شروق أونلاين تاريخ مزاب

من نحن المزابيون :


المزابيون : نحن شعب أصيل ، سكنا منذ أقدم العصور بمنطقة الشبكة و نسبت إلينا و هي منطقة صخرية صحراوية تقع جنوب الجزائر بـ 600 كلم و هي منطقة قديمة جدا منذ العصور الحجرية و قد وجدت أكثر من 2900 أداة استعملها جدّنا الإنسان المزابي البدائي في المنطقة .
نمتاز بالتمسك بالدين و الإلتزام و الخلق الحسن و لا نصدر أمرا إلا إذا وافقه الدين و الشرع .
ننحدر نحن المزابيون من قبيلة مصعب الأمازيغية من قبيلة زناتة ، و كلمة -مزاب- محرفة من كلمة - مصعب - و سبب تحريف مصعب إلى مزاب أن الأمازيغ و نحن المزابيين خاصة نحرف الصاد زايًا في العربية ، كالصلاة مثلا التي نسميها تْزَالِّيتْ .
من هنا جاء التسلسل النطقي للكلمة ، فقلنا مصعب ثم مصاب ثم مزاب و مزاب.
و مصعب هو مصعب بن بادين انتقل بنوه إلى الوادي في العصر الحجري و استقروا به مع أولاد عمهم عبد الواد و عائلات أمازيغية أخرى فيه نظرا للظروف الملائمة للعيش به.
و قد نسبت المنطقة إلينا نحن المزابيين فسميت : بادية بني مصعب أو وادي مصعب أو وادي مزاب أو مصاب .
نقرأ القرآن الكريم كأهل المغرب برواية ورش عن نافع .
إداريًا يقع وادي مزاب في ولاية تغردايت ( التي حرفت إلى : غرداية ) تحت الرقم : 47 .
و للتعرف أكثر على تاريخنا اذهب إلى صفحة تاريخنا .


من نحن الأمازيغ:

نحن الأمازيغ أبناء مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام .
كنا أول عهدنا في العصور البدائية بالشام مع أبناء عمنا فلسطين فوقعت بيننا و بينهم حروب ، فهاجرنا نحن الأمازيغ من الشام ، و سرنا إلى المغرب عبر مصر و استوطناه في العصر الحجري و عمرناه من غرب النيل إلى المحيط الأطلسي .
ننقسم نحن الأمازيغ إلى قسمين : البرانس و البتر ، كل فرع يتشعب إلى قبائل كثيرة لا تحصى ، فشعب زناتة الذي ينتمي إليه بنو مصعب هو أحد شعوب البتر .

و قد كان المصعبيون يسكنون بجوار منطقة نفوسة في ليبيا ثم إلى جبال الأوراس بالجزائر ، ثم إلى منطقة مليانة ثم إلى ورجلان (ورقلة) ثم إلى وادي مْزاب .

لغتنا المزابية:


أصل لغتنا المزابية زناتية و هما تتفرعان من اللغة الأمازيغية الأصلية الأصيلة ، و لغتنا المزابية قريبة من القورارية و الشاوية و الشلحية و النفوسية.
من خصائصها الإبتداء بالساكن للأسماء مثل قولنا (تْمَارْتْ) للِّحية و ( تْفُويْتْ) للشمس و من خصائصها كذلك اجتماع ساكنين في نهاية الكلمة كما في المثالين السابقين.
تاء التأنيث تكون في أوّل الإسم فنقول )تَبَجْنَ) للرأس . و قد يكون المؤنث في لغتنا المزابية مختوما بتاء كذلك ، و من ذلك قولنا (تْوَارْتْ) لأنثى الأسد.
كما أنّ من خصائصها عدم وجود صيغة التثنية و تستبدل بصيغة جمع كما في كثير من اللغات .
إن لغتنا المزابية غنية بالأمثال التي تغني عن الكلام الطويل مما يدل على حكمة أجدادنا مثل :

( وِيُّوفِينْ وَلْيَطِّيفْ أََدِبْرَسْ وَلْيَتِّيفْ) و معناه : من وجد و لم يقبض بَحث و لم يجد ، و نضربه لمن يضيع الفرص .
و من الكنايات المزابية قولنا : ( يَقَّنْ سْوُولْمَانْ) ومعناه : مربوط بخيط واهن ، و هو كناية عن عدم إحكام الأمور .
و لنا نحن المزابيين قصائد شعرية نتغنى بها في المناسبات كوقت الدرس للفلاحين ، و أوقات النسج للنسوة ، و في الأعراس ، و الأعياد الدينية.
تأثرت لغتنا المزابية كثيرا بالعربية لغة القرآن الكريم ، لكن الألفاظ المقتبسة منها لم تبق على هيئتها الأولى بل صغناها على قواعد لغتنا و ركبناها تركيبا جديدا ، فانسجمت مع لغتنا المزابية ، و صارت جزءا منها ، و خرجت من نطاق اللغة العربية ، لا ينتبه إليها إلا من عرف أصلها ، فكلمة (أَمْبَارْشْ) أصلها مبارك ، وكلمة (يَتْزَالَّ) أصلها يصلي.



