أصول المزابيين 17: زناتة مزاب بدو بسطاء

أصول المزابيين 17: زناتة مزاب بدو بسطاء

Icon 09

لما كلّف العالم الجربي التونسي فصيل بن أبي مسور تلميذه أبو عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي بإعداد نظام تربوي اجتماعي ينخرط فيه من بقي من أتباع المذهب عوضا عن نظام الإمامة , اعتكف في تقيوس أربعة أشهر يخطط , و لما انتهى من وضع ملامسه رأى أن يشرع في تطبيقه بوادي أريغ , و رأى أن الناس هناك أرق أفئدة و أنقى سرائرا , و بالفعل هُيّئ له غار تينّيسلي بقرية تيجديت التي تسمى الآن بلدة اعمر فشرع في التدريس و تكوين أسس الحلقة العلمية و الأنظمة الإجتماعية .

وكان يذهب في الربيع رفقة تلامذته و مواشيه إلى وادي مزاب , و ينشر أفكاره بين الزناتة المعتزلة , وكان يبسّط لهم العلم , عكس المعتزلة الذي هو مذهب نخبوي لا يفهم تجريداته العقلية إلا القليل .

ويذكر الشيخ متياز أن أهل قرية بوكياو كانوا الأكثر استماعا له , و أنه لقي صعوبات في قرى أخرى حتى أن الشيخ بابا السعد المتأثر بأفكاره وُجِد مقتولا في قرية تيضفت .

و يظهر لنا أن الناس هناك تطوروا من حياة الترحال إلى الاستقرار ومن سكن الغيران ثم الخيام ثم الأكواخ إلى بناء قرى و دور و أسوار .

و يروي الدرجيني عن كيفية تبسيط الفرسطائي للدين بتركيز فتاواه عن طريق ضرب أمثلة محسوسة من الواقع الصحراوي البدوي بعيدا عن الأفكار التجريدية للمعتزلة القصة التالية :

" ذُكر أن سائلا منهم سأله ما تقول في حلال خالطه الحرام أيوكل منه ؟ قال : ما ترى في حجر دخله جربوع و دخلته حية , كلاهما بمرأى منك, أتدخل فيه يدك طلبا للجربوع ؟ قال : لا أفعل مخافة الحية ,قال : وكذلك ما سألت عنه " الدرجيني الطبقات 1/184

صورة لبقايا قرية تلزضيت

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

Tags: الهوية, تأريخ, حضارة, الإباضية, إجتماع, تراث