من هم بنو مزاب؟
من هم بنو مزاب؟
المزابيون:
يعـتبر المزابيون أحد المكوّنات الأصيلة للشعب الجزائري والذي تربطه به روابط وثيقة وصلات متينة كما يتميّز بخصائص فريدة، فالمزابيون أحد فروع قـبيلة زناتة المازيغية المعروفة والتي استوطنت المغرب الأوسط منذ أحـقاب بعـيدة، كما أنهم ينتمون ضمن زناتة إلى فرعي: واسين وبادين، وعن ذلك يقول بن خلدون:
(...وتشعـبوا إلى شعوب كثيرة فكان منهم: بنو عبد الواد وبنو توجين وبنو مزاب وبنو أزردال يجمعهم كلهم نسب بادين ...وكانوا كلهم معروفين بين زناتة الأولى ببني واسين قبل أن تعـظم هذه البطون والأفخاذ وتـتشعّـب مع الأيام)(1).
ويقول الأستاذ الحاج سعيد يوسف في ذات الصدد:
( ..إن بني مزاب أمازيغ، ويطلق على الأمازيغ كذلك اسم البربر... تتفرّع زناتة إلى فروع والتي من بينها واسين، ومن بطون واسين بنو مرين وبنو راشد وبنو بادين ومن أحفاد بادين بنو مزاب..)(2).
إذا كان هـذا النصان السالفان قـد قـدّما لنا لمحة مفـيدة عن الانتماء العرقي للمزابيين فإن التعريف بهم كـفئة لها خصائصها في الجزائر لا يتمّ إلا بإضافة لمحة عن خصائهم المذهـبية إذ يـعتنق المزابيون المذهب الإباضي الذي يعـتبر أحـد المدارس الإسلامية التي وضع أسسها وشكّل ملامحها أحد كبار التابعـين وهو الإمام جابر بن زيد رحمه الله، وقـد وصل المذهـب إلى المغرب الإسلامي في بدايات القرن الثاني الهجـري وأخـذ به الناس «...والإباضية تقوم على العـقـيدة الإسلامية الأصيلة ولا علاقة لها بالجـنس والعـرق والدّم إطلاقا... ولم تظهر في المنطقة [مزاب] إلا مع بداية القرن الرابع الهجري..»(3).
المزابي:
ممّا مرّ ذكره يمكـننا القول أن المزابي هـو ذلك المازيغي الزناتي الذي يمتـد وجوده بامتداد وجود هـذه الأرض الجزائرية وهـو نفسه ذلك المسلم الإباضي الذي صار كذلك منذ بداية القرن الرابع الهجري فامتزج فيه العنصران حتى صارا يـعـبّران عن شيء واحد.
-------
(1) عبد الرحمن بن محمد بن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ن: بيت الأفكار الدولية، اعتنى بإخراجه: أبو صهيب الكرمي، د ط ، ص: 1835.
(2)يوسف بن بكير الحاج سعيد، الهوية الميزابية – أهم عناصرها وتشكلها عبر التاريخ- ، ن: المطبعة العربية، ط 01، 1432هـ/ 2011م، ص 07.
(3) بكير بن سعيد أوعوشت، وادي مزاب في ظل الحضارة الإسلامية، ن: المطبعة العربية، ط 01، 1991م، ص 30.
المصدر: أ. أحمد بن داود امعيز الحاج أحمد، بنو مزاب بالعاصمة بين التنوع اللغـوي والانسجام الاجتماعي: 1514-1830م.
من هم بنو مزاب؟
ⴰⵜ ⵎⵥⴰⴱ
المزابيون هم شعب أصيل ملتزم سكنوا منذ أقدم العصور بمنطقة مزاب و هي منطقة صخرية صحراوية تقع جنوب الجزائر بـ 600 كلم و هي منطقة قديمة جدا منذ العصور الحجرية و قد وجدت أكثر من 2900 أداة استعملها الإنسان البدائي في المنطقة .
يقول الشيخ مبارك الميلي: " ومن أفخاذ بادين مصاب، بالوطن المعروف بهم، المدعو اليوم مزاب. والزاي والصاد متقاربان"[1].
ومصاب هذا هو مصعب بن محمّد بن بادين، انتقل بنوه إلى الشّبكة مع بني إخوته عبد الواد وتُجِينْ وزَرْدَال، وهم من الطبقة الثّانية من زناتة.
حسب الشيخ أبي إسحاق طفيش، فإنّ هجرة بني مصعب إلى بلاد الشّبكة تمّت في القرن الثّاني من الهجرة[2]، ووقعت لأسباب سياسية حسب رأي ابن خلدون[3].
