أصول المزابيين 10: رافد الزاب وغيره من المناطق بعد حملة بني هلال
أصول المزابيين 10: رافد الزاب وغيره من المناطق بعد حملة بني هلال
لما أعلن المعز بن باديس ولاءه للعباسيين و اضطهد الشيعة في كل نواحي شمال افريقيا التي احتلها الفاطميون و تنكر للخليفة الفاطمي في مصر عاقبه هذا الأخير بأن أرسل جحافل الهلاليين من صعيد مصر عبر دفوعات متتالية , و بذلك حقق الفاطميون في مصر هدفين :
- التخلص من الهلاليين المفسدين في صعيد مصر .
- الإنتقام من صنهاجة و المعز بن باديس الذي تنكر لهم و أعلن ولاءه للعباسيين ,
قال ابن خلدون :
" و تقدموا إلى البلاد و أفسدوا السابلة و القرى و سرح إليهم المعز جنوده فهزموهم .... و طال عبثهم في البلاد و إضرارهم بالرعايا إلى أن خربت إفريقية (أي تونس) " العبر 1633 pdf
" و غلبوا صنهاجة و زناتة على ضواحي افريقية و الزاب " العبر 1562 pdf
و نتيجة لذلك تراجعت زناتة من الزاب و من مناطق أخرى إلى الصحراء و الواحات , قال ابن خلدون : " و كانت تخوم زناتة منذ أن غلبهم الهلاليون على افريقية (تونس) و ضواحيها أرض مصاب ما بين صحراء افريقية و صحراء المغرب الأوسط و بها قصور اتخذوها فسميت باسم من ولي خطتها من شعوبهم " العبر 1565 pdf
و قال : " و غلب الهلاليون قبائل زناتة على جميع الضواحي و أزاحوهم عن الزاب و ما إليه من بلاد افريقية و انشمر بنو واسين هؤلاء من بني مرين و عبد الواد و توجين عن الزاب إلى موطنهم بصحراء المغرب الأوسط من مصاب و جبل راشد إلى ملوية و فيكيك " 1836 pdf
و ذكر ابن خلدون في فقرات أخرى أن من أهل الزاب من انزاح إلى واركلان .
و الذي نطرحه كفرَضية Hypothèse للبحث أن الإباضيين من زناتة الزاب انزاحوا إلى مزاب و وارجلان أو واركلان , و غير الاباضية منهم قصدوا مناطق اخرى في الصحراء و جبل راشد و المغرب الأقصى ...
فقد كانت الكثير من زناتة الزاب إباضية و كان للعالم الاباضي سليمان بن يخلف المزاتي(ت471هـ) تلاميذ كثر فيه . أنظر سير الوسياني 448
و يتفق ذلك مع ما جاء في revue africaine من المكتبة الوطنية الفرنسية إذ جاء فيها عن حملة بني هلال على الزاب و تفرق أهله في الصحراء و الواحات :
mais bientôt ils finirent par envahir le Zab et en chassèrent les Zenata, malgré l'aide que ceux-ciavaient reçu des rois Maghraouiens de Tlemcen (vers 450 de l'hégire). A la suite de ce revers qui rompit leur ligue, les vaincus se dispersèrent; pendant que les uns se rejetaient dans l'Ouest et y restaient Nomades, les autres se réfugiaient dans les montagnes et dans les oasis du pays et s'y adonnaient à la vie sédentaire.
و هنا تأتي فرضية تسمية سكان المنطقة بآت ن زاب , و لكن مؤرخونا يرجحون قول ابن خلدون و مبارك الميلي و غيرهما أنها نسبة إلى مصاب بن بادين
-------------------------------------------
بقلم Med Berriane