعد المسجد ، الذي يمكن لأهل البلدة أن يجتمعوا فيه ، و يتبادلوا الأخبار ، و يتفقدوا أحوالهم يوميا ، و يستريحوا من تعب العمل ، بالإضافة إلى ممارستهم البيع و الشراء .
تختلف أشكال مساحات الأسواق ، فإذا كانت سوق آت ايزجن غير منتظمة الشكل تحيط بها مقاعد مبنية ، فإن سوق تغردايت مستطيلة تحيط بها 98 قوسا متفاوتة الأبعاد ، طولها 75 مترا ، و عرضها 44 مترا .

2: المنزل:


هو العنصر الثاني في العمارة المزابية ، و هو العنصر الذي يظهر فيه خضوع المعمار المزابي بشكل كامل للتعاليم الإسلامية السّمحة ، و هذا ما سنوضحه في هذه الصفحة ، حيث سنوضح خصائص المسكن المزابي التقليدي بصفة عامة دون تفصيل .
المنازل المزابية التقليدية كثيرة التشابه ، مساحتها لا تتجاوز 100 متر مربع عادة ، تشتمل على طابقين و سطح ، و طابق تحت أرضي .
أول ما يُلاحظ عند مدخل المنزل هو العتبة ، و هي درجة صخرية متوضعة عند مدخل المنزل قبل الباب ، يبلغ ارتفاعها حوالي عشرة سنتيمترات ، هذه العتبة تقي الدار من دخول الأتربة الرملية ، و مياه الأمطار ، و الحشرات الضارة و خروج الهواء البارد أيام الحر الشديد .
يبقى باب المدخل عادة مفتوحا طول النهار ، إلا أن المار في الشارع لا يستطيع مع ذلك رؤية ما بداخل الدار ، نظرا لتصميم المدخل الذي هو عبارة عن رواق صغير ينتهي بحائط مقابل ، ليُكَوّن المدخل إلى وسط الدار منعرجا .

عند تجاوز المدخل الثاني تجد نفسك في رواق يسمى سقيفة ، به مقعد حجري منخفض بني للجلوس أمام المنسج صيفا ، و رحى تثبت في أحد زواياه لطحن الحبوب ، و الجدير بالذكر أن المنزل المزابي لا يحتوي على أثاث عادة ، حيث يكون أثاث البيت مبنيا .
من هذا الرواق تنقل مباشرة إلى وسط الدار المضاء بواسطة فتحة ( شبّاك ) تصل الطابق الأرضي بالطابق الأول ( السطحي ) ، منها تنزل أشعة لشمس و يجدد الهواء ، و تعتبر هذه الفتحة بديلا عن النوافذ ، إذ أن المسكن المزابي يعتمد على الإضاءة العلوية ، و نادرا ما يحتوي على نوافذ ، و إن وُجدت ففي الطابق السطحي ، و تكون عبارة عن فتحة صغيرة في الحائط .
تُصَمّم فتحات التهوية و الإضاءة بطريقة تجعل الساكن يستفيد لأطول وقت ممكن من أشعة الشمس ، خاصة شتاءًا .
تعتبر غرفة استقبال النساء " تيزفْري " أنسب موقع للجلوس حول وسط الدار ، هذه القاعة التي لا تكاد تخلو منها دار مزابية ، هي عبارة عن غرفة لها مدخل عريض نوعا ما ، لكنه بدون باب ، متجه نحو القبلة أو نحو المغرب للإستفادة أكثر من الضوء الطبيعي ، غدوا و أصيلا .
هذه القاعة لها دوران رئيسيان : أولهما إقامة المنسج الذي تصنع به الفرش و الملابس الصوفية ، ثانيهما أنها غرفة الأكل و سمر العائلة و استقبال النساء .
المطبخ فضاء صغير مفتوح على أحد جوانب وسط الدار ، و لا تكون له غرفة مخصصة عادة ، و يتكون من موقد حجري متصل بفتحة تهوية إلى السطح ، و تعلوه رفوف و أوتاد و بعض الكوات التي تستعمل لوضع لوازم و أواني الطبخ .
و يكون المطبخ ضمن وسط الدار بحيث لا تحس الجالسة أمام الموقد أنها في معزل عن باقي نساء الدار .
في إحدى جوانب وسط الدار ، يقع مدخل غرفة النوم الخاصة بربة البيت ، و بجانبه تقع عادة طاولة مبنية تحتها أواني الماء العذب و ماء الغسل .

