مزاب بين التنوع اللغـوي والانسجام الاجتماعي

 

بنو مزاب بالعاصمة بين التنوع اللغـوي والانسجام الاجتماعي: 1514-1830م

Icon 09

أ‌. أحمد بن داود امعيز الحاج أحمد

جامعة الجزائر

 

مقـدمة :

إن الناظر في أحوال الأمم والمجتمعات حول العالم يجد شيئا عجـبا من التنوع والاختلاف في شتى المناحي ومختلف الأوجه، وقـد زادت وسائل الإعلام والاتصال - بما يسرته من ظروف الاطلاع – من فرص التعـرّف على ذلك الزخم الذي قـدّر الله تعالى أن يكون إحدى آياته تماما كما : ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ﴾ (سورة الروم: الآية22)، دفعا منه لعـباده لأن يتفكروا فـيها ويجـعـلوها طريقا موصلة إليه وليعـلموا أن ذلك التنوع والاختلاف هو مما اقتضته مشيئته وحكمته : ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾ (سورة هود: الآية 118).

وبالنظر في بعـض صفحـات التاريخ والتأمل في بعض أطواره نتأكّـد أن الأمم المزدهـرة هي تلكم المستـفـيدة من هـذا الزخم المتنوّع والمعـتبرة إياه مغـنما، فها هما لأروبيون قـد التجــؤوا حين نهضتهم إلى ترجمة كتب المسلمين والاستفادة من علومهم وآدابهم وحتى فـلسفـتهم في الحياة والاجتماع فكان لهم ما كان من النهضة.

وإذا كانت الأمة المسلمة لها من مقومات التنوع ودعائم الانسجام ما يمكّنها من أن تتبوّأ المكانة السامقة بين الأمم في العالم فإن الجزائر لا تحظى بأقـلّ من غـيرها في هـذا المضمار متى سعـت بوعي وجدّ لحسن استغلال ما تزخر وتحـظى به، على أن إقـرار اللغـة الأمازيغـية لغة وطنية ورسمية في التعديل الدستوري المؤرخ في 06 مارس 2016م يعـبّر بوضوح وجلاء عن تلك الإرادة الرامية إلى تكريس مفهوم الاختلاف المثمر والتنوع الإيجابي وفتح المجال للانسجام والتعايش المنبني على الاستثمار الأمثل لذلك الثراء والذي سينتج عـنه لا محالة رقي مستمر وتطور منشود .

وكي نتبيّن أوجه التنوع وأسس الانسجام وكذا نتائجه وثماره سنتطرّق من خلال هذه الورقة إلى عرض نموذج نسعى من خلاله لرؤية واقع التعايش بالعاصمة خلال الفترة العثمانية التي اتّسمت بتداول عـدّة لغات ولهجات ومنه عـدّة أنماط اجتماعـية وثقافية ذلك النموذج محل الدراسة هو وجود المزابيين بالعاصمة.

نتطرق أولا إلى التعريف بالمزابيين و وادي مزاب ونوضّح بعض خصائصهم ثم نعرّج على لمحة نتـبيّن من خلالها تاريخ بدء تغـرّبهم إلى المدن الشمالية والدواعي الدافعة إلى ذلك، وأهم المدن التي كانت وجهة لتنقـّلهم وهجرتهم ثم نحاول في المحور الثاني التعرّض لتحـديد مفهومي التعـدد اللغوي والانسجام الاجتماعي وإسقاطهما على النموذج المخـتار، فـنبدأ بتحـديد مفهوم التنوّع اللغـوي لننتقـل بعـدها لنرى بعـض تجـلّيات تنوع المزابيين لغـويا ضمن نطاق الدراسة، ولكي تكتمل أهـمية الموضوع المعـروض نحاول بسط أهم أسس الانسجام الاجتماعي ودعائمه وكذا نتائجه وثماره، وسنجمل في الأخير بعـض النتائج والتوصيات التي نرى أنها زبدة ما خلصنا إليه عـلّها تكون من وسائل تثمين الـتنوع ودعم الانسجام في هذا الوطن العـزيز الذي لا ينقـصه شيء من مقومات ذلك.

ونحن إذ نتطرّق إلى إثارة هـذا الموضوع نعـلم أنّ صعـوبات جمّة ستـنتصب أمامنا فالكـتابات والتوثيقات لا تسعــفنا بتوفـير المادة الكـافـية واللازمة، لكن حسبنا الإسهام في محاولة إثارته ووضع بعض معالمه عـساه يكون مـشجّـعا لأعمال موالية تزيد من تسليط الضوء على هـذا الجانب الهام والذي بدراسته سنتمكّن من التخـطيط واستشراف مستـقبل مـتّسم بالمضيّ نحو الأحسن دوما.

