ما أروع مفدي زكرياء!
نحن من قمــــــــم الأوراس *** لسنا من نجـــــــــــــــد أو حلب
أجدادنا أمازيغ ولــــــــــــم *** يكونوا يوما من العــــــــــــــرب
قالوا الإســـــلام لبينا النداء *** قالوا العروبة قلنا كسيــــــلة أولى
واضح أن مفدي قال هذه الأبيات في وجه بعض المخلطين، لذا قد تبدو عنصرية من أول وهلة؛ باعتبار ما فيها من اعتزاز بالأمازيغية، ورفض للانضواء تحت اللواء العربي، لكن -في الحقيقة- تعبر عن وعي إنساني رائع، كيف ذلك.. فمن فطرة الإنسان أن يعتز بانتمائه الوطني "قمم الأوراس... أجدادنا أمازيغ"، ويحن إليه كلما هبّت ذكراه، كما أن من فطرته أن يستسلم لهذا الدين الإسلامي "لبينا النداء"؛ عندما يصل إليه في قيمه النقية، التي تستوعب الجميع فلا مصادرة للعقل ولا للعواطف ولا إكراه، ثم من فطرته أيضا أن ينبذ كل مَن يريد أن يلتف على هويته، ولو تقنع بالدين، فضلا عن شعار غيره "كسيلة أولى"!
لذا فالأبيات في معانيها الظاهرة، لا تبتعد كثيرا عن معاني الآية الكريمة {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، فالآية تقرر الأصل الإنساني الواحد، ثم تنوعه بعد ذلك، وتدعو إلى التعارف تحت مظلة الخالق الواحد، وكيف أن الأفضلية في تمثل مبادئ هذا الخالق {أتقاكم}.
-----------
Tags: الهوية