بنو مزاب في الجزائر العاصمة 1830م

charles V 2العهد الثّالث

الشيخ أمحد توفيق المدني: «الباشا راسل سائر النواحي الجزائرية، فأجابته بأنّها مستعدّة لإرسال رجالها للحرب... وأرسل المزابيون (مع أمنيهم في العاصمة) ألف رجل للمشاركة في الدفاع، وتجمّعت الجموع كلّها في اسطاوالي، بينما تمكّن الجند الفرنسي يوم 13 جوان 1830 من النزول إلى البرّ داخل شبه جزيرة سيدي فرج وتحصّن بها دون مقاومة تذكر» (1)  

ويضيف حمو عيسى النوري:«إنّ المجاهدين الميزابيين استماتوا في الدفاع في الساعات الأولى من الهجوم على الجيش الفرنسي. وقد سقط منهم عدد كبير في ميدان الشرف، وفي مقدّمتهم البطل طفيش داود بن يوسف شقيق قطب الأئمة. ولهؤلاء الشهداء مقبرة في اسطاوالي في ساحة طمست آثارها(2). 

وممّن شارك في الدفاع عن العاصمة في هذه المعركة جدّ الشيخ مطياز إبراهيم من الأمّ عيسى بن موسى الأمين الذي جرح ونقل إلى مزاب. واستشهد أخوه محمّد بن موسى وجدّ الشيخ مطياز من الأب كذلك (3) 

ومن الشهداء أيضا محمّد بن الحاج يحي جدّ الشيخ القرادي الحاج إبراهيم، وممّن انسحب من العاصمة مع الفلول التي ارتأت أن تتجمّع خارجه المواصلة الدفاع، السيّد سليمان بن كاسي الملقب بالمجاهد، و الذي أُسر في بلد القبائل، ثمّ توفي في بلدته القرارة.

ونجد العدو يشهد أنّ آخر حامية استمرّت ترسل نيرانها، بعد احتلال العاصمة، هي حامية المزابيين بجبل سيدي بَنُّورْ. يقول الجنرال فيفان الفرنسي وزير المستعمرات:«نحن الفرنسيين نعلم أنّ الجزائر لم يدافع عنها بحقّإلاّالمزابيون. فإنّ آخر قوّة بقيت تدافع بعد استسلام الداي، استسلام ذل و صَغَار، واحتلال العاصمة، واستمرّت ترسل نيران مدافعها، هي قوّة الميزابيين بجبل سيدي بَنُّورْ» (4)

ولمّا ورد خبر سقوط العاصمة في يد الفرنسيون مكث المزابيون ثلاثة أيام لم توقد نار بيت من بيوتهم، لا حزنا على شهدائهم ، بل تقديرا لفداحة الخطب.

-------------

(1) كتاب الجزائر، 46.

(2) حمو عيسى النوري: المصدر السابق، 248.

(3)  إبراهيم مطياز: تاريخ وادي مزاب، 86.

(4) حمو عيسى النوري: المصدر السابق، 253.

Tags: الهوية, تأريخ, حضارة, الجزائر, جغرافيا