فما هي أهمّ تجـليات التعـدّد اللغـوي للمزابيين في العاصمة خلال الفترة العـثمانية؟ وما هي أسس ونتائج الانسجام الاجتماعي في ظلّ ذلك الــتعـدد؟

التنوع الاجتماعي للمزابيين بالعاصمة:

المفهوم والتجليات

من أهم مميزات المجـتمعات البشرية تلك الوسيلة التخاطبية التي يتواصلون من خلالها ويسعون من ورائها لقضاء مصالحهم الضرورية فاللغة والمجـتمع متلازمان لا يمكن الفصل بينهما، يقول محمود فهمي حجازي في هذا الصدد:

( إن وجود اللغة يشترط وجود مجتمع وهـنا يتضح الطابع الاجتماعي للغة، فليس هناك نظام لغوي يمكن أن يوجد منفصلا عن جماعة إنسانية تستخدمه وتتواصل به، فاللغة ليست هـدفا في ذاتها وإنما وسيلة للتواصل بين أفـراد الجماعة الإنسانية )(20).

فوجـود اللغة يعـدّ خاصية رئيسة للأمم الإنسانية فـبها تتميز بذاتها وتعبّر عن أفكارها وتـثبت كـينونتها، ومن هـذا المنطلق فإن البعـد الفكري والممارسات الثقافية والنمط الاجتماعي بكل ما يحمله من فـلسفات وقـيم وعادات وتقاليد يكون متضمّنا في اللغة والعكس كذلك أي أن اللغة تكـون مجـسّدة أيضا في تلك القيم والعادات بحيث لا يمكن بأي حال تصور أحـدهما دون حضور الآخر، وهو ما عـبّر عنه الدكتور عبد السلام المسيدي بقوله أن اللغة هي:

(استجابة ضرورية لحاجة الاتصال بين الناس جميعا ولهذا السبب يتصل علم اللغة اتصالا شديدا بالعلوم الاجتماعية وأصبحت بعض بحوثه تدرّس في علم الاجتماع فنشأ لذلك علم يسمى: علم الاجتماع اللغوي يحاول الكشف عن العلاقة بين اللغة والحياة الاجتماعية وبين أثر تلك الحياة الاجتماعية في الظواهـر اللغـوية المخـتلفة)(21) وعـليه فوفـقا لهذا المنظور فإننا نعـني بالتعدد اللغوي في نطاق ورقـتنا هـذه تلك الخصائص اللغـوية اللسانية لمجتمع أو أمة ما وكل يتصل بها من نمط فكري وفلسفة في الحياة وممارسات ثقافية ومميزات اجتماعية حيث يكون التأثر والتأثير متبادلا بينها.

ونتيجة للتـفاعـل بين المجتمعات الإنسانية المختـلفة منذ القديم بحكم أسباب مخـتلفة فـقد وقع تأثير وتأثر متبادل بينها كان من بين نتائجه ما يعـرف بالتعـدّد اللغـوي، والحديث عن وجود تعـدد لغـوي يستـلزم وجود أحادية لغـوية فكـيف عرّف المخـتصون كلا من المفهومين ؟

يقول بسام بركة عن الأحادية اللغـوية أنها:

( الاقتصار على لغة واحدة على مستوى التخاطب والقراءة، وهي فضاء رسمي وطني واحد على مستوى التخاطب والتعامل وبناء الهوية والوحدة الإدارية والثقافية)(22) أو يمكن القول ببساطة أن المجتمعات اللغوية تكون أحادية اللغة إذا كان أفرادها يشتركون في لغة واحدة ولا يتعامل جزء منهم بلغة غيرها مع التركيز على ما جاء في التعريف السابق من عـدم الفصل بين اللغة كأداة تواصل وكأداة بناء للهوية وللوحدة الإدارية والثقافية في نفس الوقـت أي دخول البعد الاجتماعي والثقافي في هـذا النطاق.

أما التـعـدد اللغـوي فـيقـصد به استعـمال لغات عــديدة في مؤسسة اجتماعية معينة فهـو مجموعة من اللغات المتقاربة أو المتباينة في مجتمع واحد (23).

بانتقالنا إلى تناول نموذج الدراسة من المهمّ أن نعـرف أن الحالة اللغـوية بالجزائر إبان الفترة العثمانية قـد اتسمت بالتعـدد والـتـنوع تبعا للواقع السائد آنذاك، فإذا كانت المازيغية والعربية حاضرتان في أرض الجزائر منذ قـرون فإن اللغة التركـية قد كان لها موضع قدم كذلك بحكم كونها لغة الحكام حـينئذ، بالإضافة إلى تلك اللغات واللهجات الوافـدة من الضفة الشمالية بفعـل عـدة عـوامل كالعامل السياسي والعامل التجاري، فاللغة التي كان يتعامل بها الناس هي العربية والبربرية والتركية، وبرطانة هي مزيج من الفرنسية والإسبانية والإيطالية (24).

ولكي نستطيع تقريب تصوّر للحالة الحاصلة في المجتمع بمدينة الجزائر في تلك الفترة ننقل هذا النص حيث يقول الدكتور ناصر الدين سعيدوني:

( ..ولعل هـندسة البناء وطريقة التأثيث ولغة التخاطب تعطي لنا صورة صادقة عن هـذا المجتمع إذ نجد الرخام الإيطالي بجانب الفيانس الهولندي، والزليج التونسي مختلطا بمرايا البندقية، وحرير ليون بجوار ساعات الحائط الإنجليزية، كما أن لغة الشارع والمرسى المعروفة بلغة الفرنكا هي في الواقع خليط من لهجات البروفانس وبلاد الإغريق الممزوجة بالتعابير العربية الشائعة والمفردات التركية والكلمات الإيطالية والإسبانية والمالطية والمحرفة ..)(25).