بجانب مدخل وسط الدار ، نجد مطهرة و مرحاضا إلى جانبه مكان لربط المعزة التي تستر ما تبقى من فضلات الطعام ، و تجود بما تيسر من الحليب .
هذه المعزة كانت تنطلق كل صباح ( إلى وقت غير بعيد ) إلى حيث تتجمع فيه مع قطيع البلدة ، أين ينتظرها الراعي ، يخرج به في الشعب القريبة ، ليعود به بعد العصر إلى مدخل البلدة ، أين يفترق و تتجه كل معزة إلى دارها ، معتمدة على ذاكرتها التي لاتخطئ عادة .
هذا فيما يخص الطابق الأرضي ، و هو مخصص لاستقبال النساء نهارا عادة ، أما الطابق الأول ، و هو الطابق السطحي ، فيصعد إليه من مدخلين : الأول من أدراج تنطلق من وسط الدار تقع بجانبها عادة غرفة صغيرة لحفظ المؤونة و الأغذية ، و الثاني عن طريق حجرة صغيرة داخلها أدراج تقود إلى قاعة استقبال الضيوف الخاصة بالرجال في الطابق الأول ، هذه الأدراج المستقلة عن وسط الدار تجعل حركة الرجال ممكنة من الطابق الأول إلى الخارج بدون إحراج النساء غير المحارم .
بقاعة الإستقبال المسماة " لَعْلِي " أو " ادْوِيريتْ " نافذة متوسطة الحجم نلاحظها من الشارع فوق باب الدار .
تحيط بالطابق الأول من بعض جوانبه غرف للنوم ، علاوة على غرفة الإستقبال الخاصة بالرجال التي لها باب إلى وسط هذا الطابق .
الباقي من هذا الطابق فضاء نصفه مسقف و نصفه مفتوح إلى السماء ، يفصل بينهما عدد من الأقواس . النصف المسقف يسمى "إيكومار".
النصف المفتوح يحتوي بأحد زواياه على الفتحة المطلة على الطابق الأرضي ، و تكون محاطة بعتبة صخرية تتوسطها قضبان معدنية ، و لها نفس فوائد عتبة مدخل الدار .
الجزء المسقف " إيكومار " يحمل مع الغرف السطح الذي تقضي فيه الأسرة ليالي الصيف ، و تخزن في جانب منه الحطب اللازم للطبخ و التدفئة .
بالطابق الأول كذلك مرحاض إلى جانبه مغسل ، كما أن به مطبخا لمناسبات الأعراس و المآتم و ما أشبهها .

أما الطابق التحت أرضي المسمى بـ " الدّهليز " فالأدراج المؤدية إليه تكون من مدخل الدار ، و هو مكان مكيّف طبيعيا ، حيث يكون باردا صيفا ، و دافئا شتاءا ، و يستعمل كمكان للنوم عادة .
يستعمل المِزابيون في بنائهم الأقواس ، و تحتوي الأقواس غالبا على كوات صغيرة ، تفيد كحوامل أو رفوف لوضع الآلات المضرة للصبيان و غيرها .
لا تزال معظم المنازل الواقعة خلف سور المدينة المِزابية محتفظة بنفس الطراز القديم السابق ذكره إلى الآن ، سوى بعض التعديلات البسيطة التي أدخلت عليها حديثا ، كالبلاط ، و الكهرباء و الغاز ، بينما تحتفظ البيوت الحديثة بأساسيات الطراز المعماري التقليدي إلى حد بعيد .



بعض القواعد التي تحترم عند بناء المنازل :


هناك قواعد عامة و موانع في الفن المعماري المزابي أصدرها مجلس عمي سعيد (قديما) يلتزم بها كافة السكان منها :


