المواسم، المناسبات وأعيادا وحكمها الشرعي

كلما اقتربت مناسبة مولد النبي عليه السلام ينغِّص علينا البعض المناسبة تحت دعوى البدعة، وكأن احتفالات المجتمعات وفرحتها وتلاقيها تحتاج لدليل شرعي!

جميع المجتمعات تتخذ لنفسها مواسم ومناسبات وأعيادا تفرح فيها وترسخ اللحمة العائلية والاجتماعية، وقد كان في صدر الإسلام مناسبات هي امتداد للمناسبات الاجتماعية في العصر الجاهلي كوليمة الوكيرة والنقيعة والخرس والعقيقة وغيرها، والمجتمع المتدين يميل إلى أن يستلهم من ميراثه الثقافي الديني مناسبات، ثم انضم إلى ذلك في العصر المدني الأعياد الوطنية، وكلها وسائل ليحيى المجتمع ويتماسك وخاصة في الوقت المعاصر الذي طغت فيه المادية التي فككت المجتمعات.

وفي واد امزاب مثلا مناسبات اجتماعية عديدة ، بعضها ذو بعد ديني وأخرى أمازيغي، ومناسبات متعلقة بمواسم فلاحية وموسم التنقل بين الواحات والبلدة، وولائم جوارية (أنفاش) في الأحياء ... وغير ذلك.

فللمناسبات فلسفة عميقة في ترصيص المجتمعات والدول، والبعد الديني قد يكون مجرد محفز ثم يأخذ بعده الاجتماعي، وحتى الملاحدة يحتفلون بالأعياد الدينية كالكريسماس لأنها فرصة للتلاقي وتوطيد العلاقات.

فرجاء من كان مصابا بعقدة الحرفية والسطحية فليزم بيته وليترك الخلق تلتقي وتفرح وتستذكر سيرة رسولها العظيم، وتمتع أسماعها بالأناشيد الشجية، ولْتتزين المدن والمساجد بالأضواء وليفرح الناس وليتزاوروا

أما ضوابط الاحتفالات وتوجيها من أن تخرج عن الأخلاق فهو أمر توعوي لا يختلف عن غيره من التوجيه .

لو لم يكن في هذه الليلة إلا فرحة البنات الصغيرات بلباسهن الجميل الأبيض لكفى به دليلا على مشروعية الاحتفال بهذه الليلة الغراء. فكيف وقد تلاحمت العائلات واجتمعت وتزاورت، وفرح الأجداد والجدات بلقاء أبنائهم وأحفادهم.

صلى عليك الله يا مصطفى فأنت الرحمة حيا وميتا.

 

 

المصدر: منشور في الفايسبوك  للأستاد  Abounacer Chekhar 01      02

Tags: تراث, عادات تقاليد, الدين