هـكذا إذا كان يبدوا المشهد اللغـوي في العاصمة وهو متّسم كما هو واضح بالتنوع والثراء، ليس بتعـدد اللغات والألسن فـقـط وإنما بالجوانب الثقافـية والانعكاسات الاجـتماعـية أيضا والتي كان من ضمنها التنوع المزابي الذي تجلّى وجوده وسط ذلك الزخم من خلال التجار والحرفــيين القادمين من وادي مزاب والمستقرين بالعاصمة فكانوا أحد من ساهم في تشكيل تلك الفسيفساء بتنوعهم، فازداد بذلك للمشهد العاصمي عنصر ثراء آخر مستقل بخصائصه ومميزاته، وحين نتأمّل التنظيم السائد حـينـئذ نجد من بين ما تضمّنه منصب أمين المزابيـين(26)، وهـو ما يشير إلى بروز تلك الجماعة ذات الخصائص والتنوع، وفي نفس الصدد سنجد أن النسبة للمواطن الأصلية للأشخاص عادة ما كانت تستعمل وتُـلحق بأسمائهم في التعاملات اليومية فـنجد مثلا فلان البسكري وفلان الجيجلي... فـتضمنت بعض الوثائق الحاج علي المزابي وسيدي موسى المزابي ودار الحاج حمد الحفاف لمزابي ودار حسن الحفاف المصابي(27). ولا ريب أن تدوين وإثبات هـذه الصيغ في العـقـود والوثائق يعـتبر انعكاسا لما كان عليه الواقع والتعامل اليومي، وهـذا الـوجود كعنصر ذي خصائص مميزة هو أول تجليات الـتعـدد اللغوي للمزابيين في العاصمة إبان تلك الفترة، و من الواضح أن أهم ما يميز تنوع بني مزاب هي لغـتهم الخاصة التي قال عـنها القنصل الأمريكي في تلك الفترة:

(.. والمزابـيون يتحدثون نفس اللغة التي يتحدّثها الشعب المسمى القبائل..)(28)

فـهذا المظهر اللساني هو من أهم مظاهـر الـتعـدد اللغـوي الذي نحن بصدد التطرق إليه ويمكـننا أن نستنتج من خلال حديث القنصل عنه أنه كان مستعملا ومكرّسا في فضاءات معـينة، فـفي الأحاديث البينيّة لاشكّ أن المزابيين استعـملوا لسانهم المزابي إضافة إلى استعماله أحـيانا في الفضاءات العامة عـند العـمل في وظائفهم المختلفة مثلا مع بقاء العـربية الدارجة الوسيلة الرئيسية للتعامل بين مختلف مكوّنات المجتمع الجزائري بالعاصمة آنذاك، وهـذا وجه آخر تجلى فيه تـعدد المزابيين لغويا، وتجـدر الإشارة إلى أننا حـين نتحـدّث عن المازيغية فـنحن نعـني عـدّة لهجات متقاربة وليست متطابقة كما يمكن أن يوحي نص القنصل الأمريكي السابق الذكر، فـقـد وجـد بالعاصمة القبايل والمزابيين وغيرهم وكذلك الحال بالنسبة للعربية من خلال وجود العاصميين والبساكرة والاغواطيين وغـيرهم مع اختلافات في بعض الألفاظ ولكنة الكلام وهـو ما يـعـدّ من أوجه التنوّع والثراء البارزة.

وضمن تلك الفـترة وتبعا لوجود تعـدّد لغوي نجد العـديد من الكلمات المازيغية ذات الدلالات والاستعمالات المختلفة والتي كان لنا الحظ أن تُـمسّ بالتوثيق فـتصل إلينا وإن لم نجـد حسب اطلاعـنا على ما بين أيدينا من التوثيقات والكتابات ما يعـبّر على التنوع اللغوي المزابي بالذات إلا أن ما تحصّل لدينا يدلنا حتما عـلى وجود بصمات مزابية مماثلة، فلنا أن نطّلع على اللقب العائلي (البربري)(29) الذي عرفـت به إحدى العائلات ذات الشأن في المجال التجاري في تلك الفترة، كما نجد أمين البنّائين أحمد بن علي الذي عرف بــ (ابن تعابست) وهـو اسم ذو صيغة مازيغية، وعلى صعـيد تسميات الأماكن نجـد العـديد منها على غـرار: فحص تاوملي وفحص تاجرارت ومناطق تقصرايين وتافورة وتمنفوست 336 (30) إضافة إلى حومة تيبرغوتين التي كانت داخل أسوار القصبة وغير هـذا من أسماء المناطق والأماكن، وعلى مستوى بعض المواد التي كانت متداولة الاستعمال آنذاك نجد عشبة تانكوت(31)، وباعتبار اشتغال بني مزاب بالحمامات مع ما يدخل ضمن هذا العمل من أغراض استشفائية كالدّلك والحجامة وغيرهما فإن الأعشاب المفيدة لذات الغرض والمجلوبة من وادي مزاب تكون حاضرة مع أسمائها الأصلية مثل تكـيلت، إحرمنن، تيلولت... وبما أنهم كانوا يجـلبون فيما يجلبون من سلع من وادي مزاب خاصة ومن الجنوب عامة أنواعا من التمور والزرابي فـلابد أن تلك السلع ستحتفظ بأسمائها الأصلية مبرزة بذلك أحد أوجه الـتنوّع اللغـوي فسنجد من أسماء التمور مثلا : تزيزاوت، إغـسأوطشيضن، تدالت ...(32)، كما سنجـد من أسماء الزرابي المزابية على سبيل المثال: تجربيت، انّـيلت، أجرتيل ...وربما ساهم الدّلالون أثناء مناداتهم على هذه السلع بأسمائها الأصلية في إبراز أحد أوجه التنوع اللغوي السائد آنذاك.