قصور وادي مزاب

 من مظاهر حضارة المزابيين مدنهم و فنها المعماري , و عدده المدن الرئيسية العامرة إلى الآن سبعة ، باستثناء القصور التاريخية العتيقة ، و التي لم يبق منها سوى بعض الآثار .
و ستجدون صورا لمختلف هذه المدن في صفحة صور مزاب.
الملاحظ في مدن مزاب السبع بأن خمسًا منها و هي : تَجْنِينْتْ , آت بونور , تَغَرْدَايْتْ , آتَمْليشْتْ , آت اِيزْجَنْ , متجاورة من بعضها البعض , و لا تبعد عن بعضها سوى ببضع كيلومترات ، و تعرف بالقرى الخمس , أما مدينتي : آت ايبَرْ?ـان , و تيـ?ْرار , فهما بعيدتان عن المدن السبع السابقة , آت ايبَرْ?ـان :45 كلم شمالا , و تيـ?ْرار : 110 كلم شرقا .
و قد بنيت كل هذه المدن فوق مرتفعات , لأهداف كثيرة , و بهندسة معمارية مميزة جذبت المهندسين من جميع أنحاء العالم. تتعرف عليها في صفحة : الهندسة المعمارية .
و في ظروف غير معروفة ، حُرِّفت أسماء هذه المدن إلى أسماء عربية و أعرابية ، ومازالت أسباب هذا التحريف محل بحث من طرف الشبكة المزابية .

1 - تَاجْنِينْتْ :
تُعد من أقدم القصور السبع , يقصد بهذه الكلمة المكان المنخفض , أسسها الشيخ خليفة بن آبغور سنة 402 هـ 1012م , تقع على بعد سبع كيلومترات من آت بونور ، حُرِّف اسمها إلى : العطف .

2 - آتْ بونورْ :
أُنشئت سنة : 457 هـ - 1065 م , و اسمها نسبة إلى القبيلة المصعبية التي بَنَت و سكنت هذه المدينة قديما , تتميز آت بونور بأنها مبنية فوق ربوة صخرية منيعة جدا ، مما شكل لها سورا طبيعيا تقع قرب آت ايزجن ، حُرِّف اسمها إلى : بونورة .

3 - تَغَرْدَايْتْ :

أُنشِئت سنة 447 هـ - 1053م , و أول من سكنها الشيوخ : بابا وَالجَمَّة , و أبو عيسى بن علوان و بابا سعد , وأصل تسميتها : تَغَرْدَايْتْ بالمزابية و هي القطعة المستصلحة من الأرض , والواقعة على حافة الوادي , وتوجد عدة قرى تحمل نفس الدلالة في أرجاء المغرب الإسلامي ، و هي أول مدينة تُشاهَد عند القدوم من الشمال ، حُرِّف اسمها إلى : غرداية .

4 - آتْ اِيزْجَنْ :
أُسّست سنة : 720 هـ - 1321 م ، و اسمها نسبة إلى القبيلة المصعبية التي سكنت المدينة .
تعتبر آت ايزجن , من عواصم العراقة العلمية و الدينية , و هي المدينة الوحيدة التي حافظت على أصالتها المزابية من كل النواحي إلى اليوم ، و تعتبر المدينة المزابية المثالية ، و من أهم مميزاتها ، سورها الذي لايزال قائما إلى اليوم ، و تقع بعد آت امْليشْتْ .

5 - آ ت مْلِيشْتْ :
أسست عام 756 هـ - 1355م , اسمها نسبة إلى " مْلِيكْشْ " أحد زعماء قبيلة زناتة التي تنتمي إليها قبيلة بني مصعب تقع على هضبة مرتفعة نسبيا بين قصري تغردايت و آت ايزجن ، يستطيع الناظر منها أن يرى القصور الثلاث : تغردايت ، آت ايزجن ، و آت بونور .

