من مقابر ومصليات قصر آت مليشت

من مقابر ومصليات قصر آت مليشت (01)

Icon 07 تقع المقابر والمصليات خارج الأسوار وتشكل حاجزا أمام المد العمراني وهي تشكل مدينة حقيقية للأموات، إذ تمتد على مساحات شاسعة تحتوي على مصلیات جنائزية مغطاة وأخرى مفتوحة على الهواء الطلق، تقام بها شعائر دينية أثناء الجنائز وتستعمل لتلاوة القرآن وتوزيع الصدقات، كما أنها تكنى بأحد أسماء شيوخ المنطقة.

1. مصلى الشيخ سيدي عيسی: الشيخ أبو مهدي عيسى بن إسماعيل بن موسى

يقع مصلى الشيخ سيدي عيسى بالمقبرة التي تحمل اسمه والواقعة شمال قصر آت مليشت. وهو عبارة عن فضاء للصلاة غير مغطى، به أضرحة الشيخ وعائلته، ويشرف على وادي مزاب كما يوفر للزائر مناظر شاملة على المنطقة، وكان هناك مسجد (مصلی مغطى) بجانب فضاء الصلاة لم يبقى منه سوى بعض الأطلال.

الشيخ أبو مهدي عیسی بن إسماعيل بن موسی الذي توفي عام 971ھ الموافق لسنة 1564م، أخذ العلم عن شيخ زمانه بوادي مزاب: الشيخ عمي سعيد الجربي، وهو من أنجب تلاميذه، وأخذ عنه أيمة ومشايخ منهم: الشيخ محمد بن زکریاء الباروني النفوسي، والشيخ داود بن إبراهيم التلاتي الجربي، والشيخ بامحمد بن عبد العزيز اليسجني، والشيخ أبو زكرياء بن أفلح، والشيخ سعيد بن علي، و الشيخ حيو بن دودو.

استقر به المطاف في قصر آت مليشت. ولا يستبعد أن يكون شیخه هو الذي وجهه إليها إحياء للعلم بها، وهي المهمة التي تولاها الشيخ عمي سعيد الجربي بتغردايت خاصة ومزاب عامة.

اشتهر الشيخ أبو مهدي عیسی بالعلم والاجتهاد والورع. وقد تولى مشيخة آت مليشت في عهد أستاذه، فكان دأبهما أنهما يجتمعان كل يوم في مشهد مشهور بین قصري آت مليشت وتغردايت، يعرف إلى اليوم باسم «أَدْجَّايَنْ»، يتذاكران العلم، وله مؤلفات عديدة في مختلف فنون العلم.

2. مصلى الشيخ عبد الرحمان الكرتي المصعبي الشهير بــ با عبد الرحمان القرن 6ه / 12م

يقع المصلی بین قصري مليكة وبنورة، وله شكل مستطيل، ويتكون من مستوى واحد يحتوي قسم قديم بثلاثة مجموعات من الأقواس متوازية مع جدار القبلة وكذلك القسم المضاف، ويحيط به فضاء غير مغطى.

الشيخ عبد الرحمان الكرثي من علماء وادي مزاب في القرن السادس الهجري، تتلمذ على يد الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن بكر حسب ما تذكره بعض المراجع. كما يعد من المعتمرين الأوائل للمنطقة، كان ينشط في مليكة، حتى صارت منارا للعلم يقصدها الطلبة من جميع قرى وادي مزاب. وأوردت له كتب السير رسالة بعث بها إلى علماء وارجلان، يستفتيهم في مسائل العقيدة، كاليقين والقدر وأشراط الساعة، فأجابه عنها أبو عمار عبد الكافي التناوتي.

له مصلى لا يزال قائما قبلة قصر مليكة، وفيه كانت تعقد جلسات المجلس الأعلى لمزاب، كما تقام فيه التجمعات الدينية النسوية المعروفة بــ مؤتمر «لا إله إلا الله».

3. مصلى الشيخ الحاج مسعود:

يقع المصلی شمال قصر مليكة، ويتكون من طابق أرضي وهو مستطيل الشكل وبه عمودین مرکزیين يحملان العقود والسقف الذي هو عبارة عن قبب مسطحة مغمورة في داخله، وبه محراب نصف دائري بارز إلى الخارج، كما يحيط بالمسجد فضاء للصلاة غير مغطى.

الشيخ أبو جعفر الحاج مسعود الزناتي جاء من جبل نفوسة مع أخيه الحاج محمد سنة 470ه / 1083م، تولى منصب إمام بلدة غرداية ويأتي إلى أغرم أنواداي لتعليم الطلبة ويعتبر أكبر شخصية في بني ويرو توفي عام 563ه / 1167م.

---------------------------- 

(01)كتيب سلسلة قصور غرداية "قصر آت مليشت"، إعداد ديوان حماية واد مزاب وترقيته، ص18-22.

المصدر nir-osra.org

Tags: تأريخ, حضارة, إجتماع, الفن المعماري, الهندسة المعمارية