ولا تخلوا الممارسات التجارية والمهنية التي تعاطاها المزابيون في ذلك الزمن من مظاهر الـتـعدد اللغوي الـذي تميزوا به فـقـد كان الدلالون مثلا يفـتتحون نشاطهم بتلاوة سورة الفاتحة ثم يرددون بعـدها بعض الأقـوال المخصوصة من قبيل : يا فتاح يا رزاق ، العمل عليك والشدة ، الطلبة فيك يا ربي...(33) وذات الأمر نجده لدى رياس البحر الذين ينطلقون إلى عرض البحر بعد قولهم : يا لاسا يا لاسا ، خرجت ليلة من دزاير ، يا لا سا يا لاسا بحر كبير أو ريح فجـيع أو عـقـلي مخبل(34)، وعـليه فقد يكون للمزابيين أدعـية وأقوال معـينة تبعا لتميّزهم اللغوي مثل: نَّتش تيمورا نَّتش إجلوان وشيد أوي وشين إباب ن يغـزران(35)، ونجـد شيئا من هـذا القبيل يعـود إلى تلك الفترة مطبقا في مزاب وذلك أن الدلّال ملزم حين مناداته على أحد الأغراض التي تعود ملكيتها لليهود أن ينبه بذكر لفظ ( جوهــردا )(36) ليكون المشتري على بينة من أمره، فأضراب هـذا لابدّ وأنها كانت سارية لدى المزابيين بالعاصمة تبعا لما يمليه تأدية وظائفهم ويستدعـيه تنوعهم اللغوي.

ومن الأوجه التي يظهر فيها التـعـدد اللغـوي إقامة بـعض التظاهرات وإحياء المناسبات الدينية والمحلية ومن الطبيعي أن تنطبع الصبغة الخاصة بكلّ مجموعة ذات تنوّع على مظاهر تلك الاحتفالات، وإن كنا نفـتـقر إلى وصف مفصّل لمساهمة أصحاب الحرف والصنائع في تلك التظاهرات(37) إلاّ أننا نعتـقـد أنها مجال خصب لبروز مظاهر وتجليات التنوعو التـعـدد، فـقـد أفادنا القنصل الأمريكي أنه خلال عيدي الفطر والأضحى يعلن المسلمون عن فرحهم بطلقات المدافع وإجراء الألعاب الشعبية (38)، وهو وإن لم يزدنا تفاصيل أخرى إلا أنه ما من شك في حضور المزابيين بألعاب الفنتازيا والبارود وما يصاحبها من أهازيج بلسانهم المزابي، إذ أننا نجـد أمثلة لإقامة بني مزاب تظاهرات الفـنتازيا والفروسية في مدن الشمال إبان الحـقبة الاستعمارية(39) فلا شك في انسحاب ذات الأمر على الفترة العثمانية، ومن المناسبات الاحتفالية التي وجـدنا لها شيئا من التوثيق مناسبة ازدياد أحد أبناء السلاطين، فعندما ولد ابن للسلطان مصطفى ( ..أمر الباشا أهل البلاد بجعل الزينة بالأسواق سبعة أيام يزينون الدكاكين بأنواع الفرش والتحف ويجعــلون الآلات الفاخرة وأنواع الفرح، ثم وقع التنافس بين أهل الأسواق فبالغوا في الاحتفال ..)(40)، فـقـد يقع التنافس في جلب وإظهار الأشياء الفـريدة التي تميّز منطقة كلّ جماعة من الجماعات ذات الحضور بالعاصمة ومن بينهم بنو مزاب.

ومن بين أوجه التنوع والتعـدد ما يميّز المزابي في سمته ولباسه بحيث أن له ما يختصّ به رغم أن كثيرا من المظاهر في هــذا الشأن كانت متشابهة في ذلك الوقـت خاصة بين السكان المحليين (غير الأتراك والأروبيين ) كالبرنوص وغـيره ومع ذلك فإن قــندورة اللّـتـش المزركشة مثلا كانت مميزة لبني مزاب وهناك ما يؤكّـد ارتـداءها منذ بدايات الفترة العـثمانية في الجزائر على الأقـل(41)، حتى أنّ أقـوالا محـلية ارتبطت بها في صدد الدلالة عـلى أنّ تلك القـندورة نسجـت لمن يرتـديها قصد العمل فـليست من قـبيل الترف فيقال (اللّــتش س وبشّيس) (42) وبهذا فـقـد ساهـمت في إبراز وجه آخر من أوجه التـعـدد اللـغـوي.