ينقل الشيخ مبارك الميلي عن ابن خلدون (1332م- 1406م) قوله:" وقصور مصاب سكانها لهذا العهد شعوب بني بادين، من بني عبد الواد وبني تُوجينْ ومصاب وبني زَرْدَال، فيمن انضاف إليهم من شعوب زناتة، وإن كانت شهرتها مختصة بمصاب".
ويمضي الشيخ الميلي قائلا:" وبنو عبد الواد الذين بمزاب من بني مطهر بن يمل ابن يزقن بن القاسم. وقال أوب رأس: بمزاب لماية وأخلاط من صنهاجة وغيرهم".
وعلاقة النّسب هذه بين بني مزاب وبني عبد الواد تجرّنا إلى إدراج الحادثة الآتية: لمّا احتلّ تلمسان السّلطان المريني أبو فارس عبد العزيز عام 772هـ/ 1370م، خرج منها سلطان بني عبد الواد عليها أبو حمو الثّاني، متنقلا متشرّدا في بلاد الصّحراء إلى أن التجأ إلى وادي مزاب أين شعر بالأمان[4].
استضافته بلدة العطف في محلّ يطلّ على ساحة السّوق، اشتهر بـ(دار سلطان).
أمّا سبب تحريف مصعب إلى مزاب فلأنّ من البربر من لا يستطيع النطق بالعين محقّقة، وإنّما ينطق بها همزة، وقد يسهّلها إلى الألف. ونجد ذلك جليّا في بعض المخطوطات القديمة التي نقرأ فيها أَمِّي سعيد وأَمِّي عيسى، بدلا من عمّي سعيد وعمّي عيسى. ثمّ إن تقارب مخارج الصاد والزّاي والضّاد من جهة، وتعدّد اللّهجات الألسنة من جهة أخرى، وتقادم العهد من جهة ثالثة، أدّت إلى اختلاف النّطق لهذه الكلمات، فقالوا مصعب ومُصَاب ومُضَاب ومْزَاب ومِيزَاب. ممّا يؤيّد هذا الرّأي إبدال بني مزاب للصاد زايا مفخّمة في بعض الكلمات العربية، مثل الصّلاة والصّوم، اللتين أصبحتا تْزَالِيتْ وَأَزُمِي.
وهناك من يرى أنّ كلمة مْزَابْ هي ذاتها كلمة زَابْ، ويستدل على ذلك بكون التوارق يقولون، دون تمييز: زَابْ ومْزَابْ ونْزَابْ.
وكذلك توجد في وادي مزاب عائلات إلتجأت من تيهرت بعد سقوط دولة بني رستم إلى مزاب وهناك بعد عائلات قدمت من وارجلان بعد تخريب ابن غانية لها وافساد نظام الري فصارت وارجلان قبرا بعد أن كانت عامرة زاهرة وهناك عائلات معروفة قدمت من جبل نفوسة ومن جربة في عصور مختلفة معروفة".
يقول أبن خلدون : "بنو يفرن هؤلاء من شعوب زناتة واوسع بطونهم وهم عند نسابة زناتة بنو يفرن بن يصلتين بن مسر بن زاكيا بن ورسك بن الديرت ابن جانا وأخوته مغرواة وبنو يرنيان وبنو واسين من ذريتهم بنو زيان ملوك تلمسان".
يقول في صفحة 12 من الجزء السابع ط دار الكتاب "ومن بني واسين هؤلاء بقصور مزاب على خمس مراحل من جبل تيطري في القبلة بمادون الرمال وهذا الأسم للقوم الذين اختطوها ونزلوها من شعوب بني بادين وسكانها لهذا العهد شعوب بني بادين من بني عبد الوادى وبني توجين ومصاب وبني زروال فيمن يضاف إليهم من شعوب زناته وأن كانت شهرتها مختصة بمصاب ومنهم بجبل أوراس طائفة معروفون بين ساكنيه".
----------------------------------------
[1]_ تاريخ الجزائر في القديم والحديث، الجزء الثاني، 214.
[2]_ المنهاج، 156.
[3]_ حمو عيسى النوري: دور الميزابيين، الجزء الأول 27.
[4]_Revue africaine n°37 , 373 وعبد الرحمن الجيلالي: تاريخ الجزائر العام، الجزء الثاني، 185.
Tags: الهوية, تأريخ, حضارة, الإباضية, قيم, سياسة, إجتماع, تراث, سياحة, عادات تقاليد