6 - تِيـ?ْرَارْ :
أسست سنة : 1040 هـ - 1631م , معنى تسميتها : الجبال البيضوية التي بجانبها سهول صغيرة مقعرة بستقر فيها الماء .
تقع على بعد حوالي 110 كلم شرق القرى الخمس ، وهي على أرض طينية ، على خلاف المدن الأخرى التي تقع على جبال صخرية ، و تشتهر بواحتها الشاسعة التي يسقيها وادي ز?ْرير .

7 - آت ايبَرْ?ـان :
أُنشئت سنة : 1060هـ - 1690 م , و هي خيمة مصنوعة من الوبر , وقد كان أهلها ذوي خبرة في نسج هذا النوع من الخيم .
تقع في تقاطع الأودية الثلاثة : بالُّوحْ ، السّودان ، و وادي نْ سَا .

اللباس التقليدي القومي المزابي :

لا يمتلكها سواه , و منها بضع الخصائص الرئيسية التي ما فتئ المزابيون يدافعون عنها بكل ما أوتوا من قوة ضد تيارات الغرب المفسدة , و من مظاهر تمسك المزابيين بأصالتهم , لباسهم التقليدي , و الذي يواظب المزابيون على ارتدائه إلى يومنا هذا سواء في المناسبات أو غيرها , و عادة ما يعتبر من لم يلتزم بهذا اللباس في مزاب غريبا و شاذّا عن المزابيين و لو كان مزابيا .

و هذا الإلتزام إن دل على شيء , فإنما يدل على الروح المزابية الإسلامية الأصيلة , التي تأبى إلا المحافظة على الأصالة العريقة , و الوحدة و الأخوة التي يلتزم بها المزابيون , إذ أن ارتداء جميع المزابيين لباسا واحدا , بحيث لا يتميز غنيهم عن فقيرهم , يدل على روح الوحدة و الأخوة , و أنهم طبقوا حقا قول الله تعالى : " و اعتصموا بحبل الله جميعا و لاتفرقوا " , و يدل على أنهم رفضوا تماما التيارات الغربية المنضوية تحت اسم : ( العولمة ) , التي فسخت الشباب الإسلامي تماما إناثا و ذكورا للأسف الشديد .

يتكون اللباس المزابي التقليدي من سروال مترابط غير مفصل على الرجلين و هو منتشر في بوادي مصر و الشام , و طاقية بيضاء تطبيقا لسنة الرسول (ص) في تغطية الرأس ، و هناك كذلك القميص المزابي المعروف بـ : تاجربيت ، و قد تقلص استعماله إلى المناسبات .
يكون سروال أبيضا في المناسبات و الأعياد و أوقات الصلاة و الإجتماعات , أما في وقت العمل , فيرتدي المزابيون سروالا ملونا حفاظا على النظافة , و لا ينزعون الطاقية .
في أوقات الصلاة يرتدي المزابيون اللباس السابق ذكره , و يرتدون فوقه جبة بيضاء تعبر مرة أخرى على اتحاد المزابيين , و لايدخل مزابي المسجد عادة دون جبة بيضاء .

أما النساء , فهن يرتدين جميعا لباسا موحدا , عبارة عن قطعة قماش كبيرة تلفها المرأة حول جسمها كله , بحيث لايظهر منها شيء , و لا تترك إلا فتحة صغيرة حول العين لترى بها ، في صورة مميزة لتطبيق التعاليم الإسلامية .
لعل البعض يظن أن فرض اللباس الشرعي المحتشم على النساء جمود و جفاف ديني من المزابيين , إنما هو اتباع لتعاليم الدين الحنيف بحذافيره , دون أي مزايدة , كما أمر ربنا عز و جل .

لماذا الأبيض ؟ :

يرتدي المزابيون الأبيض لأنه هو الذي حبّب إليه الرسول (ص) في قوله : " عليكم بالبياض , ألبسوه أحياءكم , وكفنوا به أمواتكم " .
كما أن الأبيض جميل من أصله, لأنه لونه التفاؤل و الخير لدى كثير من المجتمعات , و الله يأمرنا بالزينة في المسجد في محكم آياته , إذ يقول : " خذوا زينتكم عند كل مسجد " , و لا يخفى على أحد أن الزينة تكون باللباس الأبيض الجميل , ثم أن اللون الأبيض سريع التأثر بالألوان , فإذا ما أصابته نجاسة سهلت رؤيتها و التعرف عليها .


 --------------------------------

echoroukonline.com

Tags: الهوية, تأريخ, حضارة, الجزائر, أخلاق, إجتماع, أنساب, تراث, لغة, سير وتراجم, جغرافيا, الأمازيغية وتيفيناغ, قالوا عن مزاب