وقـد تجلى التـعـدّد والخصوصية اللغـوية والاجـتماعـية للمزابيين كذلك من خلال العمل معا في مهن معـينة وكـذا الإقامة مع بعـض– وهو حال الجماعات الأخرى أيضا- ولا يخلوا هــذا المظهر من تكريس الـتنوع وترسيخ جوانبه المختلفة،فتلك الجماعات إذا ليست إطار عمل فحسب وإنما إطارا لحياة اجتماعـية بجميع أجهزة الالتحام والاندماج الضروريين أو هي تنظيمات اقتصادية واجتماعية ذات أسس أخلاقية خاصة(43).وهي تعـطينا في الأخـير فسيفـساء من التنوع والثراء اللغـوي.

هـذا مجمل ما يمكن ذكره فيما يتعلق بأهمّ أوجه التـعـدد اللغوي للمزابيين بالعاصمة خلال الفترة العثمانية وقـد رأينا ضمنها تعـيّنهم كإحـدى التنوعات المميزة بجملة من الخصائص وتجلى ذلك مثلا من خلال إفـرادهم بأمين خاص كما تجلى ذلك من خلال إلحاق نسبة (المزابي) بأسماء المزابيين، وكان من ضمنها أيضا تداول ألفاظ مازيغية دالة على أماكن أو سلع أو غيرها، وكان من تجليات التنوع المزابي مشاركتهم في التظاهرات والأعـياد بألعاب شعبية خاصة، ومن ضمن مظاهر تنوعهم ما رأينا من تميزهم بسمت خاص، على أن اللسان المزابي يبقى أهمّ ما يبرز ذلك التعدد والتنوع .

بـعـد أن تطرقنا إلى هذه اللمحة عن التعدد اللغـوي من خلال هذه الأمثلة لنا أن نتساءل عن أسس الانسجام الاجتماعي الذي بقي سائدا في ظل هـذا الـتنوع وكـذا عن نتائجه التي تحقـقت إذ ذاك .

 

الأسس والنتائج:

إن أردنا وضع ملامح لتعريف الانسجام الاجتماعي فـيمكن القول بأنه تلك الحالة التي يفهم فيها كل فرد دوره بدقة فـيفهم مسؤولياته نحو الأطراف الأخرى كما يفهم الخدمات التي تقدّمها له الأطراف الأخرى، وبذلك فهو تلك الحالة التي يكون فيها أفراد الفريق متهيؤون للعمل مع بعضهم البعض ومستعـدون لتأييد بعضهم بعضا وهو حالة الهدوء والاستـقـرار التي تطبع مجتمعا ما نتيجة السلاسة التي تميزّ أداء كل فرد أو جماعة داخل المجتمع لواجباتها المنوطة بها وتحصّلها في ذات الوقت على حـقوقها التي هي واجبات الآخرين، عاملين سويا على ما فيه المصلحة العامة .

أوّل ما يمكن ذكره من الأسس في هــذا الصّدد هـو العامل الديني الذي لاشكّ في كونه الركيزة الأساس لتثبيت جو يسوده التناغم، فأعـظم ما يجمع العـناصر التي شكّـلت المشهد العاصمي في تلك الفترة هـو دون شك الدين الاسلامي بتلك الفسيفـساء والتـعـدد المذهـبي: المالكي والحنفي والإباضي فالله تعالى يقول في كتابه العزيز [إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ] (سورة الأنبياء، الآية: 92) ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «...أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى...» (44) هـذه التوجيهات الربانية والنبوية الواضحة والمتينة هي التي هـيّأت الجـو الذي يـعتبر فيه التنوع مصدر قـوة وثراء وأن التفاضل إنما يكون بالأعمال الصالحة لا غير، فإن حضور هـذا العامل الديني كان بارزا جدا سيما وأن الحرب الصليبية الإسلامية كانت قائمة في تلك الفترة ولم تفتر أبدا حتى وإن خـفتت في ظاهـرها أحـيانا وهو ما دعا المسلمين ليلتفـوا حول بعـضهم وينسجموا ضدّ عـدو الإسلام المشترك، وفي هـذا المعـنى يقول الأستاذ عمر سعيـدان:

( ..تميزت حقا بلاد المغرب من المحيط إلى خليج قابس بتنوعها واختلاف عنصرها البشري من البربر إلى العـرب ومن سكان الجــبال إلى سكان السهول ومن الرحل المتنقلين إلى الحضر المقيمين، لكن هـذا التنوع والتوزع لم يخلق الطباع المتنافــرة والعادات المتباعــدة بل كانت الحياة والتقاليد متقاربة وبالتالي عامل توحــيد القبيلة واستصراخ عند الشعــور بالخطر، وكان الإسلام يمثّل حقائق ثابتة موفرة الحماية والمناعة...) (45).