- أن علو الدار لا يفوق 15 ذراعا .
- لا يسمح بإقامة الجدار على حدود السطح من الناحية الشرقية أو الغربية له كي لا يحرم الجار من ضوء الشمس ضحى و عشية .
- لا يجوز إسناد الدرج إلى جدار الجار إلا بإذنه ، و كذا المستراح أو مرابط الدابة إلا إذا سبق أحدهما الآخر ، فلا حق للجار الجديد أن يلزم جاره بتغيير الوضعية السابقة .
- لا يحدث أحد نافذة مهما كانت مساحتها إلا برخصة من الجيران ليحددوا له المكان الذي يمكن أن يحدث فيه هذه النافذة أو الكوة .
- في كل مدينة يعيَّن أمينان في عرف البناء ، إليهما ترفع الشكايات فيما يتعلق بالبناء .
إن الوصف السابق ينطبق على الدار الكاملة التي مساحتها نحو 100 متر مربع تقريبا . هناك عدد كبير من المنازل أقل اتساعا ، و تسمى بنصف دار ، مساحتها نحو 50 مترا مربعا .

إن بني مْزاب لم يشيدوا منزلا في أي مدينة من مدنهم ، إلا و رئيس جماعة البلدة لا يمتاز عن سواه لا في ملبسه و لا في مأكله و لا في سكناه ، و إن اتسعت داره فلكثرة عياله ، و هذا يدل ثانية على الروح الإسلامية التي أثرت على


الاثنين، 19 أكتوبر، 2009
http://atamzab.blogspot.com/

يحي بن قاسم باعامر

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

يحي بن قاسم باعامر، من مليكة

      كان تاجرا في العاصمة قويّ الشّخصية، عزيز النّفس، قام بأعمال جبّارة موفّقة، منها:

1-موقفه في التّجنيد الإجباري بوادي ميزاب سنة 1919م.

2-تموين الجيش العثماني من تونس في الحرب الإيطالية العثمانية بليبيا.

3-مساندته لولديه إدريس وأحمد في العمل بجنب الأمير خالد في حركته السّياسية.

4-في سنة 1912، أرسل إلى أمريكا آلافا من النّخيل من مزاب ونواحيه من نوع تَازِيزَاوتْ، فغرس منها في كَالِيفورنْيَا، فأتت بأجود تمر اشتهر في الأسواق العالمية. لمّا أثمرت، بعثت إليه الولايات المتّحدة بباخرة للسواح إلى الجزائر، لنقله إلى أمريكا، ليحضر في تدشين أوّل إنتاج من نخيلها.

5-قدّمت إليه عدّة نياشين، ولم يحفل إلاّ بالنّيشان الفلاحي الذي أهدته إليه فروع وزارة الفلاحة بالجزائر، لمّا شاهدت نخيلا غرسها في مدينة الأصنام (الشلف)، فأتت بأجود التمر من نوع الدالة، في حجم يفوق المعهود في الصّحراء.

توفّي في نحو الثّمانين من عمره، عام 1930م[5

------------------------------

 [5]-حمو عيسى النوري: دور المزابيين، الجزء الأوّل، 372.

 

].

يحيى بن حمو الواهج

c 7

و: 1318هـ / 1900م  ت: 1415هـ 1995م

نبذه عن حياته (1)
من أعلام مدينة بريان البارزين
عُرف بالانضباط والسخاء، ورح المبادرةواشتغل بالتجارة في تونس، فكان الأب السخيَّ للبعثة الميزابية بها، وقد تكفَّل بنفقات الكثير منهم أَيام الأزمة الاقتصادية وانقطاع المددعمل مباشرة مع أعضاء الحكومة المؤقَّتة بتونس منذ سنة 1955م، وكان مكلَّفا بتبليغ المصالح والملفَّات، ونقل الرسائل والأسرار بين الحكومة المؤقَّتة بتونس والولايات الجزائرية المختلفة.

 

كلمة بقلم ابنه  يوسف بن يحي الواهج

والدي العزيز: بمناسبة الذكرى الستين للثورة التحريرية الجزائرية، أوَّل نوفمبر 1954م، أرفع قلمي لأكتب عنكم، ليس ليقول الناس فعل فلان وعمل وعمل، أو أحبط عملكم بذكرها رياء وسمعة وتشهيرا، إنَّما والله أريد أن أقدِّمكم لأبنائي وأحفادي وشباب المسلمين قدوة ومثلا، لنتعلَّم ويتعلَّموا أنَّ المرء يستطيع أن يخدم وطنه ويساهم في بنائه وتطويره وترقيته، بما آتاه الله من قوَّة ومواهب، ومن الموقع الذي يتواجد فيه، ومن المنبر الذي يقف عليه.