وقـد أصاب الأستاذ في مقاله فهو الوضع الذي كان حاصلا فعلا، فـنجد من تجـلّيات ذلك مثلا العـبارات المثبتة في استهلال مخطوط قانون أسواق مدينة الجزائر من تقييد متولي السوق: (الحمد لله هذا قانون على بركات الله خاص في مدينة الجزاير أدامها الله للإسلام وما اتفــق عليه من تقعـــيد المسائل بحق الله [حسب القوانين الشرعية]..)(46)، هـذه العـبارة الاستهلالية فيها ما فيها من الدلالات على أن الإسلام كان الركيزة الأساسية في تثبيت الانسجام الاجتماعي من خلال إحلال صبغــته على أوجه الحـياة المخـتلــفة كالأسواق وغــيرها، وإذا كان الأسرى المسيحــيون يلــقون أحسن معاملة من قبل المسلمين كما شهد بذلك القنصل الأمريكي(47) فمن باب أولى أن ينعم السكان المسلمون بواقع اجتماعي ممتاز تبعا لما تمليه التعاليم الإسلامية، وعلى الإجمال فـقـد شكّـل الإسلام حصنا منيعا يضمن تآلف بـنيه وهنائهم الاجتماعي.

   إضافة إلى ذلك فـقد كانت الحاجة الفـطرية إلى التعايش عاملا مهمّا آخر ساهم أيما إسهام في إرخاء جوّ الانسجام فأصل طبع الإنسان أن يجنح إلى السلم ويرتاح إلى العافـية فيبحث عنها ويساهم في تكوينها في أي مجتمع إنساني يكون ضمنه، وسيتضّح لنا هـذا الهناء الاجتماعي في العاصمة آنذاك من خلال عـدة مظاهر خاصة وأنّ مجموعات مختلفة قـد قـصدت العاصمة من أجل العـمل وتأمين لقـمة العـيش ثم العـودة إلى مواطنها بما فتح الله من رزق، فلاشكّ أنهم سيسـعـون جـميعا إلى تـحقـيق انسجام اجتماعي بتوفـير أقصى ما يمكن من أسبابه،فمن صور ذلك تعاونهم على ما فـيه الصالح العام بتشكـيلهم لفـرق حراسة ليلية تتولى حفظ الأمن وقـد روعي في ذلك مساهمة كل الجماعات حسب عـدد كلّ منها(48) ولا يمكن إغــفال ما لذلك من أثر على ازدياد الانسجام واللحمة بين سكان العاصمة في تلك الفترة، وحتى في مجال العمل المهني سـنجـد حضورا للتعاون في الصالح العاممن قبيل ما وقع من اتفاق بين جماعتي الجواجلة وبني مزاب حول بعض تفاصيل العمل في المطاحن(49)، وإن كان هـذا الأمر ضرورات التنظيم المهني فإنّه لا يخـلو من إشارات عـما كان من سعي لإشباع الحاجة الفطرية للتعايش والأمثلة عــديدة في هــذا الصدد.

ومما أسس لجوّ الانسجام الاجتماعي أيضا التعـرّف على الآخر عن قـرب فإن ضرورة العمل التي جمعت بين مجموعات متباعـدة جغرافـيا من حيث مواطنها الأصلية ومتنوعة لغويا واجتماعـيا وثقافيا جعـلتهم يتعرفـون على بعضهم البعض من خلال الاحتكاك القريب والدائم ويجتمعون على المصلحة المشتركة فـيسعون سويا لبلوغها، وما من شكّ في الأثر الطيب لهـذا الأمر حيث يكتشف كلّ فضائل الآخر ومزاياه فـيستفيد منها ويكمّل أحدهم الآخـر، كما أن الخلفيات الوهـمية والصور النمطية التي قـد يعـتـقــدها أحدهم في الآخر سرعان ما تتلاشى وتختفي وربما يظهر عكسها حين مخالطته والاحتكاك به، وبالتالي ستتعـزّز اللحمة والثقة وينتج الشعور بالاعتراف بحق الآخر في التنوع والاختلاف، وفي ذلك بالغ الأثر على الانسجام الاجتماعي.

فمن الأسس التي قام عليها الانسجام الاجتماعي إذا ذلك العامل الديني وكذا الحاجة الفطرية المشتركة للانسجام وكذا العمل سويا في حلّ القضايا المشتركة والتي تهمّ الجميع وكذا الاحتكاك والمعاينة المباشرة والتعرف على الآخر عن قـرب، ذلك الانسجام والهناء الذي لابد لهما من نتائج وانعكاسات في حياة أفـراد المجتمع. فما هي تلك مظاهر الانسجام الاجتماعي في ظلّ التـعـدّد اللغوي للمزابيين في العاصمة إبان العهد العثماني؟

ما من شكّ في أن الأمن والهناء من أهم مقومات أي مجــتمع بشري مزدهر ولاشك أن ذلك الأمن ما هو إلا نتاج تناسق واستقرار وانسجام اجتماعي وذلك هو حال مجتمع مدينة الجزائر في ظل التـعـدد اللغـوي «فلا وجود للصوص إلا نادرا والجرائم والاغـتيالات تكاد تكون منعـدمة، ولا يمكن أن تفلت أية جريمة ... وهو الشيء الذي وفّر الأمن والحماية للمواطن في منزله»(50)،بل كانت العاصمة تشهـد أحسن نظام أمن في العالم وتعـتبر أأمن مدينة في العالم (51). هـذه النتيجة التي كانت ولاشك من ثمار حسن استغلال التعـدد اللغوي وما ينضوي تحته من أبعاد ثقافية واجتماعية كما رأينا، ذلك التناسق الذي نتج عنه أيضا ترسّخ مفهوم التسامح وصيرورته حقيقة مكرسة في الحياة اليومية لدى السكان بمدينة الجزائر بمختلف مشاربهم وتنوعاتهم وهـو ما شهد به ونقله لنا القنصل الأمريكي وليام شالر إذ قال ( ..هؤلاء السكان أبعد ما يكونون الهمجية فإن في سلوكهم لياقة ومجاملة وأنا قد وجـدتهم في المعاملات اليومية دائما مهذبين ومتمدّنين وإنسانيين، وأنا لم أكتشف فيهم حتى أعراض التعصب الديني أو الكره للأشخاص الذين يدينون بدين آخر غير دينهم ...ولا يضمرون عـداوة للأشخاص الآخرين الذين يسلكون طريقا آخر للحصول على رضى الله) (52) بهذه العـبارات الواضحة نقل لنا القنصل الذي عاش سنوات في ذلك المجتمع بعض الجوانب المتعـلقة بآثار الانسجام الاجتماعي في ظل التـعدد اللغوي.

ومن نتائج كذلك ما نجده من وجود مصلى خاص للمزابيين بحكم تنوعهم المذهبي يؤدون فيه واجباتهم الدينية ويحـفظون خصوصياتهم على غرار القبائل الذين كانت لهم مدرسة خاصة بهم(53) وهو ما يوحي بوجود مظاهر وممارسات أخرى في هـذا الصدد بحـيث تجد كل جماعة ذات تنوع فسحة لممارسة خصوصياتها وتكريس تنوعها في هناء وانسجام فنجد مثلا أن كلّ طائفة من الناس تركن إلى إيلاء المكانة لأحد الأولياء المعتبرين والموجودين بمدينة الجزائر فكان المزابيون يولون الأهمية لسيدي بنور والبحارة لا ينطلقون إلى البحر إلا بعـد أن يطلقوا مدافع سفنهم دليلا على ما يولون من أهمية لسيدي بتقة (54)، بل وسعي بعضهم ومساهمته في تعزيز مقومات التنوع لدى البعض الآخر فنجد كمثال ( مجموعة معتبرة من الأملاك الموقّـفة .. كانت تابعة لأفراد جماعة بني مزاب بالجزائر وخرجت عن أملاكهم ودخلت ضمن الوقف العام)(55) ولا ريب في وجودّ نظائر لهـذا السلوك الرائع ذي الأبعاد العميقة الدالة على تنوع و متانة الأواصر .

ومن بين أهمّ نتائج وانعكاسات الانسجام الاجتماعي أن الإشارات إلى الإشكالات الحاصلة بين الجماعات المختلفة معـدودة وقـليلة وهي ذات صبغة مهنية وليست مما يتّصل بالتنوع اللغوي، وباستقراء بعض المصادر نجـدها توحي بأنها قد حُـلّت في عمومها بأيسر الجهود، فعـندما وقع الإشكال بين بني مزاب وأرباب الصنائع الأخرى بخصوص إحدى القضايا وترافعـوا بشأنها إلى ذوي الاختصاص قاموا وقـد « توافـقـوا بذلك وتراضوا وانقطع الخصام بينهم»(56) وهناك عـدة نماذج ضمن المصادر المتعلقة بتلك الحقبة.

وإذا كان البعد اللساني أهم مظاهر التعدد الذي نحن بصدد الحديث عنه فإن من بين أهم نتائج الانسجام الاجتماعي هو امتلاك بني مزاب لغة جديدة على الأقل وهي العربية الدارجة مع احتفاظهم بلسانهم وفي ذلك ما فيه من الدلالات الإيجابية للتنوع والتعدد واستثماره كعنصر قوة وثراء فـلنا أن نتخيّل أن تلك الدارجة قـد ساهم في إثرائها العاصميون والجواجلة والأغواطيون والبساكرة والقبايل وبني مزاب وغيرهم، حتى غــدت في ذاتها درسا لمن اعتبر وتمعّـن، ونحسب أن هـذه اللهجة التي خرجت من رحم التعدد قد ساهم المزابيون في إثرائها ببعض المفردات خلال تلك المدة الطويلة التي ظلوا فيها بين جنبات الجزائر المحروسة وقد تكون المواد المحلية المجلوبة من وادي مزاب كالزرابي المختلفة والتمور المتعـددة وغيرها مما أتحف اللهجة العاصمية وبالمقابل فإن المزابيين قد حملوا معهم مفردات وتعابير إلى لسانهم بل ونجـد ألقابا عائلية في مزاب كان منشؤها ولاشكّ وجود المزابيين بالعاصمة إبان الفترة العثمانية كلقب الأمين وكاهية وحوات وخواجة... وكذلك ومن خلال البحث الذي أجرته الطالبة فطيمة حاج عمر والذي جمعت فيه نصوصا لأناشيد احتفالية في منطقة وادي مزاب فإن من بينها تظهر فيه بصمة تأثر المزابيين باللغة العربية الدارجة من خلال وجودهم مدينة الجزائر(57)وكل هذا مما يبرز ذلك الانسجام الاجتماعي .