فأنتم والدي العزيز، كنتم تاجرا بمدينة تونس الخضراء، وكنتم منها في خدمة الجزائر على ساحة الحركة الوطنية، وعلى ساحة الخدمات الانسانية، وعلى ساحة النضال الثوري، وعلى ساحة العِلْمِ والمعرفة.

ساندتم الحزب الدستوري بتونس عندما وقفتم إلى جانب الشيخ صالح بن يحي، والشيخ أبو اسحاق اطفيش (رحمهما الله)، وإلى جانب الشيخ أبي اليقظان إبراهيم (رحمه الله) في جهاده الاعلامي المتميز.

وجنَّدتم أنفسكم مناضلا ميدانيا ضمن مناضلي الحركة الاصلاحية الوطنية بالجزائر، التي قادها الشيخ عبد الحميد ابن باديس بالشمال، والشيخ إبراهيم بيوض بالجنوب، (رحمهما الله).

c 7

وكان أكبر همِّكم إعداد الرجل الذي يرفع الجزائر ويحميها ويخدمها ويطوِّرها بعد الاستقلال بالعلم والمعرفة، فجنَّدتم أنفسكم ونفيسكم لخدمة العلم وطلاَّب العلم ورجال العلم؛ خاصَّة تلك الجهود التي كنتم تبذلونها، والمخاطر التي كنتم تعرِّضون أنفسكم إليها في ظلِّ الاستعمار الغاشم، عندما كنتم تنقلون أبناء الجزائر إلى تونس، لينهلوا العلم من جامع الزيتونة العامر، ومعاهدها الراقية.

فجعلتم العديد منهم أبناء صلبكم، حتَّى سألكم أحد رجال أمن الحدود: كم عندكم من الأبناء، عندما تكرَّر الأمر؛ كما جعلتم منهم عمَّالا تسفِّرهم للاشتغال معكم في متجرك، بينما النية الحقيقية كانت التوجُّه إلى الدراسة.

وكنتم السفير والبريد والكفيل لهم، نيابة عن والديهم وأولياء أمورهم بالجزائر، تسهر على راحتهم وصحَّتهم ومسكنهم، وتنقل أخبارهم وأحوالهم إلى أهاليهم بالجزائر، وأخبار أهاليهم وذويهم، وأحوال الجزائر إليهم.

ولمـــــَّا نادى منادي الجهاد في الجزائر، وقامت ثورة أوَّل نوفمبر 54 التحريرية، لم تتردَّدوا أن تكونوا أحد الجنود الذين وهبوا أنفسهم لخدمة وطنهم.

فقلتم ها أنذا، عندما بحثت الحكومة الجزائرية المؤقَّتة المقيمة بتونس، عن شخصٍ يتميَّز بالأمانة والثقة والسرِّية والشجاعة، لنقل البريد والوثائق السرِّية الحسَّاسة من الحكومة المؤقَّتة، إلى قيادة الثورة بالداخل.

وأمام هذا الانضباط والنجاح في المهمَّة الخطيرة التي أسندت إليكم، سألكم المرحوم يوسف بن خدَّة، عندما كان رئيسا للحكومة المؤقَّتة، عن سرِّ نجاح مهمَّتكم، أجبتموه قائلا:

- المهمُّ سيادة الرئيس، أنَّ البريد يصل هناك آمنا، فلا تسلني عن السرِّ رجاء.

فزادكم إكبارا وتقديرا واحتراما.

والدي العزيز: كما قلت في بداية الحديث، لم أكتب اليوم عنكم لأحبط عملكم، معاذ الله، إنَّما كتبته إحياء واحتفالا بالذكرى الستِّين لثورة نوفمبر الخالدة، العزيزة على كل جزائري، والمثالية والقدوة لكلِّ ثوَّار العالم؛ كما كتبته لأجعل منكم قدوة ومثَلا لأبنائكم وأحفادكم وشباب أمَّتكم.

رحمكم الله رحمة واسعة، وأسكنكم فسيج جنانه، وتقبَّل منكم صالح أعمالكم قبولا حسنا. آمين، إنَّه سميع مجيب.

............................

(1) النوري: دور الميزابيين، 3/ 219-222 *باباعمي وباجو: مقابلة مع الشيخ عدون *خرفي صالح: رسالة بمناسبة وفاة المترجم له.

يوسف بن قاسم لعساكر