   ولعلنا نختم هـذا المبحث بإحدى النتائج الهامة للانسجام الاجتماعي الناتج عـن حسن استغلال التعدد اللغوي واعتباره مغنما ومكسبا وعنصر ثراء وقوة وتكامل، تلك النتيجة الهامة هي وقوفهم المشترك إزاء التهديدات التي ظلت تتهـدّد مدينة الجزائر منذ فجر الفـترة العثمانية فهذا خير الدين بربروس يقود حروبا بعدد كبير من المجاهـدين من العرب والبربر(58)، وظلّ الأمر على هذه الحال خلال كامل الفـترة العـثمانية ثم ما بعـدها.

 --------------------------------------

الهوامش

(20)محمود فهمي حجاز، مدخل إلى علم اللغة المجالات والاتجاهات، ن : دار قباء الحديثة للطباعة والنشر والتوزيع، ط 04، 2007م، ص8.

(21) عبدالسلام المسيدي، اللسانيات من خلال النصوص، ن: دار الكتب التونسية للنشر، ( د ط)، 1984م، ص 172.

(22) المصدر السابق ، ص 175

(23) صالح بلعيد، في الامن اللغوي، ن: دار هومة الجزائر، د ط، 2010م، ص 224.

(24) عبد الحميد بن أبي زيان بن أشنهو،دخول الأتراك العثمانيين إلى الجزائر، 1392هـ/1972م، ص 94.

(25) ناصر الدين سعيدوني– الشيخ المهدي بوعبدلي، الجزائر في التاريخ (العهد العثماني)، ن: المؤسسة الوطنية للكتاب، 1984م، ص 114.

(26)شويهد، قانون، ص 91.

(27) وقاد، جماعة بني مزاب، ص 198.

(28) وليام شالر، مذكرات، ص 112.

(29) عائشة غطاس، الحرف والحرفيون، ص 115.

(30) المصدر نفسه، ص 316- 336.

(31)شويهد، قانون، ص 49.

(32) المصدر نفسه، ص 42.

(33) عائشة غطاس، الحرف والحرفيون، ص 123.

(34)المصدر نفسه، ص 124.

(35)يذكر جدي السيد الحاج يوسف بن قاسم باي أحمد أن هذا الدعاء مما أوصته والدته بترديده عند بداية العمل وهو ما طبقه فعلا وقـد تبعه بعض العمال الذين كانوا معه في المتجر .ومعنى الدعاء بالتقريب ( يا رب السماوات والأرض أرزقني يا من رزقت المنقطع في الصحراء ).

(36) اتفاق علماء وادي مزاب بتاريخ: أواسط رجب 1249هـ، نسخة مصورة بحوزتنا.

(37) عائشة غطاس، الحرف والحرفيون، ص 124.

(38) وليام شالر، مذكرات، ص 67.

(39) انظر مثلا: https://gallica.bnf.fr

(40) عائشة غطاس، الحرف والحرفيون، ص 125.

(41) حمو النوري، دور الميزابيين، ص 172

(42)عـن السيد بعمارة بكير المهتم بتراث منطقة وادي مزاب .

(43) عائشة غطاس، الحرف والحرفيون، ص 106.

(44) رواه أحمد، باقي مسند الأنصار، رقم: 22391.

(45) عمر سعيدان، علاقات إسبانيا القطلانيةبتلمسان في الثلثين الأول والثاني من القرن 14م، منشورات سعيدان، ط 1، 2002م، ص 44.

(46) شويهد، قانون، ص 39.

(47) وليام شالر، مذكرات، ص 99.

(48) عائشة غطاس، الحرف والحرفيون، ص 188.

(49)شويهد، قانون، ص 61.

(50) عائشة غطاس، الحرف والحرفيون، ص 73.

(51) وليام شالر، مذكرات، ص 78.

(52) المصدر نفسه، ص 80.

(53) المصدر نفسه، ص 112-117 .

(54) عائشة غطاس، الحرف والحرفيون، ص 124.

(55) وقاد، جماعة بني مزاب، ص 192.

(56)شويهد، قانون، ص 98.

(57) فطيمة حاج عمر، التماسك الاجتماعي والاحتفالية الدينية بمنطقة في الوسط النسوي بمنطقة غرداية .مذكرة ماجستير ، المركز الجامعي غرداية، الموسم الدراسي 2010/2011 . ملحق الرسالة .

(58) خير الدين بربروس، مذكرات خير الدين بربروس، تر: د. محمد دراج، شركة الأصالة للنشر والتوزيع، ط 01، 1431هـ/2010م